
ما أمة على الأرض أشد رياءا وجبنا ونفاقا وشحا وجهلا ودناوة وغدرا وقلة مروءة، ممن يقطنون بأكناف الخليج الفارسي، فرسا أو أعرابا. ولا أقول عربا. حاشى لأشرف الأمم العرب أن تكون تلك صفاتها.
الجبن والرياء والمباهاة صفات فطرية يولدون عليها، ولايكتمل الانسان عندهم إلا بها، ومن خبرهم ينبيك عنهم الأعاجيب، وإياك أن تعاملهم بإحترام ولين فيستضعفوك ويأكلوك لحما وعرضا، ويستعدون عليك الأجنبي إن هم عجزوا عن ذلك!
الغدر عندهم إلا قليلا منهم، مكرمة المكارم، والأمر لايقتصر على من رمتهم الضروف من الضعفاء للارتزاق ببلادهم، لا فيما بينهم أعظم، وكلما كانت صلة رحم من غدروا به أقرب، كانت مكانة الغادر عندهم أعظم!
ولذا بات من مؤهلات ولاتهم الأساسية أن يغدر الحاكم منهم بأشد الناس قربا به، من أب أو أخ أو إبن عمومة. هذه عادة مقدسة عندهم، لايحيدون عنها، ومن يفهمها لن يدهشه أبدا تآمرهم وغدرهم بالعراق!
ويل أم ضعيف لاسند له قطن أرضهم، ولم يوقع على صك العبودية والرق طوعا، وغفل عن التسبيح بحمدهم لحظة من نهار، هناك يتهم بالجحود ونكران الجميل وعض الأيادي البيضاء عليه. هم لايرون أن للعمل أجرة مستحقة، لامجال فيها للشكر والامتنان، بل حق مفروض! لا هم يرون أن سماحهم لعربي للعمل بأرضهم غاية الكرم والأريحية، ولا ينظرون كيف معاملتهم إياه؟ ويعجبون ويلطمون الخدود ويعضون الأنامل المخضبة أنهم لم يستوردوا بدلا منه هنديا!
الكويت مثلا أصدق مثال وأفصحه على هذا الحال، عمل عندهم الأخوة الفلسطينيون عقودا طويلة، تبادل فيها الطرفان المنافع، هذا يعمل ويكدح ويعلم، والآخر يدفع كما هي العادة بين كل الأمم، وبعضهم يدونها علاقة عبودية خالصة، لا علاقة عمل أو إستضافة.
غزا الرئيس العراقي بلادهم، فهربوا هم حكومة والقادرون منهم، ومعظم غير الكويتين من عرب وأجانب ممن لهم بلاد تستقبلهم، إلا التعساء من أهل فلسطين المقمين هناك من عقود طويلة، من حملة وثائق سفر من بلاد لا تسمح لهم أصلا بدخولها. أين يذهبون؟ ظلوا هناك!
ماذا كان عليهم أن يفعلوا ليرضوا الكويتين؟ هل يخبرني منصف إن وجد؟ أيتصدون للجيش العراقي الباسل بصدورهم العارية، بعد أن هرب أهل الديار أم ماذا؟ هل كان هذا شرطا على الفلسطيتين أن يتولوا هم الدفاع؟ إن كان كذلك، أفهم نقمة أهل الكويت عليهم وبطشهم بهم حين حضورهم على ظهور الدبابات الأمريكية.
أيؤخذون بموقف قيادة فرضت عليهم أساسا بمؤتمر الرباط كممثل شرعي وحيد؟ ولم تستشرهم يوما أو تحفل بهم؟
كل أولئك يعزز الاعتقاد عندي بأن معظم سكان تلك البقاع إلا من آمن منهم، أشد الناس عدوانا وطغيانا ومباهاة ومنا وأذى!