تعال نجمع الف حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم

    • وَعَنْ أبي هُرَيرَة ، رضي اللَّه عَنْهُ ، قَال : قَالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « تَضَمَّنَ اللَّه لِمنْ خَرَجَ في سَبيلِهِ ، لا يُخْرجُهُ إلاَّ جِهَادٌ في سَبيلي ، وإيمانٌ بي وَتَصْدِيقٌ برُسُلي فَهُوَ ضَامِنٌ أنْ أدْخِلَهُ الجَنَّةَ ، أوْ أرْجِعَهُ إلى مَنْزِلِهِ الذي خَرَجَ مِنْهُ بما نَالَ مِنْ أجْرٍ ، أوْ غَنِيمَة ، وَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ ما مِنْ كَلْمٍ يُكلَم في سبيلِ اللَّهِ إلاَّ جاءَ يوْم القِيامةِ كَهَيْئَتِهِ يوْم كُلِم، لَوْنُهُ لَوْن دَم ، ورِيحُهُ ريحُ مِسْكٍ ، والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بِيدِهِ لَوْلا أنْ أَشُقَّ على المُسْلِمينَ ما قعَدْتُ خِلاف سرِيَّةٍ تَغْزُو في سَببيلِ اللَّه أبَداً ، ولكِنْ لا أجِدٌ سعَة فأَحْمِلَهمْ ولا يجدُونَ سعَةً ، ويشُقُّ علَيْهِمْ أن يَتَخَلفوا عنِّي ، وَالذي نفْسُ مُحَمَّد بِيدِهِ ، لَودِدْتُ أن أغزوَ في سبِيلِ اللَّهِ ، فَأُقْتَل ، ثُمَّ أغْزو ، فَأُقتل ، ثُمَّ أغزو ، فَأُقتل » رواهُ مُسلمٌ وروى البخاريُّ بعْضهُ .

      « الكَلْمُ » : الجرح .
    • وَعنْهُ قال : قَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما مِنْ مَكلوم يُكْلَمُ في سبيل اللَّه إلاَّ جاءَ يَوْمَ القِيامةِ ، وكَلْمُهُ يَدْمِي : اللوْنُ لونُ دمٍ والريحُ رِيحُ مِسْكٍ » . متفقٌ عليهِ
    • وعَنْ مُعاذٍ رضي اللَّه عَنْهُ ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قَالَ : « منْ قاتل في سَبيلِ اللَّهِ مِنْ رَجل مُسلِمٍ فُواقَ نَاقةٍ وجبتْ له الجَنَّةُ ، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيلِ اللَّه أوْ نكِب نَكبَةً، فَإنَّهَا تجيءُ يَوْمَ القِيامة كأغزَرِ ما كَانَتْ : لَوْنُهَا الزَّعْفَرانُ ، ورِيحُها كالمِسكِ» . رواهُ أبو داودَ ، والترمذيُّ وقال : حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ
    • وعنْ أبي هُريرةَ ، رضِي اللَّه عَنْهُ ، قال : مَرَّ رَجُلٌ مِنْ أصْحَاب رسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، بشِعْب فيهِ عُيَيْنَةٌ مِن ماءٍ عَذْبةٍ ، فأَعجبتهُ ، فَقَالَ : لَو اعتزَلتُ النَّاسَ فَأَقَمْتُ في هذا الشِّعْبِ ، ولَنْ أفعلِ حَتى أسْتأْذنَ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فذكر ذلكَ لرسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَقَالَ : « لا تفعلْ ، فإنَّ مُقامَ أحدِكُمْ في سبيلِ اللَّهِ أفضَلُ مِنْ صلاتِهِ في بيتِهِ سبْعِينَ عاماً ، ألا تُحبُّونَ أنْ يَغْفِر اللَّه لَكُمْ ويُدْخِلكَمُ الجنَّةَ ؟ اغزُوا في سبيلِ اللَّهِ ، منْ قَاتَلَ في سَبيلِ اللَّهِ فُوَاقَ نَاقَة وَجَبتْ له الجَنَّةُ » . رواهُ الترمذيُّ وَقالَ : حديثٌ حَسَنٌ .

      والفُوَاقُ: مَا بَيْنَ الحَلْبتَيْنِ .
    • وعَنْهْ قَالَ قِيلَ : يا رسُولَ اللَّهِ ، ما يَعْدِلُ الجِهَادَ في سَبيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ : « لا تَسْتَطيعُونَه ، » فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقول : « لا تستطيعون ، » . ثُمَّ قال : « مثَل المجاهد في سبيل اللَّهِ كمثَل الصَّائمِ القَائمِ القَانِتِ بآياتِ اللَّهِ لا يَفْتُرُ : مِنْ صلاةٍ ، ولا صيامٍ ، حتى يَرجِعَ المجاهدُ في سبيل اللَّهِ » متفقٌ عليهِ . وهذا لفظُ مسلِمٍ


      وفي روايةِ البخاري ، أنَّ رجلا قَال : يا رسُولَ اللَّهِ دُلَّني عَلى عملٍ يَعْدِلُ الجهَادَ ؟ قال: « لا أجدهُ » ثُمَّ قال : « هل تَستَطِيعُ إذا خَرَجَ المُجاهِدُ أن تدخُلَ مَسجِدَك فتَقُومَ ولا تَفتُرَ ، وتَصُومَ ولا تُفطِرَ ؟ » فَقالَ : ومَنْ يستطِيعُ ذَلك ؟
    • وعنْهُ أنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « مِنْ خَيرِ معاشِ الناس لَهُم رجُلٌ مُمسِكٌ بعنَانِ فرسِهِ في سبيل اللَّهِ ، يطِيرُ على متنِهِ كُلَّما سمِع هَيعةً ، أوْ فَزَعَة طَار على متنِهِ ، يَبْتَغِي القتل أو المَوتَ مظَانَّهُ ، أو رَجُلٌ في غُنَيْمةٍ أو شَعفَةٍ مِن هذه الشُّعفِ أو بطنِ وادٍ من هذِهِ الأودِيةِ يُقيمُ الصَّلاةَ ، ويُؤْتي الزَّكاةَ ، ويعْبُدُ ربَّهُ حتَّى يَأْتِيَه اليَقِينُ لَيْسَ من النَّاسِ إلاَّ في خَيْرٍ » رواهُ مسلمٌ .
    • وعَنْهُ ، أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، قالَ : « إنَّ في الجنَّةِ مائَةَ درجةٍ أعدَّهَا اللَّه للمُجَاهِدينَ في سبيلِ اللَّه ما بيْن الدَّرجَتَينِ كما بيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ » . رواهُ البخاريُّ .
    • وعَن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، رضي اللَّه عَنْهُ ، أنَّ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « مَنْ رضي بِاللَّهِ رَبَّا ، وبالإسْلامِ ديناً ، وَبمُحَمَّدٍ رَسُولاً ، وَجَبت لَهُ الجَنَّةُ » فَعَجب لهَا أبو سَعيدٍ، فَقَال أعِدْها عَلَيَّ يا رَسولَ اللَّهِ فَأَعادَهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قال : « وَأُخْرى يَرْفَعُ اللَّه بِها العَبْدَ مائَةَ درَجةً في الجَنَّةِ ، ما بيْن كُلِّ دَرَجَتَين كَما بَين السَّماءِ والأرْضِ » قال : وما هِي يا رسول اللَّه ؟ قال : « الجِهادُ في سبِيل اللَّه ، الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ » . رواهُ مُسلمٌ
    • وعَنْ أبي بَكْرِ بن أبي مُوسى الأشْعَرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أبي ، رضي اللَّه عنْه، وَهُوَ بحَضْرَةِ العَدُوِّ ، يقول : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إنَّ أبْوابَ الجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ » فَقامَ رَجُلٌ رَثُّ الهَيْئَةِ فَقَالَ : يَا أبَا مُوسَى أَأَنْت سمِعْتَ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول هذا؟ قال : نَعم ، فَرجَع إلى أصحَابِهِ ، فَقَال : « أقرأ علَيْكُمُ السَّلامَ » ثُمَّ كَسَر جفْن سَيفِهِ فألْقاه ، ثمَّ مَشَى بِسيْفِهِ إلى العدُوِّ فضَرب بِهِ حتَّى قُتل » . رواهُ مسلمٌ
    • وعن أبي عَبْسٍ عبدِ الرَّحمنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، رضي اللَّه عنهُ قال : قَال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما اغْبَرَّتْ قدَما عَبْدٍ في سبيلِ اللَّه فتَمسَّه النَّارُ » . رواهُ البخاري
    • وَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ ، رضي اللَّه عنهُ ، قَالَ : قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا يلجُ النًَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ حتَّى يعُودَ اللَّبَن في الضَّرعِ ، وَلاَ يَجْتَمِعُ عَلَى عَبْدٍ غُبَارٌ في سبيل اللَّهِ ودخَان جهَنَّم » ، رواه الترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .
    • وعن ابن عبَّاسٍ ، رضي اللَّه عَنْهُمَا ، قَالَ : سمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ: «عيْنَانِ لا تَمسُّهُمَا النَّارُ : عيْنٌ بكَت مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ ، وعيْنٌ باتَت تحْرُسُ في سبِيلِ اللَّهِ». رواه الترمذيُّ وقال : حديثٌ حسنٌ
    • وعن زَيدِ بنِ خَالدٍ ، رضِي اللَّه عَنْه ، أنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَال : « من جهَّزَ غَازِياً في سبيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا ، ومنْ خَلَفَ غَازياً في أَهْلِهِ بخَيْر فَقَدْ غزَا » . متفقٌ عليهِ
    • وَعَنْ أبي أُمامة ، رضي اللَّه عنْهُ قَالَ : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « أفْضَلُ الصَّدَقات ظِلُّ فُسْطَاطٍ في سبيل اللَّه ومَنِيحةُ خادمٍ في سبيل الله أو طَروقهُ فحلٍ في سبيل اللَّه» رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح .
    • وعنْ أنسٍ ، رضي اللَّه عنْه ، أنَّ فَتىً مِن أسْلَمَ قال : يا رسول اللَّهِ إنِّي أُريد الغَزْو ولَيْس معِى ما أتَجهَّزُ بِهِ ، قال : « ائتِ فُلاناً ، فَإنَّه قَد كانَ تَجهَّزَ فَمَرِضَ » فأتاه فَقَال: إنًَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُقْرِئَكَ السَّلامَ ويقولُ : أعطِني الذي تَجهَّزتَ بِهِ ، قَالَ : يا فُلانَةُ، أعْطِيهِ، الذي كُنْتُ تَجهَّزْتُ بِهِ ، ولا تَحْبِسين مِنْهُ شَيْئاً ، فوَاللَّهِ لا تَحْبِسي مِنْه شَيْئاً فَيُبارَكَ لَكِ فِيهِ . رواه مسلمٌ .
    • وعن أبي سَعيدٍ الخُدْرِيِّ ، رضي اللَّهُ عنهُ ، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بَعثَ إلى بَني لِحيانَ ، فَقَالَ : « لِيَنْبَعِثْ مِنْ كُلِّ رجُلَيْنِ أحدَهُما ، والأَجْرُ بينَهُما » رواهُ مسلمٌ

      وفي روايةٍ لهُ : « لِيخْرُجْ مِنْ كُلِّ رجلين رجُلٌ » ثُمَّ قال لِلقاعِدِ : « أَيُّكُمْ خَلَفَ الخارج في أَهْلِهِ ومالِهِ بخَيْرٍ كان لهُ مِثْلُ نِصْفِ أَجرِ الخارِجِ » .
    • وعنِ البراءِ ، رضي اللَّه عَنْـهُ ، قال : أتى النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، رجلٌ مقنَّعٌ بِالحدِيدِ ، فَقال : يا رَسُول اللَّهِ أُقَاتِلُ أوْ أُسْلِمُ ؟ فقَال : « أسْلِمْ ، ثُمَّ قاتِلْ » فَأسْلَم ، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فقَال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « عمِل قَلِيلاً وَأُجِر كَثيراً » . متفقٌ عليهِ ، وهذا لفظُ البخاري
    • وعَنْ أنَسٍ ، رضي اللَّه عنْهُ ، أنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « ما أَحدٌ يدْخُلُ الجنَّة يُحِبُّ أنْ يرْجِعَ إلى الدُّنْيَا ولَه ما على الأرْضِ منْ شَيءٍ إلاَّ الشَّهيدُ ، يتمَنَّى أنْ يَرْجِع إلى الدُّنْيَا ، فَيُقْتَلَ عشْرَ مَرَّاتٍ ، لِما يرى مِنَ الكرامةِ » .

      وفي روايةٍ : « لِمَا يرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ » . مُتفقٌ عليهِ
    • وعَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَمرو بنِ العاص ، رضي اللَّه عنْهما ، أنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « يغْفِرُ اللَّه للشَّهيدِ كُلَّ شَيْئٍ إلاَّ الدَّيْنَ » رواه مسلمٌ .

      وفي روايةٍ له : « القَتْلُ في سَبِيلِ اللَّهِ يُكفِّرُ كُلَّ شَيءٍ إلاَّ الدَّيْن » .
    • وعَنْ أبي قتَادَةَ ، رضي اللَّه عَنْه ، أنَّ رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَامَ فيهمْ فَذَكَرَ أنَّ الجِهادَ في سبِيلِ اللَّهِ ، وَالإيمانَ بِاللَّهِ ، أَفْضَلُ الأَعْمَال ، فَقَامَ رجُلٌ ، فَقَال : يا رَسُول اللَّهِ أَرأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيلِ اللَّهِ أتُكَفَّرُ عنِّي خَطاياي ؟ فَقالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « نعمْ إنْ قُتِلت في سبيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ صابِرٌ ، مُحْتسِبٌ مُقبلٌ غيْرُ مُدْبِرٍ » ثُمَّ قَال رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «كَيْفَ قُلْتَ ؟ » قال : أَرأَيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيل اللَّهِ أَتُكَفَّرُ عنِّي خَطَايَايَ ؟ فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « نَعمْ وأَنْتَ صابِرٌ مُحْتَسِبٌ ، مُقْبلٌ غَيْرُ مُدْبرٍ ، إلاَّ الدَّيْنَ ، فَإنَّ جِبْرِيلَ عليه السلامُ قال لي ذلكَ » . رواهُ مسلمٌ
    • وعَنْ جابرٍ رضي اللَّه عَنْهُ ، قالَ : قالَ رَجُلٌ : أين أنَا يا رسُولَ اللَّهِ إنْ قُتِلتُ؟ قال : « في الجَنَّةِ » . فألقى تَمَرَاتٍ كُنَّ في يَدِهِ ، ثُمَّ قاتَلَ حتَّى قُتِلَ ، رواهُ مسلم
    • وعنْ أنَسٍ رضي اللَّه عَنْهُ ، قالَ انْطَلقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا المشْركِينَ إلى بَدرٍ ، وَجَاءَ المُشرِكونَ ، فقالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا يَقْدمنَّ أحَدٌ مِنْكُمْ إلى شيءٍ حَتَّى أكُونَ أنا دُونَهُ » فَدَنَا المُشرِكونَ ، فقَال رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « قُومُوا إلى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمواتُ وَالأَرْضُ » قال : يَقولُ عُمَيْرُ بنُ الحُمَامِ الأنْصَارِيُّ رضي اللَّه عَنْهُ : يا رسولَ اللَّه جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمواتُ والأرضُ ؟ قالَ : « نَعم » قالَ : بَخٍ بَخٍ ، فقالًَ رَسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما يَحْمِلُكَ على قَولِكَ بَخٍ بخٍ ؟ » قالَ لا وَاللَّهِ يا رسُول اللَّه إلاَّ رَجاءَ أن أكُونَ مِنْ أهْلِها ، قال : « فَإنَّكَ مِنْ أهْلِهَا » فَأخْرج تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ ، فَجَعَل يَأْكُلُ منْهُنَّ، ثُمَّ قَال لَئِنْ أنَا حَييتُ حتى آكُل تَمَراتي هذِهِ إنَّهَا لحَيَاةٌ طَويلَةٌ ، فَرَمَى بمَا مَعَهُ مَنَ التَّمْرِ . ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ . رواهُ مسلمٌ .

      « القرَنَ » بفتح القاف والراءِ : هو جُعْبَةُ النُشَّابِ .
    • وعنه قال : جاءَ ناسٌ إلى النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أنِ ابْعث معنَا رجالاً يُعَلِّمونَا القُرآنَ والسُّنَّةَ، فَبعثَ إلَيْهِم سبعِينَ رجلا مِنَ الأنْصارِ يُقَالُ لهُمُ : القُرَّاءُ ، فيهِم خَالي حرَامٌ ، يقرؤُون القُرآنَ ، ويتَدَارسُونَهُ باللَّيْلِ يتعلَّمُونَ ، وكانُوا بالنَّهار يجيئُونَ بالماءِ ، فَيَضعونهُ في المسجِدِ ، ويحْتَطِبُون فَيبيعُونه ، ويَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعام لأهلِ الصُّفَّةِ ولِلفُقراءِ ، فبعثَهم النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فعرضوا لهم فقتلُوهُم قبل أنْ يبلُغُوا المكانَ ، فقَالُوا : اللَّهُمَّ بلِّغ عنَّا نَبيَّنَا أَنَّا قَد لَقِينَاكَ فَرضِينَا عنْكَ ورضيت عَنا ، وأَتى رجُلٌ حراماً خالَ أنس مِنْ خَلْفِهِ ، فَطعنَهُ بِرُمحٍ حتى أنْفَذهُ ، فَقَال حرامٌ : فُزْتُ وربِّ الكَعْبةِ ، فقال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إنَّ إخْوانَكم قَد قُتِلُوا وإنهم قالُوا : اللَّهُمَّ بلِّغ عنَّا نبينا أَنَّا قَد لَقِيناكَ فَرضِينَا عنكَ ورضِيتَ عَنَّا » متفقٌ عليه، وهذا لفظ مسلم .
    • وعنهُ قال : غَاب عَمِّي أنسُ بنُ النضْر رضي اللَّه عنْهُ عنِ قِتَالِ بدرٍ ، فقال : يا رسول اللَّه غِبتُ عن أوَّلِ قِتالٍ قاتَلتَ المُشرِكينَ ، لئِنِ اللَّه أشْهَدني قِتالَ المُشرِكِينَ ليَرينَّ اللَّه ما أَصنع . فلمَّا كانَ يومُ أحُدٍ انكشفَ المُسلِمُونَ ، فقال : اللَّهُمَّ إنِّي أَعتَذِرُ إلَيك مِمًَّا صنع هَؤُلاءِ يعْني أصْحابهُ ؤأَبْرأُ إليكَ مِمَّا صنع هَؤُلاءِ يعني المُشركينَ ثُمَّ تقدَّم فاستَقبلهُ سعدُ بنُ مُعاذٍ فقال : يا سعدُ بنَ مُعاذٍ الجنَّةُ وربِّ النَّضْرِ ، إنِّي أجِدُ رِيحَهَا مِن دونِ أُحدٍ ، قال سعدٌ : فما استَطعتُ يا رسول اللَّهِ مَا صنَع ، قال أنسٌ : فَوجدْنَا بِهِ بِضعاً وثَمانِينَ ضربةً بالسَّيفِ ، أوْ طَعنةَ برُمْحٍ أوْ رميةً بِسهمٍ ، ووجدناهُ قد قُتِلَ ومثَّلَ بِهِ المُشرِكونَ ، فَما عرفَهُ أحدٌ إلا أُختُهُ بِبنانِهِ . قال أنسٌ : كُنَّا نَرى أوْ نَظُنُّ أَنَّ هذِهِ الآيةَ نَزَلَتْ فِيهِ وفي أَشبَاهِهِ : { مِنَ المُؤْمِنينَ رِجَالٌ صدقُوا ما عَاهَدوا اللَّه عليْهِ فَمِنْهُمْ منْ قَضَى نَحْبَهُ } إلى آخرهَا [ الأحزاب : 23 ] .

      متفقٌ عليه ، وقد سبَقَ في باب المُجاهدة .
    • وعنْ سمُرةَ رضي اللَّه عَنهُ قالَ : قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « رأَيْتُ اللَّيْلَةَ رجُلين أتَياني ، فَصعِدا بي الشَّجرةَ ، فَأدْخَلاني دَاراً هِي أحْسنُ وَأَفضَل ، لَمْ أَر قَطُّ أَحْسنَ منها، قالا : أَمَّا هذِهِ الدَّار فَدارُ الشهداءِ » رواه البخاري وهو بعضٌ من حديثٍ طويلٍ فيه أنواع العلم سيأتي في باب تحريمِ الكذبِ إنْ شاءَ اللَّه تعالى
    • وعنْ أنسٍ رضي اللَّه عنْهُ أنَّ أُم الرَّبيعِ بنْتَ البَرَاءِ وهي أُمُّ حارثةَ بنِ سُرَاقةَ ، أتَتِ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَت : يا رَسُولَ اللَّهِ ألا تُحدِّثُني عَنْ حارِثَةَ ، وَكانَ قُتِل يوْمَ بدْرٍ ، فَإنْ كانَ في الجَنَّةِ صَبَرتُ ، وَإن كانَ غَيْر ذلكَ اجْتَهَدْتُ عليْهِ في البُكَاءِ ، فقال : « يا أُم حارِثَةَ إنَّهَا جِنانٌ في الجَنَّةِ ، وَإنَّ ابْنَكَ أَصاب الفرْدوْسَ الأَعْلى » . رواه البخاري
    • وعَنْ جابر بن عبدِ اللَّهِ رضي اللَّه عنْهُما قال : جِيءَ بابي إلى النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قدْ مُثِّل بِهِ فَؤُضعَ بَيْنَ يَديْه ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عنْ وجهِهِ فَنَهاني قَوْمٌ فقال النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما زَالَتِ الملائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِها » . متفقٌ عليه .
    • وعَنْ سهل بن حُنَيْفٍ رضي اللَّه عنهُ أنَّ رَسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « مَنْ سأَلَ اللَّه تعالى الشَّهَادةَ بِصِدْقٍ بلَّغهُ منَازِلَ الشُّهَداءِ وإنْ ماتَ على فِراشِهِ » . رواه مسلم .
    • وعنْ أنسٍ رضي اللَّه عنْهُ قال : قال رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « منْ طلَب الشَّهَادةَ صادِقاً أُعطيها ولو لم تُصِبْهُ » . رواه مسلم
    • وعَنْ أبي هُريْرةَ رضي اللَّهُ عنهُ قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ما يَجِدُ الشَّهِيدُ مِن مَسِّ القتْلِ إلاَّ كما يجِدُ أحدُكُمْ مِنْ مسِّ القَرْصَةِ » رواه الترمذي وقال : حديثٌ حسنٌ صحيحٌ