أبي بكر الصديق رضي الله عنه

    • أبي بكر الصديق رضي الله عنه


      [TABLE='align: center']
      [TR]
      [TD]
      [/TD]
      [TD='align: center'][h=1]أبي بكر الصديق رضي الله عنه [/h][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
      اسمه – على الصحيح - :
      عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

      كنيته :
      أبو بكر

      لقبه :
      عتيق ، والصدِّيق .
      قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
      = كان جميلاً
      = لعتاقة وجهه
      = قديم في الخير
      = وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
      وقيل غير ذلك

      ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
      وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
      جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
      ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

      وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
      روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

      وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

      مولده :
      ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

      صفته :
      كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
      وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

      فضائله :
      ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

      • فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
      قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .

      وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

      فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

      • وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
      قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
      قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
      وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

      ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
      ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

      ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

      • ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .

      • وهو أول الخلفاء الراشدين

      وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

      واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

      • وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
      فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
      في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
      ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

      وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

      وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

      • وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
      قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

      • وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
      ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
      روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

      وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

      • وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
      قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

      • ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
      قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

      • ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
      روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

      • ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
      قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
      وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
      وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
      قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

      • وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
      فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

      • ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
      قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

      • ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
      روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
      قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
      قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
      قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
      قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
      قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
      قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
      قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
      فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

      • ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
      لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

      • وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله
      قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

      وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

      • ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه
      قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
      وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
      فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
      قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
      وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

      ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
      وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
      وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

      قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :
      ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
      يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
      اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
      حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
      وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

      • وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام
      فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
      وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

      قال ابن الجوزي رحمه الله :
      أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
      أبو قحافة
      وابنه أبو بكر
      وابنه عبد الرحمن
      وابنه محمد

      أعماله :
      من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
      ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
      ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
      فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
      روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

      لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
      فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
      ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

      وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

      وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

      وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

      وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .

      وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

      زهـده :
      مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

      عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

      ورعـه :
      كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

      قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

      وفاته :
      توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

      فرضي الله عنه وأرضاه
      وجمعنا به في دار كرامته

      أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

      فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطف مقتطفات من سيرته ؟
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • من أقوال أبو بكر الصديق رضي الله عنه
      [INDENT]بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه



      من أقوال أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه




      - 1 - احرص على الموت توهب لك الحياة.


      - 2 - إذا استشرت فاصدق الحديث تصدق المشورة ولا تحزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك .


      - 3 - إذا فاتك خير فأدركه وإن أدركك فاسبقه.


      - 4 - أربع من كن فيه كان من خيار عباد الله : من فرح بالتائب واستغفر للمذنب ودعا المدبر وأعان المحسن .


      - 5 - أصلح نفسك يصلح لك الناس .




      - 6 - أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور وأصدق الصدق الأمانة وأكذب الكذب الخيانة .


      - 7 - إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له بحقه وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق .


      - 8 - إن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغبا راهبا.


      - 9 - إن الله يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك.




      - 10 - إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زينة الدنيا مقته الله تعالى حتى يفارق تلك الزينة .


      - 11 - إن عليك من الله عيونا تراك .


      - 12 - إن كثير الكلام ينسى بعضه بعضا .


      - 13 - إن كل من لم يهده الله ضال . وكل من لم يعافه الله مبتلي . وكل من لم يعنه الله مخذول . فمن هدى الله كان مهتديا . ومن أضله الله كان ضالا .


      - 14 - ثلاث من كن فيه كن عليه : البغي والنكث والمكر.




      - 15 - حق لميزان يوضع فيه الحق أن يكون ثقيلا وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا .


      - 16 - خير الخصلتين لك أبغضهما إليك .


      - 18 - رحم الله أمرأ أعان أخاه بنفسه .


      - 19 - صنائع المعروف تقي مصارع السوء .




      - 20 - لا خير في خير بعده نار ولا شر في شر بعده الجنة .


      - 21 - لا دين لأحد لا إيمان له ولا أجر لمن لا حسبة له ولا عمل لمن نية له .


      - 22 - لا يكونن قولك لغوا في عفو ولا عقوبة .


      - 23 - ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل .


      - 24 - ليست مع العزاء مصيبة .


      - 25 - الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله .


      وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول :


      - 26 - ( هذا الذي أوردني الموارد )


      - 27 - قال رجل لأبي بكر رضي الله عنه : ( والله لأسبنك سبا يدخل القبر معك ) فقال : ( معك يدخل لا معي ) .



      ....

      [/INDENT]
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • من أقوال أبي بكر بالفيديو
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • مقطع مؤثر عن أبو بكر الصديق - صاحب رسول الله

      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • قصيدة عن مناقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه


      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • أقوال العلماء والأئمة -قبل ابن تيمية- في آيات وأحاديث الصفات
      الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:

      فهذه أقوال أهل العلم قبل ابن تيمية في آيات وأحاديث الصفات أوردها دون كبير مقدمة:

      أولا: أقوال الصحابة:

      قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه :

      قال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال لما قبض رسول الله قال أبو بكر رضي الله عنه أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدونه فإن إلهكم قد مات وإن كان إلهكم الله الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت ثم تلا (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل… حتى ختم الآية )

      وقال البخاري في تاريخه قال محمد بن فضيل عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما قبض رسول الله دخل أبو بكر رضي الله عنه عليه فأكب عليه وقبل جبهته وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا وقال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت

      وفي صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي الله عنه فذكر الحديث وفيه أن رسول الله أشار إلى أبي بكر أن أمكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله على ما أمره به رسول الله ثم استأخر فذكره

      قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه

      قال إسمعيل عن قيس قال لما قدم عمر رضي الله عنه الشام استقبله الناس وهو على بعيره فقالوا يا أمير المؤمنين لو ركبت برذونا ليلقاك عظماء الناس ووجوههم فقال عمر رضي الله عنه ألا أراكم ههنا إن الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء

      وقال عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا موسى بن إسمعيل قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت أبا يزيد المزني قال لقيت امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقال لها خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها وهو يسير مع الناس فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها حتى قضت حاجتها وانصرفت فقال له رجل يا أمير المؤمنين حسبت رجالا من قريش على هذه العجوز قال ويلك تدري من هذه قال لا قال هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضرني صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها

      وقال خليد بن دعلج عن قتادة قال خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسجد ومعه جارود العبدي فإذا بامرأة بارزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام وقالت إيها يا عمر عهدتك يا عمر وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تزع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ولم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت فقال الجارود فقد اجترأت أيتها المرأة على أمير المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه دعها أما تعرفها هذه خولة بنت حكيم التي سمع الله شكواها من فوق سبع سموات فعمر أحق أن يستمع لها

      قال ابن عبد البر قال وحدثنا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف لها وجعل يحدثها وتحدثه فقال رجل يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز قال ويحك تدري من هذه هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات الحديث

      قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه

      قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب الاستيعاب روينا من وجوه صحاح أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه مشى إلى أمة له فنالها فرأته امرأته فلامته فجحدها فقالت له إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فإن الجنب لا يقرأ القرآن فقال شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا

      وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا

      وتحمله ملائكة شداد ملائكة الإله مسومينا

      فقالت آمنت بالله وكذبت عيني وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرؤه .

      قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

      قال الدارمي حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام وبين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله تعالى فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه وروى الأعمش عن خيثمة عنه أن العبد ليهم بالأمر من التجارة أو الإشارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سموات فيقول للملك اصرفه عنه فيصرفه عنه

      قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

      ذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة من حديث سعيد بن جبير رضي الله عنه قال تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السموات السبع إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك

      وفي مسند الحسن بن سفيان وكتاب عثمان بن سعيد الدارمي من حديث عبد الله بن أبي مليكة أنه حدثه ذكوان قال استأذن ابن عباس رضي الله عنهما على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال كنت أحب نساء النبي إليه ولم يكن رسول الله يحب إلا طيبا وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين فأصبح ليس مسجد من مساجد الله يذكر فيها ألا وهو يتلى فيها آناء الليل وآناء النهار

      وذكر الطبراني في شرح السنة من حديث سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد قال قيل لابن عباس إن ناسا يكذبون بالقدر قال يكذبون بالكتاب لئن أخذت شعر أحدهم لا ينبتونه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فخلق الخلق فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه

      وقال إسحق بن راهويه أخبرنا إبراهيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن عكرمة في قوله تعالى ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم قال ابن عباس رضي الله عنهما لم يستطع أن يقول من فوقهم علم أن الله من فوقهم

      قول عائشة رضي الله عنها

      قال الدارمي حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا جويرية بن أسماء قال سمعت نافعا يقول قالت عائشة رضي الله عنها وايم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلته تعني عثمان ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله



      قول زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها

      ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال كانت زينب تفتخر على أزواج النبي وتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات وفي لفظ غيرهما كانت تقول زوجنيك الرحمن من فوق عرشه كان جبريل السفير بذلك وأنا ابنة عمتك رواه العسال

      قول أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه

      قال لما لعن الله إبليس وأخرجه من سمواته وأخزاه قال رب أخزيتني ولعنتني وطردتني عن سمواتك وجوارك فوعزتك لأغوين خلقت ما دامت الأرواح في أجسادهم فأجابه الرب تبارك وتعالى فقال وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لو أن عبدي أذنب حتى ملأ السموات والأرض خطايا ثم لم يبق من عمره إلا نفس واحد فندم على ذنوبه لغفرتها وبدلت سيآته كلها حسنات وقد روى هذا المتن مرفوعا ولفظه وعزتي وجلالي وارتفاعي لو أن عبدي وذكره رواه ابن لهيعة عن بني الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله قال إن الشيطان قال وعزتك لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا أزال أغفر ما استغفروني

      قول الصحابة كلهم رضي الله عنهم

      قال يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه حدثنا البكائي عن ابن إسحق قال حدثني يزيد بن سنان عن سعيد بن الأجود الكندي عن العرس ابن قيس الكندي عن عدي بن عميرة رضي الله عنه قال خرجت مهاجرا إلى النبي فذكر قصة طويلة وقال فيها فإذا هو ومن معه يسجدون على وجوههم ويزعمون أن إلههم في السماء فأسلمت وتبعته
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • ذكر أقوال التابعين رحمهم الله تعالى

      قال مسروق رحمه الله

      قال علي بن الأقمر كان مسروق إذا حدث عن عائشة رضي الله عنها قال حدثني الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما حبيبة رسول الله المبرأة من فوق سبع سموات

      قول عكرمة رحمه الله تعالى

      قال سلمة بن شبيب حدثنا إبراهيم بن الحكم قال حدثني أبي عن عكرمة رحمه الله تعالى قال بينما رجل مستلق على متنه في الجنة فقال في نفسه لم يحرك شفتيه لو أن الله يأذن لي لزرعت في الجنة فلم يعلم إلا والملائكة على أبواب جنته قابضين على أكفهم فيقولون سلام عليك فاستوى قاعدا فقالوا له يقول لك ربك تمنيت شيئا في نفسك قد علمته وقد بعث معنا هذا البذر يقول لك ابذر فألقى يمينا وشمالا وبين يديه وخلفه فخرج أمثال الجبال على ما كان تمنى وزاد فقال له الرب من فوق عرشه كل يا ابن آدم فإن ابن آدم لا يشبع

      قول قتادة رحمه الله تعالى

      قال الدارمي أخبرنا موسى بن إسمعيل حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة قال قالت بنو إسرائيل يا رب أنت في السماء ونحن في الأرض فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك قال إذارضيت استعملت عليكم خياركم وإذا غضبت استعملت عليكم شراركم

      قول سليمان التيمي رحمه الله تعالى

      قال ابن أبي خيثمة في تاريخه حدثنا هرون بن معروف قال حدثنا ابن ضمرة عن صدقة التيمي عن سليمان التيمي قال لو سئلت أين الله لقلت في السماء

      قول كعب الأحبار رحمه الله تعالى

      قال الليث بن سعد حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أن يزيد بن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا تعلم وإن كان عالما ازداد علما ثم قال كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل ما بين كل سمائين كما بين سماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش فاستوى عليه فوقه وقال نعيم بن حماد أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله في التوراة أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي

      قول مقاتل رحمه الله تعالى

      ذكر البيهقي في الأسماء والصفات عن بكر بن معروف عن مقاتل بلغنا والله أعلم في قوله عز وجل (هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) الأول قبل كل شيء والآخر بعد كل شيء والظاهر فوق كل شيء والباطن أقرب من كل شيء وإنما يعني القرب بعلمه وقدرته وهو فوق عرشه وهو بكل شيء عليم وبهذا الإسناد عنه في قوله تعالى ألا هو معهم يقول بعلمه وذلك قوله (إن الله بكل شيء عليم ) فيعلم نجواهم ويسمع كلامهم ثم ينبئهم يوم القيامة بكل شيء وهو فوق عرشه وعلمه معهم

      قول الضحاك رحمه الله تعالى

      روى بكر بن معروف عن مقاتل بن حيان عنه ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال هو الله على العرش وعلمه معهم

      [ قول التابعين جملة ]


      روى البيهقي بإسناد صحيح إلى الأوزاعي قال كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى جل ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته

      وقال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد وعلماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم أحد في ذلك يحتج به

      قول الحسن رحمه الله تعالى

      روى أبو بكر الهذيلي عن الحسن رحمه الله تعالى قال ليس شيء عند ربك من الخلق أقرب إليه من إسرافيل وبينه وبين ربه سبعة حجب كل حجاب مسيرة خمسمائة عام وإسرافيل دون هؤلاء ورأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم السابعة

      قول مالك بن دينار رحمه الله تعالى

      ذكر أبو العباس السراج أخبرنا عبد الله بن أبي زياد وهرون قالا حدثنا سيار قال حدثنا جعفر قال سمعت مالك بن دينار يقول إن الصديقين إذا قرئ عليهم القرآن طربت قلوبهم إلى الآخرة ثم يقول خذوا فيقرأون ويقول اسمعوا إلى قوله الصادق من فوق عرشه وكان مالك بن دينار وغيره من السلف يذكرون هذا الأثر ابن آدم خيري اليك نازل وشرك إلي صاعد وأتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال ملك كريم قد عرج إلي منك بعمل قبيح

      قول ربيعة بن عبد الرحمن رحمه الله

      شيخ مالك بن أنس رحمة الله عليه قال يحيى بن آدم عن أبيه عن ابن عيينة قال سئل ربيعة عن قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى) قال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله تعالى الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق

      قول عبد الله بن الكوا رحمه الله تعالى

      ذكر الحافظ أبو القاسم بن عساكر رحمه الله تعالى في تاريخه عن هشام بن سعد قال قدم عبد الله بن الكوا على معاوية فقال له أخبرني عن أهل البصرة قال يقاتلون معا ويدبرون شتى قال فأخبرني عن أهل الكوفة قال أنظر الناس في صغيرة وأوقعهم في كبيرة قال فأخبرني عن أهل المدينة قال أحرص الناس على الفتنة وأعجزهم عنها قال فأخبرني عن أهل الموصل قال قلادة وليدة فيها من كل شيء خرزة قال فأخبرني عن أهل مصر قال لقمة أكل قال فأخبرني عن أهل الجزيرة قال كناسة بين مدينتين قال فأخبرني عن أهل الشام قال جند أمير المؤمنين لا أقول فيهم شيئا قال لتقولن قال أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم لخالق ولا يحسبون للسماء ساكنا
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • [ قول تابع التابعين جملة رحمهم الله تعالى]


      ذكر قول عبد الله بن المبارك رحمه الله

      روى الدارمي والحاكم والبيهقي وغيرهم بأصح إسناد إلى علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول نعرف ربنا بأنه فوق سبع سموات على العرش استوى بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الة وفي لفظ آخر قلت كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما قالت الة

      وقال الدارمي حدثنا الحسن بن الصباح البزار حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق عن ابن المبارك قال قيل له كيف نعرف ربنا قال بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه

      قال الامام عثمان بن سعيد الدارمي ومما يحقق قول ابن المبارك قول رسول الله للجارية أين الله يمتحن بذلك إيمانها فلما قالت في السماء أعتقها فإنها مؤمنة والآثار في ذلك عن رسول الله كثيرة والحجج متظاهرة والحمد لله على ذلك ثم ساقها الدارمي رحمه الله تعالى

      وذكر ابن خزيمة عن ابن المبارك أنه قال له رجل يا أبا عبد الرحمن قد خفت من كثرة ما أدعوا على الة قال لا تخف فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء وصح عن ابن المبارك أنه قال إنا نستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الة

      قول الأوزاعي رحمه الله تعالى

      قال أبو عبد الله الحاكم أخبرني محمد بن علي الجوهري ببغداد حدثنا إبراهيم بن الهيثم حدثنا محمد بن كثير المصيصي قال سمعت الأوزاعي يقول كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة وهذا الأثر يدخل في حكاية مذهبه ومذهب التابعين فلذلك ذكرناه في الموضعين

      قول حماد بن زيد رحمه الله تعالى

      قال إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا سليمان بن حرب قال سمعت حماد بن زيد يقول الة إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء قال شيخ الإسلام وهذا الذي كانت الة يحاولونه قد صرح به المتأخرون منهم وكان ظهور السنة وكثرة الأئمة في عصر أولئك يحول بينهم وبين التصريح به فلما بعد العهد وخفيت السنة وانقرضت الأئمة صرحت الة النفاة بما كان سلفهم يحاولونه ولا يتمكنون من إظهاره

      قول سفيان الثوري رحمه الله تعالى

      قال معدان سألت سفيان الثوري عن قوله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) قال علمه ذكره أبو عمر قول وهب بن جرير رحمه الله تعالى

      قال الأثرم حدثنا أبو عبد الله الأوسي قال سمعت وهب بن جرير يقول إنما تريد الة أنه ليس في السماء شيء قال وقلت لسليمان بن حرب أي شيء كان يقول حماد بن زيد في الة فقال كان يقول إنما يريدون أنه ليس في السماء شيء
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • [ذكر أقوال الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى ]

      قول الإمام أبي حنيفة قدس الله روحه


      قال البيهقي حدثنا أبو بكر بن الحارث الفقيه قال حدثنا أبو محمد ابن حيان أخبرنا أحمد بن جعفر بن نصر قال حدثنا يحيى بن يعلى قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس ا فدخلت الكوفة فقيل لها إن هاهنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة فأتيه فأتته فقالت أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك أين إلهك الذي تعبده فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ثم خرج إلينا وقد وضع كتابا إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض فقال له رجل أرأيت قول الله تعالى (وهو معكم ) قال هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت عنه غائب قال البيهقي لقد أصاب أبو حنيفة رحمه الله تعالى فيما نفى عن الله تعالى وتقدس من الكون في الأرض وفيما ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع في قوله إن الله عز وجل في السماء

      وفي كتاب الفقه الأكبر المشهور عند أصحاب أبي حنيفة الذي رواه بإسناد عن أبي مطيع البلخي الحكم بن عبد الله قال سألت أبا حنيفة عن الفقه الأكبر قال لا تكفر أحدا بذنب ولا تنفي أحدا من الإيمان وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا تتبرأ من أحد من أصحاب رسول الله ولا توالي أحدا دون أحد وأن ترد أمر عثمان وعلي رضي الله عنهما إلى الله تعالى وقال أبو حنيفة رحمه الله الفقه الأكبر في الدين خير من الفقه في العلم ولأن يتفقه الرجل كيف يعبد ربه عز وجل خير من أن يجمع العلم الكثير قال أبو مطيع قلت فأخبرني عن أفضل الفقه قال يتعلم الرجل الإيمان والشرائع والسنن والحدود واختلاف الأئمة وذكر مسائل في الإيمان ثم ذكر مسائل في القدر ثم قال فقلت فما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك ناس فيخرج عن الجماعة هل ترى ذلك قال لا قلت ولم وقد أمر الله تعالى رسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فريضة واجبة فقال كذلك لكن ما يفسدون أكثر ممن يصلحون من سفك الدماء واستحلال الحرام وذكر الكلام في قتال الخوارج والبغاة إلى أن قال قال أبو حنيفة ومن قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لأن الله تعالى يقول ( الرحمن على العرش استوى) وعرشه فوق سبع سموات قلت فإن قال إنه على العرش ولكنه يقول لا أدري العرش في السماء أم في الأرض قال هو كافر لأنه أنكر أن يكون في السماء لأنه تعالى في أعلى عليين وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل وفي لفظ سألت أبا حنيفة عمن يقول لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض قال فقد كفر لأن الله يقول ( الرحمن على العرش استوى وعرشه فوق سبع سموات قال فإنه يقول على العرش استوى ولكنه لا يدري العرش في الأرض أو في السماء قال إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر وروى هذا عن شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناده

      وقال : ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ، وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف ، وهو قول أهل السنة والجماعة ، وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال : غضبه عقوبته ، ورضاه ثوابه ، ونصفه كما وصف نفسه ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، حي قادر سميع بصير عالم ، يد الله فوق ايديهم ، ليست كايدي خلقه ، ووجهه ليس كوجوه خلقه ) [ الفقه الابسط 56 ] .

      وقال : ( وله يد ووجه ونفس ، كما ذكره الله تعالى في القرآن ، فما ذكره الله تعالى في القرآن من ذكر الوجه واليد والنفس ، فهو له صفات بلا كيف ، ولا يقال إن يده قدرته أو نعمته ، لأن فيه إبطال الصفة ، وهو قول أهل القدر والاعتزال ) [ الفقه الأكبر 302 ] .

      وقال : ( لا ينبغي لأحد أن ينطق في ذات الله بشيء ، بل يصفه بما وصف به نفسه ، ولا يقول فيه برأيه شيئا تبارك الله وتعالى رب العالمين ) [ شرح الطحاوية 2/427 ، جلاء العينين 368 ] .

      ولما سئل عن النزول الإلهي قال : ( ينزل بلا كيف ) [ عقيدة السلف أصحاب الحديث 42 ، الأسماء والصفات للبيهقي 456 ، شرح الطحاوية 245 ، شرح الفقه الأكبر للقاري 60 ] .

      وقال أبو حنيفة : ( والله تعالى يدعى من أعلى لا من اسفل ، لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء ) [ الفقه الابسط 51 ] .

      وقال : ( وهو يغضب ويرضى ، ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه ) [ الفقه الأبسط 56 ] .

      وقال : ( ولا يشبه شيئا من الاشياء من خلقه ، ولا يشبهه شيء من خلقه ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ) [ الفقه الأكبر 301 ] .

      وقال : ( وصفاته بخلاف صفات المخلوقين ، يعلم لا كعلمنا ، ويقدر لا كقدرتنا ، ويرى لا كرؤيتنا ، ويسمع لا كسمعنا ، ويتكلم لا ككلامنا ) [ الفقه الأكبر 302 ] . (12) وقال : ( لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين ) [ الفقه الابسط 56 ] .

      وقال : ( من وصف الله بمعنى من معاني البشر ، فقد كفر ) [ العقيدة الطحاوية ] .

      وقال : ( وصفاته الذاتية والفعلية ، أما الذاتية فالحياة والقدرة والعلم والكلام والسمع والبصر والإرادة ، وأما الفعلية فالتخليق والترزيق والإنشاء والإبداع والصنع وغير ذلك من صفات الفعل ، لم يزل ولا يزال بأسمائه وصفاته ) [ الفقه الأكبر 301 ] .

      وقال : ( ولم يزل فاعلا بفعله ، والفعل صفة في الأزل ، والفاعل هو الله تعالى ، والفعل صفة في الأزل ، والمفعول مخلوق ، وفعل الله تعالى غير مخلوق ) [ الفقه الأكبر 301 ] .

      وقال : ( من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر ، وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض ) [ الفقه الأبسط 46 ، ونقل نحو هذا شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 48/5 ، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية 139 ، والذهبي في العلو 101 -102 ، وابن قدامة في العلو 116 ، وابن أبي العز في شرح الطحاوية 301 ] .

      وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده ؟ ، قال : ( إن الله سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض ) ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى { وهو معكم } ؟ قال : ( هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت غائب عنه ) [ الأسماء والصفات 429 ] .

      وقال كذلك : ( يد الله فوق أيديهم ، ليست كأيدي خلقه ) [ الفقه الأبسط 56 ] .

      هشام بن عبيد الله:

      وروى ابن أبي حاتم أن هشام بن عبيد الله الرازي صاحب محمد بن الحسن قاضي الري حبس رجلا في التجهم فتاب فجيء به إلى هشام ليمتحنه فقال الحمد لله على التوبة فامتحنه هشام فقال أشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه فقال أشهد أن الله على عرشه ولا أدري ما بائن من خلقه فقال ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب وسيأتي قول الطحاوي عند أقوال أهل الحديث .


      روى ابن أبي حاتم أن هشام بن عبيد الله الرازي صاحب محمد بن الحسن قاضي الري حبس رجلا في التجهم فتاب فجيء به إلى هشام ليمتحنه فقال الحمد لله على التوبة فامتحنه هشام فقال أشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه فقال أشهد أن الله على عرشه ولا أدري ما بائن من خلقه فقال ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب وسيأتي قول الطحاوي عند أقوال أهل الحديث .
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى

      ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد أن ابن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا شريح بن النعمان حدثنا عبد الله بن نافع قال قال مالك بن أنس الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان قال وقيل لمالك (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى فقال مالك رحمه الله تعالى استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء.

      وعن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]

      عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال: يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42]

      قال ابن عبد البر: سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. [الانتقاء ص36]




      وكذلك أئمة أصحاب مالك من بعده

      قال يحيى بن إبراهيم الطيطلي في كتاب سير الفقهاء وهو كتاب جليل غزير العلم حدثني عبد الملك بن حبيب عن عبد الله بن المغيرة عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم قال كانوا يكرهون قول الرجل يا خيبة الدهر وكانوا يقولون الله هو الدهر وكانوا يكرهون قول الرجل رغم أنفي لله وإنما يرغم أنف الكافر وكانوا يكرهون قول الرجل لا والذي خاتمه على فمي وإنما يختم على فم الكافر وكانوا يكرهون قول الرجل والله حيث كان أو أن الله بكل مكان قال أصبغ وهو مستو على عرشه وبكل مكان علمه وإحاطته وأصبغ من أجل أصحاب مالك وأفقههم

      ذكر قول أبي عمرو الطلمنكي

      قال في كتابه في الأصول أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته وقال في هذا الكتاب أيضا أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ثم ساق بسنده عن مالك قوله الله في السماء وعلمه في كل مكان ثم قال في هذا الكتاب وأجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) ونحو ذلك من القرآن بأن ذلك علمه وأن الله فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء وهذه القصة في كتابه

      قول الإمام الحافظ أبي عمر بن عبد البر إمام السنة في زمانه رحمه الله تعالى

      قال في كتاب التمهيد في شرح الحديث الثامن لابن شهاب عن ابن سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال ينزل ربنا في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له هذا الحديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة وهو حجتهم على المعتزلة والة في قولهم إن الله في كل مكان وليس على العرش والدليل على صحة ما قال أهل الحق في ذلك قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى) وقوله تعالى (ثم استوى على العرش ما لكم من دونه ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون ) وقوله تعالى (ثم استوى إلى السماء وهي دخان) وقوله تعالى (إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) وقوله تبارك اسمه (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقوله تعالى ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) وقوله تعالى ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) وقوله تعالى ( فسبح اسم ربك الأعلى) وهذا من العلو وكذلك قوله (العلي العظيم ) و ( الكبير المتعال ) و ( رفيع الدرجات ذو العرش ) و (يخافون ربهم من فوقهم ) وال يقول إنه أسفل وقوله تعالى (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) وقوله ( تعرج الملائكة والروح إليه ) والعروج هو الصعود (وقوله تعالى ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) وقوله تعالى (بل رفعه الله إليه ) وقوله تعالى (فالذين عند ربك يسبحون له ) وقوله تعالى ( ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه ) والعروج هو الصعود وأما قوله (أأمنتم من في السماء ) فمعناه من على السماء يعني على العرش وقد يكون في بمعنى على ألا ترى إلى قوله تعالى ( فسيحوا في الأرض ) أي على الأرض وكذلك قوله تعالى (ولاصلبنكم في جذوع النخل ) وهذا كله يعضده قوله تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه) وما كان مثله مما تلونا من الآيات في هذا الباب وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قول المعتزلة .

      قول الإمام أبي بكر محمد بن وهب المالكي شارح رسالة ابن أبي زيد من المشهورين بالفقه والسنة رحمه الله تعالى

      قال في شرحه للرسالة ومعنى فوق وعلا واحد بين جميع العرب في كتاب الله تعالى وسنة رسوله وتصديق ذلك قوله تعالى ( ثم استوى على العرش الرحمن ) وقال تعالى ( الرحمن على العرش استوى) وقال تعالى في وصف خوف الملائكة (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) وقال تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ونحو ذلك كثير وقال رسول الله للأعجمية أين الله فأشارت إلى السماء ووصف النبي أنه عرج به من الأرض إلى السماء ثم من سماء إلى سماء إلى سدرة المنتهى ثم إلى ما فوقها حتى لقد قال سمعت صريف الأقلام ولما فرضت الصلوات جعل كلما هبط من مكانه تلقاه موسى عليه السلام في بعض السموات وأمره بسؤال التخفيف عن أمته فرجع صاعدا مرتفعا إلى الله سبحانه وتعالى يسأله حتى انتهت إلى خمس صلوات وتمام كلامه:

      قال وأما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته فإن معنى فوق وعلا عند جميع العرب واحد وفي كتاب الله وسنة رسوله تصديق ذلك ثم ساق الآيات في إثبات العلو وحديث الجارية إلى أن قال وقد تأتي في لغة العرب بمعنى فوق وعلى ذلك قوله تعالى (فامشوا في مناكبها) يريد فوقها وعليها وكذلك قوله تعالى ( ولأصلبنكم في جذوع النخل) يريد عليها وقال تعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) الآيات قال أهل التأويل العالمون بلغة العرب يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عن جماعة ممن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة رضي الله عنهم مما فهموه عن النبي أن الله في السماء بمعنى فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه المجيد بذاته ثم أنه بين أن علوه على عرشه إنما هو بذاته لأنه بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته إذ لا تحويه الأماكن لأنه أعظم منها وقد كان ولا مكان ولم يحل بصفاته عما كان إذ لا تجري عليه الأحوال لكن علوه في استوائه على عرشه هو عندنا بخلاف ما كان قبل أن يستوي على العرش لأنه قال (ثم استوى على العرش ) وثم أبدا لا يكون إلا لاستئناف فعل يصير بينه وبين ما قبله فسحة إلى أن قال وقوله (على العرش استوى ) فإنما معناه عند أهل السنة على غير الاستيلاء والقهر والغلبة والملك الذي ظنته المعتزلة ومن قال بقولهم إنه بمعنى الاستيلاء وبعضهم يقول إنه على المجاز دون الحقيقة قال ويبين سوء تأويلهم في استوائه على عرشه على غير ما تأولوه من الاستيلاء وغيره ما قد علمه أهل العقول أنه لم يزل مستوليا على جميع مخلوقاته بعد اختراعه لها وكان العرش وغيره في ذلك سواء فلا معنى لتأويلهم بإفراد العرش بالاستواء الذي هو في تأويلهم الفاسد استيلاء وملك وقهر وغلبة قال وكذلك بين أيضا أنه على الحقيقة بقوله عز وجل ( ومن أصدق من الله قيلا ) فلما رأى المنصفون أفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه وتخصيصه بصفة الاستواء علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه فأقروا بصفة الاستواء على عرشه وأنه على الحقيقة لا على المجاز لأنه الصادق في قيله ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله إذ ليس كمثله شيء من الأشياء



      فائدة قال الذهبي ـ بعد أن أورد قول ابن أبي زيد القيرواني [وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته وأنه في كل مكان بعلمه :' قد تقدم مثل هذه العبارة عن أبي جعفر بن أبي شيبة وعثمان بن سعيد الدارمي ، وكذلك أطلقها يحى بن عمار واعظ سجستان في ' رسالته ' ، والحافظ أبو نصر الوائلي السجزي في كتاب ( الإبانة ) له . وكذلك أطلقها ابن عبالبر ، وأحمد بن ثابت الطرقي الحافظ ، والشيخ عبدالقادر الجيلي ، والمفتي عبد العزيز القحيطي وظائفة ، وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا وبين كونه تعالى فوق العرش فهو كما قال ومعنا بالعلم وأنه على العرش كما أعلمنا ، وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الاسلام )

      بإيجاز من كتاب ' العلو ' ص 171 ـ 172 ..




      قول الإمام أبي القاسم عبد الله بن خلف المقري الأندلسي رحمه الله

      قال في الجزء الأول من كتاب الاهتداء لأهل الحق والاقتداء من تصنيفه من شرح المخلص للشيخ أبي الحسن القابسي رحمه الله تعالى عن مالك عن ابن شهاب عن أبي عبد الله الأغر وعن أبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له في هذا الحديث دليل على أنه تعالى في السماء على العرش فوق سبع سموات من غير مماسة ولا تكييف كما قال أهل العلم ودليل قولهم أيضا من القرآن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى ( ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع) وقوله تعالى ( إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) وقوله تعالى ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) وقوله تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه وقوله تعالى لعيسى عليه الصلاة والسلام ( إني متوفيك ورافعك إلي ) وقوله تعالى ( ليس له دافع من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه ) والعروج هو الصعود وقال مالك بن أنس الله عز وجل في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان يريد والله أعلم بقوله في السماء على السماء كما قال تعالى (ولأصلبنكم في جذوع النخل ) وكما قال تعالى (أأمنتم من في السماء ) أي من على السماء يعني على العرش وكما قال تعالى (فسيحوا في الأرض ) أي على الأرض وقيل لمالك الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال مالك رحمه الله تعالى لقائله استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء قال أبو عبيدة في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى) أي علا قال وتقول العرب استويت فوق الدابة وفوق البيت وكل ما قدمت دليل واضح في إبطال قول من قال بالمجاز في الاستواء وإن استوى بمعنى استولى لأن الاستيلاء في اللغة المغالبة وأنه لا يغالبه أحد ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز إذ لا سبيل إلى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا سبحانه وتعالى الأعلى ذلك وإنما يوجه كلام الله تعالى على الأشهر والأظهر من وجوهه ما لم يمنع ذلك ما يوجب له التسليم ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ما ثبت شيء من العبادات وجل الله تعالى أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب من معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين والاستواء معلوم في اللغة وهو العلو والارتفاع والتمكن

      ومن الحجة أيضا في أن الله سبحانه وتعالى على العرش فوق السموات السبع أن الموجودين أجمعين إذا كر بهم أمر رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون الله ربهم وقوله للأمة التي أراد مولاها أن يعتقها أين الله فأشارت إلى السماء ثم قال لها من أنا قالت أنت رسول الله قال اعتقها فإنها مؤمنة فاكتفى رسول الله منها برفع رأسها إلى السماء ودل على ما قدمناه أنه على العرش والعرش فوق السموات السبع ودليل قولنا أيضا قول أمية بن أبي الصلت في وصف الملائكة

      وساجدهم لا يرفع الدهر رأسه يعظم ربا فوقه ويمجد
      فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ومن هو فوق العرش فرد موحد
      مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد

      وقوله تعالى (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فاطلع إلى إله موسى ) فدل على أن موسى عليه الصلاة والسلام كان يقول إلهي في السماء وفرعون يظنه كاذبا فإن احتج أحد علينا فيما قدمناه وقال لو كان كذلك لأشبه المخلوقات لأن ما أحاطت به الأمكنة واحتوته فهو مخلوق فشيء لا يلزم ولا معنى له لأنه تعالى ليس كمثله شيء من خلقه ولا يقاس بشيء من بريته ولا يدرك بقياس ولا يقاس بالناس كان قبل الأمكنة ثم يكون بعدها لا إله إلا هو خالق كل شيء لا شريك له .

      وقد اتفق المسلمون وكل ذي لب أنه لا يعقل كائن إلا في مكان ما وما ليس في مكان فهو عدم وقد صح في العقول وثبت بالدلائل أنه كان في الأزل لا في مكان وليس بمعدوم فكيف يقاس على شيء من خلقه أو يجري بينهم وبينه تمثيل أو تشبيه تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا .

      فإن قال قائل إذا وصفنا ربنا تعالى أنه كان في الأزل لا في مكان ثم خلق الأماكن فصار في مكان ففي ذلك إقرار منا فيه بالتغيير والانتقال إذا زال عن صفته في الأزل وصار في مكان دون مكان .

      قيل له وكذلك زعمت أنت أنه كان لا في مكان ثم صار في كل مكان فنقل صفته من الكون لا في مكان إلى صفة هي الكون في كل مكان فقد تغير عندك معبود وانتقل من لا مكان إلى كل مكان فإن قال إنه كان في الأزل في كل مكان لما هو الآن فقد أوجب الأماكن والأشياء معه في أزليته وهذا فاسد

      فإن قال فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان قيل له أما الانتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه لأن كونه في الأزل لا يوجب مكانا وكذلك نقلته لا توجب مكانا وليس في ذلك كالخلق لأن كونه يوجب مكانا من الخلق ونقلته توجب مكانا ويصير منتقلا من مكان إلى مكان والله تعالى ليس كذلك ولكنا نقول استوى من لا مكان إلى مكان ولا نقول انتقل وإن كان المعنى في ذلك واحدا كما نقول له عرش ولا نقول له سرير ونقول هو الحكيم ولا نقول هو العاقل ونقول خليل إبراهيم ولا نقول صديق إبراهيم وإن كان المعنى في ذلك واحدا لأنا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمي به نفسه على ما تقدم ولا ندفع ما وصف به نفسه لأنه دفع للقرآن وقد قال الله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) وليس مجيئه حركة ولا زوالا ولا ابتدالا لأن ذلك إنما يكون إذا كان الجائي جسما أو جوهرا فلما ثبت أنه ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض لم يجب أن يكون مجيئه حركة ولا نقلا ولو اعتبرت ذلك بقولهم جاءت فلانا قيامته وجاءه الموت وجاءه المرض وشبه ذلك مما هو وجود نازل به لا مجيء ، لبان لك وبالله العصمة والتوفيق .

      فإن قال أنه لا يكون مستويا على مكان إلا مقرونا بالكيف قيل له قد يكون الاستواء واجبا والتكييف مرتفع وليس رفع التكييف يوجب رفع الاستواء ولو الزم هذا لزم التكييف في الأزل ولا يكون كائنا في مكان ولا مقرونا بالتكييف فإن قال إنه كان ولا مكان وهو غير مقرون بالتكييف وقد عقلنا وأدركنا بحواسنا أن لنا أرواحا في أبداننا ولا نعلم كيفية ذلك وليس جهلنا بكيفية الأرواح يوجب أن ليس لنا أرواح وكذلك ليس جهلنا بكيفيته على عرشه يوجب أنه ليس على عرشه .

      وقد روي عن أبي رزين العقيلي قال قلت يا رسول الله أين كان ربنا تبارك وتعالى قبل أن يخلق السموات والأرض قال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء . قال أبو القاسم العماء ممدود وهو السحاب والعمى مقصور الظلمة وقد روى الحديث بالمد والقصر فمن رواه بالمد فمعناه عنده كان في عماء سحاب ما تحته وما فوقه هواء والهاء راجعة على العماء ومن رواه بالقصر فمعناه عنده كان في عمى عن خلقه لأنه من عمي عن شيء فقد أظلم عنه قال سنيد بسنده عن مجاهد قال إن بين العرش وبين الملائكة لسبعين حجابا من نور وحجابا من ظلمة وروى أيضا سنيد بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ما بين السماء إلى الأرض مسيرة خمسمائة عام وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام والعرش على الماء والله سبحانه وتعالى على العرش ويعلم أعمالكم وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضا أنه فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم قال أبو القاسم يريد فوق العرش لأن العرش آخر المخلوقات ليس فوقه مخلوق فالله تعالى أعلى المخلوقات دون تكييف ولا مماسة .

      ولا أعلم في هذا الباب حديثا مرفوعا إلا حديث عبد الله بن عميرة عن الأحنف عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أن رسول الله نظر إلى سحابة فقال ما تسمون هذه قالوا السحاب قال والمزن قالوا والمزن قال والعنان قالوا نعم قال كم ترون بينكم وبين السماء قالوا لا ندري قال بينكم وبينه إما واحد أو إثنان أو ثلاث وسبعون سنة والسماء فوقها كذلك بينهما مثل ذلك حتى عد سبع سموات ثم فوق السماء السابعة بحر أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله تعالى إلى فوق ذلك هذا حديث حسن صحيح أخرجه داود

      قول الإمام أبي عبد الله محمد بن عيسى المالكي المشهور بأبن أبي زمنين رحمه الله تعالى

      قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة باب الإيمان بالعرش ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه في قوله عز وجل ( الرحمن على العرش استوى) وفي قوله تعالى ( ثم استوى على العرش ) يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وذكر حديث أبي رزين العقيلي قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات والأرض قال كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ثم خلق عرشه على الماء ثم ذكر الآثار في ذلك إلى أن قال باب الإيمان بالحجب قال ومن قول أهل السنة أن الله تعالى بائن من خلقه محتجب عنهم بالحجب تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا إلى أن قال باب الإيمان بالنزول قال ومن قول أهل السنة أن الله ينزل إلى سماء الدنيا وذكر حديث النزول ثم قال وهذا الحديث يبين أن الله تعالى على عرشه في السماء دون الأرض وهو أيضا بين في كتاب الله تعالى وتقدس وفي غير ما حديث عن رسول الله قال الله عز وجل يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه وساق الآيات في العلو وذكر من طريق مالك قول النبي أين الله ثم قال والحديث في مثل هذا كثير

      قول القاضي عبد الوهاب إمام المالكية بالعراق

      من كبار أهل السنة رحمهم الله تعالى صرح بأن الله سبحانه استوى على عرشه بذاته نقله شيخ الإسلام عنه في غير موضع من كتبه ونقله عنه القرطبي في شرح الأسماء الحسنى
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • ذكر قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى وقدس روحه ونور ضريحه

      قال الإمام ابن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي حدثنا أبو شعيب وأبو ثور عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى قال القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الاقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء قال عبد الرحمن وحدثنا يونس بن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقول وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به فقال لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه أمته لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله القول بها فيما روى عنه العدول فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر أما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر ولا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه بها وتثبت هذه الصفات وينفي عنها التشبيه فما نفى التشبيه عن نفسه فقال ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

      وصح عن الشافعي أنه قال خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه حق قضاها الله في سمائه وجمع عليها قلوب عباده ومعلوم أن المقضي في الأرض والقضاء فعله سبحانه وتعالى المتضمن لمشيئته وقدرته وقال في خطبة رسالته الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به خلقه فجعل صفاته سبحانه إنما تتلقى بالسمع قال يونس بن عبد الأعلى قال لي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه الأصل قرآن وسنة فإن لم يكن فقياس عليهما وإذا اتصل الحديث عن رسول الله وصح الإسناد منه فهو سنة والاجماع أكبر من الخبر الفرد والحديث على ظاهره وإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره فهو أولاها به قال الخطيب في الكفاية أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب حدثنا أبو حاتم الرازي حدثني يونس ابن عبد الأعلى فذكره

      قول صاحبه إمام الشافعية في وقته أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني

      في رسالته في السنة التي رواها أبو طاهر السلفي عنه بإسناده ونحن نسوقها كلها بلفظها بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياكم بالتقوى ووفقنا وإياكم لموافقة الهدى أما بعد فإنك سألتني أن أوضح لك من السنة أمرا تصبر نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك شبه الأقاويل وزيغ محدثات الضالين وقد شرحت لك منهاجا موضحا لم آل نفسي وإياك فيه نصحا بدأت فيه بحمد الله ذي الرشد والتسديد .

      [ العلو ]

      عال على عرشه في مجده بذاته "1" وهو دان بعلمه من خلقه أحاط علمه بالأمور وأنفذ في خلقه سابق المقدور وهو الجواد الغفور و {ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)


      [ القضاء والقدر ]

      فالخلق عاملون بسابق علمه ونافذون لما خلقهم له من خير وشر لا يملكون لأنفسهم نفعا من الطاعة ولا يجدون إلى صرف المعصية عنها دفعا.

      [الملائكة ]

      خلق الخلق بمشيئته من غير حاجة كانت به فخلق الملائكة جميعا لطاعته وجبلهم على عبادته فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون وطائفة منهم حول عرشه يسبحون وآخرون بحمده يقدسون واصطفى منهم رسلا إلى رسله وبعض مدبرون لأمره .



      [آدم ـ عليه السلام ـ ]

      ثم خلق آدم بيده وأسكنه جنته وقبل ذلك للأرض خلقه ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه بأكلها ثم ابتلاه بها نهاه عنه منها ثم سلط عليه عدوه فأغواه عليها وجعل أكله للهبوط إلى الأرض سببا فما وجد إلى ترك أكلها سبيلا ولا عنه لها مذهبا .

      [الجنة والنار ]

      ثم خلق للجنة من ذريته أهلا فهم بأعمالها بمشيئته عاملون وبقدرته وبإرادته ينفذون .

      وخلق من ذريته للنار أهلا فخلق لهم أعينا لا يبصرون بها وآذانا لا يسمعون بها وقلوبا لا يفقهون بها فهم بذلك عن الهدى محجوبون وهم بأعمال أهل النار بسابق قدره يعملون

      [الإيمان ]

      والإيمان قول وعمل مع اعتقاد بالجنان ، وقول باللسان وعمل بالجوارح والأركان ، وهما شيئان ونظامان وقرينان لا نفرق بينهما لا إيمان إلا بعمل ولا عمل إلا بإيمان .

      والمؤمنون في الإيمان متفاضلون وبصالح الأعمال هم متزايدون ولا يخرجون من الإيمان بالذنوب ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان ولا يوجب لمحسنهم غير ما أوجب له النبي ولا يشهد على مسيئهم بالنار .


      [ القرآن ]



      والقرآن كلام الله عز وجل ومن الله وليس بمخلوق فيبيد"1"……………………………ــــــــ

      "1"

      وقد قال أبوعوانة : دخلت على أبي إبراهيم المزني في مرضه الذي مات فيه ، فقلت له : ما قولك في القرآن ؟ فقال : كلام الله غير مخلوق . فقلت : هلا قلت قبل هذا ؟ قال :لم يزل هذا قولي ، وكرهت الكلام فيه لأن الشافعي كان ينهى عن الكلام فيه ، يعني البحث والجدال في ذلك : أخرجه الحاكم في ترجمة أبي عوانة ، قال ـ أي الحاكم ـ : سمعت يحي بن منصور القاضي يقول : سمعت أبا عوانة ـ رحمه الله ـ به . كذا في

      " العلو " ص 157 قال الألباني في " مختصره " ص 233 : الإسناد جيد "

      وانظر مبحث دفع فرية عن الإمام المزني ص24 ـ 29 ……………………………………………………………………………………….

      [ الصفات ]

      وكلمات الله وقدرة الله ونعته وصفاته كلها غير مخلوقات دائمات أزلية ليست بمحدثات فتبيد ولا كان ربنا ناقصا فيزيد .

      جلت صفاته عن شبه المخلوقين وقصرت عنه فطن الواصفين قريب بالإجابة عند السؤال بعيد بالتعزز لا ينال .

      عال على عرشه بائن "1"من خلقه موجود ليس بمعدوم ولا مفقود .

      …………….
      ـــــــــ

      "1"

      قال الذهبي في العلو ص 135ـ بعد هذا ـ :" وذكر سائر المعتقد ".

      واعلم أن لفطة " بائن " كثر ورودها في عقيدة السلف في قولهم : " هو تعالى على عرشه بائن من خلقه " وحكاها أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان عن العلماء في جميع الأمصار ، وإنما نطق العلماء بهاتين اللفظتين : " بذاته " و " بائن " ـ بعد أن لم تكونا معروفتين في عهد الصحابة رضي الله عنهم ـ لما ابتدع الجهم وأتباعه القول بأن الله في كل مكان ، فاقتضت ضرورة البيان أن يتلفظ الأئمة الأعلام بلفظ " بائن " دون أن ينكره أحد منهم . انظر " مختصر العلو " ص 18 للعلامة الألباني " رحمه الله "


      [الآجال ]

      والخلق ميتون بآجالهم عند نفاد أرزاقهم وانقطاع آثارهم .

      [ القبر ]

      ثم هم بعد الضغطة في القبور مسؤولون .

      [ النشور والحساب ]

      وبعد البلى منشورون ويوم القيامة إلى ربهم محشورون وعند العرض عليه محاسبون بحضرة الموازين ونشر صحف الدواوين أحصاه الله ونسوه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة لو كان غير الله عز وجل الحاكم بين خلقه .

      فالله يلي الحكم بينهم بعدله بمقدار القائلة في الدنيا وهو أسرع الحاسبين كما بدأه لهم له شقاوة وسعادة يومئذ يعودون فريق في الجنة وفريق في السعير .

      [ أهل الجنة ]

      وأهل الجنة يومئذ يتنعمون وبصنوف اللذات يتلذذون وبأفضل الكرامة يحبرون .

      [ الرؤية ]

      فهم حينئذ إلى ربهم ينظرون لا يمارون في النظر إليه ولا يشكون فوجوههم بكرامته ناضرة وأعينهم بفضله إليه ناظرة في نعيم دائم مقيم (لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) (أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار) .

      وأهل الجحد عن ربهم يومئذ لمحجوبون وفي النار لمسجورون (لبئس ما قدمت لهم أنفسهم إن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ) إلا من شاء الله إخراجه من الموحدين منها



      [طاعة الأئمة والأمراء ومنع الخروج عليهم ]

      والطاعة لأولي الأمر فيما كان عند الله عز وجل مرضيا واجتناب ما كان مسخطا .

      وترك الخروج عند تعديهم وجورهم والتوبة إلى الله عز وجل كيما يعطف بهم على رعيتهم .



      [ الإمساك عن تكفير أهل القبلة ]

      والإمساك عن تكفير أهل القبلة والبراءة منهم فيما أحدثوا ما لم يبتدعوا ضلالة فمن ابتدع منهم ضلالة كان على أهل القبلة خارجا ومن الدين مارقا ويتقرب إلى الله بالبراءة منه ويهجر ويتجنب عدته فهي أعدى من غدة الجرب .



      [ الصحابة ]

      ويقال بفضل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه فهو أفضل الخلق وأخيرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ونثني بعده بالفاروق وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهما وزيرا رسول الله صلى الله عليه وسلم وضجيعاه في قبره وجليسه في الجنة ونثلث بذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم بذي الفضل والتقى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .

      ثم الباقين من العشرة الذين أوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة ونخلص لكل رجل منهم من المحبة بقدر الذي أوجبه له رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفضيل ثم لسائر أصحابه من بعدهم رضي الله عنهم أجمعين .

      ويقال بفضلهم ويذكرون بمحاسن أفعالهم ويمسك عن الخوض فيما شجر بينهم وهم خيار أهل الأرض بعد نبيهم ارتضاهم الله عز وجل لنبيه وجعلهم أنصارا لدينه فهم أئمة الدين وأعلام المسلمين رضي الله عنهم أجمعين

      [الصلاة وراء الأئمة والجهاد معهم والحج ]

      ولا تترك حضور صلاة الجمعة وصلاة مع بر هذه الأمة وفاجرها ما كان من البدعة بريا فإن ابتدع ضلالا فلا صلاة خلفه والجهاد مع كل إمام عدل أو جائر والحج



      [ قصر الصلاة والاختيار بين الصيام والإفطار في الأسفار ]

      وقصر الصلاة في الأسفار والتخيير فيه بين الصيام والإفطار



      [اجتماع أئمة الهدى الماضيين على هذه المقالات ]

      هذه مقالات اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضا وجانبوا التكلف فيما كفوا فسددوا بعون الله ووفقوا لم يرغبوا عن الاتباع فيقصروا ولم يجاوزوا فيعتدوا فنحن بالله واثقون وعليه متوكلون واليه في اتباع آثارهم راغبون

      [المحافظة على أداء الفرائض والرواتب واجتناب المحرمات ]

      فهذا شرح السنة تحريت كشفها وأوضحته فمن وفقه الله للقيام بما أبنته مع معونته له بالقيام على أداء فرائضه بالاحتياط في النجاسات وإسباغ الطهارات على الطاعات وأداء الصلوات على الاستطاعات وإيتاء الزكاة على أهل الجدات والحج على أهل الجدة والاستطاعات وصيام شهر رمضان لأهل الصحات وخمس صلوات سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم والوتر في كل ليلة وركعتا الفجر وصلاة الفطر والنحر وصلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء واجتناب المحارم والاحتراز من النميمة والكذب والغيبة والبغي بغير الحق وان يقول على الله ما لا يعلم كل هذه كبائر محرمات والتحري في المكاسب والمطاعم والمحارم والمشارب والملابس واجتناب الشهوات فإنها داعية لركوب المحرمات فمن رعى حول الحمى فإنه يوشك أن يقع في الحمى فمن يسر لهذا فإنه من الدين على هدى ومن الرحمن على رجاء وفقنا الله وإياك إلى سبيله الأقوم بمنه الجزيل الأقدم وجلاله العلي الأكرم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى من قرأ علينا السلام ولا ينال سلام الله تعالى الضالون والحمد لله رب العالمين .

      قول إمام الشافعية في وقته أبي العباس بن سريج رحمه الله تعالى

      ذكر أبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني في جوابات المسائل التي سئل عنها بمكة فقال
      الحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وعلى كل حال وصلى الله على محمد المصطفى وعلى الأخيار الطيبين من الأصحاب والآل سألت أيدك الله تعالى بتوفيقه بيان ما صح لدي وتأدى حقيقته إلى من سلك مذهب السلف وصالحي الخلف في الصفات الواردة في الكتاب المنزل والسنة المنقولة بالطرق الصحيحة برواية الثقات الأثبات عن النبي بوجيز من القول واختصار في الجواب فاستخرت الله سبحانه وتعالى وأجبت عنه بجواب بعض الأئمة الفقهاء وهو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج رحمه الله تعالى وقد سئل عن مثل هذا السؤال فقال أقول وبالله التوفيق :

      حرام على العقول أن تمثل الله سبحانه وتعالى وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقع وعلى الضمائر أن تعمق وعلى النفوس أن تفكر وعلى الأفكار أن تحيط وعلى الألباب أن تصف إلا ما وصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله وقد صح وتقرر واتضح عند جميع أهل الديانة والسنة والجماعة من السلف الماضين والصحابة والتابعين من الأئمة المهتدين الراشدين المشهورين إلى زماننا هذا أن جميع الآي الواردة عن الله تعالى في ذاته وصفاته والأخبار الصادقة الصادرة عن رسول الله في الله وفي صفاته التي صححها أهل النقل وقبلها النقاد الأثبات يجب على المرء المسلم المؤمن الموفق الإيمان بكل واحد منه كما ورد وتسليم أمره إلى الله سبحانه وتعالى كما أمر ذلك مثل قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ) وقوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) وقوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ) ونظائرها مما نطق به القرآن كالفوقية والنفس واليدين والسمع والبصر والكلام والعين والنظر والإرادة والرضى والغضب والمحبة والكراهة والعناية والقرب والبعد والسخط والاستحياء والدنو كقاب قوسين أو أدنى وصعود الكلام الطيب اليه وعروج الملائكة والروح إليه ونزول القرآن منه وندائه الأنبياء عليهم الصلاة السلام وقوله للملائكة وقبضه وبسطه وعلمه ووحدانيته وقدرته ومشيئته وصمدانيته وفردانيته وأوليته وآخريته وظاهريته وباطنيته وحياته وبقائه وأزليته وأبديته ونوره وتجليه والوجه وخلق آدم عليه السلام بيده ونحو قوله تعالى ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) وقوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) وسماعه من غيره وسماع غيره منه وغير ذلك من صفاته المتعلقة به المذكورة في الكتاب المنزل على نبيه وجميع ما لفظ به المصطفى من صفاته كغرسه جنته الفردوس بيده وشجرة طوبى بيده وخط التوراة بيده والضحك والتعجب ووضعه القدم على النار فتقول قط قط وذكر الأصابع والنزول كل ليلة إلى سماء الدنيا وليلة الجمعة وليلة النصف من شعبان وليلة القدر وكغيرته وفرحه بتوبة العبد واحتجابه بالنور وبرداء الكبرياء وأنه ليس بأعور وأنه يعرض عما يكره ولا ينظر إليه وأن كلتا يديه يمين واختيار آدم قبضة اليمنى وحديث القبضة وله كل يوم كذا وكذا نظرة في اللوح المحفوظ وأنه يوم القيامة يحثو ثلاث حثيات من جهنم فيدخلهم الجنة ولما خلق آدم عليه الصلاة والسلام مسح ظهره بيمينه فقبض قبضة فقال هؤلاء للجنة ولا أبالي أصحاب اليمين وقبض قبضة أخرى وقال هذه للنار ولا أبالي أصحاب الشمال ثم ردهم في صلب آدم وحديث القبضة التي يخرج بها من النار قوما لم يعملوا خيرا قط عادوا حمما فيلقون في نهر من الجنة يقال له نهر الحياة وحديث خلق آدم على صورته وقوله لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن وإثبات الكلام بالحرف والصوت وباللغات وبالكلمات وبالسور وكلامه تعالى لجبريل والملائكة ولملك الأرحام وللرحم ولملك الموت ولرضوان ولمالك ولآدم ولموسى ولمحمد وللشهداء وللمؤمنين عند الحساب وفي الجنة ونزول القرآن إلى سماء الدنيا وكون القرآن في المصاحف وما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن وقوله الله أشد اذنا لقارئ القرآن من صاحب القينة إلى قينته وأن الله سبحانه يحب العطاس ويكره التثاؤب وفرغ الله من الرزق والأجل وحديث ذبح الموت ومباهات الله تعالى وصعود الأقوال والأعمال والأرواح إليه وحديث معراج الرسول ببدنه وبيان نفسه ونظره إلى الجنة والنار وبلوغه إلى العرش إلى أن لم يكن بينه وبين الله تعالى إلا حجاب العزة وعرض الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام وعرض أعمال الأمة عليه وغير هذا مما صح عنه من الأخبار المتشابهة الواردة في صفات الله سبحانه ما بلغنا وما لم يبلغنا مما صح عنه اعتقادنا فيه

      وفي الآي المتشابهة في القرآن أن نقبلها ولا نردها ولا نتأولها بتأويل المخالفين ولا نحملها على تشبيه المشبهين ولا نزيد عليها ولا ننقص منها ولا نفسرها ولا نكفيها ولا نترجم عن صفاته بلغة غير العربية ولا نشير إليها بخواطر القلوب ولا بحركات الجوارح بل نطلق ما أطلقه الله عز وجل ونفسر ما فسره النبي وأصحابه والتابعون والأئمة المرضيون من السلف المعروفين بالدين والأمانة ونجمع على ما أجمعوا عليه ونمسك عن ما أمسكوا عنه ونسلم الخبر الظاهر والآية الظاهرة تنزيلها لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والة والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل ونقول الإيمان بها واجب والقول بها سنة وابتغاء تأويلها بدعة آخر كلام أبي العباس بن سريج الذي حكاه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني في أجوبته ثم ذكر باقي المسائل وأجوبتها

      قول الإمام حجة الإسلام أبي أحمد ابن الحسين الشافعي المعروف بابن الحداد رحمه الله تعالى

      قال الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما أما بعد فإنك وفقك الله تعالى لقول السداد وهداك إلى سبيل الرشاد سألتني عن الاعتقاد الحق والمنهج الصدق الذي يجب على العبد المكلف اعتقاده ويعتمده فأقول والله الموفق للصواب الذي يجب على العبد اعتقاده ويلزمه في ظاهره وباطنه اعتماده ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله وإجماع الصدر الأول من علماء السلف وأئمتهم الذين هم أعلام الدين وقدوة من بعدهم من المسلمين وذلك أن يعتقد العبد ويقر ويعترف بقلبه ولسانه أن الله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا إله سواه ولا معبود إلا إياه ولا شريك له ولا نظير له ولا وزير له ولا ظهير له ولا سمي له ولا صاحبة له ولا ولد له قديم أبدي أزلي أول من غير بداية وآخر من غير نهاية موصوف بصفات الكمال من الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والبقاء والبهاء والجمال والعظمة والجلال والمن والإفضال لا يعجزه شيء ولا يشبهه شيء ولا يعزب عن علمه شيء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين منزه عن كل نقص وآفة مقدس عن كل عيب وعاهة الخالق الرازق المحيي المميت الباعث الوارث الأول الآخر الظاهر الباطن الطالب الغالب المثيب المعاقب الغفور الشكور قدر كل شيء وقضاه وأبرمه وأمضاه من خير وشر ونفع وضر وطاعة وعصيان وعمد ونسيان وعطاء وحرمان لا يجري في ملكه مالا يريد عدل في أقضيته غير ظالم لبريته لا راد لأمره ولا معقب لحكمه رب العالمين إله الأولين والآخرين مالك يوم الدين ليس كمثله شيء وهو السميع البصير نصفه بما وصف به نفسه في كتابه العظيم وعلى لسان رسوله الكريم لا نجاوز ذلك ولا نزيد بل نقف عنده وننتهي اليه ولا ندخل فيه برأي ولا قياس لبعده عن الإشكال والإجناس ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون وأنه سبحانه مستو على عرشه وفوق جميع خلقه كما أخبر في كتابه وعلى ألسنة رسله من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تحريف ولا تأويل وكذلك كل ما جاء من الصفات نمره كما جاء من غير مزيد عليه ونقتدي في ذلك بعلماء السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ونسكت عما سكتوا عنه ونتأول ما تأولوا وهم القدوة في هذا الباب أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ونؤمن بالقدر خيره وشره وحلوه ومره أنه من الله عز وجل لا معقب لما حكم ولا ناقض لما أبرم وأن أعمال العباد حسنها وسيئها خلق الله عز وجل ومقدورة منه عليهم لا خالق لها سواه ولا مقدر لها إلا إياه ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى لا يسئل عما يفعل وهم يسألون وأنه عدل في ذلك غير جائر لا يظلمهم مثقال ذرة وأن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما وكذلك الأرزاق والآجال مقدرة لا تزيد ولا تنقص ونؤمن ونقر ونشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيرته من انبيائه وأنه خاتم النبيين وسيد المرسلين أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ونؤمن أن كل كتاب أنزله الله تعالى حق وان كل رسول أرسله الله تعالى حق وأن الملائكة حق وان جبرائيل حق وميكائيل حق وإسرافيل حق وعزرائيل وحملة العرش والكرام الكاتبين من الملائكة حق وان الشياطين والجن حق وان كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء حق والعين حق والسحر له حقيقة وتأثير في الأجسام ومسألة منكر ونكير حق وفتنة القبر ونعيمه حق وعذابه حق والبعث بعد الموت حق وقيام الساعة والوقوف بين يدي الله تعالى يوم القيامة للحساب والقصاص والميزان حق والصراط حق والحوض والشفاعة التي خص بها نبينا يوم القيامة حق والشفاعة من الملائكة والنبيين والمؤمنين حق والجنة حق والنار حق وأنهما مخلوقتان لا يبيدان ولا يفنيان وخروج المؤمنين من النار بعد دخولها حق ولا يخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من إيمان وأهل الكبائر في مشيئة الله تعالى لانقطع عليهم بالنار بل نخاف عليهم ولا نقطع للطائعين بالجنة بل نرجو لهم وأن الإيمان قول باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالجوارح وأنه يزيد وينقص وأن المؤمنين يرون ربهم عز وجل في الآخرة من غير حجاب وأن الكفار عن رؤية ربهم عز وجل محجوبون وأن القرآن كلام الله رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب محمد خاتم النبيين أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا وأنه غير مخلوق وأن السور والآيات والحروف المسموعات والكلمات التامات التي أعجزت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ليس بمخلوق كما قال المعتزلي ولا عبارة كما قال الكلابي وأنه المتلو بالألسنة المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف المسموع لفظه المفهوم معناه لا يتعدد بتعدد الصدور والمصاحف والآيات لا يختلف باختلاف الحناجر والنغمات أنزله إذا شاء

      وهذا معنى قول السلف منه بدأ واليه يعود واللفظية الذين يقولون ألفاظنا بالقرآن مخلوقة مبتدعة ة عند الإمام أحمد والشافعي أخبرنا به الحسين بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم الطبري قال سمعت أحمد بن يوسف الشالنجي يقول سمعت أبا عبد الله الحسين ابن علي القطان يقول سمعت علي النجي يقول سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول من قال لفظي بالقرآن أو القرآن بلفظي مخلوق فهو .

      وحكي بهذا اللفظ عن أبي زرعة وعلي بن خشرم وغيرهم من أئمة السلف وأن الآيات التي تظهر عند قرب الساعة من الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام والدخان والدابة وطلوع الشمس من مغربها وغيرها من الآيات التي وردت بها الأخبار الصحاح حق وأن خير هذه الأمة القرن الأول وهم الصحابة رضي الله عنهم وخيرهم العشرة الذين شهد لهم رسول الله بالجنة وخير هؤلاء العشرة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم ونعتقد حب آل محمد وأزواجه وسائر أصحابه رضوان الله عليهم ونذكر محاسنهم وننشر فضائلهم ونمسك ألسنتنا وقلوبنا عن التطلع فيما شجر بينهم ونستغفر الله لهم ونتوسل إلى الله تعالى باتباعهم ونرى الجهاد والجماعة ماضيا إلى يوم القيامة والسمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين واجبا في طاعة الله تعالى دون معصيته لا يجوز الخروج عليهم ولا المفارقة لهم ولا نكفر أحدا من المسلمين بذنب عمله ولو كبر ولا ندع الصلاة عليهم بل نحكم فيهم بحكم رسول الله ونترجم على معاوية ونكل سريرة يزيد إلى الله تعالى وقد روي عنه أنه لما رأى رأس الحسين رضوان الله عليه قال لقد قتلك من كانت الرحم بينك وبينه قاطعة وتبرأ ممن قتل الحسين رضوان الله عليه وأعان عليه وأشار به ظاهرا وباطنا هذا اعتقادنا ونكل سريرته إلى الله تعالى

      [ التوحيد ]

      والعبارة الجامعة في باب التوحيد أن يقال إثبات من غير تشبيه ونفي من غير تعطيل قال الله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) والعبارة الجامعة في المتشابه من آيات الصفات أن يقال آمنت بما قال الله تعالى على ما أراده وآمنت بما قال رسول الله على ما أراده فهذا اعتقادنا الذي نتمسك به وننتهي إليه ونسأل الله تعالى أن يحيينا عليه ويميتنا عليه ويجعله وسيلتنا يوم الوقوف بين يديه إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين

      قول الإمام إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي

      صاحب كتاب الترغيب والترهيب وكتاب الحجة في بيان المحجة ومذهب أهل السنة وكان إماما للشافعية في وقته رحمه الله تعالى وجمع له أبو موسى المديني مناقب لجلالته قال في كتاب الحجة

      باب في بيان استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه

      قال الله تعالى (الرحمن على العرش استوى) وقال في آية أخرى ( وسع كرسيه السموات والأرض ) وقال (العلي العظيم ) وقال تعالى (سبح اسم ربك الأعلى ) قال أهل السنة الله فوق السموات لا يعلوه خلق من خلقه

      ومن الدليل على ذلك أن الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم ويدعونه ويرفعون اليه رؤسهم وأبصارهم (وقال عز وجل وهو القاهر فوق عباده ) وقال تعالى ( أأمنتم من في السماء أن يخسف الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير) والدليل على ذلك النصوص التي ذكر فيها نزول الرحمن (وقال )

      فصل

      في بيان أن العرش فوق السموات وإن الله سبحانه وتعالى فوق العرش في بيان أن العرش فوق السموات وأن الله سبحانه وتعالى فوق العرش ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه الذي في البخاري لما قضى الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي وبسط الاستدلال على ذلك بالسنة ثم قال قال علماء السنة أن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه وقالت المعتزلة هو بذاته في كل مكان وقالت الأشعرية الاستواء عائد إلى العرش قال ولو كان كما قالوا لكانت القراءة برفع العرش فلما كانت بخفض العرش دل على أنه عائد إلى الله سبحانه وتعالى (قال) وقال بعضهم استوى بمعنى استولى قال الشاعر

      قد استوى بشر على العرق من غير سيف ودم مهراق

      والاستيلاء لا يوصف به إلا من قدر على الشيء بعد العجز عنه والله تعالى لم يزل قادرا على الأشياء ومستوليا عليها ألا ترى أنه لا يوصف بشر بالاستيلاء على العراق وهو عاجز عنه قبل ذلك ثم حكى أبو القاسم عن ذي النون المصري أنه قيل له ما أراد الله سبحانه بخلق العرش قال أراد أن لا يتوه قلوب العارفين (قال) وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) قال هو على عرشه وعلمه في كل مكان ثم ساق الاحتجاج بالآثار إلى أن قال وزعم هؤلاء أن معنى الرحمن على العرش استوى أي ملكه وأنه لا اختصاص له بالعرش أكثر مما له بالأمكنة وهذا إلغاء لتخصيص العرش وتشريفه وقال أهل السنة خلق الله تعالى السموات وكان عرشه مخلوقا قبل خلق السموات والأرض ثم استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض على ما ورد به النص وليس معناه المماسة بل هو مستو على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه

      ( قال )وزعم هؤلاء أنه لا يجوز الإشارة إلى الله سبحانه بالرؤوس والأصابع إلى فوق فإن ذلك يوجب التحديد وقد أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى ونطق بذلك القرآن فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة لا علو الذات وعند المسلمين أن الله عز وجل علو الغلبة والعلو من سائر وجوه العلو لأن العلو صفة مدح فنثبت أن لله تعالى علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة وفي منعهم الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق خلاف منهم لسائر الملل لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق في الدعاء والسؤال واتفاقهم بأجمعهم على ذلك حجة ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق وقال تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم ) وقال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب ) وقال تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه) وأخبر تعالى عن فرعون أنه قال (يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السمرات فاطلع إلى إله موسى ) فكان فرعون قد فهم من موسى عليه الصلاة والسلام أنه يثبت إلها فوق السماء حتى رام بصرحه أن يطلع إليه واتهم موسى عليه الصلاة والسلام بالكذب في ذلك والة لا تعلم أن الله فوقها بوجود ذاته فهم أعجز فهما من فرعون بل وأضل

      وقد صح عن النبي أنه سأل الجارية ألتي أراد مولاها عتقها أين الله قالت في السماء وأشارت برأسها إلى السماء وقال من أنا فقالت أنت رسول الله فقال اعتقها فانها مؤمنة فحكم النبي بإيمانها حين قالت إن الله في السماء وحكم ال بكفر من يقول ذلك هذا كله كلام أبي القاسم التيمي رحمه الله تعالى .

      قول الإمام أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي (المعروف بابن الصلاح)

      الفقيه المحدث من أئمة أصحاب الشافعي من أقران البيهقي وأبي عثمان الصابوني وطبقتهما له كتاب في أصول الدين قال في أوله:

      الحمد لله الذي اصطفى الاسلام على الأديان وزين أهله بزينة الإيمان وجعل السنة عصمة أهل الهداية ومجانبتها إمارة أهل الغواية وأعز أهلها بالاستقامة ووصل عزهم بالقيامة وصلى الله على محمد وسلم وعلى آله أجمعين وبعد فإن الله تعالى لما جعل الإسلام ركن الهدى والسنة سبب النجاة من الردى ولم يجعل من ابتغى غير الإسلام دينا هاديا ولا من انتحل غير الإسلام نحلة ناجيا جمعت أصول السنة الناجي أهلها التي لا يسع الجاهل نكرها ولا العالم جهلها ومن سلك غيرها من المسالك فهر في أودية البدع هالك إلى أن قال ودعاني إلى جمع هذا المختصر في اعتقاد السنة على مذهب الشافعي وأصحاب الحديث إذ هم أمراء العلم وأئمة الإسلام قول النبي تكون البدع في آخر الزمان محنة فإذ كان كذلك فمن كان عنده علم فليظهره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على نبيه محمد ثم ساق الكلام في الصفات إلى أن قال :

      فصل

      ومن صفاته تبارك وتعالى فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بلا كيف ودليله قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى ( ثم استوى على العرش الرحمن) وقوله تعالى في خمس مواضع (ثم استوى على العرش ) وقوله تعالى في قصة عيسى عليه السلام (ورافعك إلي ) وساق إيات العلو ثم قال وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو على عرشه وعرشه فوق سبع سمواته ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته على عرشه بائن من خلقه وساق قول ابن خزيمة من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه قد استوى فوق سبع سمواته فهو كافر بإسناده من كتاب معرفة علوم الحديث ومن كتاب تاريخ نيسابور للحاكم .

      ثم قال وإمامنا في الأصول والفروع أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى ورضى عنه احتج في كتابه المبسوط على المخالف في مسألة اعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة وأن الرقبة الكافرة لا يصح التكفير بها بخبر معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء عن الكفارة وسأل النبي ليعرف أنها مؤمنة أم لا فقال لها أين ربك فأشارت إلى السماء إذ كانت أعجمية فقال لها من أنا فأشارت إليه وإلى السماء تعني أنك رسول الله الذي في السماء فقال اعتقها فإنها مؤمنة فحكم رسول الله بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية هذا لفظه .



      قول إمام الشافعية في وقته الإمام أبي بكر محمد بن محمود بن سورة التميمي فقيه نيسابور رحمه الله تعالى

      قال الحافظ عبد القادر الرهاوي أخبرنا أبو العلاء الحسن بن الحسين أحمد الحافظ قال سمعت الشيخ الفقيه أبا بكر محمد بن محمود بن سورة التميمي النيسابوري يقول لا أصلي خلف من ينكر الصفات ولا خلف من يقول بقول أهل الفساد ولا خلف من لم يثبت القرآن في المصحف ولا يثبت النبوة قبل الماء والطين إلى يوم الدين ولا يقر بأن الله تعالى فوق عرشه بائن من خلقه

      قال أبو جعفر وسمعته يقول للشيخ أبي المظفر السمعاني بنيسابور إن أردت أن يكون لك درجة الأئمة في الدنيا والآخرة فعليك بمذهب السلف الصالح وإياك أن تداهن في ثلاث مسائل مسألة القرآن ومسألة النبوة ومسألة استواء الرحمن على العرش باستدلال النص من القرآن والسنة المأثورة عن النبي حكاه الحافظ أبو منصور عبد الله بن محمد بن الوليد في كتاب إثبات العلو له قلت ونظير هذه المسائل الثلاث ما حكاه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال سمعت أحمد بن أميرجة القلانسي خادم شيخ الإسلام الأنصاري يقول حضرت مع شيخ الإسلام على الوزير أبي علي الحسن ابن علي الطوسي نظام الملك وكان أصحابه كلفوه بالخروج اليه ذلك بعد المحنة ورجوعه من بلخ فلما دخل عليه أكرمه وبجله وكان في العسكر أئمة من الفريقين فاتفقوا جميعا على أن يسألوه عن مسألة بين يدي الوزير يعنتونه بها فإن أجاب بما يجيب بهراة سقط من عين الوزير وإن لم يجب سقط من عين أصحابه وأهل مذهبه فلما دخل واستقر به المجلس انتدب له رجل من الجماعة فقال يأذن الشيخ الإمام في أن أسأل مسألة فقال سل فقال لم تلعن أبا الحسن الأشعري فسكت وأطرق الوزير لما علم من جوابه فلما كان بعد ساعة قال له الوزير أجبه فقال لا ألعن الأشعري وإنما ألعن من لم يعتقد أن الله في السماء وأن القرآن في المصحف وأن النبي اليوم نبي ثم قام وانصرف فلم يكن أحد أن يتكلم بكلمة من هيبته وصولته وصلابته فقال الوزير للسائل ومن معه هذا أردتم كنا نسمع أنه يذكر هذا بهراة فأجهدتم حتى سمعناه بآذاننا وما عسى أن أفعل به ثم بعث خلفه خلعا وصلة فلم يقبلها وخرج من فوره إلى هراة وهذا القول في النبوة بناء على أصل الة وأفراخهم أن الروح عرض من أعراض البدن كالحياة وصفات الحي مشروطة بها فإذا زالت بالموت تبعتها صفاته فزالت بزوالها ونجا متأخر وهم من هذا الإلزام وفروا إلى القول بحياة الأنبياء عليهم السلام في قبورهم فجعلوا لهم معادا يختص بهم قبل المعاد الأكبر إذ لم يمكنهم التصريح بأنهم لم يذوقوا الموت وقد أشبعنا الكلام على هذه المسالة واستيفاء الحجج لهم وبيان ما في ذلك في كتاب الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية

      قول أبي الحسين العمراني صاحب البيان فقيه الشافعية ببلاد اليمن رحمه الله تعالى

      له كتاب لطيف في السنة على مذهب أهل الحديث صرح فيه بمسألة الفوقية والعلو والاستواء حقيقة وتكلم الله عز وجل بهذا القرآن العربي المسموع بالآذان حقيقة وأن جبرائيل عليه الصلاة والسلام سمعه من الله سبحانه حقيقة وصرح فيه بإثبات الصفات الخبرية واحتج بذلك ونصره وصرح بمخالفة الة والنفاة.

      قول إمام الشافعية في وقته بل هو الشافعي الثاني أبي أحمد الاسفرائيني رحمه الله تعالى

      كان من كبار أئمة السنة المثبتين للصفات قال مذهبي ومذهب الشافعي رحمه الله تعالى وجميع علماء الأمصار أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ومن قال مخلوق فهو كافر وأن جبرائيل عليه السلام سمعه من الله عز وجل وحمله إلى محمد وسمعه النبي من جبرائيل عليه السلام وسمعه الصحابة رضي الله عنهم من محمد وأن كل حرف منه كالباء والتاء كلام الله عز وجل ليس بمخلوق ذكره في كتابه في أصول الفقه ذكره عند شيخ الإسلام في الأجوبة المصرية

      قال شيخنا رحمه الله وكان الشيخ أبو حامد يصرح بمخالفة القاضي أبي بكر بن الطيب في مسألة القرآن قال إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام السنة قال الشيخ الأنصاري سمعت يحيى بن عمار يقول أنبأنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول حدثنا جدي إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة قال نحن نؤمن بخبر الله سبحانه أن خالقنا مستو على عرشه لا نبدل كلام الله ولا نقول غير الذي قيل لنا كما قالت الة المعطلة أنه استولى على عرشه لا استوى فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم

      وقال في كتاب التوحيد باب ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى الفعال لما يشاء على عرشه وكان فوقه فوق كل شيء عاليا ثم ساق الأدلة على ذلك من القرآن والسنة ثم قال باب الدليل على أن الإقرار بأن الله فوق السماء من الإيمان ثم ساق حديث الجارية ثم قال باب ذكر أخبار ثابتة السند صحيحة القوام رواها علماء الحجاز والعراق عن النبي في نزول الرب سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا كل ليلة ثم قال نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب تبارك وتعالى من غير أن نصف الكيفية ثم ساق الأحاديث ثم قال باب كلام الله تعالى لكليمه موسى عليه الصلاة والسلام ثم ساق الأدلة على ذلك ثم قال باب صفة تكلم الله تعالى بالوحي وشدة خوف السموات منه وذكر صعقة أهل السموات وسجودهم ثم قال باب بيان أن الله سبحانه يكلم عباده يوم القيامة من غير ترجمان يكون بين الله تعالى وبين عباده ثم ذكر الأحاديث في ذلك ثم قال باب ذكر بيان الفرق بين كلام الله تعالى الذي به يكون خلقه وبين خلقه الذي يكون بكلامه ثم قال باب ذكر بيان أن الله تعالى ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيامة برهم وفاجرهم وإن رغمت أنوف الة المعطلة المنكرة لصفات الله سبحانه وتعالى وكتابه في السنة كتاب جليل

      قال أبو عبد الله الحاكم في علوم الحديث له وفي كتاب تاريخ نيسابور سمعت محمد بن صالح بن هانيء يقول سمعت إمام الأئمة أبا بكر بن خزيمة يقول من لم يقر بأن الله على عرشه استوى فوق سبع سمواته وأنه بائن من خلقه فهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على مزبلة لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة وأهل الذمة توفي الإمام ابن خزيمة سنة اثني عشر وثلاثمائة ذكره الشيخ أبو إسحق الشيرازي في طبقات الفقهاء أخذ الفقه عن المزني قال المزني ابن خزيمة هو أعلم بالحديث مني ولم يكن في وقته مثله في العلم بالحديثة الفقه جميعا وقال في كتابه فمن ينكر رؤية الله تعالى في الآخرة فهو عند المؤمنين شر من اليهود والنصارى والمجوس وليسوا بمؤمنين عند جميع المؤمنين

      قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني

      صرح بالفوقية بالذات فقال وهو فوق عرشه بوجود ذاته هذا لفظه وهو امام في السنة له قصيدة فيها معروفة أولها

      تمسك بحبل الله واتبع الأثر ودع عنك رأيا لا يلايمه خبر

      وقال في شرح هذه القصيدة والصواب عند أهل الحق أن الله تعالى خلق السموات والأرض وكان عرشه على الماء مخلوقا قبل خلق السموات والأرض ثم استوى على العرش بعد خلق السموات والأرض على ما ورد به النص ونطق به القرآن وليس معنى استوائه أنه ملكه واستولى عليه لأنه كان مستوليا عليه قبل ذلك وهو أحدثه لأنه مالك جميع الخلائق ومستول عليها وليس معنى الاستواء أيضا أنه ماس العرش أو اعتمد عليه أو طابقه فإن كل ذلك ممتنع في وصفه جل ذكره ولكنه مستو بذاته على عرشه بلا كيف كما أخبر عن نفسه وقد أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى ونطق بذلك القرآن بقوله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى ) وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو لأن العلو صفة مدح عند كل عاقل فثبت بذلك أن لله علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر والغلبة وجماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الاجماع على الإشارة إلى الله جل ثناؤه من جهة الفوق في الدعاء والسؤال فاتفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله سبحانه من جهة الفوق حجة ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق وقال تعالى (يخافون ربهم من فوقهم)

      وقال تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وقال تعالى (تعرج الملائكة والروح إليه ) وأخبر عن فرعون أنه قال ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ) وكان فرعون قد فهم عن موسى أنه يثبت إلها فوق السماء حتى رام بصرحه أن يطلع إليه واتهم موسى بالكذب في ذلك ومخالفنا ليس يعلم أن الله فوقه بوجود ذاته فهو أعجز فهما من فرعون

      وقد صح عن رسول الله أنه سأل الجارية التي أراد مولاها عتقها أين الله قالت في السماء وأشارت برأسها وقال من أنا قالت أنت رسول الله فقال اعتقها فإنها مؤمنة فحكم النبي بإيمانها حين قالت أن الله في السماء وقال الله عز وجل ( ثم استوى على العرش) وقال تعالى ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه ) وذكر النبي ما بين كل سماء إلى سماء وما بين السماء السابعة وبين العرش ثم قال الله فوق ذلك وله أجوبة سئل عنها في السنة فأجاب عنها بأجوبة أئمة السنة وصدرها بجواب إمام وقته أبي العباس بن سريج .

      قول الإمام أبي القاسم الطبري اللالكائي أحد أئمة أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى

      في كتابه في السنة وهو من أجل الكتب سياق ما جاء في قوله عز وجل الرحمن على العرش استوى وأن الله عز وجل على عرشه في السماء ثم ذكر قول من هذا قوله من الصحابة والتابعين والأئمة قال هو قول عمر وعبد الله ابن مسعود وأحمد بن حنبل وعد جماعة بطول ذكرهم ثم ساق الآثار في ذلك عن عمر وعلي وابن مسعود وعائشة وابن عباس وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وغيرهم .
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • [فصل في ذكر قول الإمام أحمد بن حنبل وأصحابه رحمه الله تعالى ]

      قال الخلال في كتاب السنة حدثنا يوسف بن موسى قال أخبرنا عبد الله بن أحمد قال قيل لأبي ربنا تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه بكل مكان قال نعم لا يخلو شيء من علمه قال الخلال وأخبرني عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سألت أبا عبد الله أحمد عمن قال إن الله تعالى ليس على العرش فقال كلامهم كله يدور على الكفر

      وروى الطبري الشافعي في كتاب السنة له بإسناده عن حنبل قال قيل لأبي عبد الله ما معنى قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) وقوله تعالى (وهو معكم) قال علمه محيط بالكل وربنا على العرش بلا حد ولا صفة وسع كرسيه السموات والأرض

      وقال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال أن الله معنا وتلا قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) قال يأخذون بآخر الآية ويدعون أولها هلا قرأت عليه ( الم تر أن الله يعلم ما في السموات ) بالعلم معهم وقال في ـ ق ـ ( ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)

      وقال المروزي قلت لأبي عبد الله أن رجلا قال أقول كما قال الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره فقال أبو عبد الله هذا كلام الة فقلت له فكيف نقول (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال علمه في كل مكان وعلمه معهم قال أول الآية يدل على أنه علمه وقال في موضع آخر وأن الله عز وجل على عرشه فوق السماء السابعة يعلم ما تحت الأرض السفلى وأنه غير مماس لشيء من خلقه هو تبارك وتعالى بائن من خلقه وخلقه بائنون منه

      وقال في كتاب الرد على الة الذي رواه عنه الخلال من طريق ابنه عبد الله قال باب بيان ما أنكرت الة أن يكون الله تعالى على العرش وقال تعالى ( الرحمن على العرش استوى) قلنا لهم ما أنكرتم أن يكون الله تعالى على العرش وقد قال تعالى (الرحمن على العرش استوى) فقالوا هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش وفي السموات والأرض وفي كل مكان وتلا (وهو الله في السموات وفي الأرض )

      قال أحمد فقلنا قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء أجسامكم وأجوافكم والحشوش والأماكن القذرة ليست فيها من عظمة الرب تعالى شيء وقد أخبرنا الله عز وجل أنه في السماء فقال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء ) ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ( إني متوفيك ورافعك إلي) (بل رفعه الله إليه يخافون ربهم من فوقهم ) ذكر هذا الكتاب كله أبو بكر الخلال في كتاب السنة الذي جمع فيه نصوص أحمد وكلامه .

      وعلى منواله جمع البيهقي في كتابه الذي سماه جامع النصوص من كلام الشافعي وهما كتابان جليلان لا يستغني عنهما عالم وخطبة كتاب أحمد بن حنبل الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل عليهم الصلاة والسلام بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله تعالى أهل العمى فكم من قتيل لابليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد أهدوه فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تعالى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مخالفة الكتاب يقولون على الله تعالى وفي الله تعالى وفي كتاب الله تعالى بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون الجهال بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين

      ثم قال باب بيان ما ضلت فيه الة الزنادقة من متشابه القرآن ثم تكلم على قوله تعالى (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) قال قالت الزنادقة فما بال جلودهم التي عصت قد احترقت وأبدلهم الله جلودا غيرها فلا نرى أن الله عز وجل يعذب جلودا بلا ذنب حين يقول جلودا غيرها فشكوا في القرآن وزعموا أنه متناقض فقلنا إن قول الله عز وجل بدلناهم جلودا غيرها ليس يعني جلودا أخرى غير جلودهم وإنما يعني بتبديلها تجديدها لأن جلودهم إذا نضجت جددها الله ثم تكلم على آيات من مشكل القرآن ثم قال وإن مما أنكرت الة الضلال أن الله عز وجل على العرش استوى وقد قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وقال تعالى ( ثم استوى على العرش الرحمن فاسئل به خبيرا ) ثم ساق أدلة القرآن ثم قال ووجدنا كل شيء أسفل مذموما قال الله تعالى ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) وقال تعالى (وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) ثم قال معنى قوله تعالى (وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) يقول هو إله من في السموات وإله من في الأرض وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون العرش لا يخلو من علمه مكان ولا يكون علم الله تعالى في مكان دون مكان وذلك من قوله (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )

      قال الامام أحمد ومن الاعتبار في ذلك لو أن رجلا كان في يده قدح من قوارير وفيه شيء كان نظر ابن آدم قد أحاط بالقدح من غير أن يكون ابن آدم في القدح فالله سبحانه وله المثل الأعلى قد أحاط بجميع ما خلق وقد علم كيف هو وما هو من غير أن يكون في شيء مما خلق قال وخصلة أخرى لو أن رجلا بنى دارا بجميع مرافقها ثم أغلق بابها كان لا يخفى عليه كم بيت في داره وكم سعة كل بيت من غير أن يكون صاحب الدار في جوف الدار فالله سبحانه قد أحاط بجميع ما خلق وقد علم كيف هو وما هو وله المثل الأعلى وليس هو في شيء مما خلق

      قال الإمام أحمد ومما تأولت الة من قول الله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقالوا إن الله معنا وفينا فقلنا لهم لم قطعتم الخبر من أوله إن الله تعالى يقول ( ألم تر إن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) يعني علمه فيهم أينما كانوا ( ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) ففتح الخبر بعلمه وختمه بعلمه

      قال الإمام أحمد وإذا أردت أن تعلم أن ال كاذب على الله سبحانه وتعالى حين زعم أنه في كل مكان ولا يكون في مكان دون مكان فقل له أليس كان الله ولا شيء فيقول نعم فقل له فحين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجا عن نفسه فإنه يصير إلى أحد ثلاثة أقاويل أن زعم أن الله تعالى خلق الخلق في نفسه كفر حين زعم أن الجن والإنس والشياطين وإبليس في نفسه وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم دخل فيهم كفر أيضا حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش وقذر وإن قال خلقهم خارجا من نفسه ثم لم يدخل فيهم رجع عن قوله كله أجمع وهو قول أهل السنة

      قال أحمد بيان ما ذكر في القرآن وهو معكم على وجوه قوله تعالى لموسى وهارون عليهما السلام ( إنني معكما أسمع وأرى) يقول في الدفع عنكما وقال (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) يعني في الدفع عنا وقال تعالى (والله مع الصابرين) يعني في النصرة لهم على عدوهم وقوله تعالى (وأنتم الأعلون والله معكم ) يعني في النصرة لكم على عدوكم وقال تعالى (وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول)

      فيما بلغنا عن الجهم عدو الله إنه كان من أهل خراسان وكان صاحب خصومات وشر وكلام وكان أكثر كلامه في الله تعالى فلقي أناسا من الكفار يقال لهم السمنية فعرفوا الجهم فقالوا له نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك فكانوا مما كلموا به جهما قالوا ألست تزعم أن لك إلها قال الجهم نعم قالوا له فهل رأيت عينك إلهك قال لا قالوا فهل شممت له رائحة قال لا قالوا فهل وجدت له حسا قال لا قالوا فهل وجدت له مجلسا قال لا قالوا فهل يدريك أنه إله قال فتحير الجهم ولم يدر أربعين يوما ثم إنه استدرك حجة من جنس حجة زنادقة النصارى لعنهم الله وذلك أن زنادقة النصارى لعنهم الله تعالى زعموا أن الروح التي في عيسى بن مريم روح الله من ذات الله فإذا أراد أن يحدث أمرا دخل في بعض خلقه فتكلم على لسانه فيأمر بما يشاء وينهي عما يشاء وهو روح غائب عن الأبصار فاستدرك الجهم حجة مثل هذه الحجة فقال للسمني ألست تزعم أن فيك روحا قال نعم قال فهل رأيت روحك قال لا فهل سمعت كلامه قال لا قال فهل وجدت له مجلسا أو حسا قال لا قال فكذلك الله لا يرى له وجه ولا يسمع له صوت ولا يشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولا يكون في مكان دون مكان ووجد ثلاث آيات في القرآن من المتشابه قوله تعالى ( ليس كمثله شيء ) (وهو الله في السموات وفي الأرض ) (لا تدركه الأبصار) فبنى أصل كلامه على هؤلاء الآيات وتأول القرآن على غير تأويله وكذب بأحاديث النبي وزعم أن من وصف الله تعالى بشيء مما وصف به نفسه في كتابه أو حدث عنه النبي كان كافرا أو كان من المشبهة فأضل بشرا كثيرا وتبعه على قوله رجال من أصحاب عمرو بن عبيد وأصحاب فلان ووضع دين الة فإذا سألهم الناس عن قوله تعالى (ليس كمثله شيء ) ما تفسيره يقولون ليس كمثله شيء من الأشياء هو تحت الأرض السابعة كما هو على العرش لا يخلو منه مكان ولا هو في مكان دون مكان ولا يتكلم ولا يكلم ولا ينظر إليه أحد في الدنيا ولا في الآخرة ولا يوصف ولا يعرف بصفة ولا يعقل ولا له غاية ولا منتهى ولا يدرك بعقل وهو وجه كله وهو علم كله وهو سمع كله وهو بصر كله وهو نور كله وهو قدرة كله لا يوصف بوصفين مختلفين وليس بمعلوم ولا معقول وكل ما خطر بقلبك أنه شيء تعرفه فهو على خلافه فقلنا لهم فمن تعبدون قالوا نعبد من يدبر أمر هذا الخلق قلنا فالذي يدبر أمر هذا الخلق مجهول لا يعرف بصفته قالوا نعم قلنا قد عرف المسلمون أنكم لا تثبتون شيئا إنما تدفعون عن أنفسكم الشنعة بما تظهرون ثم قلنا لهم هذا الذي يدبر هو الذي كلم موسى قالوا لم يتكلم ولا يتكلم لأن الكلام لا يكون إلا بجارحة والجوارح منفية عن الله سبحانه وتعالى فإذا سمع الجاهل قولهم ظن أنهم من أشد الناس تعظيما لله سبحانه ويعلم أن كلامهم إنما يعود إلى ضلالة وكفر قال الخلال كتبت هذا الكتاب من خط عبد الله وكتبه عبد الله من خط أبيه واحتج القاضي أبو يعلى في كتابه إبطال التأويل بما نقله منه عن أحمد وذكر ابن عقيل في كتابه بعض ما فيه عن أحمد ونقله عن أصحابه قديما وحديثا ونقل منهم البيهقي وعزاه إلى أحمد وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية عن أحمد ولم يسمع عن أحد من متقدمي أصحابه ولا متأخريهم طعن فيه فإن قيل هذا الكتاب يرويه أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال عن الخلال عن الخضر بن المثنى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وهؤلاء كلهم أئمة معروفون إلا الخضر بن المثنى فإنه مجهول فكيف تثبتون هذا الكتاب عن أحمد برواية مجهولة فالجواب من وجوه :

      أحدها أن الخضر هذا قد عرفه الخلال وروى عنه كما روى كلام أبي عبد الله عن أصحابه وأصحاب أصحابه ولا يضر جهالة غير له

      الثاني أن الخلال قد قال كتبته من خط عبد الله بن أحمد وكتبه عبد الله من خط أبيه والظاهر أن الخلال إنما رواه عن الخضر لأنه أحب أن يكون متصل السند على طريق أهل النقل وضم ذلك إلى الوجادة والخضر كان صغيرا حين سمعه من عبد الله ولم يكن من المعمرين المشهورين بالعلم ولا هو من الشيوخ وقد روى الخلال عنه غير هذا في جامعه فقال في كتاب الأدب من الجامع فقال دفع إلي الخضر بن المثنى بخط عبد الله بن أحمد أجاز لي أن أرويه عنه قال الخضر حدثنا مهنا قال سألت أحمد بن حنبل عن الرجل يبزق عن يمينه في الصلاة وفي غير الصلاة فقال يكره أن يبزق الرجل عن يمينة في الصلاة وفي غير الصلاة فقلت له لم يكره أن يبزق الرجل عن يمينه في غير الصلاة قال أليس عن يمينه الملك فقلت وعن يساره أيضا ملك فقال الذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن يساره يكتب السيئات قال الخلال وأخبرنا الخضر بن المثنى الكندي قال حدثنا عبد الله ابن أحمد قال قال أبي لا بأس بأكل ذبيحة المرتد إذا كان ارتداده إلى يهودية أو نصرانية ولم يكن إلى مجوسية قلت والمشهور في مذهبه خلاف هذه الرواية وأن ذبيحة المرتد حرام رواها عنه جمهور أصحابه ولم يذكر أكثر أصحابه غيرها

      ومما يدل على صحة هذا الكتاب ما ذكره القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى فقال قرأت في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح ابن أحمد بن حنبل قال قرأت على أبي صالح بن أحمد هذا الكتاب فقال هذا كتاب عمله أبي في مجلسه ردا على من احتج بظاهر القرآن وترك ما فسره رسول الله وما يلزم اتباعه وقال الخلال في كتاب السنة أخبرني عبيد الله بن حنبل أخبرني أبي حنبل بن إسحاق قال قال عمي يعني أحمد بن حنبل نحن نؤمن أن الله تعالى على العرش استوى كيف شاء وكما يشاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصفون أو يحدها أحد وصفات الله له ومنه وهو كما وصف نفسه لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية وهو يدرك الأبصار وهو عالم الغيب والشهادة وعلام الغيوب

      قال الخلال وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى أن الله سبحانه ينزل إلى سماء الدنيا وأن الله يرى وأن الله يضع قدمه وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله نؤمن بها ونصدق بها ولانرد منها شيئا ونعلم أن ما جاء به رسول الله حق إذا كانت أسانيد صحاح ولا نرد على الله قوله ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

      وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد ليس كمثله شيء في ذاته كما وصف نفسه قد أجمل الله الصفة فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء وصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه قال فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير ولا يبلغ الواصفون صفته ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه بما وصف به نفسه ولا نتعدى ذلك ولا يبلغ صفته الواصفون نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ولا نزيل عنه صفة من صفاته بشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوة بعبده يوم القيامة ووضعه كفنه عليه فهذا كله يدل على أن الله سبحانه وتعالى يرى في الآخرة والتحديد في هذا كله بدعة والتسليم فيه بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه سميع بصير لم يزل متكلما عالما غفورا عالم الغيب والشهادة علام الغيوب فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد وهو على العرش بلا حد كما قال تعالى (ثم استوى على العرش) كيف شاء المشيئة إليه والاستطاعة اليه ليس كمثله شيء وهو خالق كل شيء وهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير لا نتعدى القرآن والحديث تعالى عما يقول الة والمشبهة قلت له والمشبه ما يقول قال من قال بصر كبصري ويد كيدي وقدم كقدمي فقد شبه الله سبحانه بخلقه وكلام أحمد في هذا كثير فإنه امتحن بالة وجميع المتقدمين من أصحابه على مثل منهاجه في ذلك وإن كان بعض المتأخرين منهم من يدخل في نوع من البدعة التي أنكرها الإمام أحمد ولكن الرعيل الأول من أصحابه كلهم وجميع أئمة الحديث قولهم قوله

      قول شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد المقدسي

      الذي اتفقت الطوائف على قبوله وتعظيمه وإمامته خلا أو معطل قال في كتاب إثبات صفة العلو أما بعد فإن الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين وجعله مغروزا في طبائع الخلق أجمعين فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم ويرفعون عندها للدعاء أيديهم وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه وينطقون بذلك بألسنتهم لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته وقال في عقيدته ومن السنة قول النبي ينزل ربنا إلى سماء الدنيا وقوله لله أفرح بتوبة عبده وقوله يعجب ربك إلى أن قال فهذا وما أشبهه مما صح سنده وعدلت روايته نؤمن به ولا نرده ولا نجحده ولا نعتقد فيه تشبيهه بصفات المخلوقين ولا سمات المحدثين بل نؤمن بلفظه وترك التعرض لمعناه قراءته تفسيره ومن ذلك قوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله تعالى ( أأمنتم من في السماء)

      وقول النبي ربنا الله الذي في السماء وقوله للجارية أين الله قالت في السماء قال اعتقها إنها مؤمنة رواه مالك بن أنس وغيره من الأئمة وروى أبو داود في سننه أن النبي قال إن بين سماء إلى سماء مسيرة كذا وكذا وذكر الحديث إلى أن قال وفوق ذلك العرش والله تعالى فوق ذلك نؤمن بذلك ونتلقاه بالقبول من غير رد ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل ولا نتعرض له بكيف ولما سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل له يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى فقال الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ثم أمر بالرجل فأخرج
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • [ أقوال أئمة أهل الحديث الذي رفع الله منازلهم في العالمين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين ]

      * ذكر قول إمامهم وشيخهم الذي روى له كل محدث أبو هريرة رضي الله عنه


      روى الدارمي عنه في كتاب النقض بإسناد جيد قال لما ألقي إبراهيم عليه الصلاة والسلام في النار قال اللهم إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك

      * ذكر قول إمام الشام في وقته أحد أئمة الدنيا الأربعة أبي عمر الأوزاعي رحمه الله تعالى
      روى البيهقي عنه في الصفات أنه قال كنا والتابعون متوافرين نقول أن الله عز وجل فوق عرش ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته وقد تقدم حكاية ذلك عنه قول إمام أهل الدنيا في وقته عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى
      وقد صح عنه صحة قريبة من التواتر أنه قيل له بماذا نعرف ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ذكره البيهقي وقبله الحاكم وقبله الدارمي عثمان وقد تقدم



      * قول حماد بن زيد إمام وقته رحمه الله تعالى

      نقدم عنه قول الة إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء وكان من أشد الناس على الة

      * قول يزيد بن هارون رحمه الله تعالى

      قال عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب السنة حدثنا عباس حدثنا شداد بن يحيى قال سمعت يزيد بن هارون يقول من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما تقرر في قلوب العامة فهو .


      * قول عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى

      روى عنه غير واحد بإسناد صحيح أنه قال إن الة أرادوا أن ينفوا أن الله كلم موسى وأن يكون على العرش أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم قال علي بن المديني لو حلفت لحلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت أعلم من عبد الرحمن بن مهدي

      * قول سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة على رأس المائتين رحمه الله تعالى

      روى ابن أبي حاتم عنه في كتاب السنة أنه ذكر عنده الة فقال هم شر قولا من اليهود والنصارى وقد أجمع أهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيء

      * قول عباد بن العوام أحد أئمة الحديث بواسط رحمه الله تعالى

      قال كلمت بشر المريسي وأصحابه فرأيت آخر كلامهم يقولون ليس في السماء شيء أرى والله أن لا يناكحوا ولا يوارثوا


      *قول عبد الله بن مسلمة القعنبي شيخ البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى


      قال بيان بن أحمد كنا عند القعنبي فسمع رجلا من الة يقول (الرحمن على العرش استوى) استولى فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما تقرر في قلوب العامة فهو قال البخاري محمد بن إسماعيل رحمه الله تعالى في كتاب خلق أفعال العباد عن يزيد بن هارون مثله سواء وقد تقدم

      *قول علي بن عاصم شيخ الإمام أحمد رحمهما الله تعالى

      صح عنه أنه قال ما الذين قالوا أن لله سبحانه ولدا أكفر من الذين قالوا أن الله سبحانه لم يتكلم وقال احذروا من المريسي وأصحابه فإن كلامهم الزندقة وأنا كلمت أستاذهم فلم يثبت أن في السماء إلها حكاه عنه غير واحد ممن صنف في السنة

      وقال يحيى بن علي بن عاصم كنت عند أبي فاستأذن عليه المريسي فقلت له يا أبت مثل هذا يدخل عليك فقال وما له فقلت إنه يقول إن القرآن مخلوق ويزعم أن الله معه في الأرض وكلاما ذكرته فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه قوله أن القرآن مخلوق وقوله أن الله معه في الأرض ذكر هذين الأثرين عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الرد على الة *قول وهب بن جرير رحمه الله تعالى صح عنه أنه قال إياكم ورأي جهم فإنهم يحاولون أن ليس في السماء شيء وما هو إلا من وجي إبليس وما هو إلا الكفر حكاه محمد بن عثمان الحافظ في رسالته في السنة وقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب خلق الأفعال وقال وهب بن جرير الة الزنادقة إنما يريدون أن ليس على العرش استوى

      *قول عاصم بن علي أحد شيوخ النبل شيخ البخاري وغيره أحد الأئمة الحفاظ الثقات

      حدث عن شعبة وابن أبي ذئب والليث رحمهم الله تعالى قال الخطيب وجه المعتصم من يحرز مجلسه في جامع الرصافة وكان عاصم يجلس على سطح الرحبة ويجلس الناس في الرحبة وما يليها فعظم الجمع مرة جدا حتى قال أربع عشرة مرة حدثنا الليث بن سعد والناس لا يسمعون لكثرتهم فحزر المجلس فكان عشرين ومائة ألف رجل قال يحيى بن معين فيه هو سيد المسلمين قال عاصم ناظرت ا فتبين من كلامه أنه اعتقد أن ليس في السماء رب .


      * قول الإمام عبد العزيز بن يحيى الكناني صاحب الشافعي رحمهما الله تعالى له كتاب في الرد على الة

      قال فيه باب قول ال في قوله ( الرحمن على العرش استوى ) زعمت الة أن معنى استوى استولى من قول العرب استوى فاطن على مصر يريدون استولى عليها قال فيقال له هل يكون خلق من خلق الله أتت عليه مدة ليس بمستول عليه فإذا قال لا قيل له فمن زعم ذلك فهو كافر فيقال له يلزمك أن تقول أن العرش أتت عليه مدة ليس الله بمستول عليه وذلك لأنه أخبر أنه سبحانه خلق العرش قبل السموات والأرض ثم استوى عليه بعد خلقهن فيلزمك أن تقول المدة التي كان العرش قبل خلق السموات والأرض ليس الله تعالى بمستول عليه فيها ثم ذكر كلاما طويلا في تقرير العلو والاحتجاج عليه

      *ذكر قول جرير بن عبد الحميد شيخ إسحاق بن راهويه وغيره من الأئمة رحمهم الله تعالى

      قال كلام الة أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله رواه ابن أبي حاتم في كتاب الرد على الة

      *ذكر قول عبد الله بن الزبير الحميدي رحمه الله تعالى

      أحد شيوخ النبل شيخ البخاري إمام أهل الحديث والفقه في وقته وهو أول رجل افتتح به البخاري صحيحه قال وما نطق به القرآن والحديث مثل قوله تعالى ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ومثل قوله تعالى (والسموات مطويات بيمينه ) وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيه ولا نفسره ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول (الرحمن على العرش استوى ) ومن زعم غير هذا فهو مبطل وليس مقصود السلف بأن من أنكر لفظ القرآن يكون ا مبتدعا فإنه يكون كافرا زنديقا وإنما مقصودهم من أنكر معناه وحقيقته

      *قول نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله تعالى

      أحد شيوخ النبل شيخ البخاري رحمهما الله تعالى قال في قوله ( وهو معكم ) معناه لا يخفى عليه خافية بعلمه ألا ترى إلى قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) أراد أن لا يخفى عليه خافية قال البخاري سمعته يقول من شبه الله تعالى بخلقه فقد كفر ومن أنكره ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس ما وصف الله تعالى به نفسه ولا رسوله تشبيها

      *قول عبد الله بن أبي جعفر الرازي رحمه الله تعالى

      قال صالح بن الضريس جعل عبد الله بن أبي جعفر الرزاي يضرب قرابة له بالنعل على رأسه يرى رأي جهم ويقول لا حتى يقول الرحمن على العرش استوى بائن من خلقه ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب الرد على الة

      * قول الحافظ أبي معمر القطيعي رحمه الله تعالى

      ذكر ابن أبي حاتم عنه أنه قال آخر كلام ال أنه ليس في السماء إله

      قول بشر بن الوليد وأبي يوسف رحمهما الله تعالى

      روى ابن أبي حاتم قال جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له تنهاني عن كلام بشر المريسي وعلي الأحول وفلان يتكلمون فقال وما يقولون قال يقولون إن الله في كل مكان فبعث أبو يوسف وقال علي بهم فانتهوا إليهم وقد قام بشر فجيء بعلي الأحول والشيخ الآخر فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك وأمر به إلى الحبس وضرب علي الأحول وطيف به وقد استتاب أبو يوسف بشر المريسي لما أنكر أن الله فوق عرشه وهي قصة مشهورة ذكرها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره وأصحاب أبي حنيفة المتقدمون على هذا

      * قول محمد بن الحسن رحمه الله تعالى

      قال محمد بن الحسن رحمه الله اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن الرسول في صفات الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج عما كان عليه النبي وفارق الجماعة فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتب والسنة ثم سكتوا فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة لأنه وصفه بصفة لا شيء وقال محمد رحمه الله تعالى أيضا في الأحاديث التي جاءت أن الله تعالى يهبط إلى سماء الدنيا ونحو هذا هذه الأحاديث قد رواها الثقات فنحن نرويها ونؤمن بها ولا نفسرها ذكر ذلك عنه أبو القاسم اللالكائي وهذا تصريح منه بأن من قال بقول جهم فقد فارق جماعة المسلمين

      *قول الطحاوي رحمه الله تعالى

      وقد ذكر الطحاوي في إعتقاد أبي حنيفة وصاحبيه رحمهم الله تعالى ما يوافق هذا وأنهم أبرأ الناس من التعطيل والتجهم وقال في عقيدته المعروفة وانه تعالى محيط بكل شيء وفوقه وقد أعجز عن الاحاطة خلقه

      * قول سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى

      ذكر الثعلبي عنه في تفسيره قال ابن عيينة ( ثم استوى على العرش ) صعد

      * قول خالد بن سليمان أبي معاذ البلخي أحد الأئمة رحمه الله تعالى

      روى عبد الرحمن بن أبي حاتم عنه بإسناده قال كان جهم على معبر ترمذ وكان فصيح اللسان لم يكن له علم ولا مجالسة أهل العلم فكلمه السمنية فقالوا صف لنا ربك الذي تعبده فدخل البيت لا يخرج ثم خرج إليه بعد أيام فقال هو هذا الهوى مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء قال أبو معاذ كذب عدو الله إن الله في السماء على العرش كما وصف نفسه وهذا صحيح عنه وأول من عرف عنه في هذه الأمة أنه نفى أن يكون الله في سمواته على عرشه هو جهم بن صفوان وقبله الجعد بن درهم ولكن الجهم هو الذي دعا إلى هذه المقالة وقررها وعنه أخذت فروى ابن أبي حاتم وعبد الله بن أحمد في كتابيهما في السنة عن شجاع بن أبي نصر أبي نعيم البلخي وكان قد أدرك جهما قال كان لجهم صاحب يكرمه ويقدمه على غيره فإذا هو قد وقع به فصيح به وبدر به وقيل له لقد كان يكرمك فقال إنه قد جاء منه ما لا يحتمل بينما هو يقرأ طه والمصحف في حجره فلما أتى على هذه الآية (الرحمن على العرش استوى ) فقال لو وجدت السبيل إلى أن أحكها من المصحف لفعلت فاحتملت هذه ثم أنه بينما هو يقرأ آية إذ قال ما أظرف محمدا حين قالها ثم بينما هو يقرأ طسم القصص والمصحف في حجره إذ مر بذكر موسى عليه الصلاة والسلام فدفع المصحف بيديه ورجليه وقال أي شيء هذا ذكره ههنا فلم يتم ذكره فهذا شيخ النافين لعلو الرب على عرشه ومباينته من خلقه.

      وذكر ابن أبي حاتم عنه بإسناده عن الأصمعي قال قدمت امرأة جهم فقال رجل عندها الله على عرشه فقالت محدود على محدود فقال الأصمعي هي كافرة بهذه المقالة أما هذا الرجل وامرأته فما أولاه بأن سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب

      *قول إسحاق بن راهويه إمام أهل المشرق نظير أحمد رحمهما الله تعالى .

      قال حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد قلت لإسحاق بن راهويه قول الله عز وجل (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) كيف تقول فيه قال حيث ما كنت فهو أقرب اليك من حبل الوريد وهو بائن من خلقه ثم قال وأعلى كل شيء من ذلك وأثبته قول الله عز وجل ( الرحمن على العرش استوى ) وقال الخلال في كتاب السنة أخبرنا أبو بكر المروزي حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري حدثنا سليمان بن داود الخفاف قال قال إسحاق بن راهويه قال الله عز وجل ( الرحمن على العرش استوى إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء أسفل الأرض السابعة وفي قعور البحار ورؤوس الجبال وبطون الأودية وفي كل موضع كما يعلم ما في السموات السبع وما دون العرش أحاط

      بكل شيء علما ولا تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض إلا قد عرف ذلك كله وأحصاه لا يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره .

      وقال السراج سمعت إسحاق بن راهويه يقول دخلت يوما على طاهر بن عبد الله وعنده منصور بن طلحة فقال لي منصور يا أبا يعقوب تقول إن الله ينزل كل ليلة قلت له ونؤمن به إذ أنت لا تؤمن أن الله في السماء لا تحتاج أن تسألني فقال طاهر ألم أنهك عن هذا الشيخ

      * ذكر قول حافظ الإسلام يحيى بن معين رحمه الله تعالى

      روى ابن بطة عنه في الابانة باسنادة قال إذا قال لك ال كيف ينزل فقل كيف يصعد

      *قول الإمام حافظ أهل المشرق وشيخ الأئمة عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله تعالى

      قال فيه أبو الفضل الفرات ما رأيت مثل عثمان بن سعيد ولا رأى عثمان مثل نفسه أخذ الأدب عن ابن الأعرابي والفقه عن البويطي والحديث عن يحيى بن معين وعلي بن المديني وأثنى عليه أهل العلم صاحب كتاب الرد على الة والنقض على بشر المريسي وقال في كتابه النقض على بشر وقد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه فوق سمواته لا ينزل قبل يوم القيامة إلى الأرض ولم يشكوا أنه ينزل يوم القيامة ليفصل بين عباده ويحاسبهم ويثيبهم وتشقق السموات يومئذ لنزوله وتنزل الملائكة تنزيلا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية كما قال الله به سبحانه ورسوله فلما لم يشك المسلمون أن الله لا ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة لشيء من أمور الدنيا علموا يقينا أن ما يأتي الناس من العقوبات إنما هو أمره وعذابه فقوله فأتي الله بنيانهم من القواعد إنما هو أمره وعذابه .

      وقال في موضع آخر من هذا الكتاب وقد ذكر الحلول ويحك هذا المذهب أنزه لله تعالى من السوء أم مذهب من يقول هو بكماله وجماله وعظمته وبهائه فوق عرشه فوق سمواته فوق جميع الخلائق في أعلى مكان وأظهر مكان حيث لا خلق هناك ولا إنس ولا جان أي الحزبين أعلم بالله وبمكانه وأشد تعظيما وإجلالا له .

      وقال في هذا الكتاب علمه بهم محيط وبصره فيهم نافذ وهو بكماله فوق عرشه والسموات ومسافة بينهن وبينه وبين خلقه في الأرض فهو كذلك معهم خامسهم وسادسهم وإنما يعرف فضل الربوبية وعظم القدرة بأن الله من فوق عرشه ومع بعد المسافة بينه وبين الأرض يعلم ما في الأرض .

      وقال في موضع آخر من الكتاب والقرآن كلام الله وصفة من صفاته خرج منه كما شاء أن يخرج والله بكلامه وعلمه وقدرته وسلطانه وجميع صفاته غير مخلوق وهو بكماله على عرشه وقال في موضع آخر وقد ذكر حديث البراء بن عازب رضي الله عنه الطويل في شأن الروح وقبضها ونعيمها وعذابها وفيه فيصعد بروحه حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض وذكر الحديث ثم قال وفي قوله ( لا تفتح لهم أبواب السماء ) دلالة ظاهرة أن الله تعالى فوق السموات لأنه لو لم يكن فوق السماء لما عرج بالأرواح والأعمال إلى السماء ولما غلقت أبواب السماء عن قوم وفتحت لآخرين .

      وقال في موضع آخر وقد بلغنا أن حملة العرش حين حملوا العرش وفوقه الجبار جل جلاله في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته ثم ساق بإسناده عن معاوية بن صالح أول ما خلق الله حين كان عرشه على الماء حملة العرش فقالوا ربنا لم خلقتنا فقال خلقتكم لحمل عرشي فقالوا ربنا ومن يقوى على حمل عرشك وعليه جلالك وعظمتك ووقارك فقال لهم إني خلقتكم لذلك قال فيقول ذلك مرارا قال فقولوا لا حول ولا قوة إلا بالله .

      وقال في موضع آخر ولكنا نقول رب عظيم وملك كبير نور السموات والأرض وإله السموات والأرض على عرش عظيم مخلوق فوق السماء السابعة دون ما سواها من الأماكن من لم يعرفه بذلك كان كافرا به وبعرشه .

      وقال في موضع آخر في حديث حصين كم تعبد فلم ينكر النبي على حصين إذ عرف أن إله العالمين في السماء كما قال النبي فحصين رضي الله عنه قبل إسلامه كان أعلم بالله الجليل من المريسي وأصحابه مع ما ينتحلون من الإسلام إذ ميز بين الإله الخالق الذي في السماء وبين الآلهة والأصنام المخلوقة التي في الأرض قال وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله سبحانه في الاء وعرفوه بذلك إلا المريسي وأصحابه حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث .

      وقال في قول رسول الله للأمة أين الله تكذيب لمن يقول هو في كل مكان وأن الله لا يوصف بأين بل يستحيل أن يقال أين هو والله فوق سمواته بائن من خلقه فمن لم يعرفه بذلك لم يعرف إلهه الذي يعبده وكتاباه من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظمهما جدا وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما

      *قول قتيبة بن سعيد رحمه الله تعالى الإمام الحافظ أحد أئمة الإسلام وحفاظ الحديث من شيوخ الأئمة الذين تجملوا بالحديث

      عنه قال أبو العباس السراج سمعت قتيبة بن سعيد يقول هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة نعرف ربنا سبحانه بأنه في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى (الرحمن على العرش استوى ) وقال موسى بن هارون حدثنا قتيبة بن سعيد قال نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال تعالى (الرحمن على العرش استوى )

      *قول عبد الوهاب الوراق رحمه الله تعالى أحد الأئمة الحفاظ أثنى عليه الأئمة

      وقيل للإمام أحمد رحمه الله من نسأل بعدك فقال عبد الوهاب وهو من شيوخ النبل قال عبد الوهاب وقد روى حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور وهو فوق ذلك ومن زعم أن الله ههنا فهو خبيث إن الله فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة صح ذلك عنه حكاه عنه محمد بن عثمان في رسالته في الفوقية وقال ثقة حافظ روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي مات سنة خمس ومائتين

      * قول خارجة بن مصعب رحمه الله تعالى

      قال عبد الله بن أحمد في كتاب السنة حدثني أحمد بن سعيد الدارمي أبو جعفر قال سمعت أبي يقول سمعت خارجة بن مصعب يقول الة كفار أبلغ نساءهم أنهن طوالق لا يحللن لهم لا تعودوا مرضاهم ولا تشهدوا جنائزهم ثم تلا طه إلى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى )

      * قولو إمامي أهل الحديث أبي زرعة وأبي حاتم رحمهما الله تعالى

      قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه أئمة العلم في ذلك فقالا أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم الايمان قول وعمل يزيد وينقص والقرآن كلام الله تعالى غير مخلوق بجميع جهاته والقدر خيره وشره من الله عز وجل وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله بلا كيف أحاط بكل شيء علما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وأنه سبحانه يرى في الآخرة يراه أهل الجنة بأبصارهم ويسمعون كلامه كيف شاء وكما شاء والجنة حق والنار حق وهما مخلوقتان لا يفنيان أبدا ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفرة ممن يفهم ولا يجهله فهو كافر ومن وقف في القرآن فهو ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو .

      قال أبو حاتم والقرآن كلام الله وعلمه وأسماؤه وصفاته وأمره ونهيه ليس بمخلوق بجهة من الجهات ونقول أن الله على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ثم ذكر عن أبي زرعة رحمه الله تعالى أنه سئل عن تفسير قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) فغضب وقال تفسيرها كما تقرأ هو على العرش استوى وعلمه في كل مكان من قال غير ذلك فعليه لعنة الله وهذان الامامان إماما أهل الدين وهما من نظراء الإمام أحمد والبخاري رحمهما الله تعالى

      * قول حرب الكرماني صاحب أحمد وإسحاق رحمهم الله تعالى

      وله مسائل جليلة عنهما قال يحيى بن عمار أخبرنا أبو عصمة قال حدثنا إسماعيل بن الوليد حدثنا حرب بن إسماعيل قال والماء فوق السماء السابعة والعرش على الماء والله على العرش قلت هذا لفظه في مسائله وحكاه إجماعا لأهل السنة من سائر أهل الأمصار

      * قول إمام أهل الحديث علي بن المديني شيخ البخاري بل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى

      قال البخاري علي بن المديني سيد المسلمين قيل له ما قول الجماعة في الاعتقاد قال يثبتون الكلام والرؤية ويقولون إن الله تعالى على العرش استوى فقيل له ما تقول في قوله تعالى (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) فقال اقرأوا أول الآية يعني بالعلم لأن أول الآية ( ألم تر أن الله يعلم ما في السموات ) قال البخاري في كتاب خلق الأفعال وقال ابن المديني القرآن كلام الله غير مخلوق من قال أنه مخلوق فهو كافر لا يصلي خلفه قال البخاري ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني وقال الحسن بن محمد بن الحارث سمعت علي بن المديني يقول أهل الجماعة يؤمنون بالرؤية وبالكلام وأن الله فوق السموات على العرش استوى وسئل عن قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) الآية فقال اقرأ ما قبله يعني علم الله تعالى

      *قول سنيد بن داود شيخ البخاري رحمهما الله تعالى

      قال أبو حاتم الرازي حدثنا أبو عمران موسى الطرطوسي قال قلت لسنيد بن داود هو على عرشه بائن من خلقه قال نعم ألم تسمع قوله تعالى (وترى الملائكة حافين من حول العرش )

      قول إمام أهل الإسلام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى

      قال في كتاب التوحيد من صحيحه باب قول الله عز وجل (وكان عرشه على الماء )وهو رب العرش العظيم قال أبو العالية استوى إلى السماء ارتفع فسواهن خلقهن وقال مجاهد استوى علا على العرش ثم ساق البخاري حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفتخر على نساء رسول الله فتقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات وذكر تراجم أبواب هذا الكتاب الذي ترجمه كتاب التوحيد والرد على الة ردا على أقوال الة التي خالفوا بها الأمة فمن تراجم أبواب هذا الكتاب باب قول الله تعالى ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )

      ومن أبوابه أيضا باب قول الله عز وجل ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) وذكر أحاديث .

      ثم قال باب قوله تعالى ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ( إن الله عنده علم الساعة أنزله بعلمه ) (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) ثم ساق أحاديث مستدلا بها على إثبات صفة العلم

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( السلام المؤمن ) ثم ساق حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن الله تعالى هو السلام ثم ساق حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه يقول الله أنا الملك .

      ثم قال باب قول الله (وهو العزيز الحكيم ) (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) (ولله العزة ولرسوله) وذكر أحاديث في ذلك .

      ثم قال باب قول الله ( وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق ) ثم ذكر حديث ابن عباس رضي الله عنهما اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض إلى آخره.

      ثم قال باب قول الله تعالى (وكان الله سميعا بصيرا ) ثم ساق أحاديث منها حديث أبي موسى رضي الله عنه أن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته

      ثم قال باب قوله تعالى (قل هو القادر ) ثم ساق أحاديث في إثبات القدر .

      ثم قال باب مقلب القلوب وقول الله عز وجل ( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم ) وقول النبي في حلفه لا ومقلب القلوب ثم قال باب إن لله مائة إسم إلا واحدا .

      ثم قال باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها ومقصوده بذلك أنها غير مخلوقة فإنه لا يستعاذ بمخلوق ولا يسأل به

      ثم قال باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله تعالى ثم قال باب قول الله عز وجل ( ويحذركم الله نفسه ) ثم ساق أحاديث.

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( كل شيء هالك إلا وجهه) ثم ذكر حديث جابر رضي الله عنه أعوذ بوجهك .

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( ولتصنع على عيني ) وقوله ( تجري بأعيننا ) ثم ذكر حديث الدجال إن ربكم ليس بأعور .

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( هو الله الخالق الباريء المصور).

      ثم قال باب قول الله تعالى ( لما خلقت بيدي) ثم ذكر أحاديث في إثبات اليدين ثم قال باب قول النبي لا شخص أغير من الله ثم قال باب قول الله تعالى ( قل أي شيء أكبر شهادة قبل الله فسمى الله نفسه شيئا ) .

      ثم قال باب قول الله تعالى ( وكان عرشه على الماء) ثم ذكر بعض أحاديث الفوقية .

      ثم قررها بترجمة أخرى فقال باب قول الله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وقوله تعالى ( تعرج الملائكة والروح إليه ) ثم ساق في ذلك أحاديث في إثبات صفة الفوقية .

      ثم قال باب قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) ثم ذكر الأحاديث الدالة على إثبات الرؤية في الآخرة .

      ثم قال باب ما جاء في قوله ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) ثم ذكر أحاديث في إثبات صفة الرحمة

      ثم قال باب قول الله تعالى ( إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ) ثم ساق في هذا الباب حديث الخبر الذي فيه أن الله يمسك السموات على إصبع الحديث .

      ثم قال باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرهما من الخلائق وهو فعل الرب عز وجل وأمره فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق وما كان بفعله وأمره وتخليفه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكون وهذه الترجمة من أدل شيء على دقة علمه ورسوخه في معرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته وهذه الترجمة فصل في مسألة الفعل والمفعول وقيام أفعال الرب عز وجل به وأنها غير مخلوقة وأن المخلوق هو المنفصل عنه الكائن بفعله وأمره وتكوينه ففصل النزاع بهذه الترجمة أحسن فصل وأبينه وأوضحه إذ فرق بين الفعل والمفعول وما يقوم بالرب سبحانه وما لا يقوم به وبين أن أفعاله تعالى كصفاته داخلة في مسمى اسمه ليست منفصلة خارجة مكونة بل بها يقع التكوين فجزاه الله سبحانه عن الإسلام والسنة بل جزاهما عنه أفضل الجزاء وهذا الذي ذكره في هذه الترجمة هو قول أهل السنة وهو المأثور عن سلف الأمة وصرح به في كتاب خلق افعال العباد وجعله قول العلماء مطلقا ولم يذكر فيه نزاعا إلا عن الة وذكره البغوي إجماعا من أهل السنة وصرح البخاري في هذه الترجمة بأن كلام الله تعالى غير مخلوق وأن أفعاله وصفاته غير مخلوقة .

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ) ثم ساق أحاديث في القدر وإثباته .

      ثم قال باب قول الله تعالى ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) ثم ساق أحاديث في إثبات تكلم الرب جل جلاله .

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) وقوله تعالى ( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله ) وقوله تعالى ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) ومقصوده إثبات صفة الكلام والفرق بينها وبين صفة الخلق ثم قال باب في المشيئة والإرادة ثم ساق آيات وأحاديث في ذلك .

      ثم قال باب قوله تعالى ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم ) قال البخاري رحمه الله ولم يقولوا ماذا خلق ربكم ثم ذكر حديث أبي سعيد رضي الله عنه فينادي بصوت وحديث عبد الله بن أنيس وعلقمة فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الديان ومقصوده أن هذا النداء يستحيل أن يكون مخلوقا فإن المخلوق لا يقول أنا الملك أنا الديان فالمنادي بذلك هو الله عز وجل القائل أنا الملك أنا الديان .

      ثم قال باب كلام الرب تعالى مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام ونداء الله تعالى الملائكة ثم ذكر حديث إذا أحب الله عبدا نادى جبرائيل .

      ثم قال باب قوله عز وجل ( أنزله بعلمه والملائكة يشهدون) ثم ساق أحاديث في نزول القرآن من السماء مما يدل على أصلين فوقية الرب تعالى وتكلمه بالقرآن .

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( يريدون أن يبدلوا كلام الله) ثم ذكر أحاديث في تكلم الرب تعالى .

      ثم قال باب كلام الرب يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ثم ساق حديث الشفاعة وحديث ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه وحديث يدنو المؤمن من ربه.

      ثم قال باب قوله تعالى ( وكلم الله موسى تكليما ) ثم ذكر أحاديث في تكليم الله لموسى .

      ثم قال باب كلام الرب تعالى مع أهل الجنة ثم ذكر حديثين في ذلك .

      ثم قال باب قول الله عز وجل ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) وذكر آيات في ذلك وذكر حديث ابن مسعود في ذلك أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك .

      وغرضه بهذا التبويب الرد على القدرية والجبرية فأضاف الجعل إليهم فهو كسبهم وفعلهم ولهذا قال في هذا الباب نفسه وما ذكر في خلق أفعال العباد وأكسابهم لقوله (وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) فأثبت خلق أفعال العباد وأنها أفعالهم واكسابهم فتضمنت ترجمته مخالفته للقدرية والجبرية ثم قال باب قول الله عز وجل ( وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون )

      وقصده بهذا أن يبين أن الصوت والحركة التي يؤدى بها الكلام كسب العبد وفعله وعمله ثم ذكر أبوابا في إثبات خلق أفعال العباد ثم ختم الكتاب بإثبات الميزان .

      قول مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى

      يعرف قوله في السنة من سياق الأحاديث التي ذكرها ولم يتأولها ولم يذكر لها تراجم كما فعل البخاري ولكن سردها بلا أبواب ولكن تعرف التراجم من ذكره للشيء مع نظيره فذكر في كتاب الايمان كثيرا من أحاديث الصفات كحديث الاتيان يوم القيامة وما فيه من التجلي وكلام الرب لعباده ورؤيتهم إياه وذكر حديث الجارية وأحاديث النزول وذكر حديث إن الله يمسك السموات على اصبع والأرضين على إصبع وحديث يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده وأحاديث الرؤية وحديث حتى وضع الجبار فيها قدمه وحديث المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين وحديث ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء وغيرها من أحاديث الصفات محتجا بها وغير مؤل لها ولو لم يكن معتقدا لمضمونها لفعل بها ما فعل المتأولون حين ذكرها .

      قول حماد بن هناد البوشنجي الحافظ أحد أئمة الحديث في وقته

      ذكر شيخ الإسلام الأنصاري فقال قرأت على أحمد بن محمد بن منصور أخبركم جدكم منصور بن الحسين حدثني أحمد بن الأشرف قال حدثنا حماد بن هناد البوشنجي قال هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار وما دلت عليه مذاهبهم فيه وإيضاح منهاج العلماء وطرق الفقهاء وصفة السنة وأهلها أن الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وعلمه وقدرته وسلطانه بكل مكان فقال نعم .

      قول أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى

      قال في جامعه لما ذكر حديث أبي هريرة لو أدلى أحدكم بحبل لهبط على الله قال معناه لهبط على علم الله قال وعلم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه وقال في حديث أبي هريرة أن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبهه من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ونؤمن به ولا نتوهم ولا نقول كيف هكذا روي عن مالك وابن عيينة وابن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف قال وهذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة .

      وأما الة فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله تعالى في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الة هذه الآيات وفسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وإنما معنى اليد ههنا القوة فقال إسحاق بن راهويه إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيدي أو مثل يدي أو سمع كسمعي فهذا تشبيه وأما إذا قال كما قال الله يد وسمع وبصر فلا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها عنده قال الله تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) هذا كله كلامه وقد ذكره عنه شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناده

      [ قول ابن ماجة وأبي داود]

      وكذلك من تأمل تبويب ابن ماجه في السنة والرد على الة في أول كتابه وتبويب أبي داود فيما ذكر في الة والقدرية وسائر أئمة أهل الحديث علم مضمون قولهم وأنهم كلهم على طريقة واحدة وقول واحد ولكن بعضهم بوب وترجم ولم يزد على الحديث غير التراجم والأبواب وبعضهم زاد التقرير وإبطال قول المخالف وبعضهم سرد الأحاديث ولم يترجم لها وليس فيهم من أبطل حقائقها وحرفها عن مواضعها وسمى تحريفها تأويلا كما فعلته الة بل الذي بين أهل الحديث والة من الحرب أعظم مما بين عسكر الكفر وعسكر الإسلام .

      وابن ماجه قال في أول سننه باب ما أنكرت الة ثم روى أحاديث الرؤية وحديث أين كان ربنا وحديث جابر بينما أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور من فوقهم فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله قد أشرق عليهم من فوقهم وحديث الأوعال الذي فيه والعرش فوق ذلك والله فوق العرش وحديث إن الله ليضحك إلى ثلاثة وغيرها من الأحاديث .

      قول الحافظ أبي بكر الآجري إمام عصره في الحديث والفقه

      قال في كتابه الشريف باب التحذير من مذهب الحلولية الذي يذهب اليه أهل العلم أن الله على عرشه فوق سمواته وعلمه محيط بكل شيء قد أحاط بجميع ما خلق في السموات العلى وبجميع ما خلق في سبع أرضين ترفع إليه أعمال العباد فإن قال قائل فما معنى قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم قيل له علمه معهم والله عز وجل على عرشه وعلمه محيط بهم كذا فسره أهل العلم والآية تدل أولها وآخرها على أنه العلم وهو على عرشه هذا قول المسلمين .

      قول الحافظ أبي الشيخ عبيد الله بن محمد بن حيان الأصبهاني

      قال في كتاب العظمة ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظمة خلقهما وعلو الرب جل جلاله فوق عرشه ثم ساق كثيرا من أحاديث هذه الباب بإسناده .

      قول الحافظ زكريا بن يحيى الساجي إمام أهل البصرة رحمه الله تعالى

      قال أبو عبد الله بن بطة حدثنا أبو الحسن أحمد بن زكريا بن يحيى الساجي قال قال أبي القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث الذين لقيناهم أن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ثم ذكر بقية الاعتقاد ذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء وقال أخذ عن الربيع والمزني وله كتاب اختلاف الفقهاء وكتاب علل الحديث وهو شيخ أبي الحسن الأشعري في الفقه والحديث وذكر ما حكاه أبو نصر السجزي عن أهل الحديث قال وأئمتنا كالثوري ومالك وابن عيينة وحماد بن زيد والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته وأن علمه بكل مكان .

      قول الإمام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني

      إمام أهل الحديث والفقه والتصوف في وقته قال في رسالته المشهورة في السنة وأن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه ثم ساق بإسناده عن ابن المبارك أنه قال نعرف ربنا تبارك وتعالى بأنه فوق سبع سمواته على عرشه بائن من خلقه ولا نقول كما قالت الة أنه ههنا في الأرض ثم قال حدثنا أبو عبد الله الحافظ عن محمد بن صالح عن ابن خزيمة قال من لم يقر بأن الله على عرشه فوق سبع سمواته فهو كافر بربه حلال الدم يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى به المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته وكان ماله فيئا ولا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر ولا الكافر يرث المسلم



      قول أبي جعفر الطحاوي إمام الحنفية في وقته في الحديث والفقه ومعرفة أقوال السلف

      قال في العقيدة التي له وهي معروفة عند الحنفية ذكر بيان السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن نقول في توحيد الله معتقدين أن الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه وأن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا ونزل على نبيه وحيا وصدقه المؤمنون على ذلك حقا وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر والرؤية حق لاهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية وكل ما في ذلك من الصحيح عن رسول الله فهو كما قال ومعناه كما أراد لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا يثبت قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام فمن رام ما حظر عنه علمه ولا يقنع بالتسليم فهمه حجب مرامه عن خالص التوحيد وصحيح الإيمان ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه إلى أن قال والعرش والكرسي حق كما بين في كتابه وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوق كل شيء وذكر سائر الاعتقاد .
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • [أقوال أئمة اللغة العربية الذين يحتج بقولهم فيها ]

      ذكر قول أبي عبيدة معمر بن المثنى


      ذكر البغوي عنه في معالم التنزيل في قوله تعالى (ثم استوى إلى السماء ) قال أبو عبيدة صعد وحكاه عنه ابن جرير عند قوله تعالى ( ثم استوى على العرش الرحمن ) .

      قول يحيى بن زياد الفراء إمام أهل الكوفة

      قال في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) أي صعد قاله ابن عباس قال فهو كقول الرجل كان قائما وكان قائما فاستوى قاعدا ذكره البيهقي عنه في الأسماء والصفات قلت مراد الفراء اعتدال القائم والقاعد في صعوده على الأرض .

      قول أبي العباس ثعلب

      روى الدارقطني عن إسحاق الكلابي قال سمعت أبا العباس ثعلبا يقول استوى على العرش علا واستوى الوجه اتصل واستوى القمر امتلأ واستوى زيد وعمر وتشابها واستوى إلى السماء أقبل هذا الذي نعرف من كلام العرب .

      قول أبي عبد الله محمد بن الأعرابي

      قال ابن عرفة في كتاب الرد على الة حدثنا داود بن علي قال كنا عند ابن الأعرابي فأتاه رجل فقال ما معنى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) قال هو على عرشه كما أخبر فقال يا أبا عبد الله إنما معناه استولى فقال اسكت لا يقال استولى على الشيء ويكون له مصادقا إذا غلب أحدهما قيل استولى كما قال النابغة

      ألا لمثلك أو من أنت سابقه سبق الجواد إذا استولى على الأمد
      قال محمد بن النضر سمعت ابن الأعرابي صاحب اللغة يقول أرادني ابن أبي دؤاد أن أطلب له في بعض لغات العرب ومعانيها (الرحمن على العرش استوى) استوى بمعنى استولى فقلت له والله ما يكون هذا ولا وجدته .

      قول الخليل بن أحمد شيخ سيبويه

      ذكر أبو عمر بن عبد البر عنه في التمهيد قال الخليل بن أحمد استوى إلى السماء ارتفع إلى السماء .

      قول إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه

      له كتاب في الرد على الة أنكر فيه أن يكون استوى بمعنى استولى وحكى فيه عن ابن الأعرابي ما قدمنا حكايته عنه ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي يقول سبحان ربي الأسفل وهذا جهل من قائله ورد لنص الكتاب إذ يقول الله ( أأمنتم من في السماء ) ورحمه الله لقد لين القول في المريسي صاحب هذا التسبيح ولقد كان جديرا بما هو أليق به من الجهم .

      قول الأخفش

      قال الأزهري في كتاب التهذيب له في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) قال الأخفش استوى أي علا يقال استويت فوق الدابة وعلى ظهر البيت أي علوته
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • أقوال الزهاد والصوفية أهل الاتباع وسلفهم:


      قول ثابت البناني شيخ الزهاد رحمه الله تعالى


      قال محمد بن عثمان في رسالته صح عنه أنه قال كان داود يطيل الصلاة ثم يركع ثم يرفع رأسه إلى السماء ثم يقول اليك رفعت رأسي نظر العبيد إلى أربابها يا ساكن السماء ورواه اللالكائي بإسناد صحيح عنه ورواه الإمام أحمد أيضا في كتاب الزهد فهذا الرفع إن كان في الصلاة فهو منسوخ في شرعنا وإن كان بعد الصلاة فهو جائز كرفع اليدين في الدعاء إلى الله عز وجل .

      قول مالك بن دينار رحمه الله تعالى

      قد أسلفنا عنه أنه كان يقول خذوا فيقرأ ثم يقول اسمعوا إلى قول الصادق من فوق عرشه رواه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح عنه وروى ابن أبي الدنيا عنه قال قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول يا ابن آدم خيري إليك ينزل وشرك يصعد إلي وأتحبب إليك بالنعم وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال ملك كريم يعرج إلي منك بعمل قبيح .

      قول سليمان التيمي رحمه الله تعالى

      قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد قال ضمرة بن ربيعة عن صدقة عن سليمان سمعته يقول لو سئلت أين الله لقلت في السماء ولو سئلت أين كان العرش قبل السماء لقلت على الماء ولو سئلت أين كان قبل الماء لقلت لا أدري .

      قول شريح بن عبيد رحمه الله تعالى

      روى عنه أبو الشيخ بإسناد صحيح أنه كان يقول ارتفع اليك ثناء التسبيح وصعد إليك وقال التقدس سبحانك ذي الجبروت بيدك الملك والملكوت والمفاتيح والمقادير .

      قول عبيد بن عمير رحمه الله تعالى

      روى عبد الله بن أحمد في كتاب السنة له من حديث حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير أنه قال ينزل الرب عز وجل شطر الليل إلى سماء الدنيا ويقول من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى إذا كان الفجر صعد الرب عز وجل .

      قول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى

      قال الأثرم في كتاب السنة حدثنا إبراهيم بن الحارث يعني العبادي حدثنا الليث بن يحيى قال سمعت إبراهيم بن الأشعث قال أبو بكر صاحب الفضيل سمعت الفضيل بن عياض يقول ليس لنا أن نتوهم في الله كيف وكيف لأن الله وصف نفسه فأبلغ فقال ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) فلا صفة أبلغ مما وصف الله به نفسه وكذا النزول والضحك والمباهات والاطلاع كما شاء أن ينزل وكما شاء أن يباهي وكما شاء أن يطلع وكما شاء أن يضحك فليس لنا أن نتوهم كيف وكيف وإذا قال لك ال أنا كفرت برب ينزل عن مكانه فقلت أنت أنا أومن برب يفعل ما يشاء وقد ذكر هذا الكلام الأخير عن الفضيل البخاري في كتاب خلق الأفعال فقال وقال الفضيل بن عياش إذا قال لك ال فذكر قول يحيى بن معاذ الرازي قال الله تعالى على العرش بائن من الخلق قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ولا يشك في هذه المقالة إلا رديء ضليل وهالك مرتاب يقول يمزج الله بخلقه ويخلط الذات بالأقذار والانتان .

      قول عطاء السلمي رحمه الله تعالى

      ثبت أنه كان لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله عز وجل ومن هذا نهى النبي المصلي عن رفع بصره إلى السماء تأدبا مع الله عز وجل وإطراقا بين يديه وإجلالا له كما يقف العبيد بين يدي الملوك ولا يرفعون رؤوسهم إليهم إجلالا لهم وإذا ضم هذا إلى رفع الأيدي في الرغبات والرهبات وتوجه القلوب إلى العلو دون اليمنة واليسرة والخلف والإمام أفاد العلم بأن هذا فطرة الله التي فطر الناس عليها .

      قول أبي عبيدة الخواص رحمه الله تعالى

      ذكر أبو نعيم وابن الجوزي عنه أنه مكث كذا وكذا سنة لم يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله .

      قول بشر الحافي رحمه الله تعالى

      صح عنه أنه قال إني لأرفع يدي إلى الله ثم أردهما وأقول إنما يفعل هذا من له جاه عند الله .

      قول ذي النون المصري رحمه الله تعالى

      روى أبو الشيخ في كتاب العظمة بإسناده عنه قال أشرقت لنوره السموات وأنار بوجهه الظلمات وحجب جلاله عن العيون وناجاه على عرشه ألسنة الصدور .

      فإن قيل قد نقل القشيري عن ذي النون انه سئل عن قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) فقال أثبت ذاته ونفى مكانه وهو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمته كما شاء

      قيل القشيري لم يذكر لهذه الحكاية اسنادا وما ذكرناه (ذكرناه) مسنداً عنه وفي كتب التصوف من الحكايات المكذوبة ما الله به عليم

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا النقل باطل فإن هذا الكلام ليس فيه مناسبة للآية بل هو مناقض لها فإن هذه الآية لم تتضمن إثبات ذاته ونفي مكانه بوجه من الوجوه فكيف يفسر ذلك قال وأما قوله هو موجود بذاته والأشياء موجودة بحكمته فحق ولكن ليس هو معنى الآية.

      قول الحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله تعالى

      قال وأما قوله ( الرحمن على العرش استوى ) ( وهو القاهر فوق عباده ) ( أأمنتم من في السماء ) ( إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ) فهذه غيرها مثل قوله ( تعرج الملائكة والروح إليه ) ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) يعني فوق العرش والعرش على السماء لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء وقد قال ( فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ) أي على الأرض لا يريد الدخول في جوفها وكذلك قوله (يتيهون في الأرض ) يعني على الأرض وكذلك قوله تعالى ( لأصلبنكم في جذوع النخل ) يعني فوقها عليها وقال في موضع آخر فبين عروج الأمر وعروج الملائكة ثم وصف وقت عروجها بالارتفاع صاعدة إليه فقال ( في يوم كان مقداره ) فذكر صعودها إليه ووصولها بقوله إليه كقول القائل اصعد إلى فلان في ليلة أو يوم وذلك أنه في العلو وأن صعودك اليه في يوم فإذا صعدوا إلى العرش فقد صعدوا إلى الله عز وجل وإن كانوا لم يروه ولم يساووه في الارتفاع في علوه فإنهم صعدوا من الأرض وعرجوا بالأمر إلى العلو الذي الله تعالى فوقه وقال تعالى( بل رفعه الله إليه) ولم يقل عنده وقال فرعون ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى ) ثم استأنف وقال ( وإني لأظنه كاذبا ) يعني فيما قال أن إلهه فوق السموات فبين الله عز وجل أن فرعون ظن بموسى أنه كاذب فيما قال له وعمد إلى طلبه حيث قال له مع الظن بموسى أنه كاذب ولو أن موسى قال أنه في كل مكان بذاته لطلبه في نفسه فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

      قول إمام الصوفية في وقته الإمام العارف أبو عبد الله محمد بن عثمان المكي رحمه الله تعالى

      قال في كتابه آداب المريدين والتعرف لأحوال العبادة في باب ما يجيء به الشياطين للتائبين من الوسوسة وأما الوجه الثالث الذي يأتي به الناس إذا هم امتنعوا عليه واعتصموا بالله فإنه يوسوس لهم في أمر الخالق ليفسد عليهم أصول التوحيد وذكر كلاما طويلا إلى أن قال فهذا من أعظم ما يوسوس به في التوحيد بالتشكيك أو في صفات الرب بالتشبيه والتمثيل أو بالجحد لها والتعطيل وأن يدخل عليهم مقاييس عظمة الرب بقدر عقولهم فيهلكوا أو يضعضع أركانهم إلا أن يلجأوا في ذلك إلى العلم وتحقيق المعرفة بالله عز وجل من حيث أخبر عن نفسه ووصف به نفسه ووصفه به رسوله فهو تعالى القائل أنا الله لا الشجرة الجائي هو لا أمره المستوي على عرشه بعظمته وجلاله دون كل مكان الذي كلم موسى تكليما وأراه من آياته عظيما فسمع موسى كلام الله الوارث لخلقه السميع لأصواتهم الناظر بعينه إلى أجسامهم يداه مبسوطتان وهما غير نعمته وقدرته وخلق آدم بيده ثم ساق كلاما طويلا في السنة وهو رحمه الله من نظراء الجنيد وأعيان مشايخ القوم توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد .


      قول أبي جعفر الهمداني الصوفي رحمه الله تعالى

      ذكر محمد بن طاهر المقدسي محدث الصوفية في كتابه عنه أنه حضر مجلس أبي المعالي الجويني وهو يقول كان الله ولا عرش وهو الآن على ما كان عليه وكلاما من هذا المعنى فقال يا شيخ دعنا من ذكر العرش أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط يا ألله إلا وجد من قلبه ضرورة بطلب العلو ولا يلتفت يمنة ولا يسرة فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا قال فصرخ أبو المعالي ولطم على رأسه وقال حيرني الهمداني حيرني الهمداني قول الإمام العارف معمر بن أحمد الأصبهاني رحمه الله تعالى شيخ الصوفية في أواخر المائة الرابعة قال في رسالته أحببت أن أوصي أصحابي بوصية من السنة وموعظة من الحكمة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر وأهل المعرفة والتصوف من المتقدمين والمتأخرين قال فيها وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف مجهول وأنه عز وجل بائن من خلقه والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق وأن الله سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعبادة يوم القيامة ضاحكا وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء فيقول هل من داع فأستجيب له هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر ونزول الرب إلى السماء بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال


      قول الشيخ الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه

      قال في كتابه تحفة المتقين وسبيل العارفين في باب اختلاف المذاهب في صفات الله عز وجل وفي ذكر اختلاف الناس في الوقف عند قوله ( وما يعلم تأويله إلا الله ) قال إسحاق في العلم إلى أن قال والله تعالى بذاته على العرش علمه محيط بكل مكان والوقف عند أهل الحق على قوله إلا الله وقد روى ذلك عن فاطمة بنت رسول الله وهذا الوقف حسن لمن اعتقد أن الله بذاته على العرش ويعلم ما في السموات والأرض إلى أن قال ووقف جماعة من منكري استواء الرب عز وجل على قوله ( الرحمن على العرش استوى ) وابتدأوا بقوله استوى له ما في السموات وما في الأرض يريدون بذلك نفي الاستواء الذي وصف به نفسه وهذا خطأ منهم لأن الله تعالى استوى على العرش بذاته وقال في كتابه الغنية أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال أنه في السماء على العرش استوى قال الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى) وساق آيات وأحاديث ثم قال وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش ثم قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف هذا نص كلامه في الغنية

      قول أبي عبد الله بن خفيف الشيرازي رحمه الله تعالى

      إمام الصوفية في وقته قال في كتابه الذي سماه اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات قال في آخر خطبته فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه وقدره قولا واحدا وشرطا ظاهرا وهم الذين نقلوه عن رسول الله ذلك حين قال عليكم بسنتي فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم إذا لم يختلفوا بحمد الله في أحكام التوحيد وأصول الدين من الأسماء والصفات كما اختلفوا في الفروع ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل الينا كما نقل الينا سائر الاختلاف ثم ذكر حديث يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع الجبار فيها رجله وحديث الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله ثم ذكر حديث الصور إلى أن قال ونعتقد أن الله قبض قبضتين فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار إلى أن قال ومما نعتقد أن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فيبسط يديه ويقول هل من سائل الحديث وليلة النصف من شعبان وعشية عرفة وذكر الحديث في ذلك ونعتقد أن الله يتولى حساب الخلق بنفسه ونعتقد أن الله خص محمدا بالرؤية واتخذه خليلا

      قول شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله الأنصاري رحمه الله تعالى

      صاحب كتاب منازل السائرين والفاروق وذم الكلام وغيره صرح في كتابه بلفظ الذات في العلو وأنه استوى بذاته على عرشه قال ولم تزل أئمة السلف تصرح بذلك ومن أراد معرفة صلابته في السنة والإثبات فليطالع كتابيه الفاروق وذم الكلام قول شيخ الصوفية والمحدثين أبي نعيم صاحب كتاب حلية الأولياء قال في عقيدته وإن الله سميع بصير عليم خبير يتكلم ويرضى ويسخط ويضحك ويعجب ويتجلى لعبادة يوم القيامة ضاحكا وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف يشاء فيقول هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه حتى يطلع الفجر ونزول الرب تعالى إلى سماء الدنيا بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال وسائر الصفوة العارفين على هذا ثم قال وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل فالاستواء معقول والكيف مجهول وأنه سبحانه بائن من خلقه وخلقه بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة لأنه البائن الفرد من الخلق والواحد الغني عن الخلق وقال أيضا طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة وساق ذكر اعتقادهم ثم قال ومما اعتقدوه أن الله في سمائه دون أرضه وساق بقيته .

      قول الإمام يحيى بن عمار السجزي رحمه الله تعالى شيخ أبي إسماعيل الأنصاري إمام الصوفية في وقته

      قال في رسالته في السنة بعد كلام بل نقول هو بذاته على العرش وعلمه محيط بكل شيء وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء وهو معنى قول الله تعالى وهو معكم ورسالته موجودة مشهورة
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • أقوال أئمة الكلام من أهل الإثبات

      قول الإمام أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب


      إمام الطائفة الكلابية كان من أعظم أهل الإثبات للصفات والفوقية وعلو الله على عرشه منكرا لقول الة وهو أول من عرف عنه إنكار قيام الأفعال الاختيارية بذات الرب تعالى وأن القرآن معنى قائد بالذات وهو أربع معان ونصر طريقته أبو العباس القلانسي وأبو الحسن الأشعري وخالفه في بعض الأشياء ولكنه على يقته في إثبات الصفات والفوقية وعلو الله على عرشه كما سيأتي حكاية كلامه بألفاظه .

      قال ابن كلاب في بعض كتبه وأخرج من الأثر والنظر من قال أن الله سبحانه لا داخل العالم ولا خارجه حكاه عنه شيخ الإسلام في عامة كتبه الكلامية .

      وحكى عنه أبو الحسن الأشعري أنه كان يقول إن الله مستو على عرشه كما قال وأنه فوق كل شيء هذا لفظ حكاية الأشعري عنه .

      وحكى عنه أبو بكر بن فورك فيما جمعه من مقالاته في كتاب المجرد وأخرج من النظر والخبر قول من قال لا هو في العالم ولا خارجه فنفاه نفيا مستويا لأنه لو قيل له صفه بالعدم ما قدر أن يقول أكثر من هذا ورد أخبار الله نصا وقال في ذلك ما لا يجوز في نص ولا معقول وزعم أن هذا هو التوحيد الخالص والنفي الخالص عندهم هو الاثبات الخالص وهم عند أنفسهم قياسون قال وإن قالوا هذا انفصاح منكم بخلو الأماكن منه وإنفراد العرش به قيل إن كنتم تعنون خلو الأماكن من تدبيره وإنه غير عالم بهما فلا وإن كنتم تريدون خلوه من استوائه عليها كما استوى على العرش فنحن لا نحتشم أن نقول استوى الله على العرش ونحتشم أن نقول استوى على الأرض واستوى على الجدار وفي صدر البيت قال ابن كلاب يقال لهم أهو فوق ما خلق فإن قالوا نعم قيل لهم ما تعنون بقولكم فوق ما خلق فإن قالوا بالقدرة والعزة قيل لهم ليس هذا سؤالنا وإن قالوا المسألة خطأ قيل لهم أفليس هو فوق فإن قالوا نعم ليس هو فوق قيل لهم وليس هو تحت فإن قالوا لا فوق ولا تحت أعدموه لأن ما كان لا تحت ولا فوق عدم وإن قالوا هو تحت وهو فوق قيل لهم فيلزم أن يكون تحت وفوق ثم بسط الكلام في استحالة نفي المباينة والمماسة عنه بالعقل وإن ذلك يلحقه بالعدم المحض ثم قال ورسوله الله وهو صفوة الله من خلقه وخيرته من بريته أعلمهم بالأين واستصوب قول القائل أنه في السماء وشهد له بالإيمان عند ذلك وجهم بن صفوان وأصحابه لا يجيزون الأين بزعمهم ويحيلون القول به قال ولو كان خطأ لكان رسول الله أحق بالإنكار له وكان ينبغي أن يقول لها لا تقولي ذلك فتوهمي أنه محدود وأنه في مكان دون مكان ولكن قولي إنه في كل مكان لأنه هو الصواب دون ما قلت كلا فلقد أجازه رسول الله مع علمه بما فيه وأنه من الإيمان بل الأمر الذي يجب به الإيمان لقائله ومن أجله شهد لها بالإيمان حين قالته وكيف يكون الحق في خلاف ذلك والكتاب ناطق بذلك وشاهد له ولو لم يشهد لصحة مذهب الجماعة في هذا خاصة إلا ما ذكرناه من هذه الأمور لكان فيه ما يكفي كيف وقد غرس في نيته الفطرة ومعارفة الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين منه ولا أوكد لأنك لا تسأل أحدا من الناس عربيا ولا عجميا ولا مؤمنا ولا كافرا فتقول أين ربك إلا قال في السماء أفصح أو أومأ بيده أو أشار بطرفه إن كان لا يفصح ولا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا سهل ولا جبل ولا رأينا أحدا إذا عن له دعاء إلا رافعا يديه إلى السماء ولا وجدنا أحدا غير الة يسأل عن ربه فيقول في كل مكان كما يقولون وهم يدعون أنهم أفضل الناس كلهم فتاهت العقول وسقطت الأخبار واهتدى جهم وخمسون رجلا معهم نعوذ بالله من مضلات الفتن هذا آخر كلامه قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه.

      ولما رجع الأشعري من مذهب المعتزلة سلك طريق ابن كلاب ومال في أهل السنة والحديث وانتسب إلى الإمام أحمد كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها كالإبانة والموجز والمقالات وغيرها وكان القدماء من أصحاب أحمد كأبي بكر بن عبد العزيز وأبي الحسين التميمي وأمثالهما يذكرونه في كتبهم على طريق الموافق للسنة في الجملة ويذكرون رده على المعتزلة وأبدى تناقضهم ثم ذكر ما بين الأشعري وقدماء أصحابه وبين الحنابلة من التآلف لا سيما بين القاضي أبي بكر بن الباقلاني وبين أبي الفضل بن التميمي حتى كان ابن الباقلاني يكتب في أجوبته في المسائل كتبه محمد بن الطيب الحنبلي ويكتب أيضا الأشعري قال وعلى العقيدة التي صنفها أبو الفضل التميمي اعتمد البيهقي في الكتاب الذي صنفه في مناقب أحمد لما ذكر عقيدة أحمد قال وأما ابن حامد وابن بطة وغيرهما فإنهم مخالفون لأصل قول ابن كلاب قال والأشعري وأئمة أصحابه كابن الحسن الطبري أبي عبد الله بن المجاهد والقاضي أبي بكر متفقون على إثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن كالاستواء والوجه واليدين وإبطال تأويلها وليس للأشعري في ذلك قولان أصلا ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين ولكن لأتباعه قولان في ذلك ولأبي المعالي الجويني في تأويلها قولان أولها في الارشاد ورجع عن التأويل في رسالته النظامية وحرمه ونقل إجماع السلف على تحريمه وأنه ليس بواجب ولا جائز

      قول أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري

      إمام الطائفة الأشعرية نذكر كلامه فيما وقفنا عليه من كتبه كالموجز والابانة والمقالات وما نقله عنه أعظم الناس انتصارا له الحافظ أبو القاسم بن عساكر في الكتاب الذي سماه تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري ذكر قوله في كتاب الإبانة ذكر في أصول الديانة .

      قال أبو القاسم ابن عساكر إذا كان أبو الحسن مستصوب المذهب عند أهل العلم والمعرفة والانتقاد فوافقه في أكثر ما يذهب إليه أكابر العباد ولا يقدح في معتقده غير أهل الجهل والعناد فلا بد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة ونجتنب أن نزيد فيه أو ننقص منه تركا للخيانة لتعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة فاسمع ما ذكره في كتابه الذي سماه بالابانة فإنه قال الحمد لله الأحد الواحد العزيز الماجد المتفرد بالتوحيد المتمجد بالتمجيد الذي لا تبلغه صفات العبيد وليس له مثل ولا نديد وهو المبديء المعيد جل عن اتخاذ الصاحبة والأبناء وتقدس عن ملامسة النساء فليس له عزة تنال ولا حد تضرب فيه الأمثال لم يزل بصفاته أولا قديرا ولا يزال عالما خبيرا سبق الأشياء علمه ونفذت فيها إرادته فلم تعزب عنه خفيات الأمور ولم يغيره سوالف صروف الدهور ولم يلحقه في خلق شيء مما خلق كلال ولا تعب ولا مسه لغوب ولا نصب خلق الأشياء بقدرته ودبرها بمشيئته وقهرها بجبروته وذللها بعزته فذل لعظمته المتكبرون واستكان لعظم ربوبيته المتعظمون وانقطع دون الرسوخ في علمه الممترون وذلك له الرقاب وحارت في ملكوته فطن ذوي الألباب وقامت بكلمته السموات السبع واستقرت الأرض المهاد وثبتت الجبال الرواسي وجرت الرياح اللواقح وسار في جو السماء السحاب وقامت على حدودها البحار وهو إله قاهر يخضع له المتعززون ويخشع له المترفعون ويدين طوعا وكرها له العالمون نحمده كما حمد نفسه وكما هو أهله ومستحقه ونستعينه استعانة من فوض إليه أمره وأقر أنه لا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه ونستغفره استغفار مقر بذنبه معترف بخطيئته ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بوحدانيته وإخلاصا لربوبيته وإنه العالم بما تبطنه الضمائر وتنطوي عليه السرائر وما تخفيه النفوس وما تخزن البحار وما تواري الاسراب وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار وساق خطبة طويلة بين فيها مخالفة المعتزلة لكتاب الله وسنة رسوله وإجماع الصحابة إلى أن قال فيها ودفعوا أن يكون لله وجه مع قوله (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وأنكروا أن يكون لله يدان مع قوله ( لما خلقت بيدي ) وأنكروا أن يكون لله عينان مع قوله ( تجري بأعيننا ) وكقوله ( ولتصنع على عيني ) ونفوا ما روي عنه من قوله إن الله ينزل إلى سماء الدنيا الخ وأنا ذاكر ذلك إن شاء الله تعالى بابا بابا وبه المعونة والتأييد ومنه التوفيق والتسديد .

      فإن قال لنا قائل قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والة والحرورية والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له قولنا الذي به نقول وديانتنا التي بها ندين التمسك بكتاب الله وسنة نبيه وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ونحن بذلك معتصمون وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون ولمن خالف قوله مجانبون لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين وزيغ الزائغين وشك الشاكين فرحمة الله عليه من إمام مقدم وكبير مفهم وعلى جميع أئمة المسلمين وجملة قولنا أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله لا نرد من ذلك شيئا وإن الله سبحانه وتعالى إله واحد أحد فرد صمد لا إله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله تعالى استوى على عرشه كما قال تعالى (الرحمن على العرش استوى ) وأن له وجها كما قال تعالى (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وأن له يدين كما قال تعالى ( بل يداه مبسوطتان ) وكما قال تعالى (ولما خلقت بيدي ) وأن له عينين بلا كيف كما قال تعالى ( تجري بأعيننا ) وأن من زعم أن اسم الله غيره كان ضالا وأن لله علما كما قال تعالى ( أنزله بعلمه ) وكما قال تعالى ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) ونثبت لله قوة كما قال تعالى ( أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة ) ونثبت لله السمع والبصر ولا ننفي ذلك كما نفته المعتزلة والة ونقول أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه لم يخلق شيئا إلا وقد قال له ( كن فيكون ) وأنه لا يكون في الأرض شيء من خير وشر إلا ما شاء الله وأن الأشياء تكون بمشيئة الله وأن أحدا لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعله الله وأن لا يستغني عن الله ولا نقدر عن الخروج من علم الله وأنه لا خالق إلا الله وأن أعمال العباد مخلوقة لله مقدورة له كما قال تعالى ( والله خلقكم وما تعملون ) وأن العباد لا يقدرون أن يخلقوا شيئا وهم يخلقون كما قال تعالى (هل من خالق غير الله ) وكما قال تعالى ( لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) وكما قال تعالى ( أفمن يخلق كمن لا يخلق ) وكما قال تعالى ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض ) وهذا في كتاب الله كثير وأن الله وفق المؤمنين لطاعته ولطف بهم ونظر لهم وأصلحهم وهداهم وأضل الكافرين ولم يلطف بهم ولم يهدهم بالإيمان كما زعم أهل الزيغ والطغيان ولو لطف بهم وأصلحهم لكانوا صالحين ولو هداهم لكانوا مهتدين كما قال تعالى (من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون ) وأن الله يقدر أن يصلح الكافرين ويلطف بهم حتى يكونوا مؤمنين ولكنه أراد أن يكونوا كافرين كما علم وأنه خذلهم وطبع على قلوبهم وأن الخير والشر بقضاء الله وقدره وأنا نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره حلوه ومره ونعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا وإنا لا نملك لأنفسنا نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله وإنا لتلجيء أمورنا إلى الله ونثبت الحاجة والفقر في كل وقت اليه ونقول إن القرآن كلام الله غير مخلوق وإن من قال بخلق القرآن كان كافرا وندين بأن الله يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر ويراه المؤمنون كما جاءت به الروايات عن رسول الله ونقول أن الكافرين إذا رآهم المؤمنون محجوبون كما قال تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) وأن موسى عليه السلام سأل الله عز وجل الرؤية في الدنيا وأن الله تجلى للجبل فجعله دكا وخر موسى صعقا وأعلم بذلك موسى أنه لا يراه في الدنيا ونرى أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه كالزنا والسرقة وشرب الخمر كما دانت بذلك الخوارج وزعموا أنهم بذلك كافرون ونقول أن من عمل كبيرة من الكبائر وما أشبهها مستحلا لها كان كافرا إذا كان غير معتقد لتحريمها ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان وليس كل إسلام إيمانا وندين بأن الله تعالى يقلب القلوب وأن القلوب بين أصبعين من أصابعه وأنه يضع السموات على أصبع والأرضين على أصبع كما جاءت الرواية عن رسول الله وندين بأن لا ننزل أحدا من الموحدين المتمسكين بالإيمان جنة ولا نارا إلا من شهد له رسول الله بالجنة ونرجو الجنة للمذنبين ونخاف عليهم أن يكونوا من أهل النار معذبين ونقول أن الله يخرج من النار قوما بعدما امتحشوا بشفاعة محمد ونؤمن بعذاب القبر ونقول إن الحوض والميزان حق والصراط حق والبعث بعد الموت حق وأن الله يوقف العباد بالموقف ويحاسب المؤمنين وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ونسلم الروايات الصحيحة في ذلك عن رسول الله التي رواها الثقات عدلا عن عدل حتى تنتهي الرواية إلى رسول الله وندين بحب السلف الذي اختارهم الله لصحبة نبيه ونثني عليهم بما أثنى الله به عليهم ونتولاهم ونقول إن الإمام بعد رسول الله أبو بكر وأن الله أعز به الدين وأظهره على المرتدين وقدمه المسلمون للامامة كما قدمه رسول الله للصلاة ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان نضر الله وجهه قتله قاتلوه ظلما وعدوانا ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهؤلاء الأئمة بعد رسول الله خلافتهم خلافة النبوة ونشهد للعشرة بالجنة الذين شهد لهم رسول الله بها ونتولى سائر أصحاب رسول الله ونكف عما شجر بينهم وندين الله بأن الأئمة الأربعة خلفاء راشدون فضلاء مهديون لا يوازيهم غيرهم في الفضل ونصدق جميع الروايات التي رواها أهل النقل من النزول إلى سماء الدنيا وأن الرب تعالى يقول هل من سائل هل من مستغفر وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لما قاله أهل الزيغ والتعطيل ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب الله وسنة رسول الله وإجماع المسلمين وما كان في معناه فلا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن الله بها ولا نقول على الله ما لا نعلم ونقول إن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) وأن الله يقرب من عباده كيف شاء كما قال تعالى ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) وكما قال تعالى ( ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ) ومن ديننا أن نصلي الجمعة والأعياد وغيرهما خلف كل بر وفاجر وكذلك سائر الصلوات الخمس سنة بالجماعات كما روي عن عبد الله بن عمر أنه كان يصلي خلف الحجاج وأن المسح على الخفين في الحضر والسفر خلافا لمن أنكر ذلك ونرى الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح والاقرار بإمامتهم وتضليل من رأى الخروج عليهم إذ ظهر منهم ترك الاستقامة وندين بترك الخروج عليهم وترك القتال في الفتنة ونقر بخروج الدجال كما جاءت به الرواية عن رسول الله ونؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير ومساءلتهما للمدفونين في قبورهم ونصدق بحديث المعراج ونصحح كثيرا من الرؤيا في المنام وأن لذلك تأثيرا ونرى الصدقة عن موتى المسلمين المؤمنين والدعاء لهم ونؤمن أن الله ينفعهم بذلك ونصدق بأن في الدنيا سحرة وسحرا وأن السحر كائن موجود في الدنيا وندين بالصلاة على من مات من أهل القبلة برهم وفاجرهم ونوارثهم ونقر أن الجنة والنار مخلوقتان وأن من مات أو قتل فبأجله مات أو قتل أن الأرزاق من قبل الله عز وجل يرزقها الله عباده حلالا وحراما وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه ويخبطه خلافا لقول المعتزلة والة كما قال الله عز وجل ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) وكما قال تعالى (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس) ونقول إن الصالحين يجوز أن يخصهم الله بآيات يظهرها عليهم وقولنا في أطفال المشركين إن الله يؤجج لهم نارا في الآخرة ثم يقول لهم اقتحموها كما جاءت الرواية بذلك وندين بأن الله تعالى يعلم ما العباد عاملون وإلى ما هم صائرون وما يكون وما لا يكون إن لو كان كيف كان يكون وبطاعة الأئمة ونصيحة المسلمين ونرى مفارقة كل داعية إلى بدعة ومجانبة أهل الأهواء وسنحتج لما ذكرناه من قولنا مما بقي منه مما لم نذكره بابا بابا .

      قلت ثم ذكر الأبواب إلى أن قال باب الاستواء وإن قال قائل ما تقولون في الاستواء قيل له نقول إن الله مستو على عرشه كما قال تعالى (الرحمن على العرش استوى ) وقال تعالى ( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقال تعالى ( بل رفعه الله إليه ) وقال تعالى حكاية عن فرعون ( يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا ) كذب موسى في قوله أن الله فوق السموات وقال الله عز وجل ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات وكان كل ما علا فهو سماء وليس إذا قال ( أأمنتم من في السماء ) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال ( وجعل القمر فيهن نورا ) ولم يرد أنه يملأهن جميعا ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السموات فلولا أن الله تعالى على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش .

      ثم قال ومن دعاء أهل الإسلام إذا هم رغبوا إلى الله تعالى يقولون يا ساكن العرش ومن خلفهم يقولون لا والذي احتجب بسبع وقد قال قائلون من المعتزلة والة والحرورية أن معنى استوى استولى وملك وقهر وأن الله في كل مكان وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الاستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله قادر على كل شيء والأرض فالله قادر عليها وعلى الحشوش فلو كان مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء لجاز أن يقال إن الله مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقال إن الله مستو على الحشوش والأخلية فبطل أن يكون الاستواء على العرش استيلاء ثم بسط الأدلة على هذه المسألة من الكتاب والسنة والعقل ولولا خشية الإطالة لسقناها بألفاظها .

      وقال الأشعري في كتاب الأمالي باب القول في الأماكن زعمت البحاومة أن الله بكل مكان على معنى الصنع والتدبير واختلف أصحاب الصفات في ذلك فقال أبو محمد عبد الله بن كلاب إن الله لم يزل لا في مكان وهو اليوم لا في مكان وقال آخرون منهم أنه مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه كما قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده ) وقال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) فامتدح نفسه بأنه على العرش استوى بمعنى أنه علا عليه وعلمنا أنه لم يزل عاليا رفيعا قبل خلق الأشياء وقبل خلق العرش الذي هو عال عليه سبحانه وبحمده ذكر كلامه في كتابه الكبير في إثبات الصفات وقد

      ذكر ترجمة هذا الكتاب في كتابه الذي سماه العمدة في الرؤية فقال وألفنا كتابا كبيرا في الصفات تكلمنا على أصناف المعتزلة والة المخالفين لنا في نفيهم علم الله تعالى وقدرته وسائر صفاته وعلى أبي الهذيل ومعمر النظام وفي فنون كثيرة من فنون الصفات في إثبات الوجه واليدين وفي إثبات استواء الرب سبحانه على العرش ثم ساق مضمونه .

      ذكر كلامه في كتاب جمل المقالات قال الحمد لله ذي العزة والافضال والجود والنوال أحمده على ما خص وعم من نعمه وأستعينه على أداء فرائضه وأسأله الصلاة على خاتم رسله أما بعد فإنه لا بد لمن أراد معرفة الديانات والتميز بينها من معرفة المذاهب والمقالات ورأيت الناس في حكاية ما يحكون من ذكر المقالات ويصنعون في النحل والديانات من بين مقصر فيما يحكيه وغالط فيما يذكره من قول مخالفه ومن بين معتمد الكذب في الحكاية إذا أراد التشنيع على من يخالفه ومن بين تارك لنقص في روايته لما يرويه من اختلاف المختلفين ومن بين من يضيف إلى قول مخالفيه ما يظن أن الحجة تلزمهم به وليس هذا سبيل الربانيين ولا سبيل الفطنة المميزين فحداني ما رأيت من ذلك على شرح ما ألتمس شرحه من أمر المقالات واختصار ذلك وترك الإطالة والاكثار وإنا نبديء شرح ذلك بعون الله وقوته وساق حكاية مذاهب الناس إلى أن قال هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الاقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله وما رواه الثقات عن رسول الله لا يردون من ذلك شيئا وأن الله إله واحد أحد فرد صمد لا إله غيره لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق والنار حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن الله على عرشه كما قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأن الله له يدين بلا كيف كما قال تعالى ( لما خلقت بيدي ) وقال تعالى (بل يداه مبسوطتان ) وأن له عينين بلا كيف كما قال تعالى (تجري بأعيننا ) وأن له وجها كما قال تعالى ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) إلى أن قال وأن القرآن كلام الله غير مخلوق والكلام في الوقف واللفظ من قال باللفظ أو بالوقف فهو مبتدع عندهم لا يقال اللفظ بالقرآن مخلوق ولا يقال غير مخلوق ويقولون إن الله يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون لأنهم عن الله محجوبون وأن موسى سأل الله الرؤية في الدنيا وأن الله تجلى للجبل فجعله دكا فأعلمه بذلك أن الله لا يرى في الدنيا ثم ساق بقية قولهم وقال في هذا الكتاب قال أهل السنة وأصحاب الحديث ليس بجسم ولا يشبه الأشياء وأنه على العرش كما قال تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله في القول بل نقول استوى بلا كيف وأنه نور كما قال تعالى ( الله نور السموات والأرض ) وأن له وجها كما قال تعالى ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وأن له يدين كما قال تعالى ( لما خلقت بيدي ) وأن له عينين كما قال تعالى ( تجري بأعيننا ) وأنه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) وأنه ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث ولم يقولوا شيئا إلا ما وجدوه في الكتاب أو جاءت به الرواية عن رسول الله وقالت المعتزلة إن الله استوى على عرشه بمعنى استولى هذا نص كلامه .

      وقال أيضا في الكتاب وقالت المعتزلة في قول الله عز وجل ( الرحمن على العرش استوى ) يعني استولى قال وتأولت اليد بمعنى النعمة وقوله ( تجري بأعيننا ) أي بعلمنا قال وأما الوجه فإن المعتزلة قالت فيه قولين قال بعضهم وهو أبو الهذيل وجه الله هو الله وقال غيره معنى قوله ( ويبقى وجه ربك ) أي ويبقى ربك من غير أن يكون يثبت وجها يقال أنه هو الله ولا يقال ذلك فيه فالأشعري إنما حكى تأويل الاستواء بالاستيلاء عن المعتزلة والة وصرح بخلافه وأنه خلاف أهل السنة وكذلك قال محيي السنة الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره تابعا لأبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى .

      قول القاضي أبي بكر الباقلاني الأشعري

      قال في كتاب التمهيد في أصول الدين وهو من أشهر كتبه فإن قال قائل فهل تقولون أن الله في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على العرش كما أخبر في كتابه فقال عز وجل ( الرحمن على العرش استوى) وقال تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) ولو كان في كل مكان لكان في جوف الإنسان وفي فمه وفي الحشوش وفي المواضع التي يرغب عن ذكرها تعالى الله عن ذلك ولو كان في كل مكان لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن خلقه وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان واضحا وأن يرغب اليه نحو الأرض وإلى وراء ظهورنا وعن أيماننا وعن شمائلنا وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله ثم قال في قوله تعالى ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) المراد أنه إله عند أهل السماء وإله عند أهل الأرض كما تقول العرب فلان نبيل مطاع في المصرين أي عند أهلهما وليس يعنون أن ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة وقوله تعالى ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) يعني بالحفظ والنصر والتأييد ولم يرد أن ذاته معهم تعالى وقوله تعالى ( إني معكما أسمع وأرى ) محمول على هذا التأويل وقوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) يعني أنه عالم بهم وبما خفي من سرهم ونجواهم وهذا إنما يستعمل كما ورد به القرآن فلذلك لا يجوز أن يقال قياسا على هذا أن الله بالبردان ومدينة السلام ودمشق وأنه مع الثور والحمار وأنه مع الفساق والمهان ومع المصعدين إلى الحلوان قياسا على قوله ( إن الله مع الذين اتقوا ) فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه ولا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه كما قال الشاعر قد استوى بشر على العراق

      لأن الاستيلاء والقدرة والقهر والله تعالى لم يزل قادرا قاهرا عزيزا مقتدرا وقوله ( ثم استوى ) يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن فبطل ما قالوه ثم قال باب فإن قال قائل ففصلوا لي صفات ذاته من صفات أفعاله لأعرف ذلك قيل له صفات ذاته هي التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والارادة والبقاء والوجه واليدان والعينان والغضب والرضا وصفات فعله هي الخلق والرزق والعدل والاحسان والتفضل والانعام والثواب والعقاب والحشر والنشر وكل صفة كان موجودا قبل فعله لها .

      ثم ساق الكلام في الصفات ذكر قوله في كتاب الابانة له ذكر صفة الوجه واليدين والعينين وأثبتها كما ذكر في التمهيد ثم قال فإن قال قائل فهل تقولون إنه في كل مكان قيل له معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه ثم ذكر الأدلة على ذلك نقلا وعقلا قريبا مما ذكر في التمهيد وقال في هذا الكتاب أيضا وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والارادة والبقاء والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى ذكر قوله في رسالة الحيرة قال في كلام ذكره في الصفات وأن له وجها ويدين وأنه ينزل إلى سماء الدنيا ثم قال وأنه استوى على عرشه فاستولى على خلقه ففرق بين الاستواء الخاص والاستيلاء العام .



      قول الحسين بن أحمد الأشعري المتكلم

      من متكلمي أهل الحديث صاحب جامع الكبير والصغير في أصول الدين قال في جامعه الصغير فإن قيل ما الدليل على أن الله تعالى على العرش بذاته قلنا قوله تعالى ( ثم استوى على العرش الرحمن ) فإن قالوا فإن العرب يقولون استوى فلان على بلد كذا وكذا استولى عليه وقهر قلنا لأصحابنا عن هذا أجوبة :

      أحدها أنه لو كان استوى بمعنى استولى لم يكن لتخصيصه العرش بالاستواء معنى لأنه مستول على كل شيء غيره فكان يجوز أن يقال الرحمن على الجبل استوى وهذا باطل .

      الثاني أن العرب لا تدخل ثم إلا لمستقبل سيكون والله تعالى لم يزل قاهرا قادرا مستوليا على الأشياء فلم يكن بزعمهم لقوله ( ثم استوى على العرش ) معنى .

      الثالث أن الاستواء بمعنى الاستيلاء لا يكون عند العرب إلا بعد أن يكون ثم مغالب يغالبه فإذا غلبه وقهره قيل قد استولى عليه فلما لم يكن مع الله مغالب لم يكن معنى استوائه على عرشه استيلاء وغلبة وصح أن استواءه عليه هو علوه وارتفاعه عليه بلا حد ولا كيف ولا تشبيه .

      ثم ذكر قول الخليل بن أحمد وابن الأعرابي أن الاستواء في اللغة هو العلو والرفعة لأنهم يقولون استوت الشمس إذا تعالت واستوى الرجل على ظهر دابته إذا علاها وقوله تعالى ( استوت على الجودي ) أي ارتفعت عليه وقوله تعالى ( ولما بلغ أشده واستوى ) ارتفع عن حال النقصان إلى حال الكمال وقوله استوى أمر فلان أي ارتفع وعلا عن الحال التي كان عليها من الضعف وسوء الحال وساق الكلام .

      ذكر قول الإمام فخر الدين الرازي

      في آخر كتابه وهو كتاب أقسام اللذات الذي صنفه في آخر عمره وهو كتاب مفيد ذكر فيه أقسام اللذات وبين أنها ثلاثة أقسام كالأكل والشرب والنكاح واللباس واللذة الخيالية الوهمية كلذة الرياسة والأمر والنهي والترفع ونحوها واللذة العقلية كلذة العلوم والمعارف وتكلم على كل واحد من هذه الأقسام إلى أن قال وأما اللذة العقلية فلا سبيل إلى الوصول إليها والتعلق بها فلهذا السبب نقول يا ليتنا بقينا على العدم الأول وليتنا ما شهدنا هذا العالم وليت النفس لم تتعلق بهذا البدن وفي هذا المعنى قلت

      نهاية أقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال
      وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
      ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
      وكم قد رأينا من رجال ودولة فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
      وكم من جبال قد علت شرفاتها رجال فزالوا والجبال جبال

      واعلم أن بعد التوغل في هذه المضائق والتعمق في الاستكشاف عن أسرار هذه الحقائق رأيت الأصوب الأصلح في هذا الباب طريقة القرآن العظيم والفرقان الكريم وهو ترك التعمق والاستدلال بأقسام أجسام السموات والأرضين على وجود رب العالمين ثم المبالغة في التعظيم من غير خوض في التفاصيل فاقرأ في التنزيه قوله تعالى والله الغني وأنتم الفقراء وقوله تعالى ( ليس كمثله شيء) وقوله تعالى (قل هو الله أحد) واقرأ في الإثبات قوله ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم) وقوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقوله تعالى ( قل كل من عند الله ) وفي تنزيهه عما لا ينبغي قوله (ما أصابك من حسنة فمن الله ) الآية وعلى هذا القانون فقس وختم الكتاب .

      قول متكلم السنة إمام الصوفية في وقته أبي العباس أحمد بن محمد المظفري

      المختار الرازي صاحب كتاب فرع الصفات في تقريع نفاة الصفات وهو على صغر حجمه كتاب جليل غزير العلم قال فيه بعد حكاية مذاهب الناس وقالت الحنابلة وأصحاب الظواهر والسلف من أهل الحديث أن الله على العرش ثم قال أما حجة المثبتين فمن حيث الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والمعقول ثم ذكر حجج القرآن والسنة ثم حكى كلام الصحابة إلى أن قال ثم أن الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا في النبي هل رأى ربه ليلة المعراج أم لا واختلافهم في الرؤية تلك الليلة اتفاق منهم على أن الله على العرش لأن المخالفين لا يفرقون بين الأرض والسماء بالنسبة إلى ذاته وهم فرقوا حيث اختلفوا في أحدهما دون الآخر قلت مراده أنهم إنما اختلفوا في رؤيته لربه ليلة اسري به إلى عنده فجاوز السبع الطباق ولولا أنه على العرش لكان لا فرق في الرؤية نفيا ولا إثباتا في تلك الليلة وغيرها ثم قال وأما المعقول فمن وجوه خمسة أحدها أطباق الناس كافة وإجماع الخلق عامة من الماضين والغابرين والمؤمنين والكافرين على رفع الأيدي إلى السماء عند السؤال والدعاء بخلاف السجود فإنه تواضع متعارف بخلاف التوجه إلى الكعبة فإنه تعبد غير معقول أما رفع الأيدي بالسؤال نحو المسؤول فأمر معقول متعارف قال ومن نظر في قصص الأنبياء وأخبار الأوائل القدماء وأنباء الأمم الماضية والقرون الحالية اتضحت له هذه المعاني واستحكمت له هذه المباني ثم قرر العلو وساق شبه النفاة ونقضها نقض من يقلع غروسها كل القلع رحمه الله تعالى.
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • اقصد من هذا الاقوال
      كل ما سبق ليس في صفة معينة وإن كانت في مجملها تدل على الفوقية والمعية وغيرها ولكن أوردناها لبيان المنهج بصفة عامة ولو أردنا أن نحصي ما ورد في كل صفة على حدة لأخذ ذلك منا الكثير وهذا إكمال لما كنا بدأنا به:

      1-قال الإمام الشافعي رحمه الله ( القول في السنة التي أنا عليها ، ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل مالك وسفيان وغيرهما ، ... وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلفه كيف يشاء ، وينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء ... وذكر سائر الاعتقاد) [[ مختصر العلو للألباني ص 176]]]

      2- قال الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي (اعلموا رحمكم الله أن مذاهب أهل الحديث ، أهل السنة والجماعة ، الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ...خلق آدم بيده ويداه . مبسوطتان بلا اعتقاد كيف واستوى على العرش بلا كيف ...وذكر سائر اعتقاد أهل السنة ).[[ مختصر العلو للذهبي 248 ، وقال في ص 249كان الإسماعيلي شيخ الإسلام رأسا في الحديث والفقه ، وقال أبو إسحاق في طبقات الشافعية ( جمع أبو بكر بين الفقه والحديث ورئاسة الدين والدنيا ]].

      3- قال الإمام أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي رحمه الله ( أما ما سألت عنه من الكلام في الصفات وما جاء منها في الكتاب والسنة الصحيحة فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها ) .

      قال الذهبي بعد نقله قول الخطابي هذا ( وكذا نقل الاتفاق عن السلف في هذا الحافظ أبو بكر الخطيب ثم الحافظ أبو القاسم التيمي الإصبهاني)[[المصــــدر السابق 257 ]]

      4- قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر رحمه الله (أهل السنه مجمعون على الصفات الواردة في الكتاب والسنة وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلاّ أنهم لم يكيفوا شيئا من ذلك ). [[المصدر السابق ص 268]]

      5- قال الحافظ أبو بكر الخطيب رحمه الله (أما بالكلام في الصفات فأما ما روى منها في السنن والصحاح فمذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها). [[المصدر السابق 272]]

      وانظر إلى التفاوت بين نقل هؤلاء الأئمة الحفاظ عن السلف أنهم يجرون نصوص الصفات على ظاهرها وبين نسبة هذا القول إلى المشبهة .

      6-قال الحافظ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يعرفون ربهم تبارك وتعالى بصفاته التي نطق بها كتابه وتنزيله وشهد له بها رسوله على ما وردت به الأخبار الصحاح ونقله العدول الثقات ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه ولا يكيفونها تكييف المشبهه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه تحريف المعتزله والة فيقولون إنه خلق آدم بيده كما نص سبحانه عليه في قوله عز من قائل (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ..وذكر سائر الاعتقاد). [[رسالة عقيدة السلف وأصحاب الحديث للحافظ الصابوني ضمن مجموعة الرسائل المنيرية 1/105]]

      7- ما سبق نقله عن الإمام الأشعري نقلا عن تبيين كذب المفتري تجده أيضا في مقالات الأشعري.

      8- قال ابن قدامه في ذم التأويل بعد ذكر مقالة الصابوني ( وذكر الصابوني الفقهاء السبعة ومن بعدهم من الأئمة وسمي خلقاً كثيراً من الأئمة وقال : كلهم متفقون لم يخالف بعضهم بعضا ولم يثبت عن واحد منهم ما يضاد ما ذكرناه). [[ ذم التأويـــل ص 17 ]]

      9-قال قتيبة بن سعيد رحمه الله ( هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة : نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل جلاله ( الرحمن على العرش استوى ) قال الذهبي رحمه الله (فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على هذه المسألة وقد لقى مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار ).

      [[ مختصر العلو للذهبي ص 187 ، ثم قال الذهبي عن قتيبة : عمر دهرا ، وازدحم الحفاظ على بابه ، قال لرجل : أقم عندنا هذه الشتوة ، حتى أخرج لك عن خمسة أناس مائة ألف حديث ، وهذا يدل على سعة علم هؤلاء بالآثار لان هذا العدد يشمل أقوال الصحابة والتابعين وهو باعتبار طرق الأخبار ، فكل طريق يسمونه حديثا وكذلك يعدون المكرر ، قال الذهبي ( قال أبو عبد الله بن أحمد : قال لي أبو زرعة أبوك يحفظ ألف ألف حديث ، فقيل له ما يدريك ؟ قال ذاكرته فأخذت عليه الأبواب ، فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبى عبد الله ، وكانوا يعدون في ذلك المكرر والأثر وفتوى التابعي ، وما فسر ونحو ذلك ) سير أعلام النبلاء 11/187]]

      وقد أوردناها فيما سبق ولكن أوردناها هنا مع مزيد مرجعية.

      10- قال الحافظ عمر بن عبد البر رحمه الله (أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله تعالى ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم ) هو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك أحد يحتج به). [[المصــــدر السابق 268]]

      11- قال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني (طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه ...ثم قال وأن القرآن في جميع الجهات مقروءاً ومحفوظاً ، ومسموعاً ومكتوباً وملفوظاً كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة ...وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو سبحانه مستو على عرشه في سمائه دون أرضه ) ، . قال الذهبي (فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد ) . [[ المصدر السابق 261]]

      12- قال الإمام عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التميمي في ((اعتقاد الإمام أحمد)): (( وكان يقول : إن لله تعالى يدين ، وهما صفة في ذاته ليستا بجارحتين وليستا بمركبتين ، ولا جسم ، ولا جنس من الأجسام ، ولا صفة من جنس المحدود والتركيب والأبعاض والجوارح ، ولا يقاس على ذلك ، ولا مرفق ، ولا عضد ، و فيما يقتضي ذلك من إطلاق قولهم يد ، إلا ما نطق القرآن به ، أوصح عن رسول الله ? فيه . قال الله تعالى : { بل يداه مبسوطتان } . وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (( كلتا يديه يمين )) . وقال الله عز وجل : { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } . وقال : { والسموات مطويات بيمينه } . ويفسد أن تكون يد : القوة والنعمة ، والفضل ، لأن جمع يد ايد ، وجمع تلك أياد ، ولو كان اليد عنده القوة لسقطت فضيلة آدم ، وثبت حجة إبليس )) .

      13- قال الذهبي في (( الأربعين في صفات رب العالمين )) . ((وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب ((التبصير في معالم الدين)): القول فيما أدرك علمه من الصفات خبراً ، نحو إخباره أن سميع بصير ، وأن له يدين بقوله : { بل يداه مبسوطتان } )) .

      14- وأنكر الخطيب البغدادي من يتأول اليد ، فقال في (( الكلام على الصفات )): (( فإذا قلنا : لله تعالى يد وسمع وبصر ، فإنما هي صفات أثبتها الله تعالى لنفسه ، ولا نقول : إن معنى اليد القدرة ، ولا إن معنى السمع والبصر العلم ، ولا نقول : إنها جوارح ، ولا نشبهها بالأيدي والأسماع والأبصار ، والتي هي جوارح وأدوات للفعل ، ونقول : إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها ، ووجب نفي التشبيه عنها ))

      15-وسنورد بعض ما جاء في هذا السياق معزوا إلى مصدره وعلى الترتيب:

      قول أبي حنيفة رحمه الله ( 150 هـ ):

      الأثر الأول الذي رواه البيهقي:

      ‎قال نعيم بن حماد : سمعت نوح بن أبي مريم يقول : كنا عند أبي حنيفة رحمه الله أول ما ظهر ، ( أي أمر الجهم بن صفوان ) إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهما ، فدخلت الكوفة ، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة ألاف من الناس ، تدعو إلى رأيها ، فقيل لها إن رجلا هاهنا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة ، فأتته وقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك ، أين إلهك الذي تعبده ؟ فسكت عنها ، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ، ثم خرج إلينا وقد وضع كتابا أن الله في السماء دون الأرض ، فقال له رجل : أرأيت قول الله تعالى س وهو معكم ش قال : (( هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه )).

      أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/383 ).

      وأورده الذهبي في العلو (ص101) ، وفي العرش 2/174 رقم151.

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص137-138) ، وإسناده ضعيف جدا لأن نوح ابن أبي مريم كذاب وضاع.


      قول سفيان الثوري رحمه الله ( 161 هـ )

      عن معدان ، قال سألت سفيان الثوري عن قول الله عز وجل س وهو معكم أينما كنتم ش قال : (( علمه )).
      أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص8).

      وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/306-307 ، ح597).

      والآجري في الشريعة (3/1078 ، برقم654).

      وابن بطة في الإبانة (-تتمة الرد على الة -) ، (3/154-155، ح111).

      واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/401 ، ح672).

      والبيهقي في الأسماء والصفات (2/341 ، رقم908).

      وابن عبد البر في التمهيد (7/139) و(7/142).

      وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص115-116 ، برقم94) ، و(ص113 ، برقم89).

      وأورده الذهبي في العلو (ص103) ، وفي الأربعين (ص63-64 ، برقم46) ، وفي سير أعلام النبلاء (7/274) ، وفي العرش 2/183 رقم 158.



      قول الإمام مالك رحمه الله ( 179 هـ )

      قال عبد الله بن أحمد حدثني أبي رحمه الله قال حدثنا سريج بن النعمان أخبرني عبد الله ابن نافع قال : كان مالك بن أنس رحمه الله يقول: (( من قال القرآن مخلوق يوجع ضرباً ويحبس حتى يموت )) ، وقال مالك رحمه الله : (( الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان )) وتلا هذه الآية س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ش وعظم عليه الكلام في هذا واستشنعه.

      أخرجه أبو داود في مسائل الإمام أحمد (ص263) ، ط : دار المعرفة.

      وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/106-107 ، برقم11 ، و1/280 ، برقم532).

      والآجري في الشريعة (3/1076-1077 ، برقم652-653).

      وابن بطة في الإبانة (-تتمة الرد على الة-) ، (3/153، ح110).

      وابن منده في التوحيد (3/307 ، برقم893).

      واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/401).

      وابن عبد البر في التمهيد (7/138).

      والقاضي عياض في ترتيب المدارك (2/43).

      وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/183) ، وفي درء تعارض العقل والنقل (6/262) ، وقال : (كل هذه الأسانيد صحيحة).

      وأورده الذهبي في العلو (ص103) ، وفي سير أعلام النبلاء (8/101) ، وأورده في الأربعين في صفات رب العالمين (ص59 ، برقم39) و (ص63 ، برقم45) ، وفي العرش 2/178 رقم 155. وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/213) وقال : (ذكره الطلمنكي وابن عبد البر وعبد الله بن أحمد وغيرهم).

      وصححه الألباني في مختصر العلو (ص140).


      قول نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله ( 228 هـ )

      قال أحمد بن منصور الرمادي سمعت نعيم بن حماد الخزاعي في قوله وهو معكم : (( أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه ، ألا ترى قوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش الآية ، أراد أنه لا يخفى عليه خافية )).
      أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/146، برقم106).

      وأورده الذهبي في العلو (ص126) ، وفي سير أعلام النبلاء (10/611) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين(ص64 ، برقم48) ، وفي العرش 2/238 رقم 208.

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص221).

      وقال الألباني في مختصر العلو (ص184) : (السند صحيح).

      قول علي بن المديني ( 234 هـ )

      سئل عن قوله تعالى س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش فقال : اقرأ ما قبله " ألم تر أن الله يعلم".
      أورده الذهبي في العلو ، انظر المختصر ص 188-189.

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش ص 234.


      قول إسحاق بن راهويه ( 238 هـ )

      قال حرب بن إسماعيل : قلت لإسحاق بن راهويه في قول الله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش كيف تقول فيه ؟ قال : (( حيث ما كنت فهو أقرب إليك من حبل الوريد ، وهو بائن من خلقه ))
      أورده ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/161، برقم118).

      أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/370) ، وفي العرش 2/245 رقم 217.

      وأورده في العلو (ص131) وعزاه للخلال في السنة.

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص226).

      وقال الألباني في مختصر العلو (191 ، ح233) : (قلت : وأخرجه الهروي أيضا في ذم الكلام (6/120/1) عن حرب به نحوه).

      قول الإمام أحمد رحمه الله ( 241 هـ )

      قال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال : إن الله معنا ، وتلا س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش . قال : (( قد تجهم هذا ، يأخذون بآخر الآية ، ويدعون أولها هلا قرأت عليه س ألم تر أن الله يعلم ش فالعلم معهم ، وقال في سورة (ق) س ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ش فعلمه معهم )).
      رواه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/159-160 ، برقم116).

      وأورده بنحوه القاضي في إبطال التأويلات (2/289 ، برقم286).

      وأورده الذهبي في العلو (ص130) ، وفي الأربعين (ص64-65 ، برقم49).

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص200-201).

      قال المروزي : قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ، إن رجلاً قال : أقول كما قال الله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم ش ، أقول هذا ولا أجاوزه إلى غيره . فقال أبو عبد الله : (( هذا كلام الة )) . قلت : فكيف نقول ؟ قال : (( س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ش علمه في كل مكان وعلمه معهم )) ثم قال: (( أول الآية يدل على أنه علمه )).
      رواه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/160-161، برقم117).

      وأورده الذهبي في العلو (ص130).

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (201).

      قال حنبل : قلت لأبي عبد الله ما معنى قوله س وهو معكم ش ، س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش ؟ . قال : (( علمه محيط بالكل ، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة )).
      أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/402 ، برقم675).

      وأورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص116 ، برقم95).

      وأورده الذهبي في العلو (ص130) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص65 ، برقم 50) ، وفي العرش 2/245 رقم 218 ، 219، 220

      وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/496).

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (200) وعزاه للالكائي.

      وانظر مختصر الصواعق (2/213) ، وقال ابن القيم : (أراد أحمـد بنفي الصفة نفي الكيفية
      والتشبيه ، وبنفي الحد حد يدركه العباد ويحدونه).


      قال أحمد بن جعفر الفارسي الإصطخري : قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل :
      (( هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروقها ، المعروفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي ش إلى يومنا هذا وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها ، فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق )) .

      ثم ساق الإمام أحمد أقوالهم في العقيدة إلى أن قال : (( وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض ، وسبع أراضين بعضها أسفل من بعض ، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام ، والماء فوق السماء العليا السابعة ، وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء ، والله عز وجل على العرش ، والكرسي موضع قدميه ، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما ، وما تحت الثرى ، وما في قعر البحار ، ومنبت كل شعرة وشجرة ، وكل زرع وكل نبات ، ومسقط كل ورقة ، وعددكل كلمة ، وعدد الحصى والرمل والتراب ، ومثاقيل الجبال ، وأعمال العباد وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ، ويعلم كل شيء ، وهو على العرش فوق السماء السابعة ، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به .

      فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل س ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ش وبقوله س وهو معكم أينما كنتم ش وبقوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش إلى قوله س وهو معهم أينما كانواش ونحو هذا من متشابه القرآن فقل : إنما يعني بذلك العلم ، لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان )).طبقات الحنابلة 1/24

      قول عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله ( 276 هـ )

      قال الإمام أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتاب (( تأويل مختلف الحديث )) له : (( نحن نقول في قوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش إنه معهم يعلم ما هم عليه ، كما تقول للرجل وجّهته إلى بلد شاسع ، احذر التقصير فإني معك ، تريد أنه لا يخفى عليَّ تقصيرك ، وكيف يسوغ لأحد أن يقول : إنه سبحانه بكل مكان على الحلول فيه مع قوله س الرحمن على العرش استوى ش ومع قوله س إليه يصعد الكلم الطيب ش كيف يصعد إليه شيء هو معه ، وكيف تعرج الملائكة إليه وهي معه ، ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم ، وما ركبت عليه خِلَقُهم من معرفة الخالق لعلموا أن الله هو العلي وهو الأعلى ، وأن الأيدي ترتفع بالدعاء إليه ، والأمم كلها عجميها وعربيها ، تقول : إن الله في السماء . ما تركت على فطرها )).

      انظر كتاب تأويل مختلف الحديث (ص182-183).

      والعرش للذهبي 2/271 رقم 236.


      قول الإمام الدارمي رحمه الله (280 هـ)

      قال ‎في كتابه (( الرد على الة )) باب - استواء الرب تبارك وتعالى على العرش ، وارتفاعه إلى السماء وبينونته من الخلق :

      (( فاحتج بعضهم فيه بكلمة زندقة استوحش من ذكرها وتستر آخر من زندقة صاحبه فقال: قال تعالى س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكبر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ش قلنا : هذه الآية لنا عليكم لا لكم ، إنما يعني أنه حاضر كل نجوى ، ومع كل أحد من فوق العرش بعلمه ، لأن علمه بهم محيط ، وبصره فيهم نافذ ، لا يحجبه شيء عن علمه وبصره ، ولا يتوارون منه بشيء ، وهو بكماله فوق العرش بائن من خلقه س يعلم السر وأخفى ش ، أقرب إلى أحدهم من فوق العرش من حبل الوريد ، قادر على أن يكون له ذلك ، لأنه لا يبعد عن شيء ولا يخفى عليه خافية في السموات ولا في الأرض ، فهو كذلك رابعهم ، وخامسهم ، وسادسهم ، لا أنه معهم بنفسه في الأرض كما ادعيتم ، وكذلك فسرته العلماء )).

      قول محمد بن عثمان بن أبي شيبة رحمه الله (297 هـ)

      وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، في كتاب “ العرش ” له : (( ذكروا أن الة يقولون : إن ليس بين الله وبين خلقه حجاب ، وأنكروا العرش ، وأن يكون الله فوقه ، وقالوا إنه في كل مكان )) وذكر أشياء إلى أن قال : (( فسرت العلماء س هو معكم ش يعني بعلمه ، توافرت الأخبار أن الله خلق العرش فاستوى عليه بذاته فهو فوق العرش بذاته ، متخلصا من خلقه بائنا منهم )).انظر العرش لابن أبي شيبة.ص (276-292 ) وأورده الذهبي في العرش 2/264 رقم 233.



      قول محمد بن جرير الطبري رحمه الله (310 هـ)

      قال في تفسير قوله تعالى س يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ش : (( يقول : هو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم ، يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم ، وهو على عرشه فوق سبع سمواته))
      وقال في تفسير قوله تعالى س ألم تر أن الله يعلم ما في السموات والأرض. . . ش الآية : (( وعنى بقوله س هو رابعهم ش بمعنى مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه )).
      انظر : تفسير الطبري 28/12


      قول أبي الحسن الأشعري رحمه الله (324 هـ)

      قال في “ رسالة إلى أهل الثغر ” : (( . . . وأنه يعلم السر وأخفى من السر ، ولا يغيب عنه شيء في السموات والأرض حتى كأنه حاضر مع كل شيء ، وقد دل الله عز وجل على ذلك في قوله س وهو معكم أينما كنتم ش وفسَّر ذلك أهل العلم بالتأويل أن علمه محيط بهم حيث كانوا )).انظر رسالة إلى أهل الثغر ص 234

      قول أبي بكر الآجري رحمه الله (360 هـ)

      قال الإمام أبو بكر الآجري الحافظ ، في كتاب “ الشريعة ” له : - باب في التحذير من مذهب الحلولية :

      (( الذي يذهب إليه أهل العلم ، أن الله عز وجل على عرشه ، فوق سمواته ، وعلمه محيط بكل شيء ، قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السموات العلى ، وبجميع ما في سبع أراضين ، يرفع إليه أعمال العباد .

      فإن قال قائل : إيش يكون معنى قوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش الآية التي احتجوا بها؟. قيل له : علمه ، والله عز وجل على عرشه ، وعلمه محيط بهم ، كذا فسره أهل العلم ، والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم ، وهو على عرشه ، فهذا قول المسلمين)).
      انظر الشريعة للآجري (3/1075-1076)

      وانظر مختصر الصواعق (2/214).

      وأورده الذهبي في العرش 2/309 رقم 252.


      قول ابن بطة العكبري رحمه الله (387 هـ)

      قال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري ، في كتاب “ الإبانة ” :

      - باب الإيمان بأن الله على عرشه ، بائن من خلقه ، وعلمه محيط بخلقه - أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين ، أن الله على عرشه ، فوق سمواته ، بائن من خلقه.انظر الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/136).

      وانظر مختصر الصواعق (2/214).



      فأما قوله "وهو معكم" ، فهو كما قالت العلماء : علمه .

      وأما قوله " وهو الله في السموات وفي الأرض" معناه : أنه هو الله في السموات ، وهو الله في الأرض ، وتصديقه في كتاب الله س وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ش ، واحتج ال بقوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش ، فقال : إن الله معنا وفينا ، وقد فسر العلماء أن ذلك علمه ، ثم قال في آخرها س إن الله بكل شيء عليمش ))انظر كتاب الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/143-145).

      وأورده الذهبي في العرش 2/325 رقم 259.


      قول الثعلبي رحمه الله (427 هـ)

      قال في قوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ": (( في العلم )).أورده الذهبي في كتاب العرش 2/368 برقم 281 وعزاه لتفسير الثعلبي المسمى الكشف والبيان في تفسير القرآن وهو مخطوط .


      قول البيهقي رحمه الله (458 هـ)

      قال الإمام أبو بكر بن الحسين البيهقي في كتاب “ الاعتقاد ” :

      (( وفي كثير من الآيات دلالة على إبطال قول من زعم من الة أن الله بذاته في كل مكان . وقوله س وهو معكم أينما كنتم ش إنما أراد به بعلمه لا بذاته ))الإعتقاد للبيهقي (ص112-115).

      وأورده الذهبي في العلو (ص 184ـ185). وفي العرش 2/355 رقم 271.
      .

      قول الإمام ابن عبد البر رحمه الله (463 هـ)

      قال : (( وأما احتجاجهم بقوله عز وجل س ما يكون من نجوى ثلاثة. . . ش الآية ، فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية ، لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية: هو على العرش ، وعلمه في كل مكان ، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله ))التمهيد (7/138-139) والذهبي في العرش 2/356 رقم 272.
      .

      قول البغوي رحمه الله (510 هـ)

      قال في قوله س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش : (( في العلم )).
      تفسير البغوي (4/307). وأورده الذهبي في العرش )) 2/368 رقم 280/5

      قول قوّام السنة أبي القاسم الأصبهاني رحمه الله (535 هـ)

      قال : (( فإن قيل : قد تأولتم قوله عز وجل س وهو معكم أينما كنتم ش وحملتموه على العلم . قلنا : ما تأولنا ذلك ، وإنما الآية دلت على أن المراد بذلك العلم ، لأنه قال في آخرها س إن الله بكل شيء عليم ش )).انظر : الحجة في بيان المحجة 2/291.


      قول أبي محمد اليمني رحمه الله (من علماء القرن السادس الهجري)


      قال رحمه الله : (( وربما نقول ثاني اثنين وثالث ثلاثة ورابع أربعة وأكثر من ذلك ، بمعنى العلم والحفظ لا بمعنى الشريك لأنه يقول وقوله الحق س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ش أي عليم بهم وحفيظ لهم أينما كانوا ، لا بمعنى التشريك )).
      عقائد الثلاث وسبعين فرقة 2/523-524
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • وأما الآثار التي وردت عن الصحابة وبعض التابعين فسأكتفي ببعض الأمثلة لضيق وقتي -يشهد الله-:

      1-ما جاء عن أبي بكر عند ابن أبي شيبة والبخاري في التاريخ رواته رواة الصحيحين وغيرهما واسناده لا علة فيه.
      والأثر الثالث عنه في الجامع الصحيح للبخاري.

      2-ابن عباس -رضي الله عنه-:

      (1) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (الكرسي موضع القدمين). [[رواه الحاكم وقال على شرط الشيخين ووافقه الذهبي 2/282، ورواه أيضا ابن خزيمة في التوحيد 1/249 ، ورواه عبد الله بن الإمام احمد في كتاب السنة 1/301 ، وقال الذهبي في العلو رجاله ثقات أنظر مختصر العلو 102 ]]

      (2) وعنه أيضاً قال ( تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في الله فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور والله فوق ذلك تبارك وتعالى)(3) . [[روه البيهقي في الأسماء والصفات 530 ، وأبو الشيخ في العظمة 1/212، وقال ابن حجر موقوف وسنده جيد الفتح 13/383 ]]

      3-عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-:

      (1) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال ( ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين السماء الثالثة والتي تليها وبين الأخرى مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام ، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام ، والعرش فوق الماء والله عز وجل فوق العرش وهو يعلم ما أنتم عليه ) . [[رواه الدارمي في الرد على المريسي 105، والبيهقي في الأسماء والصفات 507، وأبو الشيخ في العظمة ، 2/688، وابن خزيمة في التوحيد 1/243، وقال الذهبي إسناده صحيح ، أنظر مختصر العلو ص 103 ، وصححه ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 100 ، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ، مجمع الزوائد 1/86]]

      (2)وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (( ما بين السماء القصوى والكرسي خمسمائة عام ، ويبن الكرسي والماء كذلك ، والعرش فوق الماء والله فوق العرش ، ولا يخفى عليه شيء من أعمالكم )) ([60]) .أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/395ـ396 ، ح 659 )

      والبيهقي في الأسماء والصفات (2/186ـ187 ).

      والدارمي في الرد على الة (ص275 -ضمن عقائد السلف-).

      وابن خزيمة في التوحيد (1/242-243 ، ح149).

      والطبراني في الكبير (9/228).

      وأبو الشيخ في العظمة (2/688-689 ، ح279).

      وابن عبد البر في التمهيد (7/).

      وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص104-105 ، ح75).

      وأورده الذهبي في العلو (ص64) ، وعزاه لعبد الله بن الإمام أحمد في السنة ، وأبي بكر بن المنذر ، وأبي أحمد العسال ، وأبي القاسم الطبراني ، وأبي الشيخ ، واللالكائي ، وأبي عمر الطلمنكي ، وأبي عمر بن عبد البر ، وقال : (وإسناده صحيح).

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص122) ، وفي مختصر الصواعق (2/210).

      وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/86) ، وعزاه للطبراني وقال : (رجاله رجال الصحيح).


      (3)وعنه قال ( إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى إذا تيسر له نظر الله إليه من فوق سبع سماوات فيقول للملائكة ( اصرفوه عنه فإنه إن يسرته له أدخلته النار) [[رواه الدارمي في الرد على الة 46، واللالكائي في السنة 4/668، وقال الذهبي إسناده قوي ، أنظر مختصر العلو 104، وصححه ابن القيم في اجتماع الجيوش ص 100]]

      3- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ( خلق الله أربعة أشياء بيده : العرش والقلم وعدن وآدم ثم قال لسائر الخلق كن فكان )[[ رواه الدارمي في الرد على المريسي ص 35 ، قال حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عبيد بن مهران وهو المكتب حدثنا مجاهد به ، وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات ، أنظر تراجمهم في التقريب وفق الترتيب 549، 367، 378، ومجاهد إمام مشهور]].

      4- عن جعفر بن أبي المغيرة قال ( سألت سعيد بن جبير عن الألواح من أي شيء كانت ؟ قال : من ياقوته كتابه الذهب كتبها الرحمن بيده فسمع أهل السموات صريف القلم وهو يكتبها ). [[رواه الطبري 13/127، وعبد الله بن أحمد في السنة 1/294، وأبو الشيخ بن حيان في العظمة 1/495، كلهم من طريق أبي الجنيد عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير به ، وأبو الجنيد قال عنه يحيى بن معين لا بأس به ، وقال أبو حاتم لا بأس محله الصدق التهذيب ( 9/354) ، وجعفر بن أبي المغيرة قال الذهبي كان صدوقا ، الميزان ( 1/417) وقال في التهذيب ( نقل ابن حبان في الثقات عن أحمد توثيقه ) 2/108 فالإسناد حسن ]].

      5- مجاهد -رضي الله عنه-:
      1)وعن مجاهد في قوله عز وجل ( وقربناه نجيا ) قال : ( بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب فما زال موسى عليه السلام يقرب حتى كان بينه وبينه حجاب فلما رأى مكانه وسمع صريف القلم (قال رب أرني أنظر إليك) . [[ رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص 508 ، وأبو الشيخ في العظمة ( 2/690) وقال الذهبي هذا ثابت عن مجاهد إمام التفسير ، مختصر العلو ص 132 ]]

      2) وعنه أنه فسر استوى بمعنى علا على العرش . [[ أورده البخاري معلقا وجزم به ، أنظر فتح الباري 13/405، وقال ابن حجر في تغليق التعليق ( قال الفريابي في تفسيره حدثنا ورقاء بن أبي نجيح عن مجاهد فذكره ) 5/345 انتهى ، وهذا إسناد صحيح ورقاء قال عنه الذهبي صدوق أنظر رسالة ( المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد ) وقال عنه ابن حجر صدوق التقريب 580 ]]

      6-قول كعب الأحبار رحمه الله

      قال : (( قال الله في التوراة : أنا الله فوق عبادي ، وعرشي فوق خلقي ، وأنا على عرشي ، أدبر أمر عبادي ، ولا يخفى علي شيء في السماء ، ولا في الأرض )).

      أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/625-626 ، ح244).

      وابن بطة في الإبانة -الرد على الة- ، (3/185-186، برقم137).

      وأبو نعيم في الحلية (6/7).

      وأورده القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (ق149/ب) وعزاه لابن بطة في الإبانة.

      وأورده الجيلاني في الغنية لطالبي طريق الحق (1/57).

      وأورده الذهبي في العلو (ص92) ، وقال : (رواته ثقات) ، وفي الأربعين (ص45) ، وفي العرش 2/143 رقم 121.

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص129 ، و260) ، وقال قبله : (وروى أبو نعيم بإسناد صحيح عن كعب) وذكره.

      وأورده ابن القيم كذلك كما في مختصر الصواعق (2/373) وعزاه لأبي الشيخ وابن بطة وغيرهما بإسناد صحيح.

      وصححه الألباني في مختصر العلو (ص128).

      قول الضحاك بن مزاحم رحمه الله ( بعد المائة )

      عن مقاتل بن حيان عن الضحاك في قوله عز وجل "ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم " قال : (( هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا ))

      وصله كل من أحمد في السنة (ص71). وعنه أبو داود في المسائل (ص263).

      وابن أبي حاتم كما في مجموع الفتاوى (5/495).

      وابن جرير في تفسيره (28/12-13).

      وعبد الله بن أحمد في السنة 1/304 رقم 592 ، ورقم 595.

      والآجري في الشريعة (3/1079 ، رقم655).

      وابن بطة في الإبانة (-تتمة الرد على الة-) (3/152-153 ، برقم109).

      واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (3/400 ، برقم670) عن مقاتل.

      وابن أبي يعلى في الطبقات (1/252).

      والبيهقي في الأسماء والصفات (2/341-342 ، رقم909).

      وأورده ابن عبد البر في التمهيد 7/139.

      وأورده ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص113).

      وابن تيمية في شرح حديث النزول (ص126).

      وأورده الذهبي في العلو (ص98-99) وقال: (أخرجه أبو أحمد العسال ، وأبو عبد الله بن بطة ، وأبو عمر بن عبد البر بإسناد جيد ، ومقاتل ثقة إمام) اهـ ، وفي العرش 2/155 رقم 136 ، 137.

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص131 ، وص257) ، وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/112) وقال : (وصح عن الضحاك).



      قول مقاتل بن حيان رحمه الله( قبل 150 هـ )

      قال في قوله تعالى س ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ش قال : (( هو على العرش ولا يخل شيء من علمه )).
      أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/400 ، برقم670).

      وأورده الذهبي في العلو (ص102) ، وفي الأربعين (ص64 ، برقم47) ، وفي العرش 2/184 رقم 159 ، 2/191 رقم 165.



      قول عبد الله بن المبارك رحمه الله (181 هـ)

      ثبت عن علي بن الحسن بن شقيق ، شيخ البخاري ، قال : قلت لعبد الله ابن المبارك كيف نعرف ربنا؟ قال : (( في السماء السابعة على عرشه )) .

      وفي لفظ (( على السماء السابعة على عرشه ، ولا نقول كما تقول الة إنه هاهنا في الأرض )) .

      وقال أيضاً : (( سألت ابن المبارك : كيف ينبغي لنا أن نعرف ربنا؟ . قال : (( على السماء السابعة ، على عرشه ، ولا نقول كما تقول الة إنه هاهنا في الأرض )).
      أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص8).

      والدارمي في الرد على المريسي (ص103) ، والرد على الة (ص50).

      وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (1/111 ، ح22) ، و(1/174-175 ، ح216).

      وابن بطة في الإبانة (3/155-156 ، ح112).

      وابن منده في التوحيد (3/308 ، برقم899).

      والصابوني في عقيدة السلف (ص20 ، برقم28).

      والبيهقي في الأسماء والصفات (2/336 ، رقم903).

      وابن عبد البر في التمهيد (7/142).

      وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص117-118 ، ح99 ، 100).

      وأورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/264) ، وعزاه للبخاري في خلق أفعال العباد.

      وأورده كذلك في الفتوى الحموية (ص91) وقال : (وروى عبد الله بن الإمام أحمد وغيره بأسانيد صحيحة عن ابن المبارك) ، وأورده في نقض تأسيس الة (2/525).

      وأورده الذهبي في العلو (ص110) ، وفي سير أعلام النبلاء (8/402) ، وفي الأربعين في صفات رب العالمين (ص40 ، برقم10) وفي العرش 2/187 رقم 161 ، 162

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص134-135) وقال : (روى الدارمي ، والحاكم
      والبيهقي ، وغيرهم ، بأصح إسناد إلى علي بن الحسين بن شقيق) وذكره ، وفي (ص213-214) وقال : (وقد صح عنه صحة قريبة من التواتر) ، وعزاه للبيهقي ، والحاكم ، والدارمي.

      وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/212).


      قول أبي يوسف صاحب أبي حنيفة رحمه الله (182 هـ)

      جاء بشر بن الوليد إلى أبي يوسف فقال له : (( تنهاني عن الكلام وبشر المريسي ، وعلي الأحول ، وفلان يتكلمون ، فقال : وما يقولون؟ قال : يقولون : إن الله في كل مكان . فبعث أبو يوسف فقال : علي بهم ، فانتهوا إليهم ، وقد قام بشر ، فجيء بعلي الأحول والشيخ -يعني الآخر ، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ وقال : لو أن فيك موضع أدب لأوجعتك ، فأمر به إلى الحبس ، وضرب عليا الأحول وطوَّف به )).

      أورد القصة ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/45) ، وفي نقض تأسيس الة (2/525-526)، وعزاها لابن أبي حاتم في كتاب الرد على الة ، وساق الأثر بسنده.

      وأوردها الذهبي في العلو (ص112).

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص222) ، وقال : (وهي قصة مشهورة ذكرها
      عبد الرحمن بن أبي حاتم).

      وأوردها أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/212) وقال : (وبشر لم ينكر أن الله أفضل من العرش ، وإنما أنكر ما أنكرته المعطلة أن ذاته تعالى فوق العرش).

      وأوردها شارح الطحاوية (ص323).



      قول علي بن عاصم الواسطي رحمه الله (201هـ)

      وقال يحي بن علي بن عاصم:(( كنت عند أبي ، فاستأذن عليه المريسي ، فقلت له : يأبه مثل هذا يدخل عليك! فقال : وماله؟ ؛ قلت : إنه يقول إن القرآن مخلوق ، ويزعم أن الله معه في الأرض ، وكلاما ذكرته ، فما رأيته اشتد عليه مثل ما اشتد عليه في القرآن أنه مخلوق ، وأنه معه في الأرض ))

      أورده الذهبي في العلو (ص116) ، وفي العرش

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص216-217) وعزاه لابن أبي حاتم.


      قول أصبغ بن الفرج المالكي رحمه الله (225 هـ)


      (( وهو مستو على عرشه وبكل مكان علمه وإحاطته ))

      انظر : إجتماع الجيوش الإسلامية ص 142.

      تهذيب سنن أبي داود 7/102.



      قول بشر الحافي رحمه الله (227 هـ)

      (( والإيمان بأن الله على عرشه كما شاء ، وأنه عالم بكل مكان ، وأن الله يقول، ويخلق ، فقوله كن ليس بمخلوق )).

      أوردها الذهبي في العلو (ص127) ، وفي الأربعين (ص43).وفي العرش 2/244 رقم 216.


      قول حماد بن هنَّاد رحمه الله (230 هـ)

      قال : (( هذا ما رأينا عليه أهل الأمصار وما دلت عليه مذاهبهم فيه ، وإيضاح مناهج العلماء وطرق الفقهاء ، وصفة السنة وأهلها أن الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وعلمه وقدرته وسلطانه بكل مكان )) .
      انظر العلو للذهبي ص 151

      و إجتماع الجيوش الإسلامية ص242.


      قول أحمد بن نصر الخزاعي الشهيد رحمه الله (231 هـ)

      قال إبراهيم الحربي فيما صح عنه : قال أحمد بن نصر وسئل عن علم الله فقال : (( علم الله معنا وهو على عرشه )).
      أورده الذهبي في العلو ص 128.


      قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (241 هـ)

      قال يوسف بن موسى القطان : وقيل لأبي عبد الله : الله فوق السماء السابعة على عرشه ، بائن من خلقه ، وعلمه وقدرته بكل مكان . قال : (( نعم ))

      أخرجه ابن بطة في الإبانة (تتمة الرد على الة) ، (3/159، ح115).

      واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/401-402 ، برقم674).

      وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة (1/421).

      وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص116 ، برقم96).

      والذهبي في العلو (130). ، وفي العرش (2/248 ، برقم 221 )

      و‎ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص200) وعزاه للخلال في كتاب السنة له.



      قال أحمد بن حنبل رحمه الله في كتاب (( الرد على الة )) مما جمعه ورواه عبد الله ابنه عنه :

      (( باب بيان ما أنكرت الة أن يكون الله على العرش ، قلت لهم : أنكرتم أن يكون الله على العرش ، وقد قال "الرحمن على العرش ‎استوى "؟

      فقالوا : هو تحت الأرض السابعة ، كما هو على العرش ، وفي السموات والأرض .

      فقلنا : قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب شيء ، أجسامكم وأجوافكم والأماكن القذرة ليس فيها من عظمته شيء ، وقد أخبرنا عز وجل أنه في السماء فقال تعالى س أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم ‎حاصبا ش س إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ش ، س إني متوفيك ورافعك إلي ش ، س بل رفعه الله إليه ش ، س يخافون ربهم من فوقهم ش ، فقد أخبرنا سبحانه أنه في السماء ))
      انظر الرد على الة للإمام أحمد بن حنبل (ص92-93 ، -ضمن عقائد السلف).

      وأورده الذهبي في العرش (2/250ـ251 برقم 224. )

      وأورده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص201-202).
      .

      قول الحارث بن أسد المحاسبي (243هـ)

      قال : (( وأما قوله تعالى س الرحمن على العرش استوى ش سوهو القاهر فوق عباده ش س ءأمنتم من في السماء ش س إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلاً ش س إليه يصعد الكلم الطيب ش هذا يوجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لايخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد أنه بنفسه فوق عباده ؛ لأنه قال : س ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ش يعني فوق العرش ، والعرش على السماء لأن من قد كان فوق كل شيء على السماء ، في السماء وقد قال س فسيحوا في الأرض ش يعني علي الأرض لايريد الدخول في جوفها . . . . ))

      انظر مجموع الفتاوى (5 /69 )

      واجتماع الجيوش الإسلامية ص272.
      .

      قول عبد الوهاب بن الحكم الورَّاق(251هـ)

      قال عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق لما روى حديث ابن عباس ما بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة ألاف نور ، وهو فوق ذلك قال : (( من زعم أن الله ههنا فهو خبيث ، إن الله فوق العرش ، وعلمه محيط بالدنيا والآخرة ))

      أورده الذهبي في العلو (ص142) ، وفي العرش )) 2/253 رقم 226.

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص232) ، وقال : (صح ذلك عنه ، حكاه عنه ‎محمد بن أحمد ابن عثمان -يعني الذهبي- في رسالته الفوقية وقال : ثقة حافظ ، روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي ، مات سنة خمسين ومائتين) اهـ.
      .

      قول يحي بن معاذ الرازي رحمه الله (258هـ)

      قال : (( الله تعالى على العرش ، بائن من الخلق ، قد أحاط بكل شيء علماً ، وأحصى كل شيء عدداً ، ولا يشك في هذه المقالة إلا رديء ضليل هالك مرتاب ، يمزج الله بخلقه ويخلط الذات بالأقذار والأنتان ))

      انظر : مجموع الفتاوى 5/49

      واجتماع الجيوش الإسلامية ص270.
      .

      قول محمد بن يـحي الذهلي رحمه الله (258هـ)

      سئل محمد بن يحي عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ش : (( ليعلم العبد أن الله معه حيث ما كان )) ([86]) ، فقال : (( يريد أن الله علمه محيط بكل مكان والله على العرش ))

      أورده الذهبي في العلو ص 136.


      قول المزني رحمه الله (264هـ)

      قال (( الحمد لله أحق من ذكر وأولى من شكر. . . إلى أن قال. . . علا على عرشه في مجده بذاته ، وهو دان بعلمه من خلقه ، أحاط علمه بالأمور. . . ))

      انظر : شرح السنة. للمزني ص75

      شرح العقيدة الواسطية ص134.

      و الأربعين في صفات رب العالمين رقم 51.

      ومختصر الصواعق 2/262-279.
      .

      قول أبي حاتم الرازي (277هـ) وأبي زرعة الرازي (264هـ) رحمهما الله

      قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رحمهما الله عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك ، فقالا : (( أدركنا العلماء في جميع الأمصار ، حجازاً ، وعراقاً ، ومصراً ، وشاماً ، ويمناً، وكان من مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه بلا كيف ، أحاط بكل ‎شيء علماً ))

      أخرجه اللالكائي في شرح أصـول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/176-179 ، برقم321) ، وقد ذكر الاعتقاد بتمامه والنص المذكور هنا تجده في (ص177) ،

      والذهبي في سير أعـلام النبلاء (13/84) بالسند المذكور هنا ، وأخرجه في العلو (ص137-138) وقد ساقها بأسانيد ثلاثة ، وأخرجه في العرش 2/257 رقم 228.

      وابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص125 ، برقم110) ،

      وأورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/257).

      قال الألباني في مختصر العلو (ص204-205) : ( قلت : هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وأبي حاتم رحمة الله عليهما. . . ) إلى أن قال : ( ورسالة بن أبي حاتم محفوظة في المجموع (11) في الظاهرية في آخر كتاب ( زهد الثمانية من التابعين ).

      وقد طبعت ضمن " روائع التراث " تحقيق محمد عزيز شمس ، ونشرته الدار السلفية بالهند. انظر (ص19-26).



      عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله (280هـ)

      قال في كتابه “ النقض على بشر ‎المريسي ” : (( قد اتفقت الكلمة من المسلمين ، أن الله بكماله فوق عرشه ، فوق سمواته )).
      انظر الرد على بشر المريسي (ص408 -ضمن عقائد السلف -) ،

      وأورده الذهبي في السير (13/325) ،

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص228) ،

      وانظر مختصر الصواعق (2/213).


      وقال أيضاً في موضع آخر من الكتاب : (( وقال أهل السنة : إن الله بكماله فوق عرشه ، يعلم ويسمع من فوق العرش ، لا يخفى عليه خافية من خلقه، ولا يحجبهم عنه شيء )).
      انظر الرد على بشر المريسي (ص438 -ضمن عقائد السلف -) مع تقديم وتأخير و انظر : (( الرد على الة )) ص 268 ( ضمن عقائد السلف ) و العرش للذهبي 2/260 رقم 230.


      قول زكريا بن يحي الساجي رحمه الله (307هـ)

      قال : ((القول في السنة التي رأيت عليها أصحابنا أهل الحديث ، إن الله تعالى على عرشه، في سمائه ، يقرب من خلقه كيف شاء)).

      أورده ابن تيمية في نقض تأسيس الة (2/527ـ528)

      والذهبي في العلو (ص150)وفي العرش (2/278 رقم 240. )

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الأسلامية (ص 245ـ246 )



      قول الحسن بن علي بن خلف البربهاري رحمه الله (329 هـ)

      (( وهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى ، يعلم السر وأخفى ، وعلى عرشه استوى ، وعلمه بكل مكان ، لايخلو من علمه مكان )).
      انظر : شرح السنة للبربهاري ص 71.

      قول علي بن مهدي الطبري رحمه الله

      قيل لعلي بن مهدي ما تقولون في قوله س وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ش؟ ، قال : (( إن بعض القراء يجعل الوقف س في السموات ش ، ثم يبتديء س وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ش ، وكيف ما كان ، ولو أن قائلاً قال : فلان بالشام والعراق ملك ، يدل على أن ملكه بالشام والعراق لا أن ذاته فيهما ))

      أورد هذا الكلام ابن تيمية في نقض تأسيس الة (2/335-337).

      والذهبي في العرش 2/322 رقم 256.


      قول ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله (386هـ)

      قال الإمام أبو محمد بن أبي زيد المالكي المغربي في رسالته في مذهب مالك ، أولها : (( وأنه فوق عرشه المجيد بذاته ، وأنه في كل مكان بعلمه )).

      انظر رسالة القيرواني (ص4) ، باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات ، ط : مطبعة مصطفى الحلبي ، الطبعة الثانية (1368هـ) ،

      وأورده ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/189).

      أورده الذهبي في العلو (ص171) ، وفي العرش 2/341 رقم 263.

      وأورده ابن القيم كما في مختصر الصواعق (2/134) وقال : (فصرح به أبو محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه أشهرها الرسالة ، وفي كتاب جامع النوادر ، وفي كتاب الآداب).


      وقال في كتابه المفرد في السنة : (( وأنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه )).
      اجتماع الجيوش الإسلامية ص 151.


      قول محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين رحمه الله (399هـ)

      قال محمد بن عبد الله (( ومن قول أهل السنة إن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر عن نفسه في قوله س الرحمن على العرش استوى ش ... فسبحان من بعد فلا يرى ، وقرب بعلمه وقدرته فسمع النجوى))

      رياض الجنة بتخريج أصول السنة ص 88.
      .

      قول أبي بكر الباقلاني رحمه الله (403هـ)

      قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب (( الإبانة )) : (( فإن قيل : هل تقولون إنه في كل مكان؟ ؛

      قيل له : معاذ الله ، بل هو مستو على عرشه ، كما أخبر في كتابه وقال س الرحمن على العرش استوى ش ، وقال س إليه يصعد الكلم الطيب ش ، وقال س أأمنتم من في السماء ش ، ولو كان في كل مكان ، لكان في بطن الإنسان ، وفمه ، والحشوش ، ولوجب أن يزيد بزيادات الأماكن ، إذا خلق منها ما لم يكن ، ولصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض ، وإلى خلفنا ، وإلى يميننا ، وشمالنا ، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله )).

      هذا الكلام ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى (5/98-99) ، وقد نقله الذهبي في العرش 2/338 رقم 261. ومختصراً في سير أعلام النبلاء (17/558-559).


      قول أبي بكر محمد بن موهب المالكي رحمه الله (406 هـ)

      قال رحمه الله (( ... فلذلك قال الشيخ أبو محمد :(( إنه فوق عرشه )) ثم بين أن علوه فوق عرشه ، إنما هو بذاته ، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف ، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته )).

      أورده الذهبي في العلو ص 192.

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 156.



      قول اللالكائي رحمه الله (418هـ)

      قال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن الشافعي ، في كتاب شرح أصول السنة له : (( سياق ما روي في قوله س الرحمن على العرش استوى ش ، و‎أن الله على عرشه في السماء ، قال عزوجل س إليه يصعد الكلم الطيب ش ، وقال س أأمنتم من في السماء ش، وقال س وهو القاهر فوق عباده ش ، قال : فدلت هذه الآيات أنه في السماء وعلمه محيط بكل مكان )).
      انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (3/387-388).

      وأورده الذهبي في العرش 2/344 رقم 264.



      قول معمر بن أحمد الأصبهاني رحمه الله (428هـ)

      قال رحمه الله في رسالته إلى بعض أصحابه : (( وأن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والإستواء معقول والكيف مجهول وأنه عز وجل بائن من خلقه والخلق بائنون منه بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة )).
      أورده ابن تيمية في القتاوى 5/61.

      والذهبي في العلو ص 262.

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص 276.



      قول أبي نصر السجزي رحمه الله (444هـ)

      قال الإمام أبو نصر السجزي الحافظ ، في كتاب (( الإبانة )) له : (( وأئمتنا الثوري ، ومالك ، وابن عيينة ، وحماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، وابن المبارك ، وفضيل بن عياض ، وأحمد ، وإسحاق ، متفقون على أن الله فوق عرشه بذاته ، وأن علمه بكل مكان ))

      أورده ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (6/250) ،

      وفي نقض تأسيس الة (2/38 ، 416-417)، وفي مجموع الفتاوى (5/190) ،

      والذهبي في العلو (ص172) ، وفي سير أعلام النبلاء (17/656) ، وفي كتاب العرش )) 2/342 رقم 263/3 ، و2/353 رقم 270.

      وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص246) ، وأورده أيضاً كما في مختصر الصواعق (2/214).


      قول أبي إسماعيل الأنصاري رحمه الله (481هـ)

      قال الإمام أبو إسماعيل‎ الأنصاري في كتاب (( الصفات )) له : - باب اثبات استواء الله على عرشه فوق السماء السابعة ، بائناً من خلقه، من الكتاب والسنة - . فذكر رحمه الله دلالات ذلك من الكتاب والسنة -إلى أن قال- : (( في أخبار شتى أن الله عزوجل في السماء السابعة على العرش بنفسه ، وهو ينظر كيف تعملون ، علمه ، وقدرته ، واستماعه ، ونظره ، ورحمته ، في كل مكان )).
      أورده الذهبي في العلو (ص189). وفي العرش 2/365 رقم 279.


      قول أبي الحسن الكرجي رحمه الله (491هـ)

      قال الإمام أبو الحسن الكرجي في عقيدته المعروفة التي أولها :

      محاسن جسمي بدلت بالمعـــايب وشيب فَــوْدي شيب وصـل الحبــــائب

      إلى أن قال :

      وأفضـل زاد في المعاد عقـيــدة على منهج في الصدق والصبر لاحب

      عقـائـدهم أن الإ لــه بـذاتــه علـى عرشـه مع علمـه بالغوائـب

      وأن استـواء الـرب يعقـل كـونـه ويجهل فيه الكيف جهـل الشهـارب

      أورده الذهبي في العرش 2/368 رقم 282.



      قول عبد القادر الجيلي رحمه الله (561 هـ)

      قال الشيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، في كتاب (( الغنية )) له : (( وهو بجهة العلو مستو على العرش ، محتو على الملك ، محيط علمه بالأشياء ، س إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ش ، س يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ش ، ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان ، بل يقال إنه في السماء على العرش كما قال س الرحمن على العرش استوى ش ، وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل ، وأنه استواء الذات على العرش ، وكونه سبحانه وتعالى على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف )).

      انظر كتاب الغنية لطالبي طريق الحق لعبد القادر الجيلاني (1/54-57) ، ط : الحلبي ،

      وطبقات الحنابلة (1/296).

      ومجموع الفتاوى (5/85).

      والعلو للذهبي (ص193). و العرش 2/369 رقم 282.

      واجتماع الجيوش الإسلامية (ص277).
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • قول شعراء الاسلام من الصحابة رضي الله تعالى عنهم :

      قول حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر رسول الله :

      قال محمد بن عثمان الحافظ عن حبيب بن أبي ثابت عن حسان أنه أنشد النبي شعرا

      شهدت بإذن الله أن محمدا رسول الذي فوق السموات من عل
      وأن أبا يحيى ويحيى كلاهما له عمل من ربه متقبل
      وأن أخا الأحقاف إذ قام فيهم يقول بذات الله فيهم ويعدل

      فقال النبي وأنا أشهد وقال حسان أيضا في قصيدته الدالية في مدح رسول الله شعرا

      ألم تر أن الله أرسل عبده ببرهانه والله أعلى وأمجد

      وضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد

      وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد

      أغر عليه للنبوة خاتم من الله ميمون يلوح ويشهد


      قول عبد الله بن رواحة :
      قال أبو عمر بن عبد البر صح عن عبد الله بن رواحة أن امرأته رأته مع جاريته فذهبت لتأخذ سكينا فقال ما فعلت فقالت بلى قد رأيتك قالت فإن رسول الله قد نهى عن قراءة القرآن قالت فاقرأ فقال شعرا

      شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
      وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
      وتحمله ملائكة كرام ملائكة الإله مسومينا

      فقالت صدق الله وكذب بصري فجاء النبي فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه قال محمد بن عثمان الحافظ رويت هذه القصة من وجوه صحاح عن ابن رواحة

      قول العباس بن مرداس السلمي

      قال عوانة بن الحكم لما استخلف عمر بن عبد العزيز وفد إليه الشعراء فقاموا ببابه أياما لا يؤذن لهم فبينما هم كذلك مر بهم عدي بن أرطأة فدخل على عمر فقال الشعراء ببابك يا أمير المؤمنين فقال ويحك مالي وللشعراء قال فإن النبي قد امتدح فامتدحه العباس ابن مرداس الأسلمي فأعطاه حلة قال أو تروي من شعره شيئا قال نعم فأنشده عدي بن أرطأة قوله للنبي

      رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتابا جاء بالحق معلما
      شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا عن الحق لما أصبح الحق مظلما
      تعالى علوا فوق سبع إلهنا وكان مكان الله أعلى وأعظما


      قول لبيد بن ربيعة بن عامر بن مالك العامري الشاعر أحد شعراء الجاهلية والإسلام أسلم وصحب النبي ومن شعره

      لله نافلة الأجل الأفضل وله العلى وأثبت كل مؤثل
      لا يستطيع الناس محو كتابه إني وليس قضاؤه بمبدل
      سوى بحكمته السماء وعرشه سبعا طباقا دون فرع المعقل
      والأرض تحتهم مهادا راسيا ثبتت جوانبها بصم الجندل



      ذكر ما أنشد النبي من شعر أمية بن أبي الصلت الذي شهد لشعره بالايمان ولقلبه بالكفر

      مجدوا الله فهو للمجد أهل ربنا في السماء أمسى كبيرا
      بالبناء الأعلى الذي سبق الخلق وسوى فوق السماء سريرا
      شرجعا ما يناله بصر العين ترى دونه الملائك صورا
      شرجعا أي طويلا وصورا جمع أصور وهو المائل العنق ومن شعره قوله في داليته المشهورة ذكر ابن عبد البر وغيره شعره

      لك الحمد والنعماء والملك ربنا فلا شيء أعلى منك جدا وأمجد
      مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد
      عليه حجاب النور والنور حوله وأنهار نور حوله تتوقد
      فلا بشر يسمو إليه بطرفه ودون حجاب النور خلق مؤيد

      وفيها وصف الملائكة (فقال :(

      وساجدهم لا يرفع الدهر رأسه يعظم ربا فوقه ويمجد

      ذكر القصة التي أنشدها إسماعيل بن فلان الترمذي للإمام أحمد في محبسه قال إبراهيم بن إسحاق العلي أخذت هذه القصة من أبي بكر المروزي وذكر أن إسماعيل بن فلان الترمذي قالها وأنشدها أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وهو في السجن

      تبارك من لا يعلم الغيب غيره ومن لم يزل يثنى عليه ويذكر
      علا في السموات العلى فوق عرشه إلى خلقه في البر والبحر ينظر
      سميع بصير لا نشك مدبر ومن دونه عبد ذليل مدبر
      يدا ربنا مبسوطتان كلاهما تسحان والأيدي من الخلق تقتر

      وساق القصيدة وهي من أحسن القصائد لم ينكرها أحد من أهل الحديث بل أثنوا على قائلها ومدحوه

      قول حسان السنة في وقته المتفق على قبوله الذي سار شعرة مسيرة الشمس في الآفاق واتفق على قبوله الخاص والعام أي اتفاق ولم يزل ينشد في المجامع العظام ولا ينكر عليه أحد من أهل الإسلام يحيى بن يوسف بن يحيى بن منصور الصرصري الأنصاري الإمام في اللغة والفقة والسنة والزهد والتصوف قال في العينية التي أولها شعرا

      تواضع لرب العرش علك ترفع فقد فاز عبد للمهيمن يخضع
      وداو بذكر الله قلبك إنه لأعلى دواء للقلوب وأنفع
      وخذ من تقى الرحمن أمنا وعدة ليوم به غير التقى مروع

      إلى أن قال

      سميع بصير ما له في صفاته شبيه يرى من فوق سبع ويسمع

      قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه ومن علمه لم يخل في الأرض موضع

      وقال في لاميته التي أولها

      ويوم ينادى العالمين فيسمع الأقصى كدان في المقال المطول
      أنا الملك الديان والنقل ثابت فهل ههنا ينساغ تأويل جهل
      وينظره أهل البصائر في غد بأبصارهم لا ريب فيه لمجتلي
      كما ينظرون الشمس ما حال دونها سحاب ألا بعدا لأهل التعزل
      توحد فوق العرش والخلق دونه واحكم ما سواه أحكام مكمل

      وقال في قصيدته التي أولها

      أسير وقلبي في هواك أسير

      فهل لي من جور الفراق مجير

      واستجلب السلوى وفي القلب

      حسرة فيرتد عند الطرف وهو حسير

      وما ذاك إلا أن فيك لناظري

      مدا غصن غض النبات نضير

      إذا ما تجلى سافرا فجماله إلى القلب من جيش الغرام سفير

      إذا ما اجتمعنا فالتقى الشمل فالتقى رقيب علينا والعقاب غفور
      توكد عقد الود بيني وبينه اعتقاد عليه للهداية نور
      كلانا محب للإمام ابن حنبل لأسيافنا في شانئيه هبير

      إلى أن قال

      نقر بأن الله جل جلاله سميع لأقوال العباد بصير
      ويطوي السموات العلى بيمينه وذلك في وصف القوى يسير
      وخاطب موسى بالكلام مكلما فخر صريعا إذ تقطع طور
      وخط له التوراة فيها مواعظ فلاحت على الألواح منه زبور
      وإن قلوب الخلق بين أصابع الاله فمنها ثابت ونفور
      ونثبت في الأخرى لرؤية ربنا حديثا رواه في الصحيح جرير
      وأي نعيم في الجنان لأهلها وأنى لهم لو لم يروه سرور

      إلى أن قال

      ونؤمن أن العرش من فوق سبعة تطوف به أملاكه وتدور
      قضى خلقه ثم استوى فوق عرشه تقدس كرسي له وسرير
      هو الله ربي في السماء محجب وليس كمخلوق حوته قصور
      إليه تعالى طيب القول صاعد وينزل منه بالقضاء أمور
      لقد صح إسلام الجويرية التي بأصبعها نحو السماء تشير
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • ابو بكر
      صديق الرسول صلى الله عليه وسلم
      له مواقف لن ينساها الزمااان مهما طال وتغير

      ابو بكر أول الخلفاء الراشدين و أحد المبشرين بالجنة
      فما أعظم شأنك عند الله وحبيب الله .

      معلومات قيمة اخيتي الكريمة
      رزقك الله تعالى الجنة ونعيمهاا .
    • روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • فقد تزوج أبو بكر الصديق رضي الله عنه أربع نسوة أنجبن له ثلاثة ذكور وثلاث إناث وهن على التوالي:
      1- قتيلة بنت عبد العزى: اختلف في إسلامها، وقد ولدت له عبدالله وأسماء وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية وهي التي جاءت بعد الإسلام بهدايا لابنتها في المدينة فأبت أسماء أن تصلها لكونه كافرة حتى سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصل أمي قال: نعم صلي أمك. رواه البخاري.
      2- أم رومان بنت عامر بن عويمر: من بني كنانة مات عنها زوجها بمكة فتزوجها بعده أبوبكر رضيى الله عنه وولدت له عبد الرحمن وعائشة رضي الله عنهم وقد أسلمت أم رومان قديما وبايعت وتوفيت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة سنة ست من الهجرة.
      3- أسماء بنت عميس: أم معبد من المهاجرات الأوائل أسلمت قديما قبل دخول دار الأرقم وهاجر بها زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة ثم إلى المدينة وبعدما استشهد جعفر في غزوة مؤتة تزوجها أبو بكر وولدت له محمدا في ذي الحليفة في حجة الوداع.
      4- حبيبة بنت خارجة بن زيد: الأنصارية الخزرجية وهي التي ولدت بعد وفاته أم كلثوم بنت أبي بكر، وقد كان الصديق يقيم عندها بالسنح.
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • كم مره ذكر ابو بكر وكم مره ذكر علي في القرآن رضي الله عنهما؟
      [TD='width: 100%, align: left']









































      لم يصرح باسم اي منهما في القران الكريم , ولكن بالعودة الى كتب المفسرين نجد مايلي:
      ابوبكر الصديق رضي الله عنه ثلاث مرات على الأقل:
      -نزل قوله تعالى في سورة التوبه: (‏إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم‏ ) وهي قصة الهجرة المشهورة
      -وقوله تعالى في اخر سورة الليل (وسيجنبها الاتقى * الذي يعطي ماله يتزكى * ومالأحد عنده من نعمة تجزى*الا ابتغاء وجه ربه الاعلى *ولسوف يرضى ) قال المفسرون : ان ابابكر رضي الله عنه حين اشترى اعتق بلال رضي الله عنه قال عنه كفار قريش انه مااطلقه الا لنعمة كانت لبلال على ابي بكر , فنزلت الايات تثبت ان ابابكر لم يكن يريد سوى وجه الله تعالى.
      -قوله تعالى في سورة النور :(ولاياتل اولوا الفضل منكم والسعة ان يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) نزلت في حادثة الافك حين برأ الله عائشة رضي الله عنها وغضب ابوبكر على احد الفاتنين وكان يصله ويتصدق عليه ورفض بعد ماقال الرجل في عائشة ماقال ان يتصدق عليه بعد ذلك فنزلت الاية السابقة فقال ابو بكر :بلى والله احب ان يغفر الله لي.
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • أبو بكر الصديق الشيخ نبيل العوضي
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...