[frame='7 80'](قصة الشاب هيـــــــــــثم)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال تصفحي لجريدة عمان في ملحق أجيال ليوم الاثنين الموافق 31 من يناير 2005م استوقفتني قصة الشاب الصغير المرحوم بأذن الله هيثم البالغ من العمر سبع عشرة عاما فقط والتي أذرفت دموعي وأنا اقرأها ولكم القصة
القصة حدثت في ولاية قريات احدي ولايات السلطنة وهي تتحدث عن هيثم الابن البكر في عائلته. في يوم 15/1/2005 عندما اصطحب الأب ألام إلي المستشفى. وبعد لحظات اتصل هيثم بابيه يخبره انه نسى البطاقة الصحية في المنزل. فعاد الأب لأخذها ولكن هيثم نسي إن يخبر أباه انه سوف يخرج مع أصحابه إلي السوق في مركز الولاية. فذهبوا هو وأصحابه علي دراجاتهم الهوائية وذلك كان في حدود الساعة 7، 30 صباحا. واصلوا الأصدقاء مسيرتهم إلي السوق مع اخذ استراحة لشرب الماء في وادي مجلاص مرورا بمركز الشرطة وبالتحديد سوق الولاية, ولكن صديقا هيثم متعودين علي الخروج إلي السوق بدراجاتهما ولكن هيثم لم يتعود علي ذلك.
وللعلم الطريق الذي سلكوه يعتبر قديما يقرب المسافة بين الولاية ألام ومنطقة السواقم. وبعد ذلك وعندما انتهوا من مهمتهم في السوق رجعوا عن طريق الشارع العام حيث صادفهم احد الأهالي وسألهم عن وجهتهم, فردوا عليه إننا ذاهبون إلي البيت, فقال لهم: أسرعوا حتى لا يسأل عنكم أهالكم, وبعد ذلك تشاوروا في الأمر بأن يختصروا الطريق فبدلا من مواصلة الطريق في الشارع العام, أي عقبة قريات, اختصروا المسافة وهبطوا إلي أسفل وادي مجلاص واتجهوا علي مسافة كيلومترين تقريبا. فهناك توقفوا ليتشاوروا في الأمر فهيثم قال إن طلوع الجبل أسهل لنصل إلي المنطقة بأسرع وقت والآخران قالا إن الطريق القديم هو الأسهل لأننا متعودين عليه, وطبعا هناك حصل اختلاف بينهم, فهيثم سلك الوادي حيث لم يتعود عليه, والبقية سلكا نفس الطريق وكانت هناك عبارة رددها قبل الافتراق مع زملائه-علي حسب ما قالاه ( انتم اذهبوا من نفس الطريق لأنني لن ارجع أبدا...!!)
وبعد ذلك وصل صديقاه الساعة 2، 30 ظهرا ولم يتكلما عن هيثم انه ذهب معهما وسلك طريقا آخر ولم يصل إلي حد ألان, فسألهم: لماذا لم تخطران مسبقا بان هيثم لم يرجع معكما؟ فقالا: نحن لم نخبركم ولكن ألان أخبرناكم. وبعد ذلك تم الاتصال بابيه حيث كان في ولاية العامرات. وقد قام الخال بالواجب بأخذ عددا من أهالي القرية للبحث معه عن هيثم واخذ معه أيضا احد أصدقائه ليخبرهم عن مكان الافتراق حيث قال صديقه: إننا حاولنا إن نثنيه عن رائه بالافتراق عنا وان لا يذهب وحده في هذه الطريق الموحشة ولكن بدون جدوى حيث رد علينا: إنني أخاف من أبي إن يأنبني بذهابي إلي قريات وأريد الوصول بأسرع وقت.
وقام الأب بالبحث مع نفر من الأهل, بينما كان الخال بالبحث في جهة أخري حيث وجدوا الدراجة الهوائية علي مسافة ساعة كاملة من نقطة افتراق هيثم وأصدقائه مشيا علي الإقدام ووجدوا الإطار الأمامي للدراجة فارغة وليس بها هواء, ووضعية الدراجة غير طبيعية.. وعلي ما ظن والده انه واصل مسيره مشيا إلي قمة الجبل, وفي نفس الوقت حضر رجال الشرطة معنا ليقوموا بالبحث وظل البحث إلي الساعة الثانية صباحا فتوقفوا لمواصلة البحث في صباح اليوم التالي.
في يوم الأحد 16/1/2005 وصلت( الأب )إلي مركز شرطة قريات علي حسب الموعد وانتظرت المروحية ولكن لظروف العمل لديهم تأخرت, ولكن وصلت بدلها مروحية من سلاح الجو السلطاني العماني وذلك عن طريق جهة عملي.
وظل البحث عن شابنا الضايع ولكن بدون أي نتيجة تتطمن أبويه. وتكرر البحث عنه في اليوم التالي الاثنين 17/1/2005 بالمشي ولكن بدون أي جدوى نفس النتيجة كل مرة حتى يوم الثلاثاء الموافق 25/1/2005 حيث كنت عند موقع الدراجة الهوائية التي تركها هيثم في حوالي الساعة 7 صباحا وأنادي بصوت عالي علي هيثم ولكني لا اسمع إلا صدي الجبال يرد علي, وفي الساعة 8:30 صباحا وصل فريق التحقيق وقسم الجريمة بشرطة عمان السلطانية حيث شاهدتهم من اعلي شارع قريات من علي مسافة بعيدة يقومون بالتصوير في موقع ما وشاهدت سيارات الشرطة في الأسفل, وفي هذه الأثناء جاءتني الشكوك بأنهم عثروا علي ابني, ورجعت مسرعا للمكان وعند وصولي انتقلوا إلي جهة أخري للتصوير والمعاينة ولم أتمكن للحديث معهم ولم يقوموا بالاتصال بي. لا ادري سبب ذلك, ولكن ربما إجراءات عملهم تتطلب ذلك, أو ربما لم يريدوا أخطاري بالعثور علي الولد حتى لا اتاثر بالموقع, ورجعت إلي بيتي وحينها اتصل بي أخي وقال لي: إن الولد تم العثور عليه ولكنه لم يقل لي إن كان حي وميت. فاتصلت بأحد الأشخاص حيث فاجأني بالخبر الأكيد بان الولد تم العثور, وبعد قليل اتصل أخي مرة أخري واخبرني أيضا بان الولد عثروا عليه في وادي مجلاص ميتا وقد تحللت جثته حيث عثر عليه احد راعاه الأغنام حيث كان يبحث عن أغنامه وقد شم رائحة غريبة وكريه جدا, وقد دب الخوف فيه ولم يواصل البحث عن أغنامه وقد رجع إلي البيت واستدعي ابن عمه وذهبا الاثنان وشاهدا من علي مسافة بعيدة الجثة وتأكدا بان هذه الجثة هي جثة الولد المفقود ولكنهما لم يقتربا من الجثة من شدة الرائحة الكريهة والإجراءات الأمنية.وبعد ذلك توجه احديهما إلي مركز الشرطة والأخر إلي المنطقة وسأل عنا واخبرنا بالحدث وانتقلنا كلنا إلي مكان الجثة. وقامت الشرطة بالتشريح ومعرفة الحقيقة. حيث مات هيثم من البرد والجوع حيث وجد ابني تحت كهف علي شكل منحني وقد لف يديه علي رجليه من شدة البرد.
وهكذا انتهت حياة الشاب الصغير هيثم الذي تفطر قلبي وأنا اقرأ قصته ولا يسعني القول إلا (إن لله وان إليه لراجعون) ~!@n[/frame]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال تصفحي لجريدة عمان في ملحق أجيال ليوم الاثنين الموافق 31 من يناير 2005م استوقفتني قصة الشاب الصغير المرحوم بأذن الله هيثم البالغ من العمر سبع عشرة عاما فقط والتي أذرفت دموعي وأنا اقرأها ولكم القصة
القصة حدثت في ولاية قريات احدي ولايات السلطنة وهي تتحدث عن هيثم الابن البكر في عائلته. في يوم 15/1/2005 عندما اصطحب الأب ألام إلي المستشفى. وبعد لحظات اتصل هيثم بابيه يخبره انه نسى البطاقة الصحية في المنزل. فعاد الأب لأخذها ولكن هيثم نسي إن يخبر أباه انه سوف يخرج مع أصحابه إلي السوق في مركز الولاية. فذهبوا هو وأصحابه علي دراجاتهم الهوائية وذلك كان في حدود الساعة 7، 30 صباحا. واصلوا الأصدقاء مسيرتهم إلي السوق مع اخذ استراحة لشرب الماء في وادي مجلاص مرورا بمركز الشرطة وبالتحديد سوق الولاية, ولكن صديقا هيثم متعودين علي الخروج إلي السوق بدراجاتهما ولكن هيثم لم يتعود علي ذلك.
وللعلم الطريق الذي سلكوه يعتبر قديما يقرب المسافة بين الولاية ألام ومنطقة السواقم. وبعد ذلك وعندما انتهوا من مهمتهم في السوق رجعوا عن طريق الشارع العام حيث صادفهم احد الأهالي وسألهم عن وجهتهم, فردوا عليه إننا ذاهبون إلي البيت, فقال لهم: أسرعوا حتى لا يسأل عنكم أهالكم, وبعد ذلك تشاوروا في الأمر بأن يختصروا الطريق فبدلا من مواصلة الطريق في الشارع العام, أي عقبة قريات, اختصروا المسافة وهبطوا إلي أسفل وادي مجلاص واتجهوا علي مسافة كيلومترين تقريبا. فهناك توقفوا ليتشاوروا في الأمر فهيثم قال إن طلوع الجبل أسهل لنصل إلي المنطقة بأسرع وقت والآخران قالا إن الطريق القديم هو الأسهل لأننا متعودين عليه, وطبعا هناك حصل اختلاف بينهم, فهيثم سلك الوادي حيث لم يتعود عليه, والبقية سلكا نفس الطريق وكانت هناك عبارة رددها قبل الافتراق مع زملائه-علي حسب ما قالاه ( انتم اذهبوا من نفس الطريق لأنني لن ارجع أبدا...!!)
وبعد ذلك وصل صديقاه الساعة 2، 30 ظهرا ولم يتكلما عن هيثم انه ذهب معهما وسلك طريقا آخر ولم يصل إلي حد ألان, فسألهم: لماذا لم تخطران مسبقا بان هيثم لم يرجع معكما؟ فقالا: نحن لم نخبركم ولكن ألان أخبرناكم. وبعد ذلك تم الاتصال بابيه حيث كان في ولاية العامرات. وقد قام الخال بالواجب بأخذ عددا من أهالي القرية للبحث معه عن هيثم واخذ معه أيضا احد أصدقائه ليخبرهم عن مكان الافتراق حيث قال صديقه: إننا حاولنا إن نثنيه عن رائه بالافتراق عنا وان لا يذهب وحده في هذه الطريق الموحشة ولكن بدون جدوى حيث رد علينا: إنني أخاف من أبي إن يأنبني بذهابي إلي قريات وأريد الوصول بأسرع وقت.
وقام الأب بالبحث مع نفر من الأهل, بينما كان الخال بالبحث في جهة أخري حيث وجدوا الدراجة الهوائية علي مسافة ساعة كاملة من نقطة افتراق هيثم وأصدقائه مشيا علي الإقدام ووجدوا الإطار الأمامي للدراجة فارغة وليس بها هواء, ووضعية الدراجة غير طبيعية.. وعلي ما ظن والده انه واصل مسيره مشيا إلي قمة الجبل, وفي نفس الوقت حضر رجال الشرطة معنا ليقوموا بالبحث وظل البحث إلي الساعة الثانية صباحا فتوقفوا لمواصلة البحث في صباح اليوم التالي.
في يوم الأحد 16/1/2005 وصلت( الأب )إلي مركز شرطة قريات علي حسب الموعد وانتظرت المروحية ولكن لظروف العمل لديهم تأخرت, ولكن وصلت بدلها مروحية من سلاح الجو السلطاني العماني وذلك عن طريق جهة عملي.
وظل البحث عن شابنا الضايع ولكن بدون أي نتيجة تتطمن أبويه. وتكرر البحث عنه في اليوم التالي الاثنين 17/1/2005 بالمشي ولكن بدون أي جدوى نفس النتيجة كل مرة حتى يوم الثلاثاء الموافق 25/1/2005 حيث كنت عند موقع الدراجة الهوائية التي تركها هيثم في حوالي الساعة 7 صباحا وأنادي بصوت عالي علي هيثم ولكني لا اسمع إلا صدي الجبال يرد علي, وفي الساعة 8:30 صباحا وصل فريق التحقيق وقسم الجريمة بشرطة عمان السلطانية حيث شاهدتهم من اعلي شارع قريات من علي مسافة بعيدة يقومون بالتصوير في موقع ما وشاهدت سيارات الشرطة في الأسفل, وفي هذه الأثناء جاءتني الشكوك بأنهم عثروا علي ابني, ورجعت مسرعا للمكان وعند وصولي انتقلوا إلي جهة أخري للتصوير والمعاينة ولم أتمكن للحديث معهم ولم يقوموا بالاتصال بي. لا ادري سبب ذلك, ولكن ربما إجراءات عملهم تتطلب ذلك, أو ربما لم يريدوا أخطاري بالعثور علي الولد حتى لا اتاثر بالموقع, ورجعت إلي بيتي وحينها اتصل بي أخي وقال لي: إن الولد تم العثور عليه ولكنه لم يقل لي إن كان حي وميت. فاتصلت بأحد الأشخاص حيث فاجأني بالخبر الأكيد بان الولد تم العثور, وبعد قليل اتصل أخي مرة أخري واخبرني أيضا بان الولد عثروا عليه في وادي مجلاص ميتا وقد تحللت جثته حيث عثر عليه احد راعاه الأغنام حيث كان يبحث عن أغنامه وقد شم رائحة غريبة وكريه جدا, وقد دب الخوف فيه ولم يواصل البحث عن أغنامه وقد رجع إلي البيت واستدعي ابن عمه وذهبا الاثنان وشاهدا من علي مسافة بعيدة الجثة وتأكدا بان هذه الجثة هي جثة الولد المفقود ولكنهما لم يقتربا من الجثة من شدة الرائحة الكريهة والإجراءات الأمنية.وبعد ذلك توجه احديهما إلي مركز الشرطة والأخر إلي المنطقة وسأل عنا واخبرنا بالحدث وانتقلنا كلنا إلي مكان الجثة. وقامت الشرطة بالتشريح ومعرفة الحقيقة. حيث مات هيثم من البرد والجوع حيث وجد ابني تحت كهف علي شكل منحني وقد لف يديه علي رجليه من شدة البرد.
وهكذا انتهت حياة الشاب الصغير هيثم الذي تفطر قلبي وأنا اقرأ قصته ولا يسعني القول إلا (إن لله وان إليه لراجعون) ~!@n[/frame]