حول التطرف

    • حول التطرف

      في الوقت الذي يصبح فيه العالم متواصلا أكثر وأكثر وقادرا على تبادل المعلومات بطرق لم تكن موجودة سابقا، ومستعدا للتفاعل ومناقشة كل المواضيع بحرية وصراحة، هناك من يحملون رؤية إنسانية عميقة الجذور في التطرف الديني. هم يعلنون أنفسهم أنهم حاملين لواء الايمان الحقيقي ، مما يخولهم الحق بفرضه على كل الشعوب الأخرى في العالم. إنه التطرف الذي يعميهم عن إنسانية الآخرين فيعلنون التفوق الأخلاقي المفترض، ويريدون من كل الثقافات أن تلتزم وجهات نظرهم. وهم في الوقت ذاته غالبا ما يبررون إرهاب وحتى قتل أي شخص خارج مجموعتهم الضيقة بأنهم يقومون لها باسم ربهم. بهذه الطريقة يمثل المتطرفون الدينيون النقيض التام للمجتمع الدولي الواحد وعدوا للإنسانية. بالطبع هؤلاء المتطرفين لا يقتصرون على أي دين معين أو منطقة معينة. فهم قد يكونون موجودين في كل مجتمع، ويشكلون مجموعات وعظ الكراهية، ويغرقون بالتالي مجتمعاتهم في الدول الضعيفة في العنف الدموي.
      التطرف ليس مصدر قلق كبير عندما يكون ظاهرة اجتماعية، ولكن عندما يتحول إلى العنف ويسعى إلى إقامة دولة خاصة به والبدء في حملة تطهير ضد المجموعات الأخرى، يصبح عندها تهديدا كبيرا.
      لا يمكن أن ينوجد التطرف الديني العنيف إلا من خلال إخضاع المعتقدات الأخرى. اضطهادها لا يقتصر على التهديدات الخارجية. بل يصبح أعضاء من نفس العشيرة أو المجموعة أيضا ضحايا محتملين للتطرف الديني. يبذل المتطرفون جهودا لارتكاب جرائم باسم دينهم، وجعل الملايين من المتدينين رهائن لهم.
      كما قلت من قبل، التطرف لا يقتصر على دين واحد أو مجتمع واحد، ولكنني كمتحدث بالعربية سأتكلم عن البيئة العربية التي تعاني في الوقت الحاضر من اجتياح التطرف. العراق هو واحد من العديد من البلدان التي تعاني من التطرف العنيف الحاد الذي استهدف الأقليات الدينية بوحشية لا توصف. سوريا وضعها أسوأ مع تصاعد الخطاب الطائفي والمعارك الساخنة، وحتى لبنان بعد 15 سنة من حرب أهلية مدمرة، ومئات آلاف القتلى والجرحى، يبدو على استعداد مرة أخرى ليغرق في نزاع طائفي بغيض .
      عاش العالم العربي في وئام لمئات السنين. الأقليات، وإن كانوا يعتبرون أهل ذمة لم يستأصلوا، أو يهددوا بالقتل، وعاشوا في بيئة آمنة تقريبا. لم تدمر الأضرحة والكنائس والمعابد والمساجد، بل مارست هذه الأقليات إيمانها دون خوف من القتل؛ الدليل هو وجودها المستمر في المنطقة حتى الآن. ولكن هذا الشكل من التطرف الذي ارتفع في الآونة الأخيرة غير الوضع كله. داعش يزعم أنه يمثل الإسلام، وهو في الحقيقة غريب على الإسلام في كل شيء.

      هذا الوضع يثير المخاوف في العالم كله ، وينبغي أن يواجه ليس فقط من قبل الحكومات ومن خلال تدابير مكافحة الإرهاب ، ولكن من قبل المسلمين أنفسهم. يجب على كل العرب المشاركة في هذا الكفاح ضد التطرف الذي يجر المنطقة إلى الدمار والفوضى و سفك الدم. ويجب على كل مسلم فضح هذا الإسلام الكاذب لأن الإسلام هو دين التسامح والعدل والرحمة والتعايش
      .
    • على العالم كله أن يدرك أن الأرهاب الذي يمزق الدول العربية هو أكبر من قطعان داعش وغيرها من
      التنظيمات التكفيرية التي تغذيها بعض الدول الخليجية وتركيا بإدارة أمريكية وأوروبية

      على العالم الحر كله أن يدرك أن القضاء على الإرهاب يعني القضاء على مصادر صناعته وتمويله

      على العالم كله ان يدرك أن الأسلام لا يعرف التطرف ويحرمه ويجرم كل يعمل به وأن كل الذين يمارسون
      الأعمال الوحشية بحق الأبرياء ليسو إلا أدوات صنعها الإرهاب الصليبي الصهيوني ومعهم أنظمة النفاق
      التي تحلل الحرام مدعية خدمة الإسلام وهم أشد الناس كفرا ونفاقا
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ