قال رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران إن حلفاء بلاده من العرب والغرب يقفون إلى جانبها ضد تصريحات أطلقها بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية قبل عشرة أيام. وأضاف بنكيران، في تصريحات صحفية، أن اتصالات جارية لتجاوز الأزمة مع الأمانة العامة للأمم المتحدة دون أن يكشف عن طبيعتها.
تأتي تصريحات بنكيران بعد أسبوع هيمنت فيه، على المشهد السياسي المغربي، ردود فعل شعبية وحقوقية ورسمية قوية على التصريحات التي أدلى بها الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف يوم 5 مارس/ آذار الماضي.
وفي ندوة صحفية عقدها هناك، تحدث بان كي مون عن تفهمه لما أسماه: "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار حالة احتلال أراضيه". كما نشرت صور له وهو يرد التحية على مضيفيه رافعا شارة النصر.
هذه التصريحات والصور كانت كافية لتثير المغرب الرسمي والشعبي الذي رأى فيها "استفزازا لوحدة أراضيه" و"مسا بمصداقية وحيادية الأمم المتحدة".
بعد يومين خرجت الخارجية المغربية ببيان قوي اللهجة استغربت فيه استخدام الأمين العام عبارة "احتلال"، لوصف الوضع في الصحراء. واعتبر البيان "هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا وغير مسبوقة من أسلافه... ومخالفة لقرارات مجلس الامن... وإهانة للشعب والحكومة المغربيين".
وتابع البيان أن "هذا التوصيف يتناقض مع القاموس الذي دأبت الأمم المتحدة على استخدامه في ما يتعلق بالصحراء الغربية.. وينم عن انزلاقات لفظية ومحاباة غير مبررة". واستنتج أن الامين العام للأمم المتحدة تخلى عن حياده وموضوعيته.
بعد بيان الحكومة توالى صدور الردود الغاضبة من الأحزاب السياسية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني التي نظمت مسيرة شعبية في العاصمة الرباط يوم الأحد 13 مارس، شارك فيها أكثر من مليون شخص حسب الأرقام الرسمية منددين بتصريحات بان كي مون.
كما عقد مجلس البرلمان بغرفتيه (النواب والمستشارين) جلسة مشتركة رفض المتحدثون خلالها تصريحات بان كي مون واعتبروها "زلة لسان مستفزة لمشاعر المغاربة ومحاولة للتغطية على فشله في ايجاد حل لتسوية الملف، واستسلاما لابتزازات خصوم المغرب".
واتسمت ردود فعل ممثلي الاحزاب في البرلمان المغربي بالصرامة. فمنهم من عبر عن الاستعداد "لحمل السلاح للدفاع عن وحدتنا الترابية" ومنهم من دعا الأمين العام للأمم المتحدة "للاعتذار للشعب المغربي عن تصريح غير المسؤول" ومنهم من طالب بطرد بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).
وردت أمانة الأمم المتحدة على اتهام الرباط بان كي مون بالانحياز، على لسان فرحان حق الناطق باسم بان كي مون بالقول إن الاتهامات المغربية غير صحيحة وإن الأمم المتحدة وأمينها العام "شريكان محايدان في نزاع الصحراء".
وفي اليوم التالي وفي محاولة لتبرير تلك التصريحات ربط متحدث باسم الأمم المتحدة، استخدام الأمين العام كلمة "احتلال... بعدم قدرة اللاجئين في المخيمات على العودة إلى ديارهم، تحت ظروف تتضمن التدابير المـُرضية للحكم، التي يتمكن في ظلها جميع الصحراويين من التعبير عن رغباتهم بحرية."
وأضاف أن "وضع الصحراء، وهو إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي، لم يتقرر بعد وأن جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، بما فيها المغرب، توافق على ذلك في القرارات السنوية الصادرة عن الجمعية العامة بدون تصويت".
ومن المقرر أن يرفع الأمين العام تقريره السنوي لمجلس الأمن الدولي نهاية شهر أبريل/ نيسان، وسيضمنه مشاهداته للأوضاع المأساوية التي سجلها أثناء جولته في مخيمات تندوف بالجزائر وتوصياته في التعامل مع الصراع القائم منذ 40 عاما.
ما رأيك في رد الجانب المغربي على تصريحات بان كي مون؟ أليس مبالغا فيه؟
هل تعتقد أن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة تنم عن انحياز؟
هل تتوقع أن تشهد العلاقة بين الرباط والأمانة العامة للأمم المتحدة تعقيدا جديدا بسبب تصريحات بان كي مون وردود المغرب عليها؟
هل ترى حلا ثالثا بين عرض المغرب الحكم الذاتي ومطالبة البوليساريو باستقلال الصحراء الغربية؟