لصوص العراق الجديد ****عبد الباري عطوان!!!!

    • لصوص العراق الجديد ****عبد الباري عطوان!!!!

      بدأت ملامح العراق الجديد التي بشرتنا بها الادارة الامريكية، وجيشها الجرار من المسؤولين و المثقفين العراقيين، لتغطية غزوها العسكري التدميري للعراق، تتبلور يوما بعد يوم، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
      اولا: حكومة الدكتور اياد علاوي الديمقراطية اعادت العمل بقانون الاعدام، وهددت باعدام كل من يخرج علي النظام، والانكي من ذلك ان وزير حقوق الانسان، وهو كردي عاني من التعذيب، وعاش جل حياته في المنفي، ايد هذه الخطوة بحماس غير عادي. فأي وزير هذا، واي حقوق انسان تلك التي يتزعم وزارتها؟
      ثانيا: الدكتور احمد الجلبي وابن شقيقه سالم الجلبي مدير عام محاكمة مسؤولي النظام العراقي السابق، وعلي رأسهم الرئيس صدام حسين، صدرت في حقهما مذكرة اعتقال من قبل قاض عراقي، الاول بتهمة تزوير دنانير عراقية وتجاوزات مالية اخري، والثاني بتهمة القتل. الدكتور الجلبي كان من ابرز المبشرين بالعراق الجديد القائم علي النزاهة وعدالة القضاء، والحريات والشفافية.
      ثالثا: منظرو الغزو العسكري الامريكي ومفكروه رسموا لنا صورة وردية عن الحريات الاعلامية في العراق الامريكي، وقالوا ان بغداد ستكون عاصمة جمهورية افلاطون العصرية، وواحة للاعلام الحر. وها هي حكومة الدكتور علاوي تقدم لنا نموذجا ناصعا في هذا الخصوص، باغلاقها مكتب قناة الجزيرة الفضائية، بعد اغلاق مكتب قناة العربية قبل اقل من عام.
      رابعا: القوات الامريكية ترتكب مجازر في النجف الاشرف، وتحرق المقدسات، والاغرب من ذلك ان انصار امريكا، من الكتاب والشعراء والمثقفين لا ينطقون بكلمة احتجاج واحدة، وكأن الذين يستشهدون في النجف ليسوا عراقيين وليسوا بشرا.
      نفهم ان معظم هؤلاء كانوا يسكتون علي مجازر امريكا في الفلوجة وبعقوبة لان ضحايا هذه المجازر من طائفة اخري، او لانهم متهمون، وبسبب طائفتهم، بمساندة الرئيس العراقي صدام حسين ونظام حكمه، ولكن ما لا نفهمه صمتهم المريب هذا علي الضحايا الشهداء من ابناء الطائفة الشيعية المناضلة المجاهدة.
      فهل قتل الطائرات والصواريخ الامريكية للعراقيين، بغض النظر عن مذهبهم، هو حلال ومباح في نظر هؤلاء؟ ثم اين أدبياتهم التي سطروها تباكيا علي حقوق الانسان والحريات في العراق، ولماذا لا ينحازون لابناء جلدتهم، واذا كانوا يفرقون بين العراقيين علي اسس طائفية، وهم كذلك فعلا، فلماذا لا ينحازون الي ابناء طائفتهم؟
      ونجد من حقنا ايضا ان نسأل عن حزب الدعوة ، والمجلس الاعلي للثورة الاسلامية، ونطالب قيادتيهما باعطاء تفسير لصمتهما هذا علي انتهاك حرمة المقدسات في النجف في وضح النهار. فأي دعوة هذه التي تبارك هذا العدوان الامريكي، واي ثورة اسلامية هذه التي لا ينحاز اهلها وقادتها الي المحرومين المدافعين عن كرامة هذه المقدسات؟
      محاولة ارتداء عباءات الوساطة ، وبذل الجهود الطيبة من اجل وقف القتال التي يتدثر بها بعض القيادات الاسلامية في النجف هي تهرب من المسؤولية، وطريقة مكشوفة للخداع، لا يمكن ان تنطلي علي طفل ساذج يركض مذعورا في حواري النجف الاشرف وازقته.
      جيش المهدي يقاتل الاحتلال، ويخوض حرب تحرير، ويلبي نداء الخالق جلّ وعلا في مواجهة الظلم الواقع علي هذا الشعب العربي المسلم. ولذلك يستحق هذا الجيش وقيادته كل الدعم والمساندة. فهو يقاتل علي ارضه، ويدافع عن مقدساته، فماذا يفعل الآخرون، وعن ماذا يدافعون، عن امريكا واحتلالها؟
      السيد مقتدي الصدر ليس طارئاً علي العراق، ولم يأت الي النجف الاشرف علي ظهر دبابة امريكية، ولم يهرب من مواجهة النظام، بل بقي علي ارضه ووسط اتباعه، ولم يغير مواقفه، ويبارك احتلال بلاده ولهذا اكتسب كل هذه الشعبية، ودخل التاريخ من انصع ابوابه، اياً كان مصيره.
      الرئيس الامريكي جورج بوش نفسه قال انه لو كانت بلاده محتلة، سيحمل البندقية ويقاوم الاحتلال، فلماذا يعيبون علي السيد الصدر مقاومته، ولماذا يشككون في مقاومة الآخرين ويعتبرونها ارهابا؟
      الارهابيون الحقيقيون هم الذين يقفون في خندق الاحتلال، ويوفرون الغطاء له، ويتجسسون علي ابناء وطنهم، ويشاركون في قتل المقاومين الذين لبوا نداء الواجب، وحملوا السلاح في مواجهة الغزو وقواته.
      المشروع الامريكي فشل في العراق لانه قام علي العدوان والاذلال والقهر، واعتمد علي اللصوص والمرتزقة من الذين ليست لهم علاقة بالعراق غير الاسم فقط. وتحركهم الاحقاد ضد كل ما هو عربي، وكل ما هو مسلم. وها هم رموز هذا المشروع يسقطون الواحد تلو الآخر، بعد ان سقطت الاقنعة، وظهرت وجوههم علي حقيقتها.
      العراق الامريكي الجديد عراق يديره اللصوص والقتلة والمزورون وعملاء وكالات المخابرات الاجنبية. عراق بلا ماء ولا كهرباء ولا امن ولا استقرار ولا كرامة.
      الظاهرة الوحيدة المشرفة في هذا العراق الكبير العظيم هم هؤلاء الذين يرفعون السلاح في وجه الاحتلال، ولصوصه ومزوريه، وهؤلاء هم الذين سيؤسسون للعراق الجديد، العراق الديمقراطي الذي يحكمه الشرفاء والمؤمنون الحقيقيون، ويتساوي فيه الجميع، وتذوب فيه الفوارق الطبقية والعرقية والطائفية، وتختفي منه وجوه الفتنة هذه التي هبطت علي ارضه ببراشوتات امريكية .
    • مذكرتا الاعتقال اللتان صدرتا قبل ثلاثة ايام باعتقال الدكتورين احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي، وابن شقيقه سالم الجلبي المسؤول عن ترتيب محاكمة الرئيس صدام حسين واعضاء حكومته وقيادة حزبه، تشكلان اغرب تطور في الازمة العراقية الحالية، مثلما تشكلان اكبر احراج للادارة الامريكية والمحافظين الجدد الذين يسيطرون علي دائرة صنع القرار فيها.
      فمن المفارقة ان الدكتور احمد الجلبي كان المرشح الرئيسي من قبل وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) لحكم العراق خلفا للرئيس العراقي صدام حسين. وكان الشخص الاكثر قربا الي قلب دونالد رامسفيلد وزير الدفاع وكل افراد العصابة المؤيدة لاسرائيل في الادارة، وخاصة بول وولفويتز وريتشارد بيرل. وها هو يواجه اتهامات جديدة، ومن قبل حكومة عراقية معينة امريكيا، بالتزوير والفساد المالي. وهي اتهامات ليست جديدة، فالرجل مطلوب للقضاء الاردني بعد ادانته باختلاس ما مجموعه ثلاثمئة مليون دولار من بنك البتراء.
      ولا بد ان الادارة الامريكية، او الاجهزة الامنية فيها علي وجه الخصوص، كانت علي علم بالتهم الموجهة الي الدكتور الجلبي في الاردن، ووقائع محاكمته، ولكنها اصرت علي التعاون معه، ورعايته كشخصية تقود العراق الجديد ، والسبب في ذلك يعود الي علاقاته مع اللوبي الاسرائيلي في واشنطن، وصلاته القوية مع الاجهزة الاسرائيلية في القدس المحتلة.
      فالولايات المتحدة هي التي عرقلت تسليم الدكتور الجلبي الي الحكومة الاردنية، وهي التي زودته بالمال والنفوذ، وهي التي اعادته الي الناصرية علي ظهر احدي طائراتها، وعينته عضوا في مجلس الحكم، وجعلته مسؤولا عن لجان الاستخبارات والمالية في عراق ما بعد الاحتلال.
      ولعل قصة الدكتور سالم الجلبي اكثر غرابة من قصة عمه، فالرجل متهم بالتورط في مؤامرة قتل احد اعضاء اللجنة المالية، واذا ما جري تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة في حقه، فانه سيشرف علي ترتيب محاكمة الرئيس صدام حسين من زنزانة مجاورة لزنزانته.
      العراق الجديد اصبح عنوانا للفساد والمحسوبية والفوضي الدموية. واسرة الجلبي ليست الوحيدة الفاسدة، بل الغالبية العظمي من العوائل والاحزاب والجماعات العراقية التي عادت الي العراق علي ظهر الدبابات الامريكية.
      فهذه الشخصيات العراقية التي اسهبت في وصف النظام السابق بالديكتاتورية والفساد، تمارس حاليا اسوأ انواع الفساد والمحسوبية، فجميع الصفقات التجارية والمشاريع يجب ان تمر عبرها، ومعظم الوزارات والوظائف الهامة وغير الهامة في الدولة جري اشغالها بأقرباء هؤلاء وابناء عشيرتهم ودون ان يتمتع هؤلاء بالحد الادني من الكفاءة.
      ان توقيت فضيحة (جلبي غيت) هذه تأتي في وقت تحاول فيه الادارة الامريكية بذل كل ما في وسعها للايحاء بان الاوضاع في العراق مستقرة وفي تحسن، علي امل الفوز في الانتخابات الرئاسية التي باتت علي بعد اسابيع معدودة.
      الاوضاع في العراق تتدهور، وتسير من سييء الي اسوأ، لان الادارة الامريكية اعتمدت علي اللصوص والفاسدين، علاوة علي اقدامها علي مغامرة خاسرة وغير قانونية في احتلالها للعراق، فحكومة الدكتور علاوي لا تستطيع حماية نفسها، ناهيك عن حماية الانسان العراقي، ولا تحكم خارج نطاق المنطقة الخضراء. اما باقي العراق فاما غارق في الفوضي او يقع تحت حكم رجال المقاومة العراقية بعد تحريره بالكامل مثل سامراء والفلوجة والرمادي ومدينة الصدر في بغداد.
      السؤال المطروح الآن هو عن الشخص او الاشخاص الذين ستصدر في حقهم مذكرات اعتقال في المستقبل بتهم تتراوح بين الفساد والسرقة والقتل؟ فالغالبية الساحقة من حكام العراق الجدد هم من المجرمين السابقين او الحاليين، ناهيك عن تهمة التعامل مع قوات الاحتلال، وهي التهمة الاخطر في رأينا، ورأي غالبية العرب والعراقيين.
    • سيبقى العراق لرجالة الشرفاء اما هؤلاء الخونة الذين يتسابقون للتشهير بأسمائهم فلن يحصدون أكثر ما حصدة القلبي وابن اخية هكذا هو حال كل خائن اما تربة العراق الشريف فهي شريفة ببقاء رجالها الشرفاء الذين يضحون بدمائهم واولادهم ويقدمونهم دفاعا عن العراق وتربتة وسنرى ما يحل بعلاوي وان ذلك آتيا لقريب اما امريكا فهي بالعراق من عداد الاموات فلن يبقى حليفا واحدا لهم وسيفرون ويعودون من العراق يجرون ازيال الخيبة والعار
      والنصره الله
    • جنكيزخان وضع سنة حميدة، لجزاء العملاء سرى عليها من أتوا بعده ليومنا هذا، وإن لم يكن بنفس القالب المغولي الرعوي العنيف.
      جزاء إبن العلقمي، كان حز رأسه وأن تجعل من جمجمته، طاسة خمر الخان العظيم، لأنه لا أمان لخائن أبدا.
      تكرر العقاب كما قلنا وأخذ صورا أكثر مدنية، ولكن فحواه ومضمنونه بقي، فقطع الرأس لايختلف كثيرا، عن بتر علاقة العميل بوطنه، ووجود العميل رهين بوجود أسياده، وهم غالبا ما يتركونهم وراءهم لمصيرهم الأسود، مع شعب خانوه وباعوه.
      نسمع أحيانا هنا من يخرج علينا بالعجب العجاب، وهو أن المجاهد صدام حفظه الله عميل، وهو من جلب الأميريكين هنا!!
      كفى سخفا وتجنيا وترديدا لمقولات العملاء، يبررون بها خيانتهم، أعميل هو لأنه لم يفرط بالكرامة؟ أما من تآمر وتعامل مع الموساد والسي أي إيه، وقدم على دبابات العدو وأيضا من قدم تسهيلات لوجستية وفتح أرضه وسمائه وخزائنه لتدمير العراق وطني؟ ويحكم ساء ما تحكمون، تلك والله قسمة ضيزى.
      أشهد الله أن محبتى للرئيس صدام بدآت بعد موقفه الأخير، وإزدادت بعد إستشهاد ولديه وحفيده، وتألقت بعد وقوعه بأيدي الأعداء، وإقترنت بإحترام لا أكنه لمخلوق آخر بعد والدي رحمه لله، إذ وجدته بعد ذلك صابرا جلدا قويا، وأحسب أن كل عربي شريف يرى الأمور كما أراها، ومالهم من مطمع بالأمر.
      لا نامت أعين الجبناء الخونة المجوس العلاقمة!.