تجربة ضياء الدين لاكتشاف أسواق كينيا - shabayek

    • تجربة ضياء الدين لاكتشاف أسواق كينيا - shabayek

      يكمل ضياء الدين حديثه السابق (الرابط) وهذه المرة يحكي لنا عن تجربته في التعرف على أسواق كينيا، ويقول: ’ كان أن وصلت إلى العاصمة نيروبي في يوم 5 نوفمبر 2013، وأقمت في فندق داياموند Diamond في غرفة فردية ب 1500 شلن كيني (الدولار يساوي 86 شلن كيني) وهو تقريبا فندق 4 نجوم وأصحابه صوماليون.
      أول ما لاحظته هو أن طقس نيروبي مختلف عن تنزانيا. فصل الشتاء في كينيا يكون الجو فيه باردا كما تعودنا، ما يعني ان لديهم حاجة للملابس الشتوية، على عكس تنزانيا والتي يكون فيها اللبس صيفيا فقط وهي ملحوظة مهمة جدا إذ يمكنك جلب مخزون الملابس الشتوي بمصر عند اقتراب فصل الصيف.
      اكتشاف أسواق كينيا: مواقع نيروبي – مومباسا – طنجة

      [h=4]*أسواق كينيا[/h]كذلك عرفت أن أكبر سوق في كينيا هو سوق ايسيلي، ولهذا السوق قصة غريبة. عند حدوث اقتتال في الصومال في آخر التسعينات من القرن الماضي، نزح العديد من الصوماليين إلي كينيا وجمعتهم الحكومة كنازحين في منطقة ايسيلي، فعملوا بالتجارة ليصبح سوق ايسيلي من أكبر أسواق شرق أفريقيا – فكيف تم ذلك؟
      أسواق كينيا – سوق ايسيلي – تعريف الصوماليين للأفارقة عن الاسلام

      اعتمد النازحون علي السعر القليل والبيع الكثير، فأصبح التجار الأفارقة يقصدون هذا السوق تبعا لذلك. الصومالي شخص يحب العمل بطبعه، فلا يوجد لديهم يوم أجازة مثل يوم الأحد في تنزانيا مثلا، كذلك الصومالي مجتهد ويحب بلده ودينه جدا ويرحب بأي عربي، وهذا ما ساعدني كثيرا هنا ففي هذا السوق تشعر انك في مقديشو وليس نيروبي.
      سوق ايسيلي، نيروبي، كينيا

      نزلت السوق وأذهلتني الأسعار فهي متدنية جدا، لكنهم يشترون بكميات كبيرة. دعني أقص عليك قصة طريفة حدثت مع صديقي هنا. وأنا أقف بجواره، كان معه شنطة (حقيبة صغيرة) بها بعض البضاعة لتسويقها، لكن الكيس البلاستيكي لم يكن قويا بما يكفي فانقطع وسقطت البضاعة علي الأرض، فتجمع الناس حوله اعتقادا منهم أنه يبيعها وبالفعل اشتروها كلها. هذا مثال بسيط على قوة هذا السوق والاستعداد العالي للشراء لدى رواده.
      مثال على قوة سوق ايسيلي

      سوق ايسيلي مقسم الي مباني تجارية، تقريبا 30 مبني إجمالا، لكل مبني تخصص معين، مثلا هناك مبني للملابس الرجالي، ومبني للأحذية، ومبني للملابس الحريمي والأطفال، كل مبني مكون من 4 أدوار، كل دور فيه ما لا يقل عن 100 محل، فلك ان تتخيل حجم السوق. ذهبت للسوق لأبيع ما معي من ملابس، فوجدتهم يريدون الشراء بأسعار قليلة جدا، وهم يبيعون أيضا بسعر قليل، فكنت أبيع كمية كبيرة نسبيا لكن بسعر قليل.
      تعرفت في نيروبي علي تاجر مصري جاء لكينيا منذ 12 عاما، وأمدني بمعلومات مهمة جدا، فمثلا أخبرني ان الأحذية المصرية لها سمعة جيدة، وهو يمد السوق الكينية بالعديد من المنتجات الغذائية المصرية مثل العصائر والعسل والمكرونة، وهو يصر علي استيراد
      المنتج المصري فقط ولا يخلو مكان هنا إلا وفيه منتج غذائي مصري لدرجة وأني أبيع الملابس سألني احدهم عندما علم أني مصري هل لديك عصير!
      في البداية رأيت التركيز علي بيع الملابس فقط، حتى أستطيع استرداد رأسمالي الذي استثمرته في البضاعة، لكن هذا لم يمنعني من معرفة ما يحتاجه السوق الكيني، وما يمكن استيراده منه، وكان أن عرفت من أحد أصدقائي في مصر عن منتج نباتي اسمه (ماموسا) يدخل في عملية تصنيع الجلود وهو متوفر في كينيا فبحثت عن مصنع ينتجه وأبرمت معهم اتفاقا لتصدير حاوية 20 قدم لمصر.
      لحاء شجر الماموسا قبل تصنيعه في كينيا

      هناك كذلك العديد من الفرص لاستيراد منتجات من إفريقيا لكل الدول العربية مثل اللحوم والكاجو والفاكهة والخضروات والبقول و الجلود والأخشاب والشاي والقهوة والعسل الابيض.
      [h=4]إلي مومباسا[/h]سافرت من نيروبي عائدا إلى مومباسا بالحافلة واستغرقت الرحلة تقريبا 12 ساعة، قابلت بعض تجار المواد الغذائية وأخبروني أنهم يفضلون المنتج المصري بسبب إتفاقية الكوميسا والتي تعفي المنتج المصري من الجمارك، وهم في مومباسا لديهم ميناء ضخم مما يسهل عمليه النقل من الميناء إلي مخازنهم وأما البضاعة المطلوبة فهي البسكويت والعصائر والشوكلاته والكيك.
      بعدها سافرت الي مدينة طنجة في تنزانيا واستغرقت الرحلة 5 ساعات من مومباسا. طنجة مدينة مشهورة بالمحاصيل الزراعية ومصدر رائع للفلفل الاسود والحبهان والعسل الابيض والذرة والعديد من المحاصيل الزراعية، كما لا يوجد هناك شركات كبيرة يمكن الشراء منها مباشرة بل فقط من مجموعة من المزارعين أمام حقولهم لذلك أغلب المصدرين من طنجة لديهم مخازن هناك. حرصت على أخذ عينات وجمعت أسعار المنتجات الزراعية وانتقلت بعدها إلى دار السلام عاصمة تنزانيا مرة أخري للاستعداد للرجوع إلي القاهرة.
      [h=4]إلي القاهرة[/h]عدت الي القاهرة يوم 26 ديسمبر 2013 ولدي طريقة تفكير مختلفة عن السوق الأفريقي عما سافرت بها، وعرفت أكثر عن المنتجات المطلوبة هناك، والمنتجات التي يمكن استيرادها. تجربة الملابس الأولى كان دورها أن عرفتني علي أماكن وأشخاص وفرص يمكن استثمارها بالمستقبل.
      أنا الآن في انتظار حاويه الماموسا لتسويقها بمصر. أيضا هناك منتجات سأقوم بدراستها في السوق المصري استعدادا لتصديرها، كما أتشرف بتلقي أي اتصالات ممن لديهم أي استفسارات عن تجربتي في أفريقيا.
      دعواتكم لي بالتوفيق. ضياء الدين أمين.
      من أراد التواصل مع ضياء الدين يمكنه ذلك عبر رابط صفحته على فيسبوك.