الماسونية في العالم الإسلامي
بقلم / الخليل

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد الصادق الامين وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد شهد العالم قلاقل و أحداثاً تحصل باستمرار هنا وهناك في معظم أنحائه ، بعثت على الدهشة و الحيرة ، بيد أن الدراسات كشفت عن أثر بعض الجمعيات و الحركات في هذه الأحداث ،و بعد دراسة مستفيضة لعدد من الباحثين وجد أن للماسونية أثراً فعالاً و رئيساً ، و ربما تكون هي العنصر المحرك و الوحيد لهذه الأحداث ، و بقية العناصر تكون تابعة لها ، أو تحت سيطرتها ، من هنا بدأت الدراسات وبشكل مركز على الماسونية بأصولها و عقائدها و منتسبيها و أماكن وجودها ، إن لم يكن لفضحها وكشف أسرارها ، فحتى لا يقع الناس في شباكها ، ويصبحوا تبعاً لها ، أو دمى تسيرهم أينما شاءت ، ومتى أرادت .
لم تكتفِ الماسونية بهذا القدر من السيطرة في دول محددة ، بل بثت سمومها لتشمل جميع الأجناس و الأديان ، لذا لم يسلم العالم الإسلامي منها فظهرت أثارها جلية ، و دسائسها واضحة ، وسمومها متغلغلة في الجسد الإسلامي ، بحيث لا تختفي على الناظر للأحداث الدموية سواء في فلسطين ، أم جنوب لبنان ، أم العراق ، أم الجولان ، وغيرها. ومما جعلني اتشبث بكتابة هذا المقال , والإصرار عليه أن بعضاً ممن سمع بالعنوان خاصة من الطبقة المتعلمة كان يسأل ما الماسونية ؟ وما مهمتها ؟ وهل هي مؤسسة أم جمعية ؟وماذا ولمن تتبع ؟
وأيضاً الحقد والكراهية المتأصلة التي أشربت في النفس اليهودية ، وذلك للعنصر غير اليهودي ،ويزداد هذا الشعور خاصة تجاه الإسلام ، والمسلمين ؛ لذا بالمقابل صار الطرف الآخر يبادلهم الشعور نفسه ليس لأنهم يهود ؛بل لديانتهم المحرفة , وسلوكهم الخاطئة ، وأفكارهم المتحيزة لعنصرهم ، ونظرتهم بازدراء للآخرين ، لاعتقادهم بأنهم شعب الله المختار ، وأنهم مفضلين على العالمين ، وقد وضح القرآن الكريم هذه الأفضلية التي يدعونها في قوله تعالى :{ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى العَالَمِينَ }سورة البقرة : 47 وهذه الأفضلية كانت لهم في زمنهم .
*تعريف الماسون ، والماسونية .
الماسون : مشتق من لفظة (فرماسون) وهي كلمة فرنسية مركبة من لفظتين ، من (فران) وتعني (الصادق)، و(ماسون) ومعناها (الباني) وتصبح الدلالة اللغوية (الباني الصادق) أو البناؤون الأحرار .. (1)
ويقصد بهم في رواية بناة هيكل سليمان من اليهود الذين عادوا من بابل بعد سبيهم , وهم يحملون السيف في يد , وفي اليد الأخرى محارة للبناء . .
أما الماسونية : فحركة تنظيمية خفية ,وعلى أرجح الأقوال قام بها حاخامات التلمود خاصةً ,في مراحل تعد مراحل ضياع سياسي بالنسبة ليهود العهد القديم , عندها أخذ الحاخامات على عاتقهم إقامة تنظيمات يهودية هدفها الأول والأساسي إقامة مملكة صهيون العالمية ..
وهي تعد من أقدم الجمعيات السرية وأعظمها التي مازالت قائمة حتى يومنا هذا , ولها شعب وفروع ومراكز في أغلب المدن المتقدمة ..
و تنقسم الماسونية إلى ثلاث فرق :
الفرقة الأولى : الماسونية الرمزية العامة , ولها ثلاث وثلاثون درجة , حيث تتظاهر بأنها جمعية خيرية غايتها عمل الخير ، وأنها تحترم أعضاءها على مختلف الديانات والعقيدة ، ومن مبادئها حرية الضمير ، والتكاتف البشري ..
وتكثر الرموز في درجات هذه الفرقة , وقد فطن اليهود لما لهذا الشيء من تأثير على العضو المنتسب ، فأقاموا الماسونية على تاريخ اليهود ، حيث تستقي منه معظم إشاراتها وطقوسها التي تخفى على غير اليهود..
ينتج عن هذا انفصال العضو المنتسب تدريجياً ـ دون شعور منه ـ عن الروابط التي تربطه بمحيطه ومجتمعه الذي يسكن فيه ، فلا يشعر إلا وقد تورط مع اليهود ، فيكون ولاؤه لهم .
وتسمى بالرمزية الابتدائية ، وتطلق على المنتسبين لأول مرة ، وتوصف هذه الفرقة بـ ( العمي الصغار ) استهتاراً من اليهود بمنتسبيها ..
الفرقة الثــانية : تسمى( العقد الملوكي ) ، أو ( الماسونية الملوكية ) ، ولا تعطى إلا إذا أثبت المبتدئ إخلاصاً وفهماً خلال السنوات التي يمضيها في الفرقة الأولى ، فينجح ويصعد إلى الفرقة الثانية ، وهؤلاء يختار منهم أصحاب الدرجة الثالثة والثلاثين ، ولا ينال هذه الدرجة إلا من خرج على أمته ، ووطنه ، وأخلص لليهودية ، وفداها بكل غالٍ عنده ، بحيث تكون الماسونية حياته كلها التي لا يعيش بدونها ..
وأغلب أعضاء هذه الفرقة من اليهود ، وتتميز هذه الفرقة بقَسَمٍ خاص للعمل على تأسيس وإقامة (دولة يهودية ) في الوطن العربي ..
ويعدّ أصحاب هذه الفرقة أن الماسونية بشكل عام أربع درجات هي : المبتدئ ، والشغال ، والأستاذ ، والرفيق ، والأخير في نظرهم من أعلى درجات الماسونية ، أمثال: الرفيق لينين. ، والرفيق ستالين. ، وغيرهم ..
الفرقة الثالثة : تسمى الماسونية الكونية ، وهي قمة الفرق ، وغير معروفة إلا من أشخاص قليلين جداً هم أعضاؤها ، ويمثلون رؤساء المحافل في الماسونية الملوكية ، ولا يُعرف لهذه الفرقة مقر لنشاطها، ولا يعرف رئيسها أحد إلا أعضاءها ، ولهم محفل واحد في نيويورك ، وجميع أفرادها من اليهود رومانيو السلالة ، ويعتبرون أنفسهم أعلى من الرؤساء والملوك ، لأنهم يتحكمون بهم ، ويسيطرون عليهم ..
غايتهم الرجوع إلى روما مملكة أجدادهم ، ونشر الإباحية المطلقة ، وبسط جناحي النسر الروماني في الشرق والغرب ..
وعند النظر إلى إدارة الماسونية وأعمالها فهل هي جمعية كما تدعي ؟ أم أنها عبارة عن حزب ؟
جاء في البروتوكول الخامس عشر : ( وإلى أن يأتي الوقت الذي نصل فيه إلى السلطة ، سنحاول أن ننشئ ونضاعف خلايا الماسونيين الأحرار في أنحاء العالم ، وسنجذب إليها كل من يصير أو من يكون ذا روحٍ عامة ، وهذه الخلايا ستُكَوِن الأماكن الرئيسة التي سنحصل منها على ما نريد من أخبار . . .
ومعظم الناس الذين يدخلون في الجمعيات السرية مغامرون يرغبون أن يشقوا طريقهم في الحياة بأي كيفية. . ، وبمثل هؤلاء الناس سيكون يسيرا علينا أن نتابع أغراضنا )..
عند دراسة البروتوكول يتبين أن الجمعية إنما هي ستار يغرر بالمنتسب ليدخل فيها ، وتستفيد من مركزه في بلاده ،بحيث يقدم خدمات جليلة للماسونية في شتى المجالات .
* أهداف الماسونية : تملى المرء الدهشة والحيرة عند أخذه لنصوص معينة من مواضيع مخططات اليهود ، أو بروتوكولاتهم (بروتوكولات حكماء صهيون)، ذلك لما يلحظه المرء من علاقة قوية واتصال وثيق ومباشر ،أو غير مباشر بين اليهود وغيرهم من الدول العربية والأجنبية ، التي تصب في مصلحة اليهود، وأيضاً تظهر الدهشة والحيرة في أسلوب عملهم وتنفيذهم لنصوص المخططات والبروتوكولات المرسومة لهم ، وهناك الكثير من الأحداث العالمية قديماً وحديثاً يمكن التأكيد على أنها نتيجة الارتباط بالنشاط اليهودي الذي يُعبر عنه في مخططاتهم وبروتوكولاتهم ..
وأورد بعض المخططات والبروتوكولات التي تعمل للسيطرة على الغير ، وقبل أن أبدأ بأخذ القليل من هذه المخططات أطرح عدة تساؤلات عن كيفية وصول هذه المخططات للآخرين؟ وكيف نشرت مع وجود السرية الشديدة التي تحيط بها ؟ وفيما يأتي أذكر ملابسات مؤامرة لتنفيذ مخطط من هذه المخططات اليهودية.(2)
كان آدم وايز هاوبت. أول من أعاد تنظيم المخططات القديمة على أسس حديثة ، وأنهى مهمته في مايو عام(1776م) ، والهدف منها هو التمهيد لكنيس الشيطان للسيطرة على العالم ، أما المخطط الذي رسمه وايز هاوبت ، فيدعو إلى تدمير الأديان الموجودة وجميع الحكومات ، ويتم الوصول إلى هذه الأهداف بتقسيم الشعوب التي سماها وايز هاوبت بالجوييم (البشر من غير اليهود ، ويطلقونه على البشر من الأديان الأخرى ) ..(3)
وللوصول إلى هذه الأهداف اقتضت خطة وايز هاوبت إتباع تعليماته من أتباعه لتنفيذها منها /
1ـ استعمال الرشوة بالمال والجنس للسيطرة على الشخصيات التي تشغل مراكز حساسة في جميع الحكومات في مختلف المجالات .
2ـ الاهتمام بالطلاب المتفوقين عقلياً ، والمنتمين إلى أسر محترمة , وجعلهم يميلون إليهم ويتم عن طريق تخصيص منح دراسية لهم .
3ـ بعد الاهتمام بالطلاب يجب توظيفهم في المراكز الحساسة للدولة ويكونوا عملاء لهم .
4ـ السيطرة على وسائل الإعلام والصحافة .
*وسائل الماسونية :
(إن الغاية تبرر الوسيلة ، وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري و مفيد ) ..
تنبثق روح الماسونية من هذه العبارة في إخضاع الآخرين بشتى أنواع الطرق والوسائل ، سواء أكانت مشروعة، أو غير مشروعة ، أخلاقية أو غير أخلاقية ، فالمهم تحقيق الغاية المرجوة ، وسنفصح عن بعض وسائل الماسونية التي من خلالها تروج لأهدافها منها:
أ- أندية الروتاري :
الروتاري نادٍ دولي تأسس في مدينة شيكاغو عام(1905م) على يد محامٍ أمريكي (باول هارس) ، وسميت الروتارية بهذا الاسم ؛لأن أعضاءها يلتقون بطريقة منتظمة ومتناوبة ، بحسب اختلاف مواقعهم في الأعمال التي ينتمون إليها ، ويشترط في أعضائها أن يكونوا من رجال الأعمال، وذوي الأعمال الحرة ، ومن أشهر أعضائها (كونراد هيلتون) ..
ب-المنظمات الماسونية .
1ــ منظمة بلوتو الماسونية : تُعد الجماعة المنتسبة لهذه المنظمة من أصحاب المليارات والملايين من اليهود ، وهم الذين يتحكمون بالتجارة والاقتصاد في الدول ، فبأموالهم يُسيرون التجارة العالمية ، وإذا أرادوا أن يُزيلوا كيان دولة اقتصادياً ،أو سياسياً ، فيقدرون على ذلك ، ويتحكمون في تسيير البنوك الضخمة .
2ـ منظمة أنور شيست الماسونية : أما هؤلاء فمهمة المنتسبين إليها إبادة الدول المعادية للماسونية اليهودية بشتى أنواع الوسائل ، فقد قاموا بإثارة مذبحة في إستانبول ( عاصمة الخلافة العثمانية ) عام (1908م) ، راح ضحيتها ثمانية وستون ألفاً من المسلمين الأبرياء ، وعزل السلطان عبد الحميد الثاني من الحكم ، وقاموا بتدبير حرب البلقان التي وقعت عام (1912م ـ 1914م) ، وقاموا بإثارة الحرب العالمية الأولى التي قتل فيها أكثر من ثمانية ملايين ، وشُرد أكثر من ستة عشر مليوناً من الناس .
3 ـ منظمة ثيرويدرست الماسونية : وأما هؤلاء المنتسبون أو هذه المنظمة فمهمتهم ، القيام بالاغتيالات العالمية التي تؤدي بدورها إلى وقوع حروب أو حوادث عالمية ، ومن هذه الاغتيالات التي قاموا بها ، اغتيال ولي عهد النمسا ( الأمير فرديناند ) ودفعت الماسونية للشخص الذي اغتاله ويدعى (برنجيب) ،مبلغاً وقدره ستة عشر ألف دولار لتنفيذ المهمة .، ومن أعمالها اغتيال رئيس وزراء إيران عام(1949م) الجنرال علي رازمار .
ومن أعضائها (رفيق كورلتان )، وهو المسؤول عن مذبحة (ديلي سباش) التي وقعت في قونية عام(1920م) راح ضحيتها ثلاثة آلاف وخمس مئة شخص بينهم أطفال ونساء ومثّل بجثثهم ، وأيضاً رتب لمجزرة أخرى عام(1930م) راح ضحيتها نحو خمسة وعشرين ألف شخص من المعلمين والشيوخ والمدنيين والعلماء.
4ـ المنظمة الماسونية الماركسية : تعمل على تنظيم الاضطرابات العمالية في العالم،وظهر تأثيرها على دول أوروبا عام (1856م) وأثرت على عمال هذه الدول .
5ـ المنظمة الماسونية البروليتارية : وهي من فئة الماركسية ، غير أن مهمتها تقوم على تقديم المساعدة للماركسيين، واحتلال المراكز الرئيسة في منظمات العمال ، وتوجيه الحركات العمالية خُفية نحو الأهداف الماسونية اليهودية عن طريق ادعائهم بالمحافظة على العمال ومصالحهم من سطوة الرأسماليين .
6 ـ منظمة الريفورم الماسونية : أما الذين ينتسبون إلى هذه المنظمة ، فهم الصحفيون ، والمؤلفون ، والكتاب ، والطلبة الجامعيون ، ومؤسس هذه المنظمة هو(مارتن لوثر) .
وهذا العدد من التنظيمات الماسونية تُعدّ صورة مُصغرة تعطي فكرة واضحة عن الطريقة التي يعمل على أساسها اليهود لدفع منتسبيها لتحقيق أحلامهم و أهدافهم ، ربما بعلم منهم ، وربما عن جهل وغباء .
ج- نشر الرذيلة عبر ( الكتب الإباحية ، السينما والمسرح ، الخمور ).
تُعدّ هذه الوسيلة من الوسائل التي من خلالها تعمل الماسونية على انحلال الأخلاق وهدم العلاقات الأسرية ، وجعل تفكير الشباب والنشء ينصب على إشباع غرائزهم الجنسية ، ونشر الفوضى في العالم عبر :
1ـ الكتب الإباحية :
والماسونية هي من تولت نشر الفوضى والجنس ، وإتيان المحارم التي هي أصلاً بدعة يهودية ، وشريعة جاءت في أسفارهم ، وذلك بزعمهم على سيدنا داوود عليه السلام وأسرته ، والإسلام يبرئه من كل ما نسب إليه من الآثام ، والموبقات، والافتراءات التي لا ينبغي ذكرها هنا ..
ويُعدّ ليون بلوم. من أوائل الماسونيين الذين روجوا لهذه الأفكار الهدامة ، والأخلاق العفنة، وله كتاب اسمه (الزواج) من أحط كتب الجنس التي إلى الفجور والفسق ، وترجمه الماسونيين إلى عدة لغات . .
وهذا حالهم في الدول الغربية ، ولم تنج الدول العربية من هذا ، ولكن تختلف طرق طرح الوسائل ، فهم لم يجرؤوا على وضع هذه الأمور مباشرة ، وربما انتشار زواج المتعة ، والزواج المسمى بالعرفي يكون أصله يهودياً ، ومن يروجونه يهود ، وهذا احتمال وارد ما دام جُل اهتمامهم هدم الأخلاق .
2ـ السينما والمسرح :
يعتقد اليهود بأن السينما والمسرح مثل الصحافة دعامتان رئيستان لتوجيه الرأي العام ، وتكييفه لصالحهم ، ولا تقتصر سيطرتهم على دور السينما والمسارح ، ولكن تعدت إلى صناعة الأشرطة السينمائية ، وبما أنهم سيطروا على دور السينما والمسارح ، فقد ركزوا على الأفكار التي تخدم اليهود ، والتي تبث بصورة خفية وبارعة من خلال مشاهدة الأفلام والمسارح .
ويتولى اليهود تأليف ، وإخراج الأفلام ، وأيضاً القيام بالأدوار الرئيسة والثانوية في المسرحيات ، وكان المسرح ولا يزال في أيدي بعض الدول حتى (1885م) وبدأ بعد ذلك أول غزو للنفوذ اليهودي ، وبما أن الانحطاط في الأخلاق والفن في المسرح كان موجوداً ،ولكنه اشتد وزاد مع انتشار اليهود وسيطرتهم ، ولقد سمع أحد المديرين للمسارح أحد اليهود يقول : (إن شكسبير يوحي بالدمار ، فمادته من النوع الذي لا دعارة فيه )..
3ـ ترويج الخمور :
تجارة الخمور في العالم كانت ولا تزال في أيدي اليهود ، ويصدق كل هذا القول ما كتبته دائرة المعارف اليهودية : ( لقد أدى انتشار الاحتكار الحكومي للخمور في روسيا (1896م) إلى حرمان ألوف الأسر اليهودية من مورد رزقها ) ، وكانوا مسيطرين على هذه التجارة في روسيا ، وألمانيا ، وأمريكا ، وبولندا ، وأدهى ما في الأمر أنهم عملوا على غش الخمور ، ولم يكتفوا فقط بترويجها ، ولكن عملوا على تحطيم اقتصاد البلد ..
كل هذه الوسائل تنبع من مكان واحد ، وهو النفوس المريضة ؛ لأن اليهود يرون في المثل العليا ، والأخلاق الرفيعة كارثة بالنسبة لهم ؛ لأن الشعوب ترتقي بأخلاقها ومعاملاتها الحسنة، فكلما ابتعدت عن دينها وأخلاقها كلما كان في مصلحة اليهود ؛للسيطرة عليهم وإذلالهم ، وقد صدق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قال :
( نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام ، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ) .
د- وسائل الإعلام (الصحافة ) :
فطن الماسونيون وبشكلٍ خاص اليهود للصحافة ، ودورها الفعّال في المجتمعات ، فبذلت جهدها ليس فقط في خوض هذا المضمار فحسب ، ولكن للسيطرة عليها ، فركزت على الدول الكبرى ، وذلك بالسعي وراء وكالات الأنباء الضخمة ، والضغط عليها لنشر ما أرادوا من أفكار تتناول جُلّها اليهود ، وتروج لهم أمام العالم وتبين بأنهم شعب مسالم مهادن يعمل على مساعدة الآخرين .
عندما يوجّه لليهودي نقدٌ من غيره فأول ما يرد به هو العنف ، إما عن طريق التهديد أو إيقاعه وذلك بنشر شائعات مزعجة وكاذبة تطيح به ، وإما بإزالته أو جعله تحت جناحهم ، منها صحيفة ( النيويورك هيرالد ) ، التي حاولت الاحتفاظ باستقلالها عن النفوذ اليهودي في نيويورك ، واستمرت تناضل تسعين عاماً، وانتهت عام (1920م) ، وكانت من الصحف الأولى في الاعتماد على البرقيات عبر المحيط الأطلسي ، ومعروف عنها أنها لا تتبع ، أو تتأثر بأي نفوذ ، وكان صاحبها ( جيمس غوردن بنيت ) مواطناً أمريكي توفي (1919م)، ولم يرضخ بنيت لطلبات اليهود ، فكانت بينهم مواجهات شرسة ، ولكنهم لم ينجحوا إلا بعد موته ، وشراء الصحيفة ، وجعلها جزءاً من صحيفة أخرى . .
وخلاصة القول:
لا ينجح عمل إلا إذا خطط له ، فقامت الماسونية بوضع خطط لأهدافها ، ونظمتها على يد آدم وايز هاوبت ، واستطاع اليهود من خلال تنفيذ المخطط الوصول إلى أهدافهم ، واستخدموا شتى أنواع الوسائل ، مشروعة ، أو غير مشروعة .
تمثلت في الأندية ، والمنظمات ، ونشر الرذيلة عبر نساءهم ، وكتبهم اللاأخلاقية ، والسينما ، والمسارح ، والخمور .
وتعد الصحافة الدعامة الرئيسة لتوجيه الناس لما يريدونه ، وينصب في مصلحتهم.
وختاماً
لقد قدمت في هذا المقال معلومات جمعتها بقدر ما أستطيع ؛ لأخرج بنتيجة أتمنى أن تكون مرضية لمن يقرأها ، وسلسة ليستوعبها ، وخلاصة القول ، بأن الماسونية ليست وليدة اليوم ، فظاهرها يحركه شعار الحرية ، والإخاء ، والمساواة ، بل تُعد أداة في يد أصحابها ، فباطنها يتستر خلفه اليهود .
وقد اختلفت الروايات حول نشأتها ، ولكن الراجح أن أصلها يقوم على معتقدات يهودية ، ومن حيث الشكل فتنقسم إلى ثلاث فرق الأولى تدعى بالماسونية العامة أو الرمزية ، ويتم قبول أعضاءها من جميع الأديان والأجناس ، والثانية العقد الملوكي ، ويكون أغلبها من اليهود ، أما الثالثة ، فتسمى الماسونية الكونية ، وجميع أعضاءها من اليهود .
ويتضح أن الماسونية جمعية أمام الناس ، وتعمل في الخفاء لمصلحة اليهود بعد أن تغرر بمنتسبيها حتى يقعوا في شباكها ، ويصيروا من أعضاءها المخلصين ، ويجتمعون في محافل خاصة بهم ، ولا يشاركهم فيها أحد ، وهي موزعة في أنحاء متفرقة من العالم .
لذا تعد الماسونية حركة عالمية ، أما دورها في العالم العربي ، والإسلامي ، فيتمثل في المحافل على المستوى العربي ، والإسلامي ، والشخصيات المنتسبة بمختلف طرق انتسابها ، وكانت مصر مثالاً لأعمال الماسونية في الوطن العربي ، وجاءت تركيا مثالاً عن الدول الإسلامية ، وما جرى من هدم الخلافة العثمانية على يد يهود الدونمة الماسونيين .
ولخصت أهداف الماسونية اليهودية بروتوكولاتهم ، والمسماة برتوكولات حكماء صهيون ، فجمعت أفكارهم ، وآراءهم ، وسعيهم لتحقيقها .
بيد أن الوصول إلى الأهداف يستلزم وسائل لتحقيقها ، وقد استخدمت الماسونية شتى أنواع الوسائل المشروعة ، وغير المشروعة ، سواء عن طريق الأندية ، أو المنظمات ، أو حتى نشر الرذيلة بشتى أنواع الطرق .
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .
****************************************************
(1) الماسونية ذلك العالم المجهول دراسة في الأسرار التنظيمية لليهودية العالمية : 17 .
[B](2) بروتوكولات حكماء صهيون .
(3) أحجار على رقعة الشطرنج : 9ـ 10 ، والماسونية : 29 ـ 30 .[/B]