وقفة .. للفساد وجوه أخرى! - omandaily

    • وقفة .. للفساد وجوه أخرى! - omandaily

      سيف بن سالم الفضيلي -
      رغم تنوع الفساد وأشكاله إلا أن الكثير اليوم ينظر إلى أن من يسرق المال ويرتشي هو فقط الفاسد وعندما تتم عملية الكشف عن أمثال هؤلاء ترى الكثير ايضا من الناس يتفاعلون بشكل لافت مع هذه العملية فتراها حديث المجالس وحديث الرسائل الإلكترونية والتفاصيل والتحليلات الشخصية عبر الشبكة العنكبوتية وغيرها من الوسائل .. ولا تكاد تجد رسالة إلا وتحمل في طياتها كرها أعمى واستهجانا لمثل هذا العمل الذي يرتكبه بعض الناس الذين لا يفكرون يوما أنهم سيكشفون وسيظهرون على حقيقتهم وأن الحق دائما يعلو ولا يعلى عليه.
      ان انواع الفساد كما ذكرت كثيرة فلا تنحصر فقط في مسائل المال بل تتعدى ذلك في الأخلاق والقيم وهي أقواها وأخطرها .. ففساد الأخلاق والقيم تترتب عليه أمور لا يسلم منها ومن شرها إلا من رحم الله تعالى ..
      ومن أنواع الفساد الخلقي والقيمي أن يروج البعض لمنتجات مضرة أو صور مخلة أو أماكن لارتكاب العديد من أشكال الفساد أو كتابات مشينة خادشة للحياء أو تخريب الممتلكات أو التعدي على الحرمات وغير ذلك من أنواع الفساد الذي بدأ ينتشر دون أن يجد رادعا يوقفه عند حده ويترصد له* ويقضي عليه في مهده قبل ان يستفحل فتكون ظاهرة..
      ومن أنواع الفساد أن يعمد شخص في إيذاء الناس في بلدانهم بتركيب أبواق مخيفة أو القيادة بسرعة جنونية وسط تلك البلدان لا يفكر في أنه سيقضي على طفل او شاب او عجوز يحاول قطع الشارع بأمان ما بين منزله ومنزل ذويه أو جيرانه فيرديه صريعا ويفجع به أهله ولا يفكر انه سيؤذي حيوانا من الحيوانات التي أطعمها مالكوها ليقتاتوا منها أو يدخل بتلك السرعة الجنونية في أحد المنازل ليأخذ نصيبه من الأضرار ويتأذى من فيه .. وهكذا..
      إن ما يدعوا الى القلق، وأراه شخصيا نوع من انواع الفساد ايضا، أن يكتشف نوع من انواع الفساد خاصة في الجانب الأخلاقي فيعمد الناس إلى نشره والزيادة فيه والترويج له لا بقصد التنبيه عنه والتحذير منه ولكن لأجل أن ذلك الشخص كان أول من عرف تلك المعلومة فصار أول من روج لها لتكتب له في رصيده عند أصدقائه وأحبابه فيعرف بالرجل السبّاق وأنه يأتي بالأخبار أولا بأول أو لأجل الفكاهة أو التهكم ويا للعجب .. وقد يكون يوما هو عرضة لمن يسبقه بنشر شيئا من فساده .. وكما قيل (كما تدين تدان).
      جعلنا الله من عباده المتقين وحزبه المفلحين وجنده المنصورين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.