واشوقاه لرسول الله
أعلم أن ما سأكتبه هو ضرب من المستحيل,ولكنني سمحت لنفسي بأن اسبح في بحر الخيال كمحاولةٍ مني لإطفاء شوقي المتأجج بين جوانحي... شوقي لحبيبي وسيدي وقرة عيني .. محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم, فاسمحوا لقلمي الحزين المنكسر أن يصف لكم جميعاً مشهد لقائي بسيدي الحبيب المصطفى ...
في غرفة نومي كان اللقاء.. هذا اللقاء الذي لطالما انتظرته وافتقدته وسهرت الليالي ألملم كلماتي وشتات مشاعري لأعبر عما بداخلي وأفرغ ما في جعبتي عند لقاء الحبيب ولكن.. عندما جلس حبيبي معي انخرطت في بكاءٍ حار ولعل هذا البكاء طهرني من بعض ذنوبي فسعادتي برؤيته -صلى الله عليه وسلم-
خالطها شعور بالخجل والمرارة من كل المعاصي التي ارتكبتها في حق اله الكون وفي حق حبيبه المصطفى ,وكنت أستحي أن أرفع عيني اليه خشيةً من مواجهة نظرة عتابٍ منه. كنت أحس أنه سيقول لي "أبعد أن أديت الأمانه وبلغت الرساله تفعلين هذا يا نور ؟؟!! ولكنه كان -كعهدي به- أرق من ذلك,فلم أشعر الا به يضمني الى صدره بحنان الدنيا كلها ضمةً استكان لها قلبي وهدأ بها روعي وبدأت أتكلم من وسط دموعي...
يا حبيبي ويا سيدي كيف أكلمك وأنا أشعر بأني لا أستحق أن أجالسك؟؟ كيف أحادثك ونفسي تغمرها الذنوب؟؟ كيف بالله عليك تلتقي الطهارة بالنجاسة!! يا حبيبي أنا لن اقول لك بأني قد اتبعت سنتك من الألف الى الياء ولكنني-ورب العزة- أحبك حباً ملأ علي كياني وشوقي اليك قد طغى على كل أحاسيسي.. يا سيدي لقد علمت بأنك كنت يوماً جالساً بين أصحابك الكرام-رضي الله عنهم وأرضاهم-
وقلت لهم "لقد اشتقت لإخواني" فهل لي نصيب يا ترى من هذا الشوق المبارك؟؟؟
يا قرة عيني-والذي نفسك بيده- حاولت أن أغير من نفسي لا لشيء سوى أن ألقاك في الجنة فحسبي أني لم ألقاك في الدنيا,ولكن نفسي تدعوني وتخطفني للهوى والمعاصي فهلا أخذت بيدي وهلا ساعدتني
قبل فوات الأوان؟؟؟ أترى يا حبيبي هذه الأشرطه هنا؟ كلها تتحدث عنك وعن أصحابك الكرام وزوجاتك الكريمات وانظر الى هذا الشريط بالذات.. انه يتحدث عن قصة وفاتك..والله يا سيدي كلما استمعت الى هذه القصة-قصة وفاتك- بكيت كأنك قد مت للتو وكأنني ممن عاشوا في عهدك وكلما استمعت لهذه القصة اعتصر الألم قلبي ,وكلما تخيلتك وأنت تقول"لا إله إلا الله إن للموت لسكرة" يقشعر بدني ويزداد بكائي ويعلو نشيجي, وأشعر بغصةٍ في حلقي وكلما فقدت قريباً من أقاربي وأهلي أسلي نفسي وأصبرها
بأن أقول لها ...لا مصيبة أكبر من وفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم!!!!!
يا حبيبي.. مع كل حبي لك فإني ما زلت بعيدةً عن سنتك كل البعد !!! نعم كل البعد ..إني أحبك وأحب من يحبك وأكره من يكرهك,ولكن نفسي تدعوني للمعصية ويخطفني الهوى.. فعجباً للنفس البشرية !!
فالعادة بأن من أحب شخصاً,اقتدى به وفعل مثله في كل شيء,ولكنني مع حبي لك أخالفك!! فهلا دعوت لي بالهداية وهلا عاونتني على التمسك بالعروة الوثقى ... إني أصلي عليك عشر مرات بعد كل صلاة وأدعو لك بالوسيلة والدرجه العالية الرفيعة بعد كل أذان لأنني أحبك .. ولكن هذا لا يكفي .. إن زادي قليل
وفؤادي عليل فدلني نحو خير الدروب وساعدني لأكمل حبي لك, وإن هذا لن يتم حتى أتبعك في كل شيء ...
حبيبي ... قبل أن ترحل أقول لك كلمةً أخيرة "جد علي بدعائك اليوم ومن علي بشفاعتك غدا"
محبتك في الله
نور الاسلام
أخواني واخواتي في الله هذه كلمات كتبتها في لحظة شوق وأتمنى أن تنال اعجابكم وانا في انتظار ملاحظاتكم وآرائكم
أحبكم جميعا
