هذه رسالة شخصية استلمتها من صديق لي ، طبعا هو كتبها لنشرها ايضا
في هذا اليوم و أنا في طريق العودة الى منزلي , كنت جالساً بجانب سائق التكسي و في وسط الزحام و أذا بسيارتين همر أمريكيتان تمر بجانبنا, و في مثل هذا الموقف و في سط مثل هذه الأزدحامات دائماً أضع ثقتي بالله و أبدأ بقرأة أية الكرسي, لأنني أعرف القصة جيداً و التي تتكرر دائماً. حيث أن المقاومة العراقية الشريفة فجرة هذا اليوم عبوة ناسفة بالقرب مني و بالقرب من كل السيارات التي في الأزدحام..............و عفوا أن كنت قد نسيت فهي بجانب سيارتي الهمر الأمريكيتان أيضاً.
و في هذه اللحظات أنعدمة الرؤيا فالأتربة ملئة الأجواء و لا أدري من هم أصحاب الأشلاء. فلا يهم أن كان المقتول عراقياً أو عراقيان أو عشرة عراقيين ما دامت هنالك سيارتي الهمر. فيبدو أن هذه المقاومة الشريفة لديها قياسات جميلة فالظاهر أن عشرة عراقيين لا يساوون أمريكي واحد. فدم العراقي يقاس بالدينار العراقي و دم الأمريكي يقاس بالدولار الأمريكي.
و المهم و بما أنني أعرف هذه القصة التي يقتل فيها الكثير من العراقيين دائما و نادراً ما يصاب بها الأمريكان بسبب سيارتهم العسكرية القوية بالأضافة الى الدروع التي يلبسها الأمريكان. فلحد هذه اللحظة أنتهى الجزء الأسهل من العملية الجهادية, فما زالت هنالك المقاومة الأمريكية الشريفة, و التي بدورها تقوم غالباً بقتل كل من حولها بأستخدام مختلف الأسلحة. و هذا ما تعرفه المقاومة العراقية أيضاً, و لكنها لا تهتم فهنالك سيارتي الهمر الأمريكيتان. فما زال صدى أطلاقات البكته الأمريكية لحد هذه اللحظة يدووي بأذني, و أنا و سائق التكسي مصدومان و لا نعرف ماذا نفعل, ففي البداية أطفأ السائق السيارة و أراد أن نخرج ركضاً منها و لكن لو فعلنا فاننا سوف نصبح هدفاً سهلا للجنود الأمريكان الذين سوف يتأكد لهم بأننا نحن المقاومة الشريفة, و هم لا يعرفون بأننا الخونة العراقيين, لأن المقاومة عادتاً ما تشرب الشاي و قت التفجير, فهي تكون مختبئة جيدا لأنها غير مستعدة للتضحية بحياتها و لكنها مستعدة للتضحية بغيرها من العراقيين الذين يذهبون هدراً و حتى أنني لا أتوقع بأنني سوف أحسب من الشهداء لو أنني قُتلت اليوم من قبل المقاومة العراقية أو المقاومة الأمريكية لأن نية الجهاد غير موجودة عندي في تلك اللجظة.
و أنا في الحقيقة أعجبني أسم المقاومة العراقية و المقاومة الأمريكية الشريفتان بسبب أنهم متفقان على مبدأ واحد, الأ وهو أن الأنسان العراقي هو أرخص أنواع الأنسان في العالم و لايهم أن يباد أو يُقتل في سبيل تحقيق الهدف الأسمى الأ وهو تحرير العراق, فالأثنان متفقان على هذه المبدأ.
و الأحلى من ذلك كله هو أنني لو قتلت اليوم بهذه العملية, فأن والدتي سوف تستمع الى أخبارالثانية عشرليلاً و هي تتمنى أن تعرف أين ولدها المفقود, و أذا بها تسمع المذيع يقول: (أن المقاومة العراقية البطلة أستطاعة قبل عدة ساعات ومن هذا المكان أن تفجر عبوة ناسفة بجانب سيارة همر أمريكية التي هي معطلة أمامكم و أن جنديان أمريكيان أصيبا بجروح). ثم تغير والدتي القناة بحثا عن محطة أخرى تحمل خبر أختطافي أو شئ من هذا القبيل. و أنا أنادي و القتلى زملائي ينادون و نحن جميعا خلف الكامرة و ليس أمامها أيها المذيع أرجوك أخبر أمهاتنا بأننا لن نعود اليوم و لن نعود غداً و لن نعود أبداً. فيجيبنا المذيع أنا أسف فأن مدير هذه القناة النزيهة يرفض التكلم عن الضحايا العراقيين من أجل أن تبقى معنويات الشعب العراقي و العربي عالية و لكي لا تتشوه صورة المقاومة, فكل المقاومات هي شريفة بغض النظر عمن يسقط ضحيتها. ثم يقترب فوق أشلائنا و يقول بلهجة عراقية و بصوت منخفض جداً يا غافليين ألكم الله.
على كل حال يبدو أن أية الكرسي أدت مفعولها اليوم كما عودتني دائما, فلا أعرف كيف أستطاع سائق التكسي أن يشغل السيارة من جديد و أن ينطلق بسرعة بعد أن وجد طريقاً فرعياً و يترك الأطلاقات الأمريكية من خلفه. و لآ أدري حقيقتاً كم عدد الضحايا اليوم و لا أريد أن أستمع الى الأخبار, فعشرات من هذه الأنفجارات يوميا لا تنقلها أي قناة تلفزيونية أو أذاعية, فليرحمهم الله و ليرحمنا جميعاً.
و الحقيقة أنا لا أريد أن أظهر المقاومة بصورة رديئة و أنما أريد أن أقول بأن ليس كل ما يظهر على الشاشة الملونة هو مقاومة حقيقية, و ليس كل مقاومة يجب أن تكون بأستخدام العبواة الناسفة و الأسلحة كما فعل المخربون اليوم و ليس المقاومون.
محمد نزار
في هذا اليوم و أنا في طريق العودة الى منزلي , كنت جالساً بجانب سائق التكسي و في وسط الزحام و أذا بسيارتين همر أمريكيتان تمر بجانبنا, و في مثل هذا الموقف و في سط مثل هذه الأزدحامات دائماً أضع ثقتي بالله و أبدأ بقرأة أية الكرسي, لأنني أعرف القصة جيداً و التي تتكرر دائماً. حيث أن المقاومة العراقية الشريفة فجرة هذا اليوم عبوة ناسفة بالقرب مني و بالقرب من كل السيارات التي في الأزدحام..............و عفوا أن كنت قد نسيت فهي بجانب سيارتي الهمر الأمريكيتان أيضاً.
و في هذه اللحظات أنعدمة الرؤيا فالأتربة ملئة الأجواء و لا أدري من هم أصحاب الأشلاء. فلا يهم أن كان المقتول عراقياً أو عراقيان أو عشرة عراقيين ما دامت هنالك سيارتي الهمر. فيبدو أن هذه المقاومة الشريفة لديها قياسات جميلة فالظاهر أن عشرة عراقيين لا يساوون أمريكي واحد. فدم العراقي يقاس بالدينار العراقي و دم الأمريكي يقاس بالدولار الأمريكي.
و المهم و بما أنني أعرف هذه القصة التي يقتل فيها الكثير من العراقيين دائما و نادراً ما يصاب بها الأمريكان بسبب سيارتهم العسكرية القوية بالأضافة الى الدروع التي يلبسها الأمريكان. فلحد هذه اللحظة أنتهى الجزء الأسهل من العملية الجهادية, فما زالت هنالك المقاومة الأمريكية الشريفة, و التي بدورها تقوم غالباً بقتل كل من حولها بأستخدام مختلف الأسلحة. و هذا ما تعرفه المقاومة العراقية أيضاً, و لكنها لا تهتم فهنالك سيارتي الهمر الأمريكيتان. فما زال صدى أطلاقات البكته الأمريكية لحد هذه اللحظة يدووي بأذني, و أنا و سائق التكسي مصدومان و لا نعرف ماذا نفعل, ففي البداية أطفأ السائق السيارة و أراد أن نخرج ركضاً منها و لكن لو فعلنا فاننا سوف نصبح هدفاً سهلا للجنود الأمريكان الذين سوف يتأكد لهم بأننا نحن المقاومة الشريفة, و هم لا يعرفون بأننا الخونة العراقيين, لأن المقاومة عادتاً ما تشرب الشاي و قت التفجير, فهي تكون مختبئة جيدا لأنها غير مستعدة للتضحية بحياتها و لكنها مستعدة للتضحية بغيرها من العراقيين الذين يذهبون هدراً و حتى أنني لا أتوقع بأنني سوف أحسب من الشهداء لو أنني قُتلت اليوم من قبل المقاومة العراقية أو المقاومة الأمريكية لأن نية الجهاد غير موجودة عندي في تلك اللجظة.
و أنا في الحقيقة أعجبني أسم المقاومة العراقية و المقاومة الأمريكية الشريفتان بسبب أنهم متفقان على مبدأ واحد, الأ وهو أن الأنسان العراقي هو أرخص أنواع الأنسان في العالم و لايهم أن يباد أو يُقتل في سبيل تحقيق الهدف الأسمى الأ وهو تحرير العراق, فالأثنان متفقان على هذه المبدأ.
و الأحلى من ذلك كله هو أنني لو قتلت اليوم بهذه العملية, فأن والدتي سوف تستمع الى أخبارالثانية عشرليلاً و هي تتمنى أن تعرف أين ولدها المفقود, و أذا بها تسمع المذيع يقول: (أن المقاومة العراقية البطلة أستطاعة قبل عدة ساعات ومن هذا المكان أن تفجر عبوة ناسفة بجانب سيارة همر أمريكية التي هي معطلة أمامكم و أن جنديان أمريكيان أصيبا بجروح). ثم تغير والدتي القناة بحثا عن محطة أخرى تحمل خبر أختطافي أو شئ من هذا القبيل. و أنا أنادي و القتلى زملائي ينادون و نحن جميعا خلف الكامرة و ليس أمامها أيها المذيع أرجوك أخبر أمهاتنا بأننا لن نعود اليوم و لن نعود غداً و لن نعود أبداً. فيجيبنا المذيع أنا أسف فأن مدير هذه القناة النزيهة يرفض التكلم عن الضحايا العراقيين من أجل أن تبقى معنويات الشعب العراقي و العربي عالية و لكي لا تتشوه صورة المقاومة, فكل المقاومات هي شريفة بغض النظر عمن يسقط ضحيتها. ثم يقترب فوق أشلائنا و يقول بلهجة عراقية و بصوت منخفض جداً يا غافليين ألكم الله.
على كل حال يبدو أن أية الكرسي أدت مفعولها اليوم كما عودتني دائما, فلا أعرف كيف أستطاع سائق التكسي أن يشغل السيارة من جديد و أن ينطلق بسرعة بعد أن وجد طريقاً فرعياً و يترك الأطلاقات الأمريكية من خلفه. و لآ أدري حقيقتاً كم عدد الضحايا اليوم و لا أريد أن أستمع الى الأخبار, فعشرات من هذه الأنفجارات يوميا لا تنقلها أي قناة تلفزيونية أو أذاعية, فليرحمهم الله و ليرحمنا جميعاً.
و الحقيقة أنا لا أريد أن أظهر المقاومة بصورة رديئة و أنما أريد أن أقول بأن ليس كل ما يظهر على الشاشة الملونة هو مقاومة حقيقية, و ليس كل مقاومة يجب أن تكون بأستخدام العبواة الناسفة و الأسلحة كما فعل المخربون اليوم و ليس المقاومون.
محمد نزار