"فتاوى تهمك"

    • السؤال

      هل يجوز حرق القرآن المبعثر على الأرض على شكل أوراق ، وإذا لم يجز
      فما هي أفضل طريقة للتخلص من أوراق المصحف المبعثرة إذا لم يستطع صاحبها الاحتفاظ
      وخشي عليها من الضياع ، وما عقاب من قام بحرق القرآن الكريم ؟


      الجواب :

      حقيقة الأمر القرآن الكريم لا ريب أن له حرمات ولذلك اختار كثير من
      العلماء أن يكون التخلص من التبعية أو من المسئولية عن المحافظة على القرآن الكريم
      عندما تتعذر هذه المحافظة قالوا بأنه ينبغي أن تكون إما بإلقاء هذه الأوراق
      المبعثرة المقطعة في آبار مهجورة بعد وضعها في أكياس لأجل صونها ، وإما أن تدفن على
      أسس مساجد أي أسس أماكن معظمة مقدسة ، وإما أن تلقى في البحر ، وإما أن تدفن في
      أماكن بعيدة في الصحاري بحيث تكون بعيدة عن وضع الأقدام ، ولكن إن تعذر ذلك كله فلا
      مانع من الإحراق .
      وقد وقع الإحراق في عهد الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وإن
      كان من الناس من أنكر ذلك ، وقع ذلك في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان عندما
      أراد أن يتخلص من المصاحف التي أراد أن لا تتشعب القراءات بها ، وأن يجتمع الناس
      على مصحف واحد حتى لا يقول بعض الناس قراءتي خير من قراءتك ، تخلص من هذه المصاحف
      بإحراقها وأيده في ذلك الكثير ، ولا نرى حرجاً في الأخذ بذلك مع الضرورة
      .
    • تابع لفتوى تغييرالمنكربالقلب

      السؤال :

      * يقول النبي صلى الله عليه وسلّم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده
      فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .

      ما فائدة تغييرالمنكر بالقلب بالنسبة للمسلم ، ومتى يكون ذلك ؟

      الجواب:
      يكون ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلّم إن لم يستطع
      شيئاً من ذلك .

      (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ) ، أي
      إن عجز ووجد من نفسه عجزا بحيث إنه يخشى على نفسه ، يخشى على جسمه أو يخشى على عرضه

      أو يخشى على شرفه لو أنه تحدث بكلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، يخشى من
      الفتنة ، يخشى من تألب الناس تألباً يؤجج ضرام الفتنة بينه وبينهم في هذه الحالة

      بطبيعة الحال يعدل إلى التغيير بالقلب .


      وفائدة التغيير بالقلب أن لا يكون آلفاً للمنكر ، لأنه لو لم
      يغيره بقلبه لكان آلفاً له ، وعندما يؤلف المنكر لا يعود عند الناس منكراً وإنما

      يعود عندهم معروفا ، لأن المعروف هو الذي تعرفه النفوس وتألفه ، ويجب أن لا تؤلف
      المنكرات ، يجب أن تكون المنكرات كما سماها الله تبارك وتعالى منكرات ، لا تؤلف ولا
      تتقبل من قبل النفوس .


      من لم يغير المنكر بقلبه فإنه يكون متقبلاً له ولذلك كان
      ملعوناً كما قال الله تعالى ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ
      عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا
      يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا
      كَانُوا يَفْعَلُونَ
      ) (المائدة:78-79).

    • السؤال:

      الابن إذا رأى أحد والديه يفعل شيئا من المنكر كيف يتصرف معهما ؟

      الجواب:

      لا بد من أن يغير المنكر سواء كان على والد أو ولد ، على قريب
      أو بعيد ، الله سبحانه وتعالى يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
      قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ
      الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ )(ا
      لنساء: من الآية135) ، والله سبحانه وتعالى بين

      لنا كيف كان إبراهيم عليه السلام يغير المنكر الذي كان عليه والده حتى أدى به الأمر
      إلى تحطيم الأصنام التي كان يعبدها والده ويعبدها الآخرون من دون الله سبحانه
      وتعالى وما هذا إلا لأجل غيرته.


      فالابن مطالب بأن يحرص على صرف الأب عن المنكر بقدر مستطاعه ،
      عليه أن يصرفه عن ذلك بالقول ، وعليه أن يصرفه عن ذلك بالحيلة ، وعليه أن يصرفه عن

      ذلك حتى بالتخويف ، عليه أن يخوفه العواقب سواء كانت هذه العواقب في الدنيا أو كانت
      في الآخرة ، عليه أن يغرس في قلب والده الخشية من الله سبحانه وتعالى ومن مغبة

      ارتكاب المنكرات ، وعليه أن يثير نخوته -إن كان ذا نخوة - بأن هذا يتنافى مع شرفه
      ويتنافى مع مقامه ويتنافى مع قدره ، كل هذه الأساليب يطالب أن يستعملها لأجل صد
      والده عن الشر .

      ما أولهما
      تفاوت طبائع البشر ، فإن التفاوت أمر
      موجود حتى في النبيين ، فبعض النبيين يكون أشد من بعض ، مع أنهم جميعاً يغارون على

      حرمات الله ، وهم أشداء على الكفار رحماء بينهم ، ولكن مع ذلك قد توجد في بعضهم شدة
      لا تكاد توجد في غيره ، وقد يكون بعضهم أقدر على أن يواجه الأمر بمرونة وبلطف بخلاف
      غيره .


      فنجد موسى عليه السلام - وذلك لم يكن لنفسه وإنما كان لربه -
      عندما غضب على أخيه أخذ برأس أخيه يجره إليه ، وذلك لِما رأى من تبديل بني إسرائيل

      ، حيث إنهم أقدموا على أنِ اتخذوا إلهاً مع الله سبحانه وتعالى بحيث عبدوا العجل من
      دون الله سبحانه ، فما كان من موسى عليه السلام وقد أدرك ذلك إلا أن أخذ برأس أخيه

      يجره إليه ، وقال له ما ذكره القرآن ( قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ
      بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي
      إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي
      ) (طـه:94) ، فهكذا كانت شدة موسى عليه السلام
      .


      بينما نجد أن إبراهيم عليه السلام مع ما كان ينكره على قومه ،
      وما كان ينكره على أبيه من عبادته لغير الله سبحانه وتعالى حرص على التلطف في
      مخاطبة أبيه خصوصاً فخاطبه بالعبارات التي فيها الرفق والتي فيها اللين إلا أن الأب
      ظل صاداً ، ولكن مع الرفق ومع هذا اللين كان أيضاً فيه شدة الأمر بالمعروف والنهي
      عن المنكر عندما حطم الأصنام وأولئك يرون اجتراءه على الأصنام التي يعبدونها من دون
      الله أشد من اجترائه على أنفسهم ولذلك كبُر عليهم هذا الأمر ، وحكى الله سبحانه
      وتعالى عنه في كتابه قوله ( وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ
      تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) (الأنبياء:57) ، وحكى فعله بقوله ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً
      إِلا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) (الأنبياء:58)، وهذا مما
      يدل أيضاً على أنه بجانب لينه كان ينطوي على شدة في ذات الله لأنه يغار على حرمات
      الله .

    • تابع لفتوى زكاة المال

      السؤال

      * شخص يمتلك مجموعة من المباني بهدف تجاري وهو تأجيرها كيف
      تكون الزكاة ؟


      الجواب
      ** الزكاة في الدخل وليست في الأصل

      السؤال

      يوجد في أحد الكتب
      المعنية بالزكاة عدم وجوب الزكاة فيما هو محرم كالتماثيل وما يلبسه الرجال من أسورة
      ونحو ذلك .
      أليس هذا يتنافى مع كون الذهب مالاً مُتقوماً أياً كان شكله ، أوليس
      في مثل هذا ذريعة لابتعاد أصحاب الأموال عن الزكاة ؟


      **بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
      والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :


      فإن الزكاة في الذهب والفضة واجبة شرعاً بنص الكتاب العزيز
      بالأحاديث الكثيرة المروية عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ، ومع ذلك انعقد
      الإجماع على هذا ، فلا خلاف بين الأمة في هذا الوجوب .
      الله تبارك وتعالى يقول (
      وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ
      اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ
      جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا
      كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) ( التوبة : 34ـ35) ،
      وفي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ أن صاحب الذهب والفضة إن كان لا يؤدي
      زكاتهما فإنهما يصفحان يوم القيامة صفائح من نار ويكوى بها ظهره وجنباه .
      ولا
      خلاف بين الأمة في أن كلاً من الذهب والفضة إذا كان عند إنسان مُتَملكاً وقد بلغ
      فيه النصاب الشرعي فالزكاة فيه واجبة ، فكل منهما تجب الزكاة فيه ، الذهب تجب
      الزكاة فيه ، والفضة تجب الزكاة فيها .


      ولئن صنع الإنسان منهما تماثيل أو أي شيء مما يحرم عليه كحلية
      الذهب للرجل فإن ذلك لا يُسقط الزكاة الواجبة إذ الوقوع في المحرم لا يُسقط الفرض
      الواجب وإلا لكان فعل الحرام ذريعة للإنسان من أجل إسقاط الحقوق الواجبة .


      على أن كلاً من الذهب والفضة مال متَمول وهو معيار لقيمة بقية
      الأموال ، فإن الله سبحانه وتعالى جعلهما بطبعها ثمنين لبقية الأموال المتمولة ،
      فمن هنا كانت الزكاة واجبة فيهما لأنهما تُقضى بهما المصالح ، فمصالح الناس تتيسر
      ويتيسر قضاؤها من خلال دفع الذهب وأخذه ، لأجل ذلك كانت الزكاة فيهما لأن سنة الله
      سبحانه وتعالى في خلقه اقتضت أن تكون حياة الناس حياة فيها تداخل وفيها أيضاً نظر ،
      فكل واحد ينظر إلى ما بيد الآخر .


      ومن المعلوم أن ما تشتد الحاجة إليه تشرئب إليه الأعناق
      وتتطلع إليه النفوس ، فلذلك فرض الله سبحانه وتعالى الزكاة لأصناف الأموال التي
      تشتد حاجة الناس إليها ، فنجد أنه فرض مثلاً في أنواع الماشية فيما جعله الله
      سبحانه وتعالى غذاء للناس ، أي ما كانت الحاجة إليه حاجة أشد ، لأن حاجة النفس
      البشرية إلى الغذاء أعظم من حاجتها إلى أي شيء آخر ، فلذلك فرض الله سبحانه هذه
      الزكاة في الماشية التي فيها غذاء للناس ، فرضها في الإبل وفرضها في البقر وفرضها
      في الغنم .


      كذلك نجد أن هذه الزكاة فُرضت بلا خلاف في أصناف من الحبوب
      جعلها الله قواماً لحياة الناس ، القمح والشعير والزبيب والتمر هذه أنواع من الحبوب
      جعلها الله سبحانه قواماً لحياة الناس ، فكل ما كان مثلها أيضاً تجب فيه الزكاة
      .


      والذهب والفضة من حيث إنهما تُقضى بهما رغائب الناس ، ويتوصل
      من خلالهما إلى ابتياع ما يريد الإنسان ابتياعه ، وبيع ما يريد بيعه ،


      فلذلك كانت الزكاة واجبة فيهما لأنهما تُقضى بهما مصالح الناس
      ، فلذلك فرض الله سبحانه وتعالى فيهما هذه الزكاة.

    • السؤال

      *المقاول يبني المساكن ثم يبيعها بالأقساط والمبالغ التي يحصل
      عليها من الأقساط يداولها في نشاطه بحيث لا تبقى لديه مبالغ حرة وليست لديه مساكن
      جاهزة بحيث يبيع ما يجهز أولاً بأول ، ولديه مساكن تحت الإنشاء وله ديون الأقساط
      وعليه ديون لأنه يشتري مستلزمات البناء بالأقساط ، فكيف يزكي ؟

      الجواب
      ** إن كان عنده مال مما يباع ويشترى بلغ النصاب وكان هذا
      المال خالياً من الدين الحالّ ـ أي الواجب الذي حل أجله ـ فإنه عليه أن يزكيه
      .
      أما إذا كان الذي عنده غارقاً في الديون بحيث ليست عنده ديون ففي هذه الحالة
      ليس عليه أن يزكيه .
      وإن كان الدين يستغرق بعضه فإنه يُسقط من الزكاة بمقدار ذلك
      الدين ويزكي الباقي .
      ومما يجب أن يراعى في هذه الأحوال أيضاً الدين الذي
      للإنسان ، إن كان هذا الدين حالاً أجله وهو على وفيّ مَليّ فإنه عليه أن يزكيه

    • بارك الله فيك..:)
      نسأل الله الهدايه
      أمي .. غلا الدنيـا ولو فيه غالين يالله عسانـي بالعمـر ماآعدمْها ماقد حنيـت الهامـه إلاّ لـ ثنتيـن عند السجود وعند بوسة قدمها
    • السؤال

      *خدمة الهاتف النقال تكون عن طريق الاتفاق مع البائع نفسه الذي هو بدوره متفق مع
      شركة من الشركات ، يقوم هذا المشتري بدفع إيجار شهري لتلك الشركة التي توفر له خدمة
      الهاتف النقال ، لكن هذه الشركة نفسها في كل عام تقدم عروضاً معينة ، العرض الذي
      تقدمه يساوي إيجاراً شهرياً من الإيجارات التي يدفعها المشترك ، فهل له أن يأخذ ذلك
      المبلغ الذي تقدمه الشركة ؟

      الجواب

      **هل هذا داخل في صفقة بيع ما بين المشتري
      والبائع من أول الأمر ، أو هو غير داخل في صفقة البيع ؟ فإن كان غير داخل في صفقة
      البيع فمعنى ذلك أن هذه الشركة ترد إليه بعض ما دفعه ، ولا حرج في ذلك فإن لها أن
      تتصرف .

      أما إن كان ذلك داخل في صفقة البيع وكان ذلك أمراً مجهولاً فهنا
      تدخل الجهالة إذ ربما يحصل وربما لا يحصل ، فهنا تكون جهالة ، والجهالة تؤثر على
      صفقات البيع .

      فلا بد أن يكون الأمر واضحاً لا جهالة فيه ، هذا إن لم تكن
      هناك مقامرة ، أما إن كان هذا الدفع لأجل المقامرة بحيث يدفع لبعض الناس دون بعض
      فذلك بطبيعة الحال غير جائز .

      السؤال

      *إن كانت هذه الشركات تقدم هذه المبالغ فقط من
      أجل أن تجلب الزبون إليها ؟

      الجواب

      **لا حرج .
    • السؤال

      *إذا ضاق نفس المصلي أثناء قراءة سورة الفاتحة عند كلمة لا يحسن الوقوف عليها ، هل
      يصل القراءة بأن يعيد قراءة كلمة أو كلمتين كي يكتمل المعنى أم أن ذلك يعد تكراراً ؟

      الجواب


      **على أي حال هو إن وقف وقفاً اضطرارياً من أجل أنه لم يستطع مواصلة
      القراءة فلا حرج في هذه الحالة أن يستمر ولو كان هنالك فصل ما بين كلمتين مترابطتين
      لا حرج في أن يستمر ، وهذا مما ذكره العلماء بأنه يستثنى في أي قراءة لا في الفاتحة
      فكيف بالفاتحة ، مع أن الفاتحة يمنع أن تكرر في الركعة الواحدة .
    • السؤال

      *من وجد قولين في مسألة لعالمين مجتهدين فبأي القولين يأخذ ؟

      الجواب

      **هل وجد هذين
      القولين لعالمين مجتهدين في عصره ، أو لعالمين مجتهدين ميتين ؟ الإنسان مطالب في
      عصره إن وجد العالم المجتهد أن يرجع إليه من أجل أن يبين له القول الراجح ، ذلك لأن
      ترجيح الأقوال يختلف أيضاً حتى باختلاف الزمان ، إذ لعامل الزمان تأثير في ترجيح
      الأقوال ، فإن العالم الفقيه كالطبيب فيعالج المشكلة بحسب ما يمكن أن يكون أجدى
      وأنفع في العلاج ، والطبيب قد يختلف العلاج عنده بين فصل وفصل ، فتجد مثلاً في فصل
      الصيف يعطي جرعة لا يعطيها في فصل الشتاء وكذلك العكس ، وهكذا العالم الفقيه عليه
      أن ينظر في اختلاف الأوقات وفي اختلاف الأزمنة بل في اختلاف الأشخاص أيضاً ، كما
      روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه استفتاه مستفت في قبلة الصائم فأجابه
      بالإباحة واستفتاه آخر فأجابه بالمنع ، وقد لوحظ أن الذي أجابه بالإباحة كان شيخاً
      ، والذي أجابه بالمنع كان شاباً ، ومن المعلوم أن فوران الشهوة عند الشاب أكثر من
      الشيخ فلذلك أجابه بالمنع ، والشيخ يكون أهدأ أعصاباً من هذه الناحية فلذلك أجابه
      بالإباحة .

      فلئن كان واجداً عالماً مجتهداً في زمانه فعليه أن يرجع للعالم
      المجتهد ، أما إن كان في زمانه عالمان مجتهدان وقد اختلفا في مسألة ما فإنه في هذه
      الحالة ينظر إلى من كان أعلم وأورع ، يرجع إلى رأي الأعلم والأورع فيأخذ برأيه فذلك
      أسلم ، والله تعالى أعلم .
    • السؤال

      *لكنه إذا وجد قولين لعالم مجتهد واحد ؟
      **أيهما أسبق ؟

      الجواب

      فالقول الأسبق يُترك للقول الأحدث .
      أما
      الضعيف فعليه يرجع *** إن رجع المقلَد المتبع
      الضعيف عليه أن يرجع ، ليس في
      الرأي نسخ ، لو رأى العالم المجتهد رأياً ورجع عنه فيما بعد فإن ذلك الرجوع لا يقال
      بأنه نسخ لرأيه ذلك فيمكن أن يُعمل بذلك الرأي لكن من أبصر وجهه ، لا حرج في حق من
      أبصر وجهه أن يعمل به ، أي بذلك الرأي الذي رجع عنه من رآه من العلماء المجتهدين .
      أما الضعيف فعليه أن يرجع إذا رجع المقلَد أي العالم المجتهد المتبع عليه أن يرجع
      إلى رأيه ، والله تعالى أعلم .


    • السؤال

      *شخص يستطيع الصلاة قائماً فهل يجوز له أن يصلي جالساً في النوافل ؟

      الجواب


      **نعم ،
      لا مانع من أن يصلي الإنسان متنفلاً قاعداً ، ولكن صلاته قاعداً على النصف من صلاة
      القائم .

      السؤال

      *الذي يعمل في الغربة وحان عليه وقت الزكاة ، أين يؤدي هذه
      الزكاة في دار غربته أم في وطنه ؟

      الجواب*


      *على أي حال إن أداها في وطنه فذلك خير ،
      وإن وجد فقراء مستحقين في غربته ودفعها إليهم فذلك أيضاً خير .

    • السؤال

      نذر أب إذا شفي ولده أن يذبح في مكان معين، والآن لم يعد يسكن في تلك البلاد، هل
      له أن يذبح في المكان الذي انتقل إليه؟
      الجواب:


      معنى ذلك أن يذبح في صدقة وتقرباً إلى الله سبحانه
      وتعالى بإطعام المساكين، أما إن كان نذر بأن يذبح تقرباً إلى قبر أو تقرباً إلى
      شجرة أو تقرباً إلى عين أو تقرباً إلى أي شيء آخر من هذا القبيل فذلك مما يحرم
      الوفاء، لأنه من التقرب إلى غير الله وتعالى، والنذور هي عبادات يجب أن تكون خالصة
      لله سبحانه وتعالى، فلا يجوز إقحام شيء من هذه الأشياء فيها، هذا مما يجب أن يتفطن
      له.
      أما إذا كان نذر بأن يطعم الفقراء في قرية وحدد هذه القرية فذلك على حسب ما
      نذر، إن أطلق فالنذر على إطلاقه، وإن قيد فهو بحسب تقييده.
      إن كان قيد فقراء
      قرية معينة فعليه أن يفي بما نذر به بحيث يطعم فقراء تلك القرية، وإن كان أطلق فله
      أن يطعم الفقراء في أي بلد كان.

    • السؤال

      رجل ينوي السفر هل يجوز له أن يصلي الظهر والعصر جمع تقديم قبل دخول
      وقت صلاة الظهر بنصف ساعة ؟
      الجواب :

      الصلاة موقوتة بميقات محدد ، الله تبارك وتعالى
      يقول ( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً )
      (النساء: من الآية103) ، فلا يجوز أن تقدم الصلاة قبل ميقاتها بحال من الأحوال ،
      ولا يجوز في السفر ولا في الحضر أن يصلي الإنسان الظهر قبل ميقاتها ، أو أن يصلي
      المغرب قبل ميقاتها .


      أما الجمع بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء
      فهو مأذون به في حالة السفر ، وقد أذن به في حالة المشقة والصعوبة ولو كان الإنسان
      في الحضر كأن يكون الإنسان مريضاً ، أو أن تكون المرأة مستحاضة ، أو يكون به أحد
      سلس البول ، أو أن يكون في حالة متعبة ، أو في حالة غيم أو حالة ريح أو مطر أو نحو
      ذلك مما يجعل من الصعوبة على الإنسان أن يتردد إلى المسجد ، ففي هذه الحالة يباح
      للمصلين أن يجمعوا بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء ، وقد فعل
      النبي صلى الله عليه وسلّم ذلك من غير وجود مشقة وإنما أراد بذلك أن ينبه الأمة
      بأنها في حالة عسرها ومشقتها لها أن تفعل ذلك ، فقد أخرج الإمام الربيع رحمه الله
      في مسنده عن أبي عبيدة عن جابر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : صلى رسول الله صلى
      الله عليه وسلّم الظهر والعصر معاً والمغرب والعشاء الآخرة معاً من غير خوف ولا سفر
      ولا سحاب ولا مطر ، وقد أخرج الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما هذا الحديث من طريق
      عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن ابن عباس أيضا وكان مما جاء فيه أن
      الرسول صلى الله عليه وسلّم صلى الظهر والعصر معاً ، والمغرب والعشاء معاً بالمدينة
      من غير خوف ولا سفر . قيل لابن عباس : ما أراد بذلك ؟ قال : أراد ألا يحرج أمته .
      وجاء في هذه الرواية أن عمرو ابن دينار قال : قلت لجابر : يا أبا الشعثاء أظنه أخّر
      الظهر وعجّل العصر . قال : وأظنه . وعلى أي حال فإن ذلك إنما يجوز في الوقت وإن كان
      من العلماء من ذهب إلى أنه لا بد من أن يكون بين الوقتين كما يوحي بذلك سؤال عمرو
      بن دينار لجابر بن زيد وإجابة جابر رحمه الله بذلك . وقد قال ابن سيد الناس : وجابر
      بن زيد أعلم بمعنى الحديث لأنه راويه . ولكن جابراً لم يقطع بذلك وإنما بيّن أنه
      مجرد ظن . ونحن نرى من أجل التيسير إباحة هذا الأمر سواء في وقت الأولى أو في وقت
      الثانية عندما تكون هنالك مشقة ويكون هنالك عسر ، ومع التوسط بين الوقتين فإن ذلك
      يكون أولى وأجوز .
      أما تقديم الصلاتين قبل دخول وقت الصلاة الأولى فذلك لا يقول
      به أحد ، والله المستعان ، ونسأل الله تعالى التوفيق .

      الجمع جائز ولكن على المسلم ألا يتخذه عادة

    • السؤال

      رجل أراد أن يجمع المغرب والعشاء وبعدما فرغ من المغرب وكبر
      للعشاء سمع جماعة تقيم صلاة العشاء ، فهل يقطع صلاته ويدخل معهم ؟


      الجواب :

      نعم ، إذا أقيمت المكتوبة في جماعة فلا صلاة إلا
      المكتوبة .



      السؤال

      إذا تعذر الوصول إليهم نظراً لزحمة الصفوف وصلى
      بنفسه العشاء بينما هم أيضاً يصلون العشاء ، فما الحكم في هذه الحالة ؟


      الجواب :

      أما إذا كان لم يدخل في صلاته ويتعذر عليه أن يصل
      إليهم فلينتظر حتى يفرغوا إن سمعهم يصلون ، أما إن دخل في الصلاة وكان من العسير أن
      يذهب إليهم بحيث يتعذر ذلك ففي هذه الحالة ليستمر على صلاته .

    • السؤال

      بعد أن صلينا الجمعة قام أحد المسافرين ليصلي العصر فصلينا وراءه سنة الجمعة ولكن البعض لم يصل السنة مع الإمام الذي يصلي العصر في الجماعة بل إنه جلس في الصف في مكانه والآخرون قاموا يصلون بأنفسهم سنة الجمعة في الصف نفسه . وبالتالي أصبحت الصفوف غير منتظمة منهم القاعد والقائم والراكع . ما حكم صلاة هؤلاء جميعاً ؟

      الجواب:


      أولاً قبل كل شيء أنا أرى أن هؤلاء المسافرين الذين يحرصون على جمع الصلاتين كثيراً ما يسببون مشكلات متنوعة ، ويسببون فوضى لا تقف عند حد ، لذلك أنا أنصح بأن يتركوا جمع الصلاتين في مثل هذه الأحوال إلا لضرورة لا محيص عنها ، أما أن يعتبروا ذلك عادة كما هو شأن الكثير من الناس فهذا أمر فيه ما فيه ، نحن نرى كثيراً من الأحيان ترتبك الصفوف وتكون الفواصل في الصف الواحد ، هؤلاء اثنان أو ثلاثة يصلون بأنفسهم ، وهناك في نفس الصف اثنان أو ثلاثة يصلون بأنفسهم من غير أن يلتحم الصف ، ومع أمور أخرى تحدث ومنها المرور أمام المصلين وإيذاء المصلين ومضايقة المصلين ، هذه أمور كلها تحدث ارتباكاً كبيراً ، وأتألم كثيراً عندما أشاهد مثل هذه الأحوال ، فأنا أدعو الأخوان إلى ترك الجمع بين الصلاتين إلا لضرورة لا محيص عنها .
      أما في مثل هذه الأحوال ما هو الداعي للجمع ، ما هو الداعي ؟ إنما الأمر يفضي إلى الإفساد ، إفساد الصلاة على الناس ، ولو كانت هذه سنة متبعة فإن السنة تترك إن ترتبت عليها مضرة ، فكيف مع أن السنة بالنسبة إلى المقيم في المكان أن يفرد الصلاة ، وبالنسبة إلى الجاد في السير هو الذي يسن له أن يجمع بين الصلاتين

      والفضل للمقيم في الإفراد *** والجمع للمجد في الترداد

      ما هو الداعي إلى هذا ؟ ومع هذا أيضاً نرى أن الكثير من الناس عندما يجمعون بين الصلاتين يصلون مثلاً المغرب والعشاء معاً ثم يبقون مكانهم إلى صلاة العشاء لأجل المحاضرة أو لأجل غير ذلك وعندما يؤذن للصلاة يكونون هم في المسجد مع أن الخروج من المسجد بعد التأذين للصلاة من الجفاء ، فمن خرج من المسجد فيعتبر عاصياً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلّم .
      هذه من المخالفات العجيبة ، وعندما يكون هنالك ضرر لا محيص عنه عليهم أن يعلم بعضهم بعضاً وأن يجتمعوا في مكان واحد بحيث يكونون في صف واحد أو في صفوف متراصة في مكان واحد لا يفصل بينهم أحد ، ومع هذا كله يحرصون على أن لا يمروا أمام المصلين ، وأن لا يقطعوا على الناس صلاتهم ، المرور أمام المصلي فيه تشديد كبير في السنة ( لأن يقف أحدكم أربعين خريفاً خير له من أن يمر بين يدي المصلي لو كان يعلم ما في المرور بين المصلي ) ، فكيف وهم يمرون بين أيدي المصلين من غير مبالاة ، هذه أمور عليهم أن يراعوها ، وأن يحرصوا على المحافظة على السلامة فيها . هذا التصرف الأهوج الذي يتصرفونه .
      ثم ما الداعي لهذا المقيم أن يصلي السنة مع هؤلاء ، لا أقول بمنع ذلك ، لكن ما الداعي إلى ذلك ، إنما هو تشجيع على الجمع بين الصلاتين ونحن نختار ترك التشجيع عليه . والله تعالى المستعان .

    • سؤال :


      إذا كان شخصاً أشاع عن شخص إشاعة أساءت إليه كثيراً ، لكن ذلك الشخص
      المشاع عنه توفي ، كيف تكون توبته ؟
      الجواب :


      في هذه الحالة عليه أن يُتبع السيئة الحسنة ، فإن
      القرآن الكريم يرشد إلى ذلك بقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الْحَسَنَاتِ
      يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ) (هود : 114 )، والسنة النبوية تبين كيف يكون ذلك إذ
      يقول عليه أفضل الصلاة ( اتبع السيئة الحسنة تمحها) ، فعلى الإنسان أن يتبع السيئة
      الحسنة ، ومعنى ذلك أن يصنع حسنة معاكسة للسيئة التي صنعها ، حتى يكون إحسانه
      ماحياً لأثر إساءته ، فإن كان أساء إلى أحد بأن أشاع عنه باطلاً وانتشرت هذه
      الإشاعة في أوساط الناس ولم يكن على حق في هذه الإشاعة فإن عليه أن يمحو اثر ما صدر
      منه بأن يشيع عن ذلك الإنسان الخير ، وأن يحرص على نقل الخير الذي عرفه عن ذلك
      الإنسان ويمحو آثار هذه الإشاعة الباطلة التي أشاعها .


      سؤال :


      ماذا يتحمل الذي ينقل الإشاعة بين الناس ويوزعها
      هكذا ؟


      الجواب :


      لا ريب أنه إن لم يستوثق من صحة الخبر الذي ينقله
      فإنه يتحمل وزر ذلك ، كل من شارك في هذا الأمر وهو غير مستوثق من صحة ذلك الخبر
      يبوء بوزره كما قال الحق سبحانه وتعالى (لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ
      مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور
      : 11 ) ، فكل واحد من هؤلاء المشتركين يتحمل نصيبه من الوزر ، ولكن الذي يتولى كبر
      هذه الإشاعة وتسبب لها ومهد لها هو إثمه أكبر وعذابه أعظم .


      سؤال :


      هذا الإثم هل يخضع للتراكم والزيادة كما ورد في
      الحديث (من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) بمعنى يتحمل
      وزر الآخرين ؟


      الجواب :


      نعم الذي سبب لهذا الأمر وتعمد هذا التسبب يتحمل
      وزره ووزر من عمل بما تسبب له من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ، فإنه سن سنة
      سيئة فهو أولى بتحمل أوزارهم جميعاً من غير أن ينقص ذلك من شيئاً من أوزارهم .


      سؤال :


      كيف التنصل لمن وزّع إشاعة ونشرها بين الناس وأدت
      إلى خسائر مادية وربما نفسية أيضاً ؟


      الجواب :


      لا ريب أن الذي يشيع الخبر عن عمد ولم يكن ذلك
      صحيحاً فإنه يتحمل الوزر ويتحمل التبعة ، أما إذا كانت الإشاعة اندفاعاً من غير أن
      يتعمد ولكنه اندفع وأشاع فإنه إن لم يقصد الشر يتحمل الضمان ويؤمر بالتوبة المجملة
      مما وقع فيه ، لكن لعل أحسن الظن بالناقلين .

    • سؤال :


      رجل تزوج امرأة من غير رضاه هو ولكي يتخلص منها
      أشاع أنها غير عفيفة وأشاع عنها إشاعات أساءت إليها وإلى أهلها . ما هو الجرم الذي
      يتحمله هذا ؟ وكيف يصنع أهلها معه ؟


      الجواب :


      لا ريب إن كان صرّح بهذا فهو قاذف ، والقاذف إن
      كان زوجا يطالب بالحكم الشرعي أي بالملاعنة ، فإن لم يلاعن في هذه الحالة يكون
      قاذفاً وعليه حد القاذف ، وإنما يتخلص من هذا الحد بالملاعنة . أما إن وقعت هذه
      الإشاعة وأراد هو التوبة منها ففي هذه الحالة لا بد أن يفعل كما ذكرنا أن يتبع
      السيئة الحسنة ، بحيث يعترف بالحقيقة ويشيع هذه الحقيقة حتى تبلغ المبلغ الذي وصلت
      إليه إشاعته الباطلة وما قاله فيها من بهتان وفي هذه الحالة يكون قد محا آثار هذه
      الإشاعة وحدّث الناس بالحقيقة .


      سؤال :


      ما معنى الملاعنة ؟


      الجواب :


      الملاعنة ما دل عليه قول الله سبحانه
      (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلا
      أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ
      الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ
      الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأُ * عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ
      بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ
      عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (النور : 6-9 )، الله سبحانه وتعالى فرض
      على أي أحد يقذف محصنة فرض عليه عقوبة ما ذكرنا وهي أن يحد ثمانين جلدة في ظهره
      وبجانب هذه العقوبة المادية أو العقوبة الحسية هنالك عقوبة أدبية معنوية وهي أن
      تسقط شهادته ولا تقبل ، وعلى أي حال هذا الحكم في الأصل يعم الجميع .
      ولكن الله
      سبحانه وتعالى استثنى الأزواج لو فعلوا ذلك في نسائهم ، ذلك لأن الزوج قد يؤدي به
      فساد زوجته وانحرافها عن الطريق السوي وارتكابها المعصية إلى أن يُلحق به من ليس
      منه ، فلذلك لأجل درء هذا الذي يحذره الكثير من الناس شرع الله سبحانه وتعالى حكماً
      خاصاً فيما بين الرجال ونسائهم ، عندما يطلع أحد أو يلقي تهمة على امرأته بأنها
      ارتكبت الفاحشة ، وذلك بأن يلاعنها ، بأن يجمعا جميعاً فيبدأ الرجل ويقول أربع مرات
      يشهد عليها بأنها زنت ، يشهد في هذه المرات الأربع شهادة بأنه صادق فيما رماها به
      من الزنا ، ثم يقول بعد ذلك في الخامسة بأن عليه لعنة الله إن كان من الكاذبين . في
      هذه الحالة تكون هي مدانة لأن شهاداته الأربع قامت مقام أربعة شهود الذين يطالب
      الإنسان بأن يأتي بهم إن قذف أحداً بالزنا ، وإنما جعل الله هذه الشهادات لما عسى
      أن يطلع الزوج مما يعسر أن يأتي بالشهود معه ، في هذه الحال تكون عليها العقوبة ،
      ولكن لها مخلص من هذه العقوبة ، هذا المخلص أن تحلف هي بالله سبحانه ، أن تشهد أربع
      شهادات بأن تقول أُشهد الله تعالى أو أشهد بالله تعالى أنك كاذب المرة الأولى
      والثانية والثالثة والرابعة ثم في المرة الخامسة تقول بأن غضب الله سبحانه وتعالى
      عليها إن كان ذلك الرجل من الصادقين ، في هذه الحالة لا يمس أحد منهما بعقاب ، يترك
      كل منهما وشأنه ، وإنما يفرق بينهما فرقة لا يلتقيان بعدها أبدا ، وإن كان هنالك
      جنين أو طفل لا يُلحق بذلك الأب إن كان حسبما يقول الزوج تولد من ذلك الزنا الذي
      زنته .

      سؤال :


      هل للولاية البراءة علاقة بالإشاعة ؟


      الجواب :


      لا ريب أن من لا يبالي بما يقوله وما يتلقفه من
      ألسن الناس ويشيع عنهم الباطل فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر ، فمن ثبت عليه ذلك فتجب
      البراءة منه .

    • سؤال :


      الهاتف النقال نعمة قربت بين الناس واختصرت
      المسافات ولكن عبر هذه الهواتف تنتشر رسائل تكون بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى
      كعبارة ( انشر ولك الأجر ) للترغيب ، ( سوف تصاب في نفسك ومالك عن لم تفعل )
      للترهيب ، كما تنتشر رسائل تحذر الناس مثلاً من فاكهة يبيعها الناس باطمئنان ،
      ويحذر بعضها من أنواء مناخية قادمة توجب الهلع والخوف ، وأخرى تدعو لمقاطعة مركز أو
      محل تحت ذرائع مختلفة ،ولم يفت أصحاب هذه الرسائل أن يختموا عبارتهم بهذه الجملة
      انشر ولك الأجر ، وآخرون ينشرون خرافات كطفلة شفيت بسبب رؤيا أو بسبب ورد محدد أو
      دعاء معين ، ويأتي أيضاً في آخر أمثال هذه الرسائل أمانة في عنقك أن ترسلها إلى
      خمسين شخصاً وإلا فإن الله سيحاسبك ، وعبارة أخرى من لم يرسلها سوف يصاب بكذا وكذا
      من المصائب .
      ما حكم هذا ، وهل لأحد أن يحدد مقدار الأجر والثواب وهل يمكن أن
      يتحول التبشير بالأجر إلى وزر محقق ؟ وما طريقة استغلال نعمة التواصل بين الناس
      وكيف تشكر ؟


      الجواب:


      هذه الآلات هي نعم من الله ، ونعم الله سبحانه وتعالى يجب أن
      تُشكر لا أن تُكفر ، وشكرها في تسخيرها لما يرضي الله تعالى لا لما يُسخطه ،
      فالاتصال يجب أن يكون في الحدود الجائز لا في حدود غير الجائز ، فإشاعة الفتنة أو
      إشاعة الرعب أو إشاعة ما يوجب القطيعة بين الناس أو ما يوجب احتراز مما لا يجب أن
      يحترز منه كأكلة بعينها أو بضاعة تباع في السوق أو أي شيء من هذا القبيل من غير أن
      يكون هذا الذي يحذر مستوثقاً من ذلك استيثاقاً تاماً يعد ذلك من قول الكذب ومن
      الزور ومما يؤدي إلى الفتنة ، فقد تكسد بضاعة إنسان بسبب ما يُشاع عنها من مرض
      تسببه أو من حرمة تكتنفها ، تكسد هذه البضاعة فلا يجد لها مشترياً ، ويتحمل وزر ذلك
      من أشاع هذا الخبر ، يشترك كل من أشاع في وزر ذلك (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
      مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور : 11 ) ، وكذلك بالنسبة إلى ما يسبب القلق
      ويسبب الإزعاج للناس ، كأن يُنذر الناس بما لن يتحقق ، أن يُنذر الناس من أحوال
      تأتي في المستقبل مع هذه الأحوال غير متحققة ، هذا مما يجب أن يكون الإنسان فيه على
      بينة من أمره لا يقدم عليه إلا عندما يستوثق منه تمام الاستيثاق .
      أما بالنسبة
      إلى ما يشاع من شفاء أحد برؤيا منامية أو يشاع من شفاء أحد بتلاوة تلاها فلا ريب
      نحن نقول بأن ذكر الله سبحانه وتعالى وتلاوة أسمائه وتلاوة آياته فيها من البركات
      وفيها من الخير الشيء الكثير ، والله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز عمن
      ضرعوا إليه فاستجاب لهم ، فحكى سبحانه وتعالى عن أيوب عليه السلام عندما ابتلاه
      الله سبحانه وتعالى أنه تضرع إلى الله سبحانه وتعالى وقال (أَنِّي مَسَّنِيَ
      الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الأنبياء : 83 ) ، ماذا كانت النتيجة ؟
      (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ
      وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (الأنبياء
      : 84 ) ، وكذلك ذكر الله سبحانه وتعالى عن ذي النون بأن نادى في الظلمات ، نادى في
      بطن الحوت ، نادى ربه سبحانه وتعالى ( لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي
      كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء : 87 ) ، واتبع ذلك قوله (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
      وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء : 88 )
      ، أي كهذه التنجية التي نجيناها يونس عليه السلام ننجي المؤمنين عندما يسلكون هذا
      المسلك ، فلا داعي أن تكون إشاعة ويؤمر الناس أن ينشروا هذا إلى خمسين شخص وإلى غير
      ذلك ، هذا تشريع ، والتشريع يتوقف على وحي من الله سبحانه وتعالى (أَمْ لَهُمْ
      شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ) (الشورى :
      21 ) ، من أين جاء هذا الإنسان بهذه الإشاعة ولزوم أن يُبلّغ الإنسان خمسين شخصا ؟
      من أين جاء بهذا التشريع ، التشريع إنما يأتي من عند الله ، وليس للإنسان أن يشرع
      ما لم يأذن به الله (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ
      يَأْذَن بِهِ اللَّهُ) (الشورى : 21 ) ، فإذن على هؤلاء أن يتقوا الله سبحانه
      وتعالى في هذه الإشاعات .
      ثم تحديد العقوبات أو تحديد الأجور ذلك تدخل في الغيب
      ، والغيب لله سبحانه وتعالى ليس للإنسان أن يدخل في عالم الغيب إلا ببينة من ربه
      سبحانه وتعالى ، المرسلون عندما يتحدثون بالغيوب إنما يكون ذلك بوحي أوحاه الله
      سبحانه وتعالى إليهم (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً *
      إِلا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ) (الجن : 26-27 ) ، أي عندما يوحي إليهم ،
      والمرسلون أنفسهم لا يعلمون الغيب إلا أن يوحي الله سبحانه وتعالى إليهم بهذا الغيب
      . فإذن ما يتصرفه الناس من التصرف الذي لم ينبني على أساس شرعي بحيث يندفعون إلى
      مثل هذه الإشاعات ويندفعون إلى تحديد الأجور أو تحديد العقوبات إنما كل ذلك تدخل في
      أمر الله سبحانه وتعالى ، واقتحام لحرمٍ ما جعل الله سبحانه وتعالى لأحد أن يقتحم
      حماه ، إنما ذلك اقتحام لحمى محظور من قبل الله (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ
      عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ
      مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 ).

    • مجموعة مُوثقة من الفتاوى الهامة عن حكم مشاهدة
      الأفلام والمسلسلات التي كثرت
      مشاهدتها من فئات كثيرة

      من
      المجتمعات العربية والإسلامية..


      لعل هذه الفتاوى تكون سبباً في هداية من إبتلي بهذا
      الأمر
      ..أسأل الله الهداية
      للجميع..آمين..

      ****

      السؤال :

      ما حكم مشاهدة المسلسلات
      والافلام التي تذاع بالتلفزيون‏؟‏

      المفتي:
      صالح بن
      فوزان الفوزان ( حفظه الله )

      الإجابة:
      على المسلم
      أن يحفظ وقته فيما يفيده وينفعه

      في دنياه وآخرته؛ لأنه مسؤول عن هذا الوقت الذي يقضيه؛ بماذا
      استغله‏؟‏

      قال
      تعالى‏:
      ‏ ‏{‏أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ
      فِيهِ مَن تَذَكَّرَ‏}‏

      ‏[‏سورة فاطر‏:‏ آية 37‏]‏‏.‏

      وفي الحديث‏:أن المرء
      يسأل عن عمره فيما أفناه‏.‏‏.‏‏.‏

      ومشاهدة المسلسلات ضياع للوقت؛
      فلا ينبغي للمسلم الانشغال بها، وإذا كانت
      المسلسلات تشتمل على منكرات؛ فمشاهدتها
      حرام،

      وذلك مثل النساء
      السافرات والمتبرجات،

      ومثل
      الموسيقى والأغاني، ومثل المسلسلات

      التي تحمل أفكارًا فاسدة تخل بالدين
      والأخلاق،

      ومثل المسلسلات التي
      تشتمل على مشاهد ماجنة

      تفسد الأخلاق؛ فهذه الأنواع من
      المسلسلات لا تجوز مشاهدتها‏.







      الشيخ
      الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي


      من محاضرة: الأسئلة

      السؤال: ما حكم مشاهدة
      المسلسلات والتمثيليات التي فيها نساء متبرجات؟



      الجواب: لا يجوز النظر إليها، ففي
      الحديث:

      {العين تزني -إلى أن قال النبي صَلَّى
      اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والفرج يصدق ذلك أو يكذبه
      }

      فكل عضو من بني آدم
      كتب عليه حظه من الزنا،

      وما شاعت الفاحشة وما انتشرت إلا بمثل هذه
      البلايا.

      من موقع الشيخ سفر الحوالي









      س: وسئل الشيخ ابن عثيمين:



      ما حكم وجود التلفاز في بيت
      الرجل المسلم،

      مع العلم بأنه
      يرد فيه من عورات الرجال

      والنساء التي يراها الرجل والمرأة؟
      الجواب :
      الذي نرى أن التنزه عن اقتناء

      التلفاز أولى وأسلم بلا شك ، وأما مشاهدته
      فإنها تنقسم إلى ثلاثة
      أقسام:


      أولاً:

      مشاهدة الأخبار والأحاديث الدينية والمشاهدات الكونية ، فهذا
      لا بأس به.





      ****


      ثانياً:

      مشاهدة ما يعرض من
      المسلسلات الفاتنة والأعمال الإجرامية

      التي تفتح للناس باب الإجرام والعدوان والسرقات والنهب والقتل

      وما أشبه ذلك، فإن مشاهدة
      هذا حرام ولا تجوز.


      ثالثاً:
      مشاهدة شئ
      تكون مشاهدته مضيعة للوقت

      ليس
      فيه ما يقتضي التحريم وفيه شبهة بالنسبة

      لاقتضاء الإباحة ، فإنه لا ينبغي للإنسان أن
      يضيع

      وقته بمشاهدته لا سيما إذا
      كان فيه شئ من إضاعة المال



      ****


      ، لأن التلفزيون فيما يظهر فيه إضاعة للمال إذا
      صرف

      فيما لا ينفع مثل صرف الكهرباء، وفيه أيضا إضاعة
      الوقت،

      وربما يتدرج الإنسان إلى
      مشاهدة ما تحرم مشاهدته.

      فتاوى الشيخ ابن عثيمين
      (2/930-931)




    • السؤال:
      كنت أشاهد القنوات الإباحية، والحمد لله تاب الله عليَّ؛
      فلا أشاهد الآن

      إلا الفيديوكليب،
      والمسلسلات، والأفلام، فهل في مشاهدتها شيء من الإثم؟

      الجواب:
      الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله
      وصحبه

      ومن والاه، أما
      بعد:

      فالحمد لله الذي منّ عليك
      بالتوبة من رؤية أفلام الرذيلة، واللهَ نسألُ

      أن يتوب عليك من
      مشاهدة ما ذكرته من الفديو كليب، والمسلسلات،
      والأفلام.


      ****

      واعلم - عافاك الله - أن
      مشاهدة
      المسلسلات أو الأفلام لكل منها عدة محاذير شرعية،
      يكفي الواحد منها لتحريمها؛ فمنها:
      أولاً:



      إنها لا تخلو من الموسيقى والمعازف
      والغناء ،


      وتحريمها هو الثابت عن
      الصحابة،


      وهو مذهب
      الأئمة الأربعة؛ واستدلوا بأدلة كثيرة، منها حديث أبي مالك
      الأشعري

      قال: سمعت رسول الله
      - صلى الله عليه وسلم – يقول:

      ((ليكوننَّ من أمَّتي أقوام
      يَستحلُّون الحِرَ والحَريرَ، والخمر والمعازف))
      ؛
      رواه البخاري.

      ****

      ثانياً:
      ومنها وجود النساء المتبرجات، الكاشفات عن أجسادهن، ورؤوسهن،
      وشعورهن،

      والواضعات للمكياج،
      والأصباغ، وسائر أنواع الزينة، مما لا يجوز للمسلم النظر
      إليه؛

      ****

      قال الله - تعالى -:
      {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ
      يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى

      لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ
      بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ
      وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ

      وَلاَ
      يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا}

      [النور:30،31]،

      ومعلوم أن النظر لمثل هؤلاء
      يشجع على الفاحشة، ويقلل الفضيلة، ويجعل الرجل

      يزهد في زوجته، والمرأة تأنف من بعلها؛ لأن أصحاب هذه
      المسلسلات

      يختارون دائما أجمل
      النساء، وأجمل الرجال؛ مع مايصاحب ذلك من المساحيق

      وأدوات التجميل، وخداع الكاميرا والتصوير؛ بغرض الإثارة
      والتشويق، مما يكون له الأثر

      السيِّئ على المشاهد؛ حيث وُجِدَ الكثير ممن يتعلقون ببعض الفنانين، أو
      الفنانات؛

      لجمال الهيئة، فضلاً عمن
      يتخذ هؤلاء قدوة له في حياته.

      ****

      ثالثاً:
      ومنها أن تلك الأفلام والمسلسلات لا تخلو من كذب، واختلاط، ومحاكاة
      لأهل الفسق

      والفجور؛ كمن يمثل
      دور الزوج لفتاة؛ فإنه يعاملها وكأنها زوجته؛ فينظر إليها، ويلمسها،

      ويقبلها، ويعانقها، وتحريم كل
      هذا من المعلوم من دين الإسلام بالضرورة.

      ****

      فعمل هؤلاء محرم، وهم بعملهم هذا يزينون الفاحشة، ويحبون إشاعتها
      في المجتمع،

      ومشاهدة هذه
      المسلسلات محرم قطعاً، ولايسع مسلماً ولا مسلمة يؤمنان بالله واليوم
      الآخر،

      أن يجلس إلى شاشة التلفاز في
      وقت تعرض فيه، كما لا يجوز للمسلم السماح

      بمشاهدتها لمن تحت يده من أهل وذرية، كما يجب عليه غض بصره عما حرم
      الله،

      وأن يقي نفسه وذريته
      أسباب الانحراف وطرق الرذيلة والفساد.

      ****

      أما أغاني الفيديوكليب:
      فلا شك أنها أشد حرمة من التمثيل والغناء المنفرد؛ لأنها تشتمل على
      الموسيقى، والغناء،

      والرقص،
      والنظر إلى ما حرم الله ،،، وغيرها من الأفعال الشيطانية، ونستثني

      من ذلك الأناشيد المصورة التي
      لا تصحبها الموسيقى، وتخلوا من المحاذير الشرعية،

      وتدعو للفضيلة، وهي قليلة جداً،، والله
      أعلم

      ****

      المفتي:
      فضيلةالشيخ:خالد عبد المنعم
      الرفاعي



    • السلام عليكم
      ورحمة الله وبركاته

      سؤالي هو
      :

      أنا اعرف بان المسلسلات محرمة ، وعندما أُخبر صديقاتي
      بذلك يقولون

      بأنها مسلسلات لا يوجد بها شيء فأنا أريد
      أن أعطيهم دليل على تحريمها ،

      فماذا أقول لهم ؟وجزاك الله
      خير




      [B]****[/B]




      الجواب:
      وعليكم السلام ورحمة الله
      وبركاته

      وجزاك الله خير الجزاء . كم في المسلسلات من المحرّمات والمنكرات
      ؟

      والمسلم مأمور بفعل الخيرات وترك المحرّمات هل تلك المسلسلات تدعو
      إلى الفضيلة والعفاف ؟

      أو تدعو إلى الحب والغرام
      ؟

      ****




      الثاني ولا
      شكّ .

      هل من يخرجن في تلك المسلسلات مؤمنات عفيفات ، أو فاجرات وفاسقات
      بل وكافرات ؟

      وهل تلك المسلسلات تخلو من الموسيقى والأغاني ؟أو أنه لا يكاد
      يخلو مسلسل

      من غناء وموسيقى ، وإن سمّوها تصويرية ، فتغيير الأسماء لا يُغيّر
      المسمَّيات .

      ****




      كم من الممثلات يخرجن سافرات
      بل عاريات أو شبه عاريات . فهل هذا معروف أو منكر ؟

      كم يحصل فيها من التقاء الأخدان ؟ وكم يحصل فيها من وأد
      الفضيلة وهتك ستر الحياء

      ..
      من قُبلات بين رجل وأمرأة ؟ومن خلوة مُحرّمة .. إلى غير ذلك مما يصعب حصره
      .

      أضيفي
      إلى ذلك أن تلك المسلسلات تُعرض غالباً بعد العشاء
      ،

      واغلب من يسهر عليها يُضيع ساعات عُمره ، ثم يُضيع فرائض ربِّـه
      .

      ****




      وإذا
      كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر صلاة العشاء ،

      وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها . كما في الصحيحين
      .

      فكيف بالسهر الطويل المحرّم على مثل تلك المحرّمات
      .

      فضلاً عن أن المسلم – رجلا كان أو امرأة – سوف يُسأل عن عمره فيمَ
      أفناه ،

      وعن شبابه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيمَ أنفقه
      .

      ****



      كما قال عليه
      الصلاة والسلام .

      فمن علِم أنه موقوف بين يدي الله عز وجل مسؤول

      عن
      عمره فليُعدّ للسؤال جواباً وللجواب صواباً .

      ****




      المصدر
      الإرشاد للفتاوى
      الشرعية


    • ما حُـكم
      مشاهدة المسلسلات التي تحكي قصص الأنبياء وقصص السلف الصالِح
      ؟

      السلام علكم ورحمة الله وبركاته
      شيخنا الفاضل
      عرض مسلسل اصحاب الكهف ومسلسل مريم العذراء
      والان مسلسل يوسف الصديق اللي تعرض الان بقناة الكوثر
      جميعهم مسلسلات بانتاج
      وتمثيل واخراج ايراني تم دبلجتهم الى اللغه العربيه
      المسلسلات قريبه جدا لما
      حصل وعند مشاهدتي لها لا ارى اي كذب او تطاول بحق القصه الحقيقيه
      ودور الانبياء
      في قصه مريم العذراء يحطون نور بوجوههم
      لكن الان بقصه يوسف ... لا الممثل يقوم
      بدوره كاملا بدون تغطيه الوجه
      السؤال
      هل القصص
      حقيقيه خاصة ان الانتاج وتمثيل واخراج

      ايراني تم دبلجتهم الى
      اللغه العربيه ؟؟؟
      جزاك الله خير

      الجواب
      :


      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      وجزاك
      الله خيرا .

      أولاً : لا يجوز تمثيل
      الأنبياء والصحابة وسائر الصالحين .
      وسبق أن صدر بيان من هيئة كبار علماء
      المملكة بتحريم

      تمثيل الصحابة رضي الله عنهم
      .

      وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
      في المملكة : هل يجوز تمثيل الصحابة ؟ لأننا نُقدِّم تمثيليات وقد أوقفنا إحداها
      رغبة في معرفة الحكم .

      فأجابت اللجنة :
      تمثيل
      الصحابة أو أحد منهم ممنوع ؛ لِمَا فيه من الامتهان لهم
      والاستخفاف

      بهم وتعريضهم للنيل منهم ، وإن ظن فيه
      مصلحة فما يؤدي إليه من المفاسد

      أرجح ، وما كانت
      مفسدته أرجح فهو ممنوع ، وقد صدر قرار من مجلس

      هيئة كبار العلماء في منع ذلك .

      ثانيا
      :

      الرافضة أكذب الناس – كما قال شيخ الإسلام ابن
      تيمية –

      وهم لا يُؤتَمنون على دِين ، وهم أهل
      اختلاق وكذِب ، وأهل خرافة !

      فنقلهم غير مأمون ، ولو كانت حقيقية فلا
      يجوز تمثيل الأنبياء .

      ثالثا :

      لا يجوز
      مُشاهدة تلك المسلسلات ، ولا الرضا بها .


      والله تعالى أعلم
      .



      الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم حفظه الله
      عضو مركز
      الدعوة والإرشاد