رسالة من طفل سوري

    • رسالة من طفل سوري

      السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

      تحية ورجفة وبعد ... نعم رجفة ...

      رجفة قلب أم حين تحتضن أطفالها لتقيهم من نفحات البرد ...
      رجفة جسد طفل لم يرى من الحياه بعد سوى بردها القارس ..
      رجفة لونت شفاة فتاة بلون البرد لا أحمر الشفاه ...


      إنها ليست مجرد رجفة إنها قافلة ألم تتطوف بنا ... لتأخذ منا فرداً..

      أولم يقتلوا أبي!!! ...
      أولم تبكي أمي...
      أولم يغلف الثلج جثة أخي !!!


      وماذا بعد !!!!


      تحية ورجفة وبعد ...

      إلى من أكتب رسائلي هذه !!
      وأي بريد ذاهب يحملها ...
      إليكم يا من لا أعرفكم ولكنكم تعرفون اخي امي وابي .. وتعرفون بلدي ..

      أتعلمون .. إنني طفل لم اتجاوز العقد الاول من عمري بعد ..

      ولكن بقلبي آهات لا يحملها ذو التسعه عقود من عمره ...

      جسدي يتآوه من شدة البرد ...
      لا أكاد أستطيع تحريك أناملي ..


      فقد جمد البرد أطرافي ... وجمد قريتي ...


      تحية ودمعة وبعد ..

      قبل أعوام كنت ألعب تحت المطر مرتداً معطفي الازرق ذو الفرو الدافى ..

      ذاك الذي اشتراه لي والدي في عيد مولدي ...

      كنت أحمل مظلتي ...واجري تحت المطر ...

      كنت انتظر الشتاء لان به من السعاده ..
      ما هو كفيل برسم ابتسامه على شفتي ...
      كنت و كانت السعاده تتراقص امام مدفئة ابي .
      ..


      اما اليوم .. فإنني أشعر بإنني اعيش فقط لاموت ..

      إما بردا او قتلا ...


      تحية ودمعة وبعد ...


      أمي في الخليج ،
      أمي في المغرب العربي ،
      أمهاتي في كل بقاع الارض ...


      إنني ارتجف برداً ..

      فلا قوت دافئ يبعث في جسدي دفئاً ..
      ولا معطف يحميني من نزلات البرد ...

      فأين انتي مني !!!

      هذه رسالتي إليك والتي لا أعلم من سيقرأها سواي ...

      وأي بريد ذاهب يحملها ...

      فكما قال محمود درويش " سُد طريق البر والبحر والآفاق "



      مخلصكم : طفل سوري
      ...فيني عزه احرقت جـمر الاشواق
      وفيني هيبه بعثرت عزة انسان ...