كثيرا ما نرى أناس تدفع اموالا لشراء باقات الورد الطبيعي لتقدمها لكل عزيزا لديهم ، وذلك كما هو سائد اعتقاده لديهم ليعبروا عن حبهم وتقديرهم أو ليعتذروا عن أخطائهم ،،فاصبح عند بعضهم هوس بحب الورد الطبيعي واقتنائه,,ورمزوا لكل لون عن مشاعر معينه ،فربطوا ألوانه بالحب والرومنسيه والصداقة والإخاء والإعتذار ....وغيره.
ولكن هل أخذنا يوما هذا الموضوع بمحمل الجد ومنحناه من تفكيرنا لنضعه على ميزان المنطق؟؟؟؟
كيف بدأت حكاية الورد ترافق مشاعرنا في شتى حياتنا ؟؟
هل يا ترى هي اسطورة ناجحة من نسج الخيال حبكها المسوقين لباعة الورد!!!!! فصدقناهم لأن الورد شيء جميل يروق للعين رويته وتبهج النفس ألوانه!!!! فانجرفنا خلفهم لانبالي كم ندفع لشراء الورد لنعبر عن مشاعرنا الصادقة!!!
أُهنئ المروجين لبوتكيكات الورد على النجاح الذي حققوه في مشوار هم التسويقي الناجح ، فاستطاعوا أن يروجوا لمشاعر الناس بألوان الورد االزاهية حتى يكسبوا زبائنهم الكرام. فمن شاهد مسلسل شامي قد سمع عبارة (لك طيب خاطير حبيبتك بورده حمراء) او ما شابهه من العبارات.
ايقن كل اليقين بأن حب الطبيعه والحدائق الخضراء والبساتين الغناء والورود الطبيعيه وغيره فطرة في النفس البشرية ، ولذلك جأت كرامة المسلمين جنات النعيم ذات طبيعيه لا تدركها العقول ، ومن منا لم يتمنى أن يمتلك حدائق بورود متناسقة الألوان امام بيته!
ولكن ...
لا أرى في الورد تعبيرا عن مشاعرنا ، ولا أدري ان يتفق معي أحد بالرأي ولكن أيقن بأن هناك جموع تصادمني بالرأي لتثبت عكس ما أقول ولكن هل لوردة حمراء أن تعبر عن حبا لمدة ثلاثون سنة أو أكثر ، أو تعبر عن الصداقه بوافاءها وصدق مشاعرها ، هيهات هيهات لذلك ، فالوفاء لا تعبر عنه وردة تذبل في غضون أسبوعا واحد ، وكيف لها أن تعبر عن حبا خالصا وهي تذبل وتتتساقط اوراقها ويجف غصنها ، فكنها تحكي قصة جميلة سرعان ما تذبل وتنتهي إلى مزبلة المطبخ أو طرقات الحاره !!!!
وكذلك لا أرى في شراء الورد إلا مضيعة وتبذير للمال وإسراف في استخدامه ، فالمبذرين هم أخوان الشياطين والله لا يحب المسرفين ، فكيف لا يكون تبذير واسراف وكنك ترمي بمالك في حاويات القمامة ، فما الورد إلا سرعان مايذبل فيرمى في أقرب مزبلة بجاور المنزل ، فمن باب أولى ان ينفق في سبيل الله لناس أحوج منه في ذلك يباتون جوعى ويقتاتون روقتهم من حاويات القمامه.
وأني لا أجد في سير من قبلنا من اصحاب النفوس المطمئنه بالقرب من ربها انفقوا اموالهم لشراء الورد ليتهادوا به بينهم، فما الرسول صل الله عليه وسلم واصحابه ومن تبعه إلا قدوة لنا في ذلك ، قد يقول البعض انه ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام قوله: (تهادوا تحابوا)، ولكن تهادوا بما يرضي ربنا سبحانة وتعالى ورسوله صل الله علية وسلم.
هذا وارجوا أن يتفضل كلا برأية لتعقيب على الموضوع فهل يا ترى للورد أن يعبر عن مشاعرنا؟؟؟؟!!! وهل شراءه مضيعة للمال يحاسب علية الشخص؟؟؟؟