الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
فإن غاية ما ينتهي إليه حال من فقد الطعام والشراب هو موت البدن ، وموت البدن أخفّ على الناس من موت القلب ، وهذا ما هو واقع بالفعل من جرّاء غياب الشريعة ، ومنهج الحياة ، وأي حياة ترتجى لأناس تحرّكهم شهواتهم وأهواؤهم كريشة في مهب الريح ؟ وشتان ما بين موت البدن وموت القلب .
وما فتيء الطغاة يكيدون للشريعة ودعاتها يريدون بذلك الإنسان الميت الضمير الذي يحركونه كما تحرك الدُمى بالخيوط ، ويتناسون أن الإسلام (( فطرة الله التي فطر الناس عليها )) الروم 30 ، ولا بد لهذه الفطرة من البروز بعد أن يهيئ الله لها من يجلوها ويزيل ما علق بها من صدأ وغبار ، وسيعود المجتمع الإسلامي مرة أخرى إن شاء الله ـ ولا بد لميلاده من مخاض ولا بد لمخاضه من آلام ـ مجتمعا يعيش فيه الناس إخوانا ، وتكون فيه الحياة صافية من كل كدر ، كما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ظهر الفساد في البر والبحر ، وحال الطغاة بيننا وبين المحجة البيضاء (( يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا )) الأعراف : 45 .
ولذلك أخي ليس لك من حياة في هذه الأرض إلا حياة الجهاد ، وهل الدنيا إلا حق يحيط به ظلام الباطل ، فأزِل هذا الظلام ليظهر الحق نورا وهّاجا تشع به الحياة مرة أخرى ، هيا بنا يا رفاق نعود مرة أخرى إلى حياة رسولنا صلى الله عليه وسلم القدوة ونحمل مشعل الدعوة لنضيء به الطريق أمام هذه الجماهير التي تنتظر إسعافها بهذا النور ، ونحرق به من يتصدى لنوره يحجبه عن أعين الناس وقلوبهم كما فعل رسولنا القدوة عليه أفضل الصلاة والسلام ... فهنيئا لك العَوْد وهنيئا لك أخي الداعية في حملك لواء حمله قبلك رسولنا القدوة صلوات الله وسلامه عليه ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم