
الكمأ أو الترفاس في المغرب العربي والفقع في بلاد شبه الجزيرة العربية أو نبات الرعد أو العبلاج في السودان، كلها أسماء لنبات الفطر البري الموسمي والذي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق يصل من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض ويصنف تحت عائلة الترفزية من الفطريات.
ويستخدم "الكمأ" كطعام، وعادة ما يتراوح وزن الكمأة الواحدة من 30 إلى 300 غرام ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية.
يذكر أن نبات الفقع يزداد نموه بعد حدوث العواصف الرعدية لذلك سُمي بنبات الرعد والسبب وراء ذلك هو أن هذا النبات يحتاج لارتفاع في نسبة النيتروجين في التُربة لكي ينمو، وتحصل التربة على النيتروجين بكميات خصبة من خلال البرق الذي يعمل على تشكل النيتروجين أثناء حصوله والذي يهطل مع الأمطار حين إقترانها مع العواصف الرعدية مما يعمل على زيادة نسبة النيتروجين في التربة والتي تُساعد بشكل كبير على نموه وظهوره.
وشكل الكمأ أو الفقع كروي لحمي رخو منتظم، وسطحه أملس أو درني ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود، ويكون بأحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق، أو يكبُر ليصلَ حجم البرتقالة.. وهو من النباتات الغنية بالفوائد، فما هي فوائده؟
- يبعث الفقع على النشاط والحيوية لدى الرجال والنساء كونه غذاءً مفيداً ويحتوي على مضادة الأكسدة التي تقاوم الشوارد الحرة وتكمن خطورتها في اتلاف غشاء خلايا أنسجة أجهزة الجسم ودخول السموم إلى داخل الخلايا وإلى أنوية الخلايا فتتلف الحمض النووي وهو غني بالألياف النباتية التي تساعد على تخفيض نسبة الكوليسترول المرتفع في الدم.
- يحمي من الإصابة بتصلب الشرايين الذي يتسبب في ارتفاع ضغط الدم والاصابة بأمراض الشريان التاجي، مثل الذبحة الصدرية والأزمات القلبية.
- يمنح النشاط والحيوية والصحة ويحتوي على دهون قليلة وهي من الأحماض الدهنية غير المشبعة التي لها دور حيوي في تحسين الصحة ونشاط الجسم وتعمل على ليونة الشرايين والمفاصل وزيادة مناعة الجسم.
- يرفع كفاءة النشاطات الحيوية للجسم ويزيد من قدرته على مقاومة الأمراض ونشوء الأورام والسرطان ويحمي الجينات الوراثية من أن تشذ ويمنع الأنقسام الشاذ غير الطبيعي للخلايا.
- يحتوي على المعادن اللازمة للصحة والنشاط والحيوية والنمو كالبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك والنحاس
- يحتوي على "الثيامين ب" و"الريبوفلافنين ب 2" و"البيرودكسين ب 6" و"السيانوكوبالامين ب 12" والفوسفور والكالسيوم اللازمين لعمل الجهاز العصبي بنشاط وكفاءة.
- يحمي من هشاشة العظام وتكسر الأظافر ومن تشقق الشفتين واضطراب الرؤية وسقوط الشعر ويزيل الحروق وندوبها.
- وأخيراً، فإن الكمأ أو الفقع يستعملعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة وذلك كونه يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف.
عرف مكان نمو الكمأة إما بتشقق الأرض التي فوقها أو بتطاير الحشرات فوق الموقعويمكن الاستدلال على موقعها بوجود نبات الرقروق والذي يعرفه عامة الناس "بالأرقة" والذي يعتقد أنه يعيش بجانبه معيشة تكافلية حيث يمتص الفقع الماء والأملاح والموادالغذائية من جذور نبات الأرقة عن طريق خيوط خاصة، مقابل أن يستفيد نبات الأرقة منبعض العناصر المعدنية من الفقع والتي لا يجدها في التربة. وفي فرنسا وإيطاليا تدربالكلاب لمعرفة موقع الكمأة.
تعرف الكمأة بعدة أسماء مثل الفقع وشجرة الأرض وبيضة الأرض أو بيضة البلد أو العسقلأو بيضة النعامة. وقد عرفت الكمأة على أنها من المن، حيث روى الطبري عن ابن المذكورعن جابر قال "كثرت الكمأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمتنع قوم عن أكلها وقالوا" إنها جدري الأرض، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال: "إن الكمأة ليست من جدري الأرض إلا أن الكمأة من المن"
وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين". ويقال أن الكمأة من المن أي أن الله سبحانهوتعالى امتن على عباده بها حيث انها تنبت بلا تكلفة بذور ولا فلاحة ولا زرع ولاسقاية فهي ممنون بها من الله وهي فوق ذلك لا تزرع ولا تستزرع، وقد أثبتت البحوث العلمية أن محاولات استزراعها باءت بالفشل لكي تبقى منة من الله على عباده ويبقى حديث رسول الله معجزاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
............
........
وقد ورد في أحاديث متعددة وكثير في منافعه .. وقد ورد في صحيح البخاري ومسلم عشرة أحاديث تتلكم عن فضل الكمأة الفقع
....
الحديث الاول:
ومنها ما ورد عن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلىالله عليه وسلم يَقُولُ الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه البخاري ومسلم
...
الحديث الثاني:
قوله صلى الله عليه وسلم الْكَمْأَةُ مِنَالْمَنِّ الَّذِى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَوَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه مسلم
............
.......
الموطن:
الكمأ أو الفقع ... هو فيالجزيرة العربية وبلاد الشام وفي مصر والمغرب العربي وفي بعض الدول الأوروبية .
............
.......
محتوياته :
وقد اهتم الباحثون في أمر الفقع .. لمعرفة ما يحتويه منمواد وهي كالتالي
9% بروتين - 13% سكاكر - 1% دهون - وكذلك يحتوي على نفسالمعادن التي يحويها جسم الإنسان وهذا أمر غريب جداكذلك يحتوي على الفسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وفتامين (ب1) و (ب2 ) وكذلك على بعض الأحماضالمساعدة للجهاز الهضمي .
............
.......
أنواعه :
الزبيدي ..ولونه أبيض وبحجم التفاحالعادي .
الخلاسي .. ولونه يميل للحمرة مع السواد وهو أطيب من الزبيدي عند البعض .
الجبي .. ويميل إلى السواد وصغير الحجم .
الهوبر .. ولونه أسود وهو يسبقبقية الأنواع في الظهور وغير مطلوب ويأكله القليلون .
............
.......
الفوائد :
وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه أول من عمل بنص الحديث النبوي الشريف، حينما مرضتله جارية في عينها فأخذ ثلاثة أكمؤ أو خمساً أو سبعاً فعصرهن وجعل ماءهن في قارورة،فكحل به عين الجارية فبرئت بإذنالله.
- مطهرللعين .. وعلاج لها .. وقد أجريت التجارب على مصابين بالتراخوما وثبت مفعولها .. ويشفي بإذن الله .. كما ذكر الرسول الكريم
-قشرة الفقع يقال أنها مفيدة لإزالةالحروق وذلك بعد تجفيف القشرة لمدة عشرة أيام في الشمس ومن ثم وضعها على الحرقيوميا ..
-علاج مقوٍ للأظافر ومنع سرعة التكسرها أو تقصفها وعلاج لتشقق الشفتينواضطراب الرؤية.
- مقوٍ للجنس وذلك بعد التجفيف والسحق ( طحن) وقبل ذلك غسلهاجيدا وتنظيفها .
............
.......
ملاحظة:...
يجب غسل الفقع بشكل جيد ودقيق وإزالة الأتربة العالقة بها بحكم وجوده في بطن الأرض ونموه فيها . وعدم أكلها نيئة
............
لاستعمالات
هناك استعمالات داخلية وأخرى خارجية.
1 ـ الاستعمالات الداخلية للكمأة:
ـ تستعمل الكمأة لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية.
ـ تستعمل الكمأة كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين. ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل ويجب أن تطبخ جيدا وأن لا تؤكل نيئة لخطورتها حيث تسبب عسر الهضم. وينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم. كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية.
ـ تستعمل الكمأة بعد غسلها جيدا وتجفيفها وسحقها لتقوية الباءة وذلك بعمل فعلي منها بشرط أن تغلى جيدا ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.
2 ـ الاستعمالات الخارجية:
ـ لقد ثبت مجازيا أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في مرض التراخوما وذلك عن طريق التدخل إلى حد كبير في تكوين الخلايا المكونة للألياف، وعليه فإن الكمأة تستعمل في الطب الشعبي وعلى نطاق واسع في علاج التراخوما في مراحلها المختلفة
تحذير
ـ يجب عدم أكل الكمأة نيئة وعدم شرب البارد عليها إذا أكلت بعد الطبخ لما في ذلك من ضرر على المعدة.
ـ يجب تنظيف الكمأة من التراب الموجود في التشققات الموجودة بها.
ـ يجب منع الكمأة عن المصابين بأعراض التحسس كالشري والحكة وبعض الأمراض الجلدية وعن المصابين بعسر الهضم وآفات المعدة والأمعاء
.