مسقط- الرؤية
تصوير- خميس السعيدي
احتفلت وزارة الصحة ممثلة بدائرة شؤون التمريض والقبالة بيوم التمريض الخليجي، وذلك ضمن احتفال دول مجلس التعاون بهذا الحدث الذي يصادف الثالث عشر من كل عام، وجاء هذا العام تحت شعار "رعاية مستمرة وشاملة".
رعى المناسبة بفندق هوليدي إن- مسقط سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني وكيل الوزارة للشؤون الصحية، بمشاركة عدد من الأطباء والقيادات ومنتسبي مهنة التمريض والقبالة والعاملين الصحيين بالمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة.
يأتي هذا الحفل تكريماً لمهنة التمريض التي تنبثق جذورها من التاريخ الإسلامي ومشاركة الصحابيات الجليلات أمثال رفيدة الأسلمية ونسيبة بنت كعب مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوات الإسلامية لتضميد الجروح وتخفيف المعاناة جراء الإصابات.
تضمنت فقرات الحفل والبرنامج العلمي كلمة لرئيسة قسم التدريب والتطوير الوظيفي بدائرة شؤون التمريض والقبالة، حيث تناولت النظرة المستقبلية لخدمات التمريض والتي تتوافق مع منهجية الرؤية المستقبلية 2050 لوزارة الصحة، وقد تم التركيز على المبادرات البشرية والاستفادة من القوى العاملة في تعزيز القيادة والإدارة ودعم الممارسة المهنية وتعزيز التعليم والتدريب لدعم المتغيرات في الخدمات الصحية.
وأكدت العبرية على أهمية التواصل بين القيادات التمريضية والكادر التمريضي لتحقيق هذه الرؤيا وأهمية استخدام أنماط قيادية إدارية متميزة لتنمية قيادات مستقبلية تكون قادرة على تحقيق أهداف الرؤية المستقبلية 2050.
فيما قدم الدكتور سالم التوبي عميد معهد عمان للتمريض محاضرة حول "العناية التمريضية الشاملة ونموذج الرعاية التمريضية في السلطنة "، وقد قال فيها إن مهنة التمريض تعتبر من أقدم المهن الصحية التي انتسب إليها العمانيون، حيث كان أول برنامج تدريبي على رأس العمل في عام 1959 ومنذ ذلك الوقت تطور بناء الممرض العماني ليصبح مؤهلاً بالعلوم والمهارات العالمية ليرفد النظام الصحي بالسلطنة.
كما أكد التوبي في محاضرته أن نماذج الرعاية التمريضية العمانية لابد أن تبنى على أسس علمية ذات خصوصية في كيانها تتمتع بالفكر الإسلامي والقيم العمانية الأصيلة التي تعنى بالإنسان والأسرة العمانية، كما تحدّث الدكتور سالم عن استحداث نموذج رعاية خليجي يعمل حالياً على دراسته وإمكانية تطبيقه من خلال اللجنة الفنية للتمريض بدول الخليج.
وخلال هذا اليوم قام سعادة الدكتور محمد الحوسني وكيل الوزارة للشؤون الصحية بتكريم الأطباء ومسؤولي التمريض المجيدين والمتميزين بوزارة الصحة، الذين تم اختيارهم من قبل أعضاء اللجنة الفنية الخليجية بالسلطنة على خلفية إسهاماتهم المجيدة للارتقاء بمهنة التمريض في هذا البلد المعطاء والذين أثبتوا جدارتهم في نواحي مختلفة من الممارسة المهنية .
كما تضمن برنامج الحفل عرضاً مرئياً يحمل بين طياته رسائل معبرة للتمريض، عن دور الممرض الذي يعتبر مكملاً للأسرة في المستشفى ومصدراً يزود المريض بالثقة وهو القادر على فهم المرضى ومساعدتهم لاسترداد معنوياتهم التي فقدوها والشعور بالراحة، وهي مهنة يغطي عليها الجانب الإنساني كثيراً وأكثر التصاقاً بالمرضى.
يذكر أن الاحتفال يهدف إلى تشجيع الكوادر التمريضية لبذل الجهود في تقديم العناية التمريضية للمرضى وبجودة عالية وتشجيعاً لهذه المهنة الجليلة وحثاً للممرضين والممرضات على التمتع بالعزيمة للرقي بمهنة التمريض والتفاني والإخلاص في العمل والمحافظة على سلامة المرضى، كما أن التمريض في السلطنة يحتل مركزاً مهمًا في القطاع الصحي وهو شريك أساسي في تقديم الخدمة الصحية في جميع المستويات بالإضافة لكونه عاملاً أساسيًا ومهماً في صنع السياسات الصحية. ولقد اهتمت وزارة الصحة بهذه الفئة في جميع النواحي التعليمية والعملية والمهنية مما ساهم في الرقي بها لتصل إلى أعلى المستويات الإقليمية والعالمية وأصبح التمريض العماني مثالاً رائعاً يحتذى به من حيث المؤهل العالي التي ينسجم مع الممارسة المهنية المبنية على الأدلة والبراهين العلمية .