نعم أقولها وبكل صراحة إنها تدعوني بل وتصر على دعوتها لي وبدون حياء ، بل ودائمة التعرض لي وابراز ما يجذبني إليها والأدهى والأمر أنها تهددني أحيانا فماذا أفعل فأنا حائر متردد بين الإقدام والإحجام ، ولكني أرى بسبب إغرائتها أنني سأنجرف إليها ،وإليكم ما قلته في ذلك :
دعتني إلى القرب ذات الجمال *** وقالت تفضل فمائي زلال
وهيا تقدم على أي حال *** فشوقي يزيد إليك اشتعال
ولست ستلقى كمثلي مثال *** وهيا اغتنم فرصة الاكتمال
ولا تعتذر بالتقى والكمال *** فوصلي مباح وضمي حلال
فعذرك عيب يشين الرجال *** وإني لذات العلى والدلال
وحاذر تفرط فلست تقال *** وعجل حبيبي نتم الوصال
ولستُ أراك ستخشى النزال *** ولستَ جبانا تخاف النضال
تقدم وكن شامخا كالجبال *** ستحضى سريعا بحلو النوال
كفاك ازورارا كفاك جدال *** فبي سوف ترقى وسوف تنال
فعندي هناءٌ وطيبٌ ومال *** وعندي مكانٌ وعندي ظلال
فهيا تعجل بدون سؤال *** وإلا ستوثق غدا بالحبال
ستندم كثيرا بدون احتمال *** واحمل قلالا شدادا ثقال
فهل تظنون أنها ستجعلني في زمرتها ؟! من يدري ؟ بل أرى أنني فعلا قد بدأت الخطوات في السير إليها لتضمني إلى صدرها الدافئ ، وتضمخني بعبيرها وطيبها ، فتابعوا معي القضية ...

أخي المهاجر إنها تضيق علي الخناق
كلما هممت بالهروب أو الإبتعاد أو حتى عدم المبالاة ، وعدت وأوعدت وازينت وهددت
فماذا أفعل ؟!
ووالله لقد أبدت لي من الحجج والبراهين لقربها واتباعها ما يحار منه العقل ويرضخ له المرء دون أن يملك أرادة لنفسه أو عقله
ووالله إنها ليتمناها الرجال لفرط عذوبتها وجمالها ومكانتها
فكبف بي أنا الضعيف أواه .. أواه ..

لكم الشكر أخواني على نصحي وتوجيهي
ولكن المثل العماني يقول :
( من جاك حلو تعال وعود )
ولقد جربتها وااه وما وجدت أجمل ولا أعذب ولا أرق منها
ووالله أنه لصعب على من ضمها إليها ورشف من ثناياها كمثل الشهد أن يتخلى عنها أو يهجرها
فهيهات هيات أن أتركها بعد إن رأيت منها ما رأيت
فما مثلي يفرط فيها ، مهما كانت العواقب والنتائج
وإني لأدعوكم إليها لتأخذوا نصيبكم ،
فأنا واحد من كثير من عشاقها والواقعين في حبها وهواها
وسأكون وسيطا بينكم وبينها
هيا بسرعة وإلا فاتتكم لذة عظيمة وندمتم على التفريط فيها

لله درك أيها المهاجر فوالله لم تبعد كثيرا عن الحقية
نعم والله أن التي تدعوني هي ..
بل وتدعو كل مسلم كريم ..
كل إنسان يريد أن يسعد بجنة الخلود ، إنها ..
إنها وبكل فخر واعتزاز ..



الإســــــــــــتـــــــــــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــامـــــــــــــــــــــة


نعم الإستقامة على طاعة الله
الإستقامة على منهج الله وتعاليم دينه الحنيف
الإستقامة على الهدى والعفاف والتقى
الإستقامة على الصلاح والحق

هي التي دعتني وجذبتني تجاهها بعد إن كنت سادرا في غيي ولهوي
هي التي أنقذتني من شقاء وضياع وقلق وهموم وغمومومشاكل لا تعد ولا تحصى
لقد انقذتني من كل ذلك وبحمد الله
ولا ينبئك مثل خبير
وإسأل مجرب ولا تسأل طبيب
فوالله قد رشفت منها مثل الرحيق والشهد
ونلت بها السعادة والهناء في الدنيا بعد طول عناء
وأسأل الله الثبات عليه لتكتمل السعادة الحقيقة في دار البقاء
فالله الله اخواني
هلموا إلى الإستقامة والصلاح قبل فوات الأوان واندكاك الأركان واشتعال النيران
فإنها والله تدعوكم
وتفتح لكم ذراعيها
فليس من المرؤة ولا الكرامة أن لا تجيبونها وتنزوون تحت ركابها وتعتلون صهوة مجدها
فهيا أنا في الانتظار