Alwatan كتب:

في الأولى 18 أغسطس,2017  نسخة للطباعة

مع ما تمثله محورية العنصر البشري من عامل رئيسي يعتمد عليه نجاح أية خطة تنموية فإن قيمة هذا العامل تتعاظم عندما يتعلق الأمر بقطاع كالقطاع السياحي الذي يعد الرضا البشري هو المعيار الرئيسي لنجاح خططه وتحقيق أهدافه.
فالغاية الرئيسية لخطط النهوض بالقطاع السياحي سواء كانت هذه الخطط تستهدف تطوير المرافق أو دعم المقومات هو الحصول على رضا الزائر بشكل يجعل من تجربته السياحية تجربة ثرية يرغب في تكرارها أو ينصح بها غيره للقيام بها.
ومن هذا المنطلق تأتي التوصية التي خرجت بها دراسة”الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للتنمية السياحية في نيابة الجبل الأخضر” والقاضية بضرورة أن يكون العنصر البشري هو محور الخطط التنموية السياحية بمثابة قاعدة ذهبية ينبغي الانطلاق منها عند إعداد الخطط السياحية.
فالدراسة التي أعدها فريق بحثي من جامعة السلطان قابوس قدمت وصفا تحليليا للخصائص الجغرافية والسكانية والاقتصادية لنيابة الجبل الأخضر إضافة إلى توصيف المنتج السياحي بها، كما رصدت الأبعاد المختلفة الخاصة بالتنمية السياحية وعلاقتها بالمواطنين القاطنين في النيابة من حيث قياس مدى وعيهم وقدرتهم على الانخراط والاستفادة من الحركة السياحية المتزايدة مع إلقاء الضوء على التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية للحركة السياحية في النيابة وتطلعات المجتمع لدعم دوره في التنمية السياحية في الجبل الأخضر.
وقد خرجت الدراسة بعدة نتائج منها وعي السكان بالإمكانات الكبيرة التي يحملها قطاع السياحة لتعزيز التنمية الاقتصادية للمجتمع المحلي واستعداد السكان للمشاركة والعمل في الأنشطة السياحية المختلفة بما يتلاءم وحرصهم على المحافظة على الخصوصية الثقافية والحضارية للنيابة وأهمية تعزيز مشاركة المجتمع المحلي في التنمية السياحية للمنطقة من خلال تقديم الدعم المالي والإداري والتدريبي والحاجة إلى تطوير الخدمات العامة والسياحية في النيابة بشكل عام.
كما تكشف نتائج هذه الدراسة والتي رصدت رغبة سكان الجبل الأخضر في الاستثمار في المجال السياحي بمنطقتهم ووعيهم بأهمية المشاريع السياحية الحكومية التي ستوفر لأبنائهم فرص عمل جيدة في نفس منطقتهم بمقوم جديد يضاف إلى المقومات السياحية المتعددة للسلطنة والمتمثل في وعي العمانيين بأهمية هذا القطاع الحيوي واستعدادهم لتنميته وتطويره ليحقق المأمول منه في دعم الاقتصاد الوطني.
المحرر