بعض الفضائيات الإخبارية العربية مارست وتمارس وسائل قذره لإستقطاب ملايين المشاهدين

    • بعض الفضائيات الإخبارية العربية مارست وتمارس وسائل قذره لإستقطاب ملايين المشاهدين

      تتداول مواقع الانترنت الكثير من الفيديوهات التي تحتوي على مشاهد لمشاجرات وتبادل شتائم وأحيانا ضرب وتكسير للديكور بين بعض المتحاورين على الفضائيات الذين تتم استضافتهم في البرامج الحوارية لمناقشة المواضيع الساخنة التي تعج بها مجتمعاتنا العربية لاسيما السياسية .. فنرى برامج تونسية أو مصرية أو يمنية أو أردنية وغيرها يحتدم فيها النقاش والجدال بين المتحاورين ويعلو صوت كل منهم في محاولة لفرض رؤيته ووجهة نظره وفي نفس الوقت التشويش على فكر الآخرين ثم يصل الأمر إلى تبادل الاتهامات التي عادة ما تكون بالتخوين والعمالة لأطراف خارجية ثم يتطور الحال إلى أن يصل إلى الشتائم وأحيانا الضرب وتكسير ديكورات الاستوديو على رأس المذيعين.

      لاشك أن ما نراه من جدال ممقوت لا يمت لديننا وعاداتنا وتقاليدنا بصلة كما أنه يخرج البرنامج عن السياق والهدف والمضمون الذي أعد من أجله .. فرغم أن معظم هذه البرامج الهدف منها هو جذب أكبر عدد من المشاهدين حتى لو لجأت لاستضافة أشخاص من تيارات وأحزاب مختلفة ومتنافسة وإثارة مشاعرهم واستفزازهم حيث إنه كلما غضب الضيف وخرج عن شعوره فإن نسبة مشاهدة البرنامج تعلو وترتفع .. إلا أننا لا ننكر أنها أحيانا تناقش قضايا هادفة ونافعة تهم الشعوب العربية ومن المفترض أنها توجههم لما فيه خير البلاد خاصة أن هذه الشعوب تعاني حالة من الضياع منذ أن قامت بها ما يسمى بثورات الربيع التي لم يعد تعرف بعدها الشعوب أين الصالح ومن هو التيار أو الرئيس المناسب لإدارة شئون البلاد.

      لقد أرشدنا الله عز وجل في كتابه الحكيم إلى كيفية التحاور والجدال فقال سبحانه وتعالى “وجادلهم بالتي هي أحسن” أي أن الحوار يجب أن يطغى عليه الحلم والصبر والهدوء لأن الانفعال لن يصل بصاحبه لتوضيح وجهة نظره بطريقة صحيحة بل سينفر منه المشاهدون ويحقرون من رأيه الممزوج بالغضب والعصبية.

      قد يسعى بعض الذين تتم استضافتهم في البرامج الحوارية من وراء عصبيته وانفعاله إلى إثبات الذات والحصول على الشهرة بحيث يتردد اسمه بين العامة بأنه قال وانفعل إلا أنه في النهاية يقع في شرك الجدال العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .. وبالتالي يتحول البرنامج إلى حلبة مصارعة وليس منبر مناقشة وحوار.

      لاشك أن اتباع المرء العقلانية والوسطية في طرح الرأي هي الوسيلة المثلى لإقناع الآخر بوجهة نظره وسداد فكره .. فحسن الجدال من الحكمة والاختلاف في وجهات النظر لا يعني الاستبداد بالرأي .. والاستمرار في المناقشة بعصبية وحدة يولد الكراهية ويزرع الشقاق بين المتجادلين في وقت نحن أحوج ما نكون فيه للوحدة والتكاتف وليس التفرق والتشرذم .. ولو كان في الجدال خير لما حرمه الله عز وجل في الحج وقرنه بالفسوق والرفث.

      يجب أن يعيد معدو البرامج الحوارية على القنوات الفضائية حساباتهم مرة أخرى فيعملون على تقديم خدمة إعلامية مميزة الهدف منها هداية المشاهدين والتوصل لحلول تنموية وناجعة للمشاكل التي تعاني منها المجتمعات العربية .. فالإعلام هو النبراس الذي يضيء للشعوب طريقها الصحيح نحو التنمية والتقدم والرقي وهو ضمير الأمة الذي يعبر عما يعتريها من أزمات ومن المفترض أنه يهديها إلى طريقة الخروج منها .. أما الإسفاف والسعي وراء الربح وحده فقط فإنه يفرغ وسائل الإعلام من أهدافها المنوطة بها حيث أصبح إعلامنا ناقلا فقط وليس توعويا فيقوم بنقل نبض الشارع ولا يقدم التوعية اللازمة للرقي بالأمة بل أحيانا يؤجج الخلافات سواء على المستوى العربي أي بين الدول وبعضها أو بين أفراد المجتمع الواحد فيطلق العنان للشائعات ويستقي المعلومات غير الدقيقة من مصادر مجهولة وغير موثوق فيها فيساعد في نشر الفوضى والفرقة والشحناء.

      يجب أن يتنبه المشاهد العربي للتحديات التي تواجهه ولا ينجرف وراء البرامج الهابطة التي لا تثري عقله وفكره بالمعلومات المفيدة التي تنير له الدرب وتساعده على النهوض بوطنه وأمته.

      جريدة الوطن
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • التعليق :

      تلكم القنوات التي يعرفها الجميع لم تقم أساسا بجهود فردية وإنما كانت أساسا مشاريع موجهة لبعض الحكومات العربية
      تهدف إلى العبث بعواطف المواطن العربي المحروم وقتها من الكلمة والرأي من قبل انظمته الحاكمه والعزف على وتر
      الحقوق العربية الضائعه ومخططات الأعداء الأجانب وغيرها ونشر بعض فضائح الأنظمة العربية كخيانات للأمة .
      وبالفعل فقد تحقق لتلكم القنوات ما تريد بحيث أصبح المشاهد العربي شغوفا بها ويرى فيها الصوت الذي إخترق الحدود
      الشائكة العتيدة وكسر طوق الصمت وإخترق الجمود ونفس من خنقة الإحتقان الناتجة عن الكبت المفروض عليه .
      لقد تمكنت تلكم القنوات بكل خبث ولؤم من بناء جسور ثقة قوية بينها وبين المشاهد العربي بحيث أصبحت قادره على
      تحريكه ولو بالأكاذيب لينقض على نظامه الحاكم ويحرق ويدمر مقدرات بلده دون إكتراث لأي ردة فعل عقابية قد تطاله

      وجميعنا يعلم أن تلكم القنوات العملاقة ماديا لم تكن تتكسب أي شيء من خلال إعلامها ولم تدخل عالم الإعلانات المربحة
      إلا بعد سنين من ظهورها الفضائي وكل هذا يعود للدعم المالي الباهض التي كانت تتلقاه من بعض الحكومات الراعية لها .

      إن تلكم القنوات لم يكن لها من دور فاعل سوى تحيقيق الأجندة الغربية الكافرة في تدمير العالم العربي والإسلامي ككل
      بأيدي مواطنه ذر الرماد على عيونها .
      والغريب أن البعض من النسيج الشعبي العربي لا يزال يرى فيها الأبواق الصادحه بالحرية والنزاهة والإستقلالية
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • اغلب الفضائيات خاصة وتابعة لاشخاص افكارهم مش عارفة منيين اشتقت ولا نابعة من اين
      يتعمدون استضافة المعارضة وكل معارض يستعرض عضلاته ويبدا يشتم وكلام طالع ونازل
      ديننا الحنيف ينهى على التعامل بهذه الاساليب
      صحييح انظمتنا مليئة بالاخطاء وتصحيح هذه الاخطاء لا ياتي بالصراخ والعويل
      ضحكت امريكا وضحكت فرنسا ...ضحك الكل والعرب يبكون الدم يوميا
      عوض ما نلم شملنا صار العكس
      الهدوء ليس حزن .... والابتسامة ليست سعــادة قد تهدأ وداخلك يتراقص فرحـــــــــا وقد تبتسم وانت تبتلع اوجاع مدينــــــة