مقاصد الحج
المقصد الأول من مقاصد الحج العظيمة وهو أعظمها وأجلُّها : تحقيق التوحيد لله تبارك وتعالى والبراءة من ضده وهو الشرك بالله والخلوص منه ؛ فهذا أجلُّ مقصدٍ وأعظم مقصد
ولهذا قال جابر رضي الله عنه - كما في صحيح مسلم - في سياقه لحجة النبي صلى الله عليه وسلم : (( فَأَهَلَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ » ))
وقال عليه الصلاة والسلام في الميقات عندما أهلَّ بالحج (( اللهم حجةً لا رياء فيها ولا سمعة ))
ثم مضى إلى مكة ملبياً بكلمات التوحيد العظيمة المشتملة على التوحيد وتحقيقه والبراءة من ضده ،فإن الله لا يقبل عمل عامل إلا إذا كان قائماً على التوحيد له عز وجل ، ولهذا جاء في الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى يقول : (( أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ )) .
وعلى الملبي الذي أكرمه الله عز وجل بالتلبية بهذه الكلمات العظيمة أن يستحضر معانيها وأن يعي دلالاتها وأن يسعى حياته في تحقيق التوحيد الذي دلت عليه´{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ } [الأنعام:162-163]
يتبع

يتبع


- القرآن جنتي