(( بـــــسم الله الرحمن الرحيـــم ))
بالأمس كنا نتبادل التهاني ونبارك لبعضنا البعض قدوم شهر رمضان المبارك فرحين جذلين مسرورين
محبورين بقدومه الذي طال شوقنا له وها هو اليوم يعد العدة للرحيل مخلفا في نفوسنا ذكرى عبقة طاهرة
وقد ملأ قلوبنا حبا فوق حبا وشوقا فوق شوق ....
ولكن أحبتي في الله ... ما اريد أن ألفت النظر له هو (( سرعة إنقضاء الايام وزوالها )) والذي فيه إنقضاء
للعمر وقرب للأجل ... فهل لاحظتم ذلك ؟! هل لاحظتم كيف أن الأيام تتلاشى وتتبخر كما يتلاشى الدخان
؟! وكما يتبدد الضباب ؟! وكأنه ما كان ولم يكن ....
اليوم السبت وغدا الجمعة .... يا الله ما أسرع رحى الايام في دورانها ! وما أطيفه من خيال بارق ولمحة
وامضة هي الايام .... أحيانا أجد نفسي في أشد الاندهاش وأعظمه ولا أجد تفسيرا لذلك سوى .....
سوى أن الدنيا قد شارفت على زوالها وأن هذا هو آخر الدهر ....
ولكن ما الذي نخرج به من هذا كله ؟؟ وما الذي نخلص إليه ؟ نخلص إلى أن نفيق من غفلتنا التي طالت
ومن غفوتنا التي صارت سباتنا وأن ....أن ننتبه لأنفسنا قليلا ونتفكر ما هو المصير وإلى اين المآل ؟؟ هل
جهزنا أنفسنا وهل أعددنا عدة السفر الطويل ؟؟ هل أرضينا الله حقا وصدقا وإخلاصا ؟؟ أم .,.....؟؟
هذه دعوة من القلب إلى القلب إلى أن نستبصر في حال من سبقونا وكيف تصرمت بهم الايام ومضى بهم ا
لعهد فغدوا حديثا واثرا بعد عين ....
والسؤال الذي لا بد أن نجلس معه وأنفسنا هو : (( هل نحب لقاء الله تعالى ؟؟! )) ولنجاوبه بكل صدق لأنه لا
جدوى من الكذب في مثل هذا السؤال ...
بارك الله في الجميع