أَلِصٌحِأًبٌيُ أُلَأٌمِيَرٌ أٌلَشًهُيٌدُ عِمٌر بِنّ أًلٌخًطٌأِب - أِلُفُأُرَۇقَ- رَضّيٌ الله عنه

    • Bassam كتب:

      بارك الله فيك اختي الطيبه

      وجزاك البارئ خير الجزاء

      :)



      -مسائكَ مفعمـ بذكر الرحمن -
      أخيـ الفاضل
      سعيدة بطلتكَ الرائعة هنا
      كون بالقرب منا
      وفقك الرحمن لكل خير
      ^^





    • ||شخصية عمر بن الخطَاب رضي الله عنه
      ||




      ||هيئتة الخارجية ||



      كان عمر بن الخطاب أبيض البشرة تعلوه حمرة، وقيل أنه صار أسمر في عام الرمادة حيث أصابته مع المسلمين مجاعة شديدة.وكان حسن الخدين، أصلع الرأس. له لحية مقدمتها طويلة وتخف عند العارضيان وقد كان يخضبها بالحناء وله شارب طويل. وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء لشدة خشيته من الله، أما شاربه فقيل أنه كان طويلاً من أطرافه وقد روى الطبراني، قال: «حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسحق بن عيسى الطباع قال: "رأيت مالك بن أنس وافر الشارب فسألته عن ذلك فقال حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ"».وكان طويلاً جسيماً تصل قدماه إلى الأرض إذا ركب الفرس يظهر كأنه واقف وكان أعسرًا سريع المشي.


      ||فيــ السياسة ||



      يُعتبر عمر بن الخطاب أحد أبرز عباقرة السياسة عبر التاريخ، وفي إحدى الاستبيانات احتل المرتبة الثانية والخمسين ضمن قائمة أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ البشرية. كان عمر لا يتعاطى السياسة خلال عهد النبي محمد، أما بعد وفاة الأخير، أظهر عمر حنكة وبراعة في شؤون السياسة، فكان له الفضل في جعل الكثير من الصحابة يُبايعون أبا بكر بالخلافة، وكان طيلة عهده يعاونه في شؤون الحكم وإدارة الدولة المتنامية يومًا بعد يوم. وبعد وفاة أبو بكر ومبايعة عمر الخلافة، استطاع أن يكسب تأييد الكثير من القبائل البدوية بعد أن أطلق سراح جميع سجنائهم الذين اعتقلوا خلال حروب الردة. وكان لمهارته في الخطابة أثر كبير في ازدياد شعبيته بين الناس، وبالأخص الطبقات الفقيرة والمحرومة في المجتمع الإسلامي الفتيّ. أثبت عمر بن الخطاب كفائته في إدارة شؤون الدولة خلال عام القحط الذي وقعت البلاد خلاله في مجاعة عظيمة، فتمكن بفضل اتباعه لأساليب فعّآلة ديناميكية من إنقاذ ملايين الأشخاص من الموت. وأكثر ما يشهد لابن الخطاب ببراعته في حكم الدولة، إنشائه لبنيان إداري متين تمكن بواسطته من حكم دولة مترامية الأطراف ومتعددة القوميات، وإبقائها متماسكة موحدة لفترة استمرت سنين طويلة بعد وفاته،وكذلك إعجاب وتعلّق أبناء الأراضي المفتوحة حديثًا به لانتهاجه سياسة التسامح الديني التي يدعو إليها القرآن، مع أهل الكتاب خاصةً، ولفرضه ضرائب عليهم أقل مما كانوا يدفعونه للحكام الروم والفرس خلال العهد السابق للإسلام، ولإبقائه عدد من حكّام الولايات من أهل تلك البلاد في مناصبهم، ولمنعه الاقتتال بين الطوائف الدينية الكتابية.
      *****
      وكان عمر بن الخطاب شديدًا مع عمال الدولة الإسلامية، فكان يوصيهم بأهالي الأقاليم خيرًا، فيروي الطبري أن عمر بن الخطاب خطب الناس يوم الجمعة فقال: «اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار، إني إنما بعثتهم ليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم، وأن يقسموا فيهم فيئهم، وأن يعدلوا، فإن أشكل عليهم شيء رفعوه إلي».
      وكان إذا استعمل العمال على الأقاليم خرج معهم يشيعهم ويوصيهم فيقول: «إني لم أستعملكم على أشعارهم ولا على أبشارهم، وإنما استعملتكم عليهم لتقيموا بهم الصلاة، وتقضوا بينهم بالحق، وتقسموا بالعدل، وإني لم أسلطكم على أبشارهم ولا أشعارهم، ولا تجلدوا العرب فتذلوها، ولا تجمروها فتفتنوها، ولا تغفلوا عنها فتحرموها، جردوا القرآن، وأقلوا من رواية محمد وأنا شريككم».

      *****
      وكان عمر بن الخطاب يُتابع أمور الدولة بنفسه على الدوام، فلم يكتفي بأن يحسن اختيار عماله، بل كان يبذل أقصى الجهد لمتابعتهم بعد أن يتولوا أعمالهم ليطمئن على حسن سيرتهم ومخافة أن تنحرف بهم نفوسهم، وكان شعاره لهم: "خير لي أن أعزل كل يوم واليًا من أن أبقي ظالمًا ساعة نهار". كما استمر يطلب منهم على الدوام أن يرسلوا وفدًا من أهل البلاد ليسألهم عن بلادهم، عن الخراج المفروض عليهم ليتأكد بذلك من عدم ظلمهم، ويطلب شهادتهم. ومن شدّة حرصه على إقامة العدل في البلاد، فكّر قبل مقتله أن يجول على الولايات شخصيًّا لمراقبة العمال، ويتفقد أحوال الرعية، وقال: «لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولاً، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني، أما عمالهم فلا يرفعونها إليّ، وأما هم فلا يصلون إليّ، فأسير إلى الشام فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى الجزيرة فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى الكوفة فأقيم بها شهرين، ثم أسير إلى البصرة فأقيم بها شهرين».

      *****
      الخطاب يخشى انتشار كبار الصحابة في المناطق التي انتشر فيها الإسلام حيث إغراء الدنيا بامتلاك الضياع وافتتان المسلمين بهم مما يوفر لكل منهم الأرض والمال والأتباع فيكون لنفسه دولة داخل الدولة، فتضيع بذلك الخلافة وينقسم المسلمون. لذلك كان يقول لهم: "إني أخاف أن تروا الدنيا وأن يراكم أبناؤها". وكان هذا هو السبب وراء عزل عمر لخالد بن الوليد بعد أن فُتن الناس به وتحدثوا عن انتصاراته في الشام والعراق، فتغنّى الشعراء بفعاله، فوهبهم خالد من ماله وأغدق عليهم، ولمّا بلغه أن الخليفة عزله، اتجه للمدينة المنورة للقاء عمر، محتجًا على ما اعتبره ظلمًا، إلا أن عمر أصر على قراره، ونُقل عنه أنه قال: «إني لم أعزل خالدًا عن سخطة ولا خيانة، ولكن الناس فتنوا به، فخفت أن يوكلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعرض فتنة.

      *****

      ||عسكريتهـ ||



      اشتهر عمر بن الخطاب بقوته البدنية الهائلة، فكان إذا ضرب أوجع، يُصارع الفتيان في سوق عكاظ فيصرعهم، وقد طغت عليه هذه السمعة أكثر مما طغت عليه سمعته كمبارز بالسيف، لكن أكثر ما اشتهر به في كتب التاريخ كان استراتيجياته العسكرية الباهرة، التي وضعته ضمن قائمة أبرز العسكريين في التاريخ. لعب عمر وخالد بن الوليد دور أساسي في رسم الاستراتيجية العسكرية لجيوش المسلمين خلال حروب الردة، لكن عبقرية الأول العسكرية لم تتجلى إلا عام 636م عندما تمكن من تفكيك الحلف الفارسي البيزنطي، بعد أن أبرم الإمبراطور هرقل والشاه يزدجرد الثالث اتفاقًا تعاهدا خلاله على السير معًا ومواجهة المسلمين عدوهم المشترك.

      *****
      وقد استغل عمر بن الخطاب عدم مقدرة الشاه الفارسي على الوصول بجيوشه في فترة متزامنة مع وصول جيش الروم، فهاجمهم ودفعهم إلى القتال وهم ما زالوا غير مستعدين. وقد فعل ذلك عبر دفعه بفرق صغيرة من الجنود إلى خطوط الجيش البيزنطي، واستمر يفعل ذلك حتى بدا للروم وكأن سيلاً متدفقًا من الإمدادات يصل تباعًا إلى المسلمين، فانقضوا عليهم على الرغم من ممناعة الإمبراطور هرقل، فوقعوا في الفخ الذي نُصب لهم، وتم الفوز للمسلمين. كذلك أقدم عمر على نقل قسم من جيش الشام إلى العراق حتى يلقى جحافل الفرس إلى جانب جيش العراق، وقد أثبتت هذه الخطة مدى كفائتها عندما أنزل جنود الشام المخضرمين هزيمة قاسية بالفرس في معركة القادسية الحاسمة.
      *****
      كان لاستراتيجية عمر بن الخطاب وبعد نظره أثر كبير في فوز المسلمين خلال معركة حمص الثانية سنة 638 م، عندما قام مسيحيو الجزيرة الفراتية من العرب، بمهاجمة جناح الجيش الإسلامي بمعاونة الروم، فأخذوا المسلمين على حين غرّة ثم ضربوا الحصار على المدينة. فأمر عمر بتحريك جيش العراق وفتح بلاد نصارى العرب المُشاركين في الهجوم، أي الجزيرة، ليُشتت قواتهم ويُفرقها، فهاجم المسلمون تلك البلاد، مما جعل المُحاصرن يلتفتون ناحية وطنهم للدفاع عنه، لكن عمرَ أرسل إلى سعد بن أبي وقاص قائد جيش العراق أن يُرسل إلى حمص مددًا عسكريًا ليضغط على العدو ويُشتت قواتهم أكثر فأكثر، وقد أقدم على قيادة فرقة عسكرية بنفسه وسار بها من المدينة المنورة إلى حمص، ولمّا بلغ مسامع المحاصرين قدوم تلك الأعداد الهائلة من الجنود، انسحبوا عائدين إلى ديارهم، فتمكن المسلمون من الحفاظ على حمص وفتحوا قسمًا من بلاد مابين النهرين وأرمينية.

      *****
      يُعد فتح جميع أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية أهم إنجازات عمر بن الخطاب العسكرية على الإطلاق. كان عمر بن الخطاب قد هادن الفرس بضع سنوات جعل خلالها من جبال زاغروس الحد الفاصل بين أراضي الدولة الإسلامية والإمبراطورية الفارسية، وبعد أن استراح الجيش وعاود الجنود استعدادهم، أمر الخليفة بمهاجمة الفرس مجددًا، فتمكن المسلمون من هزيمتهم الهزيمة الكبرى في معركة نهاوند، ثم انطلقوا يفتحون جميع المدن والقلاع الحصينة، وكانت استراتيجية ابن الخطاب تتمثل في مهاجمة الأهداف مرارًا وتكرارًا من عدّة جوانب حتى تسقط، وقد تمكن من فتح تخوم الإمبراطورية عبر مهاجمته مركزها أولاً، فعزل بذلك أذربيجان وفارس الشرقية، ثم أصدر اوامره بالهجوم عليها، فسقطت دون عناء كبير، ثم حوّل أنظاره إلى سیستان وكرمان وفتحها، عازلاً بذلك خراسان. وفي المرحلة الأخيرة من فتح فارس، هاجم المسلمون خراسان وهزموا الفرس آخر هزيمة على ضفاف نهر جيحون، وهرب الشاه يزدجرد الثالث إلى آسيا الوسطى.

      *****

      ||مواقفهـ وآراءه ||



      يشتهر عمر بن الخطّاب عند أهل السنة والجماعة بكونه رجل مواقف، وصاحب أقوال وآراء بارزة ومهمة، فيرون أنه كان دائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسؤولية عليه حتى تجاه البهائم العجماء فيقول: «والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسؤولاً عنها أمام الله، وأخاف أن يسألني الله عنها: "لماذا لم تفتح لها الطريق يا عمر؟"»، ومن شدّة شعوره بالمسؤولية عن رعيته، حلف لما اشتد الجوع بالناس في عام الرمادة أن لا يأتدم بالسمن حتى يفتح على المسلمين عامه هذا، فصار إذا أكل خبز الشعير والتمر بغير أدم يقرقر بطنه في المجلس فيضع يده عليه ويقول : «إن شئت قرقر وإن شئت لا تقرقر، مالك عندي أدم حتى يفتح الله على المسلمين». وكان عمر يأمر قادته في الجهاد ألا يغزوا بالمسلمين، ولا ينزلوهم منزل هلكة، وقد خطب في ولاته في إحدى المرات فقال: «اعلموا أنه لا حلم أحب إلى الله تعالى، ولا أعم من حلم إمام ورفيقه، وأنه ليس أبغض إلى الله ولا أعم من جهل إمام وخرقه، واعلموا أنه من يأخذ بالعافية فيمن بين ظهرانيه يرزق العافية فيمن هو دونه».وبلغ من درجة شعوره بالمسؤولية أنه لم يكن ينام إلا قليلاً، فكان ينعس وهو قاعد فقيل له: "يا أمير المؤمنين ألا تنام؟"، فقال: «كيف أنام؟ إن نمت بالنهار ضيعت أمور المسلمين، وإن نمت بالليل ضيعت حظي من الله عز وجل».
      *****
      يرى أهل السنة والجماعة أن عمرَ كان رجلاً إيجابيًا، والإيجابية هي التفاعل مع الأحداث، والتأثير في سيرها، وعدم السكوت عن الفعل الشاذ، ومن هذا التعريف يستدلون على إيجابيته، فكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويسعى للتغيير بكل الوسائل المتاحة، ما لم تتعارض مع دينه وعقيدته، ومن مظاهر إيجابيته عدم السكوت عن المشورة، وإن لم يكن ذلك مطلوبًا منه. وكان كذلك رجلاً متواضعًا يعيش، كما أبا بكر قبله، وعثمان وعلي بعده، حياةً بعيدة عن الأبّهة والترف، وكان يصرف على نفسه بما يربحه من التجارة، ولم يتخذ لنفسه قصرًا أو ملبسًا فاخرًا، ولم يعش حياة الملوك، ومن أبرز القصص التي يُستدل بها على ذلك، الرواية الشهيرة التي تقول أن رسولاً من الفرس اتجه إلى المدينة المنورة ليرى كيف يعيش ملكها وكيف يتعامل مع شعبه، ولمّا وصل واستدل على بيت الخليفة، وجده مبنيًا من طين وعليه شعر ماعز وضعه عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأسه وأولاده، ولمّا سأل عن الخليفة، أشار الناس إلى رجل نائم تحت ظل شجرة، وفي ثوبه عدد من الرقع، وبدون أي حراسة، فتعجب من هذا المنظر ولم تصدق ما رأته عيناه وتذكر كسرى فارس وقصوره وحرسه وخدمه فقال قولته المشهورة: «حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر». كذلك يعتبر السنّة عمر بن الخطاب أحد أكثر الرجال عدلاً في التاريخ، ويؤكدون اعتقادهم بما نُقل عن الرسول محمد من أحاديث، منها ما رواه الإمام أحمد بن حنبل بسنده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"».وما ورد في موطأ الإمام مالك بن أنس بسنده عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ:

      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD] [/TD]
      [TD]إنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اخْتَصَمَ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ وَيَهُودِيٌّ، فَرَأَى عُمَرُ أَنَّ الْحَقَّ لِلْيَهُودِيِّ، فَقَضَى لَهُ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: "وَاللَّهِ لَقَدْ قَضَيْتَ بِالْحَقِّ". فَضَرَبَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالدِّرَّةِ، ثُمَّ قَالَ: "وَمَا يُدْرِيكَ؟" فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ: "إِنَّا نَجِدُ أَنَّهُ لَيْسَ قَاضٍ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِلاَّ كَانَ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكٌ وَعَنْ شِمَالِهِ مَلَكٌ يُسَدِّدَانِهِ، وَيُوَفِّقَانِهِ لِلْحَقِّ مَا دَامَ مَعَ الْحَقِّ، فَإِذَا تَرَكَ الْحَقَّ عَرَجَا وَتَرَكَاهُ"[/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

      *****
      ومن القصص الأخرى التي وردت عن عدل عمر بن الخطاب، أن رجلاً قبطيًا أتاه يومًا من مصر يشكو إليه ضرب أحد أبناء عمرو بن العاص لابنه الذي كان يعمل في خدمته، عندما كانا يتسابقان على ظهر الخيل، معتمدًا على سلطان والده عمرو والي مصر. فقرر الرجل رفع الأمر إلى خليفة المسلمين الذي سمع بعدله مع الجميع، حتى يأخذ بحق ولده، ولمّا تبين لعمر صحة كلامه، كتب إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة بصحبة ابنه، فلما حضر الجميع أمامه، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما في نفسه. ثم قال له عمر: «لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه»، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟».


      *****
      عدّ أهل السنّة عمر أيضًا أحد أكثر الرجال بعدًا للنظر، ومن أشهر الروايات التي يستدلون بها على ذلك، تلك التي جاء فيها تصرفه عندما كان في زيارة لكنيسة القيامة في القدس. فبعد فتح المدينة، دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له "أين أصلي؟"، فقال "مكانك صلِ"، فقال: «ما كان لعمر أن يُصلّي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدًا». وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى. فيعتبرون أن عمر خاف من نشوب صراع بين المسلمين والمسيحيين على ملكية الكنيسة من بعده، وأن يكون لهذا الصراع نتائج لا تُحمد عُقباها، فيؤدي ذلك إلى تشويه صورة الإسلام وأهله.

      *****


      [FLASH=http://im33.gulfup.com/XVXzs.swf][/FLASH]



    • ||اللقبَ والكنيهة
      ||




      ||الفاروق ||



      لقبه "الفاروق" وكنيته "أبو حفص"، أما كنيته، فقد قيل أن الرسول محمد كنّاه بذلك يوم بدر ويرجع سبب إطلاق المسلمين السنّة لقب "الفاروق" على عمر ابن الخطاب، لأنه حسب الروايات أنه أظهر الإسلام في مكة وفرّق بين الحق والباطل. وكان الناس يهابونه، فعندما آمن وجاء إلى الرسول في دار الأرقم بن ابي الارقم قال له: «ألسنا على حق؟» قال: «بلى» قال: «والذي بعثك بالحق لنخرجن». وخرج المسلمون في صفين صف يتقدمه حمزة بن عبد المطلب وصف يتقدمه عمر فيعتبرون أن فرق الله به بين الكفر والإيمان.

      *****
      قيل أول من سماه بذلك النبي محمد. فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق وأبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن عباس أنه قال: «سألت عمر رضي الله عنه "لأي شيء سميت الفاروق؟" قال: "أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري للإسلام"، فقلت: "الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم"، قلت: "أين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قالت أختي: "هو في دار الأرقم بن الأرقم عند الصفا"، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت، فضربت الباب فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: "مالكم؟" قالوا: "عمر"، قال: "فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابه ثم نثره فما تمالك أن وقع على ركبته"، فقال: "ما أنت بمنته يا عمر؟" قال: "فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله". قال: "فكبّر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد"، قال: "فقلت: يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟" قال: "بلى، والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم"، قال: "فقلت: ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن"، فاخرجناه في صفين حمزة في أحدهما، وأنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد، قال: "فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله يومئذ الفاروق. وفرق الله بين الحق والباطل."

      *****
      وروى الطبري في تاريخه، وابن أبي شيبة في تاريخ المدينة وابن سعد وابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة عن أبي عمرو ذكوان قال:« "قلت لعائشة: "من سمى عمر الفاروق؟" قالت: النبي صلى الله عليه وسلم".» وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق والمتقي الهندي في كنز العمال عن النزال بن سبرة قال: «وافقنا من علي يومًا أطيب نفسًا ومزاجًا فقلنا يا أمير المؤمنين حدثنا عن عمر بن الخطاب قال: "ذاك امرؤ سماه الله الفاروق فرق به بين الحق والباطل".» وقيل سماه به أهل الكتاب. قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: « قال ابن شهاب: "بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق، وكان المسلمون يأثرون ذلك من قولهم، ولم يبلغنا أن رسول الله ذكر من ذلك شيئاً ولم يبلغنا"» وقيل سماه به جبريل عليه السلام، رواه البغوي.
      *****

      ||أميرَ المَؤمنين||




      على خلاف مع الشيعة، يرى أهل السنة أن عمر بن الخطاب أول من سُمي بأمير المؤمنين، فبعد وفاة النبي محمد خلفه أبو بكر والذي كان يُلقب بخليفة رسول الله كما يروي ذلك أهل السنة. فلما توفي أبو بكر أوصى للخلافة بعده لعمر بن الخطاب، فقيل لعمر "خليفة خليفة رسول الله". فاعترض عمر على ذلك قائلاً: «فمن جاء بعد عمر قيل له خليفة خليفة خليفة رسول الله فيطول هذا ولكن أجمعوا على اسم تدعون به الخليفة يدعى به من بعده الخلفاء» فقال بعض أصحاب الرسول: «نحن المؤمنون وعمر أميرنا». فدُعي عمر أمير المؤمنين.

      *****
      وروى البخاري في الأدب المفرد والحاكم في المستدرك والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم: أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة : لم كان أبو بكر يكتب: من أبي بكر خليفة رسول الله، ثم كان عمر يكتب بعده: من عمر بن الخطاب خليفة أبي بكر، من أول من كتب: أمير المؤمنين؟ فقال: «حدثتني جدتي الشفاء، وكانت من المهاجرات الأول، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا هو دخل السوق دخل عليها، قالت: "كتب عمر بن الخطاب إلى عامل العراقين: أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عن العراق وأهله، فبعث إليه صاحب العراقين بلبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فوجدا عمرو بن العاص، فقالا له: يا عمرو، استأذن لنا على أمير المؤمنين عمر، فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال له عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ لتخرجن مما قلت، قال: نعم، قدم لبيد بن ربيعة، وعدي بن حاتم، فقالا لي: استأذن لنا على أمير المؤمنين، فقلت: أنتما والله أصبتما اسمه، وإنه الأمير، ونحن المؤمنون"». فجرى الكتاب من ذلك اليوم. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام": قال الزهري: "أول من حيا عمر بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة".

      *****
      في حين يرى الشيعة على أن علي بن أبي طالب هو أول من لقب بأمير المؤمنين.ويُروى كذلك أن عبد الله بن جحش الأسدي هو أول من سُمي بأمير المؤمنين في السرية التي بعثه فيها النبي محمد إلى نخلة حسب الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة.

      *****


    • تابعي الطرح اختي
      مستمتعه بهذا الطرح الجميل وما يحمله من مضمووون للصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
      ☆☆☆الحمدلله ☆☆☆
    • بنت السيابي 1990 كتب:

      تابعي الطرح اختي
      مستمتعه بهذا الطرح الجميل وما يحمله من مضمووون للصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه


      -طابَ يومكَ بكل خير ومحبة-
      أختي الكريمة
      سعيدة بمتابعكَ الدائمة
      لهذا البرنامج
      كوني هكذا دائما
      وفقكَ الرحمن لكل خير
      ^^






    • ||زوجاتهـ وذريتهـ ||







      تزوج وطلق ما مجموعه سبع نساء في الجاهلية والإسلام وله ثلاثة عشر ولدًا، أما نسائه فهن:

      *****

      ||قبل الأسلامَ||




      قريبة بنت أبي أمية بن المغيرة بن مخزوم المخزومية القرشية، أخت أم سلمة، بقيت قريبة على شركها، وقد تزوجها عمر في الجاهلية، فلما أسلم عمر بقيت هي على شركها زوجة له، حتى نزلت الآية:
      ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
      ، وذلك بعد صلح الحديبية فطلّقها ثم تزوجها معاوية بن أبي سفيان وكان مشركاً، ثم طلقها. ولم يرد أنها ولدت لعمر.
      *****
      أم كلثوم مليكة بنت جرول الخزاعية: تزوجها في الجاهلية ولدت له زيدًا، وعبيد الله، ثم طلقها بعد صلح الحديبية بعد نزول الآية:
      ﴿ولا تُمَسِّكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ﴾، فتزوجها أبو جهم بن حذيفة وهو من قومها وكان مثلها مشركًا.

      *****
      زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحية القرشية: أخت عثمان بن مظعون، تزوجها بالجاهلية في مكة، ثم أسلما وهاجرا معًا إلى المدينة المنورة ومعهما ابنهما عبد الله بن عمر. وولدت له حفصة وعبد الرحمن وعبد الله.



      *****
      ||بَعدَ الأسَلام||



      جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح الأوسية الأنصارية: وهي أخت عاصم بن ثابت كان اسمها عاصية فسماها النبي محمد جميلة، تزوجها في السنة السابعة من الهجرة ولدت له ولدًا واحدًا في العهد النبوي هو عاصم ثم طلقها عمر. فتزوجت بعده زيد بن حارثة فولد له عبد الرحمن بن زيد فهو أخو عاصم بن عمر.


      *****
      عاتكة بنت زيد وهي ابنة زيد بن عمرو بن نفيل بن عدي العدوية القرشية. وأخت سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة، زوجة عبد الله بن أبي بكر من قبله، ولدت له ولدًا واحدًا هو عياض بن عمر. تزوجت من الزبير بن العوام بعد وفاة عمر.


      *****
      أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن مخزوم المخزومية القرشية: كانت تحت عكرمة بن أبي جهل،فقتل عنها في معركة اليرموك، فخلف عليها خالد بن سعيد بن العاص، فقتل عنها يوم مرج الصفر، فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له فاطمة بنت عمر.


      *
      ****
      أم كثلوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية:. تزوجها وهي صغيرة السن، وذلك في السنة السابعة عشرة للهجرة،وبقيت عنده إلى أن قتل، وهي آخر أزواجه، ونقل الزهري وغيره: أنها ولدت لعمر زيد، ورقية.
      *****





    • ||الآراء والمواقف حول عمرَ بنَ الخطابَ ||


      *****

      ||نَظرة أهل السنة والجماعة||




      يُعدّ عمر بن الخطاب أحد أكثر الشخصيات تبجيلاً عند أهل السنة والجماعة، فيعتبرونه أحد أكثر الرجال ورعًا وتقوى، ومن أشد الصحابة حبًا للإسلام ودفاعًا عنه وعن أهله، ومن أكثرهم إخلاصًا له. وهم يقرون بصحة خلافته كما بصحة خلافة باقي الخلفاء الراشدين، ويعتبر أهل السنة أن عمرَ كان مثال القائد الصالح، فلم يتخذ عرشًا ولم يعش حياةً مختلفة عن حياة الناس العاديين ودائمًا ما فضّل مصلحة الأمة الإسلامية على مصلحته الشخصية، وإنه ثالث خير الناس للأمة بعد الرسول محمد وأبي بكر ، وذلك نقلاً عن علي بن أبي طالب، حيث روى البخاري في صحيحه والترمذي في السنن والطبراني في المعجم الأوسط، عن محمد بن الحنفية (وهو محمد بن علي بن أبي طالب) قال:


      «قلت لأبي: "أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قال: "أبو بكر". قلت: "ثم من؟" قال: "ثم عمر". وخشيت أن يقول عثمان، قلت: "ثم أنت؟" قال: "ما أنا إلا رجل من المسلمين".
      *****
      وقد وردت أحاديث وآثار عديدة تبين فضل عمر ومكانته. ومنها:

      ما رواه البخاري ومسلم والنسائي والطبراني وأحمد وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص قال:
      «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكًا فَجّا إلا سلك فَجّا غير فَجّك"


      *****
      وروى البخاري عن أبي هريرة ومسلم عن عائشة أن الرسول قال:

      «إنه كان قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب.

      *****

      وروى الطبراني في الكبير (8813/9) بإسناد حسن من طريق زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال:


      «إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر، إن إسلامه كان نصرًا، وإن إمارته كانت فتحًا، وايم الله ما أعلم على الأرض شيئًا إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاه، وايم الله إني لأحسب بين عينيه ملكًا يسدده ويرشده، وايم الله إني لأحسب الشيطان يفرق منه أن يحدث في الإسلام حدثا فيرد عليه عمر»

      *****
      وعن طلحة بن عبيد الله قال: «ما كان عمر بأولنا إسلامًا ولا أقدمنا هجرة، ولكنه كان أزهدنا في الدنيا وأرغبنا في الآخرة»، خرجه الفضائلي

      *****

      ||نَظَرة الشيعة||




      تُقسم وجهة النظر الشيعية حول عمر بن الخطاب إلى قسمين: رأي الشيعة الإثنا عشرية ورأي الشيعة الزيدية. أما الإثنا عشرية فنظرتهم إلى ابن الخطاب نظرة سلبية، وهو عندهم منقلب خائن للنبي محمد، ومغتصب لحق علي بن أبي طالب في خلافة المسلمين، وعند بعض المراجع فهو قاتل ابنة الرسول وزوجة الإمام علي، فاطمة الزهراء. وفي هذه الرواية أن عمرَ اتجه إلى دار فاطمة ليأتي بعلي والزبير بن العوام ليبايعا أبا بكر بالخلافة، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: "يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟" قال: "نعم، أو تدخلوا ما دخلت فيه الأمة"، وقد أشار عدد من علماء الشيعة إلى أن عمر بن الخطاب أضرم النار في الدار وتعرّض لفاطمة بالضرب بعد أن قاومته، الأمر الذي جعلها تجهض حملها وتفارق الحياة بعد فترة،على أنهم اختلفوا في كيفية حصول ذلك على وجه الدقة.


      *****
      كذلك تعتبر الاثنا عشرية أن أوّل من لُقب بالفاروق من قبل النبي محمد هو علي بن أبي طالب. أما الزيدية فنظرتهم إلى عمر بن الخطاب أكثر اعتدلاً، فهم يقرون بصحة خلافته ولا يسبّونه، لكنهم يعتقدون على الرغم من ذلك أن الإمام عليًا أحق بالخلافة، وذلك بناءً على مبدأ خلافة المفضول مع وجود الأفضل.
      *
      ****

      ||نظَرة المسيحية||



      من المعروف أن الكنائس المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، لا تقدم رأيًا في الشخصيات غير الدينية، فموقفها ونظرتها محصورة في أنبياء ومؤسسي الديانات الأخرى، أما أتباعهم وصحابتهم فلا تبدي رأيها بهم غالبًا. غير أن احتكاك المسلمين بالمسيحيين في الشام والعراق ومصر خلال عهد عمر بن الخطاب، ولجوء بعض رجال الدين النصارى إليه شخصيًا ليرفع ظلم الروم عن رعاياهم، جعل بعض المؤرخين المسيحيين يذكرون عمر بن الخطاب بالخير ويحيطونه بالاحترام والتبجيل.

      *****
      ونقل البعض أمثال ميخائيل الكبير أنّ رافضي مجمع خلقيدونية رددوا: "المجد لربّ النقمة الذي نجانا على يد الإسماعيليين من البيزنطيين"، ويرى المؤرخ اليسوعي هنري لامنس أن هذا التعاون والترحيب هو ما يفسّر السقوط السريع للشام والعراق البالغ عدد سكانها زهاء أربعة ملايين نسمة بفترة زمنية قصيرة وبعدد قليل نسبيًا من الجنود. وكان لمنح عمر سكان إيلياء "القدس" عهدًا بحماية أماكن عبادتهم وبتوفير الأمان لهم ولأموالهم وبحرية ممارسة شعائرهم الدينية، مقابل دفع الجزية سنويًا لبيت المال، أثر في حصوله على احترام وحب المسيحيين الذين عاصروه، والعديد من الذين تابعوا سيرته في الأجيال اللاحقة.
      *
      ****
      ||رأي الغَرب ||



      قال المؤرخ الأمريكي
      واشنطن ايرفينجفي كتابه "محمد وخلفاؤه":


      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD]
      [/TD]
      [TD]إن تاريخ عمر بالكامل يظهر لنا أنه (عمر) كان ذو عقليّة فذّة، ونزاهة ثابتة صلبة، وعدالة صارمة، وكان أكثر من أي أحد آخر هو المؤسس للإمبراطورية الإسلامية، مؤكدا ومنفّذا للوحي النبوي، مساعدا ومشاورا لأبي بكر خلال فترة خلافته القصيرة، وواضعا ومؤسسا للأنظمة واللوائح التي تنظم إدارة القانون عبر حدود وأنحاء الفتوحات الإسلامية الممتدة بسرعة، وقد كانت (سياسة) اليد الصارمة التي تعامل بها مع قادة جيوشه الأكثر شعبية في خضم جيوشهم وفي أبعد مشاهد إنتصاراتهم، أعطت (هذه السياسة) دليلا بارزا على قدرته الاستثنائية على الحكم.

      من خلال بساطة عاداته وازدرائه لمظاهر البهاء والترف والأبهة، فقد اقتدى بمثال النبي وأبو بكر. وقد سعى بشكل مستمر ليؤثر ويحث قادة جيوشه على التحلي بهذه الصفات والسياسات، ففي رسائله لقادة الجيوش كان يقول: "حذار من الترف الفارسي، سواء في المطعم او في الملبس والزموا عادات بلادكم البسيطة، وسينصركم الله عليهم وسيفتح لكم." وقد كانت عقيدته القوية واقتناعه الراسخ بهذه السياسات هي التي جعلته يتشدد في معاقبة كُلّ أسلوب متباه وإنغماس فاخر في ضبّاطِه. وبالإضافة لذلك، فإن المراسم المتبّعة (في وقته) تشير بالثناء على قلبه بالإضافة إلى عقله، فقد نهى أن تُباع أية امرأة وقعت في الأسر وقد وُلد لها طفل على أنها رقيق، وأما عند توزيع الأعطيات للمسلمين، من الغنائم أو من بيت المال، فقد قسّمها حسب حاجات وليس مميزات الطالبين، وكان يقول: "الله أعطانا هذه الأشياء الدنيوية لسدّ احتياجاتنا، وليس لمكافأة فضائلنا، تلك المكافأة حسابها في الآخرة".

      *****
      ويقول المستشرق الإسكتلندي وليم موير في كتابه "صعود وانحدار الخلافة":


      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD]إن حياة عمر لا تتطلب الكثير لإظهار ملامحها، البساطة والواجب كانتا مبادءه التوجيهية، النزاهة والعدل والتفاني كانت الميزات الرائدة في حكمه، وكانت تثقل كاهله مسؤولية الخلافة حتى أنه كان يقول: "يا ليت أمي لم تلدني، او أني كنت قصبا من عشب بدلا من ذلك". كان في صباه ذا مزاج ناري سريع الإتّقاد، ومن ثم عُرف بعد ذلك في الأيام القادمة خلال صحبته الأولى لمحمد كالمحامي الصارم المتأهب للثأر، ومن ذلك نصيحته بأن يقتل أسارى بدر، ولكن التقدم في العمر فضلا عن كاهل المسؤولية قد خففت من حدّته، وكان حسّه بالعدالة قويّا. وباستثناء ما وقع بينه وبين خالد بن الوليد من المشاحنات، فإنه لم يسجَّل عليه أي عمل من الطغيان أو الظلم، وحتى في مسألته مع خالد فإنما كانت معاملته له كخصم في الحق وليس لأهواء شخصية. وكان اختياره لقادة جيوشه خاليا من المحاباة والتفضيلية، وباستثناء عمّار والمغيرة فإن اختياره كان دائما محظوظا.

      إن القبائل والجماعات المختلفة في أنحاء الإمبراطورية، والتي تمثل المصالح الأكثر تنوعا، قد وضعت في نزاهته الثقة المطلقة، وقد أبقت قبضته القوية على إنضباط القانون والإمبراطورية... كان يجوب شوارع وأسواق المدينة وسوطه بيده، جاهزا لمعاقبة المفترين فورا، وهكذا ظهر المثل "أن درّة عمر (سوطه) مهاب أكثر من سيف غيره". ولكن مع كل هذا، فقد كان رقيق القلب، وسجّلت له أفعال من الشفقة والرحمة لا تعدّ مثل مواساة وتخفيف حاجات الأرامل واليتامى.."

      *****
      وفي كتاب "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية"، يقول المؤرخ الإنجليزي
      إدوارد جيبون:


      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD]
      [/TD]
      [TD]ومع ذلك فإن عفّة تواضع عمر لم تكن بأقل مستوى من فضائل أبي بكر، كان طعامه (عمر) يتكون من مجرد التمر أو الخبز، وكان شرابه الماء. وكان يخطب بالناس وعليه ثوب مخرّق في إثني عشر موضعا. وقد رآه المرزبان (حاكم مقاطعة فارسي) عندما أتى زائرا ليؤدي لعمر فروض الطاعة، رآه نائما مع الفقراء المعدمين في أحد طرقات المدينة. إن هذا التواضع والتسامح مقرونا بزيادة الدخل العام (للدولة) مكّن عمر من توزيع الأعطيات على المؤمنين بشكل عادل ومنتظم متجاهلا لمكافأة نفسه. فمثلا أعطى العباس عم الرسول أول وأعلى المخصصات، حوالي خمس وعشرين ألف درهم. وخصص خمسة آلاف للمجاهدين الأولين ممن شهدوا بدرا، أعطى للباقين من أصحاب محمد ثلاثة آلاف درهم لكل منهم.

      ... خلال خلافته ومن سبقه (أبو بكر) فقد كان فاتحوا الشرق هم عبيد الله المخلصون، كانت الثروات المجتمعة مكرّسة للنفقات، للحرب والسلام، في مزيج حكيم من الغنيمة والعدالة. حافظ هذا على اتحاد وانضباط أهل الصحراء عن طريق سعادة نادرة كوّنت توازنا بين تنفيذ الحكم المطلق والحكم الجمهوري من خلال ثوابت متساوية للكل.

      *****
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]

      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      [/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]


    • جزيتي الجنان على هذه المعلومات
      بارك الله فيك أتمنى أن تطلعينا أكثر عن عمر بن الخطاب
      [SIGPIC][/SIGPIC]
      اللهـــم زد من يحبني جنـــونــا بــي
      وامنــح من يكرهنـــي نعمــة العقــل
    • فخر السلطنة كتب:

      سلاما يا عمر الفاروق

      متابعة طيبة اخيتي
      جزيتي الجنة يارب


      -مساء الخير-
      أخيـ الكريم
      سعيدة بتواجدكَ الدائم
      هنا
      وفقكَ الرحمن لما يحب ويرضي
      ^^

    • ولد البـــدو كتب:

      جزيتي الجنان على هذه المعلومات
      بارك الله فيك أتمنى أن تطلعينا أكثر عن عمر بن الخطاب


      -مسائكَ مفعم بذكر الرحمن-
      أخيـ الكريم
      أسعدني تواجدكَ
      هنا
      وفقكَ الله لكل خير
      ^^





    • -السلامَ عليكمـ ورحمة الله وبركاتة-
      أعزائي الأفاضل
      الأن نستكمل معكمـ ، حلقاتَ برنامج
      الجزءالثالث من
      -الصحابي الأمير الشهيد -عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
      الفاروق

      فتابعونا ، للتتعرفوا أكثر عن هذة الشخصية العظيمة
      وفقكم الله لما يحب ويرضي
      ^^












    • ||قصص من عدل عمر الفاروق رضي الله عنهـ ||




      ||القصة الأولي: المرأة التي سمع حديثها الله ||




      كانت تتلمس الطريق بعصا فى يدها , قوست الأيام ظهرها , وأثقلت كاهلها , استوقفت عمر بن الخطاب رضى عنه الذى كان يتوسط القوم , ومالت به إلى جانب الطريق .
      دنا عمر رضى الله عنه ووضع يده على منكبيها , وأرهف إليها السمع , وظل طويلا يصغى إلى صوتها الضعيف الذى سرى متباطئا إلى أذنه , ولم ينصرف حتى قضى لها حاجتها .
      وعندما ذهب عمر رضى الله عنه إلى القوم الذين طال وقوفهم , قال رجل : يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز ؟!
      قال عمر رضى الله عنه : ويحك ! أتدرى من هذه ؟!
      قال الرجل : لا
      قال عمر رضى الله عنه : هذه إمرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات !! هذه خولة بنت ثعلبة , والله لو لم تنصرف عنى إلى الليل ما إنصرفت حتى تقضى حاجتها
      .


      *****
      السيرة العطرة سيرة هذا الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( والله ما رآك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك } أي: ما تسلك من طريقاً إلا ويسلك الشيطان من الطريق الآخر؛ لأنه صادق مخلص، وهو قوي الشخصية إلى درجة من الهيبة ما يستطاع أن يُتكلم معه، ملوك العرب إذا أتوا إلى عمر وأراد الواحد منهم أن يتكلم خلط بين الكلام، ولا يستطيع أن يتكلم.
      هذا عمر رضي الله عنه وقف على راسه رسول كسرى وقال (عدلت فأمنت فنمت ياعمر )
      وكان عبدالله بن مسعود يقول : ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب ، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة ، وصلينا معه . حيث انه كان جبارآ غليظآ.
      عن عبدالله بن عامر بن ربيعة ، عن أمه ليلى قالت : كان عمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا ، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة ، فأتى عمر بن الخطاب وأنا على بعيري وأنا أريد أن أتوجه فقال أين يا أم عبدالله ؟ فقلت : آذيتمونا في ديننا فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى ، فقال : صحبكم الله ثم ذهب فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر ، فقال : ترجين أن يسلم والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب . رواه الطبراني
      .
      *****
      ||القصة الثانية: العجوز الشاعرة ||



      فى كوخ صغير يقع أقصى المدينة لاح ضوء مصباح يحاول إختراق الظلام فى ضعف .
      إقترب عمر بن الخطاب رضى الله عنه من الكوخ , فإذا بعجوز تجلس فى ثوب أسود تائهة فى العتمة التى لم يستطع المصباح هتكها , تردد فى شجا :

      على محمد صلاة الأبرار = صلى عليك المصطفون الأخيار
      قد كنت قواما بكى الأسحار = ياليت شعرى والمنايا أطوار
      هل تجمعنى وحبيبى الدار

      أهاجت هذه الكلمات الماضى الهاجع فى فؤاد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتذكر الأيام الخوالى , فبكى وسحت دموعه هادرة , وقرع الباب عليها .
      فقالت : من هذا ؟
      قال وهو يغالبه البكاء : عمر بن الخطاب .
      قالت : ومالى ولعمر ؟ ومايأتى بعمر هذه الساعة ؟
      قال : افتحى - رحمك الله - فلا بأس عليك , ففتحت له فدخل .
      فقال : رددى على الكلمات التى قلت آنفا , فرددت عليه , فلما فرغت منها , قال : أسألك أن تدخلينى معكما .
      قالت : وعمر فاغفر له ياغفار .
      فرضى ورجع .



      *****
      ||القصة الثالثة: الصبي الجائع ||



      اهتزت المدينة , وعجت الطرقات بالوافدين من التجار الذين نزلوا المصلى , وامتلأ المكان بالأصوات .
      فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟!
      فباتا يحرسان ويصليان ماكتبا الله لهما , فسمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه صوت صبى يبكى , فتوجه ناحية الصوت , فقال لأمه التى تحاول إسكاته : اتقى الله واحسنى إلى صبيك .
      ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبى مرة أخرى , فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك , ثم عاد إلى مكانه , فلما كان فى أخر الليل سمع بكائه , فأتى أمه فقال عمر رضى الله عنه فى ضيق : ويحك إنى أراك أم سوء , ومالى أرى إبنك لايقر منذ الليلة ؟!
      قالت الأم فى حزن وفاقة : ياعبد الله قد ضايقتنى هذه الليلة إنى أدربه على الفطام , فيأبى .
      قال عمر رضى الله عنه فى دهشه : ولم ؟
      قالت الأم فى ضعف : لأن عمر لايفرض إلا للفطيم .
      ارتعدت فرائص عمر رضى الله عنه خوفا , وقال فى صوت متعثر : وكم له ؟
      قالت : كذا وكذا شهرا .
      قال عمر رضى الله عنه : ويحك لاتعجليه .
      ثم إنصرف فصلى الفجر ومايستبين الناس قراءته من غلبة البكاء , فلما سلم قال : يابؤسا لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين ؟!
      ثم أمر لكل مولود فى الإسلام , وكتب بذلك فى الأفاق .



      *****
      ||القصة الرابعة: العجوز العمياء ||



      فى بيت صغير بأطراف المدينة , عاشت إمرأة عجوز عمياء ليس لها من حطام الدنيا إلا شاة , ودلو , وحصير من الخوص أكل الزمان أطرافها , وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يتعاهد هذه المرأة من الليل , فيستسقى لها ويصلح حالها , وظل على ذلك فترة .
      وذات يوم جاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه إلى البيت , فوجد كل شئ مرتبا ومعدا , فعلم أن غيره سبقه إليها فأصلح ماأرادت , فجاءها غير مرة وكل مرة يجد أن غيره سبقه إلى البيت فنظفه , وأصلحه .
      فاختبأ عمر رضى الله عنه فى ناحية قريبا من البيت ليعرف من هذا الذى يسبقه , ظل قابعا مده , وفجأة رأى رجلا يقترب من البيت فطرق الباب , ثم دخل ... إنه أبو بكر الصديق رضى الله عنه وهو يومئذ خليفة المسلمين .
      خرج عمر رضى الله عنه من مكمنه وقد إستبان له الأمر يحدث نفسه إعجابا بالصديق رضى الله عنه : أنت لعمرى ... أنت لعمرى .



      *****
      ||القصة الخامسة:أعرابي يطوف بأمهـ ||



      إرتفعت أصوات الطائفين فى الأجواء , يعطرون البيت بالتكبير والتهليل , إختلطت نبراتهم الضارعة بدموعهم الهادرة , واندفع خلف هؤلاء الهائمين فى حب الله أعرابى مديد القامة , عريض المنكبين , مفتول العضلات , ريان الشباب , يحمل فوق كاهله أمه العجوز التى تربعت فى معول ( مقطف ) كبير وهو يردد قائلا :


      أنا مطيتها لا أنفر = وغذا الركاب ذعرت لا أذعر
      وما حملتنى وأرضعتنى أكثر = لبيك اللهم لبيك ... ...

      فقال على بن أبى طالب الذى وقف فى جانب البيت الحرام مع عمر بن الخطاب رضى الله عنهما يراقبان الطائفين : يا أبا حفص ادخل بنا الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا .
      فانطلقا يطوفان خلف الأعرابى , وعلى بن أبى طالب رضى الله عنه يرد عليه قائلا :
      إن تبرها فالله أشكر = يجزيك بالقليل الأكثر.

      *****






    • ||القصة السادسة:شاب يتحدث من قبرهـ ||




      كان بالمدينة شاب , غض الإهاب , أرهفه الزهد , يلازم المسجد ليسمع الحديث غضا طريا من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم , أعجب به عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
      وكان له أب شيخ كبير , فإذا صلى العشاء انصرف إليه , وكان طريقه على باب امرأة , افتتنت به , فمر بها ذات يوم , فمازالت تغويه حتى تبعها , فلما هم أن يدخل البيت خلفها , تذكر قول الحق سبحانه وتعالى :" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " فخر مغشيا عليه , فحمل إلى أبيه .
      ظل الشاب مغشيا عليه حتى ذهب ثلث الليل , ولما فاق سأله أبوه عما حدث فأخبره .
      فقال له أبوه : يا بنى وأى آيه قرأت ؟
      فقرأ الشاب الأيه فخر مغشيا عليه , وعندما إجتمع أهله وجيرانه يحركونه وجدوه ميتا , فغسلوه وكفنوه ودفنوه ليلا .
      وفى الصباح رفع الأمر إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه , فجاء إلى أبيه فعزاه ثم أتى قبر الشاب , وصاح قائلا :
      يافلان :" ولمن خاف مقام ربه جنتان ".
      فأجابه صوت الفتى من القبر : ياعمر قد أعطانيها ربى فى الجنة مرتين.


      *****

      ||القصة السابعة :اليوم أسبق ابا بكر ||



      وقف النبى عليه الصلاة والسلام خطيبا يحث الصحابة ( رضوان الله عليهم ) على الإنفاق والصدقة , وكان من بين هؤلاء الصحابة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى انشرح صدره وتهلل وجهه , لأنه وافق مالا عنده .
      فقال عمر رضى الله عنه : اليوم أسبق أبا بكر رضى الله عنه .
      فقام مسرعا يسبق الريح , ثم عاد وقد تعلقت بيده صرة كبيرة من المال وضعها بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم
      نظر النبى إلى هذه الصرة الكبيرة ثم استقبله بنظره قائلا : ماأبقيت لأهلك ؟
      قال عمر رضى الله عنه : أبقيت لهم مثله .
      ثم انصرف عمر رضى الله عنه إلى جوار النبى صلى الله عليه وسلم , وما هى إلا هنيهه إلا دخل أبو بكر رضى الله عنه المسجد حاملا صرة أكبر وأعظم من التى جاء بها عمر رضى الله عنه , فوضعها بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم .
      تبسم النبى صلى الله عليه وسلم قائلا : ماأبقيت لأهلك ؟!
      أجابه بكلمات خاشعة : أبقيت لهم الله ورسوله .
      حرك عمر رضى الله عنه رأسة إعجابا بالصديق قائلا : لاأسبقك إلى شئ أبدا يا أبا بكر .

      *****
      ||القصة الثامنة :لن أبرئ أحداََ ||



      دخل عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه على أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها , وكان ذا مال كثير , فقالت رضى الله عنها كأنها تحضه على الإنفاق :
      سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن من أصحابى من لايرانى بعد أن أموت أبدا .
      ارتعدت فرائص عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه , وانحشرت الكلمات بين أوتار حنجرته , ونهض من عندها مذعورا حتى دخل على عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
      فقال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه : اسمع ماتقول أمك .. وأخبره بما قالت ...
      أوجس عمر خيفة , وأحس الأرض تميد به , فقام مسرعا حتى أتى أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها .
      فقال وهو جاث : أنشدك بالله أمنهم أنا ؟!!!!!!!!
      قال أم سلمة رضى الله عنها : لا ولن أبرئ بعدك أحدا .

      وقف النبى عليه الصلاة والسلام خطيبا يحث الصحاب
      .


      *****
      ||القصة التاسعة :المرأة المجذومة ||



      مضت أسراب الناس يطوفون بالبيت الحرام , تختلط دموعهم بصيحات التكبير والتهليل , ووسط هذا الزحام , أبصر عمر رضى الله عنه إمرأة مجذومة تطوف .
      فقال عمر رضى الله عنه : ياأمة الله لاتؤذى الناس , لو جلست ببيتك .
      إستجابت المرأة لصوت أمير المؤمنين , ومكثت فى بيتها لاتبرحه حتى مات عمر بن الخطاب رضى الله عنه , فمر بها رجل بعد ذلك , فقال لها : إن الذى كان قد نهاك قد مات فاخرجى .
      قالت : ماكنت لأطيعه حيا وأعصيه ميتا .
      فظلت فى بيتها حتى ماتت .



      *****
      ||القصة العاشرة:غيرة عمر رضي الله عنهـ||



      فى تواضع العظماء جلس النبى صلى الله عليه وسلم , تنساب من شفتيه همهمات التسبيح , وينبعث من صدره دوى الحديث رهوا , وحوله هالة من أصحابه .
      فقال صلى الله عليه وسلم : بينما أنا نائم رأيتنى فى الجنة , فإذا بإمرأة تتوضأ إلى جانب قصر .
      فقلت : لمن هذا القصر ؟!
      فقيل : لعمر .
      فقال صلى الله عليه وسلم : فذكرت غيرته فوليت مدبرا .
      فبكى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه وهو يقول : أعليك أغار يارسول الله ؟!


      *****

    • الفاروق مهم سطرنا عنه فهو رجل الحروف لا تكفي لوصفه..

      رافق الرسول صلى الله عليه وسلم ورافق الصديق رضي اله عنه وأصبح ثاني الخلفاء الراشدين..

      فاقدة الغوالي دائما ما تتحفينا بمواضيع القيمة

      شكرا لك
    • فخر السلطنة كتب:

      قصص تجعل المرء يتمنى أنه عاش بزمن هؤلاء الرجال العظماااء
      ـ،،
      ما أعظمهااا من قصص .




      -مسائكَ مفعم بذكر الرحمن-
      أخيـ الكريمـ
      أسعدني تواجدك ، الدائم
      هنا
      واصل متابعتكَ لصحابي العظيم
      عمر بن الخطاب رضي الله عنهـ
      وفقكَ الرحمن لكل خير
      ^^

    • Sorrowful Man2 كتب:

      الفاروق مهم سطرنا عنه فهو رجل الحروف لا تكفي لوصفه..

      رافق الرسول صلى الله عليه وسلم ورافق الصديق رضي اله عنه وأصبح ثاني الخلفاء الراشدين..

      فاقدة الغوالي دائما ما تتحفينا بمواضيع القيمة

      شكرا لك

      -طابَ يومكَ لكل خير-
      أخيـ الكريمـ
      لا شكرا على واجب
      جزيل الشكر لتواجد شخصكَ المحترمـ
      هنا
      لا تذهبَ بعيداََ فالدي المزيد
      للأطلعكمـ عن هذة الشخصية
      العظيمة
      جزيت خيراََ
      ^^









    • ||قصص من عدل عمر الفاروق رضي الله عنهـ ||




      ||القصة الحادية عشر: عمر رضي الله عنهـ يعالج إبــل الصدقة ||



      فى يوم صائف , اشتدت فيه وطأة الحر , ونفذ لهيب الشمس يصب سعيره على الرمال , قدم وفد من العراق , يتقدمهم الأحنف بن قيس رضى الله عنه يطلبون أمير المؤمنين , فوجدوه قد طرح عمامته , وطوق وسطه بعباءته يطبب بعيرا من إبل الصدقة .
      ولما رأى الأحنف قال : ياأحنف ضع ثيابك , وهلم فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير , فيه حق لليتيم والمسكين والأرملة .
      فقال رجل من القوم أذهلهم الموقف : يغفر الله لك ياأمير المؤمنين , فهلا تأمر عبدا من عبيد الصدقة فيكفيك هذا ؟
      فقال عمر رضى الله عنه فى تواضع : وأى عبد هو أعبد منى , ومن الأحنف ؟! إنه من ولى أمر المسلمين فهو عبد المسلمين يجب عليه لهم مثل مايجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة .


      *****

      ||القصة االثانية عشر: إحملني معك يا غـــــلامَ ||


      تحت وهج الشمس الحارقة , اندفع عمر رضى الله عنه خارج المدينة , واضعا رداءه على رأسه , فمر به غلام على حمار . فقال : ياغلام إحملنى معك .
      توقف الغلام عن السير , ووثب عن الحمار , وقال فى إنكسار :
      اركب ياأمير المؤمنين .
      قال : لا إركب أنت وأركب أنا خلفك , تريد أن تحملنى على المكان المنخفض وتركب أنت على المكان الخشن .
      وبعد إلحاح من الغلام على ركوب أمير المؤمنين أولا , وهو خلفه , وإصرار أمير المؤمنين أن يركب الغلام أولا , وأمير المؤمنين خلفه , إستجاب الغلام لرأى أمير المؤمنين .
      ودخل المدينة راكبا خلف الغلام , والناس ينظرون إليه .


      *****

      ||القصة الثالثة عشر: عمــــــر رضـــــي الله عنهـ يؤدب ولــــــده ||


      دخل ابن لعمر رضى الله عنه عليه وقد ترجل ولبس ثيابا حسانا , فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه , فقالت له حفصة رضى الله عنها : لم ضربته ؟ قال عمر رضى الله عنه : رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه.


      *****

      ||القصة الرابــعة عشر: عمــــــر رضـــــي الله عنهـ يحمـــل قربة مـــاء ||


      نفض عمر رضى الله عنه غبار النوم عن كاهله , وراح يتفقد الرعية , فإذا بإمرأة تحمل على ظهرها قربة , تخترق الظلام بأقدام حافية .
      سألها عمر رضى الله عنه عن شأنها : فأخبرته أنها صاحبة عيال وليس عندها خادم , فتخرج بالليل تسقيهم الماء , وتكره أن تخرج بالنهار خوفا عليهم .
      فرق عمر رضى الله عنه لحالها , وحمل عنها القربة حتى بلغ منزلها .
      ثم قال : اغدى على عمر غدوة يأمر لك بخادم .
      فقالت : لاأصل إليه .
      قال : إنك ستجدينه إن شاء الله .
      فغدت عليه فإذا هى به , فعرفته , فولت هاربة , فأمر لها بخادم , ونفقه , وأرسلهما فى إثرها .


      *****

      ||القصة الخامسة عشر: لا سمــــع لك ولا طـــــــــاعة ||



      بعث إلى أمير المؤمنين أثواب كثيرة جديدة , فقسمها بين الناس فأصاب كل رجل ثوب , ثم صعد المنبر وعليه حله ، والحلة ثوبان .
      فقال : أيها الناس اسمعوا .
      فقال سلمان رضى الله عنه : لاسمع لك ولاطاعة .
      فقال عمر رضى الله عنه فى غرابة : ولم ياأبا عبد الله ؟
      قال : إنك قسمت علينا ثوبا وأعطيت لنفسك ثوبان .
      قال عمر رضى الله عنه : لاتعجل ياأبا عبد الله .
      ثم صاح : ياعبد الله بن عمر .
      قال ابن عمر رضى الله عنهما : لبيك ياأمير المؤمنين .
      فقال : نشدتك الله الثوب الذى ائتزرت به أهو ثوبك ؟
      قال : اللهم نعم .
      فقال سلمان رضى الله عنه : الأن نسمع ونطيع .



      *****






    • ||القصة االسادسة عشر: أطعــــامـ بعـــد طعام ؟ ||


      تناقلت الأفواه أن يزيد بن أبى سفيان رضى الله عنهما يأكل ألوان الطعام , وسرى النبأ أنحاء يثرب حتى بلغ أمير المؤمنين رضى الله عنه .
      فقال لمولى له اسمه يرفأ : إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمنى .
      فلما حضر عشاؤه أعلمه , فأتى عمر يزيد بن أبى سفيان رضى الله عنهما , فسلم عليه واستأذن , فأذن له , فدخل , فقرب عشاؤه , فجاء بثريد ولحم فأكل عمر رضى الله عنه معه , ثم قرب شواء فبسط يزيد يده وكف عمر رضى الله عنه .
      ثم قال عمر رضى الله عنه معاتبا : الله يايزيد بن أبى سفيان !!
      أطعام بعد طعام ؟ والذى نفس عمر بيده لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم .



      *****

      ||القصة السابعة عشر: المــــرأة وزوجهــــــا الغـــائب ||



      عند السحر , مضى عمر بن الخطاب رضى الله عنه يسيح فى دروب المدينة , يتحسس الأجواء الساكنة , والبيوت التى غشيها الليل , فاسترعى سمعه صوت امرأة سكبت كل عواطفها فى بيتين من الشعر , قائلة :

      تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقـنـى أن لاحبـيـب ألاعـبــه
      فلـولا حـذار الله لاشـئ مثلـه لزعزع من هذا السرير جوانبه


      حرك هذان البيتان وجدان عمر رضى الله عنه , فاستأذن عليها , وقال : مالك ؟
      قالت فى أسى : أغربت زوجى منذ أشهر , وقد اشتقت إليه .
      قال فى حزم : أردت سوءا .
      قالت : معاذ الله !
      قال : فاملكى عليك نفسك , فإنما هو البريد إليه .
      فبعث إليه ثم دخل على حفصة رضى الله عنها فقال : إنى سائلك عن أمر فافرجيه عنى , ثم همس : فى كم تشتاق المرأة إلى زوجها ؟
      خفضت أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها رأسها واستحيت , فأقبل عليها عمر رضى الله عنه , ليخفف عنها وطأة الحرج قائلا : إن الله لايستحى من الحق !!
      أمسك الحياء لسانها , فأشارت بيديها ثلاثة أشهر , وإلا فأربعة أشهر .
      فكتب عمر رضى الله عنه : أن لاتحبس الجيوش فوق ثلاثة أشهر .


      *****

      ||القصة الثامنة عشر: أصـــابتَ إمرأة وأخطأ عمــــــر ||


      ارتقى عمر رضى الله عنه المنبر ذات يوم تنبعث منه همهمات التسبيح والتحميد , يمم وجهه شطر الجموع المتراصة وراح يقول :
      لاتغالوا فى صداق النساء , وإنه لايبلغنى عن أحد أنه ساق أكثر من شئ ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك فى بيت المال , ثم نزل فعرضت له إمرأة من قريش .
      فقالت : ياأمير المؤمنين لكتاب الله أحق أن يتبع أم قولك ؟
      قال : كتاب الله , فما ذاك ؟
      قالت : نهيت الناس آنفا أن يتغالوا فى صداق النساء , وقال الله تعالى فى كتابه :" وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا ".
      فقال عمر رضى الله عنه : كل أحد أفقه من عمر .
      ثم رجع إلى المنبر , فقال للناس : إنى كنت نهيتكم أن تغالوا فى صداق النساء , فليفعل كل رجل فى ماله مابدا له .


      *****

      ||القصة التاسعة عشر: إن الشيطان ليخـــاف منكَ يا عمــــر ||


      خرج النبى صلى الله عليه وسلم فى بعض مغازيه , فلما عاد منتصرا ظافرا , جاءت جارية سوداء .
      فقالت : يارسول الله إنى كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى .
      فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن كنت نذرت فأضربى وإلا فلا .
      فأمسكت الجارية بالدف , وأخذت تضرب , فدخل أبو بكر رضى الله عنه وهى تضرب , ثم دخل على رضى الله عنه وهى تضرب , ثم دخل عثمان رضى الله عنه وهى تضرب , ثم دخل عمر رضى الله عنه , فألقت الدف على الرض ثم قعدت عليه خوفا ورهبة منه .
      فقال النبى صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك ياعمر .


      *****
      ||القصة العشرون: عمـــــر رضـــي الله عنهـ يصارع الشيطان ||


      جلس ابن مسعود رضى الله عنه , فى سكينة , ووقار , وحوله رهط من الصحابة والتابعين , يقص عليهم الطرائف , ويروى لهم النوادر .
      فقال : لقى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيطان فى زقاق من أزقة المدينة , فدعاه الجنى إلى المصارعة , فصرعه الصحابى رضى الله عنه .
      فقال الجنى : دعنى .
      فتركه الصحابى .
      ثم قال الجنى ثانية : هل لك فى المعاودة ؟
      فتصارعا , فصرع الصحابى الجنى , وجلس على صدره .
      ثم قال الصحابى : أراك شخصا ضئيلا كأن ذريعتيك ( يديك ) ذريعتا كلب أو جنى !!
      قال الجنى : والله إنى منهم ( أى من الجن ) .
      فقال الصحابى : ماأنا بالذى أدعك حتى تخبرنى ماالذى يعيذنا منكم .
      قال الجنى : آية الكرسى .
      فقال رجل لابن مسعود رضى الله عنه : من ذلك الرجل ؟
      فقال : ومن عسى أن يكون إلا عمر .

      *****





    • *****
      ||القصة الحاديـــة و العشرون: صـــــــــدَق عوف||


      فى كوكبة من الصحابة جلس عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين ... تحلقوا حوله يتجاذبون أطراف الحديث ... ويتنقلون بين رياض السيرة العطرة .
      فقالوا يمدحون عمر رضى الله عنه : والله مارأينا رجلا أقضى بالقسط ولاأقول بالحق , ولاأشد على المنافقين منك ياأمير المؤمنين , فأنت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
      غضب عوف بن مالك رضى الله عنه الذى كان يجلس بينهم , وتميز غضبا من قولهم فثار صائحا : كذبتم والله !! لقد رأينا خيرا منه بعد النبى صلى الله عليه وسلم .
      قال عمر رضى الله عنه : من هو ياعوف ؟!!
      قال عوف رضى الله عنه : أبو بكر رضى الله عنه .
      قال عمر رضى الله عنه : صدق عوف وكذبتم , والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك , وأنا أضل من بعير أهلى .


      *****

      ||القصة الثانية و العشرون:لـــن آ كل السمن حتي يشيع الناس||


      اشترت امرأة عمر بن الخطاب رضى الله عنه سمنا بستين درهما .
      فلما رآه قال : ماهذا ؟
      قالت : سمن , اشتريته من مالى وليس من نفقتك .
      فقال : لن أذوقه حتى يشبع منه الناس .

      *****


      ||القصة الثالثة و العشرون:عمـــر رضي الله عنهـ يعرف نفسه بنفسه||


      بخطى متثاقلة و وجسد أرهقه الحزن , صعد عمر بن الخطاب رضى الله عنه المنبر , وصاح بالقوم الذين ضاق بهم المسجد :
      أيها الناس : لقد رأيتنى وأنا أرعى غنم خالات لى من بنى مخزوم نظير قبضة من تمر .
      ثم نزل من فوق المنبر , وارتفعت همهمات الدهشة : لماذا جمعنا عمر ؟! وماهذا الكلام الذى يقوله ؟! والله مافهمنا شيئا .
      فتقدم عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه قاطعا هذا الهمس , وجلس بين يديه سائلا : ماذا أردت إلى هذا ياأمير المؤمنين ؟
      حرك عمر رضى الله عنه شفتيه المرتعشتين : ويحك ياابن عوف خلوت بنفسى , فقالت : أنت أمير المؤمنين , وليس بينك وبين الله أحد , فمن ذا أفضل منك ؟! فأردت أن أعرفها قدرها .



      *****


      ||القصة الرابعَة و العشرون:اتــــق الله يا أمير المؤمنين||


      قام أمير المؤمنين , ورجل خلاف , فقال الرجل فى غضب : اتق الله يا أمير المؤمنين .
      فقال رجل من القوم : أتقول لأمير المؤمنين اتق الله !
      فقال عمر رضى الله عنه : دعه فليقلها لى , نعم ماقال , ولا خير فيكم إذا لم تقولوها لنا , ولاخير فينا إذا لم نقبلها منكم .



      *****


      ||القصة الخامسة و العشرون: فيكَ عيبان||


      صعد عمر رضى الله عنه المنبر ذات يوم , وصاح بالناس يريد منهم النصح :
      أنشدكم الله , لايعلم رجل منى عيبا إلا عابه
      فارتفعت الهمهمات , وكثر اللغط , فقام رجلا قائلا :
      فيك عيبان .
      تهلل وجه عمر رضى الله عنه ةابتسم قائلا : وماهما يرحمك الله ؟
      قال الرجل : لك قميصان تلبس واحدا وتخلع الآخر , وتجمع بين لونين من ألوان الطعام , ولايسع ذلك الناس .
      فقال عمر رضى الله عنه : والله لن أجمع بين قميصين , ولابين طعامين .
      فظل كذلك - رحمه الله - حتى لقى الله .



      *****

    • معلومآـت قيمه
      طرح مميز ومُثري اختي فاقدة الغوالي
      في ميزان حسناتك

      $
      ربــــــــــــــــي هَبنيْ نجآحـــــآً يــــحقّق مِـــــــــــــــــــطْلبي....|●°~ .وآرِويِ قْلـــــــــــــــــــبيِ[بـآلآـنيآتٌ]ڪَحِبآتُ المِطر |...وآجِعلْنيِ مِمن لآ خِوُف ـــليِهمْ ولا هْم يِحزَنــــوُن [SIGPIC][/SIGPIC] ะ●©●ะ [SIZE=1]▌║▌│ آسِتغفر الله الذيِ لا اله الآ هُو واتوُب الِيه[SIZE=1]║▌│