
في بداية الأزمة منتصف عام 2011 ، لعبت تركيا دورا بارزا سواء لإنشاء و تكوين هيكل المعارضة أو لجهة توفير بيئة حاضنة للجماعات الإرهابية السعودية ، تكفلت المخابرات التركية بالتدريب و تمرير المقاتلين و تزويدهم بالعتاد و بمنظومات الاتصال المتطورة ، أتذكر أن رئيس الحكومة التركية كان يتكلم عن سوريا ليلا نهارا بلغة التهديد المباشر إلى حد الغرور الذي دفعه إلى التعبير عن كونه سيصلى في المسجد الأموي بعد بضع ساعات ، أتذكر أن الجميع قد تحدث عن بداية الحرب بين سوريا و تركيا عندما أسقط الطيران السوري طائرة حربية تركية خرقت المجال الجوى السوري ، أتذكر أن الجميع قد تحدث في تلك الفترة عن نصب منظومة صواريخ باتريوت الشهيرة على الحدود بالتزامن مع نصب الأردن لبطاريات من نفس النوع زودت بها على عجل من طرف الولايات المتحدة الأمريكية .
مع بداية الحراك الشعبي التركي في ميدان تقسيم ، كشف أوردغان عن وجهه الديكتاتوري الحقيقي ، تم قمع الصحافة ، ذبحت المؤسسة العسكرية ، دجنت وسائل الإعلام و تم قمع المعارضة ، كشف عن الفساد في قمة هرم حزب العدالة الحاكم ، و مع سقوط حكم الإخوان في مصر خسر رئيس الحكومة التركية كل شيء في غفلة من الزمن ، لم يعد هناك حديث عن الأنموذج التركي ، عن سياسة الصفر مشاكل ، عن الديمقراطية التركية ، عن الرخاء الإقتصادى التركي ، كشف الستار نهائيا عن المسرحية التركية التي سوقها الإعلام العالمي ، فهم ” المتابعون” أنهم كانوا يتابعون حلما زائفا و وهما بائسا ، اليوم لا صوت لرئيس الحكومة و لا لوزير خارجيته ، اليوم يحاول رئيس الحكومة جبر الكؤوس المكسرة و دفع فاتورة استهداف سوريا ، اليوم يتذوق رئيس الحكومة التركية مرارة الهزيمة المدمرة ، اليوم تنهار الدولة العثمانية مرة أخرى .
alomaniyah.com/images/alomnya-logo.png