غريب الروح - جديد لافندر مها العباسي

    • غريب الروح - جديد لافندر مها العباسي



      فى تلك المدينه البعيده المترامية الاطراف......... حتما سيلتقيان ذات يوم فكيف لا يلتقيان........... وكل منهما يترك جزء من روحه لدى الأخر يؤنسه فى اغترابه ويسامرة فى وحدته كيف لا يلتقيان............ وهى التى تستمع لصوته عندما يشتد حزنها
      يناديها من بعيد ليهدئ من روعها ويقبل جبينها حتى تسكن وتنام
      كيف لا يلتقيان.......... وعندما تضيق به الحياه ينتفض قلبها خوفا عليه رغم المسافات
      وترسل له روحها تربت على روحه وتؤنسه بدعواتها وتمسح بأناملها جبينه ليهدئ وينام
      ربما ابتلعتهما تلك المدينة الواسعه ولكنها ابدا ما استطاعت ان تفرق ما بين ارواحهما
      تباعدا....... تمادى بينهما الصمت
      طمئنها........... طمئنته
      هناك فى طرف المدينه البعيد يجلس على الشاطئ وحيد ............ ينصت لصوتها الأتى من داخله يحدثه
      لا يتوهمها ............لا تتخيله
      ولكنه ينصت لها.......... تستمع له
      تخبرة انها لازالت تثق به............ يبتسم ويخبرها ان تنتظرة
      هناك فى طرف المدينه الاخر تجلس فى شرفتها تنظر لبعيد
      يأتيها صوته يطمئنها بأنه ابدا لم ينساها
      تبتسم وتخبرة انها تثق به
      ما بين طرفى المدينه يوجد غريبان ............. يبحث كل منهما عن الاخر فى زحام الارواح الأخرى
      يعرف كل منهما طريق الاخر ولكن ما بينهما مدينة مزدحمه
      ما بين طرفى المدينه تهيم ارواح تبحث عن سكنها
      فى طرف المدينه البعيد يدخن سيجارته............ يطلق دخانه............. يشرد لبعيد
      تأتيه ضحكتها تؤنسه فى امسيات امضاها وحيدا
      يغمض عينيه ويخبرها بأنه يشتاق لضحكات كانت تشفيه
      يخبرها بأنه سيجمع روحه ليعود لها
      فى طرف المدينة الأخر تحتضن فنجانها تنظر لدخان متصاعد منه ............. تضحك ......... تشرد لبعيد
      تخبرة بأنها تنتظرة لأنها تعلم بأنه سيعود
      هى لا تعلم اين هو رغم انه فى طرف المدينه الاخر ولكنها تصدقه وتنظرة
      هو لا يعلم اين هى رغم انها فى الطرف المقابل من المدينه
      إلا انه يعلم بأنها تصدقه وتنتظرة
      لم يسمعها
      لم تسمعه
      لكنه يخبرها بما يريد وهى تسمعه
      تناديه فيجيبها
      لازالت بيقينها به
      لازال بيقينه بها
      سيعود وستعود وسيلتقيان بعد ان يطوى كل منهما طرف المدينه للأخر لأنهما قدر













      المصدر : مدونة لافندر مها العباسي
      el-lavender.blogspot.com