الاستقرار الفني والإداري من عوامل نجاح المنتخب الوطني

    • الاستقرار الفني والإداري من عوامل نجاح المنتخب الوطني

      الاستقرار الفني والإداري من عوامل نجاح المنتخب الوطني
      التجارب القوية والاحتراف الخارجي أكسب اللاعبين الثقة والخبرة الميدانية

      جاءت مشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في دورة كأس الخليج العربية السابعة عشرة التي اقيمت في الدوحة ايجابية للغاية لتؤكد استمرار التطور الذي تشهده الكرة العمانية خلال السنوات الأربع الماضية حتى أصبحت الآن على قمة الهرم الخليجي.
      نتائج المنتخب الوطني في كأس الخليج لم تكن مفاجأة لكل من تابع المنتخب الوطني في الفترة الماضية ابتداء من التصفيات الاولمبية مرورا بتصفيات كأس العالم. وكان وراء هذا الانجاز عدة عوامل منها: الاهتمام والرعاية التي وفرتها حكومة السلطنة لدعم المنتخب الوطني خلال مشاركاته الماضية. وفي ظل موازنة محددة لاتحاد الكرة لا تفي بالغرض كان هناك دعم اضافي لبرامج المنتخب الوطني. كما ان المتابعة من قبل المسؤولين دافع قوي لاستمرارية البرامج كما خطط لها رغم ان هناك عقبات ومطبات صادفت المنتخب الوطني خلال مشواره الذي بدأ بعد الفوز بكأس آسيا للناشئين في فيتنام حيث انتقل معظم عناصر هذا المنتخب الى المنتخب الاول.

      استقرار فني وإداري

      كان الاستقرار الفني والإداري على مدى العامين الماضيين عاملا اساسيا ومهما مما اوجد تجانسا بين الجهازين اللذين سعيا ليكون اتغيرا محدودا في عناصر الفريق والتأكيد الدائم على الاستمرارية بنفس النهج الذي رسمه ماتشالا الذي كان صارما في قراراته ويدافع بقوة عن اي لاعب وكان حريصا كل الحرص على ايجاد المناخ المناسب للاعبين، فهو الخبير بحالة اللاعب الخليجي ولهذا لم يعتمد اطلاقا على المعسكرات الطويلة والمعسكرات الخارجية واكتفى بالاعداد الداخلي ومن خلال معسكرات قصيرة وربط اللاعبين بأسرهم ومشاركتهم مع انديتهم في منافسات الدوري.
      وسعى الجهاز الفني الى ايجاد توازن في خطوط الفريق وركز بشكل كبير على العناصر الشابة وكان هناك تقييم شامل للاعبين من خلال ملفات يحتفظ بها ماتشالا عن كل لاعب.
      وعندما ابعد تقي مبارك ومن بعد ناصر زايد كان مفاجأة للجميع ورفض كل المحاولات لاعادة اللاعبين الى صفوف المنتخب رغم ان مستواهما لا يقل عن اي لاعب، كما رفض تدخل احد في عمله خاصة في اختيار اللاعبين رغم المطالبات المستمرة في ضم لاعبين بارزين في الدوري.
      إعداد متواز

      اعداد المنتخب الوطني كان مثاليا وحاول ماتشالا ان يكون هناك توازن في الاعداد من خلال التجارب الودية واللقاءات الرسمية، وكان الجهاز الفني يركز باستمرار على وجود تجارب قوية لعلاج الاخطاء الفردية للاعبين التي لازمتهم في المباريات الماضية. واكتسب اللاعبون من خلال المباريات التي خاضوها الخبرة الدولية الكافية وأعطتهم الثقة في النفس. وخلال أكثر من عامين خاض المنتخب الوطني اكثر من 70 مباراة دولية مع ماتشالا والذي سيعلن تفاصيلها خلال الايام القادمة وسيقدم كشف حساب عن كل لاعب من حيث عدد المباريات التي خاضها والاهداف التي احرزها.

      دعم إداري

      سعى اتحاد الكرة الى توفير كل الامكانيات المتاحة له وتسخيرها في خدمة الفريق. وكان لوجود مشرف عام على الفريق قد ساهم بشكل كبير في حل الكثير من الصعوبات التي واجهت الفريق ومن ابرزها مشاكل الاجازات ورواتب اللاعبين والمكافآت المالية التي وفرها الاتحاد للاعبين، وهذا الاهتمام اعطى اللاعبين الثقة والاستقرار خاصة ان الاتحاد حاول قدر استطاعته حل جميع المشاكل والصعوبات وبهدوء تام.

      الاحتراف

      من الجوانب الايجابية التي ركز عليها ماتشالا في الفترة الماضية هي التعامل مع اللاعبين بعقلية الاحتراف خاصة وان كرة القدم اصبحت لعبة احترافية وانتهى عهد الهواية في معظم دول العالم، ويرى ماتشالا ان الاحتراف سينقل اللاعبين لمرحلة جديدة في حياتهم خاصة وان عناصر المنتخب كلهم من اللاعبين الشباب والمستقبل امامهم.
      وساعد احتراف على الحبسي في لين النرويجي وخليفة عايل ومحمد ربيع واحمد مبارك وعماد الحوسني وفوزي بشير في الدوري السعودي وسعيد الشون وحمدي هوبيس في الدوري الكويتي لاكتساب الخبرة الكافية واستفاد منها ماتشالا بشكل كبير وسخرها لمصلحة الفريق بشكل عام.
      حدث تاريخي

      قبل المشاركة في خليجي 17 كانت طموحاتنا لا تتعدى الوصول الى الدور قبل النهائي والمنافسين على المركز الثالث على اقل تقدير خاصة ان منتخبنا الوطني وقع في مجموعة تضم ابرز المنتخبات الخليجية. قطر البلد المنظم والعراق رابع اولمبياد اثينا والامارات المتطور والساعي الى اثبات وجوده.
      وأثبتت مباريات المجموعة الاولى انها فعلا هي الاقوى في الدورة ومع ذلك اثبت منتخبنا قدرته وأجبر الجميع على احترامه من خلال مستواه الراقي الذي قدمه واطلقت عليه الصحف الخليجية والخبراء والمحللون ألقابا كثيرة منها «السامبا وبرازيل الخليج« وإذا كان منتخبنا الوطني لم يوفق في المباراة النهائية ولم يقف الحظ الى جانبه في ركلات الترجيح رغم ان الفرصة جاءت أكثر من مرة الا ان عامل الخبرة في مثل هذه المباريات كان له ايضا دور حاسم ويكفي منتخبنا فخرا انه وصل الى المباراة النهائية وتجاوز منتخبات عريقة وكان بالفعل انجازا يستحق عليه التهنئة.