
تعلم جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله كثيراً من تجربته الطويلة مع القيادة ما هو المعنى الحقيقي, أي ما يقدم الشخص دون أن يتوقع مقابلاً, فالمجتمع هو ما يهم أكثر وليس الفرد.
وعلى هذا السبيل سار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم في قيادتة لعمان الحديثة, فمنذ أن تولى جلالته مقاليد الحكم انعكست شخصيته القيادية على مسار التاريخ الحديث لعمان واستطاع أن ينقلها من حال الصراعات والركود إلى حال الاستقرار والازدهار.
كانت عملية المصالحة والوحدة الوطنية هي الأساس الكبير لبناء عمان قوية.
كانت نظرة جلالته إلى السلام كلا لا يتجزأ يرتبط برؤية شاملة تتفاعل في اطارها الاعتبارات الوطنية والإقليمية والدولية.
من هذه النظرة خاطب جلالته العالم, فكانت الكلمة الأولى: السلام, وصولاً إلى عالم أفضل يسوده الوئام وينعم الجميع فيه بالعدالة. وبالسلام بنت عمان علاقاتها مع جميع دول العالم قاطبة, وكان السلام هو الطريق الواسع الذي استطاعت من خلاله السلطنة أن تبني جسوراً قوية للتواصل مع الجيران ومع الأشقاء ومع الأصدقاء.
كان جلالته واثقاً من انه عندما تتواصل الأمم والحضارات وتتفاهم مع بعضها فإنها تتجه نحو السلام بشكل طبيعي إذ ان الأفراد بطبعهم محبون للسلام.
وعلى مدى 34 عاماً لم تبدل عمان كلمتها مع السلام مهما هبت الرياح في سماء المنطقة, واختلطت الأوراق.
وكان هذا الثبات يعبر عن مواقف السلطنة النابعة من قناعات جلالته, التي أكدت صدق التوجهات ووضوح الرؤية والواقعية في التعامل مع القضايا الإقليمية والعالمية.
وقد حظي جلالته, وبعد جهد كبير من أجل تحقيق هذه الأهداف السامية, بتقدير واحترم عالمي واسع.
وكامتداد لهذا التقديريأتي اختيار صحيفة الاندبندنت ويستمنستر المحلية البريطانية في عددها لشهر أغسطس 1999م حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الشخصية القيادية لهذا الشهر.
ويأتي هذا التقدير بعد أقل من عام من تقدير جائزة السلام الدولية إلى جلالته, ففي احتفال تاريخي أقيم بالعاصمة الامريكية في أكتوبر من العام الماضي قدمت ثلاث وثلاثون من المؤسسات والهيئات الامريكية جائزة دولية تقديراً لجهود جلالته في تكريس السلام العالمي.
وهذا يؤكد النجاح الكبير لإستراتيجية السلام التي ارساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.
هذه الاسترتيجية كانت الطريق الذي مهد لانطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة, والتي شيدت دولة عصرية تقف شامخة على أرض عمان العظيمة.
منقول من جريدة عمان