حدود الاخلاق...

    • حدود الاخلاق...

      مساء/صباح عبق بذكر الله

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
      الحمد لله رب العالمين ،
      والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
      أما بعد :

      للأخلاق حدٌ متى جاوزته صارت عُدواناً ،
      ومتى قصرت عنه كان نقصاً ومهانة .

      فللغضب حدٌ :

      وهو الشجاعة المحمودة ،
      والأنفة من الرذائل والنقائص ، وهذا كماله .
      فإذا جاوز حده تعدى صاحبه
      وجار ،
      وإن نقص عنه جبن
      ولم يأنف من الرذائل .

      وللحرص حد :
      وهو كفاية في أمور الدنيا ، وحصول البلاغ منها ،
      فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة ،
      ومتى زاد عليه ، كان شَرَهًا
      ورغبة فيما لا تحمد الرغبة فيه .

      وللحسد حد :

      وهو المنافسة في طلب الكمال ، والأنفة أن يتقدم عليه نظيره ،
      فمتى تعدى ذلك
      صار بغياً وظلماً يتمنى
      معه زوال النعمة عن المحسود ، ويحرص على إيذائه ،
      ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس .

      وللشهوة حد :
      وهو راحة القلب والعقل
      من كد الطاعة
      واكتساب الفضائل والإستعانة بقضائها على ذلك ،
      فمتى زادت على ذلك
      صارت نهمة وشبقاً والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات ،
      ومتى نقصت عنه
      ولم يكن فراغاً في طلب الكمال والفضل
      كانت ضعفاً وعجزاً ومهانة .

      وللراحة حد :
      هو إجمام النفس والقوى
      المدركة والفعالة للاستعداد
      للطاعة واكتساب الفضائل
      وتوفرها على ذلك
      بحيث لا يضعفها الكد
      والتعب ويضعف أثرها ،
      فمتى زاد على ذلك
      صار توانياً وكسلاً وإضاعة ،
      وفات به أكثر مصالح العبد ،
      ومتى نقص عنه
      صار مضراً بالقوى
      موهناً لها وربما انقطع به
      كالمنبتِّ الذي لا أرضاً
      قطع ولا ظهراً أبقى .

      والجود له حد بين طرفين :
      فمتى جاوز حده
      صار إسرافاً وتبذيراً ،
      ومتى نقص عنه كان بخلاً
      وتقتيراً .

      وللشجاعة حد :
      متى جاوزته صار تهوراً ،
      ومتى نقصت عنه صار جبناً
      وخوراً ،
      وحدها الإقدام في مواضع الإقدام ، والإحجام
      في مواضع الإحجام .

      والغيرة لها حد:
      إذا جاوزته صارت تهمة
      وظناً سيئاً بالبريء ،
      وإذا قصرت عنه
      كانت تغافلاً ومبادئ دياثةٍ .

      وللتواضع حد :

      إذا جاوزه مان ذلاً ومهانة ،
      ومن قصر عنه
      انحرف إلى الكبر والفخر .

      وللعز حد :
      إذا جاوزه كان كبراً وخلقاً
      مذموماً ،
      وإن قصر عنه
      انحرف إلى الذل والمهانة .

      وضابط هذا كله العدل :
      وهو الأخذ بالوسط
      الموضوع بين طرفي الإفراط والتفريط ،
      وعليه بناء مصالح الدنيا
      والآخرة ،
      بل لا تقوم مصلحة
      البدن إلا به ،
      فإنه متى خرج بعض أخلاطه
      عن العدل وجاوزه
      أو نقص عنه
      ذهب من صحته
      وقوته بحسب ذلك .
      وكذلك الأفعال الطبيعية ،
      كالنوم والسهر والأكل
      والشرب والجماع
      والحركة والرياضة
      والخلوة والمخالطة وغير ذلك ،
      إذا كانت وسطاً
      بين الطرفين المذمومين
      كانت عدلاً
      وإن انحرفت إلى أحدهما
      كانت نقصاً وأثمرت نقصاً .
      فمن أشرف العلوم
      وأنفعها علم الحدود ،
      ولا سيما حدود المشروع
      المأمور والمنهي ،
      فأعلم الناس أعلمهم
      بتلك الحدود ،
      حتى لا يدخل فيها
      ما ليس منها
      ولا يخرج منها ماهو داخل فيها ، قوله تعالى
      {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا
      وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا
      حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
      [ التوبة : ٩٧ ] ،
      فأعدل الناس
      من قام بحدود الأخلاق
      والأعمال والمشروعات
      معرفة وفعلاً ..
      والله أعلم.
      منقول
      بين أنفاسي أحمل أماني جميلة ... وحنين ل غدٍ أروع وقلب ينبض بالأمل كل ما أحلم به سأغلفه بصدق نيتي وأبعثه بتراتيل دعاء خفية ربي قد فوضت لك أمري
    • أن توسط أساس العدل والاخلاق
      روح الانْسَان مِثل الزّهورْ ، كُلمَا ذَكر اللهْ أزهَر وَانشَرح صَدرهْ ، وَكلمَّا غَفل عَن ذكْرِ الله ذَبل وَأنقَبضَ صَدرَهُ. ...
    • ********************

      ما أروع تلك الكلمات أختى الفاضلة دعانى الشوق فى بساطتها وأهميتها والتعلم منها

      بارك الله فيكم وجعل الله مثواكم ومثوانا وجميع المؤمنين الجنة إن شاء الله .

      *********