الشوارعية الدولية

    • الشوارعية الدولية


      السلام عليكم




      البلهاء والسذج فقط هم الذين لا يزالون يعتقدون بأن هناك شيئا اسمه الشرعية الدولية ، فبعد أن تحول "كوفي أنان" السكرتير العام للأمم المتحدة إلى لاعب محترف بقرارات الشرعية الدولية ، يرتب أوراقها ويضع أولوياتها وينفذها طبقا لما تراه "إسرائيكا" أصبح واضحا لكل ذي عقل أن هيئة الأمم المتحدة قد حادت عن المبـادئ التى أنشئت طبقا لها في أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد أن أصبحت لعبة في يد الإدارة الأمريكية فتحولت إلى "أمم متحدة أمريكية"0

      وقد جيشت الولايات المتحدة ـ بعد أحداث سبتمبر 2001 ـ معظم دول العالم وراءها من أجل محاربة ما أسمته بالإرهاب الدولي معتقدة أن القضاء علي هذا "الإرهاب" هو مجرد نزهة تستغرق عدة أيام ، لكن فشل قوات التحالف في تحقيق أهدافها الرئيسة أصابها بـ "جنون البشر" بعد انتشار الجمرة الخبيثة في عقول بعض قادتها ومفكريها فأعلنت أن الحرب قد تستمر عدة سنوات من أجل محاربة "الإرهاب الدولي"0

      وكان هدف الولايات المتحدة من تكوين ما يعرف بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بطريقة من ليس معنا فهو ضدنا هو تدمير منظمة القاعدة وإبادة حركة طالبان والقبض علي بن لادن حيا أو ميتا ، وفي سبيل تحقيق هدفها غيرت الولايات المتحدة وتابعتها بريطانيا العظمى "سابقا" ـ سبب كل المشكلات التى تعانى منها منطقة الشرق الأوسط برمتها سواء في فلسطين أو في كشمير ـ غيرت نظام الحكم في أفغانستان ونصّبت "قرضاى" رئيسا لحكومتها مستعينة في ذلك برئيس الباكستان "الإسلامية" الذي سخر أرض بلاده وبحرها وجوها لقوات التحالف تعربد فيها وتضرب منها أرض أفغانستان0

      ورويدا رويدا بدأت نتائج غارات قوات التحالف علي أفغانستان تظهر للعيان وهى باختصار آلاف الضحايا من المواطنين الأبرياء وعشرات المئات من المباني المهدمة ومحطات الطاقة الكهربائية المدمرة ومئات الكيلومترات من الطرق التى أتلفت وبعض السدود المتصدعة وعشرات الآلاف من المدنيين القتلي0

      ورويدا رويدا تحول ما يحدث لشعب أفغانستان إلى ما يشبه تماما ما يحدث لشعب فلسطين ثم انتقلت التجربة القذرة بكل سوءاتها الي العراق الشقيق وهي التجربة التى تعد الولايات المتحدة لتجربتها في شعوب إسلامية وعربية أخرى في المستقبل00وأصبحت الولايات المتحدة تقلد ربيبتها إسرائيل فيما تقوم به من إرهاب دولي فى أراضى السلطة الوطنية الفلسطينية ، بل وتفوقت عليه وقاحة وخسة ونذالة فيما فعلته وتفعله في أبناء الشعب العراقي (الغريق)0

      لقد حاصرت الولايات المتحدة ما كان يعرف سابقا بالشرعية الدولية بإبرامها مؤخرا اتفاقا مع ربيبتها إسرائيل يمتنع بموجبه أي من البلدين عن تسليم مواطني البلد الآخر إلى المحكمة الجنائية الدولية في "لاهاي" دون موافقة حكومته وذلك بهدف محاصرة هذه المحكمة ـ التى تمثل أحد أركان الشرعية الدولية ـ وتهميش دورها وشل نشاطها بعد فشل إسرائيل في استبعاد النص الذي يجعل من الاستيطان جريمة من جرائم الحرب

      وبعد أن وافق "كلينتون" رئيسها السابق علي ميثاق "كيتو" للحد من انبعاث عوادم الصناعة تنصلت حكومة "بوش الابن" منها ورفضت الاعتراف بأن الجزء الأكبر من ملوثات الغلاف الجوي للأرض (25%) يصعد من مصانعها ، وهو الرفض الذي استمر خلال مؤتمر قمة الأرض الذي عقد في جوهانسبرج مؤخرا0

      ورغم تشدقها بأنها الحامي الأوحد للديموقراطية والسلام في عالم اليوم!!! وبأنها المحافظ الرئيس علي حقوق الإنسان بل والحيوان أيضاً!! نراها تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان فوق أراضيها ذاتها ـ خاصة ضد المسلمين والعرب ـ أو كما يحدث لأسري قاعدة "جوانتانامو" أو ما كشف مؤخرا من مخازٍ يشيب لهولها الولدان من تعذيب واغتصاب وانتهاك لكل القيموالأعراف والأخلاق البشرية فيسجن أبي غريب ببغداد0

      ومن مظاهر استبعادها للشرعية الدولية إقرار الكونجرس لـ "قانون الحرية الدينية في العالم" في أكتوبر 1998 وهو القانون الذي فوضها في رصد ومتابعة أوضاع الحرية الدينية في العالم!! واتخاذ ما تراه من إجراءات وعقوبات مناسبة لدعم الانتشار التبشيري ، وما اتفاق "مشاكوس" الآيل للسقوط المبرم مؤخرا بين حكومة السودان ومتمردي الجنوب إلا ثمرة لهذا القانون بعد أن "أمر" جون دانفورث القس الموفد من قبل الحكومة الأمريكية لحل مشكلة السودان الحكومة السودانية بالموافقة علي إعطاء سكان الجنوب حق تقرير المصير مما سوف يؤدى إلى تقسيم السودان إلى أكثر من كيان 0

      إن لـ "الفتونة" أصولاً تتمثل في مناصرة القوي للضعيف حتى يأخذ حقه كما كان يفعل "فتوات" مصر فيما مضى أما أن تنفرد دولة واحدة بمقدرات العالم فتعربد فيه علي هواها وتنصر الظالم المستبد علي الضعيف المقهور وتدمر بيئته وتتحكم في سياسات دوله المستقلة فهذا ما يمكن أن نطلق عليه "الشوارعية الدولية"0



      منقول
    • نشكر ااخي على مشاركتك بهذا الموضوع

      والايام الاتية تبين اكثر واكثر حقائق ماتخفيه الطواغية بعد ان عرفنا هدفهم من حرب العراق والان تدخلها في قضية دارفور والله العالم ماستفعله في المستقبل