ملخص كتاب تهذيب مدارج السالكين لشيخ الإسلام أبن قيم الجوزي

    • الذوق

      هو مباشرة الحاسة الظاهرة أو الباطنة للملائم أو المنافر .

      ولا يختص ذلك بحاسة الفم في القرآن؛بل ولا في لغة العرب.قال تعالى:{فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}[النحل:112]…

      تأمل كيف جمع بين الذوق واللباس،ليدل مباشرة على المذوق.وإحاطته وشموله.

      وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم:
      ((
      ذاق طعم الإيمان :من رضي بالله ربا،وبالإسلام دينا،وبمحمد رسولا)).

      فأخبر :أن للإيمان طعماً،وأن القلب يذوقه كما يذوق الفم طعم الطعام والشراب.

      والمقصود :أن حلاوة الإيمان والإحسان ،أمر يجده القلب،تكون نسبته إليه كنسبة ذوق حلاوة الإيمان والإحسان.

      مدارج السالكين
      ج4(2949،2947)
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().

    • ثمرة العلوم والعقائد

      قال الحسن -رحمه الله-


      (ليس الإيمان بالتمني،ولا بالتحلي،ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل ))


      فالذوق والوجد:أمر باطن،والعمل دليل عليه ومصدق له.
      كما أن الريب والشك والنفاق أمر باطن،والعمل دليل عليه ومصدق له.

      فالأعمال ثمرات العلوم والعقائد.
      فاليقين :يثمر الجهاد،وعلى حسب قوته تكون ثمرته ونتيجته.

      والريب والشك: يثمرالأعمالا لمناسبة له..



      مدارج السالكين
      ج4(2956)
      • القرآن جنتي
    • حقيقة الدنيا






      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مالي وللدنيا ؟إنما أنا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها)).

      وقال((ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم أصبعه في اليمَّ،فلينظر :بم ترجع؟)).

      قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-:
      (لو أن الدنيا من أولها إلى آخرها أوتيها رجل،ثم جاءه الموت:لكان بمنزلة من رأى في منامه مايسره.ثم استيقظ فإذا ليس في يده شيء)).

      فكيف يليق بصحيح العقل أن يركن إليها وينسى الجنة ونعيمها.؟؟



      مدارج السالكين
      ج4(2958)
      • القرآن جنتي
    • الأنس بالله




      وهي من الإحسان.
      وتقوى بثلاثة أشياء:


      1.دوام الذكر.
      2.صدق المحبة.
      3.إحسان العمل




      وقوة الأنس وضعفه:على حسب قوة القرب .

      وكلما كان القلب من ربه أقرب ،كان أنسه به أقوى.

      وكلما كان منه أبعد ،كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد.

      مدارج السالكين
      ج4(2964،2963)

      • القرآن جنتي
    • منزلة الصفاء



      قال تعالى:{وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار}[ص:47]…

      (الصَّفاء)اسم للبراء من الكدر .والمراد سقوط التًّلوين.

      وهو خلاصة الشيء،وتصفيته مما يشوبه .ومنه:اصطفى الشيء لنفسه.
      ومنه الشيء الصافي.وهو الخالص من كدر غيره.


      البراءة:هي الخلاص.
      الكدر :امتزاج الطيب بالخبيث.
      التلوين:هو التردد والتذبذب.
      كما قيل :

      كل وقت تتلون غير هذا بك أجمل

      مدارج السالكين
      ج4(3054،3053)
      • القرآن جنتي
    • التحذير من مفارقة العِلم

      العلم هو الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
      كان الجنيد يقول: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث ولم يفقه فلا يقتدى به.
      قال أبو سليمان الداراني:إنه لتمر بقلبي النكتة من القوم، فلا أقبلها إلا بشاهدين من الكتاب والسنة.

      هذا العلم الصافي المتلقى من مشكاة الوحي والنبوة؛ يهذب صاحبه لسلوك طريق العبودية.
      فيجعل الرسول صلى الله عليه وسلم شيخه وأستاذه ومعلمه ومربيه ومؤدبه.
      وهذا التجريد هو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.


      مدارج السالكين
      ج4(3057،3053)

      • القرآن جنتي
    • منزلة السرور

      قال الله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس: 58]
      أمر الله تعالى عباده بالفرح بفضله ورحمته، فمن فَرح بما يصل إليه فَرح بمن أوصل ذلك إليه من باب الأولى.
      قال ابن عباس وقتادة وغيره: فضل الله الإسلام، ورحمته القرآن،
      فجعلهم مسلمين بفضله وأنزل إليهم كتابه برحمته.

      قال تعالى: {وماكنت ترجوا أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك} [القصص: 86]
      قال أبو سعيد: فضل الله القرآن، ورحمته أن جعلنا من أهله.

      مدارج السالكين
      ج4(3081،3080)
      • القرآن جنتي
    • [INDENT]الفرح

      لذة تقع في القلب بإدراك المحبوب ونيل المشتهى، فيتولد من إدراكه حالة تسمى الفرح والسرور.
      كما أن الحزن والغم من فقد المحبوب.
      قال الله تعالى: {
      يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين} [يونس:57].
      ولا شيء أحق أن يفرح به المؤمن من فضلٍ ورحمةٍ تتضمن الموعظة وشفاء من أدوائها.

      فالموعظة تتضمن عافية النفس من الجهل والظلمة والغي والسفه وهو أشد ألما لها من أدواء البدن.
      ولكنها لما ألفت هذه الأدواء لم تحس بألمها، وإنما يقوى إحساسها بها عند مفارقة الدنيا.

      مدارج السالكين
      ج4(3082،3081)
      [/INDENT]






      • القرآن جنتي
    • أنواع الفرح في القرآن




      1. المطلق: جاء في الذم


      قال تعالى: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص:76].




      2. المقيد: نوعان أيضا.


      الأول:

      مقيد بالدنيا ينسي صاحبه فضل الله ومنّته، فهو مذموم
      كقوله: {حتى إذا فرحوا بما آوتوا أخذناهم بغته فإذا هم مبلسون}[الأنعام:44].


      الثاني:




      مقيد بفضل الله وبرحمته، وهو نوعان أيضا.


      1: فضل ورحمة بالسبب


      ، كقوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس:58]


      2. وفضل بالمسب:




      ، كقوله تعالى: {فرحين بما ءاتاهم الله من فضله} [آل عمران:170].

      فالفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه ومحبته وإيثاره له على غيره.


      مدارج السالكين
      ج4(3084،3083)


      • القرآن جنتي
    • البشرى




      يراد بها أمران:
      1. بشارة المُخبِر.
      2. سرور المخبَر.

      قال الله تعالى: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الأخرة} [يونس:64].

      وفي حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له).

      قال ابن عباس: بشرى الدنيا؛ هي عند الموت تأتيهم ملائكة الرحمة بالبشرى من الله،
      وعند خروج نفس المؤمن إذا خرجت يعرجون بها إلى الله، تزف كما تزف العروس تبشر برضوان الله.

      قال الحسن: هي الجنة.
      وفسرت بشرى الدنيا بالثناء يجري له على ألسنة الناس.

      وكل ذلك صحيح.

      مدارج السالكين
      ج4(3087.3086)
      • القرآن جنتي
    • أنواع الغربة





      1. غربة أهل الحق بين أهل الباطل.
      2. غربة أهل الباطل وأهل الفجور بين أهل الحق، فهم أهل وحشة على كثرة مؤنسهم.
      3. غربة مشتركة لا تحمد ولا تذم، وهي الغربة عن الوطن.



      فإن الناس كلهم غرباء في هذه الدار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر:
      (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).




      مدارج السالكين
      ج4(3172،3164)
      • القرآن جنتي
    • منزلة الغربة






      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:





      (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء)






      دخل عمربن الخطاب على معاذ وهو يبكي، فقال له عمر: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ هلك أخوك؟ قال: لا،
      ولكن حديثا حدثنيه حبيبي صلى الله عليه وسلم وأنا في هذا المسجد،
      فقال: ما هو؟ قال: (إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا،
      وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة
      ).






      أهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع، الداعين إليها، الصابرين على أذى المخالفين؛ غرباء.
      غربتهم بين الأكثرين الذين قال تعالى فيهم







      : {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} [الأنعام:116].


      مدارج السالكين
      ج4(3163،3157)
      • القرآن جنتي
    • منزلة التمكن







      قال الله تعالى: {ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}[الروم:60].





      المتمكن لا يبالي بكثرة المشغولات، ولا بمخالطة أصحاب الغفلات،
      ولا بمعاشرة أهل البطالات؛ بل قد تمكن بصبره ويقينه على استفزازهم إياه.




      ولهذا قال تعالى: {فاصبر إن وعد الله حق} [الروم:60].



      فمن وفَّى الصبر حقه، وتيقن أن وعد الله حق:


      1.لم يستفزه المبطلون.
      2.ولم يستخفه الذين لايوقنون.



      ومتى ضعف صبره أو يقينه استفزه هؤلاء.



      مدارج السالكين



      ج4(3203)
      • القرآن جنتي


    • التمكن

      التمكن في اللغة: من المكن وهو الموضع، ويطلق على القوة والشدة ويطلق على القدرة والمنزلة.

      والمراد هنا: القدرة على التصرف في الفعل والترك، ويسمى مكانة أيضا،
      قال تعالى: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون} [الأنعام:135].

      والتمكن لايكون إلا بصحة القصد وصحة العلم، ومعرفة الطريق الموصل إليه.
      بأن يوافق الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمر والنهي والزجر وتصديقه فيما أخبر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع له رسوله.


      مدارج السالكين
      ج4(3207،3204)

      • القرآن جنتي
    • المكاشفة

      قال الله تعالى: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} [النجم:10].
      الإيحاء: هو الإعلام السريع الخفي.
      أي إن الله سبحانه كشف لعبده صلى الله عليه وسلم ما لم يكشفه لغيره.
      وقد يحرم العبد منها بسبب الغفلة والران، قال تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون} [المطففين:14].
      قال ابن عباس: هو الذنب بعد الذنب يغطي القلب، حتى يصير كالران عليه.
      قال ابن كثير: (الرين يعتري قلوب الكافرين، والغيم للأبرار والغين للمقربين).
      -------------------------------
      الغين: الغطاء، يقال غين على قلبه أي: غُطي عليه.
      الغيم: السحاب، وبعضهم يرى أن الغيم والغين بمعنى واحد.

      مدارج السالكين
      ج5(3344،3339)

      • القرآن جنتي
    • الحجُب عشرة

      1. حجاب التعطيل، ونفي الأسماء والصفات.
      2. حجاب الشرك.
      3. حجاب البدعة القولية.
      4. حجاب البدعة العملية.
      5. حجاب أهل الكبائر الباطنة، كالعجب والكبر والرياء والحسد والفخر.
      6. حجاب أهل الكبائر الظاهرة، وهم أدنى إلى السلامه منهم، وقلوبهم خير من قلوبهم.
      7. حجاب أهل الصغائر.
      8. حجاب أهل الفضلات، والتوسع في المباحات.
      9. حجاب أهل الغفلة عن استحضار ما خلقوا له وأريد منهم، وما لله عليهم من دوام ذكره وشكره وعبوديته.
      10. حجاب المجتهدين في السير عن المقصود.
      ومنشؤها من:
      1. النفس.
      2. الشيطان.
      3. الدنيا.
      4. الهوى.

      وهذه الأربعة تفسد القول والعمل والقصد والطريق، بحسب غلبتها وقلتها.

      مدارج السالكين
      ج5(3347،3345)


      • القرآن جنتي
    • نور الإيمان

      قال الله تعالى: {مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} [النور:35].

      قال أبي بن كعب: (مثل نوره في قلب المؤمن).
      المراد: نور الإيمان الذي جعله الله له خلقا وتكوينا، قال تعالى: {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} [النور:40].
      وهذا النور إذا تمكن في القلب وأشرق فيه:
      1. فاض على الجوارح.
      2. فيرى أثره في الوجه والعين.
      3. ويظهر في القول والعمل.
      4. وقد يقوى حتى يشاهده صاحبه عيانا.

      والعين شديدة الارتباط بالقلب، تظهر ما فيها، فتقوى مادة النور في القلب.

      مدارج السالكين
      ج5(3364،3363)

      • القرآن جنتي
    • منزلة الحياة




      قال الله تعالى: {أو من كان ميتا فأحييناه} [الأنعام:122].







      وسمى وحيه روحاً لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح.
      قال تعالى:
      {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب
      ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا}



      [الشورى:52].






      فأخبر أنه روح تحصل به الحياة، ونور تحل به الإضاءة.
      لهذا من فقد هذه الروح فقد الحياة النافعة في الدنيا والآخرة.



      فحياته حياة البهائم وله معيشة الضنك.
      وأما في الآخرة فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيا.



      مدارج السالكين
      ج5(3426،3425)
    • المعاينة

      قال الله تعالى: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} [الفرقان:45].

      المعاينة: مفاعلة من العِيان، وأصلها من الرؤية بالعين.

      معاينة العين: هي رؤية الشيء عيانا.

      معاينة القلب: فهي انكشاف
      صورة
      المعلوم له، بحيث تكون نسبته إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين.

      قال تعالى: {فإنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور} [الحج:46].

      فالقلب يرى ويسمع ويعمى ويصم.

      فالشواهد تقوم بقلب العبد كما يقوم بقلبه شاهد من الآخرة والجنة والنار.

      وهذا الذي وجده عبدالله بن حرام الأنصاري يوم أحد، لما قال (واهاً لريح الجنة! إني أجد والله ريحها دون أحد).

      وقوله صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة).

      مدارج السالكين

      ج5(3406،3397)
      • القرآن جنتي
    • الحياة الطيبة






      قال الله تعالى: {منعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
      فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل:97].



      قال الطبري وابن كثير: الرزق الحلال الطيب، وبعضهم فسرها بالقناعة.

      قال ابن القيم: الحياة الطيبة هي حياة القلوب ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان
      ومعرفة الله ومحبته ًوالإنابة إليه والتوكل عليه.


      فإنه لاحياة أطيب من حياة صاحبها.
      ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنة.


      وإذا كانت حياة القلب حياة طيبة تبعته حياة الجوارح؛ فإنه ملكها.



      ومن أعرض عن ذكر الله فإن له معيشة الضنك.

      وهذه الحياة تكون في الدور الثلاث: دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار.



      فالأبرار في نعيم ها هنا وهناك.
      والفجار في جحيم ها هنا وهناك.

      مدارج السالكين
      ج5(3428،3426)
      • القرآن جنتي
    • مراتب الحياة

      1. حياة الأرض بالنبات؛


      قال الله تعالى: {وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} [ق:11].




      2. حياة النمو والاغتذاء؛ وهي حياة مشتركة بين النباتات والحيوانات
      قال تعالى: {
      وجعلنا من الماء كل شيء حي} [الأنبياء:30].





      3. حياة الحيوان المتغذي بقدر زائد على نموه واغتذائه؛ وهو إحساسه وحركته،
      ولهذا يألم وهذه الحياة فوق حياة النبات.


      4. حياة الحيوان الذي لا يتغذى بالطعام والشراب؛ كحياة الملائكة، وحياة الأرواح بعد مفارقة الأبدان.
      فإن حياتها أكمل من حياة الحيوان المتغذي، ولهذا لا يلحقها كلال ولا فتور،
      ولا نوم ولا إعياء، قال تعالى: {
      يسبحون الليل والنهار لا يفترون} [الأنبياء20].



      5. حياة العلم؛ فالجاهل ميت القلب والروح، وإن كان حي البدن فجسده قبر يمشي به على وجه الأرض،
      قال تعالى: {
      إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء} [النمل:80].






      قال لقمان لابنه: يا بني جالس العلماء، وزاحمهم بركبتك،
      فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة، كما يحيي الأرض بوابل المطر.



      مدارج السالكين
      ج5(3433.3428)
      • القرآن جنتي
    • وبالله التوفيق .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • ??????تابع مراتب الحياة??????




      6.حياة الإرادة والهمة والمحبة؛ فإن فتور الهمة وضعف الإرادة من ضعف حياة القلب.

      وفتور الهمة من نقصان الشعور والإحساس ووجود الآفات.

      فإن الحياة الطيبة إنما تنال بالهمة العالية والمحبة الصادقة والإرادة الخالصة.

      والناس إذا شاهدوا ذلك من الرجل قالوا: هو حي القلب.
      وحياة القلب بدوام الذكر وترك الذنوب.
      وأخس الناس حياة أخسهم همة، وأضعفهم محبة وطلبا، وحياة البهائم خير من حياته.




      ليس من مات فاستراح بميت....
      إنما الميت ميت الأحياء....





      وقيل: ميت القلب من لا يعرف معروفا ولاينكر منكرا.




      مدارج السالكين
      ج5(3433 ،3438)

    • 7.حياة الأخلاق


      هي هيئات راسخة للموصوف بها، فحياة من طبع على الحياء والعفة والجود والسخاء ونحوها
      أتم من حياة من يقهر نفسه ويغالب طبعه حتى يكون كذلك.

      وكلما كانت هذه الأخلاق في صاحبها أكمل كانت حياته أقوى وأتم.

      ولهذا خلق الحياء مشتق من (الحياة) اسما وحقيقة، فأكمل الناس حياة أكملهم حياء، ونقصان حياء المرء من نقصان حياته.
      فإن الروح إذا ماتت لم تحس بما يؤلمها من القبائح، فلا تستحي منها، وحياة صاحب الأخلاق أكمل من غيره.

      لهذا الأنبياء صلوات الله عليهم أكمل الناس حياة، حتى إن قوة حياتهم تمنع الأرض أن تبلى أجسادهم.


      وما للمرء خير في حياة....
      ....إذا ماعُد من سقط الحياة.


      مدارج السالكين
      ج5(3442،3440)
      • القرآن جنتي
    • حياة الفرح وقرة العين بالله


      هذه من أعلى مراتب الحياة، ولايصل إليها من عقله مسلوب في الشهوات، وعقيدته غير متلقاة من مشكاة النبوة.
      فهو في الشهوات منغمس، وفي الشبهات منتكس، وعن الناصح معرض.

      أما السالك إلى ربه همته في:
      1. استفراغ القلب في صدق الحب
      2. وبذل الجهد في امتثال الأمر.
      3. والتقرب لله عزوجل.

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (
      من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراع
      ا).

      لا يزال العبد يتقرب لله حتى يفتح عليه ربه بحياة لا تشبه حياة الناس.
      وهذه الحياة جنة الدنيا ونعيمها، فمن فقدها فقد حياته.


      مدارج السالكين
      ج5(3458،3442)
      • القرآن جنتي
    • حياة الأرواح


      بعد مفارقتها لأبدانها، وخلاصها من سجن الدنيا وضيقه.

      قال الله تعالى:
      {
      فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنت نعيم}
      [الواقعة: 89،88].

      ويكفي طيب هذه الحياة في مفارقة الرفيق المؤذي إلى الرفيق الأعلى،

      الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، في جوار الرب الرحمن الرحيم.


      ولو لم يكن في الموت من الخير إلا أنه باب الدخول إلى هذه الحياة لكفى به تحفة للمؤمن.


      وعن طيب هذه الحياة ولذتها قال النبي صلى الله عليه وسلم:

      (
      مامن نفس تموت-لها عند الله خير-يسرها أن ترجع للدنيا ومافيها، إلا الشهيد فإنه يتمنى الرجوع إلى الدنيا لما يرى من كرامة الله
      ).

      يعني ليقتل فيه مرة أخرى.


      مدارج السالكين
      ج5(3471،3458)
      • القرآن جنتي
    • المعرفة


      قال الله تعالى: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} [المائدة:83].

      المعرفة: إحاطة بعين الشيء كما هو.




      الفرق بين المعرفة والعلم







      المعرفة:







      كقوله تعالى: {مما عرفوا من الحق}.








      العلم



      : أكثر وأوسع إطلاقا، كقوله تعالى:



      {فاعلم أنه لا إله إلا الله} [محمد: 19].








      ورد لفظ العلم في القرآن أكثر من المعرفة.







      اختار الله سبحانه لنفسه اسم عالم وعليم وعلام ويعلم، وأخبر أن له علما، دون لفظ المعرفة.






      ومعلوم أن الذي يختاره الله تعالى لنفسه أكمل.
      المعرفة تتعلق بذات الشيء، والعلم يتعلق بأحواله.
      جاء الأمر في القرآن بالعلم دون المعرفة، كقوله تعالى:




      {فاعلم أنه لا إله إلا الله}



      .




      من آثار المعرفة







      1. حصول الهيبة من الله عز وجل، فمن ازدادت معرفته ازدادت هيبته.

      2. المعرفة توجب السكون، فمن زادت معرفته ازدادت سكينته.

      3. أنس القلب بالله.

      4. الخوف من الله عزوجل.






      مدارج السالكين
      ج5(3613،3588)
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().

    • الرسل والقواعد الثلاث


      جميع الرسل أرسلوا بثلاث قواعد:

      1. تعريف الرب المدعو إليه بأسمائه وصفاته وأفعاله تعريفا مفصلا.

      2. تعريفهم بالطريق الموصل إليه. وهو صراطه المستقيم، المتمثل بامتثال أمره، واجتناب نهيه، والإيمان بوعده ووعيده.

      3. تعريف الحال بعد الوصول، وهو ما تضمنه اليوم الآخر من الجنة والنار وما قبل ذلك من الحساب، والحوض والميزان والصراط.

      الجهمية والمعطلة قعدت على رأس القاعدة الأولى، فحالوا بين القلوب وبين معرفتها، فسموا إثبات الصفات، وعلوه فوق خلقه، واستواءه على عرشه؛ تشبيها وتجسيما وحشوا.

      وأهل الآراء الفاسدة قعدوا على رأس القاعدة الثانية، فحالوا بين القلوب وبين الوصول لنبيها،
      وما كان عليه هو وأصحابه، ورغبوا عما اختاروه لأنفسهم.

      وقعد أصحاب الشهوات على رأس القاعدة الثالثة، فقعدوا على رأس طريق المعاد، والاستعداد للجنة ولقاء الله.

      فقالوا اليوم خمر وغدا أمر، اليوم لك ولاتدري غدا لك أو عليك؟
      وقالوا: لانبيع ذرة منقودة، بدرة موعودة.
      وقالوا للناس: خلوا لنا الدنيا، ونحن قد خلينا لكم الآخرة.

      مدارج السالكين
      ج5(3623،3621)
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().

    • التوحيد

      قال الله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم} [آل عمران:18].

      التوحيد: تنزيه الله عز وجل عن الشريك، وتقديسه عن الحدث.

      1. التوحيد أول دعوة الرسل.

      قال تعالى: {
      ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل:36].

      2. التوحيد مفتاح الدعوة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-عندما بعثه إلى اليمن:
      (
      إنك تأتي قوما أهل كتاب، فليكن أول ماتدعوا إليه عبادة الله وحده....).

      3. وهو أول واجب يجب على المكلف.

      4. وهو أول ما يدخل في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا.


      قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
      فهو أول واجب وآخر واجب.


      مدارج السالكين
      ج5(3815،3814)
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().

    • إفراد التوحيد


      وهو نوعان:
      1. إفراد الاعتقاد والخبر.

      وهو نوعان أيضا:
      أحدهما: إثبات مباينة الرب تعالى للمخلوقات، وعلوه فوق عرشه من فوق سبع سماوات.

      والثاني: إفراده سبحانه بصفات كماله، وإثباتها له على وجه التفصيل،
      كما أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسله، منزهة عن التعطيل والتحريف والتمثيل والتكييف.


      تثبت له سبحانه حقائق الأسماء والصفات.
      وتنفي عنه مماثلة المخلوقات، بلا تمثيل.

      وتنزيهه بلا تحريف ولا تعطيل {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى:11].

      ويكون إفراده سبحانه بعموم قضائه وقدره لجميع المخلوقات، وأنها واقعة بمشيئته وقدرته وعلمه وحكمته.

      2. إفراده سبحانه بالعبادة من: تأله، وخوف، وحب ورجاء، وتعظيم، والإنابة والتوكل، والاستعانة، وابتغاء الوسيلة إليه.

      مدارج السالكين
      ج5(3820،3819)
      • القرآن جنتي

      تم تحرير الموضوع 1 مرة, آخر مرة بواسطة روؤيا ().