***"موسوعة الأحلام"***

    • في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة





      في الصناع وأصحاب الحرف والعملة والفعلة

      البناء باللبن والطين رجل يجمع بين الناس بالحلال والبناء بالآجر والجص وكلما يوقد تحته النار فلا خير فيه. (ومن رأى) أنه يبني فإن كان ذا زوجة وإلا تزوج وابتنى بامرأة والطيان رجل يستر فضائح الناس فمن رأى أنه يعمل عملا في الطين فإنه يعمل عملا صالحا. والجصاص رجل منافق مشعب معين على النفاق لأن أول من ابتدأ الجص فرعون. والنقاش إن كان نقشه بحمرة فإنه صاحب زينة الدنيا وغرورها, وإن كان نقشه للقرآن في الحجر فإنه معلم لأهل الجهل, وإن كان نقشه بما لا يفهم في الخشب فإنه منقش لأهل النفاق مداخل أهل الشر وناقض البناء ناقض العهود وناكث للشروط وضارب اللبن جامع للمال. فإن رأى أنه ضرب اللبن وجففه وجمعه فإنه يجمع مالا, فإن مشى فيها وهي رطبة أصابته مشقة وحزن. والنجار مؤدب للرجال مصلح لهم في أمور دنياهم لأن الخشب رجال في دينهم فساد فهو يزين من ذلك ما يزين من الخشب. والخشاب يترأس على أهل النفاق. والحطاب ذو نميمة وشغب. والحداد ملك مهيب بقدر قوته وحذقه في عمله ويدل على حاجة الناس إليه لكون السندان تحت يده والسندان ملك. والحديد رأسه وقوته. فإن رأى كأنه حداد يتخذ من الحديد ما يشاء فإنه ينال ملكا عظيما لقصة داود عليه السلام: وألنا له الحديد وربما دل الحداد على صاحب الجند للحرب لأن النار حرب وسلاحها الحديد, وربما دل على الرجل السوء العامل بعمل أهل النار لأن النبي صلى الله عليه وسلم شبه الجليس السوء بالحداد إن لم يحرقك بناره أصابك من شره. وإن قيل في المنام أن فلانا دفع إلى حداد أو دفع أمره إليه فإنه يجلس إلى رجل لا خير فيه فكيف به إن أصابه شيء من دخانه أو ناره أو شراره؟ فضر ذلك ببصره أو ثوبه أو ردائه. فأما من عاد في منامه حدادا فإنه ينال من وجوه ذلك ما يليق به مما تأكدت شواهده. والخباز صاحب كلام وشغب في رزقه وكل صنعة مستها النار فهي كلام وخصومة. وقيل: الخباز سلطان عادل. فمن رأى في منامه أنه خباز أصاب نعيما وخصبا وثروة, فإن رأى كأنه يخبز الحواري نال عيشا طيبا ودل الناس على وجه يستفيدون فيه غنى وثروة. فإذا رأى كأنه اشترى من الخباز خبزا من غير أن رأى الثمن فإنه يصيب عيشا طيبا في سرور ورزقا هينا مفروغا منه. فإن رأى كأن الخباز أخذ منه ثمنا فهو كلام في الحاجة. (ومن رأى) كأنه خباز يخبز ويبيع الخبز في عامة الناس بالدراهم المكسرة فإنه يجمع بين الناس على فساد. والخباز وإن قال الناس أنه سلطان عادل فإنه يكون فيه سوء خلق لأن النار أصل عمله, والنار سلطان خبيث وتوقدها بالحطب نميمة.

      وأما الخبز فدال على العلم والإسلام لأنه عمود الدين وقوام الروح وحياة النفس, وربما دل على الحياة وعلى المال الذي به قوام الروح, وربما دل الرغيف على الكتاب والسنة والعقدة من المال على أقدار الناس, وربما دل الرغيف على الأم المربية المغذية وعلى الزوجة التي بها صلاح الدين وصون المرء. والنقي منه دال على العيش الصافي والعلم الخالص والمرأة الجميلة البيضاء. والغلث منه على ضد ذلك. فمن رأى كأنه يفرق خبزا في الناس أو الضعفاء فإن كان من طلاب العلم فإنه ينال من العلم ما يحتاج إليه, وإن كان واعظا كانت تلك مواعظه ووصاياه إلا أن يكون القوم الذين أخذوا صدقته فوقه أو ممن لا يحتاجون إلى ما عنده فإنها تباعات عليهم وحسنات ينالها من أجلهم وهم في ذلك أنحس حظا لأن اليد العليا خير من اليد السفلى والصدقة أوساخ الناس. وأما من رأى ميتا دفع إليه خبزا فإنه مال أو رزق يأتيه من يد غيره ومن مكان لم يرجه. وأما من رأى الخبز فوق السحاب أو فوق السقوف أو في أعالي النخل فإنه يغلو وكذلك سائر المنوعات والأطعمة. فإن رأى كأنه في الأرض يداس بالأرجل فإنه رخاء عظيم يورث البطر والمرح. وأما من رأى ميتا أخذ له رغيفا أو رآه سقط منه في النار أو في الخلاء أو في قطران فانظر في حاله فإن كان بطلا أو كان ذلك في أوان بدعة يدعو الناس إليها وفتنة يعطش الناس فيها, فإن الرغيف دينه يفقده أو يفسده, وإن لم يكن شيئا من ذلك ولا كان في الرؤيا ما يدل عليه وكانت له امرأة مريضة هلكت, وإن كانت ضعيفة الدين فسدت. ومن بال في خبز فإنه ينكح ذات محرم.

      والحناط ملك تنقاد له الملوك أو تاجر يترأس على التجار أو صانع تطيعه الأجراء. فمن رأى كأنه ابتاع من حناط حنطة فإنه يطلب من سلطان ولاية, فإن رأى كأنه باعه من غير أن رأى الثمن فإنه يتزهد في الدنيا ويشكر الله تعالى على نعمه لأن ثمن كل شيء شكره. (ومن رأى) كأنه يملك حنطة ولا يمسها ولا يحتاج إليها فإنه يصيب عزا وشرفا لأن الحنطة أشرف الأطعمة. فإن رأى كأنه سعى في طلبها واحتاج إليها أو مسها أصابه خسران وهوان وعزل إن كان واليا وفرق بينه وبين أقاربه بدليل قصة آدم عليه السلام. وبياع الدقيق والشعير مثل الحناط والطحان رجل مشغول برمة نفسه ودنياه. فإن رأى شيخا طحانا فإنه جد الرجل وتدل رؤياه على أن يصيب رزقه من جهة صديقه. فإن رأى شابا طحانا فإنه ينال رزقه بمعاونة عدوه إياه. فإن رأى أنه طحان وقد طحن طعاما بقدر كفايته فإن معيشته على حد الكفاية, فإن طحن فوق الكفاية كانت معيشته كذلك. (ومن رأى) أنه طحان فإنه قيم نفسه وقيم أهله.

      والقصاب ملك الموت, فمن رأى كأنه أخذ من قصاب سكينا أصابه مرض ثم يبرأ ويصيب في حياته قوة. فإن رأى كأنه ذبح ما لا يحل ذبحه من البهائم فهو دليل ظلمه والتباس عمله فيما بينه وبين الله تعالى. فإن رأى كأنه ذبح أباه فإنه يبره ويصله إذا لم ير دما. فإن رأى دما لم تحمد رؤياه. وقيل: إن القصاب دليل الشدة في جميع الأحوال إلا في الحالين: حال الدين فإنه يدل على قضائه, وحال القيد فإنه يدل على فكه. والقصاب المنسوب إلى ملك الموت هو المجهول, وأما المعروف فهو قاسم الأموال بين الأيتام والورثة, وقيل هو السفاك, وقيل هو صاحب السيف. (ومن رأى) أنه يقسم اللحوم فإنه يمشي بين الناس بالنميمة. (ومن رأى) كأنه يقسم لحم بقر بين أقربائه فإن كان من أهل الخير والصلاح فإنه يصل رحمه ويقسم ماله بين ورثته بالعدل في حياته ويزوج أولاده. والسلاخ رجل ظالم كالشرطي أو التاجر الذي يمنع الحقوق عن الناس ويذهب بأموالهم. والشواء مؤدب. فمن رأى كأنه يشتري قطعة من شواء فإنه يستأجر حاذقا, وقيل: إن الشواء رجل في كلامه شغب والطباخ وكل من يعالج في صناعته النار أصحاب كلام وخصومات وشر وآثام كخدمة السلطان وأعوان الحكام وسماسرة الأسواق والكيس يدل في الأشياء على الأسرار وانكشافها إظهار اليسر وخيانة في الأمانة والبقلي رجل دنيء الكلام صاحب هموم وأحزان. والبطيخي رجل ممراض والباقلاني يسمع الناس كلام السوء ويسمعونه أسوأ منه. وحلاب الأغنام جماع الأموال وحالب البقر رجل يطالب العمال وحالب الغنم رجل حسن الذكر عامل بالفطرة جامع للمال الحلال طالب للعلم والهراس رجل مشغب وقيل هو ضراب لسلطان جلاد وعيشه من ذلك. والسماط خائن أو غيار ظالم لسمطه الناس من أموالهم لأن الصوف والشعر والوبر والريش أموال, وقيل: هو وصي يأكل أموال اليتامى ظلما. والناطفي والحلاوي ذو كلام حلو وخلق لطيف, وقيل: هو مصنف العلوم, وقيل: هو رجل يسوق لنفسه بإلقاء العداوة بين الناس والنميمة. والكامخي رجل ممراض. وعصار الدهن إن كان من سمسم فإنه رجل ذو رياسة ومال, وإن كان من حبوب فإنه رجل يجمع مالا بتعب فيه ومشقة. والسماك رجل نخاس الرقيق لأن السمكة جارية أو امرأة.

      والسكري رجل لطيف فإن رأى أنه يبيع سكرا ويأخذ ثمنه دراهم فإنه يلطف الكلام للناس فيتلطفون له بالجواب. والسمان رجل موسر يعيش في ظلمه من تبعه. والرآس رئيس الرؤساء فإن رأى كأنه اشترى رأسا من رآس فإنه يطلب من رئيس أن يشغله بخدمة ينتفع ويرتفق بها. والذباح رجل ظالم. والإسكاف المجهول رجل قاسم المواريث عادل فيها. وكذلك الصرام فإن جلود الحيوان مواريث. والحذاء نخاس الجواري يزين أمور النساء لأن النعل امرأة. والخياط رجل مؤلف في صلاح تعم بركته الشريف والوضيع وتلتئم على يديه أمور متفرقة, فإن خيط لنفسه فإنه يصلح دنيا نفسه في صلاح الدين. فإن رأى كأنه يخيط ولا يحسن الخياطة فإنه يريد أن يجمع متفرقا ولا يجمع. فإن رأى كأنه يخيط ثوب امرأته فإنه يصيبه محنة. والبزاز رجل يحسن ويهدي الناس إلى الرشاد في أمر المعاش والمعاد ما لم يأخذ عنه ثمنا. فإن أخذ عنه ثمنا دراهم دل على أنه يعمل الإحسان رياء, وإن أخذ ثمنه دنانير دل على قال وقيل وغرامة. والخلقاني رجل متوسط الحال وابتياعه الخلقان يدل على فقر وبيعه يدل على زوال الفقر. والجزار مثل الإسكاف وقيل مثل الحذاء. وبياع الطيور نخاس الجواري. والخواص والطرائفي والأكافي أيضا نخاس الجواري لأن الأكاف امرأة أعجمية. والبيطار رجل يعين الجند وكبراء الناس على أمورهم وقيل هو طبيب ومصلح وجابر وحجام وشعاب لأنه بيطار الأجسام. والتاجر فإن رأى رجل أنه قاعد على حانوت وحوله متاع التجار وعليه زي التجار وهو يتجر ويأمر وينهى فهو رياسة في تجارته, وإذا لم يكن التاجر من أكابر التجار فرأى بيده شيئا من أدوات التجار ميزان أو رزمانج أو رمانة قبان أو دواة أو قلم فإنه يأمن الفقر. والجوهري صاحب نسك وعبادة وحكاك الفصوص رجل يسيء القول للناس. والسمسار رجل يدعي السخاء وتأمن الناس به. والحلواني رجل بار لطيف إذا لم يأخذ ثمنا فإن أخذ ثمنا فهو مراء. والخمار صاحب مال حرام ومكسب فاسد يحث الناس على الأباطيل. والحمال صاحب هموم وحلم. والجمال والحمار والمكاري والبغال ولاة أمر الجند والتدبير, وكذلك السائس والجوشني داعي الناس إلى الألفة وحسن الصحبة. والنبلي زاهد عابد وقيل جاسوس. والقواس رئيس الفرج. والتراس سلطان قوي يغري العساكر بأعدائهم. والرماح صاحب ولاية. والزراد معلم دال إلى الخير وقيل ذو سلطان. والسراج نخاس لأن السرج امرأة أو جارية لأنه مقعد الرجل. والجوالقي رجل يحرض الناس على السفر وقيل هو رجل يفشي الناس إليه أسرارهم. وجزاز الشعور رجل يضر الأغنياء وينفع الفقراء. وجالب الأمتعة جامع الدنيا. والنحاس صاحب عشور. والحارس يدل على ظهور الأسرار. والحمام جامع بين الناس على معصية وهو أيضا قيم من يدل الحمام عليه لأن الحمام يدل على أشياء كثيرة. والحفار رجل صاحب مكر وخديعة حتى يظهر الماء فإن ظهر الماء فهو حينئذ عقده إن كان ذلك له, والأصل في الحفر المكر. وحفار الجبال رجل يزاول رجالا عظاما وقيل: إن الحفار رجل في عناء ومشقة لا ينجو من ذلك ما عاش. فإن رأى كأنه يحفر في الثرى فإنه يشرع في باطل لا ينتفع به. وقيل: إن الحفار رجل حقود مكار. والحجام رجل يدل على متحكم في رقاب الناس ومهجهم وشعورهم وأبشارهم كالسلطان والعالم والحاكم والطبيب وكاتب الشروط. والصكاك في الأعناق فمن رأى حجاما حجمه نظرت في أمره فإن كان مطلوبا بدم أو في جهاد قتل وسال منه دم بالحديد من عنقه وإن كان مرضا شفي على يد الطبيب, فإن كان مطلوبا بمال في عنقه كالأمانة والدين أداه على يد حاكم, وإن كان يرغب في النكاح تزوج امرأة وكتب كاتب الشروط في عنقه وإلا باع سلعة أو اشتراها أو قبض دينا أو عامل بدين وكتب عليه شرط. والحراث ذو أخطار وقيل مشتغل بعمل صالح. والحلاق رجل يصلح أمور الناس عند السلطان. وراتق الجراحات داعي الناس إلى خير وألفة. وراقي الحيات رجل غدار, والرقية في المنام إذا كان فيها اسم الله تعالى نجاة من الهموم. والخازن رجل منافق يجمع عنده مال حرام. والخراط رجل يقاتل رجالا فيهم نفاق ويسرق أموالهم. والدلال غير محمود. والريحاني رجل صابر على المصائب راض بالقضاء. والرفاء معتذر بعد الرمي بما لا عذر فيه وصاحب خصومة فإن رفأ ثوب امرأته بعد أن ظهرت عورتها فإنه ينسبها إلى فاحشة ثم يعتذر إليها من الكذب, فإن رفأ ثوب نفسه خاصم بعض أقربائه. وصاحب من لا خير فيه.

      والراعي صاحب ولاية ويدل على معلم الصبيان وعلى من يتول أمر السلطان أو الحاكم. (ومن رأى) أعرابيا يرعى الغنم فإنه يقرأ القرآن ولا يحسن معانيه, وراعي البخاتي وال على العجم. والرائض صاحب ولاية. وبياع الرصاص صاحب أمر ضعيف. والزجاج نخاس الجواري. والسقاء رجل ذو دين وتقوى يجري على يديه الخير ما لم يأخذ عليه أجرا فإن ملأ سقاء الملأ وحمله إلى منزله ولم ينو شربه فإنه يجمع مالا يأكله غيره, فإن حمل الماء إلى رجل وأخذ عليه ثمنا فإنه يحمل وزرا وينال المحمول إليه مالا من جهة سلطان لأن النهر سلطان, والماء في الإناء مال مجموع, والذي يسقي الناس بالكؤوس والكيزان صاحب أفعال حسنة ودين كالعالم والواعظ, وأما من يحمل القرب والجرار فهو المأمون على الأموال والودائع. والوراق محتال. والسقطي عالم بالترهات. والصيرفي عالم لا ينتفع بعلمه إلا في غرض الدنيا وهو الذي صنعته تصاريف الكلام والجدل والخصام والسؤال والجواب لما في الدنانير والدراهم التي يأخذها ويعطيها من الكلام المنقوش كالقاضي وميزانه وحكمه وعدله وربما كان ميزانه نفسه ولسانه وكفتاه أذناه وصنجتاه وأوزانه عدله وأحكامه, والدراهم والدنانير خصومات الناس عنده, وقيل هو الفقيه الذي يأخذ سؤالا ويعطي جوابا بالعدل والموازنة, وهو المعبر أيضا لاعتباره ما يرد عليه ووزنه وعبارته فيأخذ عقدا كالدنانير ويعطي كلاما مصرفا كالدراهم أو يأخذ كلاما متفرقا كالدراهم ويعطي عبارة مجموعة كالدنانير, فمن صرف في منامه دينارا من صيرفي وأخذ منه دراهم نظرت في حاله, فإن كان في خصومة نقصت. وإن كان عنده سلعة باعها وخرجت من ملكه وإلا نزلت به حادثة يحتاج فيها إلى سؤال فقيه أو يرى رؤيا يحتاج فيها إلى سؤال معبر ويأتيه في عواقب ما ذكرناه ما يكرهه ويحزنه لأخذه الدراهم لأنها دار الهموم فاتنة القلوب, والهم يشتق من اسمها إلا أن يكون له عادة حسنة في رؤيا الدراهم قد اعتادها في سائر أيامه وماضي عمره, وكذلك لو قبض ذهبا ودفع دراهم لأن الذهب مكروه وغرم في التأويل لاسمه ومنفعة لا تصلحه, وكذا عادة الذي رآه. والناطور صاحب ولاية وإن كان على شجرة جوز كانت ولايته على عجم بخلاء. والسكاكيني رجل يعلم الناس الحذق والكياسة. والسائل الفقير طالب علم فإن أعطي ما سأل نال ذلك العلم وخضوعه وتواضعه ظفر. والسابح طالب العلوم وأمور الملوك. والساحر فتان. والشعاب رجل شريف مصلح نفاع مؤلف بين الشريف والدنيء.

      والصياد قد قيل إنه رجل يميل إلى النساء ويحتال في طلبهن لأن كسبه في صورة خادع وربما دل الصياد على النخاس وربما دل على صاحب الحمام. ومعلم الكتاب وكل من يترصد الناس ويصيدهم بما معه من الصناعة والحيلة, وربما دل الصياد على القواد, فمن خالط صيادا أو عاد صيادا فاستدل على صلاح ما يدل صيده عليه من فساده بصفة صيده وزيادة منامه وقدره في نفسه وما يليق بمثله, فإن كان صيده في البحر أو بما يجوز له في البر فدلالة الصيد صالحة, وإن كان في الحرم أو بما لا يجوز في البر من التعذيب فهو رديء, وصياد السباع سلطان قوي عظيم يكسر العساكر ويقهر السلاطين الظلمة, وصياد البزاة والصقور والبواشق سلطان عظيم بمكر وخداع للسلاطين الغشمة الماردين, وصياد الطيور والعصافير رجل تاجر يمكر ويخدع أشراف الناس, وصياد الوحش يمكر بأقوام عجم ويقهرهم, وصياد السمك مع النساء والجواري خاصة ومعاملتهم. والشاهد المعدل رجل يظفر بالأعداء.

      والكاتب رجل ذو حيلة كالحجام وقلمه مشرطه ومداده دمه. وكالرقام ونحوهم وربما دل على الحراث فقلمه سكنه ومداده البذر, والكتاب المطوي خبر مخفي, والكتاب المنشور خبر مشهور. والصفار رجل صاحب دنيا يؤثر الشر على الخير, وقيل هو رجل غاش خائن, وقيل رجل صاحب خصومة. فإن رأى من كان يريد التزويج أنه يعمل عمل الصفارين دلت رؤياه على حسن خلق المرأة على أنها تكون لسنة لأن للصفر صوتا. والصباغ صاحب بهتان فمن رأى كأن صباغا في منزله يتخذ له الصبغ فهو الموت وربما كان الصباغ يجري على يديه الخير. والصائغ شرير كذوب لا خير فيه لأنه يصوغ الكلام مع دخانه وناره وإن كان معه ما يدل على الصلاح, وإن كان في مسجد أو تاليا للقرآن فهو دال على كل حائك وجابر وعلى كل من صناعته إخراج شيء من شيء.

      والصيقل وزير مهيب له أمر ونهي ممن يضر وينفع كالسلطان وسيوفه جنده ورجاله أوامره, ويدل أيضا على الفقيه أو الحاكم وسيوفه فتواه وأحكامه والواعظ وسيوفه قلوب الناس عنده يجلوها ويزيل صداها, ويدل على الطبيب وسيوفه عقاقيره القاطعة للأمراض. فمن عاد في المنام صيقلا عمل من وجوه ذلك ما يليق به, ومن جرت بينه وبين صيقل مجهول معالجة أو معاملة حراما يدل عليه في اليقظة بينه وبين من يدل عليه الصيقل في التأويل مثله بما يطول شرحه.

      وأما ضراب الدراهم والدنانير فقد قال ابن سيرين أنه صاحب نميمة وغيبة ينقل الكلام وقيل: إن الضراب رجل بار لطيف الكلام إذا لم يأخذ عليه أجرا. وقيل: هو رجل يفتعل الكلام جيدا حسنا. فإن رأى أنه يضرب الدنانير والدراهم بباب الإمام وكان أهلا للولاية نالها. وقيل: إن ضراب الدنانير يحافظ على الصلوات ويؤدي الأمانات, وضرب الدراهم الرديئة كلام رديء وقول بلا عمل. والطبيب عالم فقيه في الدين ويدل على كل مصلح ومدار لأمور الدين والدنيا كالفقيه والحاكم والواعظ الذي وعظه مرهم ودرياق ومثل المؤدب والسيد. والدباغ المصلح لجلود الحيوان. ويدل أيضا على الحجام لما في الحجم من الشفاء, فمن رأى قاضيا أو عالما عاد طبيبا كثر رفقه وعظم نفعه. ومن رأى طبيبا عاد قاضيا أو فقيها فإن كان مسلما حكيما زاد ذكره وعظمت مرتبته وعلت درجته في صناعته, وإن كان على خلاف ذلك نولت به بلايا ولعله يهلك أحدا بطبه لجهله وجراءته لأنه سما في المنام إلى ما ليس له. (ومن رأى) طبيبا يبيع الأكفان فليحذر منه فإنه سفاك خائن في طبه لا سيما إن كانت الأكفان التي باعها مطوية فهو أدل على تدليسه في دوائه وغلط عامة الناس فيه. (ومن رأى) طبيبا عاد دباغا للجلود فهو دليل على حذاقته وكثرة من يبرأ على يديه إلا أن يرى أن دباغه فاسد عفن فهو جاهل مدلس. والمطرز عالم مكار مزوق كلام. والعلاف رجل كثير المال.

      والعطار أديب أو عالم أو عابد والأصل أنه رجل يثني عليه الثناء الحسن. والعشار رجل دخل في أمور غيره. وبيع الغزل يدل على السفر. والغواص ملك أو نظير ملك فمن رأى أنه غاص في البحر فإنه يدخل في عمل ملك أو سلطان, فإن رأى كأنه استخرج لؤلؤة فإنه ينال من الملك جارية تلد له ابنا حسنا لقوله تعالى: كأنهم لؤلؤ مكنون وتدل رؤيا الغواص على طلب العلم الغامض وعلى طلب مال في خطر ويصيب ما يطلبه على قدر ما يطيب من اللؤلؤ. والقصار رجل مذكر واعظ يتوب بسببه قوم من معاصيهم. وقيل: هو رجل يجري على يديه صدقات الناس أو يفرج الكربات لأن الوسخ في الثوب ذنوب أو هموم. وأما القفال فإنه رجل دلال فمن رأى أنه قفل باب حانوته فإنه دلال متاع, فإن رأى أنه قفل باب دار فإنه دلال تزويج. والقلانسي رئيس. وأما الفراش فنخاس الرقيق وهو الذي يلي أمور النساء.

      والفحام سلطان جائر يفقر رعيته لأن الأشجار رجال والنار سلطان. فإن رأى كأن الفحم نافق في سوقه فإنهم أقوام قد افتقروا من جهة السلطان ويرد عليهم أموالهم. والقدوري رجل طويل العمر لقوله تعالى: وقدور راسيات والقطان رجل صاحب مال وتعب. والكيال وال عادل, إذا لم يبخس في كيله. والكاهن رجل صاحب أباطيل وغرور. والكحال رجل داع إلى الخير مصلح للدين. والمساح رجل يتفقد أحوال الناس ويحب الوقوف عليها فإن رأى كأنه مسح أرضا مزروعة فإنه يتفقد أحوال أهل الصلاح, وإن مسح كرما فإنه يتفقد حال امرأته, فإن مسح شجرا فإنه يتفقد أحوال رجال فيهم دين, فإن مسح شارعا فإنه يسافر بقدر ذلك الطريق الذي مسحه, وإن كان في وجهه الحج فإنه يحج, فإن مسح مفازة فإنه يفوز من غم, وإن مسح أرضا مخضرة لم يعرف صاحبها فإنه يصير ذا نسك وصلاح.

      واللص هو الرجل المغتال الطالب ما ليس له وربما دل على المفسد لنساء الرجال المخالف إلى فرشهم أو الصائد لدواجنهم أو حمامهم. واللص المجهول دال على ملك الموت لاختفائه في حين قبضه ونزوله في المنزل بغير إذن. والأموال والأرواح شركاء في التأويل, وربما دل اللص على السبع والحية والسلطان, وقيل: إن اللص الأسود خلط سوداوي والأبيض بلغم والأحمر دم والأصفر صفراء, وإن رأى لصا دخل منزلا فأصاب منه شيئا وذهب به فإنه يموت إنسان هناك, فإن لم يذهب بشيء فإنه إشراف إنسان على الموت ثم ينجو. والمصور كاذب على الله تعالى ذو البدعة وربما دل على الشاعر والزامر والمغني وأمثالهم ممن يأخذ المال على الباطل الذي يختلقه بيده أو فمه. والمعلم سلطان ذو صنائع والمعلم للصبيان المجهول يدل على الأمير والحاكم والفقيه وعلى كل من له صولة ولسان وأمر ونهي, وربما دل على السجان لحبسه لأهل الجهل وعلى صياد العصافير وبائعها وأمثال ذلك. (ومن رأى) كأنه عاد معلما نظرت في حاله وأي شيء يليق به مما ينسبه إليه المؤدب, وقد يدل المعلم المجهول على الله تعالى كما دل القاضي لقوله تعالى: الرحمن علم القرآن الآية. فهو معلم الخلق أجمعين. والبحاث يقاتل أقواما منافقين ويأخذ منهم أموالا بالمكر. والنباش طالب علم غامض وإن لم يكن من أهله فهو قواد, ويدل أيضا عن الباحث عن الأمور المستورة المخفية والكنوز والسائل عن الناس في الشهادات, فإن نقل الموتى فإنه ينال ما يتمناه, وإن نبش عن ميت فهو باحث عن علم في طلب الدنيا, وإن كان مالا فهو حرام, فإن كان الميت حيا فإن العلم زيادة في الدين, وإن كان مالا فهو حلال. (ومن رأى) كأنه يحدث الموتى في حوائجه قضيت حوائجه. ونخاس الجواري صاحب أخبار لأن الجواري أخبار, ونخاس الدواب صاحب ولاية. والنداف صاحب خصومات تجري على يديه أهوال فإن رأى أنه يندف دخل في خصومة فإن رأى أنه لا يحسن الندف غلبه خصمه.

      والناقد رجل يختار من كل شيء أجوده كالحاكم العدل والفقيه العالم والورع والعابر الحاذق والعابد المحترس من خداع الشيطان ومثل من لا يجوز عليه التدليس. والنعال رجل يعذب الناس لأجل المال فإن رأى كأنه ينعل كما ينعل الدواب فلم يجد له ألما نال مالا فإن ناله ألم ناله ضرر. والمعبر يدل على الحاكم والفقيه والطبيب وكل من يحزن الإنسان عنده ويفرح, وربما دل على المسجد وقارئ القرآن لأنه مبشر ومنذر, وربما دل على الوزان وعلى كل من يعالج الميزان والأوزان كصاحب المعيار والصيرفي وربما دل على من تولى الكشف للحاكم فإنه يبحث عن عورات الناس, وربما دل على القصار والغسال وجزاز الشعور وكل من يسلي هموم الناس على يديه, وربما دل على قارئ كتب الرسائل وسجلات الملوك القادمة من البلدان لأنه يعبر عن الرؤيا المنقولة عن المنام فيخبر بما يئول إليه, فمن عاد في النوم عابرا فإن حاق به القضاء ناله وإن كان طالبا للعلم والقرآن حفظه وإن كان موضعا للكتابة نالها, فإن كان طالبا لعلم الطب حذقه وإلا عاد صيرفيا أو مكثفا أو قصارا أو غسالا أو جزارا أو قارئا على قدر الأيام وزيادة الأحلام. وأما من قص في المنام مناما على معبر فما عبر له فهو هو ما كان موافقا للحكمة جاريا على السنة وإن لم يعقل سؤاله ولا فهم عبارته فلعله يحتاج إلى بعض من يدل العابر عليه في صناعته فيقف إليه في حاجته. وقال بعضهم: المعبر رجل يطلب عثرات الناس. والمجبر ملك ذو صنائع يؤلف الحقوق والحكام على الاستقامة وهو في الأصل صالح لاسمه دال على كل من تجري الخيرات على يديه في الدين والدنيا كالسلطان والحاكم والفقيه والكثير الصدقة, وكالإسكاف والخياط والشعاب والبناء والبيطار وأمثالهم, فمن رأى أنه وقف إلى جابر في داء نزل به أو كسر أصابه, فانظر إلى حال السائل وحقيقة الداء ومكانه حتى تعلم من الجابر بذلك من إشراكه في التأويل, فإن قال رأى قرحة خرجت في عنقه فوقع على جابر ففتحها له بالحديد حتى سال جميع ما فيها فيكون ذلك شهادة في عنقه أو نذرا أو دينا يفرج عنه منه على يد حاكم أو عالم. (ومن رأى) مفاصله تفصلت أو عظامه تفرقت فضمها المجبر بعضها إلى بعض حتى عاد جسمه صحيحا دل على أنه يفصل ثوبا ويدفعه إلي خياط يخيطه, وإن كان ذاك في اليد اليمنى خاصة فعمل عليها المجبر جبارة وربطها إلى عنقه فإنه رجل يجبره بمعروفه فيعتق يديه عن الصنائع والأعمال ويمنعها عن قبول الصدقات, وإن كان ذلك في رجليه جميعا أو في إحداهما فإن تأويله في نحو ذلك إلا أن يكون له دابة فإني أخشى أن تنزل بها حادثة فيحتاج فيها إلى البيطار.

      والمغازلي رجل يفشي أسرار الناس. والمشاط رجل يجلي هموم الناس. والفصاد إن فصد بالطول فإنه يتكلم بالجميل ويؤلف بين الناس, وإن فصد بالعرض فإنه يلقى العداوة بينهم وينم ويطعن على أحاديثهم. والفتح مساح كما أن المساح فتح. والخوزي رجل يلي أمور الناس ويعمل في ترتيبها. وجلاء الصفر رجل يزين متاع الدنيا ويحببه إلى نفسه والملاح رجل سجان وقيل هو سائس الملك. وقيل هو وزيره وصاحب جنده ومدبر عسكره والمتوسط بينه وبين رعيته, وربما دل على الجمال والبغال والحمار والمكاري والسائس. وبياع الملح صاحب أموال من الدراهم. والمساميري يأمر الناس بالتودد. والبائع والمشتري مختلفين, فمن رأى أنه يبيع شيئا أو يشتريه فإنه مضطر محتاج لأن الإنسان لا يبيع إلا وقت اضطراره, فإذا اضطر باعه واشترى شيئا, والاضطرار يخرج الإنسان إلى الحيل. (ومن رأى) أنه باع شيئا من نوع محبب فإنه يقع في تشويش واضطراب ومخاطرة ويرجو بذلك ظفرا ونجاة من المهلكة, فإن رأى أنه باع شيئا مكروها فلا خير فيه, فإن اشترى شيئا من نوع محبوب فإن ذلك التدبير نجاة مما يحاذره, فإن كان من نوع مكروه فإن ذلك التدبير خطأ ويناله منه هم وحزن. وأما محيي الموتى فهو رجل يخلص الناس من يد السلطان. وقيل: إن محيي الموتى دباغ الجلود وصانع الموازين حتى يعلق الكفتين ويعتدلا هو بمنزلة الحداد. وأما النساج فهو الجماع الكداد في عمله الذي يسعى في طلبه أو يحث في عمله كالمسافر والمجالد بالسيف فوق الدابة ورجله في الركاب, وربما دل النساج على البناء فوق الحائط المؤلف للطاقات المناول من تحته من يبنيه في حائطه الذي علا عليه ووزنه بميزانه وخيطه وضربه بفأسه, وربما دل على الناسج والمصنف والحراث, وقد يدل المنسج على ما الإنسان فيه من مرض أو هم أو سفر أو خصومة أو قراءة أو كتابة, فمن قطع منسجه فرغ همه وعمله وسفره وما يعالجه وإلا بقي له بقدر ما بقي من تمامه في النول. وقيل: النسج سفر. وقيل: النسج خصومة.

      وأما المسدي فهو الذي لا يستقر به قرار والذي عيشه في سعيه كالمنادي والمكاري, وقد يدل على الساعي بين الاثنين وعلى ذي الوجهين. والفتال هو الماسح والسائح والمسافر وربما دل على كل من يبرم الأمور ويحكم الأسباب كالمفتي والقاضي وذي الرأي, فمن فتل في المنام حبلا سافر إن كان من أهل السفر, أو مسح أيضا إن كانت تلك صناعته, أو أحكم أمرا هو في اليقظة على يديه أو يحاوله أو يؤمله إما شركة أو نكاحا أو اجتماعا على عهد وعقد أو ائتلافا. والمكاري والجمال والبغال والحمار فإنهم ولاة الأمور ومقدمو الجيوش والمكلفون بأمور الناس كصاحب الشرطة والسعاة لأنهم يدبرون الحيوان ويحملون الأموال. وضارب البربط يفتعل كلاما باطلا. والطبال يفتعل كلاما باطلا. والزامر ينعي إنسانا. والراقص رجل تتتابع عليه مصيبات. وصاحب البستان قيم امرأة. والحطاب ذو نميمة. وصاحب الدجاج والطير نخاس الجواري. والفاكه ينسب إلى الثمرة الذي باعها. ومن باع مملوكا فهو صالح له ولا خير فيه لمن اشتراه. ومن باع جارية فلا خير فيه وهو صالح لمن اشتراه. وكل ما كان خيرا للبائع فهو شر للمبتاع. الدهان فهو يعمل أعمالا خفية يزين بها ومطرز مصلح ومفسد كالمنافق المرائي والمتصنع والمداهن والمدلس والمادح والمطري يستدل على صلاح عمله من فساده ونفعه وضره بحسب دهنه واعتداله وموافقته للمدهون وبالمكان الذي يعالج فيه وبلون الدهن وما جرى فيه من الكتاب والصور, فإن كان قرآنا أو كلام بر فهو صالح, وما كان سورا أو شعرا من باطل فهو فاسد. والسباك هو المسبوك في صناعته والمبتلى بألسنة أهل وقته للفظ السبك وألسنة النار فربما دل على المحتسب الفاصل بين الحق والباطل, وربما دل على الغاسل والقصار ومصفي الثياب وأمثالهم.
    • في الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام




      في الخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام

      ( البرذون :( جد الرجل فمن رأى أن برذونه يتمرغ في التراب والروث فإن جده يعلو وماله ينمو. وقيل: البرذون يدل على الزوجة الدون وعلى العبد والخادم, ويدل على الجد والحظ من الرزق والعز المتوسط بين الفرس والحمار والأشقر منها حزن, ومن ركب برذونا ممن عادته يركب الفرس نزلت منزلته ونقص قدره وذل سلطانه وقد يفارق زوجته وينكح أمه, وأما من كانت عادته ركوب الحمار فركب برذونا ارتفع ذكره وكثر كسبه وعلا مجده, وقد يدل ذلك على النكاح للحرة من بعد الأمة, وما عظم من البراذين فهو أفضل في أمور الدنيا. فمن رأى أن برذونه نازعه فلا يقدر على إمساكه فإن امرأته تكون سليطة عليه. ومن كلمه البرذون نال مالا عظيما من امرأته وارتفع شأنه. فإن رأى أنه ينكح برذونا فإنه يصنع معروفا إلى امرأته ولا يشكر عليه, ويدل ركوب البرذون أيضا على السفر. (ومن رأى) أنه يسير على ظهر برذونه فإنه يسافر سفرا بعيدا وينال خيرا من جهة امرأته. فمن رأى أنه ركبه وطار به بين السماء والأرض سافر بامرأته وارتفع شأنهما. فإن رأى أن برذونه يعضه فإن امرأته تخونه, وموت برذونه موت امرأته. ومن سرق برذونه طلق امرأته, وضياع البرذون فجور المرأة. (ومن رأى) كلبا وثب على برذونه فإن عدوا مجوسيا يتبع امرأته, وكذلك إن وثب عليه قرد فإن يهوديا يتبع امرأته. والبرذون الأشهب سلطان والأسود مال وسؤدد. (ومن رأى) كأن برذونا مجهولا دخل بلده بغير أداة دخل ذلك البلد رجل أعجمي, وإناث البراذين تجري مجرى إناث الخيل.

      ( وحكي :( أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت أنه دخل رجلان علي أحدهما على برذون أدهم والآخر على برذون أشهب ومع صاحب الأشهب قضيب فنخس به بطني. فقال لها ابن سيرين: اتقي الله واحذري صاحب الأشهب, فلما خرجت المرأة من عند ابن سيرين تبعها رجل من عند ابن سيرين فدخلت دارا فيها امرأة تتهم بصاحب الأشهب. وقال ابن سيرين لما خرجت المرأة من عنده: أتدرون من صاحب الأشهب؟ قالوا: لا, قال: هو فلان الكاتب, أما ترون الأشهب ذا بياض في سواد؟ وأما الأدهم ففلان صاحب سلطان أمير البصرة وليس بعاجز.

      ( الحجرة :( دالة على زوجة, فإن نزل عنها وهو لا يضمر ركوبها أو خلع لجامها أو أطلقها طلق زوجته. وإن كان أضمر العود إليها وإنما نزل لأمر عرض له أو لحاجة, فإن كانت بسرجها عند ذلك فلعلها تكون امرأته حاضت فأمسك عنها, وإن كان نزوله لركوب غيرها تزوج عليها أو تسرى على قدر المركوب الثاني, وإن ولى حين نزوله عنها مسافرا عنها ماشيا أو بال في حين نزوله على الأرض دما فإنه مشتغل عنها بالزنا لأن الأرض امرأة والبول نكاح والدم حرام. وتدل الحجرة أيضا على العقدة من المال والغلات والرباع لأن ثمنها معقود في رقبتها مع ما يعود من نفع بطنها, وهي من النساء امرأة شريفة نافعة ومواناتها على قدر مواتاتها في المنام. والدهماء امرأة متدينة موسرة في ذكر وصيت. والبلقاء امرأة مشهورة بالجمال والمال. والشقراء ذات فرح ونشاط. والشهباء امرأة متدينة. ومن شرب لبن الفرس أصاب خيرا من سلطان. والفرس الحصان سلطان وعز, فمن رأى أنه على فرس ذلول يسير رويدا وأداة الفرس تامة أصاب عزا وسلطانا وشرفا وثروة بقدر ذل ذلك الفرس له, ومن ارتبط فرسا لنفسه أو ملكه أصاب نحو ذلك, وكل ما نقص من أداته نقص من ذلك الشرف والسلطان. وذنب الفرس أتباع الرجل فإن كان ذنوبا كثر تبعه وإن كان مهلوبا محذوفا قل تبعه, وكل عضو من الفرس شعبة من السلطان كقدر العضو في الأعضاء. (ومن رأى) أنه على فرس يجمح به فإنه يرتكب معصية أو يصيبه هول بقدر صعوبة الفرس وقد يكون تأويل الفرس حينئذ هواه. يقال: ركب فلان هواه وجمح به هواه, وإن كان الفرس عرما كان الأمر أشنع وأعظم, ولا خير في ركوب إلا في موضع الدواب, ولا خير في ذلك على حائط أو سطح أو صومعة إلا أن يرى للفرس جناحا يطير به بين السماء والأرض فإن ذلك شرف في الدنيا والدين مع سفر. والبلق شهرة. والدهم مال وسؤدد وعز في سفر. والأشقر يدل على الحزن, وفي وجه آخر أن الأشقر نصر لأن خيل الملائكة كانت شقرا.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني على فرس قوائمه من حديد. فقال توقع الموت.

      ( وحكي): أن علي بن عيسى الوزير قبل أن ولي الوزارة رأى كأنه في ظل الشمس في الشتاء راكب فرس مع لباس حسن وقد تناثرت أسنانه فانتبه فزعا فقص رؤياه على بعض المعبرين فقال: أما الفرس فعز ودولة واللباس الحسن ولاية ومرتبة وكونه في ظل الشمس نيله وزارة الملك أو حجابته وعيشه في كنفه وأما انتثار أسنانه فطول عمره. وقيل: من رأى فرسا مات في داره أو يده فهو هلاك صاحب الرؤيا. ومن ركب فرسا أغر محجلا بجميع آلاته وهو لابس ثياب الفرس فإنه ينال سلطانا وعزا وثناء حسنا وعيشا طيبا وأمنا من الأعداء. والكميت أقوى للقتال وأعظم. والسمند شرف ومرض. ومن ركب فرسا فركضه حتى ارفض عرقا فهو هوى غالب يتبعه ومعصية يذهب فيها لأجل العرق. وإنما قلنا إن العرق في الركض نفقة في معصية لقوله تعالى: لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه والفرس لمن رآه من بعيد بشارة وخير لقوله صلى الله عليه وسلم: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة فإن رأى كأنه يقود فرسا فإنه يطلب خدمة رجل شريف. ومن ركب فرسا ذا جناحين نال ملكا عظيما إن كان من أهله وإلا وصل إلى مراده. والفرس الجموح رجل مجنون بطر متهاون بالأمور وكذلك الحرون, وقفز الفرس سرعة نيل أمانيه ووثوبه زيادة في خيره وهملجته استواء أمره, وقيل: إن منازعة فرسه إياه خروج عبده عليه إن كان ذا سلطان, وإن كان تاجرا خروج شريكه عليه, وإن كان من عرض الناس فنشوز امرأته. وقلادة الفرس ظفر العدو براكبه, وقيل: إن ذنب الفرس نسل الرجل وعقبه, وقيل: من رأى الفرسان يطيرون في الهواء وقع هناك فتنة وحروب, ورؤية الفرس المائي تدل على رجل كاذب وعمل لا يتم. والرمكة جارية أو امرأة حرة شريفة.

      ( البغل :( رجل لا حسب له إما من زنا أو يكون والده عبدا وهو رجل قوي شديد صلب, ويكون من رجال السفر ورجال الكد والعمل, فمن ركبه في المنام فإنه يسافر لأنه من دواب السفر إلا أن يكون له خصم شديد أو عدو كائد أو عبد خبيث فإنه يظفر به ويقهره. وإن كان مقوده في يده والشكيمة في فمه, فإن كانت امرأة تزوجت أو ظفرت برجل على نحوه, ويدل ركوب البغل على طول العمر وعلى المرأة العاقر, والبغلة بسرجها ولجامها وأداتها امرأة حسنة أديبة دنيئة الأصل ولعلها عاقر أو لا يعيش لها ولد. والشهباء جميلة, والخضراء صالحة وتكون طويلة العمر. والبغلة بالإكاف والبرذعة أيضا دليل السفر, ومن ركب بغلة ليست له فإنه يخون رجلا في امرأته. وركوب البغلة مقلوبا امرأة حرام, وكلام البغلة أو الفرس أو كل شيء يتكلم فإنه ينال خيرا يتعجب منه الناس. (ومن رأى) له بغلة نتوجا فهو رجاء لزيادة مال فإن ولدت حق الرجاء, وكذلك الفحل إن حمل ووضع, وركوب البغلة فوق أثقالها إذا كانت ذللا فهو صالح لمن ركبها, والبغل الضعيف الذي لا يعرف له رب رجل خبيث لئيم الحسب, وركوب البغلة السوداء امرأة عاقر ذات مال وسؤدد.

      ( الحمار :( جد الإنسان كيفما رآه سمينا أو مهزولا فإذا كان الحمار كبيرا فهو رفعته. وإذا كان جيد المشي فهو فائدة الدنيا, وإذا كان جميلا فهو جمال لصاحبه, وإذا كان أبيض فهو دين صاحبه وبهاؤه, وإن كان مهزولا فهو فقر صاحبه والسمين مال صاحبه, وإذا كان أسود فهو سروره وسيادته وملك وشرف وهيبة وسلطان. والأخضر ورع ودين. وكان ابن سيرين يفضل الحمار على سائر الدواب ويختار منها الأسود, والحمار بسرج ولد في عز. وطول ذنبه بقاء دولته في عقبه. وموت الحمار يدل على موت صاحبه, وحافر الحمار قوام ماله, وقيل: من مات حماره ذهب ماله وإلا قطعت صلته أو وقع ركابه أو خرج منها أو مات عبده الذي كان يخدمه أو مات أبوه أو جده الذي كان يكفيه ويرزقه وإلا مات سيده الذي كان تحته أو باعه أو سافر عنه, وإن كانت امرأة طلقها زوجها أو مات عنها أو سافر عن مكانها. وأما الحمار الذي لا يعرف ربه فإن لم يعد على رأسه فإنه رجل جاهل أو كافر لصوته لقوله تعالى: إن أنكر الأصوات ويدل أيضا على اليهودي لقوله تعالى: كمثل الحمار يحمل أسفارا فإن نهق فوق الجامع أو على المأذنة دعا كافرا إلى كفره ومبتدعا إلى بدعته, وإن أذن أذان الإسلام أسلم كافر ودعا إلى الحق وكانت فيه آية وعبرة. (ومن رأى) أن له حميرا فإنه يصاحب قوما جهالا لقوله تعالى: كأنهم حمر مستنفرة ومن ركب حمارا أو مشى به مشيا طيبا موافقا فإن جده موافق حسن. ومن أكل لحم الحمار أصاب مالا وجدة, فإن رأى أن حماره لا يسير إلا بالضرب فإنه محروم لا يطعم إلا بالدعاء, وإن دخل حماره داره موقرا فهو جده يتوجه إليه بالخير على جوهر ما يحمل. (ومن رأى) حماره تحول بغلا فإن معيشته تكون من سلطان, فإن تحول سبعا فإن جده ومعيشته من سلطان ظالم, فإن تحول كبشا فإن جده من شرف أو تمييز. (ومن رأى) أنه حمل حماره فإن ذلك قوة يرزقه الله تعالى على جده حتى يتعجب منه, ومن سمع وقع حوافر الدواب في خلال الدور من غير أن يراها فهو مطر وسيل. والحمار للمسافر خير مع بطء وتكون أحواله في سفره على قدر حماره, ومن جمع روث الحمار ازداد ماله, ومن صارع حمارا مات بعض أقربائه, ومن نكح حمارا قوي على جده, (ومن رأى) كأن الحمار نكحه أصاب مالا وجمالا لا يوصف لكثرته. والحمار المطواع استيقاظ جد صاحبه للخير والمال والتحرك. ومن ملك حمارا أو ارتبطه وأدخله منزله ساق الله إليه كل خير ونجاه من هم, وإن كان موقورا فالخير أفضل, ومن صرع حماره افتقر, وإن كان الحمار لغيره فصرع عنه انقطع بينه وبين صاحبه أو سميه أو نظيره, ومن ابتاع حمرا ودفع ثمنها دراهم أصاب خيرا من كلام, فإن رأى أنه له حمارا مطموس العينين فإن له مالا لا يعرف موضعه, وليس يكره من الحمار إلا صوته وهو في الأصل جد الإنسان وحظه.

      ( الحمارة :( امرأة وخادم دنيئة أو تجارة المرء وموضع فائدته. فمن رأى حمارته حملت حملت زوجته أو جاريته أو خادمه, فإن كانت في المنام تحته فحملها منه ولدت في المنام ما لا يلده جنسها, فالولد لغيره إلا أن يكون فيه علامة أنه منه, ومن شرب من لبن الحمارة مرض مرضا يسيرا وبرئ, ومن ولدت حمارته جحشا فتحت عليه أبواب المعاش, فإن كان الجحش ذكرا أصاب ذكرا وإن كانت أنثى دلت على خموله. وقيل: من ركب الحمارة بلا جحش تزوج امرأة بلا ولد, فإن كان لها جحش تزوج امرأة لها ولد. فإن رأى كأنه أخذ بيده جحشا جموحا أصابه فزع من جهة ولده, فإن لم يكن جموحا أصاب منفعة بطيئة. وقيل: إن الحمارة زيادة في المال مع نقصان الجاه. وأما تراكض الخيل بين الدور فسيول وأمطار إذا كانت عريا بلا سروج ولا ركبان. (ومن رأى) جماعة خيل عليها سروج بلا ركبان فهي نساء يجتمعن في مأتم أو عرس. ومن ملك عددا من الخيل أو رعاها فإنه يلي ولاية على أقوام أو يسود في ناحيته, ومن ركب فرسا بسرج نال شرفا وعزا وسلطانا لأنه من مراكب الملوك ومن مراكب سليمان عليه السلام, وقد يكون سلطانه زوجة ينكحها أو جارية يشتريها, فإن ركبه بلا لجام فلا خير فيه في جميع وجوهه لأن اللجام دال على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب اللجام منه ذهب ذلك من يده, ومن رأى دابته ضعف أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته. (ومن رأى) فرسا مجهولا في داره فإن كان عليه سرج دخلت إليه امرأة بنكاح أو زيارة أو ضيافة, وإن كان عريا دخل إليه رجل بمصاهرة أو نحوها. وقد كان ابن سيرين يقول: من أدخل فرسا على غيره ظلمه بفرس أو بشهادة أخذ ذلك من اسمه مثل أن يقتله أو يغمز عليه سلطانا أو لصا أو نحو ذلك. والركوب يدل على الظفر والظهور والاستظهار لركوبه الظهر. وربما دلت مطية الإنسان على نفسه, فإن استقامت حسن حاله, وإن جمحت أو نفرت أو شردت مرحت ولهت ولعبت, وربما دلت مطيته على الزمان وعلى الليل والنهار, والرديف تابع للمتقدم في جميع ما يدل مركوبه عليه أو خليفته بعده أو وصيه ونحوه. وأما المهر والمهرة فابن وابنة وغلام وجارية, فمن ركب مهرا بلا سرج ولا لجام نكح غلاما حدثا وإلا ركب هما وخوفا. وكذلك يجري حال المهرة.

      ( البقرة :( سنة وكان ابن سيرين يقول: سمان البقر لمن ملكها أحب إلي من المهازيل لأن السمان سنون خصب والمهازيل سنون جدب لقصة يوسف عليه السلام. وقيل: إن البقرة رفعة ومال, والسمينة من البقرة امرأة موسرة والهزيلة فقيرة, والحلوبة ذات خير ومنفعة وذات القرون امرأة ناشز. فمن رأى أنه أراد حلبها فمنعته بقرنها فإنها تنشز عليه. فإن رأى كأن غيره حلبها فلم تمنعه فإن الحالب يخونه في امرأته, وكرشها مال لا قيمة له, وحبلها حبل امرأته, وضياعها يدل على فساد المرأة, وقال بعضهم: إن الغرة في وجه البقرة شدة في أول السنة والبلقة في جنبها شدة في وسط السنة وفي إعجازها شدة في آخر السنة, والمسلوخ من البقر مصيبة في الأقرباء, ونصف المسلوخ مصيبة في أخت أو بنت لقوله تعالى: وإن كانت واحدة فلها النصف والربع من اللحم مصيبة في المرأة, والقليل منه مصيبة واقعة في سائر القربات. وقال بعضهم: إن أكل لحم البقر إصابة مال حلال في السنة لأن البقرة سنة. وقيل: إن قرون البقر سنون خصبة. ومن اشترى بقرة سمينة أصاب ولاية بلدة عامرة إن كان أهلا لذلك. وقيل: من أصاب بقرة أصاب ضيعة من رجل جليل, وإن كان عزبا تزوج امرأة مباركة. (ومن رأى) كأنه ركب بقرة أو دخلت داره وربطها نال ثروة وسرورا وخلاصا من الهموم, وإن رآها نطحته بقرنها دل على خسران ولا يأمن أهل بيته وأقرباءه. وإن رأى أنه جامعها أصاب سنة خصبة من غير وجهها. وألوان البقر إذا كانت مما تنسب إلى النساء فإنها كألوان الخيل. وكذلك إذا كانت منسوبة إلى السنين. فإن رأى في دراه بقرة تمص لبن عجلها فإنها امرأة تقود على بنتها. وإن رأى عبدا يحلب بقرة مولاه فإنه يتزوج امرأة مولاه. (ومن رأى) كأن بقرة أو ثورا خدشته فإنه يناله مرض بقدر الخدش, ومن وثبت عليه بقرة أو ثور فإنه يناله شدة وعقوبة وأخاف عليه القتل, وقيل: البقر دليل خير للأكرة. ومن رآها مجتمعة دل على اضطراب. وأما دخول البقر إلى المدينة فإن كان بعضها يتبع بعضا وعددها مفهوم فهي سنون تدخل على الناس, فإن كانت سمانا فهي رخاء, وإن كانت عجافا فهي شدائد, وإن اختلفت في ذلك فكان المتقدم منها سمينا تقدم الرخاء, وإن كان هزيلا تقدمت الشدة, وإن أتت معا أو متفاوتة وكانت المدينة مدينة بحر وذلك الإبان إبان سفر قدمت سفن على عددها وحالها وإلا كانت فتنا مترادفة كأنها وجوه البقر كما في الخير يشبه بعضها بعضا إلا أن تكون صفرا كلها فإنها أمراض تدخل على الناس. وإن كانت مختلفة الألوان شنعة القرون أو كانوا ينفرون منها أو كان النار أو الدخان يخرج من أفواهها أو أنوفها فإنه عسكر أو غارة أو عدو يضرب عليهم وينزل بساحتهم. والبقره الحامل سنة مرجوة للخصب. (ومن رأى) أنه يحلب بقرة ويشرب لبنها استغنى إن كان فقيرا وعز وارتفع شأنه, وإن كان غنيا ازداد غناه وعزه. ومن وهب له عجل صغير أو عجلة أصاب ولدا. وكل صغير من الأجناس التي ينسب كبيرها في التأويل إلى رجل وامرأة فإن صغيرها ولد. ولحوم البقر أموال وكذلك إخثاؤها.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أذبح بقرة أو ثورا. فقال: أخاف أن تبقر رجلا فإن رأيت دما خرج فإنه أشد أخاف أن يبلغ المقتل. وإن لم تر دما فهو أهون. وقالت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: رأيت كأني على تل وحولي بقر تنحر فقال لها مسروق: إن صدقت رؤياك كانت حولك ملحمة. فكان كذلك.

      ( الثور :( في الأصل الثور عامل وذو منعة وقوة وسلطان ومال وسلاح لقرنيه إلا أن يكون لا قرن له فإنه رجل حقير ذليل فقير مسلوب النعمة والقدرة مثل العامل المعزول والرئيس الفقير, وربما كان الثور غلاما لأنه من عمال الأرض, وربما دل على النكاح من الرجال لكثرة حرثه, وربما دل على الرجل البادي والحراث, وربما دل على الثائر لأنه يثير الأرض ويقلب أعلاها أسفلها, وربما دل على العون والعبد والأخ والصاحب لعونه للحراث وخدمته لأهل البادية. فمن ملك ثورا في المنام فإن كانت امرأة ذل لها زوجها, وإن كانت بلا زوج تزوجت أو كان لها بنتان زوجتهما. (ومن رأى) ذلك ممن له سلطان ظفر به وملك منه ما أمله, ولو ركبه كان ذلك أقوى. ومن ذبح ثورا فإن كان سلطانا قتل عاملا من عماله أو من ثار عليه, وإن كان من بعض الناس قهر إنسانا وظفر به ممن يخافه وقتل إنسانا بشهادة شهدها عليه, فإن ذبحه من قفاه أو من غير مذبحة فإنه يظلم رجلا ويتعدى عليه أو يغدر به في نفسه أو ماله أو ينكحه من ورائه إلا أن يكون قصده ذبحه ليأكل لحمه أو ليأخذ شحمه أو ليدبغ جلده, فإن كان سلطانا أعان على غيره وأمر بنهب ماله, وإن كان تاجرا فتح مخزنه للبيع أو حصل الفائدة, فإن كان سمينا ربح فيه, وإن كان هزيلا خسر فيه. ومن ركب ثورا محملا انساق إليه خير ما لم يكن الثور أحمر, فإن كان أحمر فقد قيل إنه مرض ابنه, تحول الثور ذئبا يدل على عامل عادل يصير ظالما, والثور الواحد للوالي ولاية سنة وللتاجر تجارة سنة واحدة, ومن ملك ثيرانا كثيرا انقاد إليه قوم من العمال والرؤساء, ومن أكل رأس ثور نال رياسة ومالا وسرورا إن لم يكن أحمر. فإن رأى كأنه اشترى ثورا فإنه يداري الأفاضل والإخوان بكلام حسن. (ومن رأى) ثورا أبيض نال خيرا. فإن نطحه بقرنه غضب الله تعالى عليه, وقيل: إن نطحه رزقه الله أولادا صالحين. فإن رأى كأن الثور خار عليه سافر سفرا بعيدا, فإن كلم الثور أو كلمه وقع بينه وبين رجل خصومة, وقيل: من سقط عليه ثور فإنه يموت, وكذلك من ذبحه الثور ومن عضه ثور أصابته علة.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن ثورا عظيما خرج من جحر صغير فتعجبنا منه ثم إن الثور أراد أن يعود إلى ذلك الجحر فلم يقدر وضاق عليه. فقال: هي الكلمة العظيمة تخرج من فم الرجل يريد أن يردها فلا يستطيع.

      ( وحكي): عن ابن سيرين أنه قال: الثيران عجم وما زاد عن أربعة عشر من الثيران فهو حرب وما نقص فهو خصومة. وأما من نطحه ثور أزاله عن ملكه, فإن كان واليا عزل عن ولايته, وإن كان غير ذلك أزاله عامل عن مكانه, وجلد الثور بركة من إليه ينسب الثور.

      ( الجاموس :( بمنزلة الثور الذي لا يعمل وهو رجل له منعة لمكان القرن, وإناث الجواميس بمنزلة البقر وكذلك ألبانها ولحومها وجلودها وأعضاؤها, وهو رجل شجاع لا يخاف أحدا يحتمل أذى الناس فوق طاقته نفاع. فإن رأت امرأة أن لها قرنا كقرن الجاموس فإنها تنال ولاية أو يتزوجها ملك إن كانت لذلك أهلا. وربما كان تأويل ذلك لقيمها.

      ( الجمل :( وأما الإبل إذا دخلت مدينة بلا جهاز أو مشت في غير طريق الدواب فهي سحب وأمطار, وأما من ملك إبلا فإنه يقهر رجالا لهم أقدار, والجمل الواحد رجل فإن كان من العرب فهو عربي, وإن كان من البخت فهو أعجمي, والنجيب منها مسافر أو شيخ أو خصي أو رجل مشهور, وربما دل الجمل على الشيطان لما في الخبر: أن على ذروته شيطانا". وربما دل على الموت لصولته ولفظاعة خلقه ولأنه يظعن بالأحبة إلى الأماكن البعيدة, وربما دل على الرجل الجاهل المنافق لقوله تعالى: إن هم إلا كالأنعام ويدل على الرجل الصبور الحمول. وربما دل على السفينة لأن الإبل سفن البر, ويدل على حزن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ركوب الجمل حزن وشهرة والمريض إذا رأى كأنه ركب بعيرا للسفر مات فكان ذلك نعشه وشهرته. ومن ركب بعيرا وكان معافى سافر إلا أن يركبه في وسط المدينة أو يراه لا يمشي به فإنه يناله حزن وهم يمنعه من النهوض في الأرض مثل الحبس والمرض لبعد الأرض منه والشهرة, وإن رأى ذلك ثائر على سلطان أو من يروم الخلاف على الملوك فإنه يؤخذ ويهلك لا سيما إن كان مع ذلك ما يزيده من اللبس المشهور إلا أن يركبه فوق محمل أو محفة فإنه ربما استعان برجل ضخم أو يتمكن منه, فإن ركبته امرأة لا زوج لها تزوجت, فإن كان زوجها غائبا قدم عليها, إلا أن يكون في الرؤيا ما يدل على الشر والفضائح فإنها تشتهر بذلك في الناس. وأما من رأى بعيرا دخل في حلقه أو في سقائه أو في آنيته فإنه جن يداخله أو يداخل من يدل عليه ذلك الإناء من أهله وخدمه. (ومن رأى) جملا منحورا في دار فإنه يموت رب الدار إن كان مريضا أو يموت غلامه أو عبده أو رئيسه ولا سيما إن فرق لحمه وفصلت عظامه فإن ذلك ميراثه, وإن كان نحره ليأكله وليس هناك مريض فإن ذلك مخزن يفتحه أو عدل يحله لينال فضله. وأما إن كان الجمل في وسط المدينة أو بين جماعة من الناس فهو رجل له صولة يقتل أو يموت, فإن كان مذبوحا فهو مظلوم, وإن سلخ حيا ذهب سلطانه أو عزل عنه أو أخذ ماله. (ومن رأى) جملا يأكل اللحم أو يسعى على دور الناس فيأكل منها من كل دار أكلا مجهولا فإنه وباء يكون في الناس, وإن كان يطاردهم فإنه سلطان أو عدو أو سيل يضر بالناس, فمن عقره أو كسر عضوا منه أو أكله عطب في ذلك على قدر ما ناله. وكذلك الفيل والزرافة والنعامة في هذا الوجه, والقطار من الإبل في الشتاء دليل القطر, وقيل: ركوب الجمل العربي حج, ومن سقط عن بعير أصابه فقر, ومن رمحه جمل مرض, ومن صال عليه البعير أصابه مال وحزن ووقعت بينه وبين رجل خصومة. وإن رأى كأنه استصعب عليه أصابه حزن من عدو قوي, فإن أخذ بخطام البعير وقاده إلى موضع معروف فإنه يدل رجلا مفسدا على الصلاح. وقيل: قود البعير بزمامه دليل على انقياد بعض الرؤساء إليه. ومن رعى إبلا عرابا نال ولاية على العرب وإن كانت بخاتى فعلى العجم. (ومن رأى) كأنه أخذ من أوبارها نال مالا باقيا. فإن رأى جملين يتنازعان وقعت حرب بين ملكين أو رجلين عظيمين. ومن أكل رأس جمل نيئا اغتاب رجلا عظيما, وركوب الجمل لمن رآه يسير به سفر, فإن رأى أنه يحلب إبلا أصاب مالا حراما, ومن أكل لحم جمل أصابه مرض, ومن أصاب من لحومها من غير أكل أصاب مالا من السبب الذي ينسب إليه الإبل في الرؤيا, وجلود الإبل مواريث.

      ( الناقة :( امرأة أو سنة أو شجرة أو سفينة أو نخلة أو عقدة من عقد الدنيا, فمن ملكها أو ركبها تزوج إن كان عزبا أو سافر إن كان مسافرا وإلا ملك دارا أو أرضا أو غلة أو جباية, فإن حلبها استغل وجبى وأفاد مما يدل عليه إلا أن يكون يمصه بفيه فإنه يناله ذلة.

      (وأما): الرحل والهودج والقبة والمحفة فكل ذلك نساء لأنها تغشى وتركب. (ومن رأى) ناقة مجهولة تدر لبنا في الجامع أو الرحاب أو المزدرعات فإنها سنة خصيبة إلا أن يكون الناس في حصار أو خوف أو فتنة أو بدعة فإن ذلك يزول لظهور الفطرة لأن لبن النوق فطرة وسنة, والناقة العربية المنسوبة إلى المرأة فهي المرأة الشريفة العربية الحسيبة, وقيل: إن لحم الإبل مطبوخا رزق حلال, وقيل: هو وفاء بنذر لقوله تعالى: كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه قيل: هو لحم الجزور, والناقة الحلوب لمن ركبها امرأة صالحة, والخذوفة من النوق سفر في بر, والمهلوبة سفر يخشى فيه قطع الطريق, وقيل: إن مس الفصيل وكل صغير من الولدان حزن وشغل.

      ( وحكي): عن ابن سيرين أنه سئل عن رجل رأى ناقة فقال: تتزوج. وسأله آخر عن رجل رأى كأنه يسوق ناقة فقال: منزلة وطاعة من امرأة.

      ( الغنم :( غنيمة وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت في المنام أني وردت علي غنم سود فأولتها العرب ثم وردت علي غنم بيض فأولتها العجم (ومن رأى) أنه يسوق غنما كثيرة وأعنازا فإنها ولاية على العرب والعجم. وحلبه ألبانها وأخذه من أصوافها وأوبارها إصابته الأموال منهم. وقيل: من رأى قطيعا من الغنم دام سروره. (ومن رأى) شاة واحدة دام سروره سنة, ورءوس الغنم وأكارعها زيادة الحياة, وملك الأغنام زيادة غنيمة, فإن رأى كأنه مر بأغنام فإنهم رجال غنم ليس لهم أحلام, ومن استقبلته أغنام فإنه يستقبله رجال لقتال ويظفر بهم, والضأن عجم والمعز أشراف الرجال. (ومن رأى) كأنه يتبع شاة في المشي فلا يلحقها فإنه تتعطل دنياه في سنته ويحرم ما يتمناه, والإلية مال المرأة, والعنز جارية أو امرأة فاسدة لأنها مكشوفة العورة بلا ذنب, والسمينة غنية, والهزيلة فقيرة, وكلام العنز يدل على خصب وخير, وشعر العنز مال, والجدي ولد, والعناق امرأة عربية, واجتماع الغنم في موضع ربما كان رجالا يجتمعون هناك في أمر, ومن رعى الغنم ولي على الناس.

      ( الكبش :( هو الرجل المنيع الضخم كالسلطان والإمام والأمير وقائد الجيش والمقدم في العساكر, ويدل على المؤذن وعلى الراعي, والكبش الأجم هو الذليل أو الخصي لعدم قرنيه لأن قوته على قدر قرنيه, ويدل أيضا الأجم على المعزول المسلوب من سلطانه وعلى المخذول المسلوب من سلاحه وأنصاره, فمن ذبح كبشا لا يدري لم ذبحه فهو رجل يظفر به على بغتة أو يشهد عليه بالحق إن كان ذبحه على السنة وإلى القبلة وذكر الله تعالى على ذبحه, وإن كان على خلاف ذلك قتل رجلا أو ظلمه أو عذبه, وإن كان ذبحه للحم فتأويله على ما تقدم في الإبل والبقر, وإن ذبحه لنسك تاب إن كان مذنبا وإن كان مديونا قضى دينه ووفى نذره وتقرب إلى الله بطاعة إلا أن يكون خائفا من القتل أو مسجونا أو مريضا أو مأسورا فإنه ينجو لأن الله تعالى نجى به إسحاق عليه السلام ونزل عليه الثناء الجميل وعلى أبيه وأبقاها سنة ونسكا وقربة إلى يوم الدين. ومن ذبح كبشا وكان في حرب رزق الظفر بعظيم من الأعداء, والكباش المذبوحة في موضع قوم مقتولون, ومن ابتاع كبشا احتاج إليه رجل شريف فينجو بسببه من مرض أو هلاك. (ومن رأى) كبشا يواثبه أصابه من عدوه ما يكره فإن نطحه أصابه من هؤلاء أذى أو شتيمة. وأخذ قرن الكبش منعة وصوفه إصابة مال من رجل شريف, وأخذ إليته ولاية أمر على بعض الأشراف ووراثة ماله أو تزوجه بابنته لأن الإلية عقب الكبش, وأخذه ما في بطن الكبش استيلاؤه على خزانة رجل شريف ينسب إليه ذلك الكبش, ومن حمل كبشا على ظهره تقلد مؤنة رجل شريف. (ومن رأى) كبشا نطح فرج امرأة فإنها تأخذ شعر فرجها بمقراض. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت كأني مردف كبشا فأولت أني أقتل كبش القوم, ورأيت كأن ضبة سيفي انكسرت فأولت أنه يقتل رجل من عشيرتي فقتل حمزة رضوان الله عليه, وقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة صاحب لواء المشركين. ومن سلخ كبشا فرق بين رجل عظيم وبين ماله, ومن ركبه استمكن منه, وشحوم الكباش والنعاج وألبانها وجلودها وأصوافها مال وخير لمن أصاب منه, ومن وهبت له أضحية أصاب ولدا مباركا. (ومن رأى) أنه يقاتل كبشا فإنه يخاصم رجلا ضخما فمن غلب منهما فهو الغالب لأنهما نوعان مختلفان, وأما النوعان المتفقان مثل الرجلين إذا تصارعا في المنام فإن المغلوب هو الغالب, ومن ركب شيئا من الضأن أصاب خصبا وكذلك من أكل لحمه مطبوخا. (ومن رأى) في بيته مسلوخا من الضأن مات هناك إنسان وكذلك العضو من أعضاء البهيمة, وأكل اللحم نيئا غيبة, وسمين اللحم أصلح من مهزوله, ورأى إنسان كأنه صار كبشا يرتقي في شجرة ذات شعوب وأوراق كثيرة فقصها على معبر فقال: تنال رياسة وذكرا في ظل رجل شريف ذي مال وحسب وربما خدمت ملكا من الملوك. فاستخدمه المأمون بالله.

      ( النعجة :( امرأة مستورة موسرة لقوله تعالى في قصة داود عليه السلام. ومن نكح نعجة نال مالا من غير وجهه. ودل ذلك على خصب السنة في سكون. وذبح النعجة نكاح امرأة وولادتها نيل الخصب والرخاء ودخولها الدار خصب السنة, وقيل: شحم النعجة مال المرأة فإن ذبحها بنية أكل لحمها فإنه يأكل مال امرأته بعد موتها وارتباطها وحملها رجاء إصابة مال, فإن واثبته نعجة فإن امرأة تمكر به, وتدل النعجة على ما تدل عليه البقرة والناقة, والنعجة السوداء عربية والبيضاء أعجمية, والسخل ولد فإن ذبح سخلة لغير الأكل مات له أو لأحد من أهله ولد, ومن أصاب لحم سخلة أصاب مالا قليلا.

      ( التيس :( هو الرجل المهيب في منظره الأبلس في اختياره, وربما دل على العبد والأسود والجاهل وهو يجري في التأويل قريبا من الكبش, والعنز امرأة ذليلة أو خادمة عاجزة عن العمل لأنها مكشوفة السوأة كالفقيرة وتدل أيضا على السنة الوسطى.
    • في الوحش والسباع





      في الوحش والسباع

      أما حمار الوحش فقد اختلف في تأويله, فمنهم من قال: هو رجل فمن رآه دل على عداوة بين صاحب الرؤيا وبين رجل مجهول خامل دنيء الأصل. وقيل: إنه يدل على مال. (ومن رأى) حمار وحش من بعيد فإنه يصل إلى مال ذاهب, وقيل: إن ركوبه رجوع عن الحق إلى الباطل وشق عصا المسلمين. ومن أكل لحم حمار وحش أو شرب لبنه أصاب عبيدا من رجل شريف, وقيل: إن الأنسي من الحيوان إذا استوحش دل على شر وضر, والوحشي إذا استأنس دل على خير ونفع, وجماعة الوحش أهل القرى والرساتيق.

      (وأما الظبية :( فجارية حسناء عربية, فمن رأى كأنه اصطاد ظبية فإنه يمكر بجارية أو يخدع امرأة فيتزوجها, فإن رأى كأنه رمي ظبية بحجر دل ذلك على طلاق امرأته أو ضربها أو وطء جارية, فإن رأى كأنه رعاها بسهم فإنه يقذف جارية, فإن ذبح ظبية فسال منها دم فإنه يفتض جارية, فمن تحول ظبيا أصاب لذاذة الدنيا ومن أخذ غزالا أصاب ميراثا وخيرا كثيرا. فإن رأى غزالا وثب عليه فإن امرأته تعصبه. (ومن رأى) أنه يعدو في أثر ظبي زادت قوته, وقيل: من صار ظبيا زاد في نفسه وماله, ومن أخذ غزالا فأدخله بيته فإنه يزوج ابنه, وإن كانت امرأته حبلى ولدت غلاما, وإن سلخ ظبيا زنى بامرأة كرها.

      (وحكي): أن رجلا رأى كأنه ملك غزالا فقص رؤياه على معبر فقال: تملك مالا حلالا أو تتزوج امرأة كريمة حرة فكان كذلك, وأكل لحم الظبي إصابة مال من امرأة حسناء, ومن أصاب خشفا أصاب ولدا من جارية حسناء, وبقر الوحش أيضا امرأة. وعجل الوحش ولد. وجلود الوحش والظباء وشعورها وشحومها وبطونها أموال من قبل النساء. ومن رمى ظبيا لصيد حاول غنيمة, وقيل: من تحول ظبيا أو شيئا من الوحش اعتزل جماعة المسلمين, وألبان الوحش أموال نزرة قليلة, ومن ركب حمار الوحش وهو يطيعه فهو راكب معصية فإن لم يكن الحمار ذلولا ورأى أنه صرعه أو جمح به أصابته شدة في معصية وهم وخوف, فإن دخل منزله حمار وحش داخله رجل لا خير فيه في دينه, فإن أدخله بيته وضميره أنه صيد يريده لطعامه دخل منزله خير وغنيمة, وإناث الوحش نساء. وشرب لبن الوحش نسك ورشد في الدين, ومن ملك من الوحش شيئا يعطيه ويصرفه حيث يشاء ملك رجالا مفارقين لجماعة المسلمين.

      ( الوعل :( رجل خارجي له صيت, فمن رأى كأنه اصطاد وعلا أو كبشا أو تيسا على جبل فإنه ينال غنيمه من ملك قاس لأن الجبل ملك فيه قساوة, وصيد الوحش غنيمة, ورمي الكبش في الجبل قذف رجل متصل بسلطان. وإصابته برمية إدخال مضرة عليه.

      ( المهى :( رئيس مبتدع حلال المطعم قليل الأذى مخالف للجماعة, والأيل رجل غريب في بعض المفاوز أو الجبال أو الثغور له رياسة ومطعمة حلال. (ومن رأى) كأن رأسه تحول رأس أيل نال رياسة وولاية, ودواب الوحش في الأصل رجال الجبال والأعراب والبوادي وأهل البدع, ومن فارق الجماعة في رأيه.

      ( الفيل :( مختلف فيه فمنهم من قال: إنه ملك ضخم, ومنهم من قال: رجل ملعون لأنه من الممسوخ.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني على فيل. فقال ابن سيرين: الفيل ليس من مراكب المسلمين أخاف أنك على غير الإسلام. وقيل إنه شيء مشهور عظيم لا نفع فيه فإنه لا يؤكل لحمه ولا يحلب. وقال بعضهم: من رأى فيلا ولم يركبه نال في نفسه نقصانا وفي ماله خسرانا, فإن ركبه نال ملكا ضخما شحيحا, ويغلبه إن كان يصلح للسلطان, فإن لم يكن يصلح لقي حربا ولم ينصر لأن راكبه أبدا في كيد فلذلك لا ينصر لقوله تعالى: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل وربما قتل فيها. فإن ركبه بسرج وهو يطيعه تزوج بابنة رجل ضخم أعجمي, وإن كان تاجرا عظمت تجارته, فإن ركبه منها نهارا فإنه يطلق امرأته ويصيبه سوء بسببها, ومن رعى فيولا فإنه يؤاخي ملوك العجم فينقادون بقدر طاعته. فإن رأى أنه يحلب فيلا فإنه يمكر بملك ضخم وينال منه مالا حلالا, وروث الفيل مال الملك. (ومن رأى) فيلا مقتولا في بلده فإنه يموت ملك تلك البلدة أو رجل من عظمائها. (ومن رأى) كأن الفيل يتهدده أو يريده فإن ذلك مرض. وإن رأى كأنه قد ألقاه تحته ووقع فوقه دل على موت صاحب الرؤيا. فإن لم يلقه تحته فإنه يصير إلى شدائد وينجو منها, فقد قيل: إن الفيل من حيوان ملك الجحيم. وأما للمرأة فليس بدليل خير كيفما رأته. وقيل: من رأى كأنه يكلم الفيل نال من الملك خيرا كثيرا. فإن رأى أنه تبعه الفيل ركضا نال مضرة من ملك. ومن ضربه الفيل بخرطومه أصاب ثروة. وقيل: إن رؤية الفيل في غير بلاد الهند شدة وفزع, وفي بلاد النوبة ملك, واقتتال الفيلين اقتتال ملكين. وأكثر ما يدل الفيل على السلطان الأعجمي, وربما دل على المرأة الضخمة والسفينة الكبيرة, ويدل أيضا على الدمار والدائرة لما نزل بالذين قدموا بالفيل إلى الكعبة من طير أبابيل وحجارة من سجيل. وربما دل على المنية, وركوبه يدل على التزويج لمن كان عزبا أو ركوب سفينة أو محمل إن كان مسافرا. وإلا ظفر بسلطان أو تمكن من ملك إلا أن يكون في حرب فإنه مغلوب مقتول. (ومن رأى) الفيل خارجا من مدينة وكان ملكها مريضا مات وإلا سافر منها أو عزل عنها أو سافرت سفينة كانت فيها إن كانت بلدة بحر إلا أن يكون وباء أو فناء أو شدة فإنها تذهب عنهم بذهاب الفيل عنهم.

      ( الأسد :( سلطان قاهر جبار لعظم خطره وشدة جسارته وفظاعة خلقته وقوة غضبه, ويدل على المحارب وعلى اللص المختلس والعامل الخائن وصاحب الشرط والعدو الطالب, وربما دل على الموت والشدة لأن الناظر إليه يصفر لونه ويضطرب جنانه ويغشى عليه, ويدل على السلطان المختلس للإنسان الظلم للناس وعلى العدو والمسلط, فمن رأى أسدا داخلا إلى داره فإن كان بها مريض هلك وإلا نزلت بها شدة من سلطان, فإن افترسه خلسة, ونهب ماله أو ضربه أو قتله إن كان قد أفاق في المنام روحه أو قطع رأسه أو فلقه, وأما دخول الأسد المدينة فإنه طاعون أو شدة أو سلطان أو جبار أو عدو يدخل عليهم على قدر ما معه من الدلائل في اليقظة والمنام إلا أن يدخل الجامع فيعلو على المنبر فإنه سلطان يجور على الناس وينالهم منه بلاء ومخافة. ومن ركب الأسد ركب أمرا عظيما وغررا جسيما إما خلافا على السلطان وجسرا عليه واغترابه, وإما أن يركب البحر في غير إبانة, وإما أن يحصل في أمر لا يقدر أن يتقدم ولا يتأخر فيستدل على عاقبة أمره بزيادة منامه ودلائله, ومن نازع أسدا فإنه ينازع عدوا أو سلطانا أو من ينسب إليه الأسد, ومن ركبه وهو ذلول له أو مطواع تمكن من سلطان جائر جبار, ومن استقبل الأسد أو رآه عنده ولم يخالطه أصابه فزع من سلطان ولم يضره, ومن هرب من أسد ولم يطلبه الأسد نجا من أمر يحاذره, ومن أكل لحم أسد أصاب مالا من سلطان وظفر بعدوه, وكذلك إن شرب لبن لبوة, فإن أكل لحم لبوة أصاب سلطانا وملكا كبيرا. وجلد الأسد مال عدو, وقطع رأس الأسد نيل ملك وسلطان, ومن رعى الأسود صادق ملوكا جبارين, ومن صرعه الأسد أخذته الحمى لأن الأسد محموم, ومن خالطه الأسد وهو لا يخالفه فإنه يأمن شر عدوه وترتفع من بينهما العداوة وتثبت الصداقة, ومن ركبه وهو يخافه أصابه بلاء, وجرو الأسد ولد, وقيل: من رأى كأنه قتل أسدا نجا من الأحزان كلها, ومن تحول أسدا صار ظالما على قدر حاله, وقيل: اللبوة ابنة ملك.

      ( وحكي): أن رجلا أتى محمد بن سيرين فقال: رأيت كأن في يدي جرو أسد وأنا أحتضنه, فلما رأى ابن سيرين سوء حاله ولم يره لذلك أهلا فقال: ما شأنك وشأن بني الأمراء؟ لما رأى من رثاثة حاله ثم قال: لعل امرأتك ترضع ولد رجل من الأمراء. فقال الرجل: أي والله. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أخذت جرو أسد وأدخلته بيتي فقال: تطابق بعض الملوك. ورأى يزيد بن المهلب أيام خروجه على يزيد بن عبد الملك أنه على أسد في محفة فقصت الرؤيا على عجوز مسنة معبرة فقال: يركب أمرا عظيما ويحاط به.

      ( الذئب :( عدو ظلوم كذاب لص غشوم من الرجال غادر من الأصحاب مكار مخادع, فمن دخل داره ذئب دخلها لص وتحول الذئب من صورته إلى صورة غيره من الحيوان الإنسي لص يتوب. فإن رأى عنده جرو ذئب يربيه فإنه يربي ملقوطا من نسل لص ويكون خراب بيته وذهاب ماله على يديه. وقيل: من رأى ذئبا فإنه يتهم رجلا بريئا لقصة يوسف عليه السلام ولأن الذئب خوف وفوات أمر.

      ( الدب :( الرجل الشديد في حاله الخبيث في همته الغادر الطالب للشر في صنعة الممتحن في نفسه, وقيل: هو عدو لص أحمق مخالف مخنث محتال على الحجيج والقوافل يسرق زادهم وهو الممسوخ, فمن ركب دبا نال ولاية وإلا دخل عليه خوف وهول ثم ينجو, وقيل: إنه يدل على امرأة وذلك أن الدب كان امرأة ومسخ.

      (الخنزير): رجل ضخم موسر فاسد الدين خبيث المكسب قذر ذو يد كافر أو نصراني شديد الشوكة دنيء ولحمه وشحمه وشعره وبطنه وجلده مال حرام دنيء, والأهلي منها رجل مخصب خبيث المكسب والدين, ومن رعى الخنازير ولي على قوم كذلك, ومن ملكها أو أحرزها في موضع أو أوثقها أصاب مالا حراما, وأولادها وألبانها مصيبة في مال من يشربها أو في عقله. ومن ركب خنزيرا أصاب سلطانا أو ظفر بعدو. (ومن رأى) أنه يمشي كما يمشي الخنزير نال قرة عين عاجلا. ولحم الخنزير مطبوخا ومشويا مال حرام عاجل.

      ( وحكي :( أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن في فراشي خنزيرة فقال: تطأ امرأة كافرة.

      (وحكي): أن كسرى أنو شروان رأى كأنه يشرب من جام ذهب ومعه خنزير يشرب من الجام فقص رؤياه على معبر فقال له: أخل حجر نسائك وسراريك من الخصيان والغلمة والأطفال واجمعهن وأدخلني معك عليهن معصب العينين ففعل ذلك وأخذ المعبر طنبورا وقعد يضرب به وقال لكسرى: عر كل واحدة منهن ومرها فلترقص ففعل ما سأله فلما انتهت النوبة في الرقص إلى جارية منهن قالت له واحدة من سراريه: أيها الملك اعفها من الرقص والعري فإنها جارية حيية, فقال: لا بد من ذلك, فلما عريت وجدت رجلا فقال له المعبر: أيها الملك هذا تأويل رؤياك, أما الجام فهذه السرية وأما شربك الخمر فتمتعك بها, وأما الخنزير الذي شاركك في شربها فهذا الرجل.

      ( الضبع :( امرأة سوء قبيحة حمقاء ساحرة عجوز, فإن ركبها أو ملكها أصاب امرأة بهذه الصفة, فإن رماها بسهم جرى بينهما كلام ورسائل, فإن رماها بحجر أو ببندقية قذفها. وإن طعنها باضعها. وإن ضربها بالسيف بسط عليها لسانه, فإن أكل لحمها سحر وشفي, وإن شرب لبنها غدرت وخانته. وشعرها وجلدها وعظمها مال, والضبع الذكر عدو ظالم كياد مدبر, وقيل: من ركبه نال سلطانا, وقيل: موعد ومخذول محروم, وقيل: الضبعة امرأة هجينة.

      ( القرد :( رجل فقير محروم قد سلبت نعمته, قيل: إنه من الممسوخ وهو مكار صخاب لعاب, ويدل أيضا على اليهودي. (ومن رأى) أنه حارب قردا فغلبه أصابه مرض وبرئ منه وإن كان القرد هو الغالب لم يبرأ, وإن وهب له قرد ظهر على عدوه, ومن أكل من لحم قرد أصابه هم شديد أو مرض ومن صار قردا أصاب منفعة من جهة السحرة, ومن نكح قردا ارتكب فاحشة, ومن عضه قرد وقع بينه وبين إنسان خصومة وجدال, وقيل: إن القرد رجل من أصحاب الكبائر. (ومن رأى) كأن قردا دخل فراش رجل معروف فإن يهوديا أو ملحدا يفجر بامرأته, وقيل: من أكل لحم قرد نال ثيابا جددا.

      (وحكي): أن ملكا من الملوك رأى كأن قردا يأكل معه على مائدته فقصها على امرأة عالمة فقالت: مر نساءك فليتجردن فأمرهن بذلك وإذا بينهن غلام أمرد.

      ( النمر :( يجري مجرى الأسد وهو أيضا رجل فجور حقود كتوم لما في نفسه مسلط خائن وعدو ظاهر العداوة. وقيل: سلطان ظالم. والنمرة أيضا تجري مجرى اللبؤة, ودخول النمر دخول رجل فاسق وأكل لحمه قيل إنه رياسة.

      ( الفهد :( هو الختال من الرجال مع حمق وربما دل على الصياد والجاني, وكذلك كل ما يصاد به, ويدل على رجل مذبذب لا يظهر العداوة ولا الصداقة.

      ( الكلب :( قد اختلف في تأويله فمنهم من قال هو عبد, وقيل هو رجل طاغ سفيه مشنع إذا نبح, والأسود عربي وهو عدو ضعيف صغير المروءة, والكلبة امرأة دنيئة فإن عضته ناله منها مكروه, ومن مزق الكلب ثيابه فإن رجلا دنيئا يمزق عرضه, ومن أكل لحم كلب ظهر على عدو أصاب من ماله, وشرب لبنه خوف, ومن توسد كلبا فالكلب حينئذ صديق يستنصر به ويستظهر به ويدل الكلب على الحارس, ويدل على ذي البدعة, ومن عضه كلب فإن كان يصحب ذا بدعة فتنه, وإن كان له عدو أو خصم شتمه أو قهره, وإن كان له عبد خانه أو حارس غدره, وإن كان ذلك في زمن الجوع ناله شيء منه ثم على قدر العضة ووجعها يناله, والكلبة امرأة دنيئة من قوم سوء, والجرو ولد محبوب وسواد الجرو سؤدده على أهل بيته وبياضه إيمانه, وقيل: إن جرو الكلب لقيط رجل سفيه قومه من الزنا, والكلب رجل سفيه, وكلب الراعي مال يناله من رئيس والكلب عدو ظالم, والكلب المعلم ينصر صاحبه على أعدائه لكنه دنيء لا مروءة له, وقيل إن صاحب هذه الرؤيا ينال سلطانا وكفاية في المعيشة, وقال بعضهم: إن الكلاب في التأويل دالة على الضرر والبؤس والمرض والعدو إلا في موضع واحد وهو الذي يتخذ اللعب والهراش فإنه يدل على عيش في لذة وسرور, والكلب المائي رجاء باطل وأمر لا يتم, وكل أجناس الكلاب تدل على قوم خبثاء. وقد روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه رأى في منامه عام الفتح بين مكة والمدينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دنا من مكة في أصحابه فخرجت عليهم كلبة نهر فلما دنوا منها استلقت على ظهرها فإذا أطباؤها تشخب لبنا. فقص رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذهب كلبهم وأقبل درهم وهم يسألونكم بأرحامكم وأنتم لاقون بعضهم فإن لقيتم أبا سفيان بن حرب فلا تقتلوه. ومن تحول كلبا علمه الله علما عظيما ثم سلبه منه لقوله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها

      (وحكي): أن رجلا رأى كأن على فرج امرأته كلبين يتهارشان فقص رؤياه على معبر فقال: هذه امرأة أرادت أن تحلق فتعذر عليها الموسى فجزته بمقراض فأتى الرجل منزله وجس فرج امرأته فوجد أثر المقص.

      ( الثعلب :( رجل غادر محتال كثير الروغان في دينه ودنياه. (ومن رأى) ثعلبا يراوغه فإنه غريم يراوغه. (ومن رأى) أنه ينازع ثعلبا خاصم ذا قرابة, فإن طلب ثعلبا أصابه وجع من الأزواج, وإن طلبه الثعلب أصابه فزع, وإصابة الثعلب إصابة امرأة يحبها حبا ضعيفا, فإن شرب لبن ثعلب برئ من مرض إن كان به وإلا ذهب عنه هم. وقيل: من رأى ثعلبا أصاب في نفسه هوانا وفي ماله نقصانا. وقال بعضهم: الثعلب منجم أو طبيب, وقيل: من رأى أنه مس ثعلبا أصابه فزع من الجن, وأكل لحمه مرض سريع البرء, وأخذ الثعلب ظفر بخصم أو غريم, ومن لاعب ثعلبا رزق امرأة يحبها وتحبه.

      ( وحكي) أن رجلا أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: رأيت كأني أراوغ ثعلبا فقال له: أنت رجل كذوب. فكان الرجل شاعرا.

      ( وأتى): ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أجزي الثعلب أحسن جزاء فقال: أجزيت ما لا يجزي اتق الله أنت رجل كذوب. وقالت المجوس: رأى الضحاك كأن ما بين المشرق والمغرب قد امتلأ من الثعالب وكأنه راعيها فقص رؤياه على معبر فقال: يكثر السحر والحيل في زمانك ويظهران في دولتك فكان كذلك.

      ( الأرنب :( امرأة ومن أخذها تزوجها فإن ذبحها فهي زوجة غير باقية. وقيل الأرنب يدل على رجل جبان.

      ( والسمور :( رجل ظالم لص يأوي المفاوز لا ينفع ماله إلا بعد موته.

      ( ابن آوى :( رجل يمنع الحقوق أربابها وهو من الممسوخ وهو يجري مجرى الثعلب في التأويل إلا أن الثعلب أقوى.

      ( ابن عرس :( من الممسوخ أيضا وهو رجل سفيه ظالم قاس قليل الرحمة فمن رآه دخل داره دخلها مكار يجري مجرى السنور.

      ( السنور :( هو الهر وهو القط قد اختلف في تأويله قيل هو خادم حارس وقيل هو لص من أهل البيت, وقيل الأنثى منه امرأة سوء خداعة صخابة وينسب إلى كل من يطوف بالمرء ويحرسه ويختلسه ويسرقه فهو يضره وينفعه فإن عضه أو خدشه خانه من يخدمه أو يكون ذلك مرضا يصيبه, وكان ابن سيرين يقول: هو مرض سنة, وإن كان السنور وحشيا فهو أشد وإذا كانت سنورة ساكتة فإنها سنة فيها راحته وفرحته, وإذا كانت وحشية كثيرة الأذى فإنها سنة نكدة ويكون له فيها تعب ونصب.

      ( وحكي): أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت سنورا أدخل رأسه في بطن زوجي فأخرج منه شيئا فأكله فقال لها: لئن صدقت رؤياك ليدخلن الليلة حانوت زوجك لص زنجي وليسرقن منه ثلاثمائة وستة عشر درهما فكان الأمر على ما قال سواء, وكان في جوارهم حمامي زنجي فأخذوه فطالبوه بالسرقة فاسترجعوها منه, فقيل لابن سيرين: كيف عرفت ذلك ومن أين استنبطته؟ قال: السنور لص والبطن الخزانة وأكل السنور منه سرقة, وأما مبلغ المال فإنما استخرجته من حساب الجمل وذلك السين ستون والنون خمسون والواو ستة والراء مائتان فهذه مجموع السنور.

      ( الكركدن :( ملك عظيم لا يطمع أحد في مقابلته, فإن رأى الرجل أنه يحلبه نال مالا حراما من سلطان عظيم, فإن ركبه فهو بعض الملوك.

      ( النسناس :( رجل قليل العقل يهلك نفسه بفعل يفعله ويسقطه من أعين الناس.

      ( النمس :( دابة تقتل الثعبان عادية فمن رأى النمس فإنه يسرق الدجاج, والدجاج تشبه بالنمس.
    • في الطيور الوحشية والأهلية والمائية وسائر ذوات الأجنحة وصيد البحر ودوابه




      في الطيور الوحشية والأهلية والمائية وسائر ذوات الأجنحة وصيد البحر ودوابه.
      الطائر المجهول دال على ملك الموت إذا التقط حصاة أو ورقة أو دودا أو نحو ذلك وطار بها إلى السماء من بيت فيه مريض ونحوه مات. وقد يدل على المسافر لمن رآه سقط عليه, وقد يدل على العمل لمن رآه على رأسه وعلى كتفه وفي حجره أو عنقه لقوله تعالى: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه أي عمله, فإن كان أبيض فهو صاف, وإن كان كدرا ملونا فهو عمل مختلف غير صاف إلا أن يكون عنده امرأة حامل, فإن كان الطير ذكرا فإنه غلام وإن كان أنثى فهو بنت, فإن قصه عاش له وبقي عنده, وإن طار كان قليل البقاء. وأما الفرخ الذي لا يطعم نفسه فهو يتفرخ على من حمله أو وجده أو أخذه إلا أن يكون عنده حمل فهو ولد وكذلك كل صغير من الحيوان. وأما الطائر المعروف فتأويله على قدره, وأما كبار الطير وسباعها فدالة على الملوك والرؤساء وأهل الجاه والعلماء وأهل الكسب والغنى, وأما أكلة الجيف كالغراب والنسر والحدأ والرخم ففساق أو لصوص أو أصحاب شر, وأما طير الماء فأشراف قد نالوا الرياسة من ناحيتين وتصرفوا بين سلطانين: سلطان الماء وسلطان الهواء, وربما دلت على رجال السفر في البر والبحر, وإذا صوتت كانت نوائح وبواكي, وأما ما يغني من الطير أو ينوح فأصحاب غناء ونوح ذكرا كان الطائر أو أنثى. وأما ما صغر من الطير كالعصافير والقنابر والبلابل فإنها غلمان صغار, وجماعة الطير لمن ملكها أو أصابها أموال ودنانير وسلطان ولا سيما إن كان يرعاها أو يعلفها أو يكلفها.

      ( البازي :( ملك وذبحه ملك يموت. وأكل لحمه نال من سلطان. وقيل: البازي ابن كبير يرزق لمن أخذه, وقيل: البازي لص يقطع جهارا, ورؤية الرجل البازي في داره ظفر بلص, وقيل إذا رأى الرجل بازا على يديه مطواعا وكان يصلح للملك نال سلطانا في ظلم, وإن كان الرجل سوقيا نال سرورا وذكرا, وإن رأى الملك أنه يرعى البزاة فإنه ينال جيشا من العرب أو نجدة وشجاعة, فإن رأى على يده بازا فذهب وبقي على يده منه خيط أو ريش فإنه يزول عنه الملك ويبقى في يده منه مال بقدر ما بقي في يده من الخيط والريش.

      (حكي): أن رجلا سرق له مصحف وعرف السارق فرأى كأنه اصطاد بازيا وحمله على يده فلما أصبح أخذ السارق فارتجع منه المصحف. وجاء رجل إلى معبر فقال: رأيت كأني أخذت بازيا أبيض فصار البازي خنفساء فقال: ألك زوجة؟ قال نعم, قال: يولد لك منها ابن, قال الرجل: عبرت البازي وتركت الخنفساء قال المعبر: التحول أضغاث.

      ( الشاهين :( سلطان ظالم لا وفاء له وهو دون البازي في الرتبة والمنزلة فمن تحول شاهينا تولى ولاية وعزل عنها سريعا.

      ( الصقر :( يدل على شيئين: أحدهما سلطان شريف ظالم مذكور. والثاني ابن رفيع. (ومن رأى) صقرا تبعه فقد غضب عليه رجل شجاع.

      ( الباشق :( دون البازي في السلطنة وقد قيل: إن رأى كأنه أخذ باشقا بيده فإن لصا يقع على يديه في السجن, ومن خرج من إحليله باشق ولد له ابن فيه رعونة وشجاعة.

      ( وحكي): أن رجلا أتى سعيد بن المسيب فقال: رأيت على شرفات المسجد الجامع حمامة بيضاء فعجبت من حسنها فأتى صقر فاحتملها, قال ابن المسيب: إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر. فما مضى يسيرا حتى تزوجها فقيل له: يا أبا محمد بم تخلصت إلى هذا؟ فقال: لأن الحمامة امرأة والبيضاء نقية الحسب فلم أر أحدا من النساء أنقى حسبا من بنت الطائر في الجنة. ونظرت في الصقر فإذا هو طائر عربي ليس هو من طير الأعجام ولم أر في العرب أصقر من الحجاج بن يوسف.

      ( العقاب :( رجل قوي صاحب حرب لا يأمنه قريب ولا بعيد, وفرخه ولد شجاع يصاحب السلطان. (ومن رأى) العقاب على سطح دار أو في عرصتها دلت الرؤيا على ملك الموت. فإن رأى عقابا سقط على رأسه فإنه يموت لأن العقاب إذا أخذ حيوانا بمخلبه قتله, فإن رأى أنه أصاب عقابا فطاوعه فإنه يخالط ملكا. (ومن رأى) عقابا ضربه بمخلبه أصابته شدة في نفسه وماله. (ومن رأى) عقابا يدنو منه أو يعطيه شيئا أو يكلمه بكلام يفهمه فإن ذلك منفعة وخير, وولادة المرأة عقابا ولادة ابن عظيم, فإن كانت فقيرة كان الولد جنديا, وقيل: إن ركوب العقاب للأكابر والرؤساء دليل الهلاك وللفقراء دليل الخير.

      ( النسر :( أقوى الطير وأرفعها في الطيران وأحدها بصرا وأطولها عمرا, فمن رأى النسر عاصيا غضب عليه السلطان ووكل به رجلا ظلوما لأن سليمان عليه سلام وكل النسر بالطير فكانت تخافه, فإن ملك نسرا مطواعا أصاب سلطانا عظيما يملك به الدنيا أو بعضها ويستمكن من ملك أو أذى سلطان عظيم, فإن لم يكن مطواعا وهو لا يخافه فإنه يعلو أمره ويصير جبارا عنيدا ويطغى في دينه لقصة نمرود, فإن طار في السماء ودخل مستويا مات, فإن رجع بعد ما دخل في السماء فإنه يشرف على الموت ثم ينجو, ومن أصاب من ريشه أو عظامه أصاب مالا عظيما من ملك عظيم, فإن سقط عن ظهره أصابه هول وغم وربما هلك, فإن وهب له فرخ نسر رزق ولدا مذكورا, فإن رأى ذلك نهارا فإنه مرض يشرف منه على الموت, فإن خدشه النسر طال مرضه. وقيل: النسر خليفة وملك كبير يظفر به من ملكه, ولحم النسر مال وولاية, ومن تحول نسرا طال عمره, وسباع الطيور كلها مثل البازي, والشاهين والصقر والعقاب والنسر والباشق تنسب إلى السلطان والشرف, فمن حمله طائر منها وطار به عرضا حتى بلغ السماء أو قرب منها سافر سفرا في سلطان بعيد بقدر ذلك الطائر, فإن دخل في السماء مات في سفره ذلك, وجميع الطيران عرضا محمود في التأويل, والطيران مستويا إلى السماء طاعنا فيها فهو موت أو هلك أو مضرة.

      ( البوم :( إنسان لص شديد الشوكة لا جند له ذو هيبة وهي من الممسوخ.

      ( القطاة :( امرأة حسناء معجبة بحسنها.

      ( البدرج :( امرأة حسناء عربية فمن ذبحها افتضها, ولحم البدرج مال المرأة, وقيل البدرج رجل غدار لا وفاء له.

      ( الحباري :( رجل أكول موسر سخي نفاق.

      ( الدراج :( قيل إنه مملوك وقيل إنه امرأة فارسية. ( والقبجة :( امرأة حسناء غير ألوف وأخذها تزويجها, وقيل: لحم القبج كسوة, ومن صاد قبجا كثيرا أصاب مالا كثيرا من أصحاب السلطان. وقيل: إصابة القبج الكثير صحبة أقوام حسان الأخلاق ضاحكين, وقيل: إن القبج الكثير نسوة. و( اليعقوب :( لبن لمن كانت امرأته حبلى وقيل: هو رجل صاحب حرب.

      ( العقعق :( رجل منكر غير أمين ولا ألوف محتكر يطلب الغلاء وكلامه يدل على ورود خبر من غائب. ( الظليم :( رجل خصي أو بدوي. ( العنقاء :( رئيس مبتدع وكلامها إصابة مال من جهة الإمام أو نيل رياسة, وقيل إنه يدل على امرأة حسناء.

      ( النعام :( امرأة بدوية لمن ملكها أو ركبها ذات مال وجمال وقوام, وتدل أيضا على الخصي لأنها طويلة ولأنها ليست من الطائر ولا من الدواب, وتدل أيضا على النجيب لأنها لا تسبق, وتدل على الأصم لأنها لا تسمع, وهي نعمة لمن ملكها أو اشتراها ما لم يكن عنده مريض, فإن كان عنده مريض فهي نعيه, (ومن رأى) في داره نعامة ساكنة طال عمره ونعمته, وفرخها ابن وبيضها بنات, فإن رأى السلطان له نعامة فإن له خادما خصيا يحفظ الجواري. والظليم هو الذكر من النعام وذبحه من قفاه لواط وركوبه ركوب البريد.

      ( الببغاء :( رجل نخاس كذاب ظلوم وهو من الممسوخ, وقيل: هو رجل فيلسوف. ( البلبل :( رجل موسر وامرأة موسرة وقيل هو غلام صغير وولد مبارك قارئ لكتاب الله تعالى لا يلحن فيه. (وأما العندليب :( فهو امرأة حسنة الكلام لطيفة أو رجل مطرب أو قارئ وهو للسلطان وزير حسن التدبير. ( الزرزور :( رجل صاحب أسفار كالقيج والمكاري لأنه لا يسقط في طيرانه, وقيل: هو رجل ضعيف زاهد صابر مطعمه حلال. ( الدبسي :( رجل ناصح واعظ.

      ( الخطاف :( ويسمى الصنونو وهو رجل مبارك أو امرأة مملوكة أو غلام قارئ, فمن أخذ خطافا أخذ مالا حراما, فإن رأى في بيته أو ملكه كثيرا منها فالمال حلال, وقيل: هو رجل مؤمن أديب ورع مؤنس فمن أفاده أفاد أنيسا. وقيل: من رأى الخطاطيف تخرج من داره سافر عنه أقرباؤه, وهو أيضا دليل خير في الأعمال والحركة وخاصة في غرس الأشجار. ويدل أيضا على المعين, وقال بعضهم: من رأى أنه تحول خطافا هاجم اللصوص منزله.

      ( الخفاش :( ويسمى الوطواط رجل ناسك وقيل: امرأة ساحرة. ( الرخمة :( إنسان أحمق وبالنهار مرض, وأخذها يدل على وقوع حرب ودماء كثيرة وهي للمريض دليل الموت. (ومن رأى) رخما كثيرا دخلت بلدة نزل على أهلها سفك حرام من عسكر, وتدل على أناس بطالين هجناء وعلى مغسل الموتى وسكان المقابر. ( الشقراق :( امرأة جميلة غنية. والسلوى والصرد رجل ذو وجهين, والصعوة امرأة أو جارية أو صبي أو مال. والطيطوي جارية عذراء.

      ( الطاووس :( الذكر منها ملك أعجمي حسيب, والأنثى منها امرأة أعجمية حسناء ذات مال وجمال, والجامع بين الطاووس والحمامة رجل قواد على النساء والرجال, وقيل الطاووس يدل على أناس صباح ضاحكي السن.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن امرأتي ناولتني طاووسا فقالت له: لئن صدقت رؤياك لتشترين جارية ويرد عليك في ثمن تلك الجارية من الديون ستة وسبعون درهما ويكون ذلك برضا امرأتك, فقال الرجل: رحمك الله لقد كان أمس على ما عبرت سواء وردوا علي الديون مقدار ما قلت سواء, فقيل لابن سيرين: من أين عرفت ذلك؟ قال: الطاووسة الجارية وطاووس من الديون بكلام الأنباط وأخرجت عدد الدراهم من حروف الطاووس من حساب الجمل: الطاء تسعة والألف واحد والواو ستة والسين ستين.

      ( الغداف :( لمن أصابه نيل سلطان بحق لمن كان من أهله ولمن يكن من أهله قول حق لا يقبل من قائله, (ومن رأى) غدافا وقع عليه دل على قطع للصوص.

      ( الغراب الأبقع :( رجل مختال في مشيته متبختر متكبر وهو من الممسوخ أو هو رجل فاسق كذاب, وقيل: من صاد غرابا نال مالا حراما فى فسق بمكابرة, ومن أصاب غرابا أو أحرزه فإنه غرور باطل, فإن رأى أن له غرابا بصيد فإنه يصيد غنائم من باطل, ومن كلمه غراب اغتم من ذلك ثم فرج عنه, ومن أكل لحم غراب أصاب مالا من اللصوص, فإن رأى غرابا على باب الملك فإنه يجني جناية يندم عليها أو يقتل أخاه ثم يتوب لقوله تعالى: فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ومن خدشته الغربان بمخاليبها هلك بشدة البرد أو شنع عليه قوم فجار وناله ألم ووجع. وقيل: إن الغراب دليل طول الحياة. رأى الأمير نصر بن أحمد كأنه جالس على سريره فجاء غراب فنقر قلنسوته بمنقاره فسقطت عن رأسه فنزل عن سريره ورفع قلنسوته فوضعها على رأسه, فقص رؤياه على حيوة النيسابوري فقال: سيخرج عليك رجل من أهل بيتك يزاحمك في ملكك ثم يرجع الأمر إليك, فعرض له أن أبا إسحاق الساماني خرج وشوش عليه الأمر ثم عاد إليه. ورأى بعضهم كأن غرابا على الكعبة فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: سيتزوج رجل فاسق امرأة شريفة فتزوج الحجاج بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ورؤية الغراب في مكان غير محمود, فإن رأى غرابا في داره دل على رجل يخونه في امرأته, ويدل أيضا على هجوم شخص من السلطان داره.

      ( الفاختة :( امرأة غير ألوفة ناقصة الدين سليطة كذابة. وقيل هو ولد كذاب ( القمرية :( امرأة متدينة وقيل هو ولد صاحب نعمة طيبة. ( الورشان :( إنسان غريب وقيل هو امرأة ويدل على استماع خبر. ( الهدهد :( رجل بصير في عمله كاتب ناقد يتعاطى دقيق العلم قليل الدين وثناؤه قبيح لنتن ريحه وإصابته سماع خبر خير.

      ( العصفور :( رجل ضخم عظيم الخطر والمال خامل لا يعرف الناس حقوقه ضار لعامة الناس محتال في أموره كامل في رياسته سائس شاطر مدبر, وقيل إنه امرأة حسناء مشفقة, وقيل: رجل صاحب لهو وحكايات تضحك الناس منه, وقيل: إنه ولد ذكر, ومن ملك عصافير كثيرة فإنه يتمول ويلي ولاية على قوم لهم أخطار, وقيل: إن العصفور كلام حسن والقنبرة ولد صغير. ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن معي جرابا وأنا أصيد عصافير وأدق أجنحتها وألقيها فيه. قال: أنت معلم كتاب تلعب بالصبيان. ( وحكي :( أيضا أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني عمدت إلى عصفورة فأردت أن أذبحها فكلمتني وقالت: لا تذبحني, فقال له: استغفر الله فإنك قد أخذت صدقة ولا يحل لك أن تأخذها. فقال: معاذ الله أن آخذ من أحد صدقة, فقال: إن شئت أخبرتك بعددها. فقال: كم؟ قال: ستة دراهم, فقال له: صدقت فمن أين عرفت؟ فقال: لأن أعضاء العصفورة ستة كل عضو درهم. ( وحكي): أن رجلا أتى أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقال: رأيت كأن في كمي عصافير كثيرة وطيورا فجعلت أخرج واحدة بعد واحدة منها وأخنقها وأرمي بها. فقال: أنت رجل دلال فاتق الله وتب إليه.

      (الكركي): قيل إنسان غريب مسكين ضعيف القدرة, فمن أصاب كركيا صاهر أقواما أخلاقهم سيئة. وقال بعضهم: من رأى كركيا سافر سفرا بعيدا, وإن كان مسافرا رجع إلى أهله سالما. وقيل: الكراكي أناس يحبون الاجتماع والمشاركة, فإن رأى كراكي تطير حول بلد فإنه يكون في تلك السنة برد شديد وهجوم سيل لا يطاق. (ومن رأى) الكراكي مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق, وهي دليل خير للمسافرين ولمن أراد التزويج ولمن أراد الولد, وقيل: من أصاب كركيا أصاب أجرا ومن ركبه افتقر.

      ( الديك :( في أصل التأويل عبد مملوك أعجمي أو من نسل مملوك. وكذلك الدجاج لأنهم عند ابن آدم مثل الأسير لا يطيرون, ويكون رب الدار من المماليك, كما أن الدجاجة ربة الدار من الخادمات والجواري والديك أيضا يدل على رجل له علو همة وصوت كالمؤذن والسلطان الذي هو تحت حكم غيره لأنه مع ضخامته وتاجه ولحيته وريشه داجن لا يطير فهو مملوك, لأن نوحا عليه السلام أدخل الديك والبدرج السفينة فلما نضب الماء ولم تأته الإذن من الله تعالى في إخراج من معه في السفينة سأل البدرج نوحا أن يأذن له في الخروج ليأتيه بخبر الماء وجعل الديك رهينة عنده. وقيل: إن الديك ضمنه فخرج وغدر ولم يعد فصار الديك مملوكا وكان شاطرا طيارا فصار أسيرا داجنا, وكان البدرج ألوفا فصار وحشيا, وهو طائر أكبر من الدجاج أحمر العينين مليح. وقيل: إن الديك رجل جلد محارب له أخلاق رديئة يتكلم بكلام حسن بلا منفعة, وهو على كل الأحوال إما مملوك أو من نسل مملوك, وقيل: من ذبح ديكا دل على أنه لا يجيب المؤذن. وقال بعضهم: من رأى أنه تحول ديكا مات وشيكا. والديوك الصغار مماليك أو صبيان أولاد مماليك, وكذلك الفرايج الإناث أولاد جوار أو عبيد أو وصائف, وجماعة الطيور سبي وأموال رقيق, قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين أو قال ثلاثة وقصصتها على أسماء بنت عميس فقالت: يقتلك رجل من العجم المماليك. وجاء رجل إلى أبي عون الضراب فقال: رأيت كأن ديكا كبيرا صاح بباب بيتك هذا, فجاء أبو عون إلى ابن سيرين فقص عليه تلك الرؤيا فقال له ابن سيرين: لئن صدقت رؤياك لتموتن أنت بعد أربعة وثلاثين يوما وكان له خلطاء وندماء على الشراب قال: فرفع ذلك كله وتاب إلى الله تعالى من يوم الرؤية ومات فجأة كما قال ابن سيرين, فقيل لابن سيرين: كيف استخرجت ذلك؟ قال: من حساب الجمل لأن الدال أربعة والياء عشرة والكاف عشرين.

      ( الدجاجة :( امرأة رعناء حمقاء ذات جمال من نسل مملوك أو من أولاد أمة أو سرية أو خادمة, ومن ذبحها افتض جارية عذراء, ومن صادها أفاد مالا حلالا هينئا, ومن أكل من لحمها فإنه يرزق مالا من جهة العجم, (ومن رأى) الدجاجة والطاووسة يهدران في منزله فإنه صاحب بلايا وفجور, وقيل: الدجاجة وريشها مال نافع.

      ( الحمامة :( هي المرأة الصالحة المحبوبة التي لا تبغي ببعلها بديلا وقد دعا لها نوح عليه السلام وتدل على الخبر الطارئ والرسول والكتاب لأنها تنقل الخبر في الكتاب, وأصل ذلك أن نوحا بعث الغراب ليعرف له أمر الماء فوجد جيفة طافية على الماء فاشتغل بها فأرسل الحمامة فأتته بورقة خضراء فدعا لها: فهي لمن كان في شدة أو له غائب بشرى إذا سقطت عليه أو أتت إليه طائرة إلا أن يكون مريضا فتسقط على رأسها فإنها حمام الموت ولا سيما إن كانت من اليمام وناحت عند رأسه في المنام, وربما كانت الحمامة بنتا, وأفضل الحمام الخضر, (ومن رأى) أنه يملك منها شيئا كثيرا لا يحصى أصاب غنيمة وخيرا. وبيضها بنات وجوار, وبرجها مجمع النساء وفراخها بنون أو جوار. ( ومن رأى) حمامة إنسان فإنه رجل زان, فإن نثر علفا لحمام ودعاهن إليه فإنه يقود, وهدير الحمامة معاتبة رجل لامرأة. والبيض منها دين والخضر ورع والسود منها سادات نساء ورجال والبلق أصحاب تخاليط. ومن نفرت منه حمامة ولم تعد إليه فإنه يطلق امرأته أو تموت, ومن كان له حمائم فإن له نسوة وجواري لا ينفق عليهن, فإن قص جناح حمامة فإنه يحلف على امرأته أن لا تخرج أو يولد له من امرأته أو تحبل, والحمامة رجل أو امرأة عربية ومن ذبحها افتض امرأة بكرا, ومن أكل لحمها أكل مال المرأة, والحمام مع فراخهن سبي مع أولادهن, والحمامة الهادية المنسوبة خبر يأتي من بعيد وإن كانت حبلى ولدت غلاما. ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أصبت حمامة بيضاء معجبة لي جدا وكأن إحدى عينيها من أحسن عيني حمامة والعين الأخرى فيها حول قد غشيتها صفرة. فضحك ابن سيرين وقال: إنك تتزوج امرأة جميلة تعجبك جدا ولا يهمك الذي رأيت بعينها فإن العيب ليس في بصرها وإنما هو شيء في بظرها وتكون سيئة في خلقها وتؤذيك به, فتزوج صاحب الرؤيا امرأة فرأى منها خلقا شديدا.

      ( الحدأة :( ملك خامل الذكر شديد الشوكة متواضع ظلوم مقدر لقربه من الأرض في طيرانه وقلة خطئه في سيده مع ما يحدث فيه, فمن ملك حدأ وكان يصيد له فإنه يصيب ملكا وأموالا, فإنه رأى أنه أصاب حدأ وحشيا لا يصيد له ولا يطاوعه, ورأى كأنه ممسكه بيده فإنه يصيب ولدا غلاما لا يبلغ مبلغ الرجال حتى يكون ملكا. فإن رأى أن ذلك الحدأ ذهب منه على تلك الحال فإن الغلام يولد ميتا أو لا يلبث إلا قليلا حتى يموت. وفراخه أولاده. والواحدة امرأة تخون ولا تستتر, وقيل: الحدأة تدل على اللصوص وقطاع الطريق الخطافين والخداعين يخفون الخير عن أصدقائهم.

      ( اللقلق :( من الطير تدل على أناس يحبون الاجتماع والمشاركة, وإذا رآها الإنسان مجتمعة في الشتاء دل على لصوص وقطاع طريق وأعداء محاربين وعلى برد واضطراب في الهواء, فإن رآها متفرقة فهي دليل خير لمن أراد سفرا وذلك لظهورها في بعض أزمنة الشتاء وغيبوبتها في بعضها, وكما أنها تغيب ثم تظهر بعد زمان كذلك تدل على أن المسافر يقدم من سفره. وأيضا فإنها دليل خير لمن أراد التزويج.

      ( طير الماء :( أفضل الطير في التأويل لأنهن أخصب عيشا وأقل غائلة, ومن أصابها أصاب مالا وغنيمة لقوله تعالى: ولحم طير مما يشتهون والطائر رجل من الرجال بمنزلة ذلك الطائر في الطيور في قدرته وسلاحه وطعمته وقوته وريشه وطيرانه وارتفاعه في الجو. (ومن رأى) أنه يأكل لحم البط فإنه يرزق مالا من قبل الجواري ويرزق امرأة موسرة لأن البط مأواه الماء ولا يمله, وقيل: إن البط رجال لهم خطر أصحاب ورع ونسك وعفة. ومن كلمته البط نال شرفا ورفعة من قبل امرأة.

      ( الإوز :( نساء ذوات أجسام وذكر ومال, وإذا صوتن في مكان فهن صوائح ونوائح. (ومن رأى) أنه يرعى الإوز فإنه يلي قوما ذوي رفعة وينال من جهتهم أموالا لأن الإوز قيل إنه رجل ذو هم وحزن وسلطان في البر والبحر. ومن أصاب طيرا في البحر ولد له ولد. ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أخذت كثيرا من طير الماء فجعلت أذبح الأول فالأول فقال: إن لم تر ماء فإنه رياش تصيبه. (ومن رأى) الطير يطرق فوق رأسه نال ولاية ورياسة لقوله تعالى: والطير محشورة كل له أواب فإن رأى طيورا تطير في محله فإنهم الملائكة. (وحكي): أن بعض الغزاة رأى كأن حلاقا حلق رأسه وخرج من فيه طائر أخضر فحلق في السماء وكأنه عاد في بطن أمه تاليا: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فقصها على أصحابه ثم عبرها لنفسه فقال: أما حلق رأسي فضرب عنقي, وأما الطائر فروحي وصعوده إلى الجنة, وأما عودي بطن أمي بالأرض, فقتل ثاني يوم رؤياه. (وأتى) ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن طائرا جاء من السماء فوقع بين يدي فقال: هي بشارة تأتيك فتفرح بها.

      ( النحل :( رؤيته تدل على نيل رياسة وإصابة منفعة, وتدل النحل على أهل البادية وأهل الكد والسعي في الكسب والحيازة والجمع والتأليف, وربما دل على العلماء والفقهاء وأصحاب التصنيف لأن العسل شفاء, والنحل قد أوحي إليها وألهمت صناعتها وتفقهت في علمها, وربما دلت على العسكر والجند لأن لها أميرا وقائدا وهو اليعسوب وفيها دواب وبغال, وقيل: النحلة إنسان كسوب مخصب نفاع عظيم الخطر, فمن أصاب من النحل جماعة أو اتخذها أو أصاب من بطونها أصاب غنائم وأموالا بلا مؤنة ولا تعب. وإن رأى ملك أنه يتخذ موضع النحل فإنه يختص بلدة لنفسه عامرة نافقة حلال الدخل, فإن دخل في كورها فإنه يستفيد ملك الكورة ويظفر بها, فإن استخرج العسل منه ولم يترك للنحل منه شيئا فإنه يجور فيهم ويأخذ أموالهم, فإن أخذ حصته وترك حصتها فإنه يعدل فيهم, فإن اجتمعت عليه ولسعته فإنهم يتعاونون ويصيبه منهم أذى, فإن قتلها فإنه ينفيهم من تلك الكورة.

      ( الزنبور :( رجل من الغوغاء الأوباش مهيب صاحب قتال, ودخول الزنابير الكثيرة موضعا يدل على دخول جنود أولي شجاعة وقوة ذلك الموضع ومحاربتهم أهله, وقيل: إنه الممسوخ وهو رجل يجادل في الباطل, وقيل: هو رجل غماز سفيه دنيء المطعم ولسعها كلام يؤذي من أوباش الناس. ( الفراش :( إنسان ضعيف عظيم الكلام. ( الذباب :( رجل ضعيف طعان دنيء وأكله رزق دنيء أو مال حرام. (ومن رأى) كأن ذبابة دخلت جوفه فإنه يخالط السفلة والأراذل ويفيد منهم مالا حراما لا بقاء له, والذباب الكثير عدو مضر, وأما المسافر إذا رأى وقوع الذباب على رأسه يخاف أن يقطع عليه الطريق ويذهب بماله لقوله تعالى: وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه وكذلك إذا وقع الذباب على شيء منه يعني من ماله خيف عليه اللصوص, وقيل: من قتل ذبابة نال راحة وصحة وجسم.

      ( الجراد :( عسكر وعامة وغوغاء يموج بعضهم في بعض وربما دلت على الأمطار إذا كانت تسقط على السقوف أو في الأتاجر, فإن كثرت جدا وكانت على خلاف الجراد وكانت بين الناس وبين الأرض والسماء فإنها عذاب, وكذلك القمل والضفادع والدم لأنها آيات عذب بها بنو إسرائيل إلا أن يكون الناس يجمعونها أو يأكلونها وليست لها غائلة ولا ضرر فإنها أرزاق تساق إليهم ومعاش يكثر فيهم, وقد يكون من ناحية الهواء كالعصفور والقطا والمن والكمأة والفطر ونحوه, وقيل: إن اجتماعها في وعاء يدل على الدراهم والدنانير, فقد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أخذت جرادا فجعلته في جرة. فقال: دراهم تصيبها فتسوقها إلى امرأة. وقيل: إن كل موضع يظهر فيه الجراد ولا يضر يدل على فرح وسرور لقصة أيوب عليه السلام. ولو رأى أنه أمطر عليه جراد من ذهب فإنه ينال نعمة وسرورا. وقيل: إن الجراد خباز يغش الناس في الطعام, والبراغيث جند الله تعالى وبها أهلك نمرود, والبرغوث رجل دنيء مهين طعان. (ومن رأى) برغوثا قرصه نال مالا. وكذلك البق.

      ( السمك :( إذا كان طريا كثير العدد فهو أموال وغنيمة لمن أصابه, وصغار السمك أحزان لمن أصابه بمنزلة الصبيان, ومن أصاب سمكة طرية أو اثنتين أصاب امرأة أو امرأتين, فإن أصاب في بطن السمكة لؤلؤة فإنه يصيب منها غلاما, وإن أصاب في بطنها شحما أصاب منها مالا وخيرا, ومن أصاب سمكا مالحا أصابه هم من جهة ملوحته, وصغاره أيضا لا خير فيه, وربما كان في طبع الإنسان إذا رأى السمك المالح في منامه أن يصيب مالا وخيرا, ومن خرجت من فمه سمكة فهي كلمة يتكلم بها من المحال في امرأة, (ومن رأى) سمكة خرجت من ذكره ولدت له بنت, والسمكة الحية الطرية بكر, وصيد السمك في البر ارتكاب فاحشة وقيل إنه خبر سار, وصيد السمك من الماء الكدر هم شديد ومن الماء الصافي رزق أو يولد له ابن سعيد. ومن أكل سمكا حيا نال ملكا, والسمك المشوي الطري غنيمة وخير لقصة مائدة عيسى عليه السلام, وقيل: هو قضاء حاجة أو إجابة دعوة أو رزق واسع وإن كان الرجل تقيا وإلا كانت عقوبة, والمالح المشوي سفر في طلب علم أو حكمة لقوله تعالى: نسيا حوتهما (ومن رأى) أنه مرغ صغار السمك في الدقيق وقلاها بالدهن فإنه يصلح ما لا ينفعه وينفق على ذلك من مال شريف ويتعب فيه حتى يصير مالا لذيذا شريفا. (وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل منها أنا وخادمي من ظهرها وبطنها قال: فتش خادمك فإنه يصيب من أهلك ففتشه فإذا هو رجل.

      ( السلحفاة :( امرأة تتعطر وتتزين وتعرض نفسها على الرجال, وقيل: السلحفاة قاضي القضاة لأنه أعلم أهل البحر وأورعهم. (ومن رأى) سلحفاة في مزبلة مستخفا بها فإن هناك عالم ضائع لجهل أهل ذلك الموضع, وقيل: هو رجل عالم عابد قارئ وأكل لحمه مال أو علم وهي من الممسوخ. ( السرطان :( رجل كياد هيوب رفيع الهمة وأكل لحمه استفادة مال وخبر من أرض بعيدة. وقيل: من رأى السرطان نال مالا حراما. ( الدعموص :( مسخ وهو في التأويل رجل ملعون نباش. ( التمساح :( شرطي لأنه أشر ما في البحر لا يأمنه عدو ولا صديق وهو لص خائن وهو بمنزلة السبع, ويدلك أيضا على التاجر الظالم الخائن. فمن رأى أن تمساحا جره إلى الماء وقتله فيه فإنه يقع في يد شرطي يأخذ ماله ويقتله. فإن سلم فإنه يسلم. ( الضفدع :( رجل عابد مجتهد في طاعة الله, وأما الضفادع الكثيرة في بلد أو محلة فهو عذاب, ومن أكل لحم ضفدعة أصاب منفعة من بعض أصحابه. (ومن رأى) ضفدعا كلمه أصاب ملكا, والضفدع أطفأ نار نمرود.
    • في أدوات الصيد والشباك والفخاخ والشصوص والمصايد وقوس البندق




      في أدوات الصيد والشباك والفخاخ والشصوص والمصايد وقوس البندق


      الشبكة في يد المسافر تدل على رجوعه, وللمهموم تدل على زيادة همه وشدته. وأما للصيادين فتدل على خير ومنفعة. وأما الفخ فمن رأى أنه صاد عصفورا بفخ فإنه رجل فاسد الدين يمكر برجل عظيم لأن الخشب نفاق والفخ مكر والعصفور رجل, وقضبان الدبق تدل على الآبق أنه يوجد وفيمن أهلك شيئا على رجوع ذلك الشيء إليه ولمن يرجو شيئا يتوقعه أن رجاءه يتم. والشص وجميع الآلات التي يصاد بها فهي خديعة ومكر. وأما قوس البندق فالرمي به في البرية غنيمة مال حلال, وفي البلد كذب وبهتان وغيبة, والرامي به على باب السلطان غماز, ورامي الحمامة قاذف امرأة. (ومن رأى) أنه يرمي بقوس البندق بنبل فإنه يتكلم بكلام في غير موضعه, فإن أصابت رميته قبل منه, وإن أخطأت كان كلامه وبالا عليه. (وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت أني أرمي بقوس جلاهق وأنا أخطئ وأصيب فقال: اتق الله فإنك تغتاب الناس.
    • في الهوام والحشرات ودواب الأرض




      في الهوام والحشرات ودواب الأرض

      أما الحيات فإنها أعداء وذلك أن إبليس اللعين توسل بها إلى آدم عليه السلام, وعداوة كل حية على قدر نكايتها وعظمها وسمها, وربما كانت كفارا وأصحاب بدع لما معها من السم, وربما دلت على الزناة ولدغهم وطبعهم, وربما أخذت الحياة من اسمها مثل أن ترى في الفدادين أو تنساب تحت الشجر فيها مياه وسيول, وقد شبهوا نفخها بحسو الماء, وقد تكون الحية سلطانا, وقد تكون زوجة وولدا لقوله تعالى: إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ومن قاتل الحية أو نازعها قاتل عدوا فإن قتلها ظفر بعدوه وإن لدغته ناله مكروه من عدوه بقدر مبلغ النهشة, وأكل لحمها مال من عدو وسرور وغبطة, وإن قطعها بنصفين انتصف من عدوه, ومن كلمته الحية بكلام لين ولطف أصاب خيرا يعجب الناس منه. فإن رأى حية ميتة فهو عدو يكفيه الله شره بغير حول ولا قوة. وبيضها أصعب الأعداء وسودها أشدهم, فإن رأى أنه ملك من سود الحيات العظام جماعة قاد الجيوش ونال ملكا عظيما, فإن أصاب حية ملساء تطيعه ولا غائلة ولا سلاح يؤذي أصاب كنزا من كنوز الملوك وربما كانت جده إذا كانت بهذه الصفة, ومن تخوف حية ولم يعاينها فهو أمن له من عدوه وإن عاينها وخافها فهو خوف, وكذلك كل خوف, وكذا كل شيء يخافه ولا يعاينه, وخروج الحية من الإحليل ولد, ومن أدخل حية بيتا مكر به عدوه, فمن رأى أنه أخذها فإنه يصير إليه مال من عدو في أمن لقوله تعالى: خذها ولا تخف والحية الصغيرة ولد. وإن رأى الحيات تقتتل في السوق وقعت الحرب وظفر بالأعداء, والحية سلطان كتوم العداوة, فإن رأى أن حية تخرج من ذكره مرة وترجع إليه مرة فإنه يخونه. والحية امرأة فمن رأى أنه قتل حية على فراشه ماتت امرأته. فإن رأى في عنقه حية فقطعها ثلاث قطع فإنه يطلق امرأته ثلاثا. وقوائم الحية وأنيابها قوة العدو وشدة كيده. ومن تحول حية فإنه يتحول من حال إلى حال ويصير عدوا للمسلمين. فإن رأى بيته مملوءا من الحيات لا يخافها فإنه يؤوي في بيته أعداء المسلمين وأصحاب الأهواء. والحيات المائية مال فإن رأى في جيبه أو كمه حية صغيرة بيضاء لا يخافها فإنها جده, فإن رأى حية تمشي خلفه فإن عدوه يريد أن يمكر به, فإن مشت بين يديه أو دارت حوله فإنهم أعداء يخالطونه ولا يمكنهم مضرته, فإن رأى حيات تدخل بيته وتخرج من غير مضرة فإنهم أعداؤه من أهل بيته وقراباته, فإن رآها في غير بيته فالأعداء غرباء. ولحم الحية وشحمها مال عدو حلال وترياق من عدو. فإن رأى الحيات تقاتل في كل ناحية فقتل منهن حية عظيمة فإنه يملك تلك البلدة, فإن كانت الحية المقتولة مثل سائر الحيات قتل أحد جنود الملك, فإن كانت الحية تصعد في علو أصاب راحة وفرحا وسرورا. فإن رأى حية تنحدر من علو مات رئيس في ذلك المكان. فإن رأى حية خرجت من الأرض فهو عذاب في ذلك الموضع. فإن رأى بستانه مملوءا حيات فإن البستان ينمو والنبات الذي فيه يزيد ويحيا. وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن حية تسعى وأنا أتبعها فدخلت جحرا وفي يدي مسحاة فوضعتها على الجحر. فقال: أتخطب امرأة؟ قال: نعم, قال: إنك ستتزوجها وترثها فتزوجها فماتت عن سبعة آلاف درهم. ورأى آخر كأن بيته مملوء حيات فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: اتق الله ولا تؤوي عدو المسلمين. وجاءته امرأة فقالت: يا أبا بكر امرأة رأت جحرين خرج منهما حيتان فقام إليهما رجلان واحتلبا من رأسيهما لبنا فقال ابن سيرين: الحية لا تحلب لبنا إنما تحلب السم. وهذه امرأة يدخل عليها رجلان من رءوس الخوارج يدعوانها إلى مذهبهما وإنما يدعوانها إلى شتم الشيخين رضي الله عنهما. وأما حيات البطن فهم الأقارب وخروجها من الرجل مصيبة في قريب الرجل.

      ( وأما التنين :( فمن رأى أنه تحول تنينا طال عمره ونال سلطانا, فإن أكل لحم تنين نال مالا من الملك, والتنين رجل عدو كاتم العداوة, وإن كان له رءوس كثيرة فإنه يكون له فنون كثيرة في الرداءة والشر والسوء, فإن كان له رأسان أو ثلاثة أو أربعة إلى أن يبلغ سبعة رءوس فكل رأس من رءوسه: بلية وفن من الشر, فإذا صارت سبعة رءوس فليس له نظير في كمال شره وعداوته ولا يطاق ولا يقوى به, ويدل هذا الحيوان في المرضى على الموت. والضب رجل من الممسوخ وهو بدوي قتال ورؤيته في المنام مرض. (وأما العقرب :( فمن الممسوخ وهو رجل تمام يقتل بعض أقربائه. فإن رأى كأن عقربا أحرقت بالنار فإنه يموت عدو له. فإن رأى أنه أخذ عقربا فطرحها على امرأته فإنه يرتكب منها فاحشة, والجرارة أشد عداوة, وقيل: العقرب مال وقتلها مال يذهب منه ثم يرجع إليه ولدغها مال لا بقاء له. وإن رأى في سراويله عقربا دل على فساد امرأته وكذلك إن رآها على فراشه. وإن رأى أنه بلع عقربا فإنه يفضي سرا إلى عدوه. فإن رأى في بطنه عقارب فهم أعداؤه من أقربائه, فإن أكل لحم عقرب نيا نال مالا حراما من عدو نمام بسبب إرث أو غيره. وشوكة العقرب لسان الرجل النمام. والعقرب في الأصل عدو لا يحور لبذاءة لسانه, وجميع الحشرات المؤذية أعداء على قدر نكاياتها.

      ( الوزغة :( رجل ضال خامل يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف. ( العظاية :( إنسان سوء يفسد في الناس, فمن قتلها ظفر بإنسان كذلك, ومن أكل من لحمها مطبوخا أكل من مال ذلك الإنسان, فإن كان نيئا اغتابه. والعلق في التأويل العيال وهو الذي يرشف دم الإنسان. والحرباء تذم للملك كصاحب حرب يهيجها بين الناس. والأرضة أجير أو جار أو خادم لص يسرق قماشات البيت قليلا قليلا. وبنات وردان عدو ضعيف. لجمل: رجل حقود بغيض صاحب سفر ينقل المال من مكان إلى مكان, وقيل: هو عدو وصاحب مال حرام. الخنفساء عدو ثقيل قذر. دابة الأذن عدو للرؤساء. الدود في البطن عياله الذين هم سوس ماله. دود القز رعية السلطان. والسوس رجل نمام ساع.

      ( العنكبوت :( من الممسوخ ويدل على امرأة ملعونة تهجر فراش زوجها, ورؤية نسجها وبيتها اقتناء امرأة بلا دين. (ومن رأى) عنكبوتا فإنه يرى رجلا مكايدا ضعيفا متواريا جديد العهد. ( الفأرة :( امرأة فاسقة أو سارقة أو لها سريرة فاسدة. وإن كانت جماعة وألوانها مختلفة سود وبيض فهي الليالي والأيام تقرض الأعمار والأبدان في غفلة واستتار. والجرذ منها كذلك لا خير فيه وقيل: هو لص ثقاب, وقد قيل: إن الفأر يدل على العيال وعلى المماليك, وقيل: إن خروج الفأر من الدار زوال النعمة. وقد حكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني وطئت فأرة خرجت من أستها تمرة فقال: ألك امرأة فاسقة؟ قال: نعم. قال: تلد لك ولدا صالحا.

      ( اليربوع :( من الممسوخ وهو رجل حلاف كذاب. القنفذ مسخ وهو رجل ضيق القلب قليل الرحمة سريع الغضب. القمل إذا كان في الثياب الجدد فإنه زيادة دين. وإذا كانت على الأرض فإنها قوم ضعاف, فإن دبت حواليه فإنه يصاحب قوما ضعافا لا يناله منهم مضرة, وقرص القملة طعن عدو ضعيف. (ومن رأى) كأن قملة كبيرة خرجت من جسده وذهبت عنه دل على نقص حياته. وقيل: إن القمل العيال والإحسان إليهم. وقيل: إن القمل يدل على الهموم والحبس وهو زيادة مرضه, وأكلها غيبة والكبار منها عذاب. وقيل: هو جيش الملك وعيال الرجل, ومن التقط القمل من ثوبه فإنه يكذب عليه كذبا فاحشا, فأما قمل الخط فإنه عذاب لأنه من آيات موسى عليه السلام. وأما النمل الكثير فجند ورؤيتها على الفراش أولاد ورؤية النمل تدل على نفس صاحب الرؤيا, وقيل: تدل على قراباته, وقيل: إن خروج النمل من جحرها غم, ورؤية النمل تدب على المريض موته, ومعرفة كلام النمل ولاية لقصة سليمان عليه السلام. (ومن رأى) النمل يدخل داره بالطعام يكثر خير داره. (ومن رأى) النمل يخرج بالطعام من داره افتقر. وخروج النمل من الأنف أو الأذن أو غيرهما من الأعضاء يدل على موت صاحب الرؤيا شهيدا إذا رأى نفسه تفرح بخروجها فإن كان يسوءه خروجها فيخشى عليه. والنمل إنسان ضعيف حريص والكثير منه جند أو ذرية أو مال أو طول الحياة. ( ومن رأى) النمل يدخل قرية أو بلدا دخل ذلك البلد جند فإن خرجوا منها فإنهم يتحملون منها. فإن رأى أن النمل هارب من بلد أو بيت فإن اللصوص يحملون من ذلك الموضع شيئا ويكون هناك عمارة لأن النمل والعمارة لا يجتمعان, وكثرة النمل في بلد من غير إضرار بأحد يدل على كثرة أهل البلد. وأما اليسروع وهو دود خضر فإنه رجل يتحلى بالدين ويدخل في أموال الرؤساء والتجار ويسرق قليلا قليلا ولا يتهم بذلك لحسن ظاهره. وخشاش الأرض كله يدل على أوغاد الناس وعامتهم وشرارهم كل حيوان على نعته وطبعه وعمله وضرره وعداوته. والنمل لصوص وكواسب.
    • في تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل



      في تأويل السماء والهواء والليل والنهار والرياح والأمطار والسيول والخسف والزلازل والبرق والرعد وقوس قزح والوحل والشمس والقمر والكواكب والسحاب والبرد والثلج والجمد.


      ( السماء :( تدل على نفسها فما نزل منها أو جاء من ناحيتها جاء نظيره منها من عند الله ليس للخلق فيه تسبب مثل أن يسقط منها نار في الدور فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدري وموت, وإن سقطت منها نار في الأسواق عز وغلا ما يباع بها من المبيعات, وإن سقطت في الفدادين والأنادر وأماكن النبات أذت الناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد, وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزق والمال كالعسل والزيت, والتين والشعير فإن الناس يمطرون أمطارا نافعة يكون نفعها في الشيء النازل من السماء, وربما دلت السماء على حشم السلطان وذاته لعلوها على الخلق وعجزهم عن بلوغها مع رؤيتهم وتقلبهم في سلطانها وضعفهم عن الخروج من تحتها, فما رئي منها وفيها أو نزل بها وعليها من دلائل الخير والشر, وربما دلت على قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله, فمن صعد إليها بسلم أو سبب نال مع الملك رفعة وعنده حظوة, وإن صعد إليها بلا سبب ولا سلم ناله خوف شديد من السلطان ودخل في غرر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أو منه, وإن كان ضميره استراق السمع تجسس على السلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصره ليسرقه, وإن وصل إلى السماء بلغ غاية الأمر, فإن عاد إلى الأرض نجا مما دخل فيه, وإن سقط من مكانه عطب في حاله على قدر ما آل أمره إليه في سقوطه وما انكسر له من أعضائه, وإن كان الواصل إلى السماء مريضا في اليقظة ثم لم يعد إلى الأرض هلك من علته وصعدت روحه كذلك إلى السماء, وإن رجع إلى الأرض بلغ الضر فيه غايته ويئس منه أهله ثم ينجو إن شاء الله إلا أن يكون في حين نزوله أيضا سقط في بئر أو حفير ثم لم يخرج منه فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعد رجوعه, وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء ولا تصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناس في بعض دلائله أو كان في الرؤيا يصعد منها ذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك, فإن كان الناس في جدب مطروا مطرا وابلا قال الله تعالى: ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة والخصب كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر, وأما إن رمي الناس منها بسهام فإن كانوا في بعض أدلة الطاعون فتحت أبوابه عليهم, وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيل دمه فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسان بسهمه, وإن كان قصدها إلى الأسماع والأبصار فهي فتنة تطيش سهامها يهلك فيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره, وإن كانت تقع عليهم بلا ضرر فيجمعونها ويلتقطونها فغنائم من عند الله كالجراد وأصناف الطير كالعصفور والقطا والمن غنائم وسهام بسبب السلطان في جهاد ونحوه أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوت ماله وصناديقه.

      وأما دنو السماء فيدل على القرب من الله لقوله تعالى: من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا وذلك لأهل الطاعات والأعمال الصالحات, وربما دل ذلك على الملهوف المضطر الداعي يقبل دعاؤه ويستجاب لأن الإشارة عند الدعاء بالعين إلى ناحية السماء, وربما دل ذلك على الدنو والقرب من الإمام والعالم والوالد والزوج والسيد وكل من هو فوقك بدرجة الفضل على قدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادة منامه وما وقع في ضميره.

      وأما سقوط السماء على الأرض فربما دل على هلاك السلطان إن كان مريضا وعلى قدومه إلى تلك الأرض إن كان مسافرا, وقد يعود أيضا ذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى من فوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيد ونحوهم, وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعد سقوطها وهم حامدون وكانوا يلتقطون منها ما يدل على الأرزاق والخصب والمال فإنها أمطار نافعة عظيمة الشأن والعرب تسمي المطر سماء لنزوله منها. ومن سقطت السماء عليه أو على أهله دل على سقوط سقف بيته عليه لأن الله تعالى سمى السماء سقفا محفوظا. وإن كان من سقطت عليه في خاصيته مريضا في يقظته مات ورمي في قبره على ظهره إن كان لم يخرج من تحتها في المنام. ومن صعد السماء فدخلها نال الشهادة وفاز بكرامة الله وجواره ونال مع ذلك شرفا وذكرا.

      ( ومن رأى) أنه في السماء فإنه يأمر وينهى. وقيل: إن السماء الدنيا وزارة لأنها موضع القمر والقمر وزير, والسماء الثانية أدب وعلم وفطنة ورياسة وكفاية لأن السماء الثانية لعطارد. ( ومن رأى) أنه في السماء الثالثة فإنه ينال نعمة وسرورا وجواري وحليا وحللا فرشا ويستغني ويتنعم لأن سيرة السماء الثالثة للزهرة. ( ومن رأى) أنه في السماء الرابعة نال ملكا وسلطنة وهيبة أو دخل في عمل ملك أو سلطان لأن سيرة السماء الرابعة للشمس. فإن رأى أنه في الخامسة فإنه ينال ولاية الشرط أو قتالا أو حربا أو صنعة مما ينسب إلى المريخ لأن سيرة السماء الخامسة للمريخ. فإن رأى أنه في السماء السادسة فإنه ينال خيرا من البيع والشراء لأن سيرة السماء السادسة للمشتري. فإن رأى أنه في السماء السابعة فإنه ينال عقارا وأرضا ووكالة وفلاحة وزراعة ودهقنة في جيش طويل لأن سيرة السماء السابعة لزحل. فإن لم يكن صاحب الرؤيا لهذه المراتب أهلا فإن تأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه. فإن رأى أنه فوق السماء السابعة فإنه ينال رفعة عظيمة ولكنه يهلك. ( ومن رأى) السماء اخضرت فإنه يدل على كثرة الزرع في تلك السنة. فإن رأى أن السماء اصفرت دل على الأمراض. فإن رأى أن السماء من حديد فإنه يقل المطر. وإن رأى أنه خر من السماء فإنه يكفر, وإن انشقت السماء وخرج منها شيخ فهو جدب تلك الأرض ونيلهم خصبا, فإن خرج شاب فإنه عدو يظهر ويسيء إلى أهل تلك المواضع ويقع بينهم عداوة وتفريق. وإن خرج غنم فإنه غنيمة, وإن خرج إبل فإنهم يمطرون ويسيل فيهم سيل, وإن خرج فيهم سبع فإنهم يبتلون بجور من سلطان ظلوم. فإن رأى أن السماء صارت رتقا فإنه يحبس المطر عنهم, فإن انفتقت فإن المطر يكثر.

      ( ومن رأى) أنه ينظر إلى السماء فإنه يتعاطى أمرا عظيما ولا يناله, والنظر إلى السماء ملك من ملوك الدنيا, فإن نظر إلى ناحية المشرق فهو سفر وربما نال سلطانا عظيما. فإن رأى أنه سرق السماء وخبأها في جرة فإنه يسرق مصحفا ويدفعه إلى امرأته. (ومن رأى) أنه يصعد إلى السماء من غير استواء ولا مشقة نال سلطانا ونعمة وأمن مكايد عدوه. فإن رأى أنه أخذ السماء بأسنانه فإنه تصيبه مصيبة في نفسه أو نقصان في ماله ويريد شيئا لا تبلغه يده. وإن رأى أنه دخل في السماء ولم يخرج منها فإنه يموت أو يشرف على الهلاك. فإن رأى كأنه يدور في السماء ثم ينزل فإنه يتعلم علم النجوم والعلوم الغامضة ويصير مذكورا بين الناس. فإن رأى كأنه استند إليها فإنه ينال رياسة وظفرا بمخالفيه. وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت ثلاثة نفر لا أعرفهم رفع أحدهم إلى السماء ثم حبس الآخر بين السماء والأرض وأكب الآخر على وجهه ساجدا فقال ابن سيرين: أما الذي رفع إلى السماء فهي الأمانة رفعت من بين الناس, وأما المحتبس بين السماء والأرض فهي الأمانة تقطعت, وأما الساجد فهي الصلاة إليها منتهى الأمة.

      ( الهواء :( ربما دل على اسمه. فمن رأى نفسه فيه قائما أو جالسا أو ساعيا فيكون على هوى من دينه أو في غرر من دنياه وروحه في المشي الذي يدم عليه عمله في الهواء أو حاله في اليقظة وآماله, فإن كان في بدعة فهو بدعته, وإن كان مع سلطان كافر فسد معه دينه وإلا خيف على روحه معه, فإن كان في سفينة البحر خيف عليه العطب, وإن كان في سفر ناله فيه خوف. وإن كان مريضا أشرف على الهلاك وإن سقط من مكانه عطب في حاله وهوى في أعماله لقوله تعالى: أو تهوي به الريح في مكان سحيق فإن مات في سقطته كان ذلك أدل على بلوغ غاية ما يدل عليه من يموت أو بدعة أو قتل أو نحو ذلك. وأما أن يبني الهواء بنيانا أو يضرب فيه فسطاطا أو يركب فيه دابة أو عجلة فإن كان مريضا مات أو عنده مريض مات وذلك نعشه وقبره. فإن كان أخضر اللون كان شهيدا. وإن رأى ذلك سلطان أو أمير أو حاكم عزل عن عمله أو زال عن سلطانه بموت أو حياة. وإن رأى ذلك من عقد نكاحا أو بنى بأهله فهو في غرر معها وفي غير أمان منها. وإن رأى ذلك من هو في البحر عطبت سفينته أو أسره عدوه أو أشرف على الهلاك من أحد الأمرين. وقد يدل ذلك على عمل فاسد عمله على غير علم ولا سنة إذا لم يكن بناه على أساس ولا كان سرادقه أو فسطاطه على قرار. وأما الطيران في الهواء فدال على السفر في البحر أو في البر, فإن كان ذلك بجناح فهو أقوى لصاحبه وأسلم له وأظهر, فقد يكون جناحه مالا ينهض به أو سلطانا يسافر في كنفه وتحت جناحه, وكذلك السباحة في الهواء, وقد يدل أيضا إذا كان بغير جناح على التغرير فيما يدخل فيه من جهاد أو حسبة أو سفر في غير أوان السفر في بر أو بحر. ( ومن رأى) أنه طار عرضا في السماء سافر سفرا بعيدا أو نال شرفا. وأما الوثب فدال على النقلة مما هو فيه إلى غيره إما من سوق إلى غيره من دار إلى محلة أو من عمل إلى خلافة على قدر المكانين, فإن وثب من مسجد إلى سوق آثر الدنيا على الآخرة, وإن كان من سوق إلى مسجد فضد ذلك, وقد يترقى الطيران في الهواء لمن يكثر من الأماني والآمال فيكون أضغاثا. ومن وثب من مكان إلى مكان تحول من حال إلى حال, والوثب البعيد سفر طويل, فإن اعتمد في وثبه على عصا اعتمد على رجل قوي. وأما ألوان الهواء فإن اسودت عين الرائي حتى لم ير السماء فإن كانت الرؤيا له في خاصته أظلم ما بينه وبين من فوقه من الرؤساء, فإن لم يخصه برئيس عمي بصره وحجب من نور الهدى نظره, فإن كانت الرؤيا للعالم وكانوا يستغيثون في المنام أو يبكون أو يتضرعون نزلت بهم شدة على قدر الظلمة إما فتنة أو غمة أو جدب وقحط, وكذلك احمراره. والعرب تقول لسنة الجدب سنة غبراء لتصاعد الغبار إلى الهواء من شدة الجدب, فيكون الهواء في عين الجائع ويتخايل له أن فيه دخانا, فكيف إن كان الذي أظلم الهواء منه دخانا فإنه عذاب من جدب أو غيره. وأما الضباب فالتباس وفتنة وحيرة تغشى الناس.

      وأما النور بعد الظلمة لمن رآه للعامة إن كانوا في فتنة أو حيرة اهتدوا واستبانوا وانجلت عنهم الفتنة, وإن كان عليهم جور ذهب عنهم, وإن كانوا في جدب فرج عنهم وسقوا وأخصبوا. ويدل للكافر على الإسلام, وللمذنب على التوبة, وللفقير على الغنى وللأعزب على الزوجة, وللحامل على ولادة غلام إلا أن تكون حجزته في تحتها أو صرته في ثوبها أو أدخلته في جيبها فولد لها جارية محجوبة جميلة. وأما الليل والنهار فسلطانان ضدان يطلبان بعضهما بعضا. والليل كافر والنهار مسلم لأنه يذهب بالظلام والله تعالى عبر في كتابه عن الكفر بالظلمات وعن دينه بالنور, وقد يدلان على الخصمين وعلى الضرتين, وربما دل الليل على الراحة والنهار على التعب والنصب, وربما دل الليل على النكاح والنهار على الطلاق, وربما دل الليل على الكساد وعطلة الصناع والسفار والنهار على النفاق وحركة الأسواق والأسعار, وربما دل الليل على السجن لأنه يمنع التصرف مع ظلمته والنهار على السراج والخلاص والنجاة, وربما دل الليل على البحر والنهار على البر, وربما دل الليل على الموت لأن الله تعالى يتوفى فيه نفوس النيام والنهار على البعث, وربما دلا جميعا على الشاهدين العدلين لأنهما يشهدان على الخلق. فمن رأى الصبح قد أصبح فإن كان مريضا انصرم مرضه بموت أو عافية, فإن صلى عند ذلك الصبح بالناس أو ركب إلى سفر أو خرج إلى الحج أو مضى إلى الجنة كان ذلك موته وحسن ما يقدم عليه من الخير وضياء القبر, وإن استقى ماء أو جمع طعاما أو اشترى شعيرا فإن الصبح فرجه مما كان فيه من العلة. وإن رأى ذلك مسجون خرج من السجن. وإن رأى ذلك معقول عن السفر في بر أو بحر ذهبت عقلته وجاءه سراحه. وإن رأى ذلك من نشزت عليه زوجته فارقها وفارقته لأن النهار يفرق بين الزوجين والمتآلفين. وإن رأى ذلك مذنب غافل بطال أو كافر ذو هوى تاب عن حاله واستيقظ من غفلاته وظلماته. وإن رأى ذلك محروم أو تاجر قد كسدت تجارته وتعطل سوقه تحركت أسواقهما وقويت أرزاقهما. وإن رأى ذلك من له عدو كافر يطلبه أو خصم ظالم يخصمه ظفر بعدوه واستظهر بالحق عليه. وإن رأى ذلك للعامة وكانوا في حصار وشدة أو جور أو جدب أو فتنة خرجوا من جميع ذلك ونجوا منه. وكذلك دخول الليل على النهار يعبر في ضد النهار على أقدار الناس وما في اليقظة. (ومن رأى) كأن الدهر كله ليل لا نهار فيه عم أهل تلك الناحية فقر وجوع وموت. وإن رأى أن الدهر كله ليل والقمر والكواكب تدور حول السماء عم أهل ذلك المكان ظلم وزير أو كاتب, والظلمة ظلم وضلالة وإذا كان معها الرعد والبرق فهي أبلغ في ذلك وقال بعضهم: طلوع الفجر يدل على سرور وأمن وفرج من الهموم, وأول النهار يدل على أول الأمر الذي يطلبه صاحب الرؤيا, ونصف النهار يدل على وسط الأمر, وآخر النهار يدل على آخر الأمر. (ومن رأى) أنه ضاع له شيء فوجده عند انفجار الصبح فإنه يثبت على غريمه ما ينكره بشهادة الشهود لقوله تعالى: إن قرآن الفجر كان مشهودا (ومن رأى) أن الدهر كله نهار لا ليل فيه والشمس لا تغرب بل تدور حول السماء دل ذلك على أن السلطان يفعل برأيه ولا يستشير وزيرا فيما يريده من الأمور. والنور هو الهدى من الضلالة وتأويله بضد الظلام, رأت آمنة أم النبي صلوات الله عليه وسلامه كأن نورا أخرج منها أضاءت قصور الشأم من ذلك النور فولدت النبي صلى الله عليه وسلم.

      ( الشمس :( في الأصل الملك الأعظم لأنها أنور ما في السماء من نظرائها مع كثرة نفعها وتصرف كل الناس في مصالحها, وربما دلت عن ملك المكان الذي يرى الرؤيا فيه وفوقه أرفع منه تدل السماء عليه وهو ملك الملوك وأعظم السلاطين لأن الله سبحانه وتعالى ملك الملوك وجبار الجبابرة ومدير السماء ومن فيها والأرض ومن عليها, وربما دلت الشمس على سلطان صاحب الرؤيا إذا رآها خاصة دون الجماعة, والمجامع كأميره وعريفه أو أستاذه أو والده أو زوجها إن كانت امرأة, وربما دلت على المرأة الشريفة كزوجة الملك أو الرئيس أو السيد أو ابنته أو أمه أو زوجة الرائي أو أمه أو ابنته أو جمالها, والشعراء يشبهون جمال العذارى بالشمس في الحسن والجمال, وقد قيل: إنها كانت في رؤيا يوسف عليه السلام دالة على أمه, وقيل: بل على خالته زوجة أبيه, وقيل: بل على جدته, وقيل: بل كانت دالة على أبيه والقمر على أمه وكل ذلك جائز في التعبير. فإن دلت الشمس على الوالد فلفضلها على القمر بالضياء والإشراق, وإن دلت على الأم فلتأنيثها وتذكير القمر, فما رئي في الشمس من حادث عاد تأويله على من يدل عليه ممن وصفناه على أقدار الناس ومقادير الرؤيا ودلائلها وشواهدها, وإن رؤيت ساقطة إلى الأرض أو ابتلعها طائر أو سقطت في البحر أو احترقت بالنار وذهبت عينها أو اسودت وغابت في غير مجراها من السماء أو دخلت في بنات نعش مات المنسوب إليها. وإن رأى بها كسوفا أو غشاها سحاب أو تراكم عليها غبار أو دخان حتى نقص نورها أو رئيت تموج في السماء بلا استقرار كان ذلك دليلا على حادث يجري على المضاف إليها إما من مرض أو هم أو غم أو كرب أو خبر مقلق إلا أن يكون من دلت عليه مريضا في اليقظة فإن ذلك موته. وإن رآها قد اسودت من غير سبب غشيها ولا كسوف فإن ذلك دليل على ظلم المضاف وجوره أو على كفره وضلالته, وإن أخذها في كفه أو ملكها في حجره أو نزلت عليه في بيته بنورها وضيائها تمكن من سلطانه وعز مع ملكه إن كان ممن يليق به ذلك, أو قدوم رب ذلك المنزل إن كان غائبا, سواء رأى ذلك ولده أو عبده أو زوجته لأنه سلطان الجميع وقيم الدار, وإلا ولدت الحامل إن كانت له جارية أو غلاما يفرق بين الذكر والأنثى بزيادة تلتمس من الرؤيا مثل أن يأخذها فيسترها تحت ثوبه أو يدخلها في وعاء من أوعيته فيشهد ذلك فيها بالإناث المستورات, ويكون من يدل عليه جميلا مذكورا بعلم أو سلطان, وإن كانت في هذه الحال مظلمة ذاهبة اللون غدر بالملك في ملكه أو في أهله إن لاق ذلك به وإلا تسور عليه سلطان أو عداه عليه عامل أو قدم غائب أو مات من عنده من المرضى والحوامل سقط جنينها أو ولدت ابنا يفرق بين هذه الوجوه بزيادة الأدلة. وإن رآها طالعة من المغرب أو عائدة بعد غروبها أو راجعة إلى المكان الذي منه طلوعها ظهرت آية وعبرة يستدل على ما هيأتها بزيادة أدلتها وربما دل ذلك على رجوع المنسوب إليها عما أمله من سفر أو عدل أو جور على قدر منفعة طلوعها ومغيبها وأوقات ذلك, وربما دل على نكسة المنسوب إليها من المرضى, وربما دل مغيبها من بعد بروزها لمن عنده حمل على موت الجنين من بعد ظهوره, وربما دل على قدوم الغائب من سفره والأموال العجيبة, وربما دل مغيبها على إعادة المسجون إلى السجن بعد خروجه, وربما دل على من أسلم من كفره أو تاب من ظلمه على رجوعه إلى ضلالته.

      وإن رأى ذلك من يعمل أعمالا خفية صالحة أو رديئة دل على سترته وإخفاء أحواله ولم تكشف أستاره لذهاب الشمس عنه إلا أن يكون ممن أهديت إليه في ليلته زوجة أو اشترى سرية قال الزوجة ترجع إلى أهلها والسرية تعود إلى بائعها, وقد يدل أيضا طلوعها من بعد مغيبها لمن طلق زوجته على ارتجاعها, ولمن عنده حبلى على خلاصها, ولمن تعذرت عليه معيشته أو صنعته على نفاقها وخاصة إن كان صلاحها بالشمس كالقصار والغسال وضراب اللبن وأمثال ذلك, ولمن كان مريضا على موته لزوال الظل المشبه بالإنسان مع قوله تعالى: ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا ولمن كان في جهاد أو حرب على النصر لأنها عادت ليوشع بن نون عليه السلام في حرب الأعداء له حتى أظهره الله عليهم, ولمن كان فقيرا في يوم الشتاء على الكسوة والغنى, وفي يوم الصيف على الغم والمرض والحمى والرمد. وجلوس الميت في الشمس في الصيف دلالة على ما هو فيه من العذاب والحزن من أجل مصاحبة السلطان, أو من سبب من نزلت الشمس عليه على قدره وناحيته. (ومن رأى) أنه تحول شمسا أصاب ملكا عظيما على قدر شعاعها, ومن أصاب شمسا معلقة بسلسلة ولي ولاية وعدل فيها, وإن قعد في الشمس وتداوى فيها نال نعمة من سلطان. (ومن رأى) أن ضوء الشمس وشعاعها من المشرق إلى المغرب فإن كان أهلا للملك نال ملكا عظيما وإلا رزق علما يذكر به في جميع البلاد. (ومن رأى) أنه ملك الشمس أو تمكن منها فإنه يكون مقبول القول عند الملك الأعظم, فمن رآها صافية منيرة قد طلعت عليه فإن كان واليا نال قوة في ولايته, وإن كان أميرا نال خيرا من الملك الأعظم, وإن كان من الرعية رزق رزقا حلالا, وإن كانت امرأة رأت من زوجها ما يسرها. (ومن رأى) الشمس طلعت في بيته فإن كان تاجرا ربح في تجارته, وإن كان طالبا للمرأة أصاب امرأة جميلة, وإن رأت ذلك امرأة تزوجت واتسع عليها الرزق من زوجها, وضوء الشمس هيبة الملك وعدله. ومن كلمته الشمس نال رفعة من قبل السلطان.

      (ومن رأى) الشمس طلعت على رأسه دون جسده فإنه ينال أمرا جسيما ودنيا شاملة, وإن طلعت على قدميه دون سائر جسده نال رزقا حلالا من قبل الزراعة, فإن طلعت على بطنه تحت ثيابه والناس لا يعلمون أصابه برص وكذلك على سائر أعضائه من تحت ثيابه. (ومن رأى) بطنه انشق وطلعت فيه الشمس فإنه يموت, فإن رأت امرأة أن الشمس دخلت من جربانها وهو طوقها ثم خرجت من ذيلها فإنها تتزوج ملكا ويقيم معها ليلة, فإن طلعت على فرجها فإنها تزني, وإن رأى أن الشمس غابت كلها وهو خلفها يتبعها فإنه يموت, فإن رأى أنه يتبع الشمس وهي تسير ولم تغب فإنه يكون أسيرا مع الملك, فإن رأى أن الشمس تحولت رجلا كهلا فإن السلطان يتواضع لله تعالى ويعدل وينال قوة وتحسن أحوال المسلمين, فإن تحولت شابا فإنه يضعف حال المسلمين ويجور السلطان, فإن رأى نارا خرجت من الشمس فأحرقت ما حواليها فإن الملك يهلك أقواما من حاشيته. فإن رأى الشمس احمرت فإنه فساد في مملكته, فإن رآها اصفرت مرض الملك, فإن اسودت يغلب وتتم عليه آفة. فإن رأى أنها غابت فاته مطلبه. ومنازعة الشمس الخروج على الملك, ونقصان شعاع الشمس انحطاط هيبة الملك. فإن رأى الشمس انشقت نصفين فبقي نصفها وذهب الآخر فإنه يخرج على الملك خارجي, فإن تبع النصف الباقي النصف الذاهب وانضما وعادت شمسا صحيحا فإن الخارجي يأخذ البلد كله, فإن رجع النصف الذاهب إلى النصف الباقي وعادت شمسا كما كانت عاد إليه ملكه وظفر بالخارجي, فإن صار كل واحد من النصفين شمسا بمفرده فإن الخارجي يملك مثل ما مع الملك من الملك ويصير نظيره ويأخذ نصف مملكته. فإن رأى الشمس سقطت فهي مصيبة في قيم الأرض أو في الوالدين. فإن رأى كأن الشمس طلعت في دار فأضاءت الدار كلها نال أهل الدار عزة وكرامة ورزقا. (ومن رأى) أنه ابتلع الشمس فإنه يعيش عيشا مغموما. فإن رأى ذلك ملك مات. ومن أصاب من ضوء الشمس آتاه الله كنزا ومالا عظيما.

      (ومن رأى) الشمس نزلت على فراشه فإنه يمرض ويلتهب بدنه, فإن رأى كأنه يفعل به خير دل على خصب ويسار, ويدل في كثير من الناس على صحة, ومن أخذت الشمس منه شيئا أو أعطته شيئا فليس بمحمود. ومن دلائل الخيرات أن يرى الإنسان الشمس على هيأتها وعادتها وقد تكون الزيادة والنقص فيها من المضار, ومن وجد حر الشمس فأوى إلى الظل فإنه ينجو من حزن, ومن وجد البرد في الظل فقعد في الشمس ذهب فقره لأن البرد فقر. ومن استمكن من الشمس وهي سوداء مدلهمة فإن الملك يضطر إليه في أمر من الأمور. وحكي أن قاضي حمص رأى كأن الشمس والقمر اقتتلا فتفرقت الكواكب فكان شطر مع الشمس وشطر مع القمر, فقص رؤياه على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر. فقرأ عمر: فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة وصرفه عن عمل حمص. فقضي أنه خرج مع معاوية إلى صفين فقتل. (ومن رأى) الشمس والقمر والنجوم اجتمعت في موضع واحد وملكها وكان لها نور وشعاع فإنه يكون مقبول القول عند الملك والوزير والرؤساء, فإن لم يكن نور فلا خير فيه لصاحب الرؤيا. فإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه فإن والديه راضيان عنه, فإن لم يكن لهما شعاع فإنهما ساخطان عليه. فإن رأى شمسا وقمرا عن يمينه وشماله أو قدامه أو خلفه فإنه يصيبه هم وخوف أو بلية وهزيمة ويضطر معها إلى الفرار لقوله تعالى: وجمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذ أين المفر وسواد الشمس والقمر والنجوم وكدورتها تغير النعم في الدنيا وكسوف الشمس حدث بالملك. (ومن رأى) سحابا غطى الشمس حتى ذهب نورها فان الملك يمرض, فإن رآها وهي لا تتحرك في السحاب ولا تخرج منه فإن الملك يموت, وربما كانت الشمس عالما من العلماء فإن انجلى السحاب انجلى الغم عنه.

      ( القمر :( في الأصل وزير الملك الأعظم أو سلطان دون الملك الأعظم, والنجوم حوله جنود. ومنازله ومساكنه أو زوجاته وجواريه, وربما دل على العالم والفقيه وكل ما يهتدي به من الأدلة لأنه يهدي في الظلمات ويضيء في الحنادس, ويدل على الولد والزوج والسيد, وعلى الزوجة والابنه لجماله, ونوره يشبه به ذو الجمال من النساء والرجال فيقال كأنه البدر وكأنه فلقة قمر, ثم يجري تأويل حوادثه ومزاولته كنحو ما تقدم في الشمس, وربما دل على الزيادة والنقص لأنه يزيد وينقص كالأموال والأعمال والأبدان مع ما سبق من لفظ المرور, مثل مريض يراه في أول الشهر قد نزل عليه أو أتى به إليه فإنه يفيق من علته ويسلم من مرضه, وإن كان في نقصان الشهر ذهب عمره وتقرب أجله على مقدار ما بقي من الشهر, فربما كان أياما وربما كان جمعا أو شهورا أو أعواما بأدلة تزاد عند ذلك في المنام أو في اليقظة, وإن نزل في أول الشهر أو طلع على من له غائب فقد خرج من مكانه وقدم من سفره, وإن كان ذلك في آخر الشهر بعد في سفره وتغرب عن وطنه. ومن رآه عنده أو في حجره أو في يده تزوج زوجا بقدر ضوئه ونوره رجلا كان أو امرأة.

      ( رأت): عائشة رضوان الله عليها ثلاثة أقمار سقطت في حجرتها فقصت رؤياها على أبيها رضي الله عنه فقال لها: إن صدقت رؤياك دفن في حجرتك ثلاثة هم خير أهل الأرض. فإن رأى القمر غاب فإن الأمر الذي هو طالبه من خير أو شر قد انقضى وفات, فإن رآه طلع فإن الأمر في أوله. (ومن رأى) القمر تاما منيرا في موضعه من السماء فإن وزير الملك ينفع أهل ذلك المكان, ومن نظر إلى القمر فرأى مثال وجهه فيه فإنه يموت. (ومن رأى) كأنه تعلق بالقمر نال من السلطان خيرا. (ومن رأى) كأن القمر أظلم والرائي ملك فإن رعيته يؤذونه وينكرون أمره. (ومن رأى) القمر صار شمسا فإن الرائي يصيب خيرا وعزا ومالا من قبل أمه أو امرأته. (ومن رأى) القمر موافقه وهو موافق القمر فإنه يدل على المسافرين والملاح والمنجم لرطوبته وحركته ولأن المنجم يعرف ما يحتاج إليه القمر. حكي أن ابن عباس رضي الله عنهما رأى في المنام كأن قمرا ارتفع من الأرض إلى السماء بأشطان فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ذاك ابن عمك, يعني نفسه عليه أفضل الصلاة وأزكى التحيات. وحكي أن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغذى فقالت: رأيت كأن القمر دخل في الثريا ومناديا ينادي: أن ائتي ابن سيرين فقصي عليه رؤياك. فقبض يده عن الطعام وقال لها: ويلك كيف رأيت؟ فأعادت عليه فاربد لونه وقام وهو آخذ ببطنه فقالت أخته: ما لك؟ فقال: زعمت هذه أني ميت إلى سبعة أيام فمات في السابع.

      (ورأى): رجل كأنه نظر إلى السماء وتأمل القمر فلم يره ونظر إلى الأرض فرأى القمر قد تلاشى. فقص رؤياه على معبر فقال: إن كان صاحب هذه الرؤيا رجلا فإنه صاحب كيمياء وذهب فيذهب ماله, وإن كان فقيرا فيسقط في الثرى, وإن رأت ذلك امرأة قتل زوجها. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأن القمر في دارنا. قال: السلطان ينزل بمصركم, واحتجاب القمر بالحجاب يجري في ذلك مجرى الشمس.

      ( الهلال :( يدل أيضا على الملك والأسير والقائد والمقدم والمولود البارز من الرحم المستهل بالصراخ, وعلى الخبر الطارئ والفتح القادم من الناحية التي طلع منها, وعلى الثائر والخارجي إذا طلع من غير مكانه أو كانت معه ظلمة أو مطر بالدم أو ميازيب تسيل من غير مطر, وعلى قدوم الغائب, وعلى صعود المؤذن فوق المنار لأن الناس يشخصونه بالأبصار ويشيرون إليه بالأصابع ويجابونه بالتكبير والتهليل, وعلى الخطيب فوق المنبر, وعلى المصلوب الشريف, وربما دل على تمام الآجال وأذن باقتضاء الدين لرائيه أو عليه, وربما دل على الحج لمن رآه في أشهر الحج أو في أيامه إن كان في الرؤيا ما يؤيده من تلبية أو حلق رأس أو عري أو نحو ذلك لأن الأهلة مواقيت كما قال الله تعالى. فمن رأى هلالا طلع من مشرق أو مغرب والناس ينظرون إليه بعد أن لا يكون ذلك أول ليلة من الشهر أو آخر ليلة منه فإنه خير أو فتح يأتي الناس بأمر مشهور من تلك الناحية التي طلع منها, فإن كان ضياء ونور وكان الناس عند ذلك يحمدون الله ويقدسونه فإنه أمر صالح, فكيف إن كانت أقباس النور تقذف منه, وإن كان مظلما أو مخلوقا من نحاس أو ضفة حية أو عقرب فلا خير فيه, فإن زاد كبره أو مشى في السماء دام ذلك وانتشر, وإن ذهب وتلاشى واضمحل وغاب عن الأبصار ذهب ما يدل عليه من قرب تحفته أو بطلانه, فإن دل على الثائر دل على دماره وهلاكه وتلاشى أمره, وإن انفرد برؤيته في بيته أو دون الجماعة والجامع أو رآه نزل إليه أو قبض عليه أو وقع في حجره قدم غائبه إن كان ذلك في إقبال الهلال وإلا بعدت شقته وطالت سفرته, وإن كان عنده مريض أو حمل أو مسجون عبرت عنه كالذي قدمناه في القمر, وقال بعضهم: من رأى هلالا قدرا موافقا ولد له ولد مبارك أو ولي ولاية جليلة, وإن كان تاجرا ربح في تجارته والأهلة المجتمعة حج لقوله تعالى: يسألونك عن الأهلة (ومن رأى) الهلال أحمر فإن امرأته تسقط سقطا, وإن رأى الهلال وقع على الأرض هلك رجل عالم أو ولد له, فإن رأى الناس يلتمسون الهلال ولا يجدونه ولا يراه أحد سواه فإنه يموت . وقال بعضهم: من رأى الهلال نصر على عدوه وظفر به.

      (وأما النجوم :( فإنها تدل على عالم الناس والمذكر منها رجال والمؤنث نساء, والعظام منها أشراف الناس, والصغار عامة أو صبيان أو عبيد, ونجوم الهداية منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم علماء وفقهاء لقوله عله السلام: أصحابي كالنجوم والتي عبدت من دون الله وافتتن بها خلق من خلق الله, وما ذكر في الأخبار أنها مسخت كالشعرى العبور والزهرة وسهيل رجال ونساء لا خير في أديانهم ولا أحوالهم, فإن كان الرائي سلطانا فالنجوم جنده وطلابه, وإن كان عروسا فالنجوم رجاله, وإن كان عروسة فالنجوم نساؤها, فمن رأى قمرين يتقاتلان في السماء مع كل واحد منهما نجوم كان ذلك اختلافا أو حربا بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين, والغائب منهما مغلوب يستدل عليه بناحيته في الأفق ومكانه في السماء فيضاف إلى ملك ذلك الملك في الأرض, وكذلك إذا رأى كوكبين يقتتلان ومعهما نجوم تتبع كل واحد منهما وإن لم يكن معهما نجوم ورأى ذلك في خاصيته أو في بيته وكان له زوجتان أو شريكان كان الاختلاف بينهما باللسان أو باليد, وإن رأت ذلك امرأة أو عبد أو رآهما يقاتلان على رأسه أو سقطا كذلك يتقاتل عليهما الزوج أو السيد مع أخيه أو مع رجل شريف من جنسه, وقد يدل ذلك في العبد على خصام يقع بين بائعه ومشتريه, وقد يدل في المرأة على شر يدور بين ولديها أو بين بنتيها أو بين والدها وزوجها أو بين زوجها وابنها إن كان أحد النجمين أكبر من الآخر. وأما سقوط النجوم في الأرض أو في البحر أو احتراقها بالنار أو التقاط الطير لها فدلالة على موت يقع بين الناس أو قتل على قدر الكثرة والقلة, وقد يقع ذلك في جنس دون جنس إن عرف الجنس الساقط من الكواكب. وأما من ملك النجوم في حجره أو كان يرعاها في السماء أو يديرها في الهواء, فإن كان أهلا للسلطان ناله وكان واليا على الناس أو قاضيا أو مفتيا, وإن كان أوضع من ذلك فلعله ينظر في علم النجوم. وأما سقوطها عليه أو على رأسه فإن كان مريضا مات, وإن كان غريما عليه ديون منجمة أو كان عبدا مكاتبا حلت نجومه وطولب بما عليه, وكذلك إن رأى جسمه عاد نجوما أو رأسه, فإن كانت النجوم له على الناس منجمة وصلت إليه واجتمعت له, وكذلك لو كان يلتقطها من الأرض أو من السماء لدنوها منه, وإن سقط النجم على من له غائب قدم عليه, وإن سقط على حامل ولدت غلاما مذكورا شريفا إلا أن يكون من النجوم المؤنثة كبنات نعش والشعريين والزهرة فالولد جارية على قدر ذكر النجم وجماله وجوهره, وقد يدل على موت الحامل إذا أيد ذلك شاهد معه يشهد بالموت. وأما رؤية الكواكب بالنهار فدليل على الفضائح والاشتهار وعلى الحوادث الكبار وعلى المصائب والبوار. وعلى قدر الرؤيا وعمومها وخصوصها وكثرة النجوم وقلتها. قال النابغة الذبياني يذكر يوم حرب:

      تبــدو كواكبــه والشـمس طالعـة
      لا النور نور ولا الإظلام إظلام

      (ومن رأى) النجوم مجتمعة في داره ولها نور وشعاع فإنه يصيب فرحا وسرورا ويجتمع عنده أشراف الناس على السرور, وإن لم يكن لها نور فهي مصيبة تجمع أشراف الناس. فإن رأى أنه يقتدي بالنجوم فإنه على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلى الحق, فإن رأى أنه يسرق نجما من السماء فإنه يسرق من ملك شيئا له خطر ويستفقد رجلا شريفا. (ومن رأى) أنه تحول نجما فإنه يصيب شرفا ورفعة. (ومن رأى) أنه أخذ كوكبا رزق ولدا شريفا كبيرا. فإن رأى أنه مد يده إلى السماء فأخذ النجوم نال سلطانا وشرفا. (ومن رأى) سبيلا طلع عليه أصابه الإدبار إلى آخر عمره. ومن طلعت عليه الزهرة ناله الإقبال وكذلك المشتري. ومن ركب كوكبا أصاب سلطانا وولاية وخيرا ومنفعة ورياسة. وقال بعضهم: من رأى أن الكواكب ذهبت من السماء ذهب ماله إن كان غنيا وإن كان فقيرا مات, فإن من رأى بيده كواكب صغارا فإنه ينال ذكرا أو سلطانا بين الناس. (ومن رأى) كوكبا على فراشه فإنه يصير مذكورا ويفوق نظراءه أو يخدم رجلا شريفا. (ومن رأى) الكواكب اجتمعت فأضاءت دل على أنه ينال خيرا من جهة سفر. فإن كان مسافرا فإنه يرجع إلى أهله مسرورا. وقال بعضهم: من رأى الكواكب تحت سقف فهو دليل رديء. وتدل على خراب بيت صاحبها, وتدل على موت رب البيت. (ومن رأى) أنه يأكل النجوم فإنه يستأكل الناس ويأخذ أموالهم, ومن ابتلعها من غير أكل تداخله أشراف الناس في أمره وسره وربما سب الصحابة رضي الله عنهم, ومن امتص الكواكب فإنه يتعلم من العلماء علما.

      ( الثريا :( هو رجل حازم الرأي يرى الأمور في المستقبل لأنه إذا طلع غدوة فهو أول الصيف, وإذا كان سمت رءوس الناس بالغداة فإنه وسط الصيف. وإذا طلع عشاء فإنه أول الشتاء. وإذا دل على فساد الدين فهو رجل كاهن. وإذا دل على التجارة فإنه بصير. فإن رأى أن الثريا سقطت فهو موت الأنعام وذهاب الثمار, والثريا مشتقة من الثرى, وقيل: إنها تدل على الموت لاسمها.

      (وأما): الخمسة السيارة فزحل صاحب عذاب الملك. والمشترى صاحب مال الملك. والمريخ صاحب حرب الملك. والزهرة امرأة الملك. وعطارد كاتب الملك. وسهيل رجل عشار وكذلك كان ومسخ. والشعرى تعبد من دون الله سبحانه وتعالى وتأويلها أمر باطل, وبنات نعش رجل عالم شريف لأنها من النجوم التي يهتدى بها في ظلمات البر والبحر. (ومن رأى) الكواكب تناثرت من السماء فهو موت الملوك أو حرب يهلك فيه جماعة من الجنود. (ومن رأى) كأن الفلك يدور به أو يتحرك فإنه يسافر ويتحرك من منزل إلى منزل ويتغير حاله, ومن تحول نجما من النجوم التي يهتدى بها فإن الناس يحتاجون إليه في أمورهم وإلى تدبيره ورأيه.

      ( الريح :( تدل على السلطان في ذاته لقوتها وسلطانها على ما دونها من المخلوقات مع نفعها وضرها, وربما دل على ملك السلطان وجنده وأوامره وحوادثه وخدمه وأعوانه وقد كانت خادما لسليمان عليه السلام. وربما دلت على العذاب والجوائح والآفات لحدوثها عند هيجانها وكثرة ما يسقط من الشجر ويغرق من السفن بها لا سيما إن كانت دبورا ولأنها الريح التي هلكت عاد بها ولأنها ريح لا تلقح. وربما دلت الريح على الخصب والرزق والنصر والظفر والبشارات لأن الله عز وجل يرسلها نشرا بين يدي رحمته وينجي بها السفن الجاريات بأمره, فكيف بها إن كانت من رياح اللقاح لما يعود منها من صلاح النبات والثمر وهي الصبا؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور والعرب تسمي الصبا القبول لأنها تقابل الدبور, ولو لم يستدل بالقبول والدبور إلا باسمها لكفى, وربما دلت الريح على الأسقام والعلل والهائجة في الناس كالزكام والصداع, ومنه قول الناس عند ذلك: هذه ريح هائجة لأنها علل يخلقها الله عز وجل عند ريح تهب وهواء يتبدل أو فصل ينتقل. فمن رأى ريحا تقله وتحمله بلا روع ولا خوف ولا ظلمة ولا ضبابة فإنه يملك الناس إن كان يليق به ذلك أو يرأس عليهم ويسخرون لخدمته بوجوه من العز أو يسافر في البحر سليما إن كان من أهل ذلك, أو ممن يؤمله أو تنفق صناعته إن كانت كاسدة. أو تحته ريح تنقله وترفعه رزق إن كان فقيرا, وإن كان رفعها إياه وذهابها به مكورا مسحوبا وهو خائف مروع قلق, أو كانت لها ظلمة وغبرة وزعازع وحس, فإن كان في سفينة عطبت به, وإن كان في علة زادت به, وإلا نالته زلازل وحوادث أو خرجت فيه أوامر السلطان أو الحاكم ينتهي فيها إلى نحو ما وصل إليه في المنام, فإن لم يكن شيء من ذلك أصابته فتنة غبراء ذات رياح مطبقة وزلازل مقلقة. فإن رأى الريح في تلك الحال تقلع الشجر وتهدم الجدر أو تطير بالناس أو بالدواب أو بالطعام فإنه بلاء عام في الناس إما طاعون أو سيف أو فتنة أو غارة أو سبي أو مغرم وجور ونحو ذلك. فإن كانت الريح العامة ساكتة أو كانت من رياح اللقاح, فإن كان الناس في جور أو شدة أو وباء أو حصار من عدو بدلت أحوالهم وانتقلت أمورهم وفرجت همومهم, وريح السموم أمراض حارة. والريح مع الصفرة مرض, والريح مع الرعد سلطان جائر مع قوة, ومن حملته الريح من مكان إلى مكان أصاب سلطانا أو سافر سفرا لا يعود منه لقوله تعالى: أو تهوي به الريح في مكان سحيق وسقوط الريح على مدينة أو عسكر, فإن كانوا في حرب هلكوا, والريح الهينة اللينة الصافية خير وبركة والريح العاصف جور السلطان والريح مع الغبار دليل الحرب.

      ( المطر :( يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه وعلى العلم والقرآن والحكمة لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض, ومع فقده هلاك الأنام والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر, فكيف إن كان ماؤه لبنا أو عسلا أو سمنا. ويدل على الخصب والرخاء, ورخص الأسعار والغنى لأنه سبب ذلك كله وعنده يظهر فكيف إن كان قمحا أو شعيرا أو زيتا أو تمرا أو زبيبا أو ترابا لا غبار فيه؟ ونحو ذلك مما يدل على الأموال والأرزاق, وربما دل على الحوائج النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح سيما إن كان فيه نار أو كان ماؤه حارا لأن الله سبحانه عبر في كتابه عما أنزله على الأمم من عذابه بالمطر كقوله تعالى: وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين وربما دل على الفتن والدماء تسفك سيما إن كان ماؤه دما, وربما دل على العلل والأسقام والجدري والبرسام إن كان في غير وقته وفي حين ضرره لبرده وحسن نقطه وكل ما أضر بالأرض ونباتها منه فهو ضار للأجسام الذين أيضا خلقوا منها ونبتوا فيها, فكيف إن كان المطر خاصة في دار أو قرية أو محلة مجهولة؟ وربما دل على ما نزل على السلطان من البلاء والعذاب كالمغارم والأوامر سيما إن كان المطر بالحيات وغير ذلك من أدلة العذاب, وربما دلت على الأدواء والعقلة والمنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل عملا تحت الهواء المكشوف لقوله تعالى: إن كان بكم أذى من مطر فمن رأى مطرا عاما في البلاد فإن كان الناس في شدة خصبوا ورخص سعرهم إما بمطر كما رأى أو لرفقه أو سفن تقدم بالطعام, وإن كانوا في جور وعذاب وأسقام فرج ذلك عنهم إن كان المطر في ذلك الحين نافعا, وإن كان ضارا أو كان فيه حجر أو نار تضاعف ما هم فيه وتواتر عليهم على قدر قوة المطر وضعفه, فإن كان رشا فالأمر خفيف فيما يدل عليه. (ومن رأى) نفسه في المطر أو محصورا منه تحت سقف أو جدار فأمر ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى, وإما أن يضرب على قدر ما أصابه من المطر, وإما أن يصيبه نافض إن كان مريضا أو كان ذلك أوانه أو كان المكان مكانه. وأما الممنوع تحت الجدار فإما عطلة عن عمله أو عن سفره أو من أجل مرضه أو سبب فقره أو يحبس في السجن على قدر ما يستدل على كل وجه منها بالمكان الذي رأى نفسه فيه وبزيادة الرؤيا وما في اليقظة إلا أن يكون قد اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر منه للصلاة أو غسل بمائه وجهه فيصح له بصره أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه, فإن كان كافرا أسلم, وإن كان بدعيا أو مذنبا تاب, وإن كان فقيرا أغناه الله, وإن كان يرجو حاجة عند السلطان أو عند من يشبهه نجحت لديه وسمح له بما قد احتاج إليه, وكل مطر يستحب نوعه فهو محمود, وكل مطر يكره نوعه فهو مكروه.

      (وقال) ابن سيرين: ليس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء اسم المطر فهو غم مثل قوله تعالى: وأمطرنا عليهم مطرا وقوله: وأمطرنا عليهم حجارة وإذا لم يسم مطرا فهو فرج الناس عامة لقوله تعالى: ونزلنا من السماء ماء مباركا وقال بعضهم: المطر يدل على قافلة الإبل, كما أن قافلة الإبل تدل على المطر. والمطر العام غياث. فإن رأى أن السماء أمطرت سيوفا فإن الناس يبتلون بجدال وخصومة, فإن أمطرت بطيخا فإنهم يمرضون, وإن أمطرت من غير سحاب فلا ينكر ذلك لأن المطر ينزل من السماء, وقيل: إنه فرج من حيث لا يرجى ورزق من حيث لا يحتسب, ولفظ الغيث والماء النازل وما شاكل ذلك أصلح في التأويل من لفظ المطر.

      ( السحاب :( يدل على الإسلام الذي به حياة الناس ونجاتهم وهو سبب رحمة الله تعالى لحملها الماء الذي به حياة الخلق, وربما دلت على العلم والفقه والحكمة والبيان لما فيها من لطيف الحكمة بجريانها حاملة وقرا في الهواء ولما ينعصر منها من الماء, وربما دلت على العساكر والرفاق لحملها الماء الدال على الخلق الذي خلقوا من الماء, وربما دلت على الإبل القادمة بما ينبت بالماء كالطعام والكتان لما قيل: إنها تدل على السحاب لقول الله تعالى: أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وربما دلت على السفن الجارية في الماء في غير أرض ولا سماء حاملة جارية بالرياح, وقد تدل على الحامل من النساء لأن كلتيهما تحمل الماء وتجنه في بطونها إلا أن يأذن لها ربها بإخراجه وقذفه, وربما دلت على المطر نفسه لأنه منها وبسببها, وربما دلت على عوارض السلطان وعذابه وأوامره إذا كانت سوداء أو كان معها ما يدل على العذاب لما يكون فيها من الصواعق والحجارة مع ما نزل بأهل الظلمة حين حسبوها عارضا تمطرهم فأتتهم بالعذاب, وبمثل ذلك أيضا يرتفع على أهل النار. فمن أى سحابا في بيته أو نزلت عليه في حجره أسلم إن كان كافرا, ونال علما وحكما إن كان مؤمنا, أو حملت زوجته إن كان في ذلك راغبا, أو قدمت إبله وسفينته إن كان له شيء من ذلك. فإن رأى نفسه راكبا فوق السحاب أو رآها جارية تزوج امرأة صالحة إن كان عزبا, أو سافر أو حج إن كان مؤمل ذلك, وإلا شهر بالعلم والحكمة إن كان لذلك طالبا, وإلا ساق بعسكر أو سرية أو قدم في رفقة إن كان لذلك أهلا, وإلا رفعه السلطان على دابة شريفة إن كان ممن يلوذ به وكان راجلا, وإلا بعثه على نجيب رسولا. وإن رأى سحبا متوالية قادمة جائية والناس لذلك ينتظرون مياهها وكانت من سحب السماء ليس فيها شيء من دلائل العذاب قدم تلك الناحية ما يتوقعه الناس, وما ينتظرونه من خير يقدم أو رفقة تأتي أو عساكر ترد أو قوافل تدخل. وإن رآها سقطت بالأرض أو نزلت على البيوت أو في الفدادين أو على الشجر والنبات فهي سيول وأمطار أو جراد أو قطا أو عصفور, وإن كان فيها مع ذلك ما يدل على الهم والمكروه كالسموم والريح الشديدة والنار والحجر والحيات والعقارب فإنها غارة تغير عليهم وتطرقهم في مكانهم أو رفقة قافلة تدخل بنعي أكثرهم ممن مات في سفوهم أو مغرم, وخراج يفرضه السلطان عليهم أو جرادا ودبا يضر بنباتهم ومعايشهم, أو مذاهب وبدع تنتشر بين أظهرهم ويعلن بها على رءوسهم. وقال بعضهم: إن السحاب ملك رحيم أو سلطان شفيق, فمن خالط السحاب فإنه يخالط رجال من هؤلاء, ومن أكل السحاب فإنه ينتفع من رجل بمال حلال أو حكمة, وإن جمعه نال حكمة من رجل مثله, فإن ملكه نال حكمة وملكا. فإن رأى أن سلاحه من عذاب فإنه رجل محتاج. فإن رأى أنه يبني دارا على السحاب فإنه ينال دنيا شريفة حلالا مع حكمة ورفعة. فإن بنى قصرا على السحاب فإنه يتجنب من الذنوب بحكمة يستفيدها وينال من خيرات يعلمها. فإن رأى في يده سحابا يمطر منه المطر فإنه ينال حكمة ويجري على يده الحكمة. فإن رأى أنه تحول سحابا يمطر على الناس نال مالا ونال الناس منه. والسحاب إذا لم يكن فيه مطر فإن كان ممن ينسب إلى الولاية فإنه وال لا ينصف ولا يعدل, وإذا نسب إلى التجارة فإنه لا يفي بما يتبع ولا بما يضمن, وإن نسب إلى عالم فإنه يبخل بعمله, وإن كان صانعا فإنه متقن الصناعة حكيم والناس محتاجون إليه. والسحاب سلاطين لهم يد على الناس ولا يكون للناس عليهم يد, وإن ارتفعت سحابة فيها رعد وبرق فإنه ظهور سلطان مهيب يهدد بالحق.

      (ومن رأى) سحابا نزل من السماء وأمطر مطرا عاما فإن الإمام ينفذ إلى ذلك الموضع إماما عادلا فيهم سواء كان السحاب أبيض أو أسود, وأما السحاب الأحمر في غير حينه فهو كرب أو فتنة أو مرض. وقال بعضهم: من رأى سحابا ارتفع من الأرض إلى السماء وقد أظل بلدا فإنه يدل على الخير والبركة, وإن كان الرائي يريد سفرا تم له ذلك ورجع سالما, وإن كان غير مستور بلغ مناه فيما يلتمس من الشر. وقال بعضهم: إن السحاب الذي يرتفع من الأرض إلى السماء يدل على السفر, ويدل فيمن كان مسافرا على رجعته من سفره, والسحاب المظلم يدل على غم والسحاب الأسود يدل على برد شديد أو حزن.

      ( الرعد :( ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده, ومنه يقال: هو يرعد ويبرق. وربما دل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزلة لأنه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود إلى من أرسلت إليه. وتدل الرعود أيضا على طبول الزحف والبعث والسحاب على العساكر والبرق على النصال والبنود المنشورة الملونة والأعلام والمطر على الدماء المراقة والصواعق على الموت. فمن رأى رعدا في السماء فإنها أوامر تشيع من السلطان. فإن رأى ذلك من صلاحه بالمطر وكان الناس منه في حاجة دل ذلك على الأمطار أو على مواعيد السلطان الحسان, وقد يدل على الوجهين ويبشر بالأمرين. وإن كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد ومن يجري مجراهم فإما مطر يضر به ويفعله ويفسد ما قد عمله وقد أوذنوا به قبل حلوله ليتحذروا بأخذ الأهبة ويستعدوا للمطر. وإما أوامر السلطان أو جناية عليه في ذلك مضرة. فكيف إن كان المطر في ذلك الوقت ضارا كمطر الصيف؟ وإن رأى مع البروق رعودا تأكدت دلالة الرعد فيما يدل عليه, وإذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر فطبول وبنود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه وبشارة قدمت عليه, أو لإمارة عقدها لبعض ولاته أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده, وإن كان مع ذلك مطر وظلمة وصواعق فإما جوائح من السماء كالبرد والريح والجراد والدبا, وإما وباء وموت, وإما فتنة أو حرب إن كان البلد بلد حرب, أو كان الناس يتوقعون ذلك من عدو. وقال بعضهم: الرعد بلا مطر خوف. فإن رأى الرعد فإنه يقضي دينا, وإن كان مريضا برئ, وإن كان محبوسا أطلق. وأما الرعد والبرق والمطر فخرف للمسافر وطمع للمقيم. وقيل: الرعد صاحب شرطة ملك عظيم. وقال بعضهم: الرعد بغير برق يدل على اغتيال ومكر وباطل وكذب وذلك لأنه إنما يتوقع الرعد بعد البرق. وقيل: صوت الرعد يدل على الخصومة والجدال.

      ( البرق :( يدل على الخوف من السلطان وعلى تهدده ووعيده وعلى سل النصال وضرب السياط, وربما دل من السلطان على ضد ذلك على الوعد الحسن, وعلى الضحك والسرور والإقبال والطمع من الرغبة والرجاء لما يكون عنده من الصواعق والعذاب والحجر ومن الرحمة والمطر لأنه مما وصف أهل الأخبار سوط ملك السحاب الموكل بها والرعد صوته عليها مع قوله تعالى: يريكم البرق خوفا وطمعا قيل: خوفا للمسافر وطمعا للمقيم الزارع لما يكون معه من المطر, وكلما دل عليه البرق فسريع عاجل لسرعة ذهابه وقلة لبثه. فمن رأى برقا دون الناس أو رأى أنواره تضربه أو تخطف بصره أو تدخل بيته, فإن كان مسافرا أصابه عطلة إما بمطر أو بأمر سلطان, وإن كان زارعا قد أجدبت أرضه وعطش زرعه بشر بالغيث والرحمة, وإن كان مولاه أو والده أو سلطانه ساخطا عليه وضحك في وجهه. والشعراء تشبه الضحك بالبرق والبكاء بالمطر لأن الضحك عند العرب إبداء المخفيات وظهور المستورات ولذلك يسمون الطلع إذا انفتق عند جفنه ضحكا, وإن كان معه مطر دل على قبيح ما يبدو إليه مما يبكي عليه, فإما أن يكون البرق كلاما يبكيه أو سوطا يدميه, ويكون المطر دمه أو سيفا يأخذ روحه, وإن كان مريضا برق بصره ودمعت عيناه وبكى أهله وقل لبثه وتعجل موته سريعا, (ومن رأى) أنه تناول البرق أو أصابه أو سحابه فإن إنسانا يحثه على أمر بر وخير. والبرق يدل على خوف مع منفعة, وقيل: البرق يدل على منفعة من مكان بعيد. (ومن رأى) البرق أحرق ثيابه ماتت زوجته إن كانت مريضة.

      ( الصواعق :( تدل على الحوائج والبلايا التي يصيب بها ربنا من يشاء ويصرفها عمن يشاء كالجراد والبرد والرياح والصواعق والأسقام والبرسام والجدري والوباء والحمى لارتياع الخلق لها واهتزازهم عندها واصفرارهم من حسها مع إفسادها وإتلافها لما صادفها. وقد تدل على صحة عظيمة وإمرة كبيرة تأتي من قبل الملك فيها هلاك أو مغرم أو دمار. وقد تدل على قدوم سلطان جائر وعلى نزوله في الأرض التي وقعت فيها. وقد تدل على ما سوى ذلك من الحوادث المشهورة والطوارق المذكورة التي يسعى الناس إلى مكانها, وإلى اختبار حالها كالموت الشنيع والحريق والهدم واللصوص. فمن رأى صاعقة وقعت في داره فإن كان مريضا مات وإن كان منها غائب قدم نعيه, وإن كان بها ريبة وفساد نزلها عامل وتسور عليها صاحب شرطة, وإن كان صاحبها يطوف بالسلطان نفذ فيه أمره وإلا طرقه لص أو وقع به حريق أو هدم على قدر زيادة الرؤيا وما يوفق الله تعالى إليه عابرها. وإن رأى الصواعق تساقط في الدور فربما يكون في الناس نعاة يقدمون عن الغياب أو الحجاج أو المجاهدين أو مغرم يرمى على الناس, وإن تساقطت في الفدادين والبساتين فجوائح وأصحاب عشور وجباة ويغشى ذلك المكان الجور والفساد.

      ( السيل :( يدل دخوله إلى المدينة على الوباء إذا كان الناس في بعض ذلك أو كان لونه لون الدم أو كدرا. وقد يدل على دخول عسكر بأمان أو رفقة إذا لم يكن له غائلة ولا كان الناس منه في مخافة, فإن هدم بعض دورهم ومر بأموالهم ومواشيهم فإنه عدو يغير عليهم أو سلطان يجور عليهم على قدر زيادة الرؤيا وأدلة اليقظة. وقال بعضهم: السيل هجوم العدو كما أن هجوم العدو سيل, فإن صعد السيل الحوانيت فإنه طوفان أو جنود من سلطان جائر هاجم والسيل عدو مسلط. فإن رأى أن الميازيب تسيل من غير مطر فذلك دم يهرق في تلك البلدة أو المحلة. فإن رأى أنها سالت من مطر وانصب ماؤها فإنها هموم تنجلي عن أهل ذلك الموضع وخصب دولة بقدر الميازيب, فإن لم تنصب الميازيب فهو دون ذلك, وإن انصب الميزاب على إنسان وقع عليه العذاب. فإن طرق السيل إلى النهر فإنه توقع عدو له من قبل الملك ويستعين برجل فينجو من شره. (ومن رأى) أنه سكر السيل عن داره فإنه يعالج عدوا ويمنعه عن ضرر يقع بأهله أو فنائه.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت المباغث تسيل من غير مطر ورأيت الناس يأخذون منه فقال ابن سيرين: لا تأخذ منه. فقال الرجل: إني لم أفعل ولم آخذ منه شيئا فقال: قد أحسنت فلم يلبث إلا يسيرا حتى كانت فتنة ابن المهلب. وتدل الميازيب على الأفواه وعلى الأقارب وعلى العيون بجريانها من أعالي الدور وربما دلت على الأرزاق. فمن رأى ميازيب الناس تجري من مطر وكان الناس في كرب وهم درت أرزاقهم وتجلت همومهم لأنها مفارج إذا جرت. وأما جريانها من غير مطر ففتنة ومال حرام. وأما حركة أفواه الرجال وألسنتهم فهي الفتنة النازلة بما لا يعنيهم, وأما جريانها فهي دماء سائلة ورقاب مضروبة وإن كان جريانها بالدم فهو أوكد لذلك. وأما جريان الميازيب في البيوت أو تحت الأسرة لمن كان حريصا على الولد والحمل فإياس منه لذهاب مائه من فرجه في غير وعائه, وقد يدل ذلك على العيون الهطالة في ذلك المكان على ما يدل عليه بقية الرؤيا.

      ( الوحل :( في الحمأة والطين لا خير في جميع ذلك. فإن رأى ذلك مريض دام مرضه إلا أن يرى أنه خرج منه فإنه خروجه من المرض وعافيته وغير المريض إذا مشى فيه أو وحل فيه دخل في فتنة وبلاء وغم أو سجن ويد سلطان, فإن خلص منه في منامه أو سلم ثوبه وجسمه منه في تلك الوحلة سلم مما حل فيه من الإثم في الدين والعطب في الدنيا وإلا ناله على قدر ما أصابه, وكلما تعلك طينه أو تعمق قعره كان ذلك أصعب وأشد في دليله, وكلما فسدت رائحته واسود لونه كان ذلك أدل على حرامه وكثرة آثامه وسوء نياته, وكذلك عجن الطين وضربه لبنا لا خير فيه لأنه دال على الغمة والخصومة حتى يجف لبنه أو يصير ترابا فيعود مالا يناله من بعد كد وهم وخصومة وبلاء. وأما قوس قزح فالأخضر دليل الأمن من قحط الزمان وجور السلطان, والأصفر دليل الأمراض, والأحمر دليل سفك الدماء, وقال بعضهم: إن رؤية قوس قزح تدل على تزوج صاحب الرؤيا. وقال بعضهم: إن رآه يمنة دلت على خير وإن رآه يسرة دلت على شر.

      ( الثلج والجليد والبرد :( كل هذه الأشياء قد تدل على الحوادث والأسقام والجدري والبرسام وعلى العذاب والأغرام النازلة بذلك المكان الذي يرى ذلك فيه وبالبلد الذي نزل به, وكذلك الحجارة والنار لأنها تفسد الزرع والشجر والثمر وتعقل السفن وتضر الفقير وتهلكه في القر والبرد وتسقم في بعض الأحيان, وربما دلت على الحرب والجراد وأنواع الجوائح, وربما دلت على الخصب والغنى وكثرة الطعام في الأنادر وجريان السيول بين الشجر. فمن رأى ثلجا نزل من السماء وعم في الأرض, فإن كان ذلك في أماكن الزرع وأوقات نفعه دل ذلك على كثرة النور وبركات الأرض وكثرة الخصب حتى يملأ تلك الأماكن بالإطعام والإنبات كامتلائها بالثلج. وأما إن كان ذلك بها في أوقات لا نفع فيه للأرض ونباتها فإن ذلك دليل على جور السلطان وسعي أصحاب الثغور. وكذلك إن كان الثلج في وقت نفعه أو غيره غالبا على المساكن والشجر والناس فإنه جور يحل بهم وبلاء ينزل بجماعتهم أو جائحة على أموالهم على قدر زيادة الرؤيا وشواهدها. وكذلك إن رأى في الحضارة وفي غير مكان الثلج كالدور والمحلات فإن ذلك عذاب وبلاء وأسقام أو موتان أو غرام يرمي عليهم وينزل عليهم, وربما دل على الحصار والقلة عن الأسفار وعن طلب المعاش, وكذلك الجليد لأنه لا خير فيه, وقد يكون ذلك جلدا من الشيطان أو ملك أو غيره, وأما البرد فإن كان في أماكن الزرع والنبات ولم يفسد شيئا ولا ضر أحدا فإنه خصب وخير, وقد يدل على المن والجراد الذي لا يضر وعلى القطا والعصفور فكيف إن كان الناس عند ذلك يلقطونه في الأوعية ويجمعونه في الأسقية؟ وكذلك الثلج أو الجليد فإنها فوائد وغلات وثمار وغنائم ودراهم بيض, وإن أضر البرد بالزرع أو بالناس أو كان على الدور والمحلات فإنه جوائح وإغرام ترمى على الناس أو جدري وحبوب وقروح تجمع وتذوب. وأما من حمل البرد في منخل أو ثوب أو فيما لا يحمل الماء فيه فإن كان غنيا ذاب كسبه وإن كان له بضاعة في البحر خيف عليها, وإن كان فقيرا فجميع ما يكسبه ويفيده لا بقاء له عنده ولا يدخر لدهره شيئا منه. وقال بعضهم: الثلج الغالب تعذيب السلطان لرعيته وقبح كلامه لهم. (ومن رأى) الثلج يقع عليه سافر سفرا بعيدا فيه معرة, والثلج هم إلا أن يكون من الثلج قليلا غير غالب في جنبه وموضعه الذي يثلج فيه وفي الموضع الذي لا ينكر الثلج فيه, فإن كان كذلك فإن الثلج خصب لأهل ذلك الموضع, وإن كان كثيرا غالبا لا يمكن كسحه فإنه حيئنذ عذاب يقع في ذلك المكان. ومن أصابه برد الثلج في الشتاء والصيف فإنه يصيبه فقر. ومن اشترى وقر ثلج في الصيف فإنه يصيب مالا يستريح إليه ويستريح من غم بكلام حسن أو بدعاء لمكان الثلج, فإن ذاب الثلج سريعا فإنه تعب وهم يذهب سريعا. فإن رأى أن الأرض مزروعة يابسة وثلوجا فإنه بمنزلة المطر وهو رحمة وخصب, ومن ثلج وعليه وقاية من الثلج فإنه لا يصعب عليه لما قد تدثر وتوقى به وهو رجل حازم ولا يروعه ذلك. وقيل: من وقع عليه الثلج فإن عدوه ينال منه. ومن أصاب من البرد شيئا معدودا فإنه يصيب مالا ولؤلؤا. وقيل: البرد إذا نزل من السماء تعذيب من السلطان للناس وأخذ أموالهم, والنوم على الثلج يدل على التقيد. (ومن رأى) كأن الثلج علاه فإنه تعلوه هموم, فإن ذاب الثلج زال الهم, وأما أصل القر ففقر. والجليد هم وعذاب إلا أن يرى الإنسان أنه جعل ماء في وعاء فجمد به فإن ذلك يدل على إصابة مال باق. والمجمدة بيت مال الملك وغيره.

      (وأما الخسف والزلزلة :( من رأى أرضا تزلزت وخسف طائفة منها وسلمت طائفة فإن السلطان ينزل تلك الأرض ويعذب أهلها, وقيل: إنه مرض شديد. فإن رأى جبلا من الجبال تزلزل أو رجف أو زال ثم استقر قراره فإن سلطان ذلك الموضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة ويذهب ذلك عنهم بقدر ما أصابهم والزلزلة إذا نزلت فإن الملك يظلم رعيته أو يقع به فتنة أو أمراض, ومن سمع هذه السحاب فإنه يقع بأهل تلك الناحية فتنة وعداوة وخسران. وقال بعضهم: الخسوف والزلازل دليل رديء لجميع الناس وهلاكهم وهلاك أمتعتهم. وإذا رأى الإنسان كأن الأرض متحركة فإنها دليل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه. وأما من رأى أنه أصابه برد فإنه فقر, وإن اصطلى بنار أو مجمرة أو بدخان فإنه يفتقر للسعي في عمل السلطان ويكون فيه مخاطرة وهول, وإن كان ما يصطلي به نارا تشتعل فإنه يعمل عمل السلطان, فإن كان جمرا فإنه يلتمس مال يتيم, وإن اصطلى بدخان فإنه يلقي نفسه في هول. وقال بعضهم: إن البرد فعل بارد, ويدل في المسافر على أن سفره لا يتم وأموره باردة. والضباب أمر ملتبس وفتنة ويوم الغيم هم وغم ومحنة.
    • في الأرض وجبالها وترابها وبلادها وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها وحصونها ومرافقها ومفا




      في الأرض وجبالها وترابها وبلادها وقراها ودورها وأبنيتها وقصورها وحصونها ومرافقها ومفاوزها وسرابها ورمالها وتلالها وحماماتها وأرحيتها وأسواقها وحوانيتها وسقوفها وأبوابها وطرقها وسجونها وبيعها وكنائسها وبيوت نيرانها ونواويسها وما أشبه ذلك.

      أما الأرض فتدل على الدنيا لمن ملكها على قدر اتساعها وكبرها وضيقها وصغرها وربما دلت الأرض على الدنيا والسماء على الآخرة لأن الدنيا أدنيت والآخرة أخرت سيما أن الجنة في السماء, وتدل الأرض المعروفة على المدينة التي هو فيها وعلى أهلها وساكنها, وتدل على السفر إذا كانت طريقا مسلوكا كالصحارى والبراري, وتدل على المرأة إذا كانت مما يدرك حدودها ويرى أولها وآخرها, وتدل على الأمة والزوجة لأنها توطأ وتحرث وتبذر وتسقى فتحمل وتلد وتضع نباتها إلى حين تمامها, وربما كانت الأرض أما لأنا خلقنا منها, فمن ملك أرضا مجهولة استغنى إن كان فقيرا وتزوج إن كان عزبا وولي إن كان عاملا, وإن باع أرضا أو خرج منها إلى غيرها مات إن كان مريضا سيما إن كانت الأرض التي انتقل إليها مجهولة وافتقر إن كان موسرا سيما إن كانت الأرض التي فارقها ذات عشب وكلأ أو خرج من مذهب إلى مذهب إن كان نظارا, فإن خرج من أرض جدبة إلى أرض خصبة انتقل من بدعة إلى سنة, وإن كان على خلاف ذلك فالأمر على ضده, وإن رأى ذلك مؤمل السفر فهو ما يلقاه في سفره. فإن رأى كأن الأرض انشقت فخرج منها شاب ظهرت بين أهلها عداوة, فإن خرج منها شيخ سعد جدهم ونالوا خصبا, وإن رآها انشقت فلم يخرج منها شيء ولم يدخل فيها شيء حدث في الأرض حادثة شر, فإن خرج منها سبع دل على ظهور سلطان ظالم فإن خرج منها حية فهي عذاب باق في تلك الناحية, وإن انشقت الأرض بالنبات نال أهلها خصبا. فإن رأى أنه يحفر الأرض ويأكل منها نال مالا بمكر لأن الحفر مكر فإن رأى أرضا تفطرت بالنبات وفي ظنه أنه ملكه وفرح بذلك دل على أنه ينال ما يشتهي ويموت سريعا لقوله تعالى: حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ومن تولى طي الأرض بيده نال ملكا وقيل: إن وطئ الأرض أصاب ميراثا. وضيق الأرض ضيق المعيشة, ومن كلمته الأرض بالخير نال خيرا في الدين والدنيا, وكلامها المشتبه المجهول المعنى مال من شبهة. والخسف بالأرض زوال النعم وانقلاب الأحوال والغيبة في الأرض من غير حفر طول غربة في طلب الدنيا أو موت في طلب الدنيا, فإن غاب في حفيرة ليس فيها منفذ فإنه يمكر به في أمر بقدر ذلك, ومن كلمته الأرض بكلام توبيخ فليتق الله فإنه مال حرام. (ومن رأى) أنه قائم في مكان فخسف به فإن كان واليا فإنه تنقلب عليه الدنيا ويصير الصديق عدوه وسروره غما لقوله تعالى: فخسفنا به وبداره الأرض فإن رأى محلة أو أرضا طويت على الناس فإنه يقع هناك موت أو قال وقيل يهلك فيه أقوام بقدر الذي طويت عليهم أو ينالهم ضيق وقحط أو شدة, فإن كان ما طوي له وحده فهو ضيق معيشته وأموره. فإن رأى أنها بسطت له أو نشرت له فهو طول حياته وخير يصيبه.

      ( المفازة :( اسمها مستحب وهي فوز من شدة إلى رخاء, ومن ضيق إلى سعة, ومن ذنب إلى توبة, ومن خسران إلى ربح, ومن مرض إلى صحة. (ومن رأى) أنه في بر فإنه ينال فسحة وكرامة وفرحا وسرورا بقدر سعة البر والصحراء وخضرتها وزرعها. والأرض القفر فقر والوادي بلا زرع حج لقوله تعالى: ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ومن رأى أنه يهيم في واد فإنه يقول ما لا يفعل لقوله تعالى عن الشعراء: ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون

      ( الجبل :( ملك أو سلطان قاسي القلب قاهر أو رجل ضخم على قدر الجبل وعظمه وطوله وقصره وعلوه. ويدل على العالم والناسك, ويدل على المراتب العالية والأماكن الشريفة والمراكب الحسنة, والله تعالى خلق الجبال أوتادا للأرض حين اضطربت فهي كالعلماء والملوك لأنهم يمسكون ما لا تمسكه الجبال الراسية, وربما دل على الغايات والمطالب لأن الطالع إليه لا يصعد إلا بجاهه. فمن رأى نفسه فوق جبل أو مسندا إليه أو جالسا في ظله تقرب من رجل رئيس واشتهر به واحتمى به إما سلطان أو فقيه عالم عابد ناسك فكيف به إن كان فوقه يؤذن أذان السنة مستقبل القبلة أو كان يرمي عن قوس بيده فإنه يمتد صيته في الناس على قدر امتداد صوته, وتنفذ كتبه وأوامره إلى المكان الذي وصلت إليه سهامه. وإن كان من رأى نفسه عليه خائفا في اليقظة أمن, وإن كان في سفينة نالته في بحره شدة وعقبة يرسي من أجلها وكان صعوده فوقه عصمة لقوله تعالى: سآوي إلى جبل يعصمني من الماء

      (قال ابن سيرين): الجبل حينئذ عصمة إلا أن يرى في المنام كأنه فر من سفينة إلى جبل فإنه يعطب ويهلك لقصة ابن نوح, وقد يدل ذلك على من لم يكن في يقظته في سفينة ولا بحر على مفارقة رأي الجماعة والانفراد بالهوى والبدعة فكيف إذا كان معه وحش الجبال وسباعها أو كانت السفينة التي فر منها إلى الجبل فيها قاض أو رئيس في العلم أو إمام عادل؟ وأما صعود الجبال فإنه مطلب يطلبه وأمر يرومه فيسأل عما قد هم به في اليقظة أو أمله فيها من صحبة السلطان أو عالم, أو الوقوف إليهما في حاجة أو في سفر في البر وأمثال ذلك, فإن كان صعوده إياه كما يصعد الجبال أو بدرج أو طريق آمن سهل عليه كل ما أمله وخف عليه كل ما حوله, وإن نالته فيه شدة أو صعد إليه بلا درج ولا سلم ولا سبب ناله خوف وكان أمره غررا كله, فإن خلص إلى أعلاه نجا من بعد ذلك, وإن وهب من نومه دون الوصول أو سقط في المنام هلك في مطلوبه وحيل بينه وبين مراده أو فسد دينه في عمله وعندها ينزل به من التلاف والإصابة من الضرر والمصيبة والحزن على قدر ما انكسر من أعضائه. وأما السقوط من فوق الجبل والكوادي والروابي والسقوف وأعالي الحيطان والنخل والشجر فإنه يدل على مفارقة من يدل ذلك الشيء الذي سقط عنه في التأويل عليه من سلطان أو عالم أو زوج أو زوجة أو عبد أو ملك أو عمل أو حال من الأحوال يسأل الرائي عن أهم ما هو عليه في يقظته مما يرجوه ويخافه ويقدمه ويؤخره في فراقه له ومداومته إياه, فإن أشكلت اليقظة لكثرة ما فيها من المطالب والأحوال أو لتغيرها من الآمال حكم له بمفارقة من سقط عنه في المنام على قدر دليله في التأويل, ويستدل على التفرقة بين أمريه على قدر دليله وأن علمه باستكماله من الشيء الذي كان عليه وقوته وضعفه واضطرابه وربما أفضى إليه من سقوطه من جدب أو خصب أو وعر أو سهل أو حجر أو رمل أو أرض أو بحر, وربما عاد عليه في جسمه في جسمه في حين سقوطه. ويدل على السقوط في المعاصي والفتن والردى إذا كان سقوطه فيما يدل على ذلك مثل أن يسقط إلى الوحش والغربان والحيات وأجناس الفأر أو إلى القاذورات والحمأة, وقد يدل ذلك على ترك الذنوب والإقلاع عن البدع إذا كان فراره من مثل ذلك, أو كان سقوطه في مسجد أو روضة أو إلى نبي أو أخذ مصحف أو إلى صلاة في جماعة. وأما ما عاد إلى الجبل من سقوط أو هدم أو احتراق فإنه دال على هلاك من دل الجبل عليه أو دماره أو قتله إلا أن يرتفع في الهواء على رءوس الخلق فإنه خوف شديد يظل على الناس من ناحية الملك; لأن بني إسرائيل رفع الجبل فوقهم كالظلة تخويفا من الله لهم وتهديدا على العصيان.

      أما تسيير الجبال فدليل على قيامة قائمة إما حرب تتحرك فيه الملوك بعضها على بعض, أو اختلاف واضطراب يجري بين علماء الأرض في فتنة وشدة يهلك فيها العامة, وقد يدل ذلك على موت وطاعون لأنها من علامات القيامة. وأما رجوع الجبل زبدا أو رمادا أو ترابا فلا خير فيه لمن دل الجبل عليه لا في حياته ولا في دينه, فإن كان المضاف إليه ممن عز بعد ذلته وآمن بعد كفره واتقى الله من بعد طغيانه عاد إلى ما كان عليه ورجع إلى أولى حالتيه, لأن الله تعالى خلق الجبال فيما زعموا من زبد الماء والزبد باطل كما عبر به تعالى في كتابه. والجبل الذي فيه الماء والنبات والخضرة فإنه ملك صاحب دين, وإذا لم يكن فيه نبات ولا ماء فإنه ملك كافر طاغ لأنه كالميت لا يسبح الله تعالى ولا يقدسه, والجبل القائم غير الساقط فهو حي وهو خير من الساقط, والساقط الذي صار صخورا فهو ميت لأنه لا يذكر الله ولا يسبحه. ومن ارتقى على جبل وشرب من مائه وكان أهلا للولاية نالها من رجل ملك قاسي القلب نفاع وما لا يقدر ما شرب, وإن كان تاجرا ارتفع أمره وربح وسهولة صعوده فيه سهولة الإفادة للولاية من غير تعب. والعقبة عقوبة وشدة, فإن هبط منه نجا وإن صعد عقبة فإنه ارتفاع وسلطنة مع تعب, والصخور التي حول الجبل والأشجار قواد ذلك المكان, وكل صعود رفعة, وكل هبوط ضعة, وكل طلوع يدل على هم فنزوله فرج, وكل صعود يدل على ولاية فنزوله عزل. وإن رأى أنه حمل جبلا فثقل عليه فإنه يحمل مؤنة رجل ضخم أو تاجر يثقل عليه, فإن خف خف عليه. فإن رأى أنه دخل في كهف جبل فإنه ينال رشدا في دينه وأموره ويتولى أمور السلطان ويتمكن, فإن دخل كهف جبل في غار فإنه يمكر بملك أو رجل منيع, فإن استقبله جبل استقبله هم أو سفر أو رجل منيع أو أمر صعب أو امرأة صعبة قاسية. فإن رأى أنه صعد الجبل فإن الجبل غاية مطلبه يبلغها بقدر ما أنه صعد حتى يستوي فوقه. فإن رأى أنه يأكل الحجر فإنه ييأس من رجاء يرجوه, فإن أكله مع الخبز فإنه يداري ويحتمل بسبب معيشته صعوبة. فإن رأى أنه يحذف الناس بالحجر فإنه يلوط لأن الحذف من أفعال قوم لوط, وكل صعود يراه الإنسان أو عقبة أو تل أو سطح أو غير ذلك فإنه نيل ما هو طالب من قضاء الحاجة التي يريدها, والصعود مستويا مشقة ولا خير فيه. فإن رأى أنه هبط من تل أو قصر أو جبل فإن الأمر الذي يطلبه ينتقص ولا يتم. فإن رأى أنه يهدم جبلا فإنه يهلك رجلا. (ومن رأى) أنه يهتم بصعود جبل أو يزاوله كان ذلك الجبل حينئذ غاية يسمو إليها فإن هو علاه نال أمله, فإن سقط عنه يغترب حاله, والصعود المحمود على الجبل أن يعرج في ذلك كما يفعل صاعد الجبل, وكل الارتفاع محمود إلا أن يكون مستويا لقوله تعالى: سأرهقه صعودا

      ( التراب :( يدل على الناس لأنهم خلقوا منه وربما دل على الأنعام والدواب, ويدل على الدنيا وأموالها لأنه من الأرض وبه قوام معاش الخلق, والعرب تقول: أترب الرجل إذا استغنى, وربما دل على الفقر والميتة والقبر لأنه فراش الموتى, والعرب تقول: ترب الرجل إذا افتقر. وقال تعالى: أو مسكينا ذا متربة فمن حفر أرضا واستخرج ترابها فإن كان مريضا أو عنده مريض فإن ذلك قبره. وإن كان مسافرا كان حفره سفره وترابه كسبه وماله وفائدته لأن الضرب في الأرض سفر لقوله تعالى: وآخرون يضربون في الأرض وإن كان طالبا للنكاح كانت الأرض زوجة والحفر افتضاضا والمعول الذكر والتراب مال المرأة أو دم عذرتها, وإن كان صيادا فحفره ختله للصيد وترابه كسبه وما يستفيده وإلا كان حفره مطلوبا يطلبه في سعيه ومكسبه مكرا أو حيلة, وأصل الحفر ما يحفر للسباع من الزبى لتسقط فيها فلزم الحفر المكر من أجل ذلك. وأما من عفر يديه من التراب أو ثوبه من الغبار أو تمعك به في الأرض فإن كان غنيا ذهب ماله ونالته ذلة وحاجة, وإن كان عليه دين أو عنده وديعة رد ذلك إلى أهله وزال جميعه من يده واحتاج من بعده, وإن كان مريضا نقصت يده من مكاسب الدنيا وتعرى من ماله ولحق بالتراب, وضرب الأرض بالتراب دال على المضاربة بالمكاسبة, وضربها بسير أو عصا يدل على سفر بخير. وقال بعضهم: المشي في التراب التماس مال فإن جمعه أو أكله فإنه يجمع مالا ويجري على يديه مال, وإن كانت الأرض لغيره فالمال لغيره, فإن حمل شيئا من التراب أصاب منفعة بقدر ما حمل, فإن كنس بيته وجمع منه ترابا فإنه يحتال حتى يأخذ من امرأته مالا, فإن جمعه من حانوته جمع مالا من معيشته. (ومن رأى) أنه يستف التراب فهو مال يصيبه لأن التراب مال ودراهم. فإن رأى أنه كنس تراب سقف بيته وأخرجه فهو ذهاب مال امرأته, فإن مطرت السماء ترابا فهو صالح ما لم يكن غالبا, ومن انهدمت داره وأصابه من ترابها وغبارها أصاب مالا من ميراث, فإن وضع ترابا على رأسه أصاب مالا من تشنيع ووهن. (ومن رأى) كأن إنسانا يحثي التراب في عينه فإن الحاثي ينفق مالا على المحثي ليلبس عليه أمر أو ينال منه مقصوده. فإن رأى كأن السماء أمطرت ترابا كثيرا فهو عذاب, ومن كنس دكانه وأخرج التراب ومعه قماش فإنه يتحول من مكان إلى مكان.

      ( الرمل :( أيضا يجري مجرى التراب في دلالة الموت والحياة والغنى والمسكنة لأنه من الأرض, والعرب تقول: أرمل الرجل إذا افتقر, ومنه أيضا المرملات وهن اللواتي قد مات أزواجهن, وربما دل السعي فيه على القيود والعقلة والحصار والشغب والنصب وكل ما سعى فيه من الهم والحزن والخصومة والتظلم لأن الماشي فيه يحجل ولا يركض راجلا يمشي فيه أو راكبا على قدر كثرته وقلته, ونزول القدم فيه يكون دلالته في الشدة والخفة. (ومن رأى) أن يده في الرمل فإنه يتلبس بأمر من أمور الدنيا. فإن رأى أنه استف الرمل أو جمعه أو حمله فإنه يجمع مالا ويصيب خيرا. ومن مشى في الرمل فإنه يعالج شغلا شاغلا على قدر كثرته وقلته.

      ( التل والرابية :( إذا كانت الأرض دالة على الناس إذ منها خلقوا فكل نشز منها وتل ورابية وكدية وشرف يدل على كل من ارتفع ذكره على العامة بنسب أو علم أو مال أو سلطان, وقد تدل على الأماكن الشريفة والمراتب العالية والمراكب الحسنة. فمن رأى نفسه فوق شيء منها فإن كان مريضا كان ذلك نعشه سيما إن رأى الناس تحته, وإن لم يكن مريضا وكان طالبا للنكاح تزوج امرأة شريفة عالية الذكر لها من سعة الدنيا بقدر ما حوت الرابية من سعة الأرض وكثرة التراب والرمل. وإن رأى أنه يخطب الناس فوق ذلك أو يؤذن فإن كان أهلا للملك ناله أو القضاء أو الفتيا أو الأذان أو الخطبة أو الشهرة والسمعة لأنها مقام أشراف العرب. (ومن رأى) أرضا مستوية فيها رابية أو تل فإنه رجل له من سعة الدنيا بقدر ما حوله من الأرض المستوية. فإن رأى حوله خضرة فإنه دينه أو حسن معاملته. فمن رأى أنه قعد على ذلك التل أو تعلق به أو استمكن منه فإنه يتعلق برجل عظيم كما وصفت. فإن رأى أنه جالس في ظل التل فإنه يعيش في كنف الرجل. فإن رأى أنه سائر على التلال فإنه ينجو (ومن رأى) كأنه ينزل من مكان مرتفع فإنه يناله هم وغم. والسير في الوهدة عسر يرجو صاحبه اليسر في عاقبته.

      ( المدينة :( تدل على أهلها وساكنيها, وتدل على الاجتماع والسواد الأعظم والأمان والتحصين لأن موسى حين دخل إلى مدين قال له شعيب: لا تخف نجوت. وربما دلت القرية على الدنيا والمدينة على الآخرة لأن نعيمها أجل وأهلها أنعم ومساكنها أكبر, وربما دلت المدينة على الدنيا والقرية على الجبانة وذلك أنها بارزة منعزلة عنها مع غفلة أهلها, وربما دلت المدينة المعروفة على دار الدنيا والمجهولة على الآخرة, وربما دلت المدينة المجهولة الجميلة على الجنة والقرية السوداء المكروهة على النار لنعيم أهل المدن وشقاء أهل القرى. فمن انتقل في منامه من قرية مجهولة إلى مدينة كذلك فانظر في حاله فإن كان كافرا أسلم, وإن كان مذنبا تاب, وإن كان صالحا فقيرا حقيرا فإنه يستغني ويعز, وإن كان مع صلاحه خائفا أمن, وإن كان صاحب سرية تزوج, وإن كان مع صلاحه عليلا مات, وإن كان ذلك لميت تنقلت حاله وابتدلت داره فإنما هناك داران: إحداهما أحسن من الأخرى, فمن انتقل من الدار القبيحة إلى الحسنة الجميلة نجا من النار ودخل الجنة إن شاء الله. وأما من خرج من مدينة إلى قرية مجهولتين فعلى عكس الأول, وإن كانتا معروفتين اعتبرت أسماؤهما وجواهرهما فتحكم للمنتقل بمعاني ذلك كالخارج من باغاية إلى مدينة مصر فإنه يخلص من بغي ويبلغ سؤله ويأمن خوفه لقوله تعالى: ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين فإن كان خروجه من سر من رأى إلى خراسان انتقل من سرور إلى سوء قد آن وقته, وكذلك الخارج من المهدية والداخل إلى سوسة خارج من هدى وحق إلى سوء وفساد على نحو هذا ومأخذه في سائر القرى والمدن المعروفة. وأما أبواب المدينة المعروفة فولاتها أو حكامها ومن يحرسها . ويحفظها. وأما دورها فأهلها من الرؤساء وكبراء محلتها, وكل درب دال على من يجاوره, ومن يحتاج إليه أهل تلك المحلة في مهماتهم وأمورهم ويرد عنهم حوادثهم بجاهه وسلطانه أو بعلمه وماله. وقال بعضهم: المدينة رجل عالم إذا رأيتها من بعيد. وقيل: المدينة دين والخروج من المدينة خوف لقوله تعالى: فخرج منها خائفا يترقب ودخول المدينة صلح فيما بينه وبين الناس يدعونه إلى حق, قال الله تعالى: ادخلوا في السلم كافة وهو المدينة. فإن رأى أن مدينة عتيقة قد خربت قديما وانهدمت دورها فجاء قوم فحفروا أساس دورها وبنوها أحكم مما كانت قديما فإنه يظهر أو يولد هناك عالم أو إمام يحدث هناك ورعا ونسكا. (ومن رأى) أنه دخل بلدا فرأى مدينة خربة لا حيطان لها ولا بنيان ولا آثار فإنه إن كان في ذلك اليوم علماء ماتوا وذهبوا ودرسوا ولم يبق منهم ولا من ذريتهم أحد. فإن رأى أنه يعمر فإنه يولد من نسل العلماء الباقين ولد يظهر فيه سيرة أولئك العلماء. (ومن رأى) مدينة أو بلدا خاليين من السلطان فإن سعر الطعام يغلو هناك. فإن رأى مدينة أو بلدا مخصبة حسنة الزرع فذلك خير حال أهلها. وقال بعضهم: إذا كانت المدن هادئة ساكنة فإنها في الخصب دليل على الجدب وفي الجدب دليل الخصب, والأفضل أن يرى الإنسان المدن العامرة الكثيرة الخصب فإنها تدل على رفعة وخصب. وإن رأى الجدبة القليلة الأهل دلت على قلة الخير, وبلدة الإنسان تدل على الآباء مثال ذلك: أن رجلا رأى كأن مدينته وقعت من الزلازل فحكم على والده بالقتل. ( وحكي): أن وكيعا كان مع قتيبة لما سار من الري إلى خراسان فرأى وكيع في منامه كأنه هدم شريف مدينته ونسفها فسأل المعبر فقال: أشراف يسقطون من جاههم على يدك ويوسمون فكان كذلك.

      ( القرية المعروفة :( تدل على نفسها وعلى أهلها وعلى ما يجيء منها ويعرف بها, لأن المكان يدل على أهله كما قال تعالى: واسأل القرية يعني أهلها, وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة والشذوذ عن جماعة رأي أهل المدينة, ولذا وسم الله تعالى دور الظالمين في كتابه بالقرى, وقد تدل على بيت النمل, ويدل بيت النمل على القرية لأن العرب تسميها قرية, فمن هدم قرية أو أفسدها أو رآها خربت وذهب من فيها أو ذهب سيل بها أو احترقت بالنار, فإن كانت معروفة جار عليها سلطان, وقد يدل ذلك على الجراد والبرذ والجوائح والوباء والأردم كوة النمل في سقف البيت وكذلك في المقلوب من صنع ذلك بكوة النمل أو الحيات عدا على أهل القرية بالظلم والعدوان وعلى كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق. (ومن رأى) أنه دخل قرية حصينة فإنه يقتل أو يقاتل لقوله تعالى: لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة وقيل: من رأى أنه يجتاز من بلد إلى قرية فإنه يختار أمرا وضيعا على أمر رفيع, أو قد عمل عملا محمودا يظن أنه غير محمود, أو قد عمل خيرا يظن أنه شر فيرجع عنه وليس بجازم: فإن رأى أنه دخل قرية فإنه يلي سلطانا, فإن خرج من قرية فإنه ينجو من شدة ويستريح لقوله تعالى: أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها فإن رأى كأن قرية عامرة خربت والمزارع المعروفة تعطلت فإنه ضلالة أو مصيبة لأربابها, وإن رآها عامرة فهو صلاح دين أربابها.

      ( الصخور :( الميتة المقطوعة الملقاة على الأرض ربما دلت على الموتى لانقطاعها من الجبال الحية المسبحة, وتدل على أهل القساوة والغفلة والجهالة. وقد شبه الله تعالى بها قلوب الكفار والحكماء تشبه الجاهل بالحجر, وربما أخذت الشدة من طبعها والحجر والمنع من اسمها. فمن رأى كأنه ملك حجرا أو اشترى له أو قام عليه ظفر برجل على نعته أو تزوج امرأة على شبهه على قدر ما عنده من الحال في اليقظة. ومن تحول فصار حجرا قسا قلبه وعصى ربه وفسد دينه, وإن كان مريضا ذهبت حياته وتعجلت وفاته, وإلا أصابه فالج تتعطل منه حركاته. وأما سقوط الحجر من السماء إلى الأرض على العالم أو في الجوامع فإنه رجل قاس وال أو عشار يرمي به السلطان على أهل ذلك المكان إلا أن يكونوا يتوقعون قتالا فإنها وقعة تكون الدائرة فيها والشدة والمصيبة على أهل ذلك المكان, فكيف إن تكسر الحجر وطار فلق تكسيره إلى الدور والبيوت, فإن ذلك دلالة على افتراق الأنصبة في تلك الوقعة وتلك البلية, فكل من دخلت داره منها فلقة نزل بها منها مصيبة, وإن كان الناس في جدب يتقون دوامه ويخافون عاقبته كان الحجر شدة تنزل بالمكان على قدر عظم الحجر وشدته وحاله, فكيف إن كان سقوطه في الأنادر أو في رحاب الطعام؟ وإن كانت حجارة عظيمة قد رمي بها الخلق من السماء فعذاب ينزل من السماء بالمكان لأن الله سبحانه قتل أصحاب الفيل حين رمتهم الطير بها فإما وباء أو جراد أو برد أو ريح أو مغرم أو غارة ونهبة, وأمثال ذلك على قدر زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة.

      ( الحصا :( تدل على الرجال والنساء وعلى الصغار من النساء وعلى الدراهم البيض المعدودة لأنها من الأرض, وعلى الحفظ والإحصاء لما ألم به طالبه من علم أو شعر, وعلى الحج ورمي الجمار, وعلى القساوة والشدة وعلى السباب والقذف. فمن رأى طائرا نزل من السماء إلى الأرض فالتقط حصاة وطار بها فإن كان ذلك في مسجد هلك منه رجل صالح أو من صلحاء الناس, فإن كان صاحب الرؤيا مريضا وكان من أهل الخير أو ممن يصلي أيضا فيه ولم يشركه في المرض أحد ممن يصلي أيضا فيه فصاحب الرؤيا ميت, وإن كان التقاطه للحصاة من كنيسة كان الاعتبار في فساد المريض كالذي قدمناه, وإن التقطها من دار أو من مكان مجهول فمريض صاحب الرؤيا من ولد أو غيره هالك, فأما من التقط عددا من الحصى وصيرها في ثوبه أو ابتلعها في جوفه فإن كان التقاطه إياها من مسجد أو دار عالم أو حلقة ذكر أحصى من العلم والقرآن وانتفع من الذكر والبيان بمقدار ما التقط من الحصا, وإن كان التقاطه من الأسواق أو من الفدادين وأصول الشجر فهي فوائد من الدنيا ودراهم تتألف له من سبب الثمار أو النبات أو من التجارة والسمسرة أو من السؤال والصدقة لكل إنسان على قدر همته وعادته في يقظته, وإن كان التقاطه من طف البحر فعطايا من السلطان إن كان يخدمه, أو فوائد من البحر إن كان يتجر فيه, أو علم يكتسبه من عالم إن كان ذلك طلبه, أو هبة وصلة من زوجة غنية إن كانت له أو ولد أو نحوه. وأما من رمى بها في بحر ذهب ماله فيه. وإن رمى بها في بئر أخرج مالا في نكاح أو شراء خادم, وإن رمى بها في ممطر أو ظرف من ظروف الطعام أو في مخزن من مخازن البحر اشترى بما معه أو بمقدار ما رمى به تجارة يستدل عليها بالمكان الذي رمى ما كان معه فيه. والعامة تقول: رمى فلان ما كان معه من دراهم في حنطة أو زيت أو غيرهما. وإن رمى بها حيوانا كالأسد والقرد والجراد والغراب وأشباهها, فإن كان ذلك في أيام الحج بشرته بالحج ورمي الجمار في مستقبل أمره لأن أصل رمي الجمار أن جبريل عليه السلام أمر آدم صلى الله عليه وسلم أن يقذف الشيطان بها حين عرض له فصارت سنة لولده, وإن لم يكن ذلك في أيام الحج كانت الحصاة دعاءه على عدو أو فاسق أو سبه وشتمه أو شهادات يشهد بها عليه. وإن رمى بها خلاف هذه الأجناس كالحمام والمسلمين من الناس كان الرجل سبابا مغتابا متكلما في الصلحاء والمحصنات من النساء.

      ( الدور :( وأما الدور فهي دالة على أربابها, فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها, والحيطان رجال والسقوف نساء لأن الرجال قوامون على النساء لكونها من فوقها ودفعها للأسواء عنها فهي كالقوام, فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه, وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته لأنه يعرف بها وتعرف به فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله, وربما دلت على ماله الذي به قوامه, وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه, فإذا كانت جسمه كان بابها وجهه, وإذا كانت زوجته كان بابها فرجه, وإذا كانت دنياه وماله كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته, وإذا كانت ثوبه كان بابها طوقه, وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار, وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق, والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق, فالذي فيه الغلق هو الذكر, والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته لأن القفل الداخل في العروة ذكر, ومجموع الشكل إذا انغلق كالزوجين وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى, وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار. وأما أسكفة الباب ودوراته وكل ما يدخل فيه منه لسان فذاك على الزوجة والخادم. وأما قوائمه فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والأخوة والأعوان, وأما قوائمه وحلقة الباب فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه. فمن رأى شيئا من ذلك نقصا أو حدوثا أو زيادة أو جدة عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة. وأما الدار المجهولة سوى المعروفة فهي دار الآخرة لأن الله تعالى سماها دارا فقال: تلك الدار الآخرة وكذلك إن كانت معروفة لها اسم تدل على الآخرة كدار عقبة أو دار السلام. فمن رأى نفسه فيها وكان مريضا أفضى إليها سالما معافى من فتن الدنيا وشرها, وإن كان غير مريض فهي له بشارة على قدر عمله من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة يستدل على ما أوصله إليها, وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة. فإن رأى معه في المنام كتبا يتعلمها فيها فعلمه أداه إليها, وإن كان فيها مصليا فبصلاته نالها, وإن كان معه فرسه وسيفه فبجهاده بلغها ثم على المعنى, وأما اليقظة فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام. وأما من بنى دارا غير داره في مكان معروف أو مجهول فانظر إلى حاله فإن كان مريضا أو عنده مريض فذلك قبره, وإن لم يكن شيء من ذلك فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف, فإن بناها باللبن والطين كانت حلالا, وإن كانت بالآجر والجص والكلس كانت حراما من أجل النار التي توقد على عمله, وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضا فإن كانت باللبن فهو عمل صالح يعمله للآخرة أو قد عمله, وإن كانت بالآجر فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها إلا أن يعود إلى هدمها في المنام فإنه يتوب منها.

      وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم فهي دار الآخرة. فمن رأى أنه دخلها فإنه يموت إن لم يخرج منها, فإن دخلها وخرج منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو. (ومن رأى) أنه دخل دارا جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف, فإن كان فقيرا استغنى, وإن كان غنيا ازداد غنى, وإن كان مهموما فرج عنه, وإن كان عاصيا تاب وعلى قدر حسنها وسعتها إن كان لا يعرف لها صاحبا, فإن كان لها صاحب فهي لصاحبها, وإن كانت مطينة كان ذلك حلالا, وإن كانت مجصصة كانت ذلك حراما, وسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه وضيقها ضيق دنياه وبخله وجدتها تجديد عمله وتطيينها دينه. وأما إحكامها فإحكام تدبيره ومرمتها سروره, والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته. ومن خرج من داره غضبان فإنه يحبس لقوله تعالى: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فإن رأى أنه دخل دار جاره فإنه يدخل في سره, وإن كان فاسقا فإنه يخونه في امرأته ومعيشته, وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها. (ومن رأى) دارا من بعيد نال دنيا بعيدة, فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور فإنه دنيا يصيبها حلالا. (ومن رأى) خروجه من الأبنية مقهورا أو متحولا فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه.

      (حكي): أن رجلا من أهل اليمن أتى معبرا فقال: رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهدمت علي. فقال: تجد ميراثا فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثه ستة آلاف درهم. ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال: تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلا فكان كذلك. وبيوت الدار نساء صاحبها والطرز والزقاق رجال والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره وصحتها وسط دولة دنياه وسطحها اسمه ورفعته, والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين, وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه, وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر وطلب المعونة منه. وقالت النصارى. من رأى كأنه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة. وقيل: إن كنس الدار ذهاب الغم, والله أعلم بالصواب. وقيل إن هدم الدار موت صاحبها.

      ( البيوت :( بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها, ومنه يقال دخل فلان بيته إذا تزوج فيكنى عنها به لكونه فيه ويكون بابه فرجها أو وجهها ويكون المخدع والخزانة بكرا كابنته أو ربيبته لأنها محجوبة والرجل لا يسكنها. وربما دل بيته على جسمه أيضا وبيت الخدمة خادمه ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية, والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خاليا من ولده وسائر أهله, ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها فما عاد على ذلك من نقص أو زيادة أو هدم أو إصلاح عاد إلى المنسوبة إليه مثل أن يقول: رأيت كأني بنيت في داري بيتا جديدا, فإن كان مريضا أفاق وصح جسمه, وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه إلا أن يكون عادته دفن من مات له في داره فإنه يكون ذلك قبر المريض في الدار سميا إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل, أو كان مع ذلك طلاء بالبياض, أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين أو ما تدل عليه المصائب وإن لم يكن هناك مريض تزوج إن كان عزبا أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة, أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره. (ومن رأى) أنه يهدم دارا جديدة أصابه هم وشر. ومن بنى دارا أو ابتاعها أصاب خيرا كثيرا. (ومن رأى) أنه في بيت مجصص جديد مجهول مفرد عن البيوت وكان مع ذلك كلام يدل على الشر كان قبره. (ومن رأى) أنه حبس في بيت موثقا مقفلا عليه بابه والبيت وسط البيوت نال خيرا وعافية. (ومن رأى) أنه احتمل بيتا أو سارية احتمل مؤنة امرأة. فإن احتمله بيت أو سارية احتملت امرأة مؤنته. وباب البيت امرأة وكذلك أسكفته. (ومن رأى) أنه يغلق بابا تزوج امرأة. والأبواب المفتحة أبواب الرزق, وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي. (ومن رأى) أنه دخل بيتا وأغلق بابه على نفسه فإنه يمتنع من معصية الله تعالى لقوله تعالى: وغلقت الأبواب فإن رأى أنه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط نال خيرا وعافية. فإن رأى أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته. (ومن رأى) أنه يخرج من بيت ضيق خرج من هم. والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر امرأة تتزوج هناك. (ومن رأى) في داره بيتا واسعا مطينا لم يكن فيه فإنها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار, فإن كان مجصصا أو مبنيا بآجر فإنه امرأة سليطة منافقة, فإن كانت تحت البيت سرب فهو رجل مكار, فإن كان من طين فإنه مكر في الدين, والبيت المظلم امرأة سيئة الخلق رديئة وإن رأته المرأة فرجل كذلك, فإن رأى أنه دخل بيتا مرشوشا أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح. فإن رأى أن بيته أوسع مما كان فإن الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيرا من قبل امرأة. (ومن رأى) أنه ينقش بيتا أو يزوقه وقع في البيت خصومة وجلبة. والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة.

      ( الحائط :( رجل وربما كان حال الرجل في دنياه إذا رأى أنه قائم عليه وإن سقط عنه زال عن حاله. وإن رأى أنه دفع حائطا فطرحه أسقط رجلا من مرتبته وأهلكه. والحائط رجل ممتنع صاحب دين ومال وقدر على قدر الحائط في عرضه وإحكامه ورفعته والعمارة حوله بسببه. (ومن رأى) حيطان بناء قائمة محتاجة إلى مرمة فإنه رجل عالم أو إمام قد ذهبت دولته. فإن رأى أن أقواما يرمونها فإن له أصحابا يرمون أموره. (ومن رأى) أنه سقط عليه حائط أو غيره فقد أذنب ذنوبا كثيرة وتعجل عقوبته, والشق في الحائط أو الشجرة أو في الغصن مصير الواحد من أهل بيته اثنين بمنزلة القرطين والحلمتين. (ومن رأى) حيطانا دارسة فهو رجل إمام عادل ذهبت أصحابه وعترته, فإن جددها فإنهم يتجددون وتعود حالتهم الأولى في الدولة. فإن رأى أنه متعلق بحائط فإنه يتعلق برجل رفيع ويكون استمكانه منه بقدر استمكانه من الحائط. ومن نظر في حائط فرأى مثاله فيه فإنه يموت ويكتب على قبره.

      ( السقف :( رجل رفيع فإن كان من خشب فإنه رجل غرور. فإن رأى سقفا يكاد أن ينزل عليه ناله خوف من رجل رفيع, فإن نزل عليه التراب من السقف فأصاب ثيابه فإنه ينال بعد الخوف مالا, فإن انكسر جذع فهو موت صاحب الدار أو آفة تنزل به. فإن رأى أن عارضته انشقت طولا بنصفين فلم يسقط فهو جميع ما ينسب إلى ذلك البيت والطرز وغيره مضاعف الواحد اثنان, والخشب والجذوع في البناء رجل منافق متحمل لأمور الناس. وكسره موت رجل بهذه الصفة.

      ( القصر :( للفاسق سجن وضيق ونقص مال وللمستور جاه ورفعة أمر وقضاء دين, وإذا رآه من بعيد فهو ملك. والقصر رجل صاحب ديانة وورع. فمن رأى أنه دخل قصرا فإنه يصير إلى سلطان كبير ويحسن دينه ويصير إلى خير كثير لقوله تعالى: تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (ومن رأى) كأنه قائم على قصر وكان القصر له فإنه يصيب رفعة عظيمة وجلالة وقدرة, وإن كان القصر لغيره فإنه يصيب من صاحبه منفعة وخيرا.

      ( الإيوان الأزج :( الأزج من اللبن امرأة قروية صاحبة دين وبالجص دنيا مجددة وبالآجر مال يصير إليه حرام. وقيل: هو امرأة منافقة. (ومن رأى) أنه يعقد أزجا بآجر صهريج فإنه يؤدب ولده. والجص والآجر من عمل أهل النار والفراعنة.

      ( القبة :( قوة من رأى أنه بنى قبة على السحاب فإنه يصيب سلطانا وقوة بحلمه. (ومن رأى) أن له بنيانا بين السماء والأرض من القباب الخضر فإن ذلك حسن حاله وموته على الشهادة, ويدل البناء على بناء الرجل بامرأته. وقيل: من رأى كأنه يبني بناء فإنه يجمع أقرباءه وأصدقاءه على سرور. (ومن رأى) أنه طين قبر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يحج بمال, واللبن إذا كان مجموعا ولا يستعمل في بناء فهو دراهم ودنانير. (ومن رأى) أنه يجدد بنيانا عتيقا لعالم فإنه تجديد سيرة ذلك العالم, وإن كان البناء لفرعون أو ظالم فإنه تجديد سيرته. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى كأنه يبني بنيانا فإنه يعمل عملا (ومن رأى) أنه ابتدأ في بناء فحفره من أساسه وبناه من قراره حتى شيده فإنه طلب علم أو ولاية أو حرفة وسينال حاجته فيما يروم. وقيل: من رأى أنه يبني بنيانا في بلدة أو قرية فإنه يتزوج هناك امرأة, فإن بناه من خزف فتزيين ورياء, وإن بناه من طين فإنه حلال وكسب, وإن كان منقوشا فهو ولاية أو علم مع لهو وطرب, وإن بناه من جص وآجر عليه صورة فإنه يخوض في الأباطيل.

      ( الغرفة :( تدل على الرفعة وعلى استبدال السرية بالحرة لعلو الغرفة على البيت, وتدل على أمن الخائف لقوله تعالى: وهم في الغرفات آمنون وتدل على الجنة لقوله تعالى: أولئك يجزون الغرفة بما صبروا وتدل أيضا على المحراب لأن العرب تسميها بذلك, فمن بنى غرفة فوق بيته ورأى زوجته تنهاه عن ذلك وتسخط فعله أو تبكي بالعويل أو كأنها ملتحفة في كساء فإنه يتزوج على امرأته أخرى أو يتسرى, وإن كانت زوجته عطرة جميلة متبسمة كانت الغرفة زيادة في دنياه ورفعة, وإن صعد إلى غرفة مجهولة فإن كان خائفا أمن, وإن كان مريضا صار إلى الجنة وإلا نال رفعة وسرورا وعلوا, وإن كان معه جمع يتبعه في صعوده يرأس عليهم بسلطان أو علم أو إمامة في محراب. وإن رأى عزبا أنه في غرفة تزوج امرأة حسنة رئيسة دينة. وإن رأى له غرفتين أو ثلاثة أو أكثر فإنه يأمن مما يخاف. وإن رأى أن البيت الأعلى سقط على البيت الأسفل ولم يضره فإنه يقدم له غائب, فإن كان معه غبار كان معه مال.

      ( المنظرة :( رجل منظور إليه, فمن رآها من بعيد فإنه يظفر بأعدائه وينال ما يتمنى ويعلو أمره في سرور, فإن رآها تاجر فإنه يصيب ربحا ودولة ويعلو نضارة حيث كان ويكون, وبناء المنظرة يجري مجرى بناء الدور.

      (وأما الأسطوانة :( من خشب أو من طين أو من جص أو آجر فهي قيم دار أو خادم أهل الدار وحامل ثقلهم وبيوتهم ويقوى على ما كلفوه فما يحدث فيها, ففي ذلك الذي ينسب إليه, والكوة في البيت أو الطرز والغرفة ملك يصيبه صاحبها وعز وغنى يناله. وللمكروب فرج وللمريض شفاء وللعزب امرأة وللمرأة زوج, وإذا رأيت الكوة في البيت الذي ليس فيه كوة فإنها لأهل الولاية ولاية وللتاجر تجارة.

      ( الدرج :( تدل على أسباب العلو والرفعة والإقبال في الدنيا والآخرة لقول العرب: ارتفعت درجة فلان, وفلان رفيع الدرجة, وتدل على الإملاء والاستدراج لقوله تعالى: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وربما دلت على مراحل السفر, ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة, وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته, ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجا مجهولا نظرت في أمره فإن وصل إلى آخره وكان مريضا مات, فإن دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة, وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت, وإن كان سليما ورام سفرا خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال, وإن كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلا أو يجد دنانير على هذا العدد فإن ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه, وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لأن الثلاثين نقص والأربعون تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعسر, ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعد تم له لقوله تعالى في الثلاثة: ذلك وعد غير مكذوب وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجه وإن لم يؤمل شيئا من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطانا ورفعة إما بولاية أو بفتوى أو بخطابة أو بأذان على المنار أو بنحو ذلك من الأمور الرفيعة المشهورة. وأما نزول الدرج فإن كان مسافرا قدم من سفر وإن كان مذكورا رئيسا نزل عن رياسته. وعزل عن عمله, وإن كان راكبا مشى راجلا, وإن كانت له امرأة عليلة هلكت, وإن كان هو المريض نظرت فإن كان نزوله إلى مكان معروف أو إلى أهله وبيته أو إلى تبن كثير أو شعير أو إلى ما يدل على أموال الدنيا وعروضها أفاق من علته, وإن كان نزوله من مكان مجهول لا يدريه أو برية أو إلى قوم موتى قد عرفهم ممن تقدمه أو كان سقوطه تكويرا أو سقط منها في حفرة أو بئر أو مطمورة أو إلى أسد افترسه أو إلى طائر اختطفه أو إلى سفينة مرسية أقلعت به أو إلى راحلة فوقها هودج فسارت به فإن الدرج أيام عمره, وجميع ما أنزل إليه منها موته حين تم أجله وانقضت أيامه, وإن كان سليما في اليقظة من السقم وكان طاغيا أو كافرا نظرت فيما نزل إليه.

      فإن دل على الصلاح كالمسجد والخصب والرياض والاغتسال ونحو ذلك فإنه يسلم ويتوب وينزل عما هو عليه ويتركه ويقطع عنه, وإن كان نزوله إلى ضد ذلك مما يدل على العظائم والكبائر والكفر كالجدب والنار العظيمة المخيفة والأسد والحيات والمهاوي العظام فإنه يستدرج له ولا يؤخذ بغتة حتى يرد عليه ما يهلك فيه ويعطب عنده ولا يقدر على الفرار منه, ويتجدد بناء الدرج يستدل به على صلاح ما يدل عليه من فساده, فإن كان من لبن كان صالحا وإن كان من آجر كان مكروها. وقال بعضهم: الدرجة أعمال الخير أولها: الصلاة. والثانية: الصوم والثالثة: الزكاة. والرابعة: الصدقة. والخامسة: الحج. والسادسة: الجهاد. والسابعة: القرآن. وكل المراقي أعمال الخير لقوله صلى الله عليه وسلم: اقرأ وارق فالصعود منها إذا كان من طين أو لبن حسن الدين والإسلام, ولا خير فيها إذا كانت من آجر. وإن رأى أنه على غرفة بلا مرقاة ولا سلم صعد فيه فإنه كمال دينه وارتفاع درجته عند الله لقوله تعالى: نرفع درجات من نشاء والمراقي من طين. للوالي رفعة وعز مع دين, وللتجار تجارة مع دين, وإن كانت من حجارة فإنها رفعة مع قساوة قلب, وإن كانت من خشب فإنها مع نفاق ورياء, وإن كانت من ذهب فإنه ينال دولة وخصبا وخيرا. وإن كانت من فضة فإنه ينال جواري بعدد كل مرقاة, وإن كانت من صفر فإنه ينال متاع الدنيا, ومن صعد مرقاة استفاد فهما وفطنة يرتفع به. وقيل: الدرجة رجل زاهد عابد, ومن قرب منه نال رفعة ونسكا لقوله تعالى: يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات وكل درجة للوالي ولاية سنة. والسلم الخشب رجل رفيع منافق والصعود فيه إقامة بنية لقوله تعالى: أو سلما في السماء فتأتيهم بآية وقيل: إن الصعود فيه استعانة بقوم فيهم نفاق وقيل: هو دليل سفر. فإن صعد فيه ليستمع كلاما من إنسان فإنه يصيب سلطانا لقوله: أم لهم سلم يستمعون فيه فليأت مستمعهم بسلطان مبين

      وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأني فوق سلم فقال: أنت رجل تستمع على الناس. والسلم الموضوع على الأرض مرض وانتصابه صحة. ( الطاق :( الواسعة دليل على حسن خلق المرأة, والضيقة دليل على سوء خلقها, والرجل إذا رأى أنه جالس في طاق ضيق فإنه يطلق امرأته جهارا, وإن كان موضعه من الطاق واسعا فإن المرأة تطلق من زوجها سرا, والصفة رئيس يعتمده أهل البيت.

      ( الأبواب :( الأبواب المفتحة أبواب الرزق وباب الدار قيمها فما حدث فيه فهو في قيم الدار. فإن رأى في وسط داره بابا صغيرا فهو مكروه لأنه يدخل على أهل العورات, وسيدخل تلك الدار خيانة في امرأته, وأبواب البيوت معناها يقع على النساء, فإن كانت جددا فهن أبكار, وإن كانت خالية من الأغلاق فهن ثيبات. وإن رأى باب دار قد سقط أو قلع إلى خارج أو محترقا أو مكسورا فذلك مصيبة في قيم الدار, فإن عظم باب داره أو اتسع وقوي فهو حسن حال القيم. فإن رأى أنه يطلب باب داره فلا يجده فهو حائر في أمر دنياه. (ومن رأى) أنه دخل من باب فإن كان في خصومة فهو غالب لقوله تعالى: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون فإذا رأى أبوابا فتحت من مواضع معروفة أو مجهولة فإن أبواب الدنيا تفتح له ما لم يجاوز قدرها, فإن جاوز فهو تعطيل تلك الدار وخرابها, فإن كانت الأبواب إلى الطريق فإن ما ينال من دنياه تلك يخرج إلى الغرباء والعامة, فإن كانت مفتحة إلى بيت في الدار كان ما يناله لأهل بيته. فإن رأى أن باب داره اتسع فوق قدر الأبواب فهو دخول قوم عليه بغير إذن في مصيبة, وربما كان زوال باب الدار عن موضعه زوال صاحب الدار على خلقه وتغيره لأهل داره, فإن رأى أنه خرج من باب ضيق إلى سعة فهو خروجه من ضيق إلى سعة ومن هم إلى فرج. وإن رأى أن لداره بابين فإن امرأته فاسدة فمن رأى لبابه حلقتين فإن عليه دينا لنفسه فإن رأى أنه قلع حلقة بابه فإنه يدخل في بدعة. وانسداد باب الدار مصيبة عظيمة لأهل الدار.

      ( العتبة :( امرأة, روي أن إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم قال لامرأة ابنه إسماعيل: قولي له غير عتبة بابك, فقالت له ذلك فطلقها وقيل: إن العتبة الدولة والأسكفة هي المرأة والعضادة رئيس الدار وقيمها فقلعها ذل لقيم الدار بعد العز وتغيبها عن البصر موت القيم كما أن قلع أسكفته تطليق المرأة.

      ( وحكي) أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت في المنام أسكفة بابي العليا وقعت على السفلى ورأيت المصراعين قد سقطا فوقع أحدهما خارج البيت والآخر داخل البيت. فقال لها: ألك زوج وولد غائبان؟ قالت نعم, فقال: أما سقوط الأسكفة العليا فقدوم زوجك سريعا, وأما وقوع المصراع خارجا فإن ابنك يتزوج امرأة غريبة, فلم تلبث إلا قليلا حتى قدم زوجها وابنها مع ابنة غريبة.

      ( الغلق :( من خشب هو البلط إذا فتح يكون فيه مكر. (ومن رأى) أنه يغلق باب داره بالبلط فإنه محكم في حفظ دنياه, فإن لم يكن له بلط فليس له ضبط في أمر دنياه. فإن رأى أنه يريد إغلاق باب داره ولا ينغلق فإنه يمتنع من أمر يعجز عنه. وإن رأى غاز أنه يفتح بابا يغلق فإنه ينقب حصنا أو يفتحه, فإن فتحه رجل فإنه يمكر بالمنسوب إلى ذلك النقب ويفتح عليه خير من قبل ذلك الرجل, ودخول الدرب دخول في سوم تاجر أو ولاية وال أو صناعة ذي حرفة, فمن رأى دربا مفتوحا فإنه يدخل في عمل كما ذكرت.

      ( مرافق الدار :( المطبخ طباخة. والمبرز امرأة فإن كان واسعا نظيفا غير ظاهر الرائحة فإن امرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة نتنه حسن بنائها, وإن كان ضيقا مملوءا عذرة لا يجد صاحبه منه مكانا يقعد فيه فإنها تكون ناشزة, وإن كانت رائحته منتنة فإنها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة. وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها, وإن نظر فيها فرأى فيها دما فإنه يأتي امرأته وهي حائض فإن رأى بئرها قد امتلأت فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكبيرة مخافة التبذير. فإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر فإن في بيته امرأة مطلقة, فإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها فإن امرأته حبلى. (ومن رأى) أنه جعل في مستراح فإنه يمكر به, فإن أغلق عليه بابه فإنه يموت, وقد تقدم في ذكر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية. والمعلف عز لأنه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب وقيل إنه امرأة الرجل. (ومن رأى) كأن في بيته معلفا يعتلف عليه دابتان فإنه يدل على تخليط في امرأة مع رجلين, إما امرأته أو غيرها من أهل الدار. وأما الجحر في الأرض أو الحائط فإنه الفم, فمن رأى جحرا خرج منه حيوان فإنه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله.

      ( وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت جحرا ضيقا خرج منه ثور عظيم فقال: الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطيع العود إليه. وحكي أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن يزيد بن المهلب عقد طاقا بين داري ودراه. فقال: ألك أم؟ قال نعم, قال: هل كانت أمة؟ قال لا أدري, فأتى الرجل أمه فاستخبرها فقالت: صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك.

      ( السرب :( كل حفيرة في الأرض مكر. فمن رأى أنه يحفر سربا أو يحفر له غيره فإنه يمكر مكرا أو يمكر به غيره. فإن رأى أنه دخل فيه رجع ذلك المكر إليه دون غيره. فإن رأى أنه دخله حتى استترت السماء عنه فإنه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيته. فإن كان مسافرا فإنه يقطع عليه الطريق. فإن رأى أنه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل فإنه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلا وتقر عينه لأنه يأخذ بتأويل الماء, وإن كان عليه دين قضاه الله تعالى. فإن رأى أنه استخرج مما احتفره أو أحفر له ماء جاريا أو راكدا فإن ذلك معيشة في مكر لمن احتفر.

      ( الحفائر :( دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمراصد وأمثال ذلك, وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربا لتصطاد فيها إذا سقطت إليها, والمطمورة ربما دلت على الأم الكافلة الحاملة المربية لأن قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة يقتات منه صاحبه شيئا بعد شيء حتى يفرغ أو يستغني عنه بغيره, وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام جرت فيما تجري الحفائر فيه لأنها حفرة. فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت فإن كانت أمه عليلة هلكت, وإن كانت عنده حامل خلصت وردم قبرها لأن قبر الحامل مفتوح, إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها, وإن لم يكن شيء من ذلك فانظر, فإن كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه. وإن رأى طعامه بعينه زبلا أو ترابا رخص سعره وذهب فيه ماله وإن لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه. وإن كانت مملوءة بالطعام حملت زوجته إن كان فقيرا أو أمته, فإن كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة, وإن فاضت وسالت والناس يفرقون منها ولا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام. وإن رأى نارا وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين. فإن رأى في طعامها تمرا أو سكرا فإن السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على قدر ما فيها من الحلاوة في القلة والكثرة. فإن كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف, وإلا فعلى هذا المقدار. وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهول فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر.

      ( الآبار :( أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنه قيمها. وربما دلت على زوجته لأنه يدلي فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة, وإذا كان تأويلها رجلا فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله, وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه, وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه, وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه, وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله, وإذا كان البئر امرأة فماؤها أيضا مالها وجنينها, فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها, وإن فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته, وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة, وعلى كل من يجود في أهله بالنفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأن البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين, وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له ودلوه وحبله تشبثه بها, وربما دلت على البحر, وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين, وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم, وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها, وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب. فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة فإن كان مريضا مات وإن كان في سفينه عطب وصار في الماء, وإن كان مسافرا في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه, وإن كان مخاصما سجن, وإلا دخل حماما مكرها أو دخل دار زانية. وأما إن استقى بالدلو من بئر مجهولة فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تعالى: فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وإن كانت له بضاعة في البحر أو في البر قدمت عليه أو وصلت إليه, وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص, وإن كان له مسجون نجا من السجن, وإن كان له مسافر قدم من سفره, فإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزبا تزوج وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له, وكل ذلك إذا طلع دلوه سليما مملوءا. والعرب تقول: دلونا إليك بكذا أي توسلنا إليك, وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علما فإن لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه, فما أفاد من الماء أفاد مثله, وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه. قال الشاعر:

      ومـا طلب المعيشة بالتمني

      ولــكن ألق دلوك في الدلاء

      تجـيء بملئها طورا وطورا

      تجـيء بحمـأة وقليـل ماء


      وقال بعضهم: إذا رأى الرجل البئر فهي امرأة ضاحكة مستبشرة, وإذا رأت امرأة فهو رجل حسن الخلق. (ومن رأى) أنه احتفر بئرا وفيها ماء تزوج امرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر, فإن لم يكن فيها ماء فإن المرأة لا مال لها, فإن شرب من مائها فانه يصيب مالا من مكر إذا كان هو الذي احتفر, وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده. فإن رأى بئرا عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون والواردون بالحبل والدلو, فإن هناك امرأة أو بعل امرأة أو قيمها ينتفع به الناس في معايشهم, ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي يدلي به إلى الماء لقوله عز وجل: واعتصموا بحبل الله جميعا فإن رأى أن الماء فاض من تلك البئر فخرج منها فإنه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع, فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره. فإن رأى أنه يحفر بئرا يسقي منها بستانه فإنه يتناول دواء يجامع به أهله. فإن رأى أن بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت فإن يصيب مالا يكون وبالا عليه. فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار فإنه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار. (ومن رأى) أنه وقع في بئر فيها ماء كدر فإنه يتصرف مع رجل سلطان جائر ويبتلي بكيده وظلمه, وإن كان الماء صافيا, فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافا. فإن رأى أنه يهوي أو يرسل في بئر فإنه يسافر, والبئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب فإنها دنيا الرجل ويكون فيها مرزوقا طيب النفس طويل العمر بقدر الماء, وإن لم يكن فيها ماء فقد نفد عمره, وانهدام البئر موت المرأة. فإن رأى أن رجليه تدلتا في البئر فإنه يمكر بماله كله أو يغضب, فإن نزل في بئر وبلغ نصفها وأذن فيها فإنه سفر, وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية أو ربحا عن تجارة وبشارة, فإن سمع الأذان في نصف البئر عزل إن كان واليا وخسر إن كان تاجرا, وقال بعضهم: من رأى بئرا في داره وأرضه فإنه ينال سعة في معيشته ويسرا بعد عسر ومنفعة. وقيل: من أصاب بئرا مطمورة أصاب مالا مجموعا.

      ( الحمام :( يدل على المرأة لحل الإزار عنده, ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه كنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج, وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجباة لناره وظلمته وجلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه. وربما دل على البحر والأسقام وعلى جهنم. فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه فإن رأى فيه ميتا فإنه في النار والحميم لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير. وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله فإن رأى أنه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حرا تجلت عنه, فإن اغتسل وخرج منه خرج سليما. وإن كانت علته بردا تزايدت به وخيف عليه, فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضا من الثياب خلاف عادته وركب مركوبا لا يليق به فإن ذلك غسله وكفنه ونعشه, وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج. وإن رأى أنه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار, ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالا على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج, فإما نكسة أو إفاقة, وإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش. فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل عزبا تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة أو الضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال, وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته, فإن كان فيه متجردا من ثيابه فالأمر مع زوجته ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به, فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضا وتنقل مراتبه ومقاماته, وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان. وإن رأى أنه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات فإنه امرأة يدخل إليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس. وقال بعضهم: الحمام بيت أذى ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء.

      والحمام اشتق من اسمه الحميم فهو حم والحم صهر أو قريب, فإن استعمل فيه ماء حارا أصاب هما من قبل النساء, وإن كان مغموما ودخل الحمام خرج من غمه, فإن اتخذ في الحمام مجلسا فإنه يفجر بامرأة ويشهر بأمره لأن الحمام موضع كشف العورة, فإن بنى حماما فإنه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك, فإن كان الحمام حارا لينا فإن أهله وصهره وقرابات نسائه موافقون مساعدون له مشفقون عليه, فإن كان باردا فإنهم لا يخالطونه ولا ينتفع بهم, وإن كان شديد الحرارة فإنهم يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سرورا لشدتهم. وقيل: إن رأى أنه في البيت الحار. فإن رجلا يخونه في امرأته وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له. فإن امتلأ الحوض وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط فإنه يغضبه على امرأته, وإن كان الحمام منسوبا إلى غضارة الدنيا فإن كان باردا فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلى ما يريد, وإن كان حارا لينا واستطابه فإن أموره تكون على محبة ويكون كسوبا صاحب دولة يرى فيه فرجا وسرورا, وإن كان حارا شديد الحرارة فإنه يكون كسوبا ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة. وقيل: من رأى أنه دخل حماما فهو دليل الحمى النافض. فإن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء سخنا أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء, وإن شربه من البيت الأوسط فهي حمى صالبة, وإن شربه من البيت البارد فهو برسام. فإن رأى أنه اغتسل بالماء الحار وأراد سفرا فلا يسافر, فإن كان مستجيرا بإنسان يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى: وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام فإن ذلك أقوى في التأويل. فإن رأى في محله حماما مجهولا فإن هناك امرأة ينتابها الناس. وقال بعضهم: من رأى كأنه يبني حماما قضيت حاجته.

      (وحكي): أن رجلا رأى كأنه زلق في الحمام فقصها على معبر فقال: شدة تصيبك. فعرض له أنه زلق في الحمام فانكسرت رجله. والأتون أمر جليل على كل حال وسرور. فمن رأى أنه يبني أتونا فإنه ينال ولاية وسلطانا. وإن لم يكن متحملا فإنه يشغل الناس بشيء عظيم.

      ( الفرن :( المعروف دال على مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي إليه من الطعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يربى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها, وربما دل على نفسه, فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان كسبه وغلته. وأما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار. والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة. وأما العجين والحنطة التي تجيء إليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات, والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ثم يردونها أرزاقا, والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء وكذلك ألواح الخبز, وربما دل على السوق لأن أرزاق الخلق أيضا تساق إليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون, والخسارة كنقص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه, فمن بعث بحنطة أو شعير إلى الفرن المجهول, فإن كان مريضا مات ومضى بماله إلى القاضي, وإن لم يكن مريضا وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقية من مغرم ونحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث بسلعة إلى السوق, فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيرا أتاه في سلعته قريب من رأس ماله, وإن كانت حنطة ربح فيها ثلثا للدينار أو ربعا أو نصفا على قدر زكاتها إن كان قد كالها أو وقع في ضميره شيء منها. ( الرحا :( الطاحون تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة وأمة, وربما دلت على السفر لدورانها, وربما دلت على الوباء والحرب لسحقها, والعرب والشعراء كثيرا ما يعبرون بها عنهما, فمن اشترى رحا تزوج إن كان عزبا أو زوج ابنته أو ابنه أو اشترى خادما للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر, وإن كان فقيرا استفاد ما يكتفي به لأن الرحا لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها. وأما من نصب رحا ليطحن فيها الناس على ماء أو بحر أو غيره فإنه يفتح دكانا أو حانوتا إن لم يكن له حانوت, ويدر فيها رزقه إن كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة وكان له حس في الناس. وأما من تولى الطحين بيده فإنه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأن الحجرين كالزوجين, والقطب كالذكر والعصمة, وإن كانت بلا قطب كان الجماع حراما وقد تكون امرأتين يتساحقان, فإن لم يكن عنده شيء من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق. وأما الرحا الكبيرة إذا رئيت في وسط المدينة أو في الجوامع فإن كانت بلد حرب كان حربا سيما إن كانت تطحن نارا أو صخرا. وإلا كانت طاحونا سيما إن كان المطحون شعيرا معفونا أو ماء وطينا ولحما هزيلا. وقال بعضهم: الرحا على الماء رجل يجري على يديه أموال كثيرة سائس للأمور, ومن التجأ إليه حسن جده. فمن رأى رحا تدور در عليه خير بمقدار الدقيق, ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحا من جهة هذا المذكور, وربما كانت الرحا إذا دارت سفرا, فإن دارت بلا حنطة فهو شغب, والرحا إذا دارت معوجة يغلو الطعام, ورحا اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما إصلاحهما.

      (وحكي): أن رجلا رأى كأن رحا تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر فقال: قد تقارب أجلك. ورحا الريح خصومة لا بقاء لها, وانكسار الرحا مختلف في تأويله فمنهم من قال: تدل على فرج صاحبها من الهموم, ومنهم من قال: تدل على موت صاحبها. (ومن رأى) له رحا تطحن أصاب خيرا من كد غيره. والرحا تدل على الحرب لقول العرب فيها رحا الحرب.

      ( السوق :( تدل على المسجد كما يدل المسجد على السوق لأن كليهما يتجر فيه ويربح, وقد يدل على ميدان الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم, وقد سمى الله تعالى الجهاد تجارة في قوله: هل أدلكم على تجارة تنجيكم فأهل الأسواق يجاهدون بعضهم بعضا بأنفسهم وأموالهم. وربما دلت على مكان فيه ثواب وأجر وربح كدار العلم والرباط وموسم الحج, ومما يباع في السوق يستدل على ما يدل عليه, وكل ذلك ما كانت السوق مجهولة, فسوق اللحم أشبه شيء بمكان الحرب لما يسفك فيه من الدماء وما فيه من الحديد. وسوق الجوهر والبز أشبه شيء بحلق الذكر ودور العلم. وسوق الصرف أشبه شيء بدار الحاكم لما فيها من تصاريف الكلام والوزن والميزان. فمن رأى نفسه في سوق مجهولة قد فاتته فيها صفقة أو ربح في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبرا, وإن كان في حج فاته أو فسد عليه, وإن كان طالبا للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعدا وطلبه لغير الله, وإن لم يكن في شيء من ذلك فاتته الصلاة الجماعة في المسجد. وأما من يسرق في سوقه في بيعه وشرائه فإن كان مجاهدا غل وإن كان حاجا محرما اصطاد أو جامع أو تمتع, وإن كان عالما ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا راءى بصلاته أو سبق إمامه فيها بركوعه أو سجوده, أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأن ذلك أسوأ السرقة كما في الخبر.

      وأما السوق المعروفة فمن رآها عامرة بالناس أو رأى حريقا وقع فيها أو ساقية صافية تجري في وسطها أو كان التبن محشوا في حوانيتها أو ريحا طيبة تهب من خلالها درت معيشة أهلها وأتتهم أرباح وجاءهم نفاق. وإن رأى أهل السوق في نعاس أو الحوانيت مغلقة أو كان العنكبوت قد نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو نزلت بأهلها عطلة. وإن رأى سوقا انتقلت انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقلت إليه كسوق البز ترى القصابين فيه فإنه يكثر أرباح البزازين في افتراق المتاع وخروجه. وإن رأى فيه أصحاب الفخار والقلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم. وإن رأى فيه أصحاب هرائس ومقالي نزلت فيه محنة إما من حريق أو نهب أو هدم أو نحوه. وقال بعضهم: السوق الدنيا واتساع السوق اتساع الدنيا. وقيل: السوق تدل على اضطراب وشغب بسبب من يجتمع إليها من العامة, فأما من تعيش من السوق فإنه دليل خير إذا رأى فيها خلقا كبيرا أو شغلا, فأما إذا كانت السوق هادئة دلت على بطالة السوقيين.

      ( الحانوت :( يدل على كل مكان يستفيد المرء فيه فائدة في دنياه وأخراه كبستانه وفدانه ونخلته وشجرته وزوجته ووالده ووالدته أو كتابه من قول العامة لمن اعتمد مكانا للفائدة جعله حانوته. فمن رأى حانوته انهدم فإن كان والده مريضا مات لأن معيشته منه, وإن كانت أمه مريضة هلكت لأنها كانت تربيه بلبنها وتقويه بعيشها, وإن كانت زوجته حاملا أو سقيمة ماتت لأنها دنياه ولذته ومتعته, ومن في بطنها ماؤه وولده الذي هو في التأويل ماله, فإن لم يكن شيء من ذلك تعذرت عليه معيشته وتعطلت عليه الأماكن التي بها قوامه. (ومن رأى) أنه يكسر باب حانوت فإنه يتحول منه. وإن رأى أبواب الحوانيت مغلقة نالهم كساد في أمتعتهم وانغلاق في تجاراتهم. فإن رأى أبوابها مسدودة ماتوا وذهب ذكرهم. فإن رآها مفتحة تفتح عليهم أبواب التجارة.

      ( الخان :( فندق الرجل يدل على ما تدل عليه داره من جسمه واسمه ومجده وذكره وحمامه وفرنه ومجلس قضائه فما جرى عليه عاد عليه, وأما المجهول منها فدال على السفر لأنه منزلهم, وربما دل على دار الدنيا لأنها دار سفر يرحل منها قوم وينزل آخرون, وربما دل على الجباية لأنها منزل من سافر عن بيته وخرج عن وطنه إلى غير بلاده وهو في حين غربته إلى أن يخرج منها مع صحابته وأهل رفقته. فمن رأى كأنه دخل في فندق مجهول مات إن كان مريضا أو سافر إن كان صحيحا أو انتقل من مكان إلى مكان, فأما من خرج من فندق إلى فندق فركب دابة عند خروجه أو خرج بها من وسطه نظرت إلى حاله فإن كان مريضا خرج محمولا, وإن كان في سفر تحرك منه وسافر عنه, وكذلك إن رأى رفقة نازلة في فندق مجهول ركبانا أو خرجوا منه كذلك فإنه يكون وباء في الناس أو الرفاق كما تقدم. أو يخرج بفرق بين الأمرين بأهل الرفقة وأحوالهم في اليقظة ولمالهم ومعروفهم ومجهولهم وبرهم ومراكبهم.

      ( السجن :( يدل على ما يدل عليه الحمام وربما دل على المرض المانع من التصرف والنهوض, وربما دل على العقلة عن السفر, وربما دل على القبر, وربما دل على جهنم لأنها سجن العصاة والكفرة ولأن السجن دار العقوبة ومكان أهل الجرم والظلم. فمن رأى نفسه في سجن فانظر في حاله وحال السجن فإن كان مريضا والسجن مجهولا فذلك قبره يحبس فيه إلى القيامة, وإن كان السجن معروفا طال مرضه ورجيت إفاقته وقيامه إلى الدنيا التي هي سجن لمثله لما في الخبر "أنها سجن المؤمن وجنة الكافر" وإن كان المريض مجرما فالسجن المجهول قبره والمعروف دال على طول إقامته في علته ولم ترج حياته إلا أن يتوب أو يسلم في مرضه. وإن رأى ميتا في السجن فإن كان كافرا فذاك دليل على جهنم وإن كان مسلما فهو محبوس عن الجنة بذنوب وتبعات بقيت عليه, وأما الحي السليم يرى نفسه في سجن فانظر أيضا إلى ما هو فيه, فإن كان مسافرا في بر أو سفينة أصابته عقلة وعاقة بمطر أو ريح أو عدو أو حرب أو أمر من سلطان, وإن لم يكن مسافرا دخل مكانا يعصي الله فيه كالكنيسة ودار الفكر والبدع أو دار زانية أو خمار كل إنسان على قدره. وما في يقظته مما ينكشف عند المساءلة أو يعرف عنه بالشهرة أو بزيادة منامه من كلامه وأفعاله في أحلامه. وقال بعضهم: من رأى أنه اختار سجنا لنفسه فإن امرأة تراوده عن نفسه والله يصرف عنه كيدها ويبلغه مناه لقوله تعالى: رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وحكي أن سابور بن أردشير في حياة والده رأى كأنه يبني السجون ويأخذ الخنازير والقردة من الروم فيدخلها فيه وكان عليه إحدى وثلاثون تاجا فسأل المعبر عنه فقال: تملك إحدى وثلاثين سنة. وأما بناء السجون فبعددها تبني مدائن وتأخذ الروم وتأسر منهم فكان كذلك, فإنه بعد موت أبيه أخذ ملك الروم وبنى مدينة نيسابور ومدينة الأهواز ومدينة ساوران.

      ( المزبلة :( هي الدنيا وبها شبهها ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقف عليها. والزبل الماء لأنه من تراب الأرض وفضول ما يتصرف الخلق فيه ويتعيشون به من عظام وخزف ونوى وتبن ونحو ذلك مما هو في التأويل أموال. فمن رأى نفسه على مزبلة غير مسلوكة فانظر إلى حاله وإلى ما يليق به في أعماله, فإن كان مريضا أو خائفا من الهلاك بسبب من الأسباب بشرته بالنجاة أو بالقيام إلى الدنيا المشبهة بالمزبلة. وإن رأى ذلك فقيرا استغنى بعد فقره وكسب أموالا بعد حاجته وإن كان له من يرجو ميراثه ورثه لأن الزبل من جمع غيره ومن غير كسبه, والمزبلة مثل مال مجموع من ههنا ومن ههنا بلا ورع ولا نحر لكثرة ما فيها من التخليط والأوساخ والقاذورات, وإن كان أعزب تزوج, وكان الأزبال شوارها وقشها المقشش من كل ناحية, والمشترى من كل مكان والمستعار من كل دار, فإن لم يكن ذلك فالمزبلة دكانه وحانوته, ولا يعدم أن يكون صرافا أو خمارا أو سقاطا أو من يعامل الخدم والمهنة كالفران, وإن كان يليق به القضاء والملك والجباية والقبض من الناس ولي ذلك وكانت الأموال تجيء إليه والفوائد تهدى إليه والمغارم والمواريث, لأن الزبل لا يؤتى به إلى المزبلة إلا من بعد الكنس. والكنس دال على الغرم وعلى الهلاك والموت, وربما كانت المزبلة للملك بيت ماله, وللقاضي دار أمينة وصاحب ودائعه. وأما من يقرأ فوق مزبلة فإن كان واليا عزل, وإن كان مريضا مات, وإن كان فقيرا تزهد وافتقر.

      ( الطرق الجادة :( الطريق هو الصراط المستقيم, والصراط هو الدين والاستقامة, فمن يسلك فيه فهو على الطريق المستقيم ومنهاج الدين وشرائع الإسلام ومتمسك بالعروة الوثقى من الحق, فإن ضل الطريق فهو متحير في أمر نفسه ودينه. وإن رأى أنه يمشي مستويا على الطريق فإنه على الحق, فإن كان صاحب دنيا فإنه يهدى إلى تجارة مربحة. وأما الطريق المضلة فضلالة لسالكها. فإن استرشد وأصاب عاد إلى الحق, والطريق الخفي غرور وبدعة. وأما الطريق المنعرج في السلوك فيكون في المذاهب والأعمال. قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: رأيت كأني أخذت جواد كثيرة فاضمحلت حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهيت إلى جبل فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه إلى جنبه أبو بكر رضوان الله عليه قلت: إنا لله وإنا إليه راجعوان. وأما السراب فمن رأى سرابا فإنه يسعى في أمر قد طمع فيه لا يحصل له منه مقصود لقوله تعالى: كسراب بقيعة

      ( بئر الكنيف :( تدل على المطمورة وعلى المخزن وعلى الكيس لما فيها من العذرة الدالة على المال, فمن كنسها ورمى بما فيها من العذرة باع ما عنده من السلع الكاسدة أو بعث بماله في سفر أو عامل به نسيئة إن كان ذلك شأنه إذا حمل ما فيها في الجرار, وإن صب في القناة أو وجدها لا شيء فيها ذهب ماله ودنا فقره, وإن كان فقيرا ذهب همه ونقص حزنه حزن الفقر لكنسها عند امتلائها في يقظته وقد يدل على الدين, فإن كان مديونا قضى دينه لأنها حش, وأما من بال فيها لبنا أو عسلا أتى دبرا حراما إن كانت مجهولة وإن كانت في داره صنع ذلك مع أهله.

      ( الجبانة :( تدل على الآخرة لأنها ركابها وإليها يمضي بمن وصل إليها وهي محبس من وصل إليها, وربما دلت على دار الرباط والنسك والعبادة والتخلي من الدنيا والبكاء والمواعظ لأنه أهلها في نزاويهم عن الناس عبرة لمن زارهم, وموعظة لمن رآهم وانكشف إليه أحوالهم وأجسامهم المنهوكة وفرقهم المسحوقة, وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلها وسلم على ساكنيها دار قوم مؤمنين, وربما دلت على الموت لأنها داره, وربما دلت على دار الكفار وأهل البدع ومحلة أهل الذمة لأن من فيها موتى, والموت في التأويل فساد الدين, وربما دلت على دور المستخفين بالأعمال المهلكة والفساد كدور الزناة ودور الخمور التي فيها السكارى مطرحين كالموتى, ودور الغافلين الذين لا يصلون ولا يذكرون الله تعالى ولا ترفع لهم أعمال, وربما دلت على السجن لأن الميت مسجون في قبره فمن دخل جبانة في المنام وكان مريضا في اليقظة صار إليها ومات من علته, ولا سيما إن كان بنى فيها بيتا أو دارا, فإن لم يكن مريضا فانظر فإن كان في حين دخوله متخشعا باكيا بعينه أو تاليا لكتاب الله تعالى أو مصليا إلى القبلة فإنه يكون مداخلا لأهل الخير وحلق الذكر ونال نسكا وانتفع بما يراه أو يسمعه, وإن كان حين دخوله ضاحكا أو مكشوف السوأة أو بائلا على القبور أو ماشيا مع الموتى فإنه يداخل أهل الشر والفسوق وفساد الدين يخالطهم على ما هم عليه, وإن دخلها بالأذان وعظ من لا يتعظ, وأمر بالمعروف من لا يأتمر, وقام بحق وشهد بصدق بين قوم غافلين جاهلين أو كافرين.

      وأما من رأى الموتى وثبوا من قبورهم أو رجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فإنه يخرج من السجن أو يسلم أهل مدينة مشركين أو ينبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما قد أيسوا منه لدوام القحط على قدر ما في زيادة الرؤيا وما في اليقظة من الشواهد والأدلة والأمور الظاهرة الغالبة. وأما من نبش القبور فإن النباش يطلب مطلوبا خفيا مندرسا قديما لأن العرب تسميه مختفيا إما في خير أو شر, فإن نبش قبر عالم ففيه نبش على مذهبه وإحياء ما اندرس من علمه, وكذلك قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يفضي به نبشه إلى رمة بالية وخرق متمزقة أو تكسر عظامه فإنه يخرج في علمه إلى بدعة وحادثة, وإن وجده حيا استخرج من قبره أمرا صالحا وبلغ مراده من إحياء سنته وشرائعه على قدره ونحوه, وإن نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلالة أو عالج مالا حراما بالمكر والخديعة, وإن أفضى به النبش إلى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقوى في الدليل وأدل على الوصول إلى الفساد المطلوب. وأما من رأى ميتا قد عاش فإن سنته تحيا في خير أو شر لرائيها خاصة إن كان من أهل بيته, أو رآه في داره أو للناس كافة إن كان سلطانا أو عالما. وأما أكل الميت من دار فيها مريض فدليل على هلاكه وإلا ذهب لأهلها مال. وأما من ناداه الميت فإن كان مريضا لحقه وإن كان فقيها فقد وعظه وذكره فيما لا بد منه ليرجع عما هو فيه ويصلح ما هو عليه وأما من ضربه ميت أو تلقاه بالعبوس والتهدد وترك السلام فليحذر وليصلح ما قد خلفه عليه من وصية إن كانت إليه أو في أعمال نفسه وذنوبه فيما بينه وبين الله تعالى, وإن تلقاه بالبشر والشكر والسلام والمعانقة فقد بشره بضد حال الأول, وقد تقدم في ذكر باب الأموات ما فيه غنى. أما الحمل فوق النعش فمؤيد لما دل عليه الموت في الرؤيا وقد يلي ولاية يقهر فيها الرقاب.

      وأما الدفن فمحقق لما دل عليه الموت, وربما كان بأسا لمن فسد دينه من الصلاح, وربما دل على طول إقامة المسافر وعلى النكاح والعروس ودخول البيت في الكلة مع العروس من بعد الاغتسال ولبس البياض ومس الطيب ثم يزوره إخوانه في أسبوعه, وربما دل على السجن لمن يتوقعه, فإن وسع عليه ونوم نومة عروس كان ما يدل عليه خيرا كله وحسنت فيه عقباه وكثرت دنياه, وإن كان على خلاف ذلك ساءت حالته وكانت معيشته ضنكا. وكان ابن سيرين يقول: أحب أن آخذ من الميت وأكره أن أعطيه. وقال: إذا أخذ منك الميت فهو شيء يموت, ومن مات ولم ير هناك هيئة الأموات فإنه انهدام داره أو شيء منها. وإذا رأى الحي أنه يحفر لنفسه قبرا بنى دارا في ذلك البلد أو تلك المحلة وثوى فيها. ومن دفن في قبر وهو حي حبس وضيق عليه. وإن رأى ميتا عانقه وخالطه كان ذلك طول حياة الحي. وإن رأى الميت نائما كان ذلك راحته.

      (وأما السور :( فسور المدينة دال على سلطانها وواليها. وأما المجهول منه فيدل على الإسلام والعلم والقرآن, وعلى المال والأمان وعلى الورع والدعاء, وعلى كل ما يتحصن به من سائر الأعداء وجميع الأسوار من علم أو زوجة أو زوج أو درع أو سيد أو والد أو نحوهم. فمن رأى سور المدينة مهدوما مات واليها أو عزل عن عمله, وإن رآه ماشيا كما يمشي الحيوان فإنه يسافر في سلطان إلى الناحية التي مشى عليها في المنام, فإن كان فوقه سافر معه, وأما من بنى سورا على نفسه أو داره أو على مدينته فانظر في حاله فإن كان سلطانا حفظ من عدوه ودفع الأسواء عن رعيته, وإن كان عالما صنف في علمه ما فيه عصمة لغيره, وإن كان عبدا ناسكا حفظ الناس بدعائه ونجا هو من الفتنة به, وإن كان فقيرا أفاد ما يستغني به أو يتزوج زوجة إن كان عزبا تحصنه وتدفع فتن الشيطان عنه. وإن رأى سورا مجهولا وقد تثلم منه ثلم حتى دخل إلى المدينة لصوص أو أسد فإن أمر الإسلام يضعف أو العلم في ذلك المكان أو ثلم من أركان الدين ركن, فإن كان ذلك فيما رآه كأنه فيما يخصه وكأنه كان فيه وحده دخل ذلك عليه في دينه أو علمه أو في ماله أو في درعه إن كان في الجهاد أو في عقوق والد أو والدة أو زوج أو سيد فيصل إليه من ذلك الآثام.

      ( القلعة :( انقلاع من هم إلى فرج, والقلعة ملك من الملوك يبلغ الملوك من خير إلى شر, فمن رأى كأنه دخل قلعة رزق رزقا ونسكا في دينه. (ومن رأى) قلعة من بعيد فإنه يسافر من موضع إلى موضع ويرتفع أمره. (ومن رأى) أنه بنى حصنا أحصن فرجه من الحرام وماله ونفسه من البلاء والذل, فإن رأى أنه خرب حصنه أو داره أو قصره فهو فساد دينه ودنياه أو موت امرأته. (ومن رأى) أنه في قلعة أو مدينة أو حصن فإنه يرزق صلاحا وذكرا ونسكا في دينه. فإن رأى أنه قاعد على شرف حصن فإنه يستعد أخا أو رئيسا أو والدا ينجو به. وقيل: الحصن رجل حصين لا يقدر عليه أحد. فمن رآه من بعيد فإنه علو ذكره وتحصين فرجه. (ومن رأى) أنه تعلق بحصن من داخله أو خارجه فكذلك يكون حاله في دينه. وقيل: من رأى أنه تحصن في قلعة نصر.

      (وأما البرج :( فمن رأى أنه على برج أو فيه فإنه يموت ولا خير فيه لقوله تعالى: أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة

      ( خراب العمران :( من رأى الدنيا خربة من المزارع والمساكن ورأى نفسه في خراب مع حسن هيئة من لباس ومركب فإنه في ضلالة. (ومن رأى) حيطان الدار انهدمت من سيل ماء فهو موت أهلها. فإن رأى الخراب في محلته فإنه موت يقع هناك. (ومن رأى) أنه وثب على بيته فهدمه فهو موت امرأته. (ومن رأى) أن بيته سقط عليه وكان هناك غبار فهو حصبة وربما كان سقوط السقف عليه نكبة. (ومن رأى) خرابا عاد عمرانا صحيحا فإن ذلك صلاح في دين صاحبه ورجوعه من الضلالة إلى الهدى. (ومن رأى) سقوط شيء من داره أو قصره أو بيته إلى داخل وكان له غائب قدم عليه, وإن كان عنده شيء يخطب إليه خطب من ابنة أو أخت أو غيرهما, وإن هدمت الريح دارا فهو موت من في ذلك على يد سلطان جائر.

      ( القناطر :( القنطرة المجهولة تدل على الدنيا سيما إن كانت بين المدينة والجبانة لأن الدنيا تعبر ولا تعمر, وربما دلت على السفن لأنها كالمسافة والسبيل المسلوك المتوسط بين المكانين, وربما دلت على السلطان والحاكم والمفتي وكل من يتوصل الناس به إلى أمورهم ويجعلون ظهره جسرا في نوازلهم, وربما دلت على الصراط لأنه عقبة في المحشر بينه وبين الجنة. فمن جاز في المنام على قنطرة عبر الدنيا إلى الآخرة سيما إن لقي من بعد عبوره موتى أو دخل دارا مجهولة البناء والأهل والموضع أو طار به طائر أو ابتلعته دابة أو سقط في بئر أو حفير أو صعد إلى السماء, كل ذلك إذا كان مريضا في اليقظة, وإن لم يكن مريضا نظرت, فإن كان مسافرا بشرته بتقضي سفره, واستدللت على ما تقدم عليه بالذي أفضى عليه عند نزول القنطرة من دلائل الخير والغنى أو الشر والفقر. فإن نزل إلى خصب أو تين أو شعير أو تمر أو امرأة أو عجوز وصل إلى فائدة ومال, وإن نزل إلى أرض ومسجد نال مراده في سفره إما حج أو غزو أو رباط, وإن تلقته أسد أو حمأة أو جدب أو تبن أو عنب أسود أو سودان أو ماء قاطع أو سيل دافق فلا خير في جميع ما يلقاه في سفره أو حين وصوله إلى أهله, فإن كانت له خصومة أو عند رئيس حاجة نال منها ورأى منه فيها ما يدل على جميع ما نزل إليه من خير أو شر. وأما من صار جسرا أو قنطرة فإنه ينال سلطانا ويحتاج إليه وإلى جاهه وإلى ما عنده.

      ( الأعمدة :( العمود يدل على كل من يعتمد عليه وما هو عمدة وعماد ودعامة كالإسلام والقرآن والسنن والفقه والدين والسلطان والفقيه والحاكم والوالد والسيد والزوج والوصي والشاهد والزوجة والمال. وبمكان العمود وزيادة المنام وصفات النائم يستدل على تأويل الأمر وحقيقة الرؤيا فمن رأى عمودا قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه فإن كان في الجامع الأعظم فإن رجلا من رجال السلطان ينافق عليه أو يهم بالخروج عن طاعته أو عن مذهبه, أو رجل من العلماء أو الصلحاء يحور عن علمه ويميل عن استوائه لفتنة دخلت عليه أو بلية نزلت به, وإن كان في مسجد من مساجد القبائل فإنه إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه, وإن كان العمود في داره ومسكنه فإن كان صاحب الرؤيا عبدا فالعمود سيده يتغير عليه, ويبدو إليه منه ما يكره, ويخافه إذا كان قد خاف منه في المنام من سقوطه عليه, وإن كان امرأة فالعمود زوجها, وإن كان رجلا فالعمود والده وسقوط العمود مرض المنسوب إليه أو هلك إن كان مريضا, وكذلك إن ارتفع إلى السماء فغاب فيها أو سقط في بئر أو حفير فلم ير. وإن كان العمود من أعمدة الكنائس فالمنسوب فيما جرى عليه كافر أو مبتدع كالرهبان والشمامسة ورءوس البدع.

      ( المساجد :( المسجد يدل على الآخرة لأنها تطلب فيه كما تدل المزبلة على الدنيا, وتدل على الكعبة لأنها بيت الله, وتدل على الأماكن الجامعة للريح والمنفعة والثواب والمعاونة كدار الحاكم وحلقة الذكر والموسم والرباط وميدان الحرب والسوق لأنه سوق الآخرة, ثم يدل كل مسجد على نحوه في كبره واشتهاره وجوهره, فمن بنى مسجدا في المنام فإن كان أهلا للقضاء ناله, وكذلك إن كان موضعا للفتوى, وقد يدل في العالم على مصنف نافع تصنيفه, وفي الوراق على مصحف يكتبه, وفي الأعزب على نكاح وتزويج, ولطلاب المال والدنيا على بناء يبنيه تجري عليه غلته وتدوم عليه فائدته كالحمام والفندق والحانوت والفرن والسفينة, وأمثال ذلك لما في المسجد من الثواب الجاري مع كثرة الأرباح فيه في صلاة الجماعة ومجيء الناس إليه من كل ناحية ودخولهم فيه بغير إذن, ومن كان في يقظته مؤثرا للدنيا وأموالها أو كان مؤثرا لآخرته على عاجلته عادت الأمثال الرابحة إلى الأرباح والفوائد في الدنيا له أو إلى الآخرة, والثواب في الآجلة التي هي مطلبه في يقظته. وأما من هدم مسجدا فإنه يجري في ضد من بناه, وقد يستدل على ابتذال حالته بالذي يبنيه في مكانه أو يحدثه في موضعه من بعد هدمه, فإن بنى حانوتا آثر الدنيا على الآخرة, وإن بنى حماما فسد دينه بسبب امرأة, وإن حفر في مكانه حفيرا أثم من مكر مكره, أو من أجل جماعة فرقها عن العلم والخير والعمل أو من أجل حاكم عزله أو رجل صالح قتله أو مكان فيه من عطله أو نكاح معقود أفسده وأبطله. وإن رأى نفسه مجردا من الثياب في مسجد تجرد فيما يليق به من دلائل المسجد, فإن كان ذلك في أيام الحج فإنه يحج إن شاء الله سيما إن كان يؤذن فيه, وإن كان مذنبا خرج مما هو فيه إلى التوبة والطاعة, وإن كان يصلي فيه على غير حالة إلى غير القبلة بادي السوأة فإنه يتجرد إلى طلب الدنيا في سوق من الأسواق وموسم من المواسم, فيحرم فيه ما أمله أو يخسر فيه كل ما قد اشتراه وباعه لفساد صلاته وخسارة تعبه. وقد يدل ذلك على فساد ما يدخل عليه في غفلته من الحرام والربا إن لاق ذلك به.

      وأما المسجد الحرام فيدل على الحج لمن تجرد فيه أو أذن, وإن لم يكن في أيام الحج بجوهره في ذلك, ودليله لأن الكعبة التي إليها الحج فيه, وقد تدل على دار السلطان المحرمة ممن أرادها التي يأمن من دخلها وعلى دار العالم وعلى جامع المدينة وعلى السوق العظيم الشأن الكبير الحرام كسوق الصرف والصاغة لكثرة ما يجب فيهما من التحري وما يدخل على أهلها من الحرام والنقص والإثم, وكذلك كل الحرام بما الإنسان فيه مطلوب بالتحفظ من إتيان المحرمات, ومن التعدي على الحيوانات, ومن إماطة الأذى, وأما جامع المدينة فدال على أهلها وأعاليه رؤساؤها وأسافله عامتها وأساطينه أهل الذكر والقيام بالنفع في السلطان والعلم والعبادة والنسك ومحرابه إمام الناس ومنبره سلطانهم أو خطيبهم وقناديله أهل العلم والخير والجهاد والحراسة في الرباط. وأما حصره فأهل الخير والصلاح وكل من يجتمع إليه ويصلي فيه. وأما مأذنته فقاضي المدينة أو عالمها الذي يدعى الناس إليه ويرضى بقوله ويقتدى بهديه ويصار إلى أوامره ويستجاب لدعوته ويؤمن على دعائه. وأما أبوابه فعمال وأمناء وأصحاب شرط وكل من يدفع عن الناس ويحفظهم ويحفظ عليهم, فما أصاب شيئا من هذه الأشياء أو رأى فيه من صلاح أو فساد عاد تأويله على من يدل عليه خاصة أو عامة.

      ( الكعبة :( ربما دلت على الصلاة لأنها قبلة المصلين, وتدل على المسجد والجامع لأنها بيت الله, وتدل على من يقتدى به ويهتدى بهديه ورجع إلى أمره ولا يخالف إلى غيره كالإسلام والقرآن والسنن والمصحف والسلطان والحاكم والعالم والوالد والسيد والزوج والوالدة والزوجة, وقد تدل على الجنة لأنها بيت الله. والجنة داره وبها يوصل إليها, وقد تدل على ما تدل عليه الجوامع والمساجد من المواسم والجماعات والأسواق والرحاب. فمن رأى الكعبة صارت داره سعى إليه الناس وازدحموا على بابه لسلطان يناله أو علم يعلمه أو امرأة شريفة عالية سلطانية أو ناسكة تتزوجه, وإن كان عبدا فإن سيده يعتقه لأن الله تعالى أعتق بيته من أيدي الجبابرة. وأما إن كان حولها أو يعمل عملا من مناسكها فهو يخدم سلطانا أو عالما أو عابدا أو والده أو والدته أو زوجة أو سيدا بنصح وبر وكد وتعب. وإن رأى كأنه دخلها تزوج إن كان عزبا وأسلم إن كان كافرا, وعاد إلى الصلاة والصلاح إن كان غافلا, وإلى طاعة والديه إن كان عاقا, وإلا دخل دار سلطان أو حاكم أو فقيه لأمر من الأمور الذي يستدل عليه بزيادة منامه وأحواله في يقظته إلا أن يكون خائفا في اليقظة فإنه يأمن ممن يريده, وإن كان مريضا فذلك موته وفوزه سيما إن كان في المنام قد حمل إليها في محمل صامتا غير متكلم أو ملبيا متجردا من الثياب فإنه يخرج من الدنيا, ويستجيب لداعي الله تعالى ويفضي إن شاء الله إلى الجنة. وأما إن رآها في بلاد أو محلة فإن كانت الرؤيا خاصة لرائيها ولم ير جماعة من الناس معه عند رؤيتها فانظر إلى حالته, فإن كان منتظر الزوجة قد عقد نكاحها وطال عليه انتظارها فقد دنا أمرها وقرب إليه مجيئها سيما إن رآها في محلتها أو في محلته, وإن دخلها وهي عنده أهديت إليه, وإن دخلها وهي في محلتها دخل عليها في دارها عاجلا سريعا لقرب الكعبة منه من بعد بعدها ومشقة مسافتها, وإن رآها في ذلك من كان غافلا في دينه أو تاركا للصلاة فإنها له نذير وتحذير من تركه لما عليه أن يعمله من التوجه إليها في مكانه, وكذلك إن كان ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه فقد ذكرته في نفسها واقتضته في المجيء إليها, وإن لم يكن شيء من ذلك وكانت الرؤيا لعامة الناس اجتماعهم حولها في المنام وضجيجهم عندها في الأحلام, فإما سلطان عادل يلي عليهم ويقدم عليهم أو حاكم أو رجل عالم أو إمام مذكور يقدم من حج الناس أو سفر بعيد أو يخرج من داره من بعد تزاويه لحادث يحدث له أو فرض يلزمه أو ميت يموت له فيتبعه الناس ويطوفون حوله بالدعاء له والتبرك به ونحو ذلك.

      ( الكنيسة :( دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع, وعلى دار المعازف والزمر والغناء, وعلى دار النوح والسواد والعويل, وعلى جهنم دار من عصى ربه وعلى السجن. فمن رأى نفسه في كنيسة فإن كان فيها ذاكرا لله تعالى أو باكيا أو مصليا إلى الكعبة فإنه يدخل جبانة لزيارة الموتى أو لصلاة على جنازة, وإن كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملا فيها ما يدل على الهموم فإنه يسجن في السجن. وإن رأى فيها ميتا فهو في النار محبوس مع أهل العصيان, وإن دخلها حيا مؤذنا أو تاليا للقرآن, فإن كان في جهاد غلب هو ومن معه على بلد العدو, وإن كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم, وإن كان من يرى معهم أو يصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم, فإن كان رجلا خالط قوما على كفر أو بدعة أو زنا أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وضرب البربط والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنه من خشب, وإن كان امرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم.

      ( الصومعة :( تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة, وكذلك المنازل وبمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها, فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه, وما كان منها في الهواء أو في الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف, ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها, وما كان منها أسود اللون أو مملوءا بالخنازير فهي كنائس. والبيعة مجراها في التأويل, وأما الناوس فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام, وإذا رآه خاليا من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.
    • في الذهب والفضة وألوان الحلي والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس و




      في الذهب والفضة وألوان الحلي والجواهر وسائر ما يستخرج من المعادن مثل الرصاص والنحاس والكحل والنفط والصفر والزجاج والحديد والقار وأشباهها.



      أما معادن الأرض فتدل على الكنز, وعلى المال المحبوس, وعلى العلم المكنوز, وعلى الكسب المخزون لأنها ودائع الله في أرضه أودعها لعباده لمصالحهم في دنياهم ودينهم, فمن وجد منها معدنا أو معدنين أو معادن مختلفة نظرت في حاله, فإن كان حراثا زراعا بشرته عن عامه بكثرة الكسب مما تظهر الأرض له من باطنها وأفلاذ كبدها من فوائدها وغلاتها, وإن كان طالبا للعلوم بشرته بنسلها ومطالعتها والظفر بها, فإن أباحها للناس في المنام وامتارها الأنام بسببه في الأحلام دل ذلك على ما يظهر من علمه بالكلام وما ينشره من السنن والأعلام, فإن كان سلطانا في بحر عدوه أو معروفا بالجهاد فتح على عددها مدنا من مدن الشرك وسبى المسلمون منها وغنموا, وإن كان كافرا بدعيا ورئيسا في الضلال داعيا كانت تلك فتنا يفتحها على الناس وبلايا ينشرها في العباد; لأن الله سبحانه سمى أموالنا وأولادنا فتنة في كتابه, ومعادن الأرض أموال صامتة مرقوبة قارة كالعين المدفونة.

      ( الذهب :( لا يحمد في التأويل لكراهة لفظه وصفرة لونه وتأويله حزن وغرم مال والسوار منه إذا لبسه ميراث يقع في يده. فمن رأى أنه لبس شيئا من الذهب فإنه يصاهر قوما غير أكفاء, ومن أصاب سبيكة ذهب ذهب منه مال أو أصابه هم بقدر ما أصاب من الذهب أو غضب عليه سلطان وغرمه. فإن رأى أنه يذيب الذهب خاصم في أمر مكروه ووقع في ألسنة الناس. (ومن رأى) بيته مذهب أو من ذهب وقع فيه الحريق. (ومن رأى) عليه قلادة ذهب أو فضة أو خرز أو جوهر ولي ولاية وتقلد أمانة. (ومن رأى) أن عليه سوارين من ذهب أو فضة أصابه مكروه مما تملك يداه, والفضة خير من الذهب ولا خير في السوار والدملج. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فسقطا فأولتهما مسيلمة الكذاب والعنسي صاحب صنعاء (ومن رأى) أن عليه خلخالا من ذهب أو فضة أصابه خوف أو حبس وقيد, ويقال: خلاخيل الرجال قيودها, وليس يصلح للرجال شيء من الحلي في المنام إلا القلادة والعقد والخاتم والقرط. والحلي كله للنساء زينة, وربما كان تأويل السوار والخلخال الزوج خاصة, والذهب إذا لم يكن مصوغا فهو غرم, وإذا كان مصوغا فهو أضعف في الشر لدخول اسم آخر عليه, وقيل: إن حلي النساء يدل للنساء على أولادهن, فذهبه ذكورهن وفضته إناثهن, وقد يدل المذكر منه على الذكور والمؤنث منه على الإناث. وحكي أن امرأة أتت معبرا فقالت: رأيت كأن لي طستا من ذهب إبريز فانكسرت واندفعت في الأرض فطلبتها فلم أجدها فقال: ألك عبد مريض أو أمة؟ قالت نعم, قال: إنه يموت. ورأى إنسان كأن عينيه من ذهب فعرض له ذهاب بصره.

      ( الفضة :( مال مجموع والنقرة منه جارية حسناء بيضاء ذات جمال لأن الفضة من جوهر النساء. فمن رأى أنه استخرج فضة نقرة من معدنها فإنه يمكر بامرأة جميلة فإن كانت كبيرة أصاب كنزا. فإن رأى أنه يذيب فضة فإنه يخاصم امرأته ويقع في ألسن الناس. وأما الدنانير فإن الدينار الأحمر العتيق الجيد دين حنيفي خالص, والدينار الواحد ولد حسن الوجه, والدنانير كنز وحكمة أو ولاية وأداء شهادة فمن رأى أنه ضيع دينارا مات ولده أو ضيع صلاة فريضة. والدنانير الكثيرة إذا دفعت إليك أمانات وصلوات (ومن رأى) أنه ينقل إلى منزله أوقار دنانير فهو مال ينقل إليه لقوله تعالى: فالحاملات وقرا فإن رأى في يده دينارا فإنه قد ائتمن إنسانا على شيء فخانه, والبهرج دين فيه خلاف. والمطلية قلة دين وكذب وزور. وقيل: إن ابن سيرين كان يقول: الدنانير كتب تجيء أو صكاك يأخذها, وإن كانت الدنانير خمسة فهي الصلوات الخمس, وربما كان الدينار الواحد المفرد ولدا, وجميع لباس الحلى محمود للنساء وهو لهن زينة وأمور جميلة, وربما دل على ما تفتخر به النساء, وربما دل على أولادهن المذكر منه ذكر والمؤنث منه أنثى, وجميعه للرجال مذموم مكروه إلا ما لا ينكر لباسه عليهم.

      ( الدراهم :( الدراهم الجياد دين وعلم وقضاء حاجة أو صلاة, والنقية دنيا صاحب الرؤيا ومعاملته كل أحد على الوفاء وبقاء الكسب والأمانة والصحاح, ونثارها على رجل سماع كلام حسن صحيح, وعددها أعداد أعمال البر لأنها مكتوب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولا تتم الأعمال إلا بذكر الله تعالى. فإن رآها إنسان فإنه يتم له أمر الدين والدنيا. فإن رأى معه صحاحا واسعة حسانا فإنه دين. فإن كان من أبناء الدنيا نال دنيا واسعة ورزقا حسنا. وإن كانت امرأة حبلى ولدت غلاما حسنا. والدراهم الكثيرة إذا أصابها إفادة خير كثير من فرح وسرور. فإن رأى أن له على إنسان دراهم جيادا صحاحا فإنه له عليه شهادة حق, وإن طالبه بها فهو مطالبته إياه بالشهادة, فإن ردها كذلك فهو شهادة بالحق والصحة, فإن ردها مكسرة مال في الشهادة, فإن ضيع درهما حسنا فإنه ينصح جاهلا ولا يقبل منه, والدراهم المزغلة غش وكذب وخلاف وخيانة في المعيشة أو اجتراء على الكبائر, والتي لا نقش فيها كلام ليس فيه ورع, والتي نقشها صور بدعة في الدين وفسق والمقطعة خصومة لا تنقطع. وقيل: بل ينقطع فيها المقال, وأخذها خير من دفعها لأن دفعها هم, فإن سرق درهما وتصدق به فإنه يروي ما لا يسمعه, فإن رأى معه عشرة دراهم فصارت خمسة نقص ماله. فإن رأى خمسة صارت عشرة تضاعف ماله. وقال بعضهم: الدراهم في الرؤيا دليل شر وجميع ما ختم بالسكة. وقيل: الدراهم تدل على كلام وتواتر في الأشياء الجليلة. وقيل: الدراهم كلام وخصومة إذا كانت بارزة, فإن أعطى دراهم في صرة أو كيس استودع سرا, وربما كان الدرهم الواحد ولدا والفلوس كلام رديء وصخب, والدراهم الجياد كلام حسن, والدراهم الرديئة كلام سوء.

      ( حكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني في كمي دينارين فسقطا فكنت أطلبهما فقال: انظر قد فقدت من كتبك شيئا؟ قال: فنظرت فإذا قد فقدت حجتين. (وحكي): أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: رأيت كأني أصبت أربعة وعشرين دينارا معدودة فضيعتها كلها فلم أجد منها إلا أربعة. فقال: "أنت تصلي وحدك وتضيع الجماعات"

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أصبت درهما كسرويا فقال: تنال خيرا فلم يمس حتى أفاده. ثم أتى آخر فقال: رأيت كأني أصبت درهما عربيا. فقال له: إنك تضرب. فعرض له أنه ضرب مائة مقرعة, فقيل لابن سيرين: كيف عرفت ذلك؟ فقال: إن الكسروي عليه ملك وتاج والعربي عليه ضرب هذا الدرهم. وأتاه آخر فقال: رأيت كأني أضرب الدراهم. فقال: أشاعر أنت؟ فقال نعم. ورأى رجل كأنه وضع درهما تحت قدمه فقص رؤياه على معبر. فقال: إنك سترتد عن الدين. فارتاع صاحب الرؤيا وقام فقصد الجهاد ليسلم دينه فلما أن تراءي الجمعان أسرته الكفار وضرب بألوان العذاب إلى أن ارتد عن دينه. ودليل ارتداده وطؤه اسم الله تعالى. وجاء رجل آخر فقال: كأني أطأ وجه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمي فقال له ابن سيرين: بت البارحة وخفك في رجلك؟ قال نعم. قال: انزعه. فنزعه فسقط منه درهم عليه اسم الله واسم رسول الله. (ومن رأى) كأنه أصاب طستا من ذهب أو إبريقا أو كوزا وله عروة فهو خادم يشتريه أو امرأة يتزوجها أو جارية فيها سوء خلق. وقال بعضهم: من رأى كأنه يستخدم أواني الذهب والفضة فإنه يرتكب الآثام. وما رأى من ذلك للموتى أهل السنة فهو بشارة لقوله تعالى: يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب

      ( الكنز :( يدل على حمل المرأة لأن الذهب غلمان والفضة جواري, وربما دل على مال بكثرة أو علم للعالم ورزق للتاجر وولاية لأهلها في عدل, وقد قيل: إن الكنز يدل على الاستشهاد والكنوز أعمال ينالها الإنسان في بلاد كثيرة. وقال بعضهم: من رأى كأنه وجد كنزا فيه مال فيدل على شدة تصيبه. ( وحكي): أن امرأة رأت بنتا لها ميتة فقال لها يا بنية أي الأعمال وجدت خيرا؟ فقالت: عليك بالجوز فاقسميه في المساكين. فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال: لتخرج هذه المرأة الكنز الذي عندها فلتتصدق به, فقالت المرأة: أستغفر الله إن عندي كنزا دفنته من أيام الطاعون. ورأى رجل ثلات ليال متواليات كأنه أتاه آت فقال له: اذهب إلى البصرة فإن لك بها كنزا فاحمله فلم يتلفت إلى رؤياه حتى صرح له بالقول في الليلة الثالثة فعزم على الذهاب إلى البصرة وجمع أمتعته فلما أن وردها جعل يطوف في نواحيها مقدار عشرة أيام فلم يظهر له شيء وأيس ولام نفسه على ما تجشم فدخل يوما خربة فرأى فيها بيتا مظلما ففتشه فوجد فيه دفترا فأخرجه ونظر فيه فلم يعلم منه شيئا وقد كان مكتوبا بالعبرانية ولم يجد أحدا بالبصرة يقرؤه, فانطلق به إلى شاب في بغداد فلما نظر فيه الشاب طلب منه أن يبيعه إياه فأبى وقال: ترجمه بالعبرانية لي لأدفعه من بعد إليك فترجمه له وكان ذلك الكتاب في التعبير.

      ( التاج :( وأما التاج إذا رأته المرأة على رأسها فإنها تتزوج برجل رفيع ذي سلطان أو غنى وإن كانت حاملا ولدت غلاما, وإن رآه رجل على رأسه فإنه ينال سلطانا أعجميا, فإن دخل عليه ما يصلحه سلم دينه وإلا كان فيه ما يفسد الدين لأن لبس الذهب مكروه في الشرع للرجال, وقد يكون أيضا زوجة ينكحها رفيعة القدر غنية موسرة, وإن رأى ذلك من هو مسجون في سجن السلطان فإنه يخرجه ويشرف أمره معه كما شرف أمر يوسف عليه السلام مع الملك إلا أن يكون له والد غائب فإنه لا يموت حتى يراه فيكون هو تاجه. والتاج المرصع بالجوهر خير من التاج الذهب وحده. ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن على رأسي تاجا من ذهب فقال له: إن أباك في غربة قد ذهب بصره فورد عليه الكتاب بذلك. وقال: إن التاج على رأس الرجل رئيسه الذي كان فوقه وقد ذهب عنه شيء يعز عليه وأعز ما عليه بصره. والإكليل يجري مجرى التاج, وقيل: هو مال زائد وعلم وولد يرزقه, والإكليل للمرأة زوج أعجمي, وللرجال ذهاب ما ينسب إليه لأن الذهب مكروه, فإن رأى تاجر وضع الإكليل عن رأسه أو سلبه فإنه يذهب ماله, فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه, وإذا رأى الملك أن إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أو سلب زال ملكه.

      ( القرط في الأذن :( أما القرط للرجال فإنه يعمل عملا من السماع ولذة الأذن لا تليق إلا بالنساء كالغناء وضرب البربط وإلا فعل ما لا ينبغي له فيغني بالقرآن, فإن لم يكن في شيء من ذلك نظرت إلى الحامل من أهله, أما زوجته أو ابنته فإنها تلد غلاما إن كان القرط ذهبا, وإن كان القرط فضة ولدت أنثى. (ومن رأى) امرأة أو جارية في أذنيها قرط أو شنف فإنه يظهر له تجارة في كورة عامرة نزهة فيها إماء وجوار مدللات مزينات لأن المرأة والجارية تجارة, والأذن التي وضع عليها القرط إماء ونساء, فإن رأى في أذنيه قرطين مرصعين باللؤلؤ فإنه يصيب من زينة الدنيا وجمالها لأن جمال كل شيء اللؤلؤ ويرزق القرآن والدين وحسن الصوت وكمالا في أموره. فإن كان مع ذلك شنف فإنه يرزق بنتا, فإن رأت امرأة حبلى ذلك فإنها ترزق ولدا ذكرا, والقرط والشنف للرجال والنساء سواء, وإن كان القرط من ذهب فرجل مغن, وإن كان من فضة فإنه يحفظ نصف القرآن. ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن في إحدى أذني قرطا فقال له: كيف غناؤك؟ فقال: إني لحسن الصوت.

      ( الخاتم :( وأما الخاتم فدال على ما يملكه ويقدر عليه, فمن أعطي خاتما أو اشتراه أو وهب له نال سلطانا أو ملك ملكا إن كان من أهله لأن ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه, وأيضا فإنه مما تطبع به الملوك كتبها والأشراف خزائنها, وقد يكون من الملك دارا يسكنها ويدخلها أو يملكها وفصه بابها, وقد يكون امرأة يتزوجها فيملك عصمتها ويفتض خاتمها, أو يولج أصبح بطنه فيها, ويكون فصه وجهها, وقد يكون أخذ الخاتم من الله عز وجل للزاهد العابد أمانا من الله تعالى من السوء عند تمام الخاتمة, وأخذه من النبي صلى الله عليه وسلم أو من العالم بشارة بنيل العلم, وكل هذا ما كان الخاتم فضة. وإما إن كان ذهبا فلا خير فيه, وكذلك إن كان حديدا لأنه حلية أهل النار, أو نحاسا لما في اسمه من لفظ النحس, وما يصنع منها من خواتيم الجن نعوذ بالله من الشر كله. وقيل: الخاتم يدل أيضا على الوالد والمرأة أو شراء جارية أو دار أو دابة أو مال أو ولاية وإن كان من ذهب فهو للرجل ذل. وقيل: من رأى أنه لابس خاتم من حديد فإنه يدل على خير يناله بعد تعب, وإن كان من ذهب وله فص فإنه جد. والخواتيم المفرغة والمصمتة هي أبدا خير, والمنفوخة التي في داخلها حشو تدل على اغتيال ومكر لأن فيها شيئا خفيا, أو تدل على رجاء لشيء عظيم ومنافع كثيرة لأن عظمها أكبر من وزنها. وأما الخواتيم من قرن أو عاج فإنها محمودة للنساء. وقيل: الخاتم سلطان كبير والحلقة أصل الملك والفص هيبته والختم نفاذ السلطان وماله وولاية, والخاتم أمره ونهيه والنقش فيه مراده ومنيته. فمن رأى أن الملك طبع بطابعه نال سلطانا من سلطانه سريعا لا يخالفه لأن الطابع أقوى من الخاتم.

      (ومن رأى) أنه لبس خاتما من فضة فأنفذه حيث أراد وجاز له ذلك فإنه يصيب سلطانا. (ومن رأى) أنه تختم بخاتم الخليفة وكان من بني هاشم أو من العرب فإنه ينال ولاية جليلة, فإن كان من الموالي أو يكون له أب فإنه يموت أبوه ويصير خلفا, وإن لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمنى. وإن رأى ذلك خارجي نال ولاية باطلة. ومن وجد خاتما صار إليه مال من العجم أو ولد له ولد أو تزوج. (ومن رأى) فص خاتمه تقلقل أشرف سلطانه على العزل. فإن رأى فصه سقط مات ولده أو ذهب ببعض ماله. ومن انتزع خاتمه وكان واليا فهو عزله أو ذهاب ملكه أو طلاق امرأته. ويكون للمرأة موت زوجها أو أقرب الناس إليها وقيل: إن الخاتم إذا لبسه الإنسان تجدد له شيء مما ينسب إلى الخاتم. ومن رأى الحلقة انكسرت وذهبت وبقي الفص فإنه يذهب سلطانه ويبقى اسمه وذكره وجماله. والخاتم من ذهب بدعة ومكروه في الدين وخيانة في ملكه ويجور في رعيته, والخاتم من حديد سلطان شجاع أو تاجر بصير ولكنه خامل الذكر, والخاتم من رصاص سلطان فيه وهن, والخاتم ذو الفصين سلطان ظاهر وباطن, فإن كان ذا الخاتم مما ينسب إلى التجارة فهو ربح, وإن كان منسوبا إلى العلم فإنه يداوي أصحاب الدين والدنيا, وضيق الخاتم يدل على الراحة والفرج, ومن استعار خاتما فإنه يملك شيئا لا بقاء له. ومن أصاب خاتما منقوشا فإنه يملك شيئا لم يملكه قط مثل دار أو دابة أو امرأة أو جارية أو ولد. وإن رأى خواتيم تباع في السوق فهو بيع أملاك رؤساء الناس, فإن رأى السماء تمطر خواتيم فإنه يولد في تلك السنة بنون. والخاتم للعرب امرأة. وخاتم الذهب قيل هو امرأة قد ذهب مالها. ومن تختم بخاتم في خنصره ثم نزعه عنها وأدخله في غيرها فإنه يقود على امرأته ويدعو إلى الفساد. وإن رأى أن خاتمه الذي كان في خنصره مرة في بنصره ومرة في الوسطى من غير أن حوله فإن امرأته تخونه. ومن باع خاتمه بدراهم أو دقيق أو سمسم فإنه يفارق امرأته بكلام حسن أو مال. والفص ولد, فإن كان فص خاتمه من جوهر فإنه سلطان مع جاه وبهاء ومال كثير وذكر وعز, فإن كان فصه من زبرجد فإن كان سلطانا فإنه شجاع مهيب قوي, وإن كان في الولد فإنه ولد مهذب راجح كيس, وإن كان فصه خرزا فإنه سلطان ضعيف مهين, وإن كان الفص ياقوتا أخضر فإنه يولد له ولد مؤمن عالم فهم, والخاتم من خشب امرأة منافقة أو ملك من نفاق, فإن أعطيت امرأة خاتما فإنها تتزوج أو تلد.

      ( وحكي) أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن خاتمي انكسر. فقال: إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك. فلم يلبث إلا ثلاثة أيام حتى طلقها. وجاءه رجل فقال: رأيت كأن في يدي خاتما أختم به في أفواه الرجال وأرحام النساء. فقال: أنت رجل مؤذن تؤذن في غير الوقت في شهر رمضان فتحرم على الناس الطعام والمباشرة. (ومن رأى) أنه ختم لرجل على طين فإن المختوم له ينال سلطانا من صاحب الخاتم. (ومن رأى) أن ملكا أو سلطانا أعطاه خاتمه فلبسه وكان أهلا لذلك نال سلطانا وإلا رجع ذلك في قوم الذي رآه أو عشيرته أو سميه في الناس أو نظيره فيهم وبيع الخاتم فراق المرأة.

      ( والمخنقة :( للرجال خناق وللمرأة زينة وولد من زوج جوهري, وإن كانت من صفر فمن زوج أعجمي, وإن كانت من خرز فإنه من زوج دنيء, فإن كانت مفصلة من جوهر ولؤلؤ وزبرجد فإنها تتزوج بزوج رفيع وتلد منه بنتين وتجد مناها فيه.

      ( القلادة والعقد :( هما للنساء جمالهن وزينتهن ومناهن, والعقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان ورع ورهبة مع حفظ القرآن على قدر صغر اللؤلؤ وجماله وكثرته وخطره. (ومن رأى) عليه قلادة ذهب ودر وياقوت ولي عملا من أعمال المسلمين أو تقلد أمانة, والجوهر في العقد جواهر عمله ومبلغه ومنتهاه, والقلادة للرجال إذا كان معها نقود من فضة دليل تزويج بامرأة حسناء, والياقوت والجوهر فيها حسنها, وإن كانت من الفضة والجوهر فإنه ولاية جامعة مع مال وفرح, وإذا كانت من حديد فهي ولاية في قوة, وإذا كانت من صفر فهي متاع الدنيا, وإذا كانت من خرز فولاية في وهن وضعف, وإذا كانت منسوبة إلى المرأة فإنها امرأة دنيئة. والقلادة للنساء مال ائتمنها عليه زوجها. وقال بعضهم: الزينة التي تعلقها النساء في أعناقهن تدل فيهن على أزواجهن والولد لأن هذه الزينة كما أنها تعانق المرأة فكذلك الزوج والولد. وأما الرجال فإن مثل هذه الرؤيا تدل على اغتيال ومكر فيهم وتعقد أسباب وليس ذلك بسبب الجوهر ولكنه بسبب الهيئة.

      (وأما العقد :( للرجل في عنقه فإن كان طالبا للقرآن جمعه وإن كان طالبا للفقه أحكمه وإن كان عليه عهد أو عقد وفى به وإن لم يكن شيء من ذلك وكان عزبا تزوج امرأة تحسن القرآن وإن كان عنده حمل ولد له غلام إلا أن ينقطع سلكه ويتبدد نظمه فإن كان في عنقه عهد نكثه وإن كان حافظا للقرآن نسيه وغفل عنه وإلا تشتت منه العلم وتلف له وإذا اجتمعت أسلاك فالجوهر منها قرآن واللؤلؤ سنن وسائر الجوهر حكم وكلام البر والفقه وعقد المرأة زوجها أو ولدها والقلادة من جوهر تدل على الإيمان والعلم والقرآن.

      (وأما الطوق :( للرجال فإحسان المرأة إلى زوجها وسعته غنى للزوج وإحكامه علم الزوج وكونه من حديد قوته وكون الخشب في وسطه نفاقه. وهو للسلطان ظفر وللتاجر ربح. وإن رأى كأنه مطوق طوقا ضيقا فإنه بخيل وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الورع فإنه لا ينتفع به أحد من أهل الدين. وإن كان عالما فإنه يكتم علما قال الله تعالى سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة (ومن رأى) كأنه اشترى جارية وفي حلقها طوق من فضة فإنه يتجر على قدر الجارية تجارة ويستفيد منها قوة أو يصيب من التجارة امرأة أو جارية لأن الفضة من جوهر النساء. وقيل: إن الطوق من أي نوع كان فساد في الدين.

      ( السوار :( من رآه من الرجال فهو ضيق يده فإن كانت أسورة من فضة فهو رجل صالح للسعي في الخيرات لقوله تعالى: وحلوا أساور من فضة وإن كان له أعداء فإن الله يعينه. (ومن رأى) في يده سوارا من ذهب غلت يده فإن رأى ملكا سور رعيته فإنه يرفق بهم ويعدل فيهم وينالون كسبا ومعيشة وبركة ويبقى سلطانه. فإن سورت يد السلطان فهو فتح يفتح على يديه مع ذكر وصوت. وقيل إن السوار من الفضة يدل على ابن وخادم وقيل سوار الفضة زيادة مال وقد تقدم ذكر السوار أيضا في أول الباب .

      (وأما الدملج :( فهو للنساء زينة وفخر وجمال وإن عدد عليهن فهو افتتاح خيرهن وسرورهن من قيمهن. والدملج للرجال قوة على يد أخيه لأن العضد أخ وكذلك الساعد. وإن كان من ذهب ورأى كأنه عليه دل على أنه يضرب بالسياط والضيق منه أقوى في التأويل.

      (وأما المعضد :( فمن كان في يده معضد من فضة فإنه يزوج ابنه ابنة أخيه وإن كان المعضد من خرز فإنه ينال من إخوانه هموما متتابعة من قبل أخ أو أخت وكل شيء تلبسه المرأة من الحلي فهو زوجها لقوله تعالى: هن لباس لكم

      ( المنطقة :( هي أب أو أخ أو عم أو ولد وتدل أيضا على رجل من الرؤساء يستعين به في الأمور. فإن رأى كأن ملكا أعطاه منطقة وشد بها وسطه دل على أنه قد بقي من عمره النصف وإن كانت المنطقة محلاة بالذهب فإن حلية المنطقة قواد الولي وكونها من ذهب ظلمه ومن حديد قوة جنده ومن رصاص ضعفهم ومن فضة غناهم. فإن رأى كأن عليه منطقتين أو أكثر حتى عجز عن حملها فإن صاحبها يطول عمره حتى يبلغ أرذله. فإن رأى كأنه أعطي منطقة فأخذها بيمينه ولم يشد بها وسطه فإنه يسافر سفرا في سلطان. وإن كانت بيساره منطقة وبيمينه سوط نال ولاية والوالي إذا انقطعت منطقته قوي أمره وطال عمره. ومن شد وسطه بخيط مكان المنطقة فقد ذهب نصف عمره. وإن شد وسطه بحية فإنه يشده بهميان فيه دراهم أو دنانير. وقيل من أعطاه الملك منطقة نال ملكا. (ومن رأى) عليه منطقة بلا حلي استند إلى رجل شريف قوي ينال منه خيرا ونعمة يشتد بها ظهره فإن كان غنيا فهو قوته وصيانته وثباته في تجارته أو سلطانه ونيل مال حلال وتكون سريرته خيرا من علانيته. والمنطقة المبهمة ظهر الرجل الذي يستند إليه ويتقوى به إذا كانت في وسطه وإن كانت محلاة بالجوهر أصاب مالا يسود به أو ولدا يسود أهل بيته. والخلخال من فضة ابن والرجل إذا رأى عليه خلخالا من ذهب دلت رؤياه على مرض يصيبه أو خطأ يقع عليه في الدين والخلخال للمرأة أمن من الخوف إن كانت ذات بعل وإن كانت أيما فإنها تتزوج برجل كريم سخي ترى منه خيرا. وقد تقدم ذكر الخلخال في أول الباب .

      ( اللؤلؤ :( اللؤلؤ المنظوم في التأويل القرآن والعلم. فمن رأى كأنه يثقب لؤلؤا مستويا فإنه يفسر القرآن صوابا. (ومن رأى) كأنه باع اللؤلؤ أو بلعه فإنه ينسى القرآن. وقيل من رأى كأنه يبيع اللؤلؤ فإنه يرزق علما ويفشيه في الناس. وإدخاله اللؤلؤ في الفم يدل على حسن الدين فإن رأى كأنه ينثر اللآلئ من فيه والناس يأخذونها وهو لا يأخذها فإنه واعظ نافع الوعظ. وقيل: إن اللؤلؤة امرأة يتزوجها أو خادم. وقيل اللؤلؤ ولد لقوله تعالى: ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا واستعارة اللؤلؤ تدل على ولد لا يعيش واستخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو من النهر مال حلال من جهة بعض الملوك. واللؤلؤ الكثير ميراث أيضا وهو للوالي ولاية وللعالم علم وللتاجر ربح. واللؤلؤ كمال كل شيء وجماله. (ومن رأى) كأنه يثقب لؤلؤا بخشبة فإنه ينكح ذات محرم. ومن بلع لؤلؤا فإنه يكتم شهادة عنده ومن مضغ اللؤلؤ فإنه يغتاب الناس (ومن رأى) كأنه تقيأه ومضغه وبلعه فإنه يكابد الناس ويغتابهم. (ومن رأى) لؤلؤا كثيرا مما يكال بالقفزان ويحمل بالأوقار وكأنه استخرجه من بحر فإنه يصيب مالا حلالا من كنوز الملوك فإن رأى كأنه يعد اللؤلؤ فقد قيل إنه يصيبه مشقة. (ومن رأى) كأنه فتح باب خزانة بمفتاح وأخرج منها جواهر فإنه يسأل عالما عن مسائل لأن العالم خزانة ومفتاحها السؤال وربما كانت هذه الرؤيا امرأة يفتضها ويولد له منها أولاد حسان. (ومن رأى) كأنه رمى لؤلؤا في نهر أو بئر فإنه يصطنع معروفا إلى الناس. فمن رأى كأنه ميز بين لؤلؤة وقشرها وأخذ القشر ورمى بما في وسطه فإنه نباش وكبير اللؤلؤ أفضل من صغيره وربما دل كبيره على السور الطوال من القرآن. واللؤلؤ غير المنظوم يدل على الولد وإن كان مكتوبا فإنه جوار وربما دل منثوره على مستحسن الكلام وأصناف اللؤلؤ والجوهر وغيره دالة على حب الشهوات من النساء والبنين.

      ( وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت رجلين يدخلان في أفواهما اللؤلؤ. فيخرج أحدهما أصغر مما أدخله ويخرج الآخر أكبر منه. فقال: أما ما رأيته يخرج صغيرا فإنك رأيتها لي وأنا أحدث بما أسمعه. وأما من رأيته يخرج كبيرا فرأيته للحسن البصري ولعبادة يحدثان بأكثر مما سمعاه. وجاءته امرأة فقالت: إني رأيت في حجري لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى فسألتني أختي إحداهما فأعطيتها الصغرى فقال لها: أنت امرأة تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى فعلمت أختك الصغرى. فقالت: صدقت تعلمت البقرة وآل عمران فعلمت أختي آل عمران. وجاءه رجل فقال: رأيت كأني أبتلع اللؤلؤ ثم أرمي به فقال: أنت رجل كلما حفظت القرآن نسيته وضيعته فاتق الله. وجاءه آخر فقال: رأيت كأني أثقب لؤلؤة فقال: ألك أم قال نعم كانت وسبيت قال: فلك جارية اشتريتها من السبي قال نعم قال: اتق الله فأمك هي. وجاءه آخر فقال: رأيت كأني أمشي على لؤلؤ فقال: اللؤلؤ القرآن ولا ينبغي أن يجعل القرآن تحت قدميك. وجاءه آخر فقال: رأيت كأن فمي مليء لؤلؤا وأنا ضام عليه لا أخرجه فقال: أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه فقال: صدقت. وجاءه آخر فقال: رأيت كأن في إحدى أذني لؤلؤة بمنزلة القرط فقال اتق الله ولا تغن بالقرآن. وجاءه آخر فقال: رأيت كأن اللؤلؤ ينثر من فمي فجعل الناس يأخذون منه ولا آخذ منه شيئا قال: أنت رجل قاص تقول ما لا تعمل به.

      ( المرجان :( قال بعضهم: هو مال كثير وجارية حسناء مذكورة خيرة هشة بشة والقلادة منه ومن الخرز ما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد

      ( الياقوت :( فرح ولهو. فمن رأى أنه تختم بالياقوت فإنه يكون له دين واسم. فإن رأى أنه أخذ فص ياقوت وكان يتوقع ولدا ولد له بنت. وإن أراد التزويج تزوج امرأة حسناء جميلة ذات دين لقوله تعالى: كأنهن الياقوت والمرجان فإن رأى كأنه استخرج من قعر البحر أو النهر ياقوتا كثيرا يكال بالميكال أو يحمل بالأوقار فإنه مال كثير من سلطان والكثير من الياقوت للعالم علم وللوالي ولاية وللتاجر تجارة. وقيل إن الياقوت صديق. (ومن رأى) أنه نظر في جوهر أو لؤلؤ لا ضوء له أو في زجاجة لا ضوء لها فليحذر الخناق والشدة لأن النفس في البدن كالنور في الزجاج والجوهر أو يذهب عقله لأن العقل جوهر مبسوط. وإذا كانت الياقوتة صديقا كان قاسي القلب. (ومن رأى) كأن له إكليلا من ياقوت ومرجان فإن ذلك عزة وقوة من قبل امرأة حسناء. وقال بعضهم: إن الياقوت منسوب إلى النساء حتى يكون كثيرا يكال فيكون حينئذ مالا. ومن أعطي ياقوتة فإنه يصيب امرأة حسناء.

      ( الزمرد والزبرجد :( هو المهذب من الإخوان والأولاد والمال الطيب الحلال والكلام الخالص من العلم والبر ويكون أيضا صديقا صاحب دين وورع وحب. وأما الفيروزوج فهو فتح ونصر وإقبال وطول عمر. ( حكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي خاتما فصه من ياقوتة حمراء فقال: تحبك امرأة جميلة فيها قسوة شديدة.

      ( العقيق :( مبارك ينفي الفقر على ما روي في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن رأى كأنه تختم به فإنه يملك شيئا مباركا وينال نعمة نامية وكذلك الجزع.

      ( السبج :( مال من شبهة ولمن يتوقع الولد ولد له ويدل أيضا على الصديق المنافق والخرزة الواحدة صديق لا معين له والكثير منه مال حرام. والرصاص يدل على عوام الناس ويدل أخذه على استفادة مال من قبل المجوس. وأخذ الرصاص الذائب دليل خسران في المال والرصاص الجامد لا يدل على خسران. (ومن رأى) أنه يذيب رصاصا فإنه يخاصم في أمر فيه وهن ويقع في ألسنة الناس.

      ( الصفر والنحاس :( مال من قبل النصارى واليهود فمن رأى أنه يذيب صفرا فإنه يخاصم في أمور من متاع الدنيا ويدل أيضا على كلام السوء والبهتان (ومن رأى) في يده شيئا منه فليحذر أناسا يعادونه وليتق الله ربه في دينه لأن الله تعالى يقول: من حليهم عجلا جسدا له خوار فلم يكن ذهبا ولا فضة وإنما كان نحاسا. (ومن رأى) صفرا أو نحاسا فإنه يرمى بكذب أو بهتان أو يشتم.

      ( الحديد :( قال الله تعالى: وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس والحديد مال وقوة وعز وأكله مع الخبز مداراة واحتمال لأجل المعاش ومضغه غيبة والحديد ظفر. ( وحكي): أن رجلا أتى جعفر الصادق عليه السلام فقال: رأيت كأن ربي أعطاني حديدا وسقاني شربة خل ثقيف فقال: تعلم ولدك صنعة داود عليه السلام والخل مال حلال في مرض يطول فيه مضجعك وتموت فيه على وصاة, والكحل مال والمكحلة امرأة والاكتحال يستحب من الرجل الصالح ولا يستحب من الرجل الفاسق والميل ولد. وقيل: الكحل يدل على زيادة ضوء البصر. وأما الزجاج فهو لا بقاء له وهو من جوهر النساء ورؤيته في وعاء أقل ضررا. وقيل هو هم لا بقاء له وقد تقدم ذكر أوانيه في باب الخمر وأوانيها. وقد جاء في الخبر عن أم سلمة رضي الله عنها بأنها قامت من نومها باكية فسئلت عن ذلك فقالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده قارورة فقلت: ما هذه يا رسول الله؟ قال: أجمع فيها دم الحسين فلم تلبث أن جاء نعي الحسين عليه السلام. وأما الزئبق فيدل على خلف الموعد والخيانة والنفاق واتباع الهوى (ومن رأى) بيده شيئا من الزئبق فإنه مذبذب في دينه متابع لهواه خائن غير مؤتمن وأكله لا خير فيه والقار وقاية وجنة من محذور. والنفط مال حرام. وقيل: امرأة مفسدة. ومن صب عليه نفطا أصابه مكروه من جهة السلطان. وأما الفلوس فالمنثور منها في وعاء قضاء حاجة والمكشوف منها كلام رديء وصخب. (ومن رأى) أنه أدخل في فمه درهما فأخرج فلسا فإنه زنديق والفلس كلام مع رياء ومجادلة. (ومن رأى) فلوسا عليها اسم الله تعالى فإنه رخص لنفسه السماع واستماع الشعر مثل القرآن. (ومن رأى) كأنه ابتلع دينارا وأخرجه من سفله فلسا فإنه يموت على الكفر لأن الدينار دين والفلس غش وكفر وضلال. وقال بعضهم الفلوس تدل على حزن وضيق وكلام يتبعه غم. وقيل الفلس يدل على الإفلاس.

      ( مركب الحلي :( مال شريف بقدر ما أراد لأنه إذا كان من ذهب لا يضر لأنه شريف الدابة ورفعة ثمنها وكثرة حليها ارتفاع ذكره وعلم رياسته. فمن رأى في يده مركبا فإنه ينال مال رجل شريف ويفيد جارية حسناء وإن كان من فضة وذهب فإنه جوار وغلمان حسان أصحاب زينة.
    • في رؤيا النار وأدواتها




      في رؤيا النار وأدواتها
      من الزند والحطب والفحم والتنور والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك.

      النار دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها, وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله, وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام, وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها من قول أو عمل, وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأن بها يهتدى في الظلمات مع قول موسى صلى الله عليه وسلم: أو أجد على النار هدى فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى, وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأن بها صلاحا في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عز وجل: نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره; لأن العرب كانت تقدمها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها ويأوي إليها فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر, وربما دلت على الجن لأنهم خلقوا من نار السموم, وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان, وربما دلت على العذاب من السلطان لأنها عذاب الله وهو سلطان الدارين, وربما دلت على الجدب والجراد, وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون. فمن رأى نارا وقعت من السماء في الدور والمحلات فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرم يرميه السلطان على الناس سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة, فإن كانت جمرا بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما إن كانت عامة على خلط الناس. وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات فإنها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه. وأما من أوقد نارا على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها فإنها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلا وإلا نال سلطانا وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه. وإن كانت النار على غير الطريق أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره فإنها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها. وأما إن كانت نارا عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام, وكل ذلك إذا كان الذين فعلوا به أعداءه أو كان المفعول به رجلا صالحا. وأما إن رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها فقد زجر عنها إذ خوف بها.

      وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها فإنها غنى ومنفعة تناله سيما إن كانت معيشته من أجل النار وسيما إن كان ذلك أيضا في الشتاء. وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رمادا أو أطفأها ماء أو مطر فإنه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته, وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاما طلب مالا أو رزقا بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاما وشرا وكلام سوء. وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شيء من المبيعات فإنه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله. وأما من أكل النار فإنه مال حرام ورزق خبيث يأكله ولعله أن يكون من أموال اليتامى لما في القرآن. فإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن ومداخله حتى ينطق على لسانه. وقال بعضهم: النار حرب إذا كان لها لهب وصوت, فإن لم يكن الموضع الذي رئيت فيه أرض حرب فإنها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك. قال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي ورأيتها تقول: لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم فقال عليه السلام: "تلك فتنة تكون في آخر الزمان يقتل الناس إمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق - وخالف بين أصابعه - ويحسب المسيء أنه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين أحل من شرب الماء " ومن أجج نارا ليصطلي بها هاج أمرا يسد به فقره لأن البرد فقر.

      وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجا فقال: هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده. فإن أججها ليشوي بها لحما أثار أمرا فيه غيبة للناس, فإن أصاب من الشواء أصاب رزقا قليلا مع حزن, فإن أججها ليطبخ بها قدرا فيها طعام أثار أمرا يصيب فيه منفعة من قيم بيته, فإن لم يكن في القدر طعام هاج رجلا بكلام وحمله على أمر مكروه. وما أصابت النار فأحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب. ومن قبس نارا أصاب مالا حراما من سلطان. ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس. والكي بالنار لذعة من كلام سوء. والشرارة كلمة سوء. ومن تناثر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه. (ومن رأى) بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان. فإن أشعلها في الناس أوقع بينهم العداوة وأصابهم بضر. فإن رأى تاجر نارا وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أن ما يتناوله من ذلك حرام, والعامة تقول في مثل هذا: وقعت النار في الشيء إذا نفق. والرماد كلام باطل لا ينتفع به. ومن أوقد نارا على باب سلطان فإنه ينال ملكا وقوة. فإن رأى نارا عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس فإنه رجل سلطاني نفاع. فإن رأى أنه قاعد مع قوم حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى: أن بورك من في النار ومن حولها وإن رأى نارا أخرجت من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة. فإن رأى نارا سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى ولدت غلاما ويكون له نبأ عظيم. فإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان فإنه يحج. فإن رآها وسط داره فإنه يغرس في تلك الدار. فإن آنس نارا في ليلة مظلمة نال قوة وظفرا وسرورا ونعمة وسلطانا لقصة موسى عليه السلام.

      ومن رأى في تنوره نارا موقدة حملت امرأته إن كان متأهلا. فإن رأى نارا نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند. فإن رأى نارا خرجت من إصبعه فإنه كاتب ظالم فإن خرجت من فمه فإنه غماز. فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم. ومن أوقد نارا في خراب ودعا الناس إليها فإنه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من أصابته. (ومن رأى) داره احترقت خربت داره وشيكا. وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأني أصلي بخفي بالنار فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من أخرى سفعا. فقال ابن سيرين: إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء قليل. فكان كذلك. (ومن رأى) كأنه في نار لا يجد لها حرا فإنه ينال صدقا وملكا وظفرا على أعدائه لقصة إبراهيم. (ومن رأى) نارا أو لهيبا أو شررا طفئ فإنه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه. (ومن رأى) نارا توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت, فإن قيم الدار يموت فإن كان ذلك في بلد فهو موت رئيسه العالم. فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله, فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص, فإن رأى أنه أوقد نارا وكان في اليقظة في حرب, فإن أطفئت قهر وإن كان تاجرا لم يربح. والدخان هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان. فمن رأى دخانا يخرج من حانوته فإنه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان, فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج فإنه خير وخصب وفرج بعد هول يناله. (ومن رأى) الدخان قد أضله فهو حمى تأخذه. ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم. والحطب نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان. والفحم من الشجر رجل خطير. وقيل: هو مال حرام. وقيل: هو رزق من السلطان. والفحم الذي لا ينتفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر. فإن كان فحما ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأن فيه بقية من المنافع.

      رأى سيف بن ذي يزن كأن نارا هوت من السماء إلى أرض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة. فقصها على معبري مملكته فقالوا: إن الحبشة تستولي على بلدك. فكان كذلك. وقيل: إن الرماد مال حرام. وقيل: هو رزق من قبل سلطان. فمن رأى الرماد فإنه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء. وقيل: هو علم لا ينفع. (ومن رأى) أنه يسجر تنورا فإنه ينال ربحا في ماله ومنفعة في نفسه. فإن رأى في دار الملك تنورا فإن كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى. وإن كان له أعداء ظفر بهم. فإن رأى أنه يبني تنورا وكان للولاية أهلا نال ولاية وسلطانا وينجو من عدوه إن كان له عدو. ومن أصاب تنورا بغير رماد تزوج امرأة لا خير فيها. والكانون من الحديد امرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة, وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها, وإن كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق, وإن كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة, وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين, وإذا كان فيه النار دل على الدولة, وإذا كان خاليا من النار دل على العطلة, والمنارة خادم فما رئي فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها فإن تأويلها في الخادم والترس أشرف قطاعها وتأويله رأس الخدم.

      ( السراج :( هو قيم بيت. فمن رأى أنه اقتبس سراجا نال علما ورفعة. فإن رأى أنه يطفئ سراجا فإنه يبطل أمر رجل يكون علي الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى: يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره (ومن رأى) كأنه يمشي بالنهار في سراج فإنه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى: ويجعل لكم نورا تمشون به فإن رأى كأنه يمشي بالليل في سراج فإنه يتهجد إن كان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى. وربما يكون في معصية فيتوب عنها. فإن رأى كأن سراجا يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح. فإن رأى كأن له سراجا داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك. فإن رأى كأن له سراجا ضوءه كضوء الشمس فإنه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد. وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي. (ومن رأى) في داره سراجا ولد له غلام مبارك. (ومن رأى) كأن في يده سراجا أو شمعة أو نارا فطفئ فإن كان سلطانا عزل أو تاجرا خسر أو مالكا ذهب ماله لقوله تعالى: كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية, وإذا كان وقوده غير مضيء فإنه يدل على غم. والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية. والفتيلة قهرمانة تخدم الناس. فإن رأى أنها احترقت كلها فإن القهرمانة تموت فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق فإنها تخطئ خطأ وتزل زلة. والشمعة سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق, ونقرة الشمع مال حلال يصل إليه صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل, والقنديل ولد له بهاء ورفعة وذكر وصوت ومنفعة إذا أسرج في وقته, وإذا كان مسرجا فإنه قيم بيت أو عالم, والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن. قال أبو عيينة: رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام. وقدح النار تفتيش عن أمر حتى يتضح له فمن رأى كأنه قدح نارا ليصطلي بها استعان رجلا قاسي القلب له سلطنة ورجلا قويا ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به فإنهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأن الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والنار سلطان, والمرأة إذا رأت أنها قدحت نارا فانقدحت وأضاءت بنفختها ولدت غلاما. (ومن رأى) أنه قرع حجرا على حجر فانقدحت منهما نار فإن رجلين قاسيين يتقاتلان قتالا شديدا ويبطش بهما في قتالهما لأن الشرارة قتال بالسيوف. وقال بعضهم: الزناد قدحه يدل على نكاح العزب, فإن علقت النار فإن الزوجة تحبل ويخرج الولد بين الزوجين, وربما دل على الشر بينهما أو بين خصمين أو شريكين. والشرر كلام الشر بينهما فإن أحرقت ثوبا أو جسما كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم, وإن أحرقت مصحفا أو بصرا كان ذلك قدحا في الدين. والمسرجة قيم البيت لقيامه بصلاحهم, وربما دلت على زوجته, والسراج على زوجها, وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها, وربما كانت ولدها الخارج من بطنها, وربما دل السراج على كل ما يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها, فمن رأى سراجا أطفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منافعه. فإن رأى في بيته سراجا مضيئا كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
    • في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر



      في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر

      وتأويل البستان والكرم والربيع. البستان دال على المرأة لأنه يسقى بالماء فيحمل ويلد, وإن كان البستان امرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها وكذلك ثماره. وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنه يجني أبدا من ثمار حكمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة, وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة, وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأن العرب تسميه جنة, وكذلك سماه الله تعالى بقوله: أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها, وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحاء والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات, لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقدة لمالكها أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها, وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس. فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه, فإن كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان, وإن كان مريضا مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولا, وإن كان مجاهدا نال الشهادة سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبنا أو عسلا من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده, وإن لم يكن شيء من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله, فإن كان عزبا أو من قد عقد نكاحا تزوج أو دخل بزوجته ونال منها ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان ونال منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان, فإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر أشرف منها على ما لا يحبه ورأى فيها ما يكرهه من الفقر ورعاية المتاع أو سقم الجسم, وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعها فالأمر في الإصلاح بضد الأول.

      وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضا بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها. فإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضا عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على ما يراه في تأويل الثمار. وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل أيضا على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين, وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله إليه على مقبل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان. فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غير بئره فإنه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته, فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دما أو سقاه من غير البحر وطئ امرأة إن كان البستان مجهولا, وإلا أتى من زوجته ما لا يحل له إن كان البستان بستانه مثل أن يطأها بعدما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض. وقيل: إن البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وذهبها. وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها. فإن رأى كرما مثمرا فهو دنيا عريضة. (ومن رأى) أنه يسقي بستانه فإنه يأتي أهله. ومن دخل بستانا مجهولا قد تناثر ورقه أصابه هم. (ومن رأى) بستانه يابسا فإنه يجتنب إتيان زوجته.

      ( الشجر :( المعروف عددها هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار. فإن رأى أنه زاول منها شيئا فإنه يزاول رجلا بقدر جوهر الشجرة ومنافعها. فإن رأى له نخلا كثيرا فإنه يملك رجالا بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل يكون في مثل ذلك الموضع, وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح لذلك فإن جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها. فإن رأى أنه أصاب من ثمرها فإنه يصيب من الرجال مالا أو من العقدة مالا ويكون الرجال أشرافا والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع, وإن كانت شجرة جوز فإنه رجل أعمى شحيح نكد عسر وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب. فإن رأى أنه أصاب جوزا يتحرك وله صوت فإن الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به فإنه صخب ويظفر القامر بصاحبه وكل ما يقامر به كذلك إذا قمر صاحبه ظفر بما طلب, وأصل ذلك كله حرام فاسد. فإن رأى أنه على شجرة جوز فإنه يتعلق برجل أعمى ضخم, فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل, فإن سقط منها أو مات فإنه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك, فإن انكسرت به هلك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط إذا كان رأى أنه مات حين سقط فإن لم يمت حين سقط فإنه ينجو. وكذلك لو رأى أن يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك فإنه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيما إلا أنه ينجو بعد ذلك, وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم.

      ( وشجر السدر :( رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بحسب الشجرة وكرم ثمرتها.

      ( والنبق :( مال غير منقوش وليس شيء من الثمار يعدله في ذلك خاصة.

      ( وشجر الزيتون :( رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه أو ملكه أو أكله, وربما دلت الشجرة أيضا على النساء لسقيها وحملها وولادتها لثمرها, وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والأموال كالمطامر والمخازن, وربما دلت على الأديان والمذاهب لأن الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة, وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم, وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته. قال المفسرون: وإذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته, ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله, ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله, ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره, وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور. فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رئي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته, فإن كان ميتا في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة, فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب. وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته. فإن رأى ذلك المريض انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته وإن كان حيا مفيقا نظرت إلى حاله فإن كان رجلا طالب نكاح أو امرأة لزوج نال أحدهما زوجا على قدر حال الشجرة وهيئتها إن كانت مجهولة أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة, وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضا نظرت إلى الزمان في حين ذلك, فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه, وإن كان في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك, وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته فهي دالة على كسبه ورزقه, فإن كانت في إقباله أفاد واستفاد. وإن كانت في إدباره خسر وافتقر. وإن رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته, فإن كانت في إدبار الزمان فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته, وإن كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد تمت أعماله وزكت طاعته.

      وأما من ملك شجرا كثيرا فإنه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء أو فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائدا على رفقة أو رئيسا على سفينة أو في دكان فيه صناع تحت يده على هذا ونحوه. وأما من رأى جماعتها في دار فإنها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر, فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها فإن كانت ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاما, وكذلك إن كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولا نظرت, فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح, وإن كان في إدبارها كان مصيبة سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين. وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها ريح شديدة فإنه رجل أو امرأة يهلكان أو يقتلان يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها, فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر, وإن كانت في الجامع فإنه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة, فإن كانت نخلة فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم أو امرأة ملك أو أم رئيس, فإن كانت شجرة زيتون فعالم أو واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها. (ومن رأى) أنه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفا أو اعتقد لنفسه رجلا بقدر جوهرها لقول الناس: فلان غرس فيه إذا اصطنعه, وكذلك إن بذر بذرا فعلق أو لم يعلق ذلك ناله هم وغرس الكرم نيل شرف. وقيل: من رأى في الشتاء كرما حاملا أو شجرة فإنه يعبر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين.

      ( وشجرة السفرجل :( رجل عاقل لا ينتفع بعقله لصفرة ثمرها. ( وشجر اللوز :( رجل غريب. ( وشجر الخلاف :( رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه. ( وشجرة الرمان :( رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي, وقطع شجرة الرمان قطع الرحم. (وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأن قائلا يقول لي إن شئت أن تنال العافية من مرضك فخذلا ولا فكله فقال ابن سيرين: إنما ذلك يدل على أكل الزيتون لأن الله تعالى قال: زيتونة لا شرقية ولا غربية (وحكي): أيضا عنه أن رجلا أتاه فقال: رأيت كأني أصب الزيت في أصل شجرة الزيتون فقال له: ما قصتك؟ قال: سبيت وأنا صبي صغير فأعتقت وبلغت مبلغ الرجال قال: فهل لك امرأة؟ قال لا ولكني اشتريت جارية, قال: انظر فإنها أمك, قال: فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن أحوال الجارية حتى وجدها أمه.

      (وحكي): عنه أيضا أن رجلا أتاه فقال: رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه. فقال له ابن سيرين: اتق الله فإن رؤياك تدل على أن امرأتك أختك من الرضاعة, ففتش عن الأمر فكان كما قال. (ومن رأى) شجرة مجهولة الجوهر في دار فإن نارا تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى: جعل لكم من الشجر الأخضر نارا وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى: يحكموك فيما شجر بينهم وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم, وما كان من الأشجار طيب الريح فإن الثناء على الرجل الذي تنسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة, وكل شجرة لها ثمر, فإن الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجل إدراكها ومنافعها, والشجر التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر, ومن أخذ ماء من شجرة فإنه يفيد مالا من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة. (ومن رأى) أنه يغرس في بستانه أشجارا فإنه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار. فإن رأى أشجارا نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة.

      ( الكرم والعنب :( الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما أن السكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابة خدران الجماع مع ما فيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة, وربما دل الكرم على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال, فمن ملك كرما كما وصفناه تزوج امرأة إن كان عزبا أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره إليه بزمان الكرم في الإقبال والإدبار, فإن كان ذلك في إدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها, وإن كانت حاملا أتت بجارية, وإن كان يرجو فرجا أو صلة أو مالا من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه, وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته إليه, وإن كان موسرا افتقر من بعد يسر, وإن كان في إقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت, وإن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحا. والعنب الأسود في وقته مرض وخوف وربما كان سياطا لمن ملكه على قدر عدد الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره. والعنب الأبيض في وقته عصارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه, والزبيب كله أسوده وأحمره وأبيضه خير ومال. (ومن رأى) أنه يعصر كرما فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصبا. وكذلك عصير القصب وغيره لأن العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمره مما يكون معه مما لم تمسه النار إلا ما يتفاضل فيه جوهره. وقيل: من التقط عنقودا من العنب نال من امرأته مالا مجموعا. وقيل: العنقود ألف درهم. وقيل: إن العنب الأسود مال لا يبقى, وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف. وقد قال بعض المعبرين: العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى: سكرا ورزقا حسنا وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه. وقيل: إنه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فأصل الأسود من ذلك. وما كان من الثمار لا ينقطع في كل إبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في إبانها صالحة إلا ما كان منها له اسم مكروه أو خبر قبيح. وفي غير إبانها فهو مكروه في المآل, وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في إقباله هم وغم, وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين لأن آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك, وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروها صرفت مكروهه, فما كان أصفر اللون كان مرضا كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير إبانه وغير أصفرها هموم وأحزان, فإن كانت حامضة كانت ضربا بالسياط لآكلها سيما إن كان عددا لأن ثمر السوط طرفه. والشجر التي هي أصل الثمر في إدبارها عصا يابسة, وما كان له اسم في اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض, والخوخ الأخضر توجع من هم أو أخ وأصفره مرض, والعناب في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب تنوبه وحوادث تصيبه ويابسه في كل حين رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه. وقيل: رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة.

      ( والإجاص :( في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفر أو هم جاء إن كان أخضر. فإن رأى مريض أنه يأكل إجاصا فإنه يبرأ, وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين كالخرنوب خراب من اسمه, ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه, وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الأمطار وأسودهما جميعا على البرد, وقد يكون ذلك في الليل والأول في النهار, فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه العامة أو في الأسواق أو على السقوف كان ذلك تأويله والهم في ذلك لا يزاوله لأن المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر وعطلة للصناع تحت الهواء والقطر والهدم والطين, وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها التي هي صالحة في وقتها إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له إليها سبيل ومن هو ممنوع منها.

      ( العصير والعصر :( صالح جدا, فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى, وإن كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم. فإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه. فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها. وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه فيها وانعصر له الرأي من صدره انعصارا. وإن رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه. وإن كان العصير كثيرا جدا وكان معه تين أو خمر أو لبن سلطانا. (ومن رأى) كأنه عصر العنب وجعله خمرا أصاب حظوة عند السلطان ونال مالا حراما لقصة يوسف عليه السلام. والتين مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ إليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل. وقال بعضهم: التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن, وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام: ولا تقربا هذه الشجرة وقد قال بعضهم: إن التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه.

      ( التفاح :( هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه, فإن كان ملكا فإن رؤية التفاح له ملكه, وإن كان تاجرا فإن التفاح تجارته, وإن كان حراثا فإن رؤية التفاح حرثه, وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه, فإن رأى أنه أصاب تفاحا أو أكله أو ملكه فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت. وقيل: التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام, ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه, وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس. فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح فإنه يربي يتيما. (ومن رأى) أنه يأكل تفاحة فإنه يأكل مالا ينظر الناس إليه, وإن اقتطفها أصاب مالا من رجل شريف مع حسن ثناء, والتفاح المعدود دراهم معدودة, فإن شم تفاحة في مسجد فإنه يتزوج, وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر, وإن أكلتها في موضع معروف فإنها تلد ولدا حسنا, وعض التفاح نيل خير ومنية وربح. (وقد حكي): أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصفا فقص رؤياه على معبر فقال له: تملك تسع عشرة سنة ونصفا. فلم يلبث أن ولي الخلافة المذكورة.

      ( الكمثرى :( أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض. وقال بعضهم: هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لأن نصف اسمه مثرى يدل على الثروة. وقيل: الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالا. وقيل: إن المرأة إذا رأت كأنها تملك حمل كمثرى حملت ولدا فولدته. وقيل: من أصاب كمثراة ورث مالا مجموعا.

      ( الأترج :( الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب وأنشد بعض الشعراء يمدح قوما:

      كـأنهم شـجر الأتـرج طـاب معا
      نورا وريحا وطاب العود والورق

      ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال: إنها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:

      أهـدى لـه إخوانـه أترجـة
      فبكى وأشفق من عيافة زاجر

      ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:

      أترجـة قـد أتتـك برا
      لا تقــبلنها إذا بررتــا
      لا تقلبنها فدتـك نفسي فـإن مقلوبهـا هجرتـا

      وذكر بعضهم أن النارنج والأترج جميعا محمودان, وأن الكل إذا كان حلوا يدل على المال المجموع, وإذا كان حامضا يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن. والأترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا إذا اقتطفها, والأترجة الصفراء خصب السنة مع مرض, وقيل: إن الأترج امرأة أعجمية شريفة غنية. فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتا ممراضة وابنا ممراضا. وإن رأت امرأة في منامها كأن على رأسها إكليلا من شجرة الأترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين. فإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابنا مباركا. فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة ولد له ابن. ورمي الرجل آخر بأترجة يدل على طلب مصاهرة. والنارنج دون الأترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار. وأنشد في معناه:

      إن فاتنـا الـــورد زمانا فقد
      عوضنـا البسـتان نارنجنـا
      يحسـب جانيهـا وقـد أشرقت حمرتهـا فـي الكف نارا جنا

      والأترج نظير المؤمن في طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره ولا تضر صفرته مع قوة جوهره, فمن أصاب منه واحدة أو اثنتين أو ثلاثة فهي ولد, والكثير منه مال طيب مع اسم صالح, والأخضر منه أجود من الأصفر, وربما كانت الأترجة الواحدة دولة فإن أكله وكان حلوا كان مالا مجموعا وإن كان حامضا مرض مرضا يسيرا.

      ( الخوخ :( في غير وقته مرض شديد. وقيل: إن الحامض من الخوخ خوف. وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالا كثيرا في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب.

      ( المشمش :( مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر منه نفقة مال في مرض. فإن رأى كأنه يأكل مشمشا من شجرة فإنه يصاحب رجلا فاسد الدين كثير الدنانير. وقيل: إن التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث. فإن رأى كأن بعض السلاطين التقط مشمشا من شجرة التفاح فإنه يضع في رعيته مالا غير محمود, وشجرة المشمش رجل كثير المرض. وقال بعضهم: بل هي رجل منقبض مع أهله منبسط مع الناس جريء غير جبان. فإن كانت موقرة بحملها فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة, وإذا كان مشمشا أخضر كانت رجلا صاحب دراهم كثيرة, ومن كسر غصنا من شجرته فإنه يجحد مالا من رجل أو ينكر عليه أو يترك صلاة أو صياما أو يفسد مالا ليس له, فإن كسر من شجرة غيره مثمرة غصنا ليتخذه عصا فإنه ينال منه سرورا, وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض, وما كان حامضا فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض.

      ( السفرجل :( قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض. وقيل: إنه يدل على سفر. وقال قوم: إنه سفر واقع مع وفق. وقال بعضهم: إنه سفر لا خير فيه, وأنشد في ذلك:

      أهدى إليه سفرجلا فتطيرا
      منـه وظـل نهـاره متفكرا
      خاف الفراق لأن أول اسمه
      سـفر وحـق له بأن يتطيرا

      وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها. وقال بعضهم: إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير, والتاجر إذا رآه دل على ربحه, والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته. (ومن رأى) أنه يعصر سفرجلا فإنه يسافر في تجارة وينال ربحا كثيرا. والغبيرا قيل: إنه يدل على إصابة مال وشجرته رجل أعجمي وقيل: رجل فقير نفاع للناس.

      ( التوت :( أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم, وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد.

      ( النبق :( وأما النبق فإنه رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه أقوى من يابسه وليس تضر صفرته وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل, وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم. وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقطت من نبقها دوخلتين. فقال: ألك زوج غائب؟ قالت: نعم. قال: فإنه قد مات وترثين منه ألفين. وقال بعضهم: هو رزق من قبل العراق, وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه. وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب

      ( الموز :( وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته, ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته, وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة ابن, قال الله تعالى: وطلح منضود وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع, وشجرته من أكرم الشجر, وورقها أفضل الورق وأوسعها, ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته, وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضا لم يدرك في وقته المعروف فإنه رزق ومال وخير, ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار وخفة مئونته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الأسود والتين فإنه لا خير فيهما على حال. (ومن رأى) أنه أصاب من الثمر شيئا فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم, فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة فإنه علم ودين لا شك فيه, وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة رجل مكثر, ومن التقط من شجرة وهو جالس فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب, فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمرا عجبا يتعجب الناس منه. وقيل: إن الشجرة امرأة وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة, وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امرأة أو بنت ملك أو خادم ملك.

      ( اللوز :( مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل, وشجرة اللوز رجل غريب, والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان, والمر يدل على كلام حق. وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز فإنه ينال كسوة. وقيل: إن اللوز اليابس القشر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة. وقد يدل أيضا على حزن.

      ( الفستق :( مال هين وشجرته تدل على رجل كريم. فمن أكل فستقا أكل مالا هينا, والجوز الهندي هو النارجيل قال بعضهم: هو مال من جهة رجل أعجمي ومنهم من قال: هو يدل على رجل منجم. فمن رأى كأنه يأكل جوزا هنديا فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجما في رأيه ويصدقه. وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم فإنه يصيب في اليقظة جوزا هنديا. والبلوط رجل صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر. وكذلك تدل على عبودية.

      ( النخل :( هو الرجل العالم وولده وقطعه موته, والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى: ولأصلبنكم في جذوع النخل وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم. والسعف زيادة في العيال وذرية وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب. وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر. والنخلة اليابسة رجل منافق. (ومن رأى) كأن الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء, وربما كان ذلك عذابا في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى: لها طلع نضيد رزقا للعباد والبلح مال ليس باق. (ومن رأى) أنه صرم نخلة فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم. وخوصها بمنزلة الشعر من النساء. (ومن رأى) نواة صارت نخلة فإن هناك ولدا يصير عالما أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعا. وقال بعضهم: النخل طول العمر. رأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه في أرض سبخة ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها فقال صلى الله عليه وسلم: أتدري لمن هذه الأرض؟ قال: لا, قال: هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فاغرسه في تلك الأرض الطيبة. ففعلت ما أمرني به, فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال: يا غلام أتقول الشعر؟ قلت, لا, قال: أما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين. وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب .

      ( الرطب :( رزق حلال وشفاء وفرج. (ومن رأى) كأنه يأكل رطبا في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحا لقصة مريم عليها السلام وكان في غير أوانه. وقيل: إن أكل الرطب الجني قرة عين, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من ابن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت والتمر مال حلال على قدر قلته وكثرته, ومن التقط من شجرة ثمرا غير ثمرها فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئا لا يجب له أو راسم رسوما جائرة, واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم, والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل. وقيل: إن الفواكه للفقراء غنى وللأغنياء زيادة مال لقوله تعالى: وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم وللخائفين أمن قال الله تعالى: يدعون فيها بكل فاكهة آمنين وقيل: إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعا. واليابسة رزق كثير باق. (ومن رأى) كأن فاكهة تنثر عليه فإنه يشتهر بالصلاح والخير. (ومن رأى) كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها فإن رؤياه تدل على صهر سار بار وشريك صالح. (ومن رأى) في الشتاء شجرا مثمرا فاستحسن ذلك فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر, فإن لم يجن من ثمرها شيئا نجا منه على السواء, وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى.

      ( الرمان :( مال مجموع إذا كان حلوا وربما كانت الرمانة كورة عامرة وربما كانت عقدة, وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة, والرمان الحامض هم وغم. (وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي رمانة فقال: هي امرأة تتزوجها فإن أكلتها فجيد. والرمانة أيضا ربما كانت ولدا, وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة وعلى ضيعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر. وقيل: من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار وإن كان حبها أبيض أصاب ألف درهم, وإن كانت حلوة كان ذلك في سرور, وإن كانت حامضة كان في هم وحزن, ومن باع رمانة فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة. فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض, وعصر الرمان وشرب مائه نفقة الرجل على نفسه, وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم. وأما الرمان المبهم الذي لا يدرى حلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو, إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك, وأما الأزادرخت فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره.

      ( الورد :( ولد أو مال شريف. وقيل: إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب. وقيل: إن الورد امرأة مفارقة أو ولد يموت أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد. (ومن رأى) كأن شابا دفع إليه وردا فإن عدوا له يدفع إليه عهدا لا يدوم عليه. (ومن رأى) كأن على رأسه إكليلا من الورد فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب. وإن رأت ذلك امرأة فهو لها زوج بهذه الصفة. والورد المبسوط زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء. وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور, والتقاط الورد الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة, فإن كان الورد أحمر فإن امرأته صاحبة لهو وطرب, وإن كان الورد أصفر فهي امرأة مسقام, والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح دليل على إسقاط المرأة ولدا. وقيل: إن الورد طيب الذكر, ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها. وقد قال جماعة من المعبرين: إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن. والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه, فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره, فأما ما دام حيا في منبته تجد رائحته فإن يكون ولدا وما يشبه ذلك, وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين, وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن, وأكل البقول هم وحزن, والنعنع ناع ونعي.

      وأما الياسمين فقد حكي أن رجلا أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة. فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة. وقد قيل: إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس. وأما القصب فمن رأى بيده قصبة متوكئا عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر, وكل شيء مجوف لا بقاء له, والقصبة قصب الناس ونميمة والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء, وقيل: هو أوباش الناس وكلام سوء. وأما قصب السكر فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلا أن كلامه يستحيل فيه. (ومن رأى) أنه يعصره فإنه يملك من ملكه خصبا ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.

      ( الصفصاف :( رجل رفيع صبور مخلف (ومن رأى) كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار. ( الطرفاء :( رجل مضر منافق بالأغنياء وينفع الفقراء. ( الصنوبر :( رجل بعيد رفيع الصوت مقل سيئ الخلق شحيح تأوي إليه الظلمة واللصوص كما يأوي إلى الصنوبر الحدأ والبوم والغربان. والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيئ الخلق ظالم وللتاجر حافظ ظالم لص. وأما السرو فيدل على الأولاد, وقيل: السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها. وقال أيضا: شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت. قال بعضهم: السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكرم في اللغة السرو, ويقال للكريم سري. وأنشد:

      إن السـري هـو السـري بنفسـه
      وابن السري إذا سرى أسراهما

      وأما الشوك فرجل بدوي جاهل صعب. وقيل: هو فتنة أو دين. (ومن رأى) كأنه يجري على الشوك فإنه يماطل في قضاء الديون. ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر ما ناله من الشوك. وكل شجرة لها شوك فهو رجل صعب بقدر شوكها. والخشب نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق. والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة. والعصا رجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع, والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه وولده وأقربائه. وأما شجرة الحنظل فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها بأن لا ثبات لها فقال: كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار وثمره هم وحزن.

      ( الأبنوس :( امرأة هندية موسرة أو رجل صلب موسر. وأما الآجام فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن أصل الدغل الشجر الملتف والصياد يختفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك. فإن رأى أن الأجمة لغيره ملكا فإنه يقاتل أقواما هذه صفتهم فيظفر بهم. ( شجرة الساج ) ملك أو عالم أو شاعر أو منجم. وأما الشجرة المجهولة الجوهر فمن رآها في داره فإنها تدل إما على مشاجرة بين أقوام وإما على نار في تلك الدار. وأما الربيع فيدل على الدراهم, وقيل: إنه يدل على ولد لا يطول عمره وامرأة لا يدوم نكاحها أو ولاية لا تبقى أو فرح يزول سريعا. والحشيش والمرعى دين, فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش رأى امرأته مع رجل, فإن نبت على باطن راحته فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش. وكذلك الحلفاء.
    • في الحبوب والزرع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباههما




      في الحبوب والزرع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباههما وما شاكلهما.

      بذر البذور في الأرض يدل في التأويل على الولد. (ومن رأى) كأنه بذر بذرا فعلق فإنه ينال شرفا فإن لم يعلق أصابه هم. ( الحنطة :( مال حلال في عناء ومشقة, وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال, وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى, والسعي في زراعتها يدل على الجهاد. فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيرا فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه, وإن زرع شعيرا فنبت حنطة فالأمر بضد الأول, وإن زرع حنطة فنبت دماء فإنه يأكل الربا, والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى: في قصة يوسف. والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبه مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه. (وحكي): أن أعشى همدان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن. ومن التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالا متفرقا من صاحبه. فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب, فإن كانت السنابل صفرا فهو يدل على موت الشيوخ, وإن كانت خضرا فهو موت الشباب أو قتلهم. والحنطة في الفراش حبل المرأة. وقيل: من رأى أنه زرع زرعا فهو حبل امرأته. فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها فإنه يتزوج امرأته. من بذر بذرا في وقته فإنه قد عمل عملا خيرا. فإن كان واليا أصاب سلطانا, وإن كان تاجرا نال ربحا, وإن كان سوقيا أصاب بغلة, وإن كان زاهدا نال ورعا, فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولا, فإن حصده فقد أخذ أجره. (ومن رأى) أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة ناله مكروه. فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره. ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين. وقيل: إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفا يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله. يقال في المثل: من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة . قال الشاعر:

      إذا أنـت لم تزرع وأبصرت حاصدا
      ندمت على التفريط في زمن البذر

      وإن خالف الزرع هذه الصفة فإنهم رجال يجتمعون في حرب. فإن حصدوا قتلوا. قال الله عز وجل: ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة فإنه صالح ويكون ناسكا في الدين. (ومن رأى) أنه له زرعا معروفا فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه. ويستدل بأي ذلك كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه, فإن كان في دينه فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته, وإن كان في دنياه كان مالا مجموعا يصير إليه ومجازاة عن عمل, فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعا حتى يخرج الحب من السنبل, وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة, وإن كان شعيرا فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مئونة, فإن كان دقيقا فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.

      الشعير مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة. وقال بعضهم: إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام, وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالى: وآتوا حقه يوم حصاده وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى. والشعير الرطب خصب. وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم, ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد, ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.

      ( الأرز :( مال فيه تعب وشغب وهم. والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر. وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخا ومقلوا على كل حال فهم وحزن لمن أكلها أو أصابها رطبا ويابسا والكثير منها مال. وقيل: إن الباقلا الخضراء هم واليابسة مال مع سرور. وقيل: إن العدس مال دنيء. (وحكي): أن رجلا أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصا حارا فقال: أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان. والسمسم مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.

      ( التين :( مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله. وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة فقال: لو كان هذا في النوم. وقيل: من رأى التين في منامه فليخط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهرا عليه كثيرا. (وأما البطيخ ) فهو مرض. وقيل هو رجل ممراض. وقيل: إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب. وقيل: إن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم. (ومن رأى) كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخا فإنه يطلب ملكا ويناله سريعا. (وحكي): أن رجلا رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك. فكان كذلك. والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس. وأما القثاء فقد قيل إنه يدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا. وقيل: إنه مكروه كالبقل والعدس وأما القرع وهو اليقطين فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك. وقيل: إنها رجل فقير, واليقطين للمريض شفاء. (ومن رأى) كأنه أكله مطبوخا فإنه يجد ضالا أو يحفظ علما بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئا متفرقا. والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض فإن رأى أنه أكل القرع نيئا فإنه يخاصم إنسانا ويصيبه فزع من الجن, والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة. (ومن رأى) كأنه اجتنى من البطيخة قرعا فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء, والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام. والقنبيط رجل قروي يعتريه حدة. والباذنجان في غير وقته رزق في تعب. والبصل منهم من كرهه لقوله تعالى: وبصلها ومنهم من قال: إنه يدل على ظهور الأشياء الخفية وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة. ومنهم من قال: إنه مال. وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل. والثوم ثناء قبيح. وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخا يدل على التوبة من معصية.

      وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال: دعوني حتى أدخل فقالوا: إنك أكلت ثوما وطردوني. فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته. والجزر هم وحزن لمن أصابه أو أكله. (ومن رأى) بيده جزرا فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه. وقال بعضهم: من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيرا ومنفعة. والخشخاش مال هنيء لمن أكله أو أصابه. والخردل سم فمن أكله سقي سما أو شيئا مرا أو يقع في همة رديئة. وقيل: بل ينال مالا شريفا في تعب. والحرمل مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد. والحناء عدة الرجل لعمله الذي يعمله. وأما الحلفاء فقد حكي أن رجلا رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة, وللمدبرين يأس رجائهم, وللمرضى موتهم, فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك. والخضر كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام. (ومن رأى) كأنه يسعى في مزرعة خضرة فإنه يسعى في أعمال البر والنسك, والمزرعة تدل على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد, واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها, وربما دل على السوق, وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وريعه وخساراته, ويدل على ميدان الحرب, وحصيد سنبله حصيد السيف. وربما دل على الدنيا, وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وشبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى: والله أنبتكم من الأرض نباتا وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها, وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين, وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حبا كثيرا, وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة يعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى: من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها فمن حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته, فإن نبت زرعه حملت امرأته, وإن كان عزبا تزوج. وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه وربما سلفه وفرقه. وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده. فمن رأى زرعا يحصد فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل, وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون, وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح, وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير, وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحدا مجهولا يحصد لهم فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد. وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه, وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام. والتبن مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب.

      ( المرج :( وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفا ومنه سمي الذهب زخرفا. والحشيش معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التي ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحما ولبنا وزبدا وسمنا وعسلا وصوفا وشعرا ووبرا فهو كالمال الذي به قوام الأنام, وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق, وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها, وأنه عليه السلام قال: الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال, وكل حامض فيه يدل على الحرام, وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة. وما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ وقد يدل على المال الحلال المحض, وإن كانت حامضة الطعم فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب, وما كان منه سمائم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء, وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء.

      وأما إذا رأى الهندبا وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام, وقد قيل: إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه, وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكرويا وأمثالها, وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبث والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه, مثل النعنع يشتق منه النعاة والنعي مع أنه من البقول, وكذلك الجزر وهي الاسفنار به أسف ونار, وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكماة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا ومن لا يعرف نسبه, وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك. فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله فإن كان فقيرا استغنى, وإن كان غنيا ازداد غنى, وإن كان زاهدا في الدنيا راغبا عنها عاد إليها وافتتن بها, وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها.

      ( الروضة :( وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فدالة على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها. وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه السلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة وقوله عليه السلام: القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وقد تدل الروضة على المصحف, وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم: الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء. وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها, فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله فإن كان ميتا أبدل بالجنة نارا وبالنعيم عذابا. وإن رئي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية. وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج. وإن كان بمكة مؤهلا لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره. وكان ما أكله أو جمعه ثوابا وأجرا يحصل له. فإن رئي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره, وإن كان مذنبا تاب عن حاله وانتقل من تخليطه, وإن كان طالبا للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه, وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها, وأما السلق فقد قيل إنه يدل على خير. وكذلك الملوخيا والقطف

      ( السلجم :( امرأة قروية جلدة صاحبة فضول, وقيل هو هم وحزن. فإن كان نابتا فهم أولاد يتجددون. ( الشبث :( أمر يرى في المستقبل. ( العنصل :( رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح, والعروق مال معه مرض. ( العفص :( مال تام يبقي الأموال. ( العصفر :( فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله. ( الفوة :( مال مع مرض. ( الفلفل :( مال يحفظ به الأموال. ( الفجل :( رزق حلال. وقيل: إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد. وقيل: من أصاب فجلا أو أكله فإنه يعمل عملا في خير يعقبه ندامة. ( القت :( وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير. ( القطن :( مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب. ( الكمأة :( رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة, فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب, وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء. وقيل: إنها إذا كانت مالا يكون ذلك المال من قبل النساء, والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها. ( الكرويا والكمون :( مال تطيب به الأموال.

      ( الكراث :( رزق من رجل أصم, وقيل: من أكله أكل مالا حراما شنيعا في قبح ثناء. وقيل: هو مطل الفقراء لحقوقهم. وقيل: هو رزق. ومن أكل كراثا فإنه يقول قولا يندم عليه, وأكل الكراث مطبوخا يدل على التوبة.

      ( الطرخون :( رجل رديء الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع. ( السذاب :( قيل إن كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا. وأما البقول على الجملة فقد اختلفوا فيها: فمنهم من قال: إنها صالحة محمودة. ومنهم من قال: إنها جميعها مكروهة لقوله عز وجل: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة. ومنهم من قال: إنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما. وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.

      ( البنفسج :( جارية ورعة والتقاطها تقبيلها. ( الأقحوان :( التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم. وقال بعضهم: إن الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة. فمن رأى كأنه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقا. وأما الآس فقيل: هو رجل واف بالعهود ويدل على اليأس لاسمه. فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو امرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية. وكذلك إن شمه. ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم. فإن رأى أنه أخذ من شاب آسا فإنه يأخذ من عدو له عهدا باقيا. فإن رأى أنه يغرس آسا فإنه يعمل الأمور بالتدبير. والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق. ( الشمار :( يدل على ثناء حسن. ( السوسن :( قيل هو ثناء حسن. وقال بعضهم: إنه يدل على السوء لاشتقاق السوء من اسمه والواحدة منه سوسنة. وقال أكثر المعبرين: إن الرياحين كلها إذا رئيت مقطوعة فإنها تدل على هم وحزن. وإذا رئيت نابتة في مواضعها فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد. وبلغنا عن علي بن عبيد أنه قال: كنت عند سفيان الثوري فقال له رجل: رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء, فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي. فوجدوه قد مات في تلك الليلة. وإنما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتا في البستان, ويدل على المرأة إن كان مجموعا في حزمة, ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعا مطروحا في غير موضعه أو لم يكن له ريح. وقيل: إن الريحان نعمة لقوله تعالى: فروح وريحان وجنة نعيم وهو بالفارسية شاسبرم, والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة.

      ( والمرزنجوش :( يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم, ويدل أيضا على التزويج بامرأة تدوم عشرتها, وإن رأت امرأة كأنها شمت مرزنجوشا فإنها تلد ابنا مؤمنا. ( اللينوفور :( مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه. وأما النرجس فمن رأى على رأسه إكليلا من نرجس تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له. والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك, وإن كان لها زوج فإنه يطلقها أو يموت. (ومن رأى) النرجس نابتا في بستان فإنه ولد باق, وإن رآه مقطوعا فاسدا فإنه لا يبقى. (وحكي): أن امرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك لأن عهد الآس أبقى من عهد النرجس. ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر فقال: إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك. قيل: إن صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا. وأنشد:

      لمــا أطلنـا عنــه تغيمضـا
      أهـدى لنـا النرجـس تعريضا
      فدلنـــا ذاك علـــى أنــه
      قــد اقتضى الصفر أو البياضا

      وقال الشاعر:

      لـيس للـنرجـس عهـد
      إنـما الــعهد للآس

      وقال بعضهم: النرجس سرور. ( النمام :( سرور يدوم من مرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة. ( اللفاح :( مرض ودنانير, فمن التقط لفاحا مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة. ( البلاب :( رجل طبيب. ( المنثور :( رجل يموت طفلا أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق. ( المبقلة :( المبقلة رجال ذوو إحسان. فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل فإنه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة, فإن كانت طاقة بقل فإنها نذير له ليحذر من الشر فإن عرف جوهرها فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع, واليابس من البقل مال يصلح به الأموال, وأكثر المعبرين يجعلون البقول هما وحزنا, وتكون البقلة النابتة رجلا إن كان موضعها مستشنعا مجهولا فيه ذلك. وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك. فإنه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة. وقد بلغنا أن رجلا أتى إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت كأن بقلا أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل. فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب. فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها.

      ( الكزبرة :( رجل نافع في الدنيا والدين, واليابسة منها مال تصلح به الأموال. ( الصمغ :( فضل مال. ( البلسان :( مال مبارك. ( الجاوشير :( مال ينال صاحبه عليه ثناء حسنا. ( القطران :( مال من خيانة وتلطخ الثياب من خلل في المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان. ( الكرنب :( رجل فظ غليظ بدوي, فمن رأى بيده طاقة كرنب فإنه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظا غليظا. وأما البذور فكل بذر يلقى في الأرض فهو ولد, ويجب أن ينسب إلى ذلك النوع, والبذور والحبوب التي هي من الأدوية فإنها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع. ( البندق :( رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس, ويقال إنه مال في كد, فمن أكله نال مالا بكد. وقال بعضهم: البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن. ( الخيار والقثاء :( هم وحزن فمن أكله فإنه يسعى في أمر يثقل عليه خصوصا الأصفر منه فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض. فإن رأى أنه يأكله وكانت امرأته حاملا ولدت جارية. وقال بعضهم: الخيار إذا قطع بالحديد فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه. وقال: القثاء تدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا. ( الخشب اليابس :( نفاق قال الله تعالى: كأنهم خشب مسندة والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم. رأى رجل كأن في يده اليمنى غصنا وفي يده اليسرى خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة. فقص رؤياه على معبر. فقال: لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة. تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك. فكان كذلك. ورأى رجل كأنه لابس ثوبا من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئا. وإنما دل البحر والخشب على السفينة.
    • في القلم والدواة والنقش والمداد والورق والكتابة والشعر وما أشبهه



      في القلم والدواة والنقش والمداد والورق والكتابة والشعر وما أشبهه


      القلم يدل على ما يذكر الإنسان به وتنفذ الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر, وربما دل على الذكر والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه, وربما دل على السكة والأصابع أزواجه ومداده بذره, وإنما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر, وما في اليقظة من الآمال. وقيل: إن القلم يدل على العلم. فمن رأى أنه أصاب قلما فإنه يصيب علما يناسب ما رأى في منامه أنه كان يكتبه به, وقيل: إنه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم

      (وحكي) أن رجلا قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلما آخر فأخذته وكتبت بهما جميعا فقال: هل لك غائب؟ قال نعم, قال: فكأنك به قد قدم عليك. فإن رأى كاتب كأن بيده قلما أو دواة فإنه يأمن الفقر لحرفته, فإن رأى كأنه استفاد دواة الكتابة بأسرها فإنه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب, وهكذا كل من رأى أنه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر. فإن رأى أنه أصاب حرفة جامعة فإنه ينال فيها رياسة جامعة, والسكين الذي يقطع به القلم يدل على ابن كيس محسود. وقيل: إن من رأى في يده سكينا من حديد فإنه يعاود امرأة قد فارقته من قبل. لقوله تعالى: قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة, والقلم قيم كل شيء, وقيل: القلم ولد كاتب. ورأى رجل كأنه نال قلما فقص رؤياه على معبر فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علما حسنا. وأما الدواة فخادمة ومنفعة من قبل امرأة وشأن من قبل ولد. فمن رأى أنه يكتب من دواة اشترى خادمة ووطئها ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام. وقيل: من رأى أنه أصاب دواة فإنه يخاصم امرأته أو غيرها, فإن كان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له.

      (وحكي): أن رجلا رأى كأنه يليق دواة فقص رؤياه على معبر فقال: هذا رجل يأتي الذكران. وقال أكثر المعبرين: إن الدواة زوجة ومنكوح وكذلك المحبرة إلا أنها بكرا وغلام. والقلم ذكر, وإن كانت امرأة كان مدادها مالها أو نفعها أو همها وبلاءها سيما إن سود وجهه أو ثوبه, وقد تدل الدواة على القرحة والقلم على الحديد والمداد على المدة لمن رأى أن بجسمه دواة وهو يستمد منها بالقلم. (ومن رأى) أنه يكتب في صحيفة فإنه يرث ميراثا. قال الله تعالى: إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى فإن رأى أنه يكتب في قرطاس فإنه جحود ما بينه وبين الناس. وإن رأى أن الإمام أعطاه قرطاسا فإنه يقضي له حاجة يرفعها عليه, ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه لقوله تعالى: تجعلونه قراطيس تبدونها وأما النقش في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب, فإن تلطخ به الثوب دل على مرض, وعلى أن الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس, وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه. والمداد سؤدد ورفعة في مدد والكتاب قوة. فمن رأى بيده كتابا نال قوة لقوله تعالى: يا يحيى خذ الكتاب بقوة والكتاب خير مشهور إن كان منشورا, وإن كان مختوما فخير مستور, وإن كان في يد غلام فإنه بشارة, وإن كان في يد جارية فإنه خير في بشارة وفرح, وإن كان في يد امرأة فإنه توقع أمر في فرح, فإن كان منشورا والمرأة متنقبة فإنه خير مستور يأمره بالحذر, فإن كانت متطيبة حسناء فإنه خير وأمر فيه ثناء حسن, فإن كانت المرأة وحشية فإنه خير في أمر وحش.

      (ومن رأى) في يده كتبا مطوية فإنه يموت قريبا لقوله تعالى: يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب فإن رأى أنه أخذ من الإمام منشورا فإنه ينال سلطانا وغبطة ونعمة إن كان محتملا ذلك وإلا خيف عليه العبودية. فإن رأى أنه أنفذ كتابا مختوما إلى إنسان فرده إليه فإن كان سلطانا وسرى إليه جيش فإنهم مهزومون, وإن كان تاجرا خسر في تجارته, وإن كان خاطبا لم يزوج. فإن رأى كتابه بيمينه فهو خير, فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط فإنه يأتيه البيان, وإن كان في عذاب يأتيه الفرج لقوله تعالى: ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى وإن كان معسرأ أو مهموما أو غائبا فإنه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسرورا. وأخذ الكتاب باليمين خير كله, فإن أعطي كتابه بشماله فإنه يندم على فعل فعله. ومن أخذ كتابا من إنسان بيمينه فإنه يأخذ أكرم شيء عليه. لقوله تعالى: لأخذنا منه باليمين وإذا رأى الكافر بيده مصحفا أو كتابا عربيا فإنه يخذل أو يقع في هم وغم أو كربة وشدة. ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله. وقيل: من رأى كأنه مزق كتابا ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيرا. وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتابا فارسيا يصيبه ذل وكربة. (ومن رأى) أنه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك وتحقيقه ختمه; لأن بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتابا مختوما وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام. (ومن رأى) أنه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة فهي جارية وبها حبل. وقال ابن سيرين: من رأى أنه يكتب كتابا فإنه يكسب كسبا حراما لقوله تعالى: فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون والنقش على يد الرجل حيلة تعقب الذل وللنساء حيلة لاكتساب. (ومن رأى) كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه فإنه رجل متمسك بالقرآن. والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة وربما يولد له أولاد من زنا أو يصير شاعرا, والكتابة في الأصل حيلة والكاتب محتال. وإن رأى أنه رديء الخط فإنه يتوب ويترك الحيل على الناس ويتوب. (ومن رأى) أنه يقرأ وجه صحيفة فإنه يرث ميراثا. فإن قرأ ظهرها فإنه يجتمع عليه دين لقوله تعالى: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فإن رأى أنه يقرأ كتابا وكان حاذقا في قراءته فإنه يلي ولاية إن كان أهلا لها أو يتجر تجارة إن كان تاجرا بقدر حذقه فيه. فإن رأى أنه يقرأ كتاب نفسه فإنه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عز وجل: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة (ومن رأى) كأنه كتب عليه صك فإنه يؤمر بأن يحتجم, فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب فإنه قد فرض الله عليه فرضا وهو يتوانى فيه لقوله تعالى: وكتبنا عليهم فيها الآية. فإن رأى أنه يكتب عليه كتاب فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى: كتب عليه أنه من تولاه الآية. والاصطرلاب خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان. فمن رأى أنه أصاب اصطرلابا فإنه يصحب إنسانا كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام, وربما كان متغيرا بالأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروءة.

      ( الشاعر :( رجل غاو يقول ما لا يفعل والشعر قول الزور. (ومن رأى) أنه يقول الشعر ويبتغي به كسبا فإنه يشهد بالزور. فإن رأى أنه قرأ قصيدة في مجلس فإنها حكمة تميل إلى النفاق, فإن سمع الشعر فإنه يحضر مجالس يقال فيها الباطل. (ومن رأى) كأنه أعجمي فصار فصيحا فإنه شرف وعز أو ملك حتى لا يكون له فيه نظير إن كان واليا, وإن كان تاجرا فإنه يكون مذكورا في الدنيا وكذلك في كل حرفة. (ومن رأى) أنه يتكلم بكل لسان فإنه يملك أمرا كبيرا من الدنيا ويعز لقوله تعالى حكاية عن يوسف: إني حفيظ عليم يعني بكل لسان. والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي والقلم كالأشفى والإبرة. والمداد كالشيء الذي يخرم به من خيوط وسيور. وكالحجام وقلمه مشرطته ومداده دمه وكالرقام والرفاء ونحوهما. وربما دل على الحراث والقلم كالسكة والمداد كالبذر, فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه ثم أضفها إلى من تليق به أو من هو في اليقظة في أمر هو حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه كالذي يقول: رأيت كأني مررت بكاتب فدفع إلي كتابا أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو علي فأخذتها منه ومضيت فانظر إلى حاله ويقظته, فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشرائه فهو ذلك. وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين, وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو احتجم قبل تلك الليلة فهو ذاك. وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك, فإن كان له ثوب عند مطرز أو صانع ديباجي فهو ذاك, وإن كان له سلم عند حراث أخذ منه ما كان له. وإلا قدمت إليه أخبار ووردت عليه أمور, فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخفية وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة. والكاتب إذا رأى أنه أمي لا يحسن الكتابة فإنه يفتقر إن كان غنيا, أو يجن إن كان عاقلا, أو يلحد إن كان مذنبا, أو يعجز إذا كان ذا حيلة. وإذا رأى الأمي أنه يحسن الكتابة فإنه في كرب وسيلهمه الله تعالى سببا يتخلص به من كربه, وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
    • نوور كتب:

      رايت لبوة و جمل يمشيان بقرب بعض ثم اقتربت منهما لبوة اخرى و ابتعدتا اللبوتان


      أختي نوور.. لا أعلم في علم تفسير الأحلام إلا ما قرأت منها :) وطرحت موضوعي هذا ليستفيد منه الأعضاء ويرجعوا إلى بعض الرموز والرؤى المعتمدة بتفاسير أهل العلم.. بإمكانكي عزيزتي الرجوع إلى الرموز المكتوبة في فصل رؤيا الحيوانات وانواعها:)

      تحيتي لك: لفندر$$e
    • الف شكر
      علمتني علمتني وشلون احب علمني كيف انســــــــــى يابحر ضايع فيـــــــه الشط والمرســـــــــــــى علمتني وشلون احن علمني كيف اقســـــــــى