وقفة : في الشطط بلاء - omandaily

    • وقفة : في الشطط بلاء - omandaily

      سيف بن سالم الفضيلي -
      saiffudaily@hotmail.com -
      بطبيعة الإنسان الاستعجال والشطط في كل شيء والتسرع في الحكم والتمادي في الإيذاء ولقد ذكر المولى عز وجل في كتابه العزيز (وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا)، وغير ذلك من الآيات الكريمات التي تبين شطط الإنسان وتسرعه.
      هناك أمور تصدر من بعض الناس الذين أعطوا أنفسهم الإمارة بالسوء التحكم بشهواتها في كل حركاتهم وسكناتهم فلا يتورعون في إلقاء التهم والأباطيل جزافا على الناس وعلى نشر ما لا يليق دون وجه حق رغم ما قد يتسببون به من إحراج غيرهم وإحراج أنفسهم فتبلغ ما تبلغ من تأثير مادي ومعنوي يصل إلى حد لا يمكن السيطرة عليه.
      وهذه الأحوال تكثر في وسائل التواصل الحديثة فتجد من ينشر أخبارا وصورا عن أفراد عاديين وهناك من ينشر عن شخصيات لها وزنها وثقلها واحترامها في مجتمعاتها وهناك من ينشر عن مجتمعات وهناك من ينشر عن قرى أو مدن بعينها في حال وجود حالة من الحالات فيها .. وهكذا.
      وهذه الأخبار يتلقفها الكثير من الناس منهم من يزيد عليها ومنهم من يحرفها ومنهم يتنقم فيها ومنهم من يلمز ومنهم من يهمز ومنهم من يتشفى ومنهم من يستنقص .. إلى آخر ما يمكن أن يتجرأ من يتجرأ في مثل هذه الأحوال دون ترو أو تعقل .. فيقع في المحظور الذي بسببه يوقع نفسه في المهالك في الدنيا والآخرة .. والله المستعان.
      هذا هو حال فئات من الناس لا يمكن أن تعيش إلا بمثل هذه الأفعال والأقوال المتسرعة العجولة التي تعتبر أخلاقيا نقصا في الشخصية وتدني في الأخلاق والقيم .. أفعال وأقوال تأباها الشخصية السوية التي تعرف قدرها ومنزلتها ومكانتها فهي لا ترضى أن تدنس أو تشوه سمعتها أو يستنقص منها وتعلم أن هذه الأفعال والأقوال لها عواقب تنعكس سلبا عليها وعلى غيرها دون جني ربح أو فوز أو استحواذ أو سيطرة.
      على الإنسان أن يلجم نفسه بالسيطرة عليها حتى لا توقعه في مشاكل بعد أن توهمه انه من حقه الولوج فيها وأنه لن يتأثر بما يقوم له فيزداد طيشا ويكثر في الخراب ويزيد في الأوجاع ويكثر في الهموم ويفرق بين الأهل والجماعات .. والعياذ بالله.
      اللهم أبعدنا عن الشرور والمكائد واحفظ بلادنا ومجتمعنا وأمتنا من أمثال هؤلاء الشطط الذين يعيثون فسادا قولا وعملا .. إنك فعال لما تريد.