تحدثنا في حلقات سابقات عن الاضطرابات الجنسية النفسية، وربما كان هناك بعض التحفظ على تلك المقالات، وهناك نتحدث بصورة أخرى عن المشاكل الجنسية التي لاتصل إلى حد الاضطرابات وإن كان هناك تداخل بين بعض هذه المشاكل والاضطرابات ولكن اعتقد أنه ليس هناك ضرر في أن نتكلم عن هذا الموضوع بصورة علمية. اقول ذلك لأن هناك كثيراً من الاسئلة التي تصلني بصورة مستمرة عن مواضيع متعددة في المشاكل الجنسية النفسية وكذلك الاضطرابات الجنسية. أرجو أن تكون هذه المقالات بها بعض من الاجابة على الاسئلة الكثيرة التي تصلني عبر الرسائل في جريدة الرياض.
ما حجم المشاكل الجنسية في المجتمعات؟:
الإجابة على هذا السؤال قد تحتمل عدة إجابات حسب المجتمع الذي تجرى به الدراسة، فالمشاكل الجنسية النفسية في السويد أو النرويج مثلاً تختلف عن بلد مثل السعودية او اليمن او السودان أو بلاد عربية واسلامية كثيرة. قد تكون النسبة ليست ذاه فروق بعيدة ولكن طبيعة المجتمع والنظرة الجنسية الاجتماعية تختلف اختلافاً كبيراً، كما أن الحرية والطريقة التي يعبر بها الشخص عن مشاكله الجنسية تأخذ بعداً متبايناً في كل مجتمع.
كثير من الناس يتساءلون عن هل هذه المشاكل الجنسية النفسية حديثة مع المدنية و الرفاهية التي يعيشها الانسان أم انها قديمة ذات جذور ضاربة في القدم؟
هناك دراسة لعالمين هما برود جرين نشرت عام 1980(Broude & Green.1980)، فقد قاما بتحليل المشاكل الجنسية في 50مجتماً قبل الثورة الصناعية، فوجدا أن هناك مشاكل جنسية كثيرة في تلك المجتمعات كان أهمها الخوف والقلق من العنة وكذلك وجدا أن هناك مشاكل جنسية ذات علاقة بالسحر تصل نسبتها إلى 80% في تلك المجتمعات. إن النسبة العالية لتفشي المشاكل الجنسية والتي يعتقد الناس إن لها علاقة بالسحر يعكس الجو والثقافة العامة التي كانت تسود تلك المجتمعات التي كانت تؤمن بالخرافة والسحر مما جعل السحرة يلعبون دوراً كبيراً في حياة الناس، فهم الذين يسببون المشاكل الجنسية وفي الوقت هم الذين يعالجون هذه المشاكل الجنسية. ويفسر العالمان أن تلك المشاكل التي كانت تنسب للسحر إنما في حقيقة الامر هي مشاكل نفسية. وهذا الامر لايزال قائماً في بعض الثقافات العربية، حيث يتم الخلط بين المشاكل النفسية الجنسية وبين السحر والشعوذة. ففي بعض المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج هناك أفكار بأن بعض الاشخاص لديهم القدرة على منع الرجل من ممارسة الجنس مع زوجته ليلة الزفان (ليلة الدخلة) بل أن بعض العائلات تخشى من هذا العمل، وتقيم حراسات ليلة عقد القران (المَلكة أ
و كتب الكتاب حسب التسمية في كل مجتمع). وعندما كنت في مراحل الدراسة المتوسطة والثانوية كنت أحضر بعض المرات حفلات عقد قران، وعندما رأيت بعض الرجال يتوزعون حول المنزل الذي به عقد القران، تساءلت بحسن نية عن السبب في هذه العملية الأمنية..! فكان الجواب حاضراً: ألاتعرف.. فربما قام اشخاص معنيون بعملية (ربط) للعريس..!! فتساءلت وكان لدي معلومات مشوشة عن هذا الموضوع: ماالذي تعنون بالربط؟ فتبسم الجميع وتطوع أحد الخبراء لشرح هذا الأمر لي والذي مفاده أن هناك بعض الاشخاص الذين لديهم قدرات معينة يستطيعون بأعمال خاصة أن يربطوا العريس، فلا يستطيع أن يضاجع زوجته ليلة الزفاف، وأنه يصبح مثلها، فيصاب بالعنة معها، ولكن مع أي امرأة أخرى فإنه يستطيع القيام بالعملية الجنسية كاملة. والحقيقة رغم مرور السنوات لازال هذا الموضوع يثير التساؤلات لدي.. مامعنى هذا الكلام؟! ومع مرور الوقت تكونت لدي فكرة بأن موضوع الربط هذا ما هو إلا نوع من أنواع المشاكل النفسية، وترسخ لدي هذا الاعتقاد مع مرور الزمن، ومقابلة اشخاص يعانون من هذه المشكلة. كان كثير من الذين يعانون من الربط في الليلة الاولى، عادة مايكونون من الاشخاص شديدي القلق، وربما يعانون من مشاك
ل شخصية داخلية، وكذلك تنقصهم الخبرة الجنسية، ومعلوماتهم الجنسية ضئيلة إن لم تكن معدومة، وحتى تلك المعلومات اكثرها مستقى من مصادر مشبوهة، تتصدر هذه المعلومات تأثير السحر على الجنس، وقدرة الارواح والجن على تعطيل الشخص في أمور كثيرة من حياته، وأهمها أنها تستطيع منعه من ممارسة الجنس مع زوجته ليلة الزفاف.
نفسي شائع
كنت أفسر مايعرف بالربط في الليلة الاولى من الزواج بأنه، شيء نفسي شائع، خصوصاً في مجتمع لايرى الزوج زوجته إلا ليلة الزفاف وبالتالي فإن الزوج يكون قمة القلق والذي يمنع الزوج من الانتصاب، لاسيما اذا كان في مخيلته بأنه ربما يكون (مربوطا). في ليلة الزفاف (ليلة الدخلة) كثيراً مايفشل الزوج في إتمام العملية الجنسية، وربما يكون هذا أمرا طبيعيا نتيجة القلق الشديد لدى الزوج عديم الخبرة في الامور الجنسية، وربما كان مخيلته قصص مختلقة عن ليلة الزفاف سمعها من أصدقائه الذين ربما تكون ثقافتهم الجنسية ليست بأفضل منه. ففي بعض الثقافات (هذا الأمر كان قبل عقود ولكن ربما مازال موجوداً حتى الآن في بعض المناطق، ولكن بصورة أقل كثيراً) كان يجب على الزوج أن يدخل بزوجته في الليلة الاولى، وكانت الفتاة (العروس) تمانع في ذلك خوفاً (وهذا كثير الحدوث، حتى في الوقت الحاضر) من العملية الجنسية أو ربما حتى لاتتهم بأنها سهلة الانقياد.. وهذا أمر غاية في الغرابة سمعته من بعض اشخاص في بعض مناطق المملكة..!! الحل الوحيد الذي يستطيع أن يبرر به الزوج عدم قدرته على الانتصاب و إكمال العملية الجنسية مع زوجته البكر هو أنه تعرض لعملية سحر وهو الربط.. ويمكن إ
لصاق التهمة بأي شخص تدور حوله الشبهات في هذه الامور خاصة في القرى والمجتمعات الصغيرة التي تجد في مثل هذه الاحاديث والمواقف مجالاً خصباً لأحاديث السمر ومجالس النساء التي تئن تحت وطأة الفراغ الفكري والثقافي في تلك المجتمعات مما جعلها تلجأ إلى خلق جو من الإثارة في مثل تلك الاحاديث الجنسية المختلطة بالسحر و الشعوذة وربما أعراض الآخرين..!!
واذا كانت المجتمعات الاوروبية قبل عهد الثورة الصناعية قد انشغلت بمواضيع السحر وتأثير السحر والسحرة على الجنس وخلق المشاكل الجنسية بين اكثر من 80% من أفراد المجتمع في تلك العصور حسب دراسة برود وجرين التي نشرت عام 1980(Broude & Green.1980) في كتاب (Cross-Cultural Samples and codes) صدر عن منشورات جامعة بتسبرج (University of pittsburgh press) الامريكية، فإن هذا الامر قد تضاءل وربما انتهى من الحياة الاوربية نتيجة التغيرات التي رافقت الثورة الصناعية العظيمة التي قامت في أوربا وغيرت الحياة الاوربية في شتى مناحيها. ولكن لازال حتى الآن بعض المجتمعات الاوربية التي توجد بها مثل هذه الافكار، خاصةً في المجتمعات القروية الصغيرة في دول اوربا الجنوبية المطلة على البحر الابيض المتوسط.
في العصر الحديث
بالنسبة لمدى انتشار المشاكل الجنسية في العصور الحديثة، فإنه من الصعوبة التحديد بدقة مدى انتشار هذه المشاكل حتى في أكثر المجتمعات المتحررة جنسياً كما أوضح الدكتور جون بانكروفت، مدير معهد كيتري للدراسات الجنسية في الولايات المتحدة الامريكية، في كتابi الجنس عند الانسان.
يقول كيتري في دراسته عن انتشار المشاكل الجنسية عند الانسان بأن هناك حوالي 1.6% من الرجال يشكون من فقدان الانتصاب تماماً، وترتفع هذه النسبة إلى 27% عند سن السبعين عند الرجال، بينما يشكو حوالي 35% من الرجال من فقدان الانتصاب لفترات متقطعة. حوالي 6% من الرجال شكوا من سرعة القذف كمشكلة اساسية لديهم.
ويقول كيتري بأن اهتمام الرجال بالجنس يقل مع التقدم في العمر وفي الوقت ذاته تزاداد الرغبة الجنسية لدى المرأة مما يسبب مشاكل زوجية..!! وهذا الاستنتاج ذكره عدد الباحثين في مجال الدراسات الجنسية النفسية وكذلك العاملين في مجال العلاج العائلي. وذكر كيتري في دراساته بأن اكثر المشاكل الجنسية التي تواجه المرأة هي عدم القدرة على بلوغ هزة الجماع (لاورجازم)، وذكر كيتري بأن قدرة المرأة على الحصول على اللذة في الجماع يتناسب طردياً مع العمر، فكلما تقدم العمر بالمرأة اصبحت اكثر قدرة على الاستمتاع بالجنس والقدرة على بلوغ هزة الجماع (الاورجازم)، خاصةً في منتصف الثلاثنيات من العمر وما بعد ذلك العمر، وحسب ماذكر كيتري بأن حوالي 90% من النساء بعد سن الثلاثين يبلغن الاورجازم عند ممارسة الجنس مقارنة بأقل من 50% في سن العشرينيات (هذه الدراسات كانت في الولايات المتحدة الامريكية).
في المجتمعات الشرقية، وخاصةً في الدول العربية والاسلامية هناك حرج شديد في مناقشة هذه الامور، وكثير من الرجال و"النساء بشكل اكبر" يحجمون عن التحدث بمشاكلهم الجنسية، ويعتقدون بأن هذا الأمر خاص جداً، ولايذهبن إلى عيادات للتحدث عن مثل هذه المواضيع الهامة في حياتهن، وكذلك كثير من الرجال لايذهبون إلى العيادات أو الاطباء للتحدث عن مشاكلهم الجنسية، حيث هناك كثير من المحاذير الاجتماعية التي تمنع الرجال من الذهاب إلى العيادات المتخصصة الا في اضيق الحدود، ويفضل الرجال الذهاب إلى الخارج لعرض انفسهم. النساء أكثر حرجاً في مناقشة هذه المشاكل، وغالباً لايذهبن إلى العيادات حتى وإن كان المعالج طبيبة وليس طبيب..!
التقاليد الاجتماعية المتعلقة بالحديث عن الجنس بصورة علمية بدأت الآن في تفهم هذا الامر وإن كان ثمة قطاع كبير من المجتمعات العربية والاسلامية تتحفظ بصورة كبيرة على هذا الامر، ويعتبرونه أمراً شبه محرم التطرق لمثل هذه الامور.
ربما يكون الرأي السلبي الذي يحمله بعض الناس في مجتمعاتنا عائداً إلى بعض البرامج التلفزيونية التي ناقشت هذه المواضيع بصورة غير علمية وبنوع من الابتذال وتجاوز حدود المقبول في هذه المجتمعات. ولكن هناك برامج جادة في وسائل الاعلام، سواء التلفزيون أو الاذاعة أو الوسائل الاعلامية المقروءة ابتعدت عن الابتذال في مناقشة هذه المواضيع، وحظيت ببعض التشجيع والقبول وإن كان البعض تحفظ على طرح مثل هذه المواضيع بأي صورة كانت.
غير دقيق
المشاكل الجنسية ومدى انتشارها في المجتمعات الغربية غير دقيق حسب أكثر الدراسات جدية ومصداقية، ولكن هناك صورة تقترب من الواقع ولو عن بعد، وذلك لأن مثل هذه المشاكل اصبح هناك تقبل لعرضها، وكذلك تفهم الاطراف المشتركة في القضايا الجنسية، خصوصا الازواج، اذ تتسبب المشاكل الجنسية في كثير من المشاكل الزوجية، خاصةً عندما تكون الزوجة تعاني من صعوبة في ممارسة الجنس وبالتالي تقود إلى بعض المشاكل العائلية والزوجية التي قد تعرض الزواج إلى هزات عنيفة، لذلك هناك معالجون للمشاكل الزوجية لديهم الخبرة بالمشاكل الجنسية وكذلك اطباء العائلة الذين يتعاطون بشكل كبير مع مثل هذه المشاكل، واذا تعذر عليهم حل هذه المشاكل (وهذا يحدث في حالات قليلة، إذ إن أكثر الاطباء المتخصصين في طب الاسرة والمجتمع لديهم مهارات وقدرات جيدة على التعامل مع المشاكل الجنسية، وبالتالي مساعدة الزوجين على التغلب على هذه المشاكل). اذا تعذر على الطبيب المتخصص في طب الاسرة والمجتمع أو الشخص المتخصص في العلاج العائلي فإنه عندئد يقوم بتحويل الحالات إلى العيادات المتخصصة في العلاج، سواء كانت عيادات أمراض النساء والتوليد او عيادات المسالك البولية والعيادات النفسية المتخص
صة في المشاكل النفسية الجنسية.
ما حجم المشاكل الجنسية في المجتمعات؟:
الإجابة على هذا السؤال قد تحتمل عدة إجابات حسب المجتمع الذي تجرى به الدراسة، فالمشاكل الجنسية النفسية في السويد أو النرويج مثلاً تختلف عن بلد مثل السعودية او اليمن او السودان أو بلاد عربية واسلامية كثيرة. قد تكون النسبة ليست ذاه فروق بعيدة ولكن طبيعة المجتمع والنظرة الجنسية الاجتماعية تختلف اختلافاً كبيراً، كما أن الحرية والطريقة التي يعبر بها الشخص عن مشاكله الجنسية تأخذ بعداً متبايناً في كل مجتمع.
كثير من الناس يتساءلون عن هل هذه المشاكل الجنسية النفسية حديثة مع المدنية و الرفاهية التي يعيشها الانسان أم انها قديمة ذات جذور ضاربة في القدم؟
هناك دراسة لعالمين هما برود جرين نشرت عام 1980(Broude & Green.1980)، فقد قاما بتحليل المشاكل الجنسية في 50مجتماً قبل الثورة الصناعية، فوجدا أن هناك مشاكل جنسية كثيرة في تلك المجتمعات كان أهمها الخوف والقلق من العنة وكذلك وجدا أن هناك مشاكل جنسية ذات علاقة بالسحر تصل نسبتها إلى 80% في تلك المجتمعات. إن النسبة العالية لتفشي المشاكل الجنسية والتي يعتقد الناس إن لها علاقة بالسحر يعكس الجو والثقافة العامة التي كانت تسود تلك المجتمعات التي كانت تؤمن بالخرافة والسحر مما جعل السحرة يلعبون دوراً كبيراً في حياة الناس، فهم الذين يسببون المشاكل الجنسية وفي الوقت هم الذين يعالجون هذه المشاكل الجنسية. ويفسر العالمان أن تلك المشاكل التي كانت تنسب للسحر إنما في حقيقة الامر هي مشاكل نفسية. وهذا الامر لايزال قائماً في بعض الثقافات العربية، حيث يتم الخلط بين المشاكل النفسية الجنسية وبين السحر والشعوذة. ففي بعض المجتمعات العربية من المحيط إلى الخليج هناك أفكار بأن بعض الاشخاص لديهم القدرة على منع الرجل من ممارسة الجنس مع زوجته ليلة الزفان (ليلة الدخلة) بل أن بعض العائلات تخشى من هذا العمل، وتقيم حراسات ليلة عقد القران (المَلكة أ
و كتب الكتاب حسب التسمية في كل مجتمع). وعندما كنت في مراحل الدراسة المتوسطة والثانوية كنت أحضر بعض المرات حفلات عقد قران، وعندما رأيت بعض الرجال يتوزعون حول المنزل الذي به عقد القران، تساءلت بحسن نية عن السبب في هذه العملية الأمنية..! فكان الجواب حاضراً: ألاتعرف.. فربما قام اشخاص معنيون بعملية (ربط) للعريس..!! فتساءلت وكان لدي معلومات مشوشة عن هذا الموضوع: ماالذي تعنون بالربط؟ فتبسم الجميع وتطوع أحد الخبراء لشرح هذا الأمر لي والذي مفاده أن هناك بعض الاشخاص الذين لديهم قدرات معينة يستطيعون بأعمال خاصة أن يربطوا العريس، فلا يستطيع أن يضاجع زوجته ليلة الزفاف، وأنه يصبح مثلها، فيصاب بالعنة معها، ولكن مع أي امرأة أخرى فإنه يستطيع القيام بالعملية الجنسية كاملة. والحقيقة رغم مرور السنوات لازال هذا الموضوع يثير التساؤلات لدي.. مامعنى هذا الكلام؟! ومع مرور الوقت تكونت لدي فكرة بأن موضوع الربط هذا ما هو إلا نوع من أنواع المشاكل النفسية، وترسخ لدي هذا الاعتقاد مع مرور الزمن، ومقابلة اشخاص يعانون من هذه المشكلة. كان كثير من الذين يعانون من الربط في الليلة الاولى، عادة مايكونون من الاشخاص شديدي القلق، وربما يعانون من مشاك
ل شخصية داخلية، وكذلك تنقصهم الخبرة الجنسية، ومعلوماتهم الجنسية ضئيلة إن لم تكن معدومة، وحتى تلك المعلومات اكثرها مستقى من مصادر مشبوهة، تتصدر هذه المعلومات تأثير السحر على الجنس، وقدرة الارواح والجن على تعطيل الشخص في أمور كثيرة من حياته، وأهمها أنها تستطيع منعه من ممارسة الجنس مع زوجته ليلة الزفاف.
نفسي شائع
كنت أفسر مايعرف بالربط في الليلة الاولى من الزواج بأنه، شيء نفسي شائع، خصوصاً في مجتمع لايرى الزوج زوجته إلا ليلة الزفاف وبالتالي فإن الزوج يكون قمة القلق والذي يمنع الزوج من الانتصاب، لاسيما اذا كان في مخيلته بأنه ربما يكون (مربوطا). في ليلة الزفاف (ليلة الدخلة) كثيراً مايفشل الزوج في إتمام العملية الجنسية، وربما يكون هذا أمرا طبيعيا نتيجة القلق الشديد لدى الزوج عديم الخبرة في الامور الجنسية، وربما كان مخيلته قصص مختلقة عن ليلة الزفاف سمعها من أصدقائه الذين ربما تكون ثقافتهم الجنسية ليست بأفضل منه. ففي بعض الثقافات (هذا الأمر كان قبل عقود ولكن ربما مازال موجوداً حتى الآن في بعض المناطق، ولكن بصورة أقل كثيراً) كان يجب على الزوج أن يدخل بزوجته في الليلة الاولى، وكانت الفتاة (العروس) تمانع في ذلك خوفاً (وهذا كثير الحدوث، حتى في الوقت الحاضر) من العملية الجنسية أو ربما حتى لاتتهم بأنها سهلة الانقياد.. وهذا أمر غاية في الغرابة سمعته من بعض اشخاص في بعض مناطق المملكة..!! الحل الوحيد الذي يستطيع أن يبرر به الزوج عدم قدرته على الانتصاب و إكمال العملية الجنسية مع زوجته البكر هو أنه تعرض لعملية سحر وهو الربط.. ويمكن إ
لصاق التهمة بأي شخص تدور حوله الشبهات في هذه الامور خاصة في القرى والمجتمعات الصغيرة التي تجد في مثل هذه الاحاديث والمواقف مجالاً خصباً لأحاديث السمر ومجالس النساء التي تئن تحت وطأة الفراغ الفكري والثقافي في تلك المجتمعات مما جعلها تلجأ إلى خلق جو من الإثارة في مثل تلك الاحاديث الجنسية المختلطة بالسحر و الشعوذة وربما أعراض الآخرين..!!
واذا كانت المجتمعات الاوروبية قبل عهد الثورة الصناعية قد انشغلت بمواضيع السحر وتأثير السحر والسحرة على الجنس وخلق المشاكل الجنسية بين اكثر من 80% من أفراد المجتمع في تلك العصور حسب دراسة برود وجرين التي نشرت عام 1980(Broude & Green.1980) في كتاب (Cross-Cultural Samples and codes) صدر عن منشورات جامعة بتسبرج (University of pittsburgh press) الامريكية، فإن هذا الامر قد تضاءل وربما انتهى من الحياة الاوربية نتيجة التغيرات التي رافقت الثورة الصناعية العظيمة التي قامت في أوربا وغيرت الحياة الاوربية في شتى مناحيها. ولكن لازال حتى الآن بعض المجتمعات الاوربية التي توجد بها مثل هذه الافكار، خاصةً في المجتمعات القروية الصغيرة في دول اوربا الجنوبية المطلة على البحر الابيض المتوسط.
في العصر الحديث
بالنسبة لمدى انتشار المشاكل الجنسية في العصور الحديثة، فإنه من الصعوبة التحديد بدقة مدى انتشار هذه المشاكل حتى في أكثر المجتمعات المتحررة جنسياً كما أوضح الدكتور جون بانكروفت، مدير معهد كيتري للدراسات الجنسية في الولايات المتحدة الامريكية، في كتابi الجنس عند الانسان.
يقول كيتري في دراسته عن انتشار المشاكل الجنسية عند الانسان بأن هناك حوالي 1.6% من الرجال يشكون من فقدان الانتصاب تماماً، وترتفع هذه النسبة إلى 27% عند سن السبعين عند الرجال، بينما يشكو حوالي 35% من الرجال من فقدان الانتصاب لفترات متقطعة. حوالي 6% من الرجال شكوا من سرعة القذف كمشكلة اساسية لديهم.
ويقول كيتري بأن اهتمام الرجال بالجنس يقل مع التقدم في العمر وفي الوقت ذاته تزاداد الرغبة الجنسية لدى المرأة مما يسبب مشاكل زوجية..!! وهذا الاستنتاج ذكره عدد الباحثين في مجال الدراسات الجنسية النفسية وكذلك العاملين في مجال العلاج العائلي. وذكر كيتري في دراساته بأن اكثر المشاكل الجنسية التي تواجه المرأة هي عدم القدرة على بلوغ هزة الجماع (لاورجازم)، وذكر كيتري بأن قدرة المرأة على الحصول على اللذة في الجماع يتناسب طردياً مع العمر، فكلما تقدم العمر بالمرأة اصبحت اكثر قدرة على الاستمتاع بالجنس والقدرة على بلوغ هزة الجماع (الاورجازم)، خاصةً في منتصف الثلاثنيات من العمر وما بعد ذلك العمر، وحسب ماذكر كيتري بأن حوالي 90% من النساء بعد سن الثلاثين يبلغن الاورجازم عند ممارسة الجنس مقارنة بأقل من 50% في سن العشرينيات (هذه الدراسات كانت في الولايات المتحدة الامريكية).
في المجتمعات الشرقية، وخاصةً في الدول العربية والاسلامية هناك حرج شديد في مناقشة هذه الامور، وكثير من الرجال و"النساء بشكل اكبر" يحجمون عن التحدث بمشاكلهم الجنسية، ويعتقدون بأن هذا الأمر خاص جداً، ولايذهبن إلى عيادات للتحدث عن مثل هذه المواضيع الهامة في حياتهن، وكذلك كثير من الرجال لايذهبون إلى العيادات أو الاطباء للتحدث عن مشاكلهم الجنسية، حيث هناك كثير من المحاذير الاجتماعية التي تمنع الرجال من الذهاب إلى العيادات المتخصصة الا في اضيق الحدود، ويفضل الرجال الذهاب إلى الخارج لعرض انفسهم. النساء أكثر حرجاً في مناقشة هذه المشاكل، وغالباً لايذهبن إلى العيادات حتى وإن كان المعالج طبيبة وليس طبيب..!
التقاليد الاجتماعية المتعلقة بالحديث عن الجنس بصورة علمية بدأت الآن في تفهم هذا الامر وإن كان ثمة قطاع كبير من المجتمعات العربية والاسلامية تتحفظ بصورة كبيرة على هذا الامر، ويعتبرونه أمراً شبه محرم التطرق لمثل هذه الامور.
ربما يكون الرأي السلبي الذي يحمله بعض الناس في مجتمعاتنا عائداً إلى بعض البرامج التلفزيونية التي ناقشت هذه المواضيع بصورة غير علمية وبنوع من الابتذال وتجاوز حدود المقبول في هذه المجتمعات. ولكن هناك برامج جادة في وسائل الاعلام، سواء التلفزيون أو الاذاعة أو الوسائل الاعلامية المقروءة ابتعدت عن الابتذال في مناقشة هذه المواضيع، وحظيت ببعض التشجيع والقبول وإن كان البعض تحفظ على طرح مثل هذه المواضيع بأي صورة كانت.
غير دقيق
المشاكل الجنسية ومدى انتشارها في المجتمعات الغربية غير دقيق حسب أكثر الدراسات جدية ومصداقية، ولكن هناك صورة تقترب من الواقع ولو عن بعد، وذلك لأن مثل هذه المشاكل اصبح هناك تقبل لعرضها، وكذلك تفهم الاطراف المشتركة في القضايا الجنسية، خصوصا الازواج، اذ تتسبب المشاكل الجنسية في كثير من المشاكل الزوجية، خاصةً عندما تكون الزوجة تعاني من صعوبة في ممارسة الجنس وبالتالي تقود إلى بعض المشاكل العائلية والزوجية التي قد تعرض الزواج إلى هزات عنيفة، لذلك هناك معالجون للمشاكل الزوجية لديهم الخبرة بالمشاكل الجنسية وكذلك اطباء العائلة الذين يتعاطون بشكل كبير مع مثل هذه المشاكل، واذا تعذر عليهم حل هذه المشاكل (وهذا يحدث في حالات قليلة، إذ إن أكثر الاطباء المتخصصين في طب الاسرة والمجتمع لديهم مهارات وقدرات جيدة على التعامل مع المشاكل الجنسية، وبالتالي مساعدة الزوجين على التغلب على هذه المشاكل). اذا تعذر على الطبيب المتخصص في طب الاسرة والمجتمع أو الشخص المتخصص في العلاج العائلي فإنه عندئد يقوم بتحويل الحالات إلى العيادات المتخصصة في العلاج، سواء كانت عيادات أمراض النساء والتوليد او عيادات المسالك البولية والعيادات النفسية المتخص
صة في المشاكل النفسية الجنسية.