مصفاة صحار ما لها وما عليها على طاولة النقاش «1-3» -
أعدها للنشر - صالح بن محمد العزري -
أفرد تلفزيون سلطنة عمان من خلال حلقة «استراتيجيات» التي أذيعت أمس الأول لواحد من اهم المشاريع النفطية بالسلطنة وهو مشروع مصفاة صحار «القيمة الاقتصادية والتحديات البيئية» وكان من ابرز محاور هذه الحلقة مصفاة صحار الموقع والتصميم وخصائص النفط العماني ومدى تأثيره المباشر على المصفاة .. ولا يخفى على احد بالطبع القيمة الاقتصادية للمصافي في السلطنة ونسبة مساهمتها في الدخل القومي وطبيعة الاعمال الجارية في المصفاة حاليا... وهل هي توسعات ام تحسينات؟ والحلقة قدمها الاعلامي يوسف الهوتي واستضاف للحوار والنقاش فيها سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة النقل والغاز والمهندس مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيسي التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعة البترولية «أوربك» والاستاذ محمد بن عبدالله المحرمي مدير عام الشؤون البيئية بوزارة البيئة والشؤون المناخية وسعيد بن صالح الكيومي عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس فرع الغرفة بصحار والرستاق.
- وقد بدأ النقاش بسؤال لسعادة ناصر بن خميش الجشمي وكيل وزارة النقل والغاز حول نشأة المصفاة مع بداية الألفية الجديدة وهل تم عند إنشائها مراعاة الموقع والتحولات البيئية والتجارية؟
اجاب الجشمي قائلا: المصفاة مشروع صناعي يسبقه القيام بالعديد من الدراسات ومن أهم هذه الدراسات هي الدراسات البيئية بالاضافة الى انه طبعا مشروع صناعي لا بد ان يحصل على التصاريح البيئية من الوزارة المختصة وحقيقة كلها نفذت قبل بداية المشروع.
وفي نفس السياق تحدث المهندس مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيسي التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعة البترولية «أوربك» قائلا: بشكل عام النفط الخام عندما يستخرج لا يصلح للاستخدام المباشر وبالتالي يتم تحويله الى منتجات ذات فائدة تقريبا اكثر من 95% من النفط الخام ولا بد ان يمر على مصاف حتى يتحول الى وقود وتختلف نوعية المصافي فهناك اكثر من 700 مصفاة في مختلف انحاء العالم اكثر من نصفها في اوروبا والولايات المتحدة وتختلف نوعية المصافي. مصفاة ميناء الفحل انشئت في 1980 وتقوم بتحويل ما مقداره 50% من النفط العماني الى منتجات يمكن ان تستخدم كوقود و50% الاخرى تعتبر كمخلفات وقود وبالتالي كان من الضرروي الاستفادة من هذه المخلفات وتحسين قيمتها الاقتصادية وتحويلها الى منتجات ذات قيمة عالية وبالتالي كان من المهم ربط مصفاة ميناء الفحل بمصفاة أخرى ربما تستفيد من 50% التي تكون عادة من المخلفات وفي الجانب الاخر كان هناك توجه من الحكومة بانشاء منطقة صناعية في ميناء صحار الصناعي وبالتالي مصفاة صحار كانت نواة لهذه المنطقة الصناعية وتم ربطها بمصفاة ميناء الفحل بانبوب يبلغ طوله 250 كيلومترا وانتاج المصفاتين مترتبط مع بعضهما البعض.. ومصفاة صحار هي لإنتاج الوقود وكذلك لانتاج مواد اولية تستخدم في صناعة البتروكيماوية كذلك وبالتالي كان اختيار الموقع لسبب محدد ..ونضرب مثالا على ذلك وهو مشروع الدقم .. فمشروع الدقم يكون نواة اساسية لمشروع وجود مصفاة لان في العادة وجود مصفاة يوجد صناعات مرادفة وفي صحار وجود مصفاة صحار وجود صناعة وهي صناعة الصهاريج وقامت شركات متخصصة في صناعة الصهاريج لتخزين النفط والمنتجات وتجمعت في صحار.. ومصفاة صحار التزمت بوجود شركة مجيس لتقوم بالتعامل مع المياه المستخدمة في الصناعة والشيء الثالث هو انشاء شركة للغازات التي تقوم بتمويل الغازات مثل غاز النيتروجين وغاز ثاني اوكسيد الكربون الى المصفاة وبالتالي هذه الصناعات كلها لا بد ان تنشأ حول صناعة رئيسية وعادة صناعة المصافي تكون صناعة رئيسية تنشأ حولها صناعات صغيرة فهذه الصناعات التجميلية مثل صناعة البتروكيماوية.
- الهوتي: اختيار الموقع تم بناء على دراسات فنية وبيئية ذكرها سعادة الوكيل.. الى أي حد تستجيب مصفاة صحار للاشتراطات البيئية؟
- أجاب محمد بن عبدالله المحرمي مدير عام الشؤون البيئية بوزارة البيئة والشؤون المناخية قائلا: طبعا اي مشروع قبل ما يبدأ يجب ان يخضع لدراسات بيئية وهذه الدراسات في العادة تقوم بها شركات استشارية متخصصة في البيئة وبالتالي منطقة صحار المرتبطة بها مصفاة نفط صحار خضعت أولا لعمليات تقييم لشركات استشارية عالمية لاختيار الشركة الانسب المتخصصة في مجال النفط والبتروكيماويات وتم التنسيق في بداية تقديم المشروع مع مصفاة نفط عمان لحسن اختيار الشركة التي ستقوم باختيار الموقع والمواصفات واختيار المكان المناسب لاقامة المصفاة وبالتالي اختيار شركة عالمية متخصصة في هذا المجال ووضعت في الاعتبار البعد الاستراتيجي والتاريخي للمنطقة لربط ميناء صحار بتاريخ المنطقة واقامة مثل هذا المشروع في هذه المحافظة ليكون له بعد استراتيجي ليس فقط للسلطنة وانما للدول المجاورة أيضا.
- الهوتي: من الناحية البيئية المصفاة وفق الدراسات التي قامت بها الشركة المتخصصة .. هل تستجيب للاشتراطات البيئية وطبعا لما تأتي اي شركة او مؤسسة او حكومة تتقدم للحصول على الموافقات البيئية يجب انها تقدم مواصفات المشروع وبناء على معطيات المشروع توضع الاشتراطات البيئية التي تعمل على حفظ العمل في مجال المشروع بما يتوافق والضوابط والاشتراطات البيئية... فماذا تم في هذا الشأن؟
- محمد المحرمي ... هذا من بداية عام 2000 والمشروع لما بدأت في 2005 بدأت هناك بعض الاساسيات التي لم تكن موجودة ليس في المصفاة وانما في المنطقة الميناء لانه لا بد ان تكون هناك بنية اساسية وهذه خدمات رئيسية تتواجد في منطقة الميناء.
- الهوتي: هل تستجيب المصفاة للاشتراطات البيئية أم لا؟
- محمد الحرمي.. المصفاة عندما بدأت في عمليات التشغيل وجدت فيها عمليات القصور والتي تسببت في الكثير من الاشكالات من حيث الانبعاثات او عمليات التصريف او المخلفات وهذه كلها جملة اشكالات كانت مرتبطة بما هو مفترض ان يكون متاحا أو متوفرا في منطقة الميناء لكن كمصفاة كان هناك قصور في عمليات التشغيل والتي صاحبها لقاءات واجتماعات لعمليات تحسين في عمليات التشغيل وبالتالي هناك الكثير من اللقاءات التي تربط الوزارة مع الصفاة في عمليات تحسين أوضاعها مما كانت عليه والحمد لله هناك تقارب.
- الهوتي: سعيد الكيومي انت من سكان ولاية صحار محافظة شمال الباطنة هل لك ان تخبرنا عن طبيعة التأثيرات البيئية عن المنطقة المحيطة منذ تأسيس المصفاة وحتى هذه اللحظة؟
- الكيومي.. أود ان افصل بين المنطقة الصناعية والميناء الصناعي .. واعتقد ان المنطقة الصناعية ما لها تأثير كثير بموضوع التأثير البيئية وفي الوقت نفسه ارى من الظلم على اوربك ان يربط التأثير البيئية بشركة اوربك لانه في الميناء شركات لديها انبعاثات ضارة بالبيئة سواء كروائح او دخان او غبار من المصانع فهذه اشكالية اساسا موجودة لا يختلف عليها اثنان انه فيه مشاكل بيئية.. السكان متأثرون ممكن صحيا واجتماعيا من خلال الازعاج فهناك مشاكل بيئية لكن حوار الاخوان يقودني الى ان المصفاة منذ ان بدأت هناك مشاكل اكثر فهذا يكون ان هناك مصافي نفط موجودة في مناطق سكنية في كثير من دول من العالم ليس لديها مشاكل مثل التي لدينا . هل ان اختيار الذي نفذ المشروع ما كان فيه شيء من الدقة.
الان ظهرت مشاكل صحية كبيرة فالأهالي يشتكون من ظهور أمراض جديدة ولديهم الحق في شكواهم لكن اتمنى لو قام الاخوة الموجودون بالتوضيح عن الشركة المنفذة والمشاكل التي كانت موجودة سابقا . حسب اللقاء الاخير مع المسؤولين مع الاهالي كانت هناك وعود على نهاية مارس لهذا العام بان تعالج هذه المشاكل.
- الهوتي: عندما تم تصنيف هذه المصفاة الم يتم مراعاة طريقة او اسلوب المصفاة او الآليات الفنية فيها بان تكون في منطقة فيها ساكنون بالقرب من المصفاة يعني هل التصميم لم ينفذ فنيا بشكل جيد؟
- المحروقي: صناعة المصافي بشكل عام ولا توجد مصفاتان في العالم متشابهتان تماما كل مصفاة تصمم بمعايير معينة .. المعيار الاول هو نوعية النفط الخام .. المعيار الثاني طبيعة المواد والوقود التي يجب انتاجها من هذه المصفاة.. وطبعا المعيار الثالث التكنولوجيا المستخدمة.. فالمصفاة انشئت على حسب معايير معينة مثل الوقود والمنتجات المطلوبة وكذلك معايير التكنولوجيا وكذلك معايير النفط الخام.
وطبعا تصميم المصفاة كان على اساس النفط الخام يأتي من انتاج السلطنة للنفط وبالتالي بعد مرور سنوات على التصميم منذ بداية 2001 بدأت تصاميم المصفاة في 2006/2007 بدأت في تغيير بعض معاييرها مما ادى الى قصور في أداء المصفاة ثم حدوث بعض الانبعاثات التي لم تكن متوقعة .. والتحديات الفنية ادت الى تحديات بيئية وهذا شيء لا بد من ذكره.
- الهوتي: سعادة الوكيل .. مصعب ذكر التحول والتغير ما هو التغيير الذي حدث في النفط العماني وهل لذلك تأثير مباشر على المصفاة؟
- الجشمي: الاعداد لمشروع المصفاة كان في نهاية التسعينات وبداية الالفية الثانية ووضعت التصاميم بناء على نوعية النفط الخام في حينها والتي كانت متوقعة للنفط خلال السنوات القادمة وحصل ان النفط العماني تغير خلال هذه الفترة بسبب دخول النفط الثقيل الى خليط النفط العماني .. على سبيل المثال كان لدينا حقل مخيزنة في عام 2000 كان ينتج في حدود 700 الى 800 ألف برميل وهو نفط ثقيل معدل ما يسمى A.P.I في حدود 15 تقريبا بينما متوسط النفط العماني في حدود 33 وكلما زاد الرقم كان النفط أخف. فالآن من 2005 و2006 بدأت انتاج مخيزنة يرتفع وصل الى 120 ألف برميل في اليوم بدل 8000 وأصبحت نسبته الى اجمالي النفط العماني كبيرة وأدى الى تغير في مكونات مزيج النفط العماني بما معنى مكوناته الثقيلة ارتفعت في خليط النفط وهذا بلا شك اثر على قدرة المصفاة على معالجة وتكرير النفط الخام العماني وهذا من الاسباب الرئيسية التي واجهت المصفاة في الوقت الراهن.
- الهوتي: مصعب.. هل المصفاة مصممة للتعامل مع النفط العماني؟
- المحروقي.: كل مصفاة في العالم تصمم من حيث معايير معينة وكلما تزيد مرونة المصفاة في انتاج المواد او التعامل مع مواد مختلفة كلما زادت تكلفة الاستثمار لان المرونة لها سعرها. وبالتالي منتج النفط في السلطنة في اثناء مراحل التصميم والخطة الاولية كان الاعتماد على النفط العماني كمصدر رئيسي لتمويل المصفاة بالمادة الخام وما كان احد يتوقع ان نستورد النفط من الخارج وان مصفاة ميناء الفحل تستطيع ان تأخذ 50% من برميل النفط وتحوله الى منتجات انتفاعية و50% ترجع الى مخلفات والان مصفاة ميناء الفحل مع مصفاة صحار مع بعض يأخذو من 70الى 80% من البرميل ويرجع فقط ما مقداره 20% كمخلفات ومع مشروع التحسين الجديد لا تكون هناك أي مخلفات والبرميل 100% يستخدم وينتج منه منتجات ذات جودة عالية كوقود او مواد اولية لصناعات بتروكيماويات. واي مشروع ضخم لا بد ان يخوض مراحل اولية في عملية الدراسات البيئية والتأثيرات وكيفية التغلب عليها واليوم في المصفاة لدينا وحدات متخصصة للتعامل لاستخلاص الكبريت من مواد مثل الديزل نسبة الكبريت جدا منخفضة واصبح الكبريت مستقل والوحدة انشئت بسبب بيئي وليس تجاري لاستخراج الكبريت وهناك وحدات اخرى لنفس الغرض الا ان طاقة التصميم الوحدات كانت على اساسس معايير معينة للنفط الخام وعندما تغيرت هذه المعايير واصبحت فوق طاقة تصميم هذه الوحدات لم تستطع التعامل 100% مع الزيادة الموجودة في بعض وخصائص النفط الخام.
- الهوتي: وزارة البيئة لديها دراسة متكاملة عن المصفاة والمنطقة الصناعية ايضا .. ماذا وجدتم بالتحديد؟
- المحرمي: في الحقيقة هذه الدراسة بناء على المعطيات والمخرجات الموجودة بالمنطقة وتم الوضع في الاعتبار ضرورة اقامة دراسة بيئية متكاملة في عملية تقييم الوضع البيئي الموجودة في منطقة صحار ولمعرفة المشاريع الصناعية الكبرى كالمصفاة ومصنع الحديد ومصنع الالمنيوم وغيرها من المصانع وما تأثره من ثقل بيئي على المنطقة من خلال الانبعاثات وبالتالي بناء على موافقة مجلس الوزراء الموقر في نهاية نوفمبر الماضي تم طرح مناقصة وهذه المناقصة تقدمت لها الشركات الاستشارية المتخصصة التي تقوم بدراستها وهي في عملية التقييم الحالي فنتوقع مع بداية فبراير ان يبدأ الارساء على الشركة المتخصصة لمعرفة نوعية وجودة الوضع البيئي في المنطقة وبالتالي يعطينا مؤشرات ايضا فيما يختص بعمليات التوسعة التي ترغب فيها سواء كانت المصفاة او مصنع الالمنيوم او الحديد او فإلى الان هناك تقدم لعمليات التوسعة وهي مرهونة بالضوابط والاشتراطات لنتائج الدراسات التي ستتم خلال هذه السنة. والوزارة موجودة من خلال الخبرات الموجودة في منطقة صحار او كوحدة بيئية متخصصة او وحدة بيئية متخصصة او من خلال خبرات موجودة في الوزارة وهي تتابع عن قرب على كل المتغيرات من حيث التحسينات وضبط المخالفات والتغيرات والالتزام بالضوابط البيئية.
الهوتي: سعيد الكيومي.... المصفاة جزء من مشروع اقتصادي متكامل لان معظم المشاريع والشركات تقوم حول محورية مصفاة صحار .. هل لديكم تصور واضح لكيفية الاستفادة القصوى من المشروع بشكل متكامل والمصفاة بوجه خاص؟
- الكيومي: لا يخفى على احد الطفرة الاقتصادية التي ظهرت على محافظات الباطنة وسببها الميناء الصناعي والمصانع الموجودة في المحافظة وبطبيعة الحال الكل يتفق ان مثل هذه المشاريع أوجدت فرص عمل للشباب وكذلك عقود وأعمال متواجدة والجميع ينادي ويطالب بفرص اكثر ونحن نعمل سويا مع الاخوة سواء في الميناء او المنطقة الصناعية على ايجاد فرص للاستفادة منها ومثال على ذلك يوم 27 و28 سيقام معرض عن فرص الاستثمار الموجودة في المحافظة وبطبيعة الحال الراعي الرئيسي والداعم الكبير هي شركة اوربك وكل الشركات الاخرى متواجدة لعرض فرص العمل كعقود للشركات المتوسطة والصغيرة وهذه رسالة نوجهها للمجتمع بان هناك صحيح تأثيرات بيئية وانما هناك اشياء ايجابية. بطبيعة الحال عندما صارت الاحداث في العام الماضي كانت هناك اقاويل بان مصنع الالمنيوم سينتقل الى الدقم وكذلك اوربك كان هناك استياء من الجمهور والمجتمع بشكل عام ما يريد انتقال هذه المشاريع وخروج هذه الاستثمارات شي كبير حيث ان كثير من الناس مستفيدين الا اننا نسعى الى الاكثر.
- الهوتي: من حيث نسبة المستفيدين هل هناك من الشباب الذين يعملون في الميناء او المنطقة الصناعية .. بالتالي يسعى هؤلاء الشباب الى الاستقرار في مناطقهم وولاياتهم ويجدوا العمل والفرصة للتدريب هل هذه الاشياء موجودة؟
- الكيومي .. الفرص متوفرة لابناء المنطقة والمحافظة ومن خارجها والكل موجود والشركات تدعم الا ان الاولوية يجب ان تكون لابناء المنطقة وكذلك العقود اسوة بمناطق النفط لان هذه التجربة نحاول تطبيقها. نتمنى من الشركات ان تدعم ابناء المنطقة من حيث العقود والافضلية في السعر حيث ان هناك شركات حكومية لديها قوانين لا يمكن تجاوزها لان هناك اجهزة رقابية ولهذا فالمجتمع يلقي اللوم عليهم مناشدا بان تكون أولوية الاعمال والعقود تكون لابناء المحافظة، ويجب ان تسند الاعمال لابناء المجتمع ودعمهم من خلال الحاضنات ودعم تأسيس مركز دراسات لأبناء المحافظة. مشيرا الى ان هناك تعاونا من الشركات العاملة في الميناء والمنطقة الصناعية.
الهوتي: سعادة الوكيل .. ما هي الفرصة التي يجب ان تقدم للشباب؟
الجشمي: الفرص متوفرة والهدف الاساسي من انشاء المصفاة في صحار ان تكون قريبة من منطقة التجمعات السكانية وتوجد فرص عمل للشباب بجنب مكان سكناهم ولكن في كل الاحوال في اي مشروع هناك تخصصات مختلفة والاحتياج من درجة التخصص قد تكون متوفرة من ابناء المنطقة او غير متوفرة واذا لم تتوفر تحتاج الى تعيين من مختلف محافظات السلطنة او من خارج السلطنة وحوالي 1600 وظيفة أوجدها المشروع والصناعات المرتبطة كثير من الوظائف تشغلها هذه المنطقة القريبة قد تكون لا ترقى الى النسبة التي يطمح اليها ابناء المنطقة وهناك برنامج للشركة بان الفرص تعطى لابناء المنطقة من مبدأ ان الاقربين أولى بالمعروف والشركة من بداية تأسيسها ارسلت مجموعة اغلبهم من ابناء المحافظة الى خارج السلطنة للتدريب ليتولوا زمام بعض الاعمال من بداية التنفيذ وهناك برامج موجودة لتدريب والعملية مستمرة. وهناك برامج احلال الوافدين وبرامج تدريبية.
الهوتي: سعادتك ..المصافي في العالم تأخذ النفط من مختلف دول العالم وطبعا يكون خفيف وثقيل ومتوسط كيف تكيفت المصافي في العالم مع تلك النفوط؟
- الجشمي: اي مصفاة في مرحلة التصميم تصمم لاستقبال نوعية معينة حتى ولو كان من خارج منطقتنا والنفوط غالبا تتعرض للتغيير بلا شك وايضا المصافي تتغير للتحسين والتطوير المستمر وعلى سبيل المثال مصفاة ميناء الفحل بداية كانت مصممة لـ50 ألف برميل رفعت الى 80 ألف برميل ومن ثم الان الى 103 آلاف برميل وصاحبها اضافة كثير من الوحدات لمعالجة التغييرات التي حصلت في النفط وايضا لتلبية الطلب مثل مصنع ازالة الكبريت وخلافه. وكذلك يحدث للمصافي خارج العالم وهناك برامج كثيرة ومشاريع تتم لتطويرها ولجعلها تستطيع ان تتقبل نفوط مختلفة وهذا ما تسعى اليه مصفاة صحار التوسعة او التحسين الذين تنوي المصفاة اقامته هو في الحقيقة لمعالجة المشاكل الحالية لان المشاكل ناتجة عن تغير النفط العماني ومكوناته وايضا هناك مشاكل بيئية ذكرت وهذا المشروع هو ليس بقصد زيادة المشاكل وانما لمعالجتها وهو ما يسمى تحسين المصفاة.
- الهوتي: مصعب ... مصفاة ميناء الفحل شبيهة بمصفاة صحار وهي قائمة منذ نحو 30 عاما وتستخدم الخام العماني .. ما هو الفرق بين المصفاتين؟
- مصعب المحروقي: هناك بعض الحقائق المهم ذكرها عن مصفاة ميناء الفحصل والتي انشئت في 1980 وبدأت الانتاج في 1982 الا ان الانتاج كان 50% برميل في اليوم وفي 1986 تم زيادة الطاقة الاستيعابية الى 85 الف برميل في اليوم وفي عام 2001 تم اضافة بعض الوحدات لانتاج بنزين السيارات الخالي من الرصاص وفي 2004 تم اضافة وحدة جديدة لاستخلاص الكبريت من الديزل وبالتالي اصبح المنتج ديزل ذا خصائص عالية وليس فيه نسبة كبريت مرتفعة وفي 2006 تم تحسين مصفاة ميناء الفحل من 85 ألفا الى 115 ألف برميل وبالتالي مصفاة ميناء الفحل مرت بمراحل متعددة هدفها تحسين أداء المصفاة والتوصل الى منتجات ذات خصائص مقبولة سواء بيئية او تجارية وبالتالي زيادة الانتاج.
كما ان مصفاة ميناء الفحل تستطيع ان تغير 50% فقط من البرميل وتنتج مواد ذات قيمة عالية والـ50% المتبقية ترسل الى مصفاة صحار وانتاج مصفاة صحار اكثر تطورا في التكنولوجيا والوحدات الموجودة للتعامل مع الجزء الاصعب من النفط الخام وبالتالي المصفاة حديثة ونتمنى تطوير حتى تكمل دور مصفاة ميناء الفحل ويصبح ايضا النفط الذين يدخل الى مصافينا ينتج 100% في المواد ذات قيمة عالية وبالتالي يمكن استخدامها او تصديرها للخارج.
كذلك لا نغفل الدور الذي تقوم بها المصافي من ناحية الوقود اللازم للاستخدام في البلد فمع زيادة الاستهلاك خلال الخمس السنوات الماضية من 2006 الى 2012 تضاعف الاستهلاك حوالي 100% من بنزين السيارات ووقود الديزل وبالتالي لا بد أن نواكب هذه الزيادة الكبيرة في الاستهلاك وكذلك زيادة الطاقة الانتاجية ولذلك ذلك البرميل الذي نصفه مخلفات لا بد ان نستفيد منها.
أعدها للنشر - صالح بن محمد العزري -
أفرد تلفزيون سلطنة عمان من خلال حلقة «استراتيجيات» التي أذيعت أمس الأول لواحد من اهم المشاريع النفطية بالسلطنة وهو مشروع مصفاة صحار «القيمة الاقتصادية والتحديات البيئية» وكان من ابرز محاور هذه الحلقة مصفاة صحار الموقع والتصميم وخصائص النفط العماني ومدى تأثيره المباشر على المصفاة .. ولا يخفى على احد بالطبع القيمة الاقتصادية للمصافي في السلطنة ونسبة مساهمتها في الدخل القومي وطبيعة الاعمال الجارية في المصفاة حاليا... وهل هي توسعات ام تحسينات؟ والحلقة قدمها الاعلامي يوسف الهوتي واستضاف للحوار والنقاش فيها سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة النقل والغاز والمهندس مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيسي التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعة البترولية «أوربك» والاستاذ محمد بن عبدالله المحرمي مدير عام الشؤون البيئية بوزارة البيئة والشؤون المناخية وسعيد بن صالح الكيومي عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عمان رئيس فرع الغرفة بصحار والرستاق.
- وقد بدأ النقاش بسؤال لسعادة ناصر بن خميش الجشمي وكيل وزارة النقل والغاز حول نشأة المصفاة مع بداية الألفية الجديدة وهل تم عند إنشائها مراعاة الموقع والتحولات البيئية والتجارية؟
اجاب الجشمي قائلا: المصفاة مشروع صناعي يسبقه القيام بالعديد من الدراسات ومن أهم هذه الدراسات هي الدراسات البيئية بالاضافة الى انه طبعا مشروع صناعي لا بد ان يحصل على التصاريح البيئية من الوزارة المختصة وحقيقة كلها نفذت قبل بداية المشروع.
وفي نفس السياق تحدث المهندس مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيسي التنفيذي لشركة النفط العمانية للمصافي والصناعة البترولية «أوربك» قائلا: بشكل عام النفط الخام عندما يستخرج لا يصلح للاستخدام المباشر وبالتالي يتم تحويله الى منتجات ذات فائدة تقريبا اكثر من 95% من النفط الخام ولا بد ان يمر على مصاف حتى يتحول الى وقود وتختلف نوعية المصافي فهناك اكثر من 700 مصفاة في مختلف انحاء العالم اكثر من نصفها في اوروبا والولايات المتحدة وتختلف نوعية المصافي. مصفاة ميناء الفحل انشئت في 1980 وتقوم بتحويل ما مقداره 50% من النفط العماني الى منتجات يمكن ان تستخدم كوقود و50% الاخرى تعتبر كمخلفات وقود وبالتالي كان من الضرروي الاستفادة من هذه المخلفات وتحسين قيمتها الاقتصادية وتحويلها الى منتجات ذات قيمة عالية وبالتالي كان من المهم ربط مصفاة ميناء الفحل بمصفاة أخرى ربما تستفيد من 50% التي تكون عادة من المخلفات وفي الجانب الاخر كان هناك توجه من الحكومة بانشاء منطقة صناعية في ميناء صحار الصناعي وبالتالي مصفاة صحار كانت نواة لهذه المنطقة الصناعية وتم ربطها بمصفاة ميناء الفحل بانبوب يبلغ طوله 250 كيلومترا وانتاج المصفاتين مترتبط مع بعضهما البعض.. ومصفاة صحار هي لإنتاج الوقود وكذلك لانتاج مواد اولية تستخدم في صناعة البتروكيماوية كذلك وبالتالي كان اختيار الموقع لسبب محدد ..ونضرب مثالا على ذلك وهو مشروع الدقم .. فمشروع الدقم يكون نواة اساسية لمشروع وجود مصفاة لان في العادة وجود مصفاة يوجد صناعات مرادفة وفي صحار وجود مصفاة صحار وجود صناعة وهي صناعة الصهاريج وقامت شركات متخصصة في صناعة الصهاريج لتخزين النفط والمنتجات وتجمعت في صحار.. ومصفاة صحار التزمت بوجود شركة مجيس لتقوم بالتعامل مع المياه المستخدمة في الصناعة والشيء الثالث هو انشاء شركة للغازات التي تقوم بتمويل الغازات مثل غاز النيتروجين وغاز ثاني اوكسيد الكربون الى المصفاة وبالتالي هذه الصناعات كلها لا بد ان تنشأ حول صناعة رئيسية وعادة صناعة المصافي تكون صناعة رئيسية تنشأ حولها صناعات صغيرة فهذه الصناعات التجميلية مثل صناعة البتروكيماوية.
- الهوتي: اختيار الموقع تم بناء على دراسات فنية وبيئية ذكرها سعادة الوكيل.. الى أي حد تستجيب مصفاة صحار للاشتراطات البيئية؟
- أجاب محمد بن عبدالله المحرمي مدير عام الشؤون البيئية بوزارة البيئة والشؤون المناخية قائلا: طبعا اي مشروع قبل ما يبدأ يجب ان يخضع لدراسات بيئية وهذه الدراسات في العادة تقوم بها شركات استشارية متخصصة في البيئة وبالتالي منطقة صحار المرتبطة بها مصفاة نفط صحار خضعت أولا لعمليات تقييم لشركات استشارية عالمية لاختيار الشركة الانسب المتخصصة في مجال النفط والبتروكيماويات وتم التنسيق في بداية تقديم المشروع مع مصفاة نفط عمان لحسن اختيار الشركة التي ستقوم باختيار الموقع والمواصفات واختيار المكان المناسب لاقامة المصفاة وبالتالي اختيار شركة عالمية متخصصة في هذا المجال ووضعت في الاعتبار البعد الاستراتيجي والتاريخي للمنطقة لربط ميناء صحار بتاريخ المنطقة واقامة مثل هذا المشروع في هذه المحافظة ليكون له بعد استراتيجي ليس فقط للسلطنة وانما للدول المجاورة أيضا.
- الهوتي: من الناحية البيئية المصفاة وفق الدراسات التي قامت بها الشركة المتخصصة .. هل تستجيب للاشتراطات البيئية وطبعا لما تأتي اي شركة او مؤسسة او حكومة تتقدم للحصول على الموافقات البيئية يجب انها تقدم مواصفات المشروع وبناء على معطيات المشروع توضع الاشتراطات البيئية التي تعمل على حفظ العمل في مجال المشروع بما يتوافق والضوابط والاشتراطات البيئية... فماذا تم في هذا الشأن؟
- محمد المحرمي ... هذا من بداية عام 2000 والمشروع لما بدأت في 2005 بدأت هناك بعض الاساسيات التي لم تكن موجودة ليس في المصفاة وانما في المنطقة الميناء لانه لا بد ان تكون هناك بنية اساسية وهذه خدمات رئيسية تتواجد في منطقة الميناء.
- الهوتي: هل تستجيب المصفاة للاشتراطات البيئية أم لا؟
- محمد الحرمي.. المصفاة عندما بدأت في عمليات التشغيل وجدت فيها عمليات القصور والتي تسببت في الكثير من الاشكالات من حيث الانبعاثات او عمليات التصريف او المخلفات وهذه كلها جملة اشكالات كانت مرتبطة بما هو مفترض ان يكون متاحا أو متوفرا في منطقة الميناء لكن كمصفاة كان هناك قصور في عمليات التشغيل والتي صاحبها لقاءات واجتماعات لعمليات تحسين في عمليات التشغيل وبالتالي هناك الكثير من اللقاءات التي تربط الوزارة مع الصفاة في عمليات تحسين أوضاعها مما كانت عليه والحمد لله هناك تقارب.
- الهوتي: سعيد الكيومي انت من سكان ولاية صحار محافظة شمال الباطنة هل لك ان تخبرنا عن طبيعة التأثيرات البيئية عن المنطقة المحيطة منذ تأسيس المصفاة وحتى هذه اللحظة؟
- الكيومي.. أود ان افصل بين المنطقة الصناعية والميناء الصناعي .. واعتقد ان المنطقة الصناعية ما لها تأثير كثير بموضوع التأثير البيئية وفي الوقت نفسه ارى من الظلم على اوربك ان يربط التأثير البيئية بشركة اوربك لانه في الميناء شركات لديها انبعاثات ضارة بالبيئة سواء كروائح او دخان او غبار من المصانع فهذه اشكالية اساسا موجودة لا يختلف عليها اثنان انه فيه مشاكل بيئية.. السكان متأثرون ممكن صحيا واجتماعيا من خلال الازعاج فهناك مشاكل بيئية لكن حوار الاخوان يقودني الى ان المصفاة منذ ان بدأت هناك مشاكل اكثر فهذا يكون ان هناك مصافي نفط موجودة في مناطق سكنية في كثير من دول من العالم ليس لديها مشاكل مثل التي لدينا . هل ان اختيار الذي نفذ المشروع ما كان فيه شيء من الدقة.
الان ظهرت مشاكل صحية كبيرة فالأهالي يشتكون من ظهور أمراض جديدة ولديهم الحق في شكواهم لكن اتمنى لو قام الاخوة الموجودون بالتوضيح عن الشركة المنفذة والمشاكل التي كانت موجودة سابقا . حسب اللقاء الاخير مع المسؤولين مع الاهالي كانت هناك وعود على نهاية مارس لهذا العام بان تعالج هذه المشاكل.
- الهوتي: عندما تم تصنيف هذه المصفاة الم يتم مراعاة طريقة او اسلوب المصفاة او الآليات الفنية فيها بان تكون في منطقة فيها ساكنون بالقرب من المصفاة يعني هل التصميم لم ينفذ فنيا بشكل جيد؟
- المحروقي: صناعة المصافي بشكل عام ولا توجد مصفاتان في العالم متشابهتان تماما كل مصفاة تصمم بمعايير معينة .. المعيار الاول هو نوعية النفط الخام .. المعيار الثاني طبيعة المواد والوقود التي يجب انتاجها من هذه المصفاة.. وطبعا المعيار الثالث التكنولوجيا المستخدمة.. فالمصفاة انشئت على حسب معايير معينة مثل الوقود والمنتجات المطلوبة وكذلك معايير التكنولوجيا وكذلك معايير النفط الخام.
وطبعا تصميم المصفاة كان على اساس النفط الخام يأتي من انتاج السلطنة للنفط وبالتالي بعد مرور سنوات على التصميم منذ بداية 2001 بدأت تصاميم المصفاة في 2006/2007 بدأت في تغيير بعض معاييرها مما ادى الى قصور في أداء المصفاة ثم حدوث بعض الانبعاثات التي لم تكن متوقعة .. والتحديات الفنية ادت الى تحديات بيئية وهذا شيء لا بد من ذكره.
- الهوتي: سعادة الوكيل .. مصعب ذكر التحول والتغير ما هو التغيير الذي حدث في النفط العماني وهل لذلك تأثير مباشر على المصفاة؟
- الجشمي: الاعداد لمشروع المصفاة كان في نهاية التسعينات وبداية الالفية الثانية ووضعت التصاميم بناء على نوعية النفط الخام في حينها والتي كانت متوقعة للنفط خلال السنوات القادمة وحصل ان النفط العماني تغير خلال هذه الفترة بسبب دخول النفط الثقيل الى خليط النفط العماني .. على سبيل المثال كان لدينا حقل مخيزنة في عام 2000 كان ينتج في حدود 700 الى 800 ألف برميل وهو نفط ثقيل معدل ما يسمى A.P.I في حدود 15 تقريبا بينما متوسط النفط العماني في حدود 33 وكلما زاد الرقم كان النفط أخف. فالآن من 2005 و2006 بدأت انتاج مخيزنة يرتفع وصل الى 120 ألف برميل في اليوم بدل 8000 وأصبحت نسبته الى اجمالي النفط العماني كبيرة وأدى الى تغير في مكونات مزيج النفط العماني بما معنى مكوناته الثقيلة ارتفعت في خليط النفط وهذا بلا شك اثر على قدرة المصفاة على معالجة وتكرير النفط الخام العماني وهذا من الاسباب الرئيسية التي واجهت المصفاة في الوقت الراهن.
- الهوتي: مصعب.. هل المصفاة مصممة للتعامل مع النفط العماني؟
- المحروقي.: كل مصفاة في العالم تصمم من حيث معايير معينة وكلما تزيد مرونة المصفاة في انتاج المواد او التعامل مع مواد مختلفة كلما زادت تكلفة الاستثمار لان المرونة لها سعرها. وبالتالي منتج النفط في السلطنة في اثناء مراحل التصميم والخطة الاولية كان الاعتماد على النفط العماني كمصدر رئيسي لتمويل المصفاة بالمادة الخام وما كان احد يتوقع ان نستورد النفط من الخارج وان مصفاة ميناء الفحل تستطيع ان تأخذ 50% من برميل النفط وتحوله الى منتجات انتفاعية و50% ترجع الى مخلفات والان مصفاة ميناء الفحل مع مصفاة صحار مع بعض يأخذو من 70الى 80% من البرميل ويرجع فقط ما مقداره 20% كمخلفات ومع مشروع التحسين الجديد لا تكون هناك أي مخلفات والبرميل 100% يستخدم وينتج منه منتجات ذات جودة عالية كوقود او مواد اولية لصناعات بتروكيماويات. واي مشروع ضخم لا بد ان يخوض مراحل اولية في عملية الدراسات البيئية والتأثيرات وكيفية التغلب عليها واليوم في المصفاة لدينا وحدات متخصصة للتعامل لاستخلاص الكبريت من مواد مثل الديزل نسبة الكبريت جدا منخفضة واصبح الكبريت مستقل والوحدة انشئت بسبب بيئي وليس تجاري لاستخراج الكبريت وهناك وحدات اخرى لنفس الغرض الا ان طاقة التصميم الوحدات كانت على اساسس معايير معينة للنفط الخام وعندما تغيرت هذه المعايير واصبحت فوق طاقة تصميم هذه الوحدات لم تستطع التعامل 100% مع الزيادة الموجودة في بعض وخصائص النفط الخام.
- الهوتي: وزارة البيئة لديها دراسة متكاملة عن المصفاة والمنطقة الصناعية ايضا .. ماذا وجدتم بالتحديد؟
- المحرمي: في الحقيقة هذه الدراسة بناء على المعطيات والمخرجات الموجودة بالمنطقة وتم الوضع في الاعتبار ضرورة اقامة دراسة بيئية متكاملة في عملية تقييم الوضع البيئي الموجودة في منطقة صحار ولمعرفة المشاريع الصناعية الكبرى كالمصفاة ومصنع الحديد ومصنع الالمنيوم وغيرها من المصانع وما تأثره من ثقل بيئي على المنطقة من خلال الانبعاثات وبالتالي بناء على موافقة مجلس الوزراء الموقر في نهاية نوفمبر الماضي تم طرح مناقصة وهذه المناقصة تقدمت لها الشركات الاستشارية المتخصصة التي تقوم بدراستها وهي في عملية التقييم الحالي فنتوقع مع بداية فبراير ان يبدأ الارساء على الشركة المتخصصة لمعرفة نوعية وجودة الوضع البيئي في المنطقة وبالتالي يعطينا مؤشرات ايضا فيما يختص بعمليات التوسعة التي ترغب فيها سواء كانت المصفاة او مصنع الالمنيوم او الحديد او فإلى الان هناك تقدم لعمليات التوسعة وهي مرهونة بالضوابط والاشتراطات لنتائج الدراسات التي ستتم خلال هذه السنة. والوزارة موجودة من خلال الخبرات الموجودة في منطقة صحار او كوحدة بيئية متخصصة او وحدة بيئية متخصصة او من خلال خبرات موجودة في الوزارة وهي تتابع عن قرب على كل المتغيرات من حيث التحسينات وضبط المخالفات والتغيرات والالتزام بالضوابط البيئية.
الهوتي: سعيد الكيومي.... المصفاة جزء من مشروع اقتصادي متكامل لان معظم المشاريع والشركات تقوم حول محورية مصفاة صحار .. هل لديكم تصور واضح لكيفية الاستفادة القصوى من المشروع بشكل متكامل والمصفاة بوجه خاص؟
- الكيومي: لا يخفى على احد الطفرة الاقتصادية التي ظهرت على محافظات الباطنة وسببها الميناء الصناعي والمصانع الموجودة في المحافظة وبطبيعة الحال الكل يتفق ان مثل هذه المشاريع أوجدت فرص عمل للشباب وكذلك عقود وأعمال متواجدة والجميع ينادي ويطالب بفرص اكثر ونحن نعمل سويا مع الاخوة سواء في الميناء او المنطقة الصناعية على ايجاد فرص للاستفادة منها ومثال على ذلك يوم 27 و28 سيقام معرض عن فرص الاستثمار الموجودة في المحافظة وبطبيعة الحال الراعي الرئيسي والداعم الكبير هي شركة اوربك وكل الشركات الاخرى متواجدة لعرض فرص العمل كعقود للشركات المتوسطة والصغيرة وهذه رسالة نوجهها للمجتمع بان هناك صحيح تأثيرات بيئية وانما هناك اشياء ايجابية. بطبيعة الحال عندما صارت الاحداث في العام الماضي كانت هناك اقاويل بان مصنع الالمنيوم سينتقل الى الدقم وكذلك اوربك كان هناك استياء من الجمهور والمجتمع بشكل عام ما يريد انتقال هذه المشاريع وخروج هذه الاستثمارات شي كبير حيث ان كثير من الناس مستفيدين الا اننا نسعى الى الاكثر.
- الهوتي: من حيث نسبة المستفيدين هل هناك من الشباب الذين يعملون في الميناء او المنطقة الصناعية .. بالتالي يسعى هؤلاء الشباب الى الاستقرار في مناطقهم وولاياتهم ويجدوا العمل والفرصة للتدريب هل هذه الاشياء موجودة؟
- الكيومي .. الفرص متوفرة لابناء المنطقة والمحافظة ومن خارجها والكل موجود والشركات تدعم الا ان الاولوية يجب ان تكون لابناء المنطقة وكذلك العقود اسوة بمناطق النفط لان هذه التجربة نحاول تطبيقها. نتمنى من الشركات ان تدعم ابناء المنطقة من حيث العقود والافضلية في السعر حيث ان هناك شركات حكومية لديها قوانين لا يمكن تجاوزها لان هناك اجهزة رقابية ولهذا فالمجتمع يلقي اللوم عليهم مناشدا بان تكون أولوية الاعمال والعقود تكون لابناء المحافظة، ويجب ان تسند الاعمال لابناء المجتمع ودعمهم من خلال الحاضنات ودعم تأسيس مركز دراسات لأبناء المحافظة. مشيرا الى ان هناك تعاونا من الشركات العاملة في الميناء والمنطقة الصناعية.
الهوتي: سعادة الوكيل .. ما هي الفرصة التي يجب ان تقدم للشباب؟
الجشمي: الفرص متوفرة والهدف الاساسي من انشاء المصفاة في صحار ان تكون قريبة من منطقة التجمعات السكانية وتوجد فرص عمل للشباب بجنب مكان سكناهم ولكن في كل الاحوال في اي مشروع هناك تخصصات مختلفة والاحتياج من درجة التخصص قد تكون متوفرة من ابناء المنطقة او غير متوفرة واذا لم تتوفر تحتاج الى تعيين من مختلف محافظات السلطنة او من خارج السلطنة وحوالي 1600 وظيفة أوجدها المشروع والصناعات المرتبطة كثير من الوظائف تشغلها هذه المنطقة القريبة قد تكون لا ترقى الى النسبة التي يطمح اليها ابناء المنطقة وهناك برنامج للشركة بان الفرص تعطى لابناء المنطقة من مبدأ ان الاقربين أولى بالمعروف والشركة من بداية تأسيسها ارسلت مجموعة اغلبهم من ابناء المحافظة الى خارج السلطنة للتدريب ليتولوا زمام بعض الاعمال من بداية التنفيذ وهناك برامج موجودة لتدريب والعملية مستمرة. وهناك برامج احلال الوافدين وبرامج تدريبية.
الهوتي: سعادتك ..المصافي في العالم تأخذ النفط من مختلف دول العالم وطبعا يكون خفيف وثقيل ومتوسط كيف تكيفت المصافي في العالم مع تلك النفوط؟
- الجشمي: اي مصفاة في مرحلة التصميم تصمم لاستقبال نوعية معينة حتى ولو كان من خارج منطقتنا والنفوط غالبا تتعرض للتغيير بلا شك وايضا المصافي تتغير للتحسين والتطوير المستمر وعلى سبيل المثال مصفاة ميناء الفحل بداية كانت مصممة لـ50 ألف برميل رفعت الى 80 ألف برميل ومن ثم الان الى 103 آلاف برميل وصاحبها اضافة كثير من الوحدات لمعالجة التغييرات التي حصلت في النفط وايضا لتلبية الطلب مثل مصنع ازالة الكبريت وخلافه. وكذلك يحدث للمصافي خارج العالم وهناك برامج كثيرة ومشاريع تتم لتطويرها ولجعلها تستطيع ان تتقبل نفوط مختلفة وهذا ما تسعى اليه مصفاة صحار التوسعة او التحسين الذين تنوي المصفاة اقامته هو في الحقيقة لمعالجة المشاكل الحالية لان المشاكل ناتجة عن تغير النفط العماني ومكوناته وايضا هناك مشاكل بيئية ذكرت وهذا المشروع هو ليس بقصد زيادة المشاكل وانما لمعالجتها وهو ما يسمى تحسين المصفاة.
- الهوتي: مصعب ... مصفاة ميناء الفحل شبيهة بمصفاة صحار وهي قائمة منذ نحو 30 عاما وتستخدم الخام العماني .. ما هو الفرق بين المصفاتين؟
- مصعب المحروقي: هناك بعض الحقائق المهم ذكرها عن مصفاة ميناء الفحصل والتي انشئت في 1980 وبدأت الانتاج في 1982 الا ان الانتاج كان 50% برميل في اليوم وفي 1986 تم زيادة الطاقة الاستيعابية الى 85 الف برميل في اليوم وفي عام 2001 تم اضافة بعض الوحدات لانتاج بنزين السيارات الخالي من الرصاص وفي 2004 تم اضافة وحدة جديدة لاستخلاص الكبريت من الديزل وبالتالي اصبح المنتج ديزل ذا خصائص عالية وليس فيه نسبة كبريت مرتفعة وفي 2006 تم تحسين مصفاة ميناء الفحل من 85 ألفا الى 115 ألف برميل وبالتالي مصفاة ميناء الفحل مرت بمراحل متعددة هدفها تحسين أداء المصفاة والتوصل الى منتجات ذات خصائص مقبولة سواء بيئية او تجارية وبالتالي زيادة الانتاج.
كما ان مصفاة ميناء الفحل تستطيع ان تغير 50% فقط من البرميل وتنتج مواد ذات قيمة عالية والـ50% المتبقية ترسل الى مصفاة صحار وانتاج مصفاة صحار اكثر تطورا في التكنولوجيا والوحدات الموجودة للتعامل مع الجزء الاصعب من النفط الخام وبالتالي المصفاة حديثة ونتمنى تطوير حتى تكمل دور مصفاة ميناء الفحل ويصبح ايضا النفط الذين يدخل الى مصافينا ينتج 100% في المواد ذات قيمة عالية وبالتالي يمكن استخدامها او تصديرها للخارج.
كذلك لا نغفل الدور الذي تقوم بها المصافي من ناحية الوقود اللازم للاستخدام في البلد فمع زيادة الاستهلاك خلال الخمس السنوات الماضية من 2006 الى 2012 تضاعف الاستهلاك حوالي 100% من بنزين السيارات ووقود الديزل وبالتالي لا بد أن نواكب هذه الزيادة الكبيرة في الاستهلاك وكذلك زيادة الطاقة الانتاجية ولذلك ذلك البرميل الذي نصفه مخلفات لا بد ان نستفيد منها.
