بشـــرى وعصـــام

    • بشـــرى وعصـــام

      كانا معاً يرسمان طريق السعاده كأنهما خلقا ليجمعهم قلباً واحد نبض واحد كان حبهما كبيراً لم اسمع وأنا طفلاً صغيرا لم أتجاوز السابعة من عمري إلا عن هذا الحب الأسطوري هذا الحب الذي تذوب لأجله الصخور حباً أقوى وأجمل حباً عرفته في حيـــاتي ....كانت الأيام تمظي وبطبيعة الحال هذه الأيام تحسب من عمـــرنا بلغت العشرين ربيعاً وأنا أفكر كيف أقابل شريكة حياتي؟؟؟ لماذا لم ينبض قلبي بالحب ....هل قلبي من حجــر أم السبب أنني ما زلت صغيراً على الحب....ولكن أتذكر عصام وبشرى فهما كان نبراساً لحياتي كانا شغلي الشاغل في حياتي ...طبعاً بعد دراساتي!
      فهما كانا وردتين صغيرتين جمعهما رحــيق الحب فعرفت إن الحب لا يعرف صــغيراً أو كبــــيراً...فتريثت قليلا في المسير وأنا عائداً من المسجد إلى البيــــت....وكانت في قريتنا شجره كبيره عمرها آلاف السنين نسميها الصباره فجلست قليلا لارتاح تحت ظلها الممتد امتداد الأرض وطولها الشامخ الذي يقارب عنان السماء....فجلست أتخيل ربما هنا رقصا عصام وبشرى أيام طفولتهما وأنا شارد الذهن فجأة قطع خلوتي بـــكاء أو أنين .....ماهذا؟؟؟؟
      خــفت أول الأمر ولكن بعدها رأيت رجــلا ذو مــلامح صارمه عــيناه الواسعتين اللتان تومظان كوميض البرق ووجه المقتضب الغاضب الفرح في نفس الوقت ....!
      من هذا يا ترى....عندما رايته أعطيته ستين سنه من ملامحه ولكنه في حقيقة الأمر يبدوا اصغر من هذا العمر لماذا ....لا اعرف؟؟؟
      عنـدها افتربت من هذا الرجل وسلمت عليه...السلام عليكم يا عم.......فرد السلام بصوت جهوري وعليكم السلام يا ولدي...لم أبادره بالسؤال ...من أنت خشية أن ينهرني ...ولكن تريثت قليلاً فأخذت اسأله عن علوم دنياه حتى ارتاح لي ولا أخفيكم أنني أخيرا أحسست أن الخوف زال مني....
      فسألني من أنت ...وما الذي أتى بك إلى هنا...أخبرته أنني ابن فلان ....فعرفني فدهشت فسألته الست غريباً عن هذه الديار قال لا.....إذن من أنت؟؟؟
      عــندها اخرج من صدره آآهتـاً كدت من أثرها أن ابكي....ماذا بك يا عم من أنت ولماذا هذه التأوهات؟؟؟؟
      قال: انا عـــصام......عصـــام ....عـــصام عندها لم استطع الوقوف من هول ذالك الموقف عليّ....
      عصــام ذالك الشاب الذي لم يبلغ الثلاثين من العمر ذالك الشاب الذي كنا نحــسده لجماله وسعادته وحبه ذالك الشاب هو أنت؟؟؟
      عندها أخذت في الركض مـــسرعاً إلى البيت فإذا أبي يستقبلني بالا حظان وأمي وأنا ابكي يظنون أني ابكي من فرحة اللقاء حتى هم استغربوا ذالك البكاء......ماذا بك يا أصيل ماذا جرى لك ؟؟؟؟
      عندها استرجعت أنفاسي وسألتهم وأنا ثائراً لماذا لم تخــبروني عن عصام لماذا...؟؟ ماالذي جرى له....؟؟
      أخذتني أمي إلى غرفتي وقالت اسمع يا أصيل أنت كنت في فترة اختبارات ونحن لم نشأ ان نخــبرك حتى لا يؤثر هذا الخــبر على مستواك التحصيلي...ولكن هذا عــــصام ابن عمي والذي اعــــتبره في مثابة الأخ الكبير يا أمي....لماذا مالذي جــرى له حتى تغيرت احواله؟؟؟
      قالت :أمي وأنا ارى بريق الدموع وهي تحاول أن تبدوا أقوى أمامي قالت: لقد تركته ....كيــف تركته ...لماذا؟؟
      آآآآآآه ما هذا الذي اسمع بحقك تقولين الصدق يا اماااه تركته بعد ذاك الذي كان بينهما...كيف كيف؟؟
      قالت أمي وهي تحاول تهـــدئتي لقد تقدم لها رجلاً مليونير فلم ترفظه وعللت ذاللك انها ملت من الانتــظار وهي تريد أن تعيش .....والحب وعصام لماذا لم يحاول أن يمنع هذا الزواج ....قالت أمي ذهب عصام وسألها ماذا تريدين الحب أم الجاه والمال.....فقتلته بردها وقالت له بالحرف الواحد "اصلاً حبي أنا وأنت كان حب مراهقه وأنا الحين ما احبك وروح دور على حب إذا كان شي اسمه حب" فصدم عصام بل مات عصام وذبح من وريده.....؟؟؟
      وهاهو الآن عــــصام كسير القلب فاقد العقل.....فلا تـــسألوني لماذا لا أحب فمن يومها كرهت الحب والعشاق كرهت قريتي كرهت بشرى وعصام .....ولكن إذا عاد عقل عصام أعدكم إنني سأحــب بعقل عصام....؟؟؟؟