المتتبع لنقاش مثقفي العرب الميامين على شاشة الجزيزة يصعق حقا بمدى ضحالة فكر أمناء الفكر من بني جلدتنا، أو أنهم على الغالب يحسبوننا وذوات الأربع سواء. وهم على صنفين لاثالث لهما، إما عاشق لنظرية المؤامرة الكبرى، أو من دنس من يطلق عليهم ليبراليو العرب، من منكريها.
وطامتنا الكبرى مع القطيع الأخير، تلك الأوابد البهيمة تغرس بنا كل عقد النقص، وتعزوه لنا، حتى بتنا نعتقد تماما بأننا أعجز كل شئ خلق. وأننا مصابون ببرانويا لاعلاج لها، وبإجحاد مزمن لايادي الغرب البيضاء علينا. وأن مصائبنا بدأت بمولد بن لادن، وقبله كنا قرة عين الغرب. وهم من يطلبون منا أن نسبح بحمد أميريكا وإسرائيل، ونلعن أجداد كل مقاوم بفلسطين والعراق، وأن نجعل الأكراد والعلاقمة الجدد مثلا يحثذى.
سادتي المؤامرة الكبرى حق، هكذا بدأت منذ أول حرب صليبية وستظل الى أن يرث الله الأرض بمن عليها، فما لدينا لافشال كيد القوم؟ هنا المحك والفيصل!
فان لم يكن لدينا سوى الشكوى والأنين، فلنحفر قبوربنا منذ الساعة، ولنرقد داخلها ومرحى بالردى.