"باب العزيزية" من قلعة رعب إلى متنزه - aljazeera

    • "باب العزيزية" من قلعة رعب إلى متنزه - aljazeera

      ركام وفقر
      تجولت الجزيرة نت في باب العزيزية، فرصدت انتشار الركام والخراب في كل مكان، إلى جانب تهدم جانب كبير من الأسوار الخرسانية التي كانت تحيط بالمكان، ومعظم البيوت الفخمة والمباني تحولت إلى دمار.*فقد عمد الثوار عند دخولهم مدينة طرابلس إلى استهداف مقر القذافي المعروف بكثرة إجراءاته الأمنية وممراته تحت الأرض، وكانوا يتوقعون حينها اختباء القذافي في مكان ما داخله.
      ووقفت الجزيرة نت في الجولة عند بعض الأماكن التي اتخذتها بعض الأسر بيوتا لها، ورغم أن أجزاء من هذه البيوت قد تهدم جراء القصف،*فإن الساكنين -الذين يبدو عليهم الفقر- رمّموا المكان بطريقة تمكنهم من العيش فيه.
      دخلنا لأحد البيوت، فوجدناه جهّز بأقل الأدوات. وأوضحت المواطنة أم أيوب أنها وأسرتها تعيش في فقر وعوز، وأنها كانت تسكن سابقا في أحد البيوت بالإيجار، وعندما لم تتمكن من دفع الإيجار وسمعت بتوفر أماكن تصلح للسكن في باب العزيزية جاءت بعائلتها إليه حتى تتخفف من أعباء الحياة.
      وعن اعتزام الحكومة إخراج كل من سكن باب العزيزية وتحويله إلى منتزه عام، قالت أم أيوب إنها تعلم بذلك حيث جاءت لجنة من الحكومة وحصرت أسماء الساكنين هنا، وتعرفت على أوضاعهم، معربة عن اطمئنانها بأن المسؤولين سيجدون حلا مناسبا لهم ولن يلقوهم إلى الشارع.
      من جهتها أكدت جارة أم أيوب وتدعى نسرين أنها اضطرت هي أطفالها وزوجها العاطل عن العمل للسكن في بقايا البيوت هذه بسبب الحاجة، معتبرة أن السلطة بعد الثورة تحرص على معيشة الشعب وستجد حلولا لمن يمرون بظروف صعبة.
      تضييق
      وخارج باب العزيزية قصدنا المنطقة الملاصقة له لنستوضح الوضع الذي كانوا يعيشونه إبان حكم القذافي، فأكد لنا كل من التقيناهم أن أهل المنطقة كان يُضيق عليهم. فما كان يسمح لهم بالعلو في البناء حتى يبقى دون مستوى السور الذي يحيط بمجمع العزيزية، مضيفين أن السنتين الأخيرتين شهدتا ارتفاعا لبعض المباني.كما أشار من سألناهم من أهل الحي إلى أنهم عند مرورهم بالقرب من باب العزيزية يسرعون الخطى ويحرصون على عدم النظر للأعلى، وأنه كثيرا ما كان يتعرض لهم حرس المجمع بالشتم أو الصراخ.والتقينا في جولتنا الهادي بوعجيلة (70 عاما) الذي أفاد بأنه بسبب قربه من مجمع باب العزيزية، الذي يفصله عن بيته شارع فقط، فقد كانت السلطات السابقة تمر سنويا على البيوت في الحي للتأكد من هوية من يسكنون فيها، مضيفا أنهم كانوا يطالبون أهل الحي بإبلاغ السلطات في حال عزمهم بيع المكان أو تأجيره.