
تعتبر ولاية البريمي من اكبر واهم المدن بمنطقة الظاهرة وتقع على التخوم الشمالية الغربية للسلطنة حيث تعتبر بوابة لها من جهة الغرب يحدها من الشمال ولاية محضة ومن الجنوب ولايتي عبري وضنك ويحدها من الشرق ولاية صحار اما من جهة الغرب فتحدها مدينة العين بدولة الامارات العربية المتحدة... وقد عرفت ولاية البريمي قديما باسم أرض الجو وتوام وكانت تمثل نقطة التقاء رئيسية في طرق القوافل التجارية لذلك اشتهرت بالتجارة منذ فجر التاريخ وقد وردت عن بعض الروايات والمصادر غير الدقيقة ان سبب تسمية هذه الولاية بالبريمي يرجع نسبة لتاجر عربي كان يدعى بالبريمي ولكثرة اسفاره التجارية وعبوره لهذه الولاية طابت له السكنى فيها وعاش بها حتى مات حيث تم ربط اسم هذا التاجر بهذه الولاية التي اشتهرت بالسمعة التجارية ومازالت تحافظ على مكانتها التاريخية والاقتصادية حتى الآن.
كما عرفت كواحة غناء تحيط بها اشجار النخيل من كل جانب حيث تبلغ مساحتها الكلية (4158م2) ويبلغ عدد سكانها حوالي (54000 نسمة) موزعين على القرى والمناطق التي يصل عددها الى(84 قرية) ويسود الولاية المناخ الصحراوي فهي حارة صيفا وباردة شتاء وتشتهر بزراعة اجود اصناف النخيل ومختلف الزراعات الاخرى كالليمون والمانجو وسائر انواع الفاكهة التي تعتمد علىمياه الافلاج

تزخر ولاية البريمي بالعديد من مواقع الجذب السياحية الطبيعية ومن اهمها:
الأودية ...
حيث تضم الولاية مجموعة من الأودية ذات المناظر الطبيعية الخلابة والتي يسهل الوصول اليها مثل وادي الفياض ووادي مضب ووادي أجران بالاضافة الى اودية اخرى بمنطقة الجزي
شواهد طبيعية
تشكل كل من قرى الحيل والرابي والواسط وكذلك قرية كتنه والدقيق ونيابة السنينة وحفيت من المواقع الخلابة التي تنوعت بتضاريسها وبطبيعتها الجميلة والتي كثيرا ما يشد الرحال اليها للتمتع بمفرداتها واجوائها الهادئة.
الأفلاج
تعتبر الافلاج مصدر جذب سياحي للولاية حيث يوجد بها فلجان هما فلج البريمي الذي يقع خلف سوق البلدية المركزي حيث يمكن من خلاله مشاهدة واحات ومزارع النخيل ويمكن التمتع بشواهد التاريخ.
اما الثاني فهو فلج صعراء الذي يقع بمنطقة صعراء وحي الشريعة. ولقد حرصت الحكومة الرشيدة على العناية بهذين الفلجين وسائر الافلاج الاخرى عامة حيث تم افتتاح مشروع خاص للتحكم مركزيا في المياه بعد دعمها بآبار مساعدة لانسياب المياه بكميات اكبر ويوجد في القرى المختلفة التابعة للولاية اكثر من (20 فلجا)

المواقع الأثرية
وتزخر ولاية البريمي كغيرها من ولايات السلطنة بشواهد صامدة تدل على صلابة العمانيين وعراقة تراثهم وتاريخهم البطولي الحافل بقصص الكفاح ومن اشهر هذه الشواهد في الولاية حصن الخندق الذي تتخذ منه الولاية شعارا لها وحصن الخندق معلم هام وتاريخي يشير الى اهمية الولاية ودورها الحيوي كمركز قديم وملتقى للتجارة بين مدن متعددة في الجزيرة العربية ويشتهر الحصن بالخندق الذي شيد حوله ولذلك سمي باسمه وهو كاستحكام دفاعي كان يملأ بالمياه ليعيق كل من يتسلل او يحاول الدخول اليه ويتراوح عمق الخندق اكثر من ثلاثة امتار تقريبا مما يجعل عملية اجتيازه صعبة للغاية وقد بني الحصن قبائل البريمي وسكان المنطقة وهو مربع الشكل يحتوي على (12) غرفة لمختلف الاستخدامات و(3) اماكن للدراسة ويحتوي حصن الخندق على اربعة ابراج تقع في زواياه الاربع مزودة بفتحات للتصويب والدفاع وهي البرج الجنوبي الشرقي والبرج الشمالي الشرقي والبرج الشمالي الغربي والبرج الجنوبي الغربي اما مساحة الحصن فتبلغ (3700)م2 وهو يحتل مكانا استراتيجيا في الولاية بالقرب من مناطق السكن وعلى بعد عدة امتار من حصن الحله مما يدل على اهمية المنطقة والسعي لحمايتها وتأمينها ضد كل الاخطار. وقد نال حصن الخندق كغيره من معالمنا الاثرية في مختلف مناطق السلطنة وافرا من الرعاية فبعد ان كان معرضا للزوال بسبب عوامل الطبيعة حيث طالته يد الرعاية وتم ترميمه على احدث المواصفات والتي راعت فيه الطابع العماني المميز مما اعاد له روح الشباب ليظل شاهدا ومعلما اثريا هاما.
وفي الاطار نفسه تم ربط الحصن بشبكة الطرق الرئيسية وزود بالمسطحات الخضراء وتم اعادة تشييد مصلى العيد المجاور له في انسجام تام وتناسق كبير بينهما وزودت منطقة الحصن بالانارة الرئيسية والتجميلية لكي تجعله متألقا طوال الوقت وثمة مكانة خاصة لحصن الخندق لدى اهالي الولاية فهو يمثل شعارا لولاية الذي تزين به مداخلها المختلفة وهو مكان لانعقاد ومناقشة امورهم المختلفة كما اصبحت الساحات الامامية للحصن تشهد الاحتفالات المختلفة واصبح عبر حجراته المختلفة معرضا يستخدم في اغلب المناسبات وبجواره ايضا يقع سوق الجمعة الذي تم تحويله لمجمع تجاري لبيع المقتنيات التراثية التي تمثل البيئة العمانية من اجل خدمة السائح والزائر.
ايضا من المواقع التاريخية والاثرية بالبريمي بيت بحر وبرج حماسة وحصن الحلة الذي يقع بحارة السوق بولاية البريمي وقام ببنائه قبائل الولاية ويقع على مساحة تقدر بحوالي (4200م2) تتوزع عليها مكونات الحصن وقد وردت من بعض المصادر ان هذا الحصن قد يكون بني ليحل محل حصن الخندق ويلبي حاجة الادارة المحلية ويحيط به سور تمتد فيه الواجهة الرئيسية على طول (79م) اما الواجهة الشمالية فتمتد على عرض (53م) ويبلغ ارتفاع اسوار الحصن الخارجية ما بين اربعة وستة امتار ويوجد به ثلاثة مداخل المدخل الرئيسي ويقع بالواجهة الشرقية والمؤدي الى الضباح والمدخل الثانوي بالواجهة الشرقية والمؤدي الى الساحة الجنوبية من الحصن والمدخل الخلفي من الحصن بالواجهة الغربية والمؤدي الى المزرعة كما يضم الحصن ايضا ثلاثة مواقع محصنة على شكل ابراج كل برج على ارتفاع (10 امتار) وتأتي اشكالها اما مربعة او دائرية ومكونة من طابقين اما بالنسبة لداخل الحصن فهو ينقسم الى ساحتين شمالية وجنوبية ولكل ساحة مرفقاتها الخاصة بها في حين ينفرد السكن العلوي في مستواه العلوي على غرفتين مزخرفتين في عدة اجزاء كالشمسيات او القمريات وقد نال هذا الحصن ايضا نصيبه هو الاخر من اهتمام وزارة التراث القومي والثقافة التي قامت بترميمه عام 1993 والانتهاء منه عام 1996