*"سننظرُ أصدقتَ أم كنتَ من الكاذبين"* !

    • *"سننظرُ أصدقتَ أم كنتَ من الكاذبين"* !

      *"سننظرُ أصدقتَ أم كنتَ من الكاذبين"* !

      نخرج من المسجد ،أو نستيقظ من النوم أو نختلس نظرةً من شاشة الهاتف في اجتماع ، فنجد عشرات أو مئات بل آلافا من الرسائل على برنامج " الواتس آب".

      ويبدأ الكثير منا مرة أخرى بإرسال الرسائل ،فمنا من يرسل الصور وتعليقاتها ،ومنا من يرسل المقاطع ومنا من يرسل الأخبار والحوادث ،متمنيين أن نكون أول من أرسل الرسالة في المجموعات لنحوز السبق الصحفي!

      إن كتاب الله سبحانه وتعالى يرسم لنا منهجا فريدا في التثبت والتيقن والتأكد ،قبل التكلم أو الإخبار أو الإرسال ويعلمنا أن لا نقول وأن لا نتكلم وأن لا نبعث بشيء إلا ونحن على يقين.
      إنه المنهج الذي أراده الله أن يكون واقعا حيا بيننا.

      في قصة سيدنا سليمان والهدهد ،منهجٌ ودرسٌ عظيم ، فعندما تفقد سيدنا سليمان الهدهد ،ولم يجده توعده بالعذاب أو الذبح ، فقدِمَ الهدهدُ يدافع عن نفسه بكلام بليغ وحجة قاهرة ، تجعل السامع يصدق ما يقوله الهدهد بدون مراجعة ، فالألفاظ وتجييش العاطفة والبراهين العلمية التي يلقيها الهدهد في كلامه على سيدنا سليمان تجعل السامع يصدق الكلام ويقطع بصحته..

      "أحطتُ بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين"..

      فالإحاطة هي الإلمام بالشيء والنبأ هو الخبر العظيم ذو الشأن ، ثم وصف الهدهد نبأه هذا بأنه يقين !

      ثم أخذ يصف لسيدنا سليمان شرك القوم ، وأنهم يسجدون للشمس من دون الله ، ثم أخذ يستثير عاطفته بذكر توحيد الله وقدرته ، وكيف أن هؤلاء القوم أشركوا بالله.

      مع هذا البيان الدقيق والألفاظ المختارة ، والأسلوب الذي يحرك العاطفة ، نجد أن سيدنا سليمان يرد على الهدهد

      "سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين".

      ثم يأمر الهدهد أن يذهب بالكتاب ليتأكد من الخبر!!

      أين نحن اليوم من هذا المنهج وهذا السلوك الفريد ، أين نحن اليوم في الواتس وتويتر والفيس عن هذه الآيات البليغات.!

      يرسل الواحد منا خبرا ويعممه على من معه في القائمة وفي مجموعاته وهو لا يعرف صدقه من كذبه!

      يرسل الواحد منا صورة وهو لا يعلم حقيقتها من كذبها وحقيقة التعليق عليها ، وللأسف هذا كثير!

      يرسل الواحد منا مقطعا مرئيا أو صوتيا وهو لا يعرف صدقه من كذبه ، وما أكثر تركيب المقاطع والصور اليوم ، فقد أصبحنا نشك في كثير مما نراه!

      ويرسل الواحد منا فتوى أو إحصائية علمية أو كلمة وهو لا يعلم مصدرها وحقيقتها!

      وكل هذا ينتشر انتشار النار في الهشيم ، ويتلقاها الآلاف إن لم يكن الملايين.

      ثم يرسل لك أحيانا:

      *"أعتذر الخبر غير صحيح"!*

      *"عذرا الصورة السابقة مركبة وهذه الصورة الحقيقية"!*

      *"أعتذر المقطع غير صحيح ".*

      وللأسف حتى بعض الكبار ، والقامات العلمية ، وقعوا في هذا الفخ وهذا المنزلق الخطير ، فتجدهم يعلقون ويحللون ويتهمون ، ثم يتبين لهم أن الخبر مكذوب!

      لو وقف الواحد منا عند هذا المنهج ،لما تلقى في اليوم الواحد إلا نزرا يسيرا من الرسائل!

      *ولو وقف كلُ واحد منا اليوم عند هذا المنهج الرباني العظيم ، لما احتاجت كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة إلى البيانات التي تنشرها لنفي إشاعة أو خبر كاذب أو مفبرك عنها.*

      حسب آخر الإحصائيات يشترك شهريا في برنامج الواتس أكثر من 700 مليون ويُرسل يوميا أكثر من 27 مليار رسالة..!

      كتبه/نايف بن سليمان الهنائي.
    • نسأل الله السﻻمة. .
      بالفعل أصبح نشر الاشاعات روتين وعمل ﻷصحاب القلوب الضعيفة
      التي ﻻ هم لها سواء السباق في ميدان نشر الفضائح وتشهير بالاخرين
      .
      من لم يشغل نفسه بالطاعة شغلته نفسه بالمعصية *
    • الفراغ وقلة الوعي والدين هيه أهم ألأسباب التي تجعل من الشخص مروض للأشاعات .

      جزاك الله خيرا أختي على مرورك الطيب