الكلام في أسماء الله وصفاته

    • الكلام في أسماء الله وصفاته


      له الأسماء الحسنى، والصفات العلا.
      __________
      (أ) ما المراد بالأسماء الحسنى، والصفات العلا؟
      (ب) وما المراد بالعلو فيها؟
      (أ) الاسم: ما حصل به تعيين المسمى، ومن الأسماء: ما هو حسن يتمدح به، ومنها: ما هو قبيح، فأسماء الله كلها حسنى،
      وله من كل اسم مشتق من صفة أحسن ذلك وأرفعه، وكل اسم من أسماء الله فهو دال على صفة،
      فالرحمن: دال على الرحمة، والعزيز: دال على العزة، وهكذا.

      (ب) والعلو في الصفات علو معنوي، أي: له الصفات العظيمة الشأن، الفاضلة الرفيعة في المعنى.



      [HR][/HR]
      {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} .
      __________
      (أ) ما تقول في الاستواء؟
      (ب) وماذا تفيده اللام في قوله {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} ؟
      (ج) وما المراد بما فيهما وما بينهما؟
      (د) وما هو الثرى؟
      (هـ) وما معنى {وَإِنْ تَجْهَرْ} إلخ؟
      (و) وما السر وأخفى منه؟

      (أ) (يأتي الكلام على الاستواء في موضعه إن شاء الله) .
      (ب) اللام تفيد الملك، أي: أن جميع ما في السماوات وما في الأرض ملك الله كما أنهم خلقه وعبيده.
      (جـ والمراد بما فيهما وما بينهما: الجن والإنس، والملائكة، والحيوانات، والجمادات، وسائر الموجودات.
      (د) والثرى هو: التراب الندي.

      (هـ) أما: {
      وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ} فيفيد سعة علمه، واطلاعه على عباده،
      أي: هو عالم بالجهر والإخفات، فتقدير الآية: وإن تجهر أو تخافت فإنه عالم بالجميع.
      (و)
      والسر: حديث النفس، وما يخفيه الضمير، وأخفى منه: ما علم الله أنه سيخطر بالبال أو يدور في الخيال.





      تعليقات على متن لمعة الأعتقاد لأبن جبرين
      ص34/33
      • القرآن جنتي
    • بارك الله في حضوركم
      أخواتي
      تابعوني لتعرفوا المزيد



      أحاط بكل شيء علما، وقهر كل مخلوق عزة وحكما، ووسع كل شيء رحمة وعلما، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} .
      __________
      (أ) ما الإحاطة؟
      (ب) وما القهر؟
      (ج) وما الفرق بين العزة والحكم؟
      (د) وكيف وسعت رحمته وعلمه كل شيء؟
      (هـ) وما المراد بما بين أيديهم وما خلفهم؟
      (و) وما معنى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} ؟


      (أ) الإحاطة: إدراك الشيء من كل جهاته، فالله تعالى محيط بكل المخلوقات مستول عليها، عالم بسرها وخفيها.
      (ب) والقهر: القوة والغلبة التي تستلزم كمال التصرف كيف يشاء.

      (ج) والحكم: وضع الشيء في مواضعه اللائقة به، والعزة: المنعة والقوة،

      والمعنى: أنه تعالى كما أنه القاهر لخلقه فهو غير ظالم لهم، بل قهره لهم بحق،
      وفي موضعه المناسب، وهو غاية المصلحة والحكمة.


      (د) وأما سعة الرحمة: فقد قال تعالى {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}


      الحنان، والرفق والإحسان، والله تعالى موصوف بالرحمة التي تليق بكماله ففي الحديث:
      «أنه تعالى أرحم بعباده من الوالدة بولدها» ، وأما سعة العلم فهو: كالإحاطة بكل شيء علما.

      (هـ) قوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} قيل: ما بين أيديهم: الدنيا، وما خلفهم: الآخرة،
      وقيل: العكس، وقيل: ما بين أيديهم: ما بقي من أعمارهم،
      وما خلفهم: ما مضى لهم، والمراد: أنه عالم بكل الأحوال.

      (و) {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} يفيد قصور علمهم عن الإحاطة بكيفية الباري،
      أو إدراك كنه صفة من صفاته، لكمال الله تعالى وتقدس، وضعف المخلوق ونقصه.


      • القرآن جنتي
    • [h=1]الواجب على المسلم نحو أسماء الله وصفاته

      موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه الكريم. وكل ما جاء في القرآن أو صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن، وجب الإيمان به، وتلقيه بالتسليم والقبول، وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل.
      __________
      (أ) ما طريقة أهل السنة في وصف الله تعالى؟
      (ب) ولماذا وصف الكتاب: بالعظيم، والنبي: بالكريم؟
      (ج) ولماذا عبر بقوله: أو صح عن المصطفى؟
      (د) وما صفة الإيمان به؟
      (هـ) وما معنى: تلقيه بالتسليم والقبول؟
      (و) وما التعرض له بالرد والتأويل؟

      (ز) وما الفرق بين التشبيه والتمثيل؟

      (أ) يصفون الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه تعالى أعلم بنفسه وبغيره، فلا يصفه أحد أعلم به منه، وكذا رسوله أعلم بمن أرسله، فلا يمكن أن يثبت لربه إلا ما أوقفه عليه، وكان إثباته دليل الكمال، وآية على صدقه فيما جاء به.

      (ب) ووصف الكتاب: بالعظيم أي: عظيم الشأن، جليل القدر؛ ليكون أدعى إلى تعظيمه، وقبول ما جاء فيه من الصفات وغيرها، وعبر بقوله: (وعلى لسان نبيه الكريم) ليفيد أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فهو عن الله تعالى، هو الذي أجراه على لسانه، وهو من جملة رسالته التي بلغها إلى
      [/h][h=1]
      [/h][h=1][/h][HR][/HR][h=1]الأمة، ووصفه بالكريم لكرمه على الله، ورفعة منزلته، وذلك من أسباب قبول ما جاء به.

      (
      ج) أما قوله: (أو صح عن المصطفى) فاحترز بذلك عما لم يثبت من الأحاديث الضعيفة، فإنه لا يقبل في العقائد والأحكام إلا ما ثبت عنه عليه السلام، مما نقله وصححه الأئمة العدول، وقد قيض الله للأحاديث هؤلاء الأئمة الذين تتبعوها، وبينوا ما لم يثبت منها، والمراد بالمصطفى المختار أي: هو صفوة الله، وخيرته من خلقه.
      (د) (وجب الإيمان به) أي: التصديق الجازم بالقلب، وعقده ويقينه بصحة كل ما ورد، وإثباته وصفا لله على ما يليق بجلاله وكماله.
      (هـ) وأما تلقيه: فهو مقابلة ما ورد من ذلك (
      بالتسليم والقبول) تقول: تلقيت كلامه بصدر رحب أي: استقبلته بما يدل على تعظيمه واحترامه، والقبول ضد الرد، أي: الرضا به، واعتقاده من جملة الدين. (والتسليم) الانقياد لما دل عليه. والإذعان له، وعدم النفرة والإنكار لشيء من ذلك.

      (و) وأما (
      التعرض) فهو: الاعتراض عليه، كأنه عرض نفسه في طريق النصوص، حتى لا ترد إلى قلبه على حقيقتها فمنها: ما يكذب به، ومنها: ما يحرفه، ومنها: ما يغالي في إثباته، وغير ذلك، (والرد) هو: الإنكار لذلك والتكذيب، وعدم قبوله كما وصف اليهود الذين {نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} ، (والتأويل) صرفه عن ظاهره.[/h][h=1][/h][h=1][/h][HR][/HR][h=1](ز) (والتشبيه والتمثيل) : المغالاة في إثبات الصفات بجعلها كصفات الخلق؛
      (
      فالتمثيل) : اعتقاد أنها كصفاتهم من كل وجه (والتشبيه) : جعلها شبيهة بها وقريبة منها، فالتمثيل أبلغ.[/h][h=1][/h]
      • القرآن جنتي
    • [h=1]الكلام في المشكل من النصوص
      وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا، وترك التعرض لمعناه، ونرد علمه إلى قائله، ونجعل عهدته على ناقله، اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين أثنى الله عليهم في كتابه المبين، بقوله سبحانه وتعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} .
      [/h][h=1][/h][HR][/HR][h=1](أ) ماذا نقول فيما لم نفهم معناه من نصوص الصفات؟
      (ب) وإلى من نكل علمه؟
      (ج) وعلى من تكون عهدة الخطأ فيه؟
      (د) ومن المراد بالراسخين في العلم؟
      (هـ) وما طريقتهم في متشابه القرآن؟

      (أ) يقبل أهل السنة كل ما في القرآن والحديث النبوي، وما اشتمل من ذلك على شيء من الصفات قالوا به،
      واعتقدوا حقيقة تلك الصفات على ما يليق بالموصوف تعالى،

      وإذا أشكل شيء من ذلك قبلوا لفظه، وفوضوا العلم بالمعنى والكيفية إلى عالمها،
      وذلك كصفة النزول، وكيفية الاستواء ونحوها، فإن النزول قد ثبت في الأحاديث الصحيحة
      ولكن توقف العلماء عن التقعر في كيفيته وهل يخلو منه العرش أم لا يخلو ... إلخ.
      فالتفويض للمعنى أي: للكنه والماهية.

      فأما المعنى اللغوي للنزول والاستواء، فهو معلوم عند أهل السنة، ولهذا جعلوهما من أدلة صفة العلو لله تعالى.

      (ب) (ونرد علمه إلى قائله) : وهو الله تعالى، والمبلغ عنه وهو: الرسول عليه الصلاة والسلام.


      ) وإن كان فيه خطأ فالعهدة على من نقله؛ أي:
      اللوم والحساب على من تعمد الخطأ، وإنما قبلوا ما جاءهم بواسطة علمائهم الذين يثقون
      [/h][h=1][/h][HR][/HR][h=1]بعدالتهم وصدقهم؛ وقد تلقوا عنهم كل الشريعة في العقائد والأوامر والنواهي.

      (د)
      (والراسخون في العلم) : هم المتمكنون فيه، الذين رسخ الإيمان والعلم في قلوبهم وثبت عن دليل ويقين.

      (هـ)
      وطريقتهم ذكرها الله بعد أن قسم هذا الكتاب إلى: {آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}
      فذكر أن الراسخين يؤمنون بالجميع، ويقولون: {
      كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا} فلا يردون منه شيئا،
      ولا يضربون بعضه ببعض، وذلك حث على طريقتهم وترغيب فيها، وهي التصديق بالجميع محكمه ومتشابهه الذي لم يظهر لنا معناه.
      [/h][h=1][/h]
      • القرآن جنتي
    • التأويل المذموم

      وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله:
      {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ، وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم، ثم حجبهم عما أملوه، وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} .
      __________
      (أ) من المراد بالذين في قلوبهم زيغ؟
      (ب) وما طريقتهم في المتشابه؟
      (ج) وما غرضهم في ذلك؟
      (د) وما التأويل في الأصل؟
      (هـ) وهل تمكن معرفته لأحد؟

      (أ) الزيغ: الميل والانحراف عن القصد. وزيغ القلب صدوده عن الإيمان بسبب الذنوب التي تتراكم عليه حتى تصرفه عن قبول الحق.
      (ب) وطريقة الزائغين: تتبع المتشابه والخوض فيه وتفسيره بالآراء والأهواء، والمراد بالمتشابه: الآيات التي توهم اختلافا، أو يفهم منها البعض تشبيها أو تمثيلا، أو لا يتوصل إلى معرفة المراد منها لكل أحد بل لا يعرف معناها إلا أهل الرسوخ في العلم.
      (ج) وغرضهم في ذلك: {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} أي: يحاولون إيقاع الناس في الكفر والشك في صحة الدين وإعجاز القرآن،
      وصدهم عن قبول الحق، وكذا يحاولون معرفة ذلك المتشابه.


      [HR][/HR]
      (د) والتأويل يستعمل لثلاثة معان:
      1 - قيل
      : هو حقيقة الشيء وما يؤول إليه، وكنه الأشياء الغائبة وكيفية ظهورها.
      وهذا هو المراد به في كثير من الآيات القرآنية
      كقوله تعالى:
      {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} ،
      وقوله {
      هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} .


      2 - وقيل: هو التفسير الذي هو إيضاح معاني الآيات،
      وبيان المراد منها، وهذا اصطلاح كثير من المفسرين من السلف، كابن جرير الطبري وغيره.

      3 - وقيل: هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح، إلى الاحتمال المرجوح، لدليل يقترن به.
      وهذا اصطلاح أهل الكلام، والمتأخرين من الأصوليين،
      وقد تسلطوا بهذا التأويل على نصوص الصفات وحدها،
      فحرفوا معانيها، وصرفوها عن المتبادر منها إلى احتمالات بعيدة بحجة أن العقل عندهم ينكر ما يدل عليه المفهوم منها،
      ففسروا الرحمة بأنها: إرادة الإنعام، والغضب بأنه: إرادة الانتقام، واليد بأنها: النعمة أو القدرة ونحو ذلك.


      (هـ) والتأويل للمتشابه هو الأول من هذه المعاني الثلاثة،
      وهو الذي لا يعلمه إلا الله لقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}
      أي: لا يعلم حقيقته وما يؤول إليه إلا الله،
      فحجبهم عما أملوه ورجوه، وقطع أطماعهم عن الوصول إلى معرفة تأويل تلك الآيات المتشابه ظاهرها.
      • القرآن جنتي
    • كلام أئمة السلف في الصفات
      1 - قول الإمام أحمد في هذا الباب
      قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
      «إن الله ينزل إلى سماء الدنيا» و: " إن الله يرى في القيامة "

      وما أشبه هذه الأحاديث: نؤمن بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى،
      ولا نرد شيئا منها، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق، ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
      ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه، بلا حد ولا غاية: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ونقول كما قال، ونصفه بما وصف به نفسه، لا نتعدى ذلك، ولا يبلغه وصف الواصفين.

      نؤمن بالقرآن كله، محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت،
      ولا نتعدى القرآن والحديث، ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول، وتثبيت القرآن.


      [HR][/HR]
      (أ) ماذا يفيد قول أحمد رحمه الله: نؤمن بها ونصدق بها؟
      (ب) وما معنى قوله: لا كيف ولا معنى؟
      (ج) وما المراد بالحد والغاية المنفية هنا؟
      (د) وما معنى: لا يبلغه وصف الواصفين؟
      (هـ) وما مجمل القرآن ومتشابهه؟
      (و) وما معنى قوله: لشناعة شنعت؟
      (ز) وما تثبيت القرآن؟

      (أ) هذا الأثر عن أحمد مشهور وقد رواه أبو يعلى في إبطال التأويلات له،
      ويفيد كلامه رحمه الله بيان طريقة السلف في نصوص الصفات وأن المؤلف في هذه العقيدة قد سار على طريقتهم التي هي التصديق بتلك النصوص، كحديث النزول، وأحاديث الرؤية وغيرها، واعتقاد صحتها ودلالتها على معانٍ، وإن كانت تلك المعاني غير مفهومة لنا على حقيقتها وما هي عليه لقصور علم البشر عن إدراك كنه تلك الصفات لقوله تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} .

      (ب) قوله: (لا كيف ولا معنى) أي: لا نتكلف السؤال عن كيفية تلك الصفات وهيئتها،
      ولا نقول: إن معناها كذا وكذا، بغير دليل،
      بل نقول
      : هي صفات أثبتها الله لنفسه، فنعتقدها، ونكل كيفيتها وكنهها إليه تعالى.


      [HR][/HR]
      (ج) قوله: (بلا حد ولا غاية) هما بمعنى: نهاية الشيء ومداه؛ يعني أن نتقبل الصفات الواردة لله،
      ولا نحددها ونعرفها، ونجعل لها غايات ومبدأ ومنتهى، من قبل أنفسنا،
      بل نجريها على حد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
      وهو: نفي مشابهة الله لأحد من خلقه في ذاته وصفاته.

      (د) قوله: (لا يبلغه وصف الواصفين) أي
      : لو وصفوه من قبل أنفسهم لما بلغوا ما يستحقه،
      ولما وصلوا إلى حقيقة صفاته وكنهها وما هي عليه، فهو العالم بماهيتها مع علمنا بالمعنى الظاهر للفظ اللغوي،
      وإنما يجهل المعنى الباطن وهو: الكنه والكيفية.

      (هـ) أما مجمل القرآن فهو: الآيات التي اختصر لفظها، ودخل في معناها معان كثيرة،
      ولم يرد بسطها وتوسيع معاني ما دلت عليه، والمتشابه: تقدم معناه، والمراد: أننا نصدق بالقرآن كله المجمل منه والمبسوط، والمحكم والمتشابه،
      ونقول
      : {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} .

      (و) قوله: (لشناعة شنعت) الشناعة:القبح،
      أي: لا نترك ذكر شيء من صفات الله الواردة، ولو شنع علينا الناس وعابونا،
      ورمونا بأنا مشبهة، وممثلة، وحشوية، ونوابت، ونحو ذلك، كما قال الزمخشري المعتزلي عامله الله بعدله يعيب أهل السنة:


      [HR][/HR]
      قد شبهوه بخلقه فتخوفوا ... شنع الورى فتستروا بالبلكفة

      (ز) (وتثبيت القرآن) : إثباته، أي: لا نعلم كيفية شيء من الصفات، إلا إننا نقبلها تصديقا للرسول عليه الصلاة والسلام،
      لأنه الذي بلغها، وإيمانا بالقرآن الذي أثبتها الله فيه.
      • القرآن جنتي
    • 2 - قول الإمام الشافعي في هذا الباب
      قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه:
      آمنت بالله، وبما جاء عن الله، على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله.

      وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف رضي الله عنهم كلهم متفقون على الإقرار والإمرار،
      والإثبات لما ورد من الصفات، في كتاب الله، وسنة رسوله، من غير تعرض لتأويله.

      __________
      (أ) ما مفاد كلام الشافعي رحمه الله؟
      (ب) ومن المراد بالسلف والخلف؟
      (ج) وما الفرق بين الإقرار والإمرار والإثبات؟

      (أ) يفيد أن الواجب على المسلم قبول ما جاء عن الله ورسوله، سواء فهم معناه والحكمة فيه أو خفي عليه.
      كما أن عليه التصديق بربوبية الله وإلاهيته، وبرسالة محمد عليه الصلاة والسلام،
      وكذا يلزمه قبول ما ورد عن الله في كتابه، أو على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام، فإن فهم معنى ذلك قال به،
      وإلا فوضه أي: فوض العلم بالكنه والكيفية إلى الله وحده.
      وهذا معني قوله: (على مراد الله) أي:
      على ما أراد منه، مع أنه ما خاطب الناس إلا بما يفهمونه.


      (ب) قوله: (وعلى هذا درج السلف) أي: ساروا وقطعوا حياتهم، وهم على معنى ما تقدم وما يأتي.
      والسلف هم: أهل القرون المفضلة، من الصحابة، والتابعين، وتابع التابعين.
      والخلف: مَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، من علماء المسلمين، وعوامهم المتمسكين بالسنة.

      (ج) والإقرار هو: الاعتراف بصحة تلك النصوص، ودلالتها على معانيها المرادة منها.
      والإثبات: اعتقاد أنها حق ثابتة لا ريب فيها ولا توقف؛ والإمرار: إمرارها كما جاءت بلا كيف،
      وهو معنى ما تقدم من إثباتها لفظا، وعدم التعرض لمعناها بغير علم.
      • القرآن جنتي
    • الترغيب في السنة والتحذير من البدعة
      وأقوال العلماء في ذلك

      واجب المسلم نحو السلف:
      وقد أمرنا باقتفاء آثارهم، والاهتداء بمنارهم، وحذرنا المحدثات، وأخبرنا أنها من الضلالات،
      فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «
      عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» .
      __________
      (أ) ما معنى اقتفاء آثارهم.. إلخ؟
      (ب) وماذا يفيد قوله: "عليكم بسنتي"؟
      (ج) وما السنة؟
      (د) ومن المراد بالخلفاء هنا؟
      (هـ) وما صفة العض عليها؟
      (و) وما المحدثات؟
      (ز) وكيف تكون المحدثة بدعة والبدعة ضلالة؟
      (ح) وما درجة هذا الحديث؟


      (أ) الاقتفاء هو: الاتباع وآثارهم: أفعالهم التي أثرت عنهم، أمرنا بأن نفعل ما فعلوا وندين بما دانوا.
      والاهتداء: الاستدلال، والمنار: علم الطريق،
      أي: أمرنا بأن نستدل في سيرنا المعنوي بالأعلام التي نصبوها لنا في الطريق
      وهي: ما قالوه وفعلوه وخلفوه لمن بعدهم في العقائد والأعمال.

      (ب) قوله: (عليكم بسنتي) يفيد الأمر بلزومها والتمسك بها واتباعها، وهذه الصيغة تفيد التحريض على الأمر بالشيء فإذا قلت: عليك بالجد والمواظبة، فهو أمر بذلك وتحريض عليه.
      (ج) والسنة: الطريقة والمنهج والمراد: الأقوال والأفعال المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه رضي الله عنهم.
      (د) المراد بالخلفاء الراشدين: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وألحق بهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لحسن سيرته، فهم الذين خلفوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقاموا مقامه وعملوا كما عمل، والرشد: الصلاح والاهتداء في السير والعمل وهو ضد الغواية.
      (هـ) قوله: (عضوا عليها) أي: تصلبوا في التمسك بها، كما يتمسك العاض على الشيء بجميع أضراسه والنواجذ: أقاصي الأسنان.


      [HR][/HR]
      (و) (وإياكم ومحدثات الأمور) أي: ابتعدوا عنها وهذه الصيغة تفيد التنفير عن الشيء
      فإذا قلت: إياك والكسل، وإياك والبطالة، فالمعنى: احذر ذلك وابتعد عنه،
      والمحدثات
      : كل ما ليس له أصل في الدين مما يحدثه الناس بالأهواء والآراء.

      (ز) (فإن كل محدثة بدعة) : هذا تفسير للكلمة بما يوضحها،
      فإنه لما اشتهر النهي عن البدع في الدين والزيادة فيه بعد أن أكمله الله
      وجاء التحذير عن المبتدعين، فسر هنا المحدثة التي نهى عنها بأنها تكون بدعة ثم أخبر بأن البدعة ضلالة،
      أي: ذهاب عن الحق، وضياع في الدين وسلوك لسبيل الضالين.

      (ح) والحديث صحيح فقد رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه، وهو أحد الأربعين النووية.
      • القرآن جنتي
    • توحيد الأسماء والصفات: هو إثبات الصفات التي أثبتها الله لنفسه، ونفي الصفات التي نفاها عن نفسه.

      وتنقسم صفات الخالق جل وعلى إلى ثلاثة أقسام وهي :
      1- صفات واجبة: كالوجود، والوحدانية، والأزلية، والأبدية، والقدرة، والحياة، والعلم؛ فالله موجود, والله
      واحد، وهو حي لا يموت، عالم قدير، ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) (الشورى:11)

      2- صفات مستحيلة: كالحدوث، والعدم، والفناء، والجهل، والعجز، ومشابهة الأجسام المخلوقة؛ فالله لا يفنى
      ولا يبيد، وليس بعاجز، ولا يشبه أحدا من خلقه، لأن هذه الصفات صفات ضعف، وهي من صفات المخلوقين،
      ولذلك فهي مستحيلة في حق الله تعالى.

      3- صفات جائـزة: وهي كُلّ ما لا يترتب عليها وعلى عدمها نقص في حَقّ الله تعالى، فيوصف بها حين يفعلها،
      ولا يوصف بها إذا لم يفعلها لجواز فعلها أو تركها، كالخلق والإفناء والإعادة؛ فالله يخلق من يشاء متى يشاء
      كما شاء، ويرزق من يشاء متى شاء كما يشاء، وكما أَنَّهُ يحيي ويميت ويُمرِض ويشفي من يشاء متى يشاء كما
      يشاء، وهذه أفعال الله في خلقه؛ وجميع أفعال الله تعالى هي صفاته الجائزة التي لا يدرك الإنسان كنهها.
      علمتني الحياة أن لا أضع المعروف فيمن أخشى أن لو مددت له يدي يوما أن يقطعها
      هادئ
    • 1 - قول ابن مسعود في هذا الباب:
      وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".
      __________
      (أ) ما مراد ابن مسعود بالاتباع والابتداع؟
      (ب) وماذا كفوا في قوله: فقد كفيتم؟

      (أ) أي: اتبعوا سنن الرسول وخلفائه، وسيروا على نهجهم، ولا تبتدعوا في الدين وتزيدوا فيه
      من قبل أنفسكم باستحسان عقولكم، فتضيفون إليه بعد كماله ما ليس منه.

      (ب) (فقد كفيتم) أي: كفاكم الرسول وخلفاؤه الاستحسان، وأراحوكم من الرأي والنظر.
      وهذا الأثر والحديث قبله دلالتهما ظاهرة في الأمر باتباع السلف وتقليدهم، سواء في الأصول والعقائد أو في الفروع.
      • القرآن جنتي
    • قول عمر بن عبد العزيز في هذا الباب:
      وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كلاما معناه: قف حيث وقف القوم، فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى؛ فلئن قلتم: حَدَثَ بعدهم؛ فما أحدثه إلا من خالف هديهم، ورغب عن سنتهم، وقد وصفوا منه ما يشفي، وتكلموا منه بما يكفي، فما فوقهم محسِّر، وما دونهم مقصِّر، لقد قصر عنهم قوم فجفوا، وتجاوزهم آخرون فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم.
      __________
      (أ) من يريد بالقوم المذكورين؟
      (ب) وما وقوفهم عن علم؟
      (ج) وعن أي شيء كفوا؟
      (د) وما مراده بالبصر النافذ؟
      (هـ) وما مرجع الضمير في كشفها؟
      (و) وما مراد من قال: حدث بعدهم؟
      (ز) وما وصفهم وكلامهم بما يشفي ويكفي؟
      (ح) وما المحسر والمقصر والجافي والغالي؟


      (أ) هذا كلام جليل القدر، يدل على قوة المعرفة بالله، وبدينه، وبحملة الدين، ففيه الأمر بالتمسك بالسنة،
      واتباع طريق السابقين الأولين، وفيه النهي عن الخوض في الدين بغير علم؛ سواء في العقائد أو في العبادات؛ ومراده بالقوم الصحابة، وعلماء التابعين.

      (ب) ووقوفهم: هو تركهم الخوض في المتشابه، ونهيهم عن السؤال والبحث في أمور الغيب بمجرد الظن والتخمين،
      وقد ابتلي بهذا أهل الكلام حتى صار من أسباب خطئهم وضلالهم،
      فالصحابة والتابعون وقفوا عن علم، حيث علموا ما في البحث عنها من الخطر وعلموا قصر الإنسان،
      وضعفه عن إدراك أمور الغيب، وعلموا أنما يهمهم معرفة أمور العبادات والأعمال.

      (ج) وقوله: (كفوا) أي: صدوا ومالوا عن الكلام فيما لا يعنيهم، وما حجبوا عنه.

      (د) ومراده بالبصر: البصيرة؛ وهي: نظر القلب، والنافذ: الثاقب القاطع للمبصرات، أي: أن السلف كفوا عن الخوض في البدع والكلام، وما لم يطلعهم الله عليه وكان انكفافهم عن بصيرة ويقين، لا عن ظن وتخمين.

      ـ) (ولهم على كشفها) أي: كشف الأمور المبتدعة، كالقدر، والإرجاء، والتعطيل للصفات ونحوها، واللام قبل الضمير موطئة للقسم.


      [HR][/HR]
      أي: هم أقدر وأقوى على إظهارها، وكشف معانيها، وأحرى بذلك، وأحق بالحصول عليه لو كان فيه فضل، فلما كفوا عنها مع قدرتهم دل على أن لا خير في بحثها، فالوقوف حيث وقفوا أولى بمن أراد نجاة نفسه.

      (و) فإن قيل: إنها تجددت بعدهم، وأنهم لم يتوسعوا في العلم، ولو بحثت في وقتهم وظهرت لتكلموا فيها!!
      فالجواب: إن الذين أحدثوها لا يقاسون بالصحابة، ولا يدانونهم في العلم ولا في الفضل،
      وإحداثهم لهذه البدع دليل على أنهم قد زاغوا عن السبيل، وخالفوا هدي الصحابة،
      رغبة عن سنتهم، ورضوا لأنفسهم أن يسلكوا غير سبيلهم:
      {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} .

      (ز) (وقد وصفوا منه ما يشفي وتكلموا منه بما يكفي) أي: لم يخف عليهم هذا الأمر الذي قيل إنه متجدد بعدهم، بل قد علموه،
      ولكنهم سكتوا عما لا يعنيهم، واشتغلوا بما لهم فيه فائدة،
      فوضحوه وتكلموا بما فيه الكفاية لمن أراد الله هدايته،
      وتكلموا أيضا في تلك الأمور المبتدعة، فنهوا عن الخوض في القدر، وحذروا من القدرية، والخوارج، والمعطلة ونحوهم.

      (ح) (فما فوقهم محسر، وما دونهم مقصر) أي: من تجاوزهم وتكلم


      [HR][/HR]
      بما سكتوا عنه حسر وعجز، وانتهى إلى الحيرة والشك،

      كما حدث لبعض كبار المتكلمين، ومن تجاهل علمهم وترك ما بحثوا فيه
      فهو مقصر أي: ناقص المعرفة.

      والجفاء: هو التنقص والاحتقار للدين، وذلك فيمن ترك شيئا من علومه الواجبة.
      والغلو هو مجاوزة الحد، كالتدخل فيما لا يعني الإنسان، وخير الأمور أوساطها، وهو الصراط المستقيم.
      • القرآن جنتي