لم يدر بخلد الفتى النرويجي ينس ستولتنبرغ الذي رشق السفارة الأميركية بأوسلو بالحجارة احتجاجا على قصف سلاح الجو الأميركي مدينة هايبونغ الفيتنامية عام 1973 والمناهض لاحقا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه سيتولى أمانة الحلف في يوم ما، لكنه حدث.
في مراهقته رشق السفارة الأميركية في أوسلو بالحجارة احتجاجا على قصف سلاح الجو الأميركي مدينة هايبونغ الفيتنامية عام1973، وفي شبابه كان أكثر المناهضين لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وترأس حركة "الشباب العمالية" التي كانت تدعو آنذاك إلى خروج بلاده (النرويج) من الحلف، لكن الأقدار ادخرت له أن يكون أمينا عاما لهذا الحلف.
إنه رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ الذي كان اتفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يوم الجمعة 28 مارس/آذار 2014 على توليه منصب الأمين للحلف أمرا متوقعا، فقد كان الرجل المرشح الوحيد لهذا المنصب.
واتفق سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف سلفا على انتخابه، كما أنه حصل على دعم قادة الدول الكبرى، ومنها فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، ومن ثم كان الإجراء أسرع من المتوقع، فقد كان المنتظر أن يكون انتخابه في يونيو/حزيران 2014.
ويتولى ستولتنبرغ مهام منصبه رسميا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2014 ليخلف الدانماركي أندرس فوغ راسموسن الذي تولى منصب الأمين العام لحلف الناتو في أبريل/نيسان عام 2009، وتنتهي في*الثلاثين من*سبتمبر/أيلول 2014.
نشأة سياسية
ولد ستولتنبرغ عام 1959*بأوسلو في عائلة سياسية، حيث كان والده وزيرا للدفاع ثم للخارجية، بينما كانت والدته وزيرة دولة، ودرس الاقتصاد في جامعة أوسلو، وشغل منصب نائب وزير في وزارة البيئة من عام 1990 إلى 1991، ووزير الصناعة من 1993 إلى 1996، ووزير المالية في عام 1996 إلى 1997. وكان عضوًا في البرلمان عن أوسلو منذ عام 1993، وترأس "حزب العمل" النرويجي منذ عام 2002.
*
وعلى خطى سلفه راسموسن*-الذي كان رئيسا للوزراء في بلاده (الدنمارك) قبل أن يقود حلف الناتو- فإن ستولتنبرغ (55 عامًا) أصبح غداة عيد ميلاده الـ41 عام 2000 أصغر رئيس حكومة في النرويج، لكنه تولى هذا المنصب لفترة قصيرة فقط، ثم عاد لرئاسة الحكومة عام 2005 وحتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن هُزم في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر/أيلول 2013.
ويعد ستولتنبرغ خبيرا اقتصاديا، ولم يعرف عنه أنه من متابعي قضايا الدفاع والأمن بشكل خاص، لكن السنوات العشر التي أمضاها في السلطة أسهمت في إثراء علاقاته الدولية وفن التفاوض لديه. وفي ظل إدارته شاركت بلاده في الحرب*بأفغانستان والضربات الجوية على ليبيا ضد نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
*
وتربط النرويج*-تلك الدولة الإسكندنافية المسالمة- علاقات جيدة مع حلف الأطلسي، وبفضل مواردها من الطاقة تعد إحدى الدول القلائل في الحلف التي زادت موازنتها الدفاعية، بينما كانت دول أخرى تقوم بخفضها تحت وطأة الأزمة المالية العالمية.
*
ويعد ستولتنبرغ أول أمين عام للحلف*ينحدر من دولة حدودية مع روسيا، ويقيم علاقات جيدة معها، ففي ظل حكمه أبرمت النرويج وروسيا اتفاقيات مهمة حول رسم حدودهما في بحر بارنتس، وإعفاء مواطني البلدين من تأشيرات الدخول.
وهذه الخبرات جعلت البعض يرى فيها ورقة مهمة في يد ستولتنبرغ في أوج أزمة القرم التي خلفت أجواء تشبه حقبة الحرب الباردة، وقال راسموسن مذكيا خلفه "إن ستولتنبرغ هو الرجل المناسب لمواصلة ما حققه الحلف من قوة ونجاح، الأزمة الأوكرانية أظهرت حاجة الحلف المستمرة إلى قيادة قوية وحاسمة".
كان ستولتنبرغ رئيسًا للوزراء عندما وقعت هجمات على يد مواطنه المتطرف أنديرس بهرينغ بريفييك الذي قتل 77 شخصا في 22 يوليو/تموز 2011، بعدما*أطلق النار على معسكر صيفي لشباب حزب العمال الحاكم، عقب إلقائه قنبلة على حي الوزارات في أوسلو. وفي اليوم التالي للهجمات قال ستولتنبرغ معلقا عليها "إن الشرّ يمكن أن يقتل أشخاصًا، لكن لا يمكنه أبدًا هزيمة شعب بأكمله".
ويحظى ستولتنبرغ بشعبية كبيرة في بلاده، ونال تقديرا كبيرا في العالم حين دعا إلى "المزيد من الديمقراطية والمزيد من الإنسانية" في وجه الهجمات المتطرفة، ولاقت إدارته للأزمة ترحيبًا واستحسانًا من جانب المواطنين في النرويج.
شعبية واسعة
هذه الشعبية جعلت البعض يعتبره*"أبا جديدا للأمة" محبوبًا أكثر من ملك النرويج، ففي إطار حملة دعائية للتصويت لصالح حزبه "العمال" في الانتخابات البرلمانية التي جرت في خريف 2013، وحل فيها حزبه في المرتبة الثانية متخلفا عن حزب المحافظين المعارض، استبدل موقعه رئيسا للوزراء وقاد سيارة أجرة لعدة ساعات، جال فيها شوارع العاصمة أوسلو، ملبيا رغبات الركاب بنقلهم من منطقة إلى أخرى.
لم يكن الأمر من باب الدعاية له ولحزبه، فقد أراد ستولتنبرغ أن يكون قريبا من الناس للتعرف على آرائهم حول أدائه، معتبرا أنه "إن كان هناك مكان يتحدث فيه الشخص حول ما يعتقد بحرية، فهو بالتأكيد سيارة الأجرة".
وخلال التجربة تم رصد المواقف المتعددة التي جمعت ستولتنبرغ" بمواطنين عبر كاميرا مراقبة مثبتة أمام السائق، وبحسب ردود فعل الركاب يبدو أن مهارات ستولينبرغ في قيادة السيارات لم تكن مقنعة بالنسبة لهم، خاصة حينما أخطأ الرجل وداس على كابح الفرامل خطأ وبشكل مفاجئ.
ويذكر للرجل أنه نوه بثوره 25 يناير في مصر عام 2011 بعد خلع الرئيس حسني مبارك قائلا "اليوم كلنا مصريون"، لكن لم يعرف عنه رأيا أو قولا في ما جرى بعد عزل الرئيس محمد مرسي والانقلاب عليه.
في مراهقته رشق السفارة الأميركية في أوسلو بالحجارة احتجاجا على قصف سلاح الجو الأميركي مدينة هايبونغ الفيتنامية عام1973، وفي شبابه كان أكثر المناهضين لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وترأس حركة "الشباب العمالية" التي كانت تدعو آنذاك إلى خروج بلاده (النرويج) من الحلف، لكن الأقدار ادخرت له أن يكون أمينا عاما لهذا الحلف.
إنه رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنبرغ الذي كان اتفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يوم الجمعة 28 مارس/آذار 2014 على توليه منصب الأمين للحلف أمرا متوقعا، فقد كان الرجل المرشح الوحيد لهذا المنصب.
واتفق سفراء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف سلفا على انتخابه، كما أنه حصل على دعم قادة الدول الكبرى، ومنها فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، ومن ثم كان الإجراء أسرع من المتوقع، فقد كان المنتظر أن يكون انتخابه في يونيو/حزيران 2014.
ويتولى ستولتنبرغ مهام منصبه رسميا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2014 ليخلف الدانماركي أندرس فوغ راسموسن الذي تولى منصب الأمين العام لحلف الناتو في أبريل/نيسان عام 2009، وتنتهي في*الثلاثين من*سبتمبر/أيلول 2014.
نشأة سياسية
ولد ستولتنبرغ عام 1959*بأوسلو في عائلة سياسية، حيث كان والده وزيرا للدفاع ثم للخارجية، بينما كانت والدته وزيرة دولة، ودرس الاقتصاد في جامعة أوسلو، وشغل منصب نائب وزير في وزارة البيئة من عام 1990 إلى 1991، ووزير الصناعة من 1993 إلى 1996، ووزير المالية في عام 1996 إلى 1997. وكان عضوًا في البرلمان عن أوسلو منذ عام 1993، وترأس "حزب العمل" النرويجي منذ عام 2002.
*
وعلى خطى سلفه راسموسن*-الذي كان رئيسا للوزراء في بلاده (الدنمارك) قبل أن يقود حلف الناتو- فإن ستولتنبرغ (55 عامًا) أصبح غداة عيد ميلاده الـ41 عام 2000 أصغر رئيس حكومة في النرويج، لكنه تولى هذا المنصب لفترة قصيرة فقط، ثم عاد لرئاسة الحكومة عام 2005 وحتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أن هُزم في الانتخابات البرلمانية في سبتمبر/أيلول 2013.
ويعد ستولتنبرغ خبيرا اقتصاديا، ولم يعرف عنه أنه من متابعي قضايا الدفاع والأمن بشكل خاص، لكن السنوات العشر التي أمضاها في السلطة أسهمت في إثراء علاقاته الدولية وفن التفاوض لديه. وفي ظل إدارته شاركت بلاده في الحرب*بأفغانستان والضربات الجوية على ليبيا ضد نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
*
وتربط النرويج*-تلك الدولة الإسكندنافية المسالمة- علاقات جيدة مع حلف الأطلسي، وبفضل مواردها من الطاقة تعد إحدى الدول القلائل في الحلف التي زادت موازنتها الدفاعية، بينما كانت دول أخرى تقوم بخفضها تحت وطأة الأزمة المالية العالمية.
*
ويعد ستولتنبرغ أول أمين عام للحلف*ينحدر من دولة حدودية مع روسيا، ويقيم علاقات جيدة معها، ففي ظل حكمه أبرمت النرويج وروسيا اتفاقيات مهمة حول رسم حدودهما في بحر بارنتس، وإعفاء مواطني البلدين من تأشيرات الدخول.
وهذه الخبرات جعلت البعض يرى فيها ورقة مهمة في يد ستولتنبرغ في أوج أزمة القرم التي خلفت أجواء تشبه حقبة الحرب الباردة، وقال راسموسن مذكيا خلفه "إن ستولتنبرغ هو الرجل المناسب لمواصلة ما حققه الحلف من قوة ونجاح، الأزمة الأوكرانية أظهرت حاجة الحلف المستمرة إلى قيادة قوية وحاسمة".
كان ستولتنبرغ رئيسًا للوزراء عندما وقعت هجمات على يد مواطنه المتطرف أنديرس بهرينغ بريفييك الذي قتل 77 شخصا في 22 يوليو/تموز 2011، بعدما*أطلق النار على معسكر صيفي لشباب حزب العمال الحاكم، عقب إلقائه قنبلة على حي الوزارات في أوسلو. وفي اليوم التالي للهجمات قال ستولتنبرغ معلقا عليها "إن الشرّ يمكن أن يقتل أشخاصًا، لكن لا يمكنه أبدًا هزيمة شعب بأكمله".
ويحظى ستولتنبرغ بشعبية كبيرة في بلاده، ونال تقديرا كبيرا في العالم حين دعا إلى "المزيد من الديمقراطية والمزيد من الإنسانية" في وجه الهجمات المتطرفة، ولاقت إدارته للأزمة ترحيبًا واستحسانًا من جانب المواطنين في النرويج.
شعبية واسعة
هذه الشعبية جعلت البعض يعتبره*"أبا جديدا للأمة" محبوبًا أكثر من ملك النرويج، ففي إطار حملة دعائية للتصويت لصالح حزبه "العمال" في الانتخابات البرلمانية التي جرت في خريف 2013، وحل فيها حزبه في المرتبة الثانية متخلفا عن حزب المحافظين المعارض، استبدل موقعه رئيسا للوزراء وقاد سيارة أجرة لعدة ساعات، جال فيها شوارع العاصمة أوسلو، ملبيا رغبات الركاب بنقلهم من منطقة إلى أخرى.
لم يكن الأمر من باب الدعاية له ولحزبه، فقد أراد ستولتنبرغ أن يكون قريبا من الناس للتعرف على آرائهم حول أدائه، معتبرا أنه "إن كان هناك مكان يتحدث فيه الشخص حول ما يعتقد بحرية، فهو بالتأكيد سيارة الأجرة".
وخلال التجربة تم رصد المواقف المتعددة التي جمعت ستولتنبرغ" بمواطنين عبر كاميرا مراقبة مثبتة أمام السائق، وبحسب ردود فعل الركاب يبدو أن مهارات ستولينبرغ في قيادة السيارات لم تكن مقنعة بالنسبة لهم، خاصة حينما أخطأ الرجل وداس على كابح الفرامل خطأ وبشكل مفاجئ.
ويذكر للرجل أنه نوه بثوره 25 يناير في مصر عام 2011 بعد خلع الرئيس حسني مبارك قائلا "اليوم كلنا مصريون"، لكن لم يعرف عنه رأيا أو قولا في ما جرى بعد عزل الرئيس محمد مرسي والانقلاب عليه.
