السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد عدت بالذاكرة الى الوراء قليلا اتصفح بعض الخواطر التي مرت بصفحات ساحة الخواطر في فترة كنت غائبا عنها ..
ومن المواضيع التي لفتت انتباهي خاطرة لأختنا المتألقة والتي يسطع نجمها بصورة واضحة .. لا أقول هذا مجاملة ولكن لما وجدته في هذا الكاتبة من انفراد تام باسلوب اعجبني جدا وهو الاسلوب الذي تتخذه في ردودها من مبدأ ( ما قل ودل ) مع انه ربما لا يدل الكثيرين ممن يقرؤون ردودها ..
الموضوع الذي اقصده هنا شدني عنوانه من بين العناوين التي كان معها عبر الصفحة المنسية ولا اذكر قمها التسلسلي ..
العنوان( قضية الجرح ) .. عنوان من كلمتين معناه جارح في حد ذاته للفكر فهو يجبر العقل على التساؤل على ما يوجد خلفه من مضمون .. لذا فلا أستطيع أن اجزم بجودة هذا العنوان إلا إذا قرأت النص بأكمله .. لذا سأعود إليه بعد قرائتي المتواضعة جدا جدا لمضمون النص .
وهذه لكم الخاطرة لتقرؤوها من جديد قبل بداية قراءتي أنا لها وكتابتي لتلك القراءة بحروف تأمل ان توصل الفائدة للجميع .
لا أدري أذا كان من حق الشوق أن يجذبنا الى أبعد من حدود الألم , ولا أدري أذا كنا نستطيع أن نلامس الوجع بتهنئة أكثر عمقا عن شفافية الكلمة المجروحة , ولا أدري أذا كنت أستطيع أن أصافح القدر بتفاؤل أكثر نقاوة عن أمس غاص بجرح ملوث يبحث عن غد ينقذه من التمرد في النفس المخنوقة بالحيرة التي لا تعرف لها مقرا بين البقاء والرحيل لاستراحة أكثر مأمنا للذات الغارقة في جحر يراه هو أكثر نقاوة من الأمس المجروح , وأراه أنا كالغيوم المصطدمة بعضها ببعض .
قال لي سيدتي :
أحاول أن أبحث لتلك الأنثى التي لا تعرف التمرد في الحب لتعلمني أن للاشتياق متعة وللأنتظار لهفة , أنثى لا تعرف للكبرياء طريقا .
سيدتي :
إن للزمن فرصة آخرى لتحتل أمرأة أداعب احساسها الأنثوي.... ليكون لها موطنا تسكنه عبر الجزء الآخر من قلبي تصافح قدري الآتي من جديد , ومعها أمارس الأبتسامة المزيفة .
حاولت أن أتوجه الى أستراحة قلبينا عندما أنوي الوصول وجدت كل رسائلك عالقة , وجهة إبهامي المكسور ليزيحها بالحبر النازف أشطبها من زمني ....أوهمت نفسي بأنك أصبحتِ نهايات الأمس والغد .
كان لرسائلك نزف آخر سجلته بكل هدوء وبين طياتها نبرات حارة تلتهمني من أعمق الأعماق . .
كل شيء مازال يدوس على كل الأوردة بنضبة من ألم الحروف المجروحة , ظل قلبي حينها يردد كل ما كتبناه برسائلنا الجميلة التي عشقناها معا ونقشناها بأوجه قلبينا , واليوم صنع الوداع لنا جرح آخر فتشت لتلك الكلمات من بين تلك الجموح النازف من الحروف التي كلانا ننتظرها بدم أبهامنا التي هو الاخر رفع لنا (قضية الجرح ) ولن أجدها ..!! فرفضت الغرق مع قلبي المستمر بخفر الجرح حتى يلامس شفافية القلب, وكان ناينا الحزين ينتظرنا ليلحن لنا بما أتى أثناء الوداع ليكن رحيلنا بإيقاع خاص يشبه لقاءنا .
قيله لي يوما :
أن للزمن حكاية مؤلمة يدنسها الحب مع امرأة تاهت عبر لحظات ضعف , وما الحب سوى مغامرات كتبها الزمن لينسينا بها زمن آخر .
كانت لدقائقي ووقتي معك حكاية كنت أمشي بكل كبرياء أوزع أبتسامة الأٍستهزاء لكل من حولي لتعلن لهم : ( أن بداخل هذا الشامخ امرأة تختلف عن كل النساء ) واليوم أجدهم يمرون من أمامي ونظراتهم تسألني أين ( امرأة الكبرياء ,امرأة النقاء ) كما اسميتها لم أكن أعلم بأن النهاية أصبحت كالبدايات .... مشيناها على عتمة مظلمة نحاول أن نجد النور بتلك الشموع وبمنتصف كل ليلة أرى الشموع تخترقني .
سيدي :
هيا بنا ننهي قضية الجرح... بأن تكون متمردا بأحاسيسك ومشاعرك , أن أحمل أنتقام الزمن إلى أن تصبح لديك طقوس لمغامراتك لم تشهدها النساء من قبل , فتصبح( قضيتك امرأة , وحكايتك امرأة , وجرحك أمرأة ) . الى أن تمحي بصمة الذكرى التي خلدتها بزمنك , وتشير عليّ بأصبع الأتهام بأني مجرد سراب أنت أتبعته , فلننهي قضية الجرح باللقاء أبديا , لقاء يختلف عن خيالات الأمس وعن حوار يشبه تفاهاتنا كما أسميتة يوما .. !!!
لم تكتمل بعد /
أتقبل النقد
مقدمة تلك الخاطرة الوجدانية كانت جميلة لا اجد ما يدعوني الى ان سرد تحليل معين لها – تلك هي الحقيقة – ولكن اسطر الاعجاب الذي وجدته في نفسي لتلك العبارات الفريدة الممتزجة .. وهي عبارات معقدة بعض الشيء ليس من السهل ان يفهم معناها من اول قراءة .. وذلك بسبب التشبيهات الفنية والخيالية التي احتوتها .. وتلك التشبيهات وضعت لها الفنار قواعد مغايرة للطبيعة فقد ألبستها أثوابا لا تستطيع ان ترتديها إلا في بحر الخيال الواسع والذي يدل على أن فكر قطع شوطا لا يستهان به من محاولات الوصول للإبداع الأدبي .
والتساؤل الذي استهلت به الفنار مقدمتها :
(( لا أدري أذا كان من حق الشوق أن يجذبنا الى أبعد من حدود الألم )) انا ايضا لا أعلم الاجابة على هذا التساؤل .. وفوق هذا أتمنى لو تستطيع الكاتبة أن تبين لي ما هي حدود الألم التي تقصدها .. فلا أعلم أن للألم حدود .. وهيهات أن تكون له ؟
استخدمت الفنار اسلوب حوار جميل بينت فيه الفكر للرجل المتواجد في خاطرتها القصصية تلك .. فمن خلال ما يتبع (( قال لي سيدتي )) نجد تحليلا لشخصية رجل يحب السيطرة على النساء بخبث كما ان من خلال كلامه أيضا نجد وصفه لسيدته التي يحاورها بأنها ذات كبرياء .. وهو يكره ذلك فيها .
قرأت في سطور النص (( الكلمة المجروحة )) كما قرأت (( الحروف المجروحة )) فأي العبارتين أكثر جملا و أكثر تأثيرا في القارئ ؟!
((واليوم صنع الوداع لنا جرح آخر فتشت لتلك الكلمات من بين تلك الجموح النازف من الحروف التي كلانا ننتظرها بدم أبهامنا التي هو الاخر رفع لنا (قضية الجرح ) ولن أجدها ..!! ))هناك لبس في فكري هنا لبعض الصيغ التعبيرية .. فلم ادري أين أضع لساني عند نطقها هل هي تعود للتذكير ام يفترض أنها للتأنيث ..
(( فتشت لتلك الكلمات )) أي كلمات تقصد الكاتبة هنا ؟!
(( من بين تلك الجموح النازف )) كيف تكون (( تلك )) – للمؤنث - وهي جموح نازف ( مذكر ) ؟!
(( بدن ابهامنا التي هو الآخر )) ما ( التي ) وما ( هو ) ؟!
بعد ذلك تأتينا عبارة (( قيله لي يوما : )) وهنا غلطة مطبعية تغتفر وكأنها لم تكن ( قيل لي يوما ) .. وما يجبرنا على غفران تلك الغلطة التي سهت فيها الكاتبة بالطبع .. أن بعدها أتت أفضل كلمات الخاطرة (( أن للزمن حكاية مؤلمة يدنسها الحب مع امرأة تاهت عبر لحظات ضعف , وما الحب سوى مغامرات كتبها الزمن لينسينا بها زمن آخر .)) فهذه حقيقة رأيتها رأي العين .. وعايشتها بكل تفاصيلها .
نهاية الخاطرة كانت كبدايتها جميلة بحق ولها رونق خاص .. وخصوصا اخر الكلمات التي تجرف اذهاننا الى الماضي لنحاول تصور الايام التي كان يعتبر سيد النص فيها حواراته مع سيدته بأنها تافهة .
ترى هل كانت سيدة هذا النص مجرد واحدة من النساء الاتي حاول فيها ذلك الرجل ان يلعب بمشاعرهن عبر ابتسامته الخبيثة ؟! أم أنه أحبها فعلا ؟!
بنظرة عامة على هذا الموضوع وموضوع اخر سبق.. خواطر قصصية تستخدمها الفنار كما ارى وهي تجيدها وتجيد وضعنا في جماليات أدبية من خلال فكرها الراقي – دون مجاملة – مع أن تلك الخواطر تحمل نفس الفكرة المستهلكة كما أقول دائما .. ولكن لا ننكر مقدرة الفنار على رسمها بكلمات لها ثقلها في كل مرة ..
ولا ننسى العودة الى العنوان كما قلنا في البداية :
العنوان( قضية الجرح ) ..
هل كان هذا العنوان مناسبا للنص الذي قرأناه ؟!..
بكل بساطة أقول نعم
فالقصة التي عايشناها للخيانة الواضحة مع الاصرار السابق من قبل سيد القصة أثار قضية الجروح التي عاناها الطرفين فيما بعد ..
ولم ننتهي بعد من هذا النص على حسب قول صاحبته :
(( لم تكتمل بعد
أتقبل النقد ))هذه العبارة أذكرها اسفل موضوع آخر للكاتبة ..
لم تكتمل بعد ..
ماذا تقصد الكاتبة من هذه العبارة يا ترى ؟!
هل النص الذي قرأناه لم يكتمل بعد مثله مثل نص الفنار الآخر ؟ أم أنها تقصد من ذلك انها تنتظر الى ان تكتمل الردود على موضوعها ومن ثم تحكم ان كان قد اكتمل الموضوع ام لا .. ولذلك فإنها تركت لنا ملاحظة صغيرة تخبرنا فيها بتقبلها للنقد ..
ما يهمني هنا هو ان اوصل للكاتبة فكرة مهمة في ذهني ..
الخواطر والنصوص التي هي من هذا انوع .. اعتبرها انا كتابة حرة .. بمعنى ان لأنواع الكتابة الاخرى .. مثل الشعر والقصة والمسرحية والمقال .. قواعد معينة تحكمها .. أما الخاطرة فليس لها هذا على حسب معرفتي .. لذا فالنقد للقصة غالبا ما ينحصر في الاخطاء اللغوية النحوية ..
ولكن هذا لا يمنع من وضع تحليل للخاطرة عبر الآراء الشخصية .
كل ما وضعته هنا عبارة عن نظرة شخصية للموضوع كما ذكرت .. ويا حبذا أن نجد من يقوم بقراءة جديدة للنص الفنار او لردي انا التحليلي المتواضع هذا .. كما اتمنى أن تجد الفنار نفسها فائدة ولو قليلة من هذه القراءة لنصها ..
اخيرا
اشكر صاحبة النص الادبي اختي الفنار .. وأرجوا الا اكون قد رسمت بوجهها الضيق بسبب هذه الموضوع ..
وما زالت لغة الحوار موجودة تحت الطلب
وتقبلوا تحياتي
والى لقاء ان شاء الرحمن
لقد عدت بالذاكرة الى الوراء قليلا اتصفح بعض الخواطر التي مرت بصفحات ساحة الخواطر في فترة كنت غائبا عنها ..
ومن المواضيع التي لفتت انتباهي خاطرة لأختنا المتألقة والتي يسطع نجمها بصورة واضحة .. لا أقول هذا مجاملة ولكن لما وجدته في هذا الكاتبة من انفراد تام باسلوب اعجبني جدا وهو الاسلوب الذي تتخذه في ردودها من مبدأ ( ما قل ودل ) مع انه ربما لا يدل الكثيرين ممن يقرؤون ردودها ..
الموضوع الذي اقصده هنا شدني عنوانه من بين العناوين التي كان معها عبر الصفحة المنسية ولا اذكر قمها التسلسلي ..
العنوان( قضية الجرح ) .. عنوان من كلمتين معناه جارح في حد ذاته للفكر فهو يجبر العقل على التساؤل على ما يوجد خلفه من مضمون .. لذا فلا أستطيع أن اجزم بجودة هذا العنوان إلا إذا قرأت النص بأكمله .. لذا سأعود إليه بعد قرائتي المتواضعة جدا جدا لمضمون النص .
وهذه لكم الخاطرة لتقرؤوها من جديد قبل بداية قراءتي أنا لها وكتابتي لتلك القراءة بحروف تأمل ان توصل الفائدة للجميع .
==============
النص :
النص :
قضية جرح
لا أدري أذا كان من حق الشوق أن يجذبنا الى أبعد من حدود الألم , ولا أدري أذا كنا نستطيع أن نلامس الوجع بتهنئة أكثر عمقا عن شفافية الكلمة المجروحة , ولا أدري أذا كنت أستطيع أن أصافح القدر بتفاؤل أكثر نقاوة عن أمس غاص بجرح ملوث يبحث عن غد ينقذه من التمرد في النفس المخنوقة بالحيرة التي لا تعرف لها مقرا بين البقاء والرحيل لاستراحة أكثر مأمنا للذات الغارقة في جحر يراه هو أكثر نقاوة من الأمس المجروح , وأراه أنا كالغيوم المصطدمة بعضها ببعض .
قال لي سيدتي :
أحاول أن أبحث لتلك الأنثى التي لا تعرف التمرد في الحب لتعلمني أن للاشتياق متعة وللأنتظار لهفة , أنثى لا تعرف للكبرياء طريقا .
سيدتي :
إن للزمن فرصة آخرى لتحتل أمرأة أداعب احساسها الأنثوي.... ليكون لها موطنا تسكنه عبر الجزء الآخر من قلبي تصافح قدري الآتي من جديد , ومعها أمارس الأبتسامة المزيفة .
حاولت أن أتوجه الى أستراحة قلبينا عندما أنوي الوصول وجدت كل رسائلك عالقة , وجهة إبهامي المكسور ليزيحها بالحبر النازف أشطبها من زمني ....أوهمت نفسي بأنك أصبحتِ نهايات الأمس والغد .
كان لرسائلك نزف آخر سجلته بكل هدوء وبين طياتها نبرات حارة تلتهمني من أعمق الأعماق . .
كل شيء مازال يدوس على كل الأوردة بنضبة من ألم الحروف المجروحة , ظل قلبي حينها يردد كل ما كتبناه برسائلنا الجميلة التي عشقناها معا ونقشناها بأوجه قلبينا , واليوم صنع الوداع لنا جرح آخر فتشت لتلك الكلمات من بين تلك الجموح النازف من الحروف التي كلانا ننتظرها بدم أبهامنا التي هو الاخر رفع لنا (قضية الجرح ) ولن أجدها ..!! فرفضت الغرق مع قلبي المستمر بخفر الجرح حتى يلامس شفافية القلب, وكان ناينا الحزين ينتظرنا ليلحن لنا بما أتى أثناء الوداع ليكن رحيلنا بإيقاع خاص يشبه لقاءنا .
قيله لي يوما :
أن للزمن حكاية مؤلمة يدنسها الحب مع امرأة تاهت عبر لحظات ضعف , وما الحب سوى مغامرات كتبها الزمن لينسينا بها زمن آخر .
كانت لدقائقي ووقتي معك حكاية كنت أمشي بكل كبرياء أوزع أبتسامة الأٍستهزاء لكل من حولي لتعلن لهم : ( أن بداخل هذا الشامخ امرأة تختلف عن كل النساء ) واليوم أجدهم يمرون من أمامي ونظراتهم تسألني أين ( امرأة الكبرياء ,امرأة النقاء ) كما اسميتها لم أكن أعلم بأن النهاية أصبحت كالبدايات .... مشيناها على عتمة مظلمة نحاول أن نجد النور بتلك الشموع وبمنتصف كل ليلة أرى الشموع تخترقني .
سيدي :
هيا بنا ننهي قضية الجرح... بأن تكون متمردا بأحاسيسك ومشاعرك , أن أحمل أنتقام الزمن إلى أن تصبح لديك طقوس لمغامراتك لم تشهدها النساء من قبل , فتصبح( قضيتك امرأة , وحكايتك امرأة , وجرحك أمرأة ) . الى أن تمحي بصمة الذكرى التي خلدتها بزمنك , وتشير عليّ بأصبع الأتهام بأني مجرد سراب أنت أتبعته , فلننهي قضية الجرح باللقاء أبديا , لقاء يختلف عن خيالات الأمس وعن حوار يشبه تفاهاتنا كما أسميتة يوما .. !!!
لم تكتمل بعد /
أتقبل النقد
==============
مقدمة تلك الخاطرة الوجدانية كانت جميلة لا اجد ما يدعوني الى ان سرد تحليل معين لها – تلك هي الحقيقة – ولكن اسطر الاعجاب الذي وجدته في نفسي لتلك العبارات الفريدة الممتزجة .. وهي عبارات معقدة بعض الشيء ليس من السهل ان يفهم معناها من اول قراءة .. وذلك بسبب التشبيهات الفنية والخيالية التي احتوتها .. وتلك التشبيهات وضعت لها الفنار قواعد مغايرة للطبيعة فقد ألبستها أثوابا لا تستطيع ان ترتديها إلا في بحر الخيال الواسع والذي يدل على أن فكر قطع شوطا لا يستهان به من محاولات الوصول للإبداع الأدبي .
والتساؤل الذي استهلت به الفنار مقدمتها :
(( لا أدري أذا كان من حق الشوق أن يجذبنا الى أبعد من حدود الألم )) انا ايضا لا أعلم الاجابة على هذا التساؤل .. وفوق هذا أتمنى لو تستطيع الكاتبة أن تبين لي ما هي حدود الألم التي تقصدها .. فلا أعلم أن للألم حدود .. وهيهات أن تكون له ؟
استخدمت الفنار اسلوب حوار جميل بينت فيه الفكر للرجل المتواجد في خاطرتها القصصية تلك .. فمن خلال ما يتبع (( قال لي سيدتي )) نجد تحليلا لشخصية رجل يحب السيطرة على النساء بخبث كما ان من خلال كلامه أيضا نجد وصفه لسيدته التي يحاورها بأنها ذات كبرياء .. وهو يكره ذلك فيها .
قرأت في سطور النص (( الكلمة المجروحة )) كما قرأت (( الحروف المجروحة )) فأي العبارتين أكثر جملا و أكثر تأثيرا في القارئ ؟!
((واليوم صنع الوداع لنا جرح آخر فتشت لتلك الكلمات من بين تلك الجموح النازف من الحروف التي كلانا ننتظرها بدم أبهامنا التي هو الاخر رفع لنا (قضية الجرح ) ولن أجدها ..!! ))هناك لبس في فكري هنا لبعض الصيغ التعبيرية .. فلم ادري أين أضع لساني عند نطقها هل هي تعود للتذكير ام يفترض أنها للتأنيث ..
(( فتشت لتلك الكلمات )) أي كلمات تقصد الكاتبة هنا ؟!
(( من بين تلك الجموح النازف )) كيف تكون (( تلك )) – للمؤنث - وهي جموح نازف ( مذكر ) ؟!
(( بدن ابهامنا التي هو الآخر )) ما ( التي ) وما ( هو ) ؟!
بعد ذلك تأتينا عبارة (( قيله لي يوما : )) وهنا غلطة مطبعية تغتفر وكأنها لم تكن ( قيل لي يوما ) .. وما يجبرنا على غفران تلك الغلطة التي سهت فيها الكاتبة بالطبع .. أن بعدها أتت أفضل كلمات الخاطرة (( أن للزمن حكاية مؤلمة يدنسها الحب مع امرأة تاهت عبر لحظات ضعف , وما الحب سوى مغامرات كتبها الزمن لينسينا بها زمن آخر .)) فهذه حقيقة رأيتها رأي العين .. وعايشتها بكل تفاصيلها .
نهاية الخاطرة كانت كبدايتها جميلة بحق ولها رونق خاص .. وخصوصا اخر الكلمات التي تجرف اذهاننا الى الماضي لنحاول تصور الايام التي كان يعتبر سيد النص فيها حواراته مع سيدته بأنها تافهة .
ترى هل كانت سيدة هذا النص مجرد واحدة من النساء الاتي حاول فيها ذلك الرجل ان يلعب بمشاعرهن عبر ابتسامته الخبيثة ؟! أم أنه أحبها فعلا ؟!
بنظرة عامة على هذا الموضوع وموضوع اخر سبق.. خواطر قصصية تستخدمها الفنار كما ارى وهي تجيدها وتجيد وضعنا في جماليات أدبية من خلال فكرها الراقي – دون مجاملة – مع أن تلك الخواطر تحمل نفس الفكرة المستهلكة كما أقول دائما .. ولكن لا ننكر مقدرة الفنار على رسمها بكلمات لها ثقلها في كل مرة ..
ولا ننسى العودة الى العنوان كما قلنا في البداية :
العنوان( قضية الجرح ) ..
هل كان هذا العنوان مناسبا للنص الذي قرأناه ؟!..
بكل بساطة أقول نعم
فالقصة التي عايشناها للخيانة الواضحة مع الاصرار السابق من قبل سيد القصة أثار قضية الجروح التي عاناها الطرفين فيما بعد ..
ولم ننتهي بعد من هذا النص على حسب قول صاحبته :
(( لم تكتمل بعد
أتقبل النقد ))هذه العبارة أذكرها اسفل موضوع آخر للكاتبة ..
لم تكتمل بعد ..
ماذا تقصد الكاتبة من هذه العبارة يا ترى ؟!
هل النص الذي قرأناه لم يكتمل بعد مثله مثل نص الفنار الآخر ؟ أم أنها تقصد من ذلك انها تنتظر الى ان تكتمل الردود على موضوعها ومن ثم تحكم ان كان قد اكتمل الموضوع ام لا .. ولذلك فإنها تركت لنا ملاحظة صغيرة تخبرنا فيها بتقبلها للنقد ..
ما يهمني هنا هو ان اوصل للكاتبة فكرة مهمة في ذهني ..
الخواطر والنصوص التي هي من هذا انوع .. اعتبرها انا كتابة حرة .. بمعنى ان لأنواع الكتابة الاخرى .. مثل الشعر والقصة والمسرحية والمقال .. قواعد معينة تحكمها .. أما الخاطرة فليس لها هذا على حسب معرفتي .. لذا فالنقد للقصة غالبا ما ينحصر في الاخطاء اللغوية النحوية ..
ولكن هذا لا يمنع من وضع تحليل للخاطرة عبر الآراء الشخصية .
كل ما وضعته هنا عبارة عن نظرة شخصية للموضوع كما ذكرت .. ويا حبذا أن نجد من يقوم بقراءة جديدة للنص الفنار او لردي انا التحليلي المتواضع هذا .. كما اتمنى أن تجد الفنار نفسها فائدة ولو قليلة من هذه القراءة لنصها ..
اخيرا
اشكر صاحبة النص الادبي اختي الفنار .. وأرجوا الا اكون قد رسمت بوجهها الضيق بسبب هذه الموضوع ..
وما زالت لغة الحوار موجودة تحت الطلب
وتقبلوا تحياتي
والى لقاء ان شاء الرحمن