اتقوا الله يا خطباء الأقصى

    • اتقوا الله يا خطباء الأقصى

      اتقوا الله يا خطباء الأقصى

      ارض مباركة وأقصى أسير وحكام باعوه بثمن بخس, فاعتلى منابره خطباء لم يتقوا الله فيما يقولون, وخلطوا الصالح بالطالح فيما يطرحون للناس من أحكام شرعية خوفا من حاكم ظالم ومتجبر وطمعا في دنيا زائلة من خلال منصب رخيص أو دريهمات فانية.
      عشرات الآلاف يقصدون الأقصى طمعا في سماع كلمة حق في يوم الجمعة و رمضان, يأتون رغم العناء والمشقة والإهانة, فإذا بخطيبهم يطرح الحق منقوصا أو مغلوطا أو مبطنا, وفي أحيان كثيرة لا يتورعون في طرح الباطل والمنكر من على هذه المنابر المباركة.
      وإذا ناقشهم احد أو جادلهم أو راجعهم, أخذتهم العزة بالإثم, فيرفض الحديث أحيانا, ويصد المُراجع أحيانا أخرى, ويتطاول في كثير من الأحيان ونسي انه داعي لأحكام الله مرشد لعباده إلى طريق الحق والصواب قبل أن يكون موظفا حكوميا عند وزير الأوقاف بأمر من الملك المفدّى!!!

      اتقوا الله يا خطباء الأقصى, اتقوا قبل أن يأتيكم يوم تعرضون فيه على الملك الجبار فيسألكم عن علمكم الذي تعلمتموه وقولكم الذي قلتموه. اتقوا الله يا من نُصّبتُم على المنابر الطاهرة دونما اختيار أو مشورة بل جئتم كما جاء الحكام جبرا على رقاب الأمة.
      فثوبوا إلى رشدكم ودينكم الحق ولا تنسوا قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: ((وهل يُكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).
      واستذكروا دائما هذا الحديث الذي تخرّ من هوله الجبال: (( إن في جهنم لوادياً إن جهنم لتتعوذ من شر ذلك الوادي في كل يوم سبع مرات، وإن في ذلك الوادي لجباً، إن جهنم وذلك الوادي ليتعوذان بالله من شر ذلك الجب، وإن في الجب لحية، إن جهنم والوادي وذلك الجب ليتعوذان بالله من شر تلك الحية أعدها الله للأشقياء من حملة القرآن)).