بادرت الحكومة السعودية بالاعلان عن زيادة انتاجها النفطي بحوالي مليون وربع المليون برميل في محاولة من جانبها لتخفيض اسعار النفط، والحيلولة دون وصولها الي معدلات مرتفعة، يمكن ان تلحق الاضرار بالاقتصاد الغربي، والامريكي علي وجه الخصوص.
اسعار برميل النفط تخطت الـ45 دولارا، وبدأت تتجه نحو الحاجز النفسي المرعب وهو خمسون دولارا، الامر الذي اثار حالة من الذعر في اوساط الادارة الامريكية الجمهورية، لان استمرار ارتفاع الاسعار، ووصولها الي ارقام قياسية قبل شهرين تقريبا من بدء الانتخابات الرئاسية سيشكلان نكسة للاقتصاد الامريكي وينعكسان سلبا بالتالي علي آمال الرئيس جورج بوش في الفوز في هذه الانتخابات علي غريمه الديمقراطي جون كيري.
الآراء تعددت حول هذا الارتفاع المفاجيء لاسعار النفط، فالبعض رده الي تصاعد حال التوتر في العراق واتساع نطاق المواجهات بين القوات الامريكية وجيش المهدي الذي يتزعمه السيد مقتدي الصدر، ووصولها الي البصرة حيث يتركز انتاج النفط العراقي وموانيء تصديره. والبعض الاخر يعتقد ان مجموعة من المضاربين تقف خلف هذه الزيادة، وتحدث مثل هذا الارباك في الاسواق النفطية العالمية.
الامر المؤكد ان العامل العراقي بمختلف تشعباته يلعب دورا رئيسيا في هذا الارتفاع، فالمشروع الامريكي في خلق عراق جديد وديمقراطي ومستقر يواجه المزيد من الفشل يوما بعد يوم. فالادارة الامريكية ارادت ان تجعل من العراق الذي يحتوي علي احتياطات نفطية مثبتة تصل الي 115 مليار برميل، البديل الموازي للمملكة العربية السعودية بحيث لا تظل معتمدة بالكامل علي النفط السعودي الذي يسد عشرين في المئة تقريبا من وارداتها الخارجية.
الحكومة السعودية تراهن علي فوز المرشح الجمهوري جورج بوش، وتأمل ان يتم انتخابه لولاية ثانية، لان المرشح الديمقراطي جون كيري كان واضحا في تهديداته بوقف الاعتماد علي النفط السعودي في حال فوزه في الانتخابات، وممارسة ضغوط من اجل تحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية علي وجه الخصوص.
الكاتب الامريكي الشهير بوب وودورد قال في كتابه الاحدث حول خطط الحرب في العراق، ان الاسرة الحاكمة السعودية تعهدت للرئيس الامريكي جورج بوش بدعم حملته الانتخابية وبذل كل ما يمكن من جهود من اجل فوزه في الانتخابات وذلك من خلال تخفيض اسعار النفط لضمان استمرار التحسن في الاقتصاد الامريكي، واضاف ان الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز السفير السعودي في واشنطن حمل هذا التعهد شخصيا الي الرئيس بوش.
والجهود السعودية لدعم حملة الرئيس بوش الانتخابية لم تقتصر فقط علي التدخل بقوة لتخفيض اسعار النفط، بل تعدتها الي محاولة توفير شرعية عربية واسلامية للاحتلال الامريكي للعراق والحكومة العراقية المؤقتة التي يرأسها الدكتور اياد علاوي من خلال اطلاق مبادرة بارسال قوات عربية واسلامية الي العراق، وهي المبادرة التي جري سحبها وبطريقة مهينة، عندما قوبلت بالرفض من معظم الدول العربية والاسلامية، وخاصة من قبل مصر واليمن والجزائر والمغرب، ووجهت بحملة انتقادات اعلامية شرسة.
انها مقامرة سعودية خطرة بكل المقاييس، فالبلد يواجه اضطرابات داخلية، وضغوطا اصلاحية متنامية من
قبل تجمعات ليبرالية ودينية في الوقت نفسه، ومحاولة ارضاء ادارة الرئيس بوش الجمهورية المكروهة عربيا واسلاميا ودوليا بكل طريقة ممكنة ربما تزيد من حال عدم الاستقرار والتوتر التي تعيشها المملكة حاليا.
الاسرة الحاكمة في السعودية ظلت تردد دائما بانها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لاي بلد عربي او غير عربي، علي أمل ان لا يتدخل احد في شؤونها الداخلية، ومحاولة دعم مرشح ضد آخر في الانتخابات الرئاسية الامريكية تشكل خروجا واضحا عن هذا المبدأ، ربما تكون له نتائج خطيرة في حال فوز المرشح الاخر، لان تدخله في الشأن الداخلي السعودي انطلاقا من نزعة انتقامية، تحت ذريعة تنفيذ برامج ووعود انتخابية سيكون مبررا، و البادي اظلم مثلما يقول المثل الشعبي العربي.
اسعار برميل النفط تخطت الـ45 دولارا، وبدأت تتجه نحو الحاجز النفسي المرعب وهو خمسون دولارا، الامر الذي اثار حالة من الذعر في اوساط الادارة الامريكية الجمهورية، لان استمرار ارتفاع الاسعار، ووصولها الي ارقام قياسية قبل شهرين تقريبا من بدء الانتخابات الرئاسية سيشكلان نكسة للاقتصاد الامريكي وينعكسان سلبا بالتالي علي آمال الرئيس جورج بوش في الفوز في هذه الانتخابات علي غريمه الديمقراطي جون كيري.
الآراء تعددت حول هذا الارتفاع المفاجيء لاسعار النفط، فالبعض رده الي تصاعد حال التوتر في العراق واتساع نطاق المواجهات بين القوات الامريكية وجيش المهدي الذي يتزعمه السيد مقتدي الصدر، ووصولها الي البصرة حيث يتركز انتاج النفط العراقي وموانيء تصديره. والبعض الاخر يعتقد ان مجموعة من المضاربين تقف خلف هذه الزيادة، وتحدث مثل هذا الارباك في الاسواق النفطية العالمية.
الامر المؤكد ان العامل العراقي بمختلف تشعباته يلعب دورا رئيسيا في هذا الارتفاع، فالمشروع الامريكي في خلق عراق جديد وديمقراطي ومستقر يواجه المزيد من الفشل يوما بعد يوم. فالادارة الامريكية ارادت ان تجعل من العراق الذي يحتوي علي احتياطات نفطية مثبتة تصل الي 115 مليار برميل، البديل الموازي للمملكة العربية السعودية بحيث لا تظل معتمدة بالكامل علي النفط السعودي الذي يسد عشرين في المئة تقريبا من وارداتها الخارجية.
الحكومة السعودية تراهن علي فوز المرشح الجمهوري جورج بوش، وتأمل ان يتم انتخابه لولاية ثانية، لان المرشح الديمقراطي جون كيري كان واضحا في تهديداته بوقف الاعتماد علي النفط السعودي في حال فوزه في الانتخابات، وممارسة ضغوط من اجل تحقيق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية علي وجه الخصوص.
الكاتب الامريكي الشهير بوب وودورد قال في كتابه الاحدث حول خطط الحرب في العراق، ان الاسرة الحاكمة السعودية تعهدت للرئيس الامريكي جورج بوش بدعم حملته الانتخابية وبذل كل ما يمكن من جهود من اجل فوزه في الانتخابات وذلك من خلال تخفيض اسعار النفط لضمان استمرار التحسن في الاقتصاد الامريكي، واضاف ان الامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز السفير السعودي في واشنطن حمل هذا التعهد شخصيا الي الرئيس بوش.
والجهود السعودية لدعم حملة الرئيس بوش الانتخابية لم تقتصر فقط علي التدخل بقوة لتخفيض اسعار النفط، بل تعدتها الي محاولة توفير شرعية عربية واسلامية للاحتلال الامريكي للعراق والحكومة العراقية المؤقتة التي يرأسها الدكتور اياد علاوي من خلال اطلاق مبادرة بارسال قوات عربية واسلامية الي العراق، وهي المبادرة التي جري سحبها وبطريقة مهينة، عندما قوبلت بالرفض من معظم الدول العربية والاسلامية، وخاصة من قبل مصر واليمن والجزائر والمغرب، ووجهت بحملة انتقادات اعلامية شرسة.
انها مقامرة سعودية خطرة بكل المقاييس، فالبلد يواجه اضطرابات داخلية، وضغوطا اصلاحية متنامية من
قبل تجمعات ليبرالية ودينية في الوقت نفسه، ومحاولة ارضاء ادارة الرئيس بوش الجمهورية المكروهة عربيا واسلاميا ودوليا بكل طريقة ممكنة ربما تزيد من حال عدم الاستقرار والتوتر التي تعيشها المملكة حاليا.
الاسرة الحاكمة في السعودية ظلت تردد دائما بانها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لاي بلد عربي او غير عربي، علي أمل ان لا يتدخل احد في شؤونها الداخلية، ومحاولة دعم مرشح ضد آخر في الانتخابات الرئاسية الامريكية تشكل خروجا واضحا عن هذا المبدأ، ربما تكون له نتائج خطيرة في حال فوز المرشح الاخر، لان تدخله في الشأن الداخلي السعودي انطلاقا من نزعة انتقامية، تحت ذريعة تنفيذ برامج ووعود انتخابية سيكون مبررا، و البادي اظلم مثلما يقول المثل الشعبي العربي.