باب: مرض النبي ووفاته.
وقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} /الزمر: 30 - 31/. 4165 - وقال يونس، عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم). 4166 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أم الفضل بنت الحارث قالت:
سمعت النبي يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله.
[729] 4167 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم: فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآيه: {إذا جاء نصرالله والفتح} فقال: أجل رسول الله أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم. [3428] 4168 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله وجعه، فقالائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟ فذهبوا يردون عليه، فقال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصاهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها. [114] 4169 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله وفي البيت رجال، فقال النبي : (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ). فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله : (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم. [114] 4170 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألناها عن ذلك، فقالت سارني النبي صلى الله عليه سلم: أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه، فضحكت. [3426] 4171 / 4173 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثني شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أسمع أنه: لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحة، يقول: ({مع الذين أنعم الله عليهم }). الآية، فظننت أنه خير.
(4172) - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت:
لما مرض النبي المرض الذي مات فيه، جعل يقول: (في الرفيق الأعلى).
(4173) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني عروة ابن الزبير: أن عائشة قالت: كان رسول الله وهو صحيح يقول: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده في الجنة، ثم يحيا، أو يخير). فلما اشتكى وحضره القبض، ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: (اللهم في الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.
[4176، 4194، 4310، 5350، 5988، 6144، وانظر: 850] 4174 - حدثنا محمد: حدثنا عفان، عن صخر بن جويرية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله بصره، فأخذت السواك فقضمته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي فاستن به، فما رأيت رسول الله استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله رفع يده أو إصبعه ثم قال: (في الرفيق الأعلى). ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي. [850، وانظر: 4171] 4175 - حدثني حبان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن رسول الله كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه يبده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت إنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي عنه. [4728، 4729، 5403، 5416، 5419، 5960] 4176 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا هشام ابن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير: أن عائشة أخبرته: أنها سمعت النبي ، وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند إلى ظهره يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى). [4171] 4177 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا أو عوانة، عن هلال الوزان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة: لولا ذلك لأبرز قبره، خشي أن يتخذ مسجدا. [425] 4178 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عائشة زوج النبي قالت: لما ثقل رسول الله واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة، فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت: لا، قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب. وكانت عائشة زوج النبي تحدث: أن رسول الله لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال: (هريقوا علي من سبع قرب، لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس). فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي ، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده: (أن قد فعلتن). قالت: ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم. [195] 4179 - وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله ، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا. [425] 4180 - أخبرني عبيد الله: أن عائشة قالت:
لقد راجعت رسول الله في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته الإ أنه لم يقع في قلبي: أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا، ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله عن أبي بكر.
رواه ابن عمر وأبو موسى وابن عباس رضي الله عنهم، عن النبي . [195، 646، 650، 655] 4181 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: مات النبي وانه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي . [850] 4182 - حدثني إسحاق: أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وأاني والله لأرى رسول الله سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه، فأوصى بنا. فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، واين والله لا أسألها رسول الله . [5911] 4183 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن المسلمين بينا هم في الصلاة الفجر من يوم الإثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا ورسول الله قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة. فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله ، فأشار إليهم بيده رسول الله : (أن أتموا صلاتكم). ثم دخل الحجرة، وأرخى الستر. [648] 4184/4186 - حدثني محمد بن عبيد: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر ابن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله علي: أن رسول الله توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته: دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله ، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: الينه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: (لا إله الإ الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده، فجعل يقول: (اللهم في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده.
(4185) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال: حدثنا هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: (أين أنا غدا، أين أنا غدا). يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي. ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله ، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله فاستن به، وهو مستند إلى صدري.
(4186) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي في بيتي وفي يومي، وبين سحري ونحري، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض، فذهبت أعوذه، فرفع رأسه إلى السماء وقال: (في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى). ومر عبد الرحمن بن أبي بكر، وفي يده جريدة رطبة، فنظر اليه النبي ، فظننت أن له بها حاجة، فأخذتها، فمضغت رأسها، ونفضتها، فدفعنها إليه، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا، ثم ناولنيها، فسقطت يده، أو: سقطت من يده، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة. [850] 4187 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة: أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله وهو مغشي بتوب جبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. قال الزهري: حدثني أبو سلمة، عن عبد الله بن عباس: أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - الشاكرين}. وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب: أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت، حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي قد مات. [1184] 4188 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن موسى ابن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة وابن عباس: أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي بعد موته. [5382] 4189 - حدثنا علي: حدثنا يحيى، وزاد: قالت عائشة: لددناه في مرضه، فجعل يشير إلينا: أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: (ألم أنهكم يشير الينا: أن لا تلدوني: فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: (ألم أنهكم ان تلدوني). قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: (لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم). رواه ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي . [5382، 6492، 6501] 4190 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أزهر: أخبرنا ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود قال: ذكر عند عائشة: أن النبي أوصى إلى علي، فقالت: من قاله، لقد رأيت النبي وإني لمسندته إلى صدري، فدعا بالطست، فانحنث، فمات، فما شعرت، فكيف أوصى إلى علي؟ [2590] 4191 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة قال: سألت عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنهما: أوصى النبي ؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس وصية، أو أمروا بها؟ قال: أوصى بكتاب الله. [2589] 4192 - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث قال:
ما ترك النبي دينارا، ولا درهما، ولا عبدا، ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة.
[2588] 4193 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: لما ثقل النبي جعل يتغشاه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أباه، فقال لها: (ليس على أبيك كرب بعد اليوم). فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب.
79 - باب: آخر ما تكلم به النبي .
4194 - حدثنا بشر بن محمد: حدثنا عبد الله: قال يونس: قال الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم: أن عائشة قالت: كان النبي يقول وهو صحيح: (إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير). فلما نزل به، ورأسه على فخذي، غشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت آخر كلمة تكلم بها: (اللهم الرفيق الأعلى). [4171]
80 - باب: وفاة النبي .
4195 - حدثنا أو نعيم: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا. [4694] 4196 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: أن الرسول توفي وهو ابن ثلاث وستين. قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيب مثله. [3343] 4197 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين. يعني صاعا من شعير. [1962]
المصدر
وقوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون. ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون} /الزمر: 30 - 31/. 4165 - وقال يونس، عن الزهري: قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه: (يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت إنقطاع أبهري من ذلك السم). 4166 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن أم الفضل بنت الحارث قالت:
سمعت النبي يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا، ثم ما صلى لنا بعدها حتى قبضه الله.
[729] 4167 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدني ابن عباس، فقال له عبد الرحمن بن عوف: إن لنا أبناء مثله، فقال: إنه من حيث تعلم: فسأل عمر ابن عباس عن هذه الآيه: {إذا جاء نصرالله والفتح} فقال: أجل رسول الله أعلمه إياه، فقال: ما أعلم منها إلا ما تعلم. [3428] 4168 - حدثنا قتيبة: حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس: يوم الخميس، وما يوم الخميس؟! اشتد برسول الله وجعه، فقالائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا). فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: ما شأنه، أهجر، استفهموه؟ فذهبوا يردون عليه، فقال: (دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه). وأوصاهم بثلاث، قال: (أخرجوا المشركين من الجزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم). وسكت عن الثالثة، أو قال: فنسيتها. [114] 4169 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما حضر رسول الله وفي البيت رجال، فقال النبي : (هلموا أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده ). فقال بعضهم: إن رسول الله قد غلبه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، ومنهم من يقول غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسول الله : (قوموا). قال عبيد الله: فكان ابن عباس: إن الرزية كل الرزية، ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب، لاختلافهم ولغطهم. [114] 4170 - حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارها بشيء فبكت، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت، فسألناها عن ذلك، فقالت سارني النبي صلى الله عليه سلم: أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه، فضحكت. [3426] 4171 / 4173 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثني شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أسمع أنه: لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة، فسمعت النبي يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذته بحة، يقول: ({مع الذين أنعم الله عليهم }). الآية، فظننت أنه خير.
(4172) - حدثنا مسلم: حدثنا شعبة، عن سعد، عن عروة، عن عائشة قالت:
لما مرض النبي المرض الذي مات فيه، جعل يقول: (في الرفيق الأعلى).
(4173) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري: أخبرني عروة ابن الزبير: أن عائشة قالت: كان رسول الله وهو صحيح يقول: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده في الجنة، ثم يحيا، أو يخير). فلما اشتكى وحضره القبض، ورأسه على فخذ عائشة غشي عليه، فلما أفاق شخص بصره نحو سقف البيت ثم قال: (اللهم في الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يجاورنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح.
[4176، 4194، 4310، 5350، 5988، 6144، وانظر: 850] 4174 - حدثنا محمد: حدثنا عفان، عن صخر بن جويرية، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله بصره، فأخذت السواك فقضمته، ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي فاستن به، فما رأيت رسول الله استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله رفع يده أو إصبعه ثم قال: (في الرفيق الأعلى). ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي. [850، وانظر: 4171] 4175 - حدثني حبان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن رسول الله كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه يبده، فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقت إنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي عنه. [4728، 4729، 5403، 5416، 5419، 5960] 4176 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا هشام ابن عروة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير: أن عائشة أخبرته: أنها سمعت النبي ، وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند إلى ظهره يقول: (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى). [4171] 4177 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا أو عوانة، عن هلال الوزان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). قالت عائشة: لولا ذلك لأبرز قبره، خشي أن يتخذ مسجدا. [425] 4178 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أن عائشة زوج النبي قالت: لما ثقل رسول الله واشتد وجعه، استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي، فأذن له، فخرج وهو بين الرجلين تخط رجلاه في الأرض، بين عباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. قال عبيد الله: فأخبرت عبد الله بالذي قالت عائشة، فقال لي عبد الله بن عباس: هل تدري من الرجل الآخر الذي لم تسم عائشة؟ قال: قلت: لا، قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب. وكانت عائشة زوج النبي تحدث: أن رسول الله لما دخل بيتي واشتد به وجعه قال: (هريقوا علي من سبع قرب، لم تحلل أوكيتهن، لعلي أعهد إلى الناس). فأجلسناه في مخضب لحفصة زوج النبي ، ثم طفقنا نصب عليه من تلك القرب، حتى طفق يشير إلينا بيده: (أن قد فعلتن). قالت: ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم. [195] 4179 - وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا: لما نزل برسول الله ، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، وهو كذلك يقول: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا. [425] 4180 - أخبرني عبيد الله: أن عائشة قالت:
لقد راجعت رسول الله في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته الإ أنه لم يقع في قلبي: أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا، ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول الله عن أبي بكر.
رواه ابن عمر وأبو موسى وابن عباس رضي الله عنهم، عن النبي . [195، 646، 650، 655] 4181 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني ابن الهاد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: مات النبي وانه لبين حاقنتي وذاقنتي، فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي . [850] 4182 - حدثني إسحاق: أخبرنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني أبي، عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري، وكان كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين تيب عليهم: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا الحسن، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا، فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، وأاني والله لأرى رسول الله سوف يتوفى من وجعه هذا، إني لأعرف وجوه بني عبد المطلب عند الموت، اذهب بنا إلى رسول الله فلنسأله فيمن هذا الأمر، إن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا علمناه، فأوصى بنا. فقال علي: إنا والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها الناس بعده، واين والله لا أسألها رسول الله . [5911] 4183 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن المسلمين بينا هم في الصلاة الفجر من يوم الإثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يفجأهم إلا ورسول الله قد كشف ستر حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن رسول الله يريد أن يخرج إلى الصلاة. فقال أنس: وهم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحا برسول الله ، فأشار إليهم بيده رسول الله : (أن أتموا صلاتكم). ثم دخل الحجرة، وأرخى الستر. [648] 4184/4186 - حدثني محمد بن عبيد: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر ابن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله علي: أن رسول الله توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته: دخل علي عبد الرحمن، وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله ، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: الينه لك؟ فأشار برأسه: (أن نعم). فلينته، فأمره، وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه، يقول: (لا إله الإ الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده، فجعل يقول: (اللهم في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده.
(4185) - حدثنا إسماعيل قال: حدثني سليمان بن بلال: حدثنا هشام بن عروة: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: (أين أنا غدا، أين أنا غدا). يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي. ثم قالت: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر، ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله ، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله فاستن به، وهو مستند إلى صدري.
(4186) - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي في بيتي وفي يومي، وبين سحري ونحري، وكانت إحدانا تعوذه بدعاء إذا مرض، فذهبت أعوذه، فرفع رأسه إلى السماء وقال: (في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى). ومر عبد الرحمن بن أبي بكر، وفي يده جريدة رطبة، فنظر اليه النبي ، فظننت أن له بها حاجة، فأخذتها، فمضغت رأسها، ونفضتها، فدفعنها إليه، فاستن بها كأحسن ما كان مستنا، ثم ناولنيها، فسقطت يده، أو: سقطت من يده، فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة. [850] 4187 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة: أن عائشة أخبرته: أن أبا بكر رضي الله عنه أقبل على فرس من مسكنه بالسنح، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله وهو مغشي بتوب جبرة، فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، والله لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها. قال الزهري: حدثني أبو سلمة، عن عبد الله بن عباس: أن أبا بكر خرج وعمر بن الخطاب يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت. قال الله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل - إلى قوله - الشاكرين}. وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها. فأخبرني سعيد بن المسيب: أن عمر قال: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت، حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي قد مات. [1184] 4188 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن موسى ابن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة وابن عباس: أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي بعد موته. [5382] 4189 - حدثنا علي: حدثنا يحيى، وزاد: قالت عائشة: لددناه في مرضه، فجعل يشير إلينا: أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: (ألم أنهكم يشير الينا: أن لا تلدوني: فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: (ألم أنهكم ان تلدوني). قلنا: كراهية المريض للدواء، فقال: (لا يبقى أحد في البيت إلا لد وأنا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم). رواه ابن أبي الزناد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن النبي . [5382، 6492، 6501] 4190 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أزهر: أخبرنا ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود قال: ذكر عند عائشة: أن النبي أوصى إلى علي، فقالت: من قاله، لقد رأيت النبي وإني لمسندته إلى صدري، فدعا بالطست، فانحنث، فمات، فما شعرت، فكيف أوصى إلى علي؟ [2590] 4191 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا مالك بن مغول، عن طلحة قال: سألت عبد الله ابن أبي أوفى رضي الله عنهما: أوصى النبي ؟ فقال: لا، فقلت: كيف كتب على الناس وصية، أو أمروا بها؟ قال: أوصى بكتاب الله. [2589] 4192 - حدثنا قتيبة: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن الحارث قال:
ما ترك النبي دينارا، ولا درهما، ولا عبدا، ولا أمة، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه، وأرضا جعلها لابن السبيل صدقة.
[2588] 4193 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: لما ثقل النبي جعل يتغشاه، فقالت فاطمة عليها السلام: واكرب أباه، فقال لها: (ليس على أبيك كرب بعد اليوم). فلما مات قالت: يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه. فلما دفن قالت فاطمة عليها السلام: يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب.
79 - باب: آخر ما تكلم به النبي .
4194 - حدثنا بشر بن محمد: حدثنا عبد الله: قال يونس: قال الزهري: أخبرني سعيد بن المسيب في رجال من أهل العلم: أن عائشة قالت: كان النبي يقول وهو صحيح: (إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير). فلما نزل به، ورأسه على فخذي، غشي عليه، ثم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). فقلت: إذا لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت آخر كلمة تكلم بها: (اللهم الرفيق الأعلى). [4171]
80 - باب: وفاة النبي .
4195 - حدثنا أو نعيم: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم: أن النبي لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا. [4694] 4196 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: أن الرسول توفي وهو ابن ثلاث وستين. قال ابن شهاب: وأخبرني سعيد بن المسيب مثله. [3343] 4197 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: توفي النبي ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين. يعني صاعا من شعير. [1962]
المصدر