زوجان يشجعان الناس على التعلق في الأشجار

    • خبر
    • زوجان يشجعان الناس على التعلق في الأشجار

      BBC كتب:

      كانت رؤية أناس من مختلف الأعمار وهم يلهون في مغامرة بين أغصان الأشجار في الريف الفرنسي قبل 15 عاما هي التي ألهمت كل من ربيكا وتريستام ميهيو.

      وتقول ربيكا ميهيو:" التفتُ إلى تريس وقلت "هذا ما يتعين علينا فعله". لم نصادف شيئا كهذا في السابق، لا أحد يفعل ذلك في المملكة المتحدة. وفكرنا؛ لم قد لا يحب البريطانيون شيئا كهذا؟"

      وكان الزوجان يتوقان إلى ترك العمل المكتبي، وقررا وفي هذه اللحظة إنشاء مشروع مماثل في المملكة المتحدة.

      ولدى عودتهما من هذه العطلة في عام 2001، سلما إشعاراتهما بالاستقالة، وبدءا العمل فورا.

      ولإدراك الزوجين أن انطلاق الناس بسرعة فوق أسلاك التحليق والانزلاق فوق الأشجار يتطلب أعلى معايير السلامة الممكنة، توجها أولا إلى الجمعية الملكية للحماية من الحوادث التي قدمت لهما الدعم.

      ثم جاءت مسألة إيجاد الموقع الأول لمشروعهما، الذي أسمياه "امرحوا" أو "غو إيب".

      وتوجه الزوجان إلى لجنة الغابات لمعرفة ما إن كان بإمكانهما افتتاح مشروعهما في متنزه غابة ثتفورد على الحدود بين مقاطعتي نورفولك وسفولك في شرق إنجلترا، وهو موقع كان قد زاره تريستام ميهيو في السابق وكان مولعا به.

      وكانت خطتهما هي أن يسددا إيجارا أساسيا كضمان، ثم تقديم حصة من أية أرباح، وهي الخطة التي نجحت بالفعل.

      ويقول ميهيو: "شجعت إيست أنجيليا (وهو اسم لجنة الغابات) المبادرة والابتكار. وكانت متحمسة جدا للمشروع".

      الدعاية للمنتج

      وجمع الزوجان مدخراتهما وباعا منزل ثان لديهما، وافتتحا أول موقع لمتنزه مغامرات خارجي في تيثفورد في مارس/آذار 2002.

      وانطلق الطلب فورا على خوض مغامرة كابلات التحليق وتخطي العقبات في أعالي الشجر في المتنزه.

      وأصبح لدى غو إيب الآن 29 موقعا، من بينها ساوثمبتون، وكراولي، وقلعة ليدز، وبترسي، ولندن. ويعمل به 800 موظفا خلال أشهر الذروة.

      ويقع المقر الرئيسي للشركة في بري سانت إدموند، في مقاطعة سفولك. وتوسعت في الولايات المتحدة لتشمل 12 موقعا، من خلال شراكة مع إحدى الشركات.

      وتشير التقارير المالية لـ "غو إيب" إلى أن المشروع في حالة جيدة، إذ حقق عوائد بلغت 18.7 مليون جنيه استرليني في العام المالي المنتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول 2014، في أعقاب نمو سنوي بلغ 32%. كما بلغت الأرباح قبل خصم الضرائب لنفس المدة 2.9 مليون جنيه استرليني.

      إلا أن هذا النمو لم يتحقق بسهولة. ويقول ميهيو إنه عند بدء المشروع، نسي الزوجان حساب الضريبة على القيمة المضافة. كما شهد المشروع عجزا نقديا بعد تأخر افتتاح واحد من المتنزهات بسبب مشكلة الحصول على إذن تخطيط.

      ولتغطية العجز النقدي في ذلك الوقت، اضطر تريستام ميهيو إلى اقتراض المال من والدته، ثم سداده بعد شهرين.

      وأحد أهم عوامل نجاح مشروع "غو إيب" هو اجتذابه لقطاع كبير من الناس، إذ يستهدف كافة الأعمار وليس الأطفال فحسب.

      وتقول ربيكا ميهيو:" سمعة المشروع قوية حقا لأنها تجتذب مجموعة متنوعة من الناس".

      وأضافت ميهيو إن المشروع "رائع للعائلات، ومجموعات الأصدقاء، وحفلات السمر، ومجموعات الشركات. ونجني أكثر من مليون جنيه استرليني سنويا من رحلات الشركات".

      وتقول دافني كاسريل-ألكسندر، مستشارة الأنماط الاستهلاكية في مجموعة أبحاث يورومونيتور الدولية، إن غو إيب استفاد من العدد المتزايد ممن يريدون تجربة أنشطة جديدة في أوقات فراغهم.

      وأضافت: "تقوم غو إيب بعمل جيد في مجالها، إذ يرغب الناس في فعل شيء مختلف والخروج من النمط اليومي لحياتهم. الناس حريصون على جمع الخبرات".

      كبير الغوريلا

      يتقاسم الزوجان، البالغان 47 عاما، مسؤولياتهما بشكل يومي.

      والزوج ميهيو هو رئيس مجلس الإدارة، وتشمل مهامه إيجاد مواقع جديدة وتصميم مفاهيم جديدة. في حين تتولى ميهيو التسويق.

      وقد بلغ حب الزوجين للأنشطة في الهواء الطلق حد أن تكون إدارة "غو إيب" حياة مناسبة لهما أكثر من وظيفتيهما السابقتين. كان ميهيو يعمل من قبل في قسم الاتصالات في الشركة الأميركية العملاقة جنرال إلكتريك، بينما كانت ميهيو تعمل في مجال جمع التبرعات الخيرية.

      ويتندر ميهيو على لقبه الوظيفي بـ "كبير الغوريلا". وكان قد أمضى 11 عاما كضابط في الجيش البريطاني قبل انضمامه إلى عالم الشركات، ويتدرب حاليا للمشاركة في سباق يخوت القمم الثلاث.

      ويتعين على المنافسين في هذا السباق الإبحار من ويلز إلى اسكتلندا، والتوقف في الطريق لصعود ذروات أعلى القمم في كل من ويلز وانجلترا واسكتلندا، وهي قمم سنودون وسكافل بايك وبن نيفيس.

      وبالتزامن مع هذه المسابقة، تتوجه ميهيو إلى الريف لتسلق الجبال على دراجتها.

      وبجانب توسع المشروع في الولايات المتحدة، أطلق الزوجان مشروعا تجاريا جديدا في المملكة المتحدة عام 2014، باسم "إير سبيس"، وهو متنزه داخلي لمنصات القفز (الترامبولين).

      ويقول ميهيو:" بحكم قصر ساعات النهار في الشتاء، فكرنا أن منصات القفز يمكن أن تكون مشروعا مشابها لـ "غو إيب".

      ويوجد حاليا موقعان لـ "إير سبيس"، في ولفرهامبتون في مقاطعة ست ميدلاندز، وإيست كيلبرايد في اسكتلندا. وثمة خطط لافتتاح المزيد من المواقع.

      ويقول ميهيو إن الهدف هو استمرار التوسع في المشروعين.

      وتابع: "من البديهي أنه ما لم ننمو فإننا سنتراجع. فالنمو القوي يجذب الأفضل والأفضل".

      ويضع الزوجان خطة طموحة تتضمن افتتاح حوالي خمسة مواقع جديدة من "غو إيب" في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة خلال عام 2016 وحده. ويصر الزوجان ميهيو على تشجيع المزيد من الناس على المرح في الغابات في أوقات فراغهم.

      يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على صفحة BBC Entrepreneurship.

      Source: bbc.com/arabic/business/2016/0…ple_encourage_ppl_tarazan