إسدال الستار على المؤتمر العلمي الدولي الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية

    • خبر
    • إسدال الستار على المؤتمر العلمي الدولي الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية

      Alwatan كتب:

      مسقط ـ الوطن:
      أسدل الستار مساء امس على المؤتمر العلمي الدولي للوثائق والمحفوظات “الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية”، الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وكلية الشرق الأوسط، الذي استمر ليومين بمسرح كلية الشرق الأوسط، وقد رعى حفل الختام سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبحضور عدد من الشخصيات والباحثين والمفكرين والمهتمين من داخل السلطنة وخارجها المهتمين بمحاور ومواضيع المؤتمر.
      ويأتي هذا المؤتمر في سياق إبراز الدور الحضاري والتاريخي للأرشيف العماني والعربي والدولي عبر العصور التاريخية. كما ويعد استمرارا وامتدادا لرؤية هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية واهتمامها الدؤوب بإقامة مثل هذه الندوات والمؤتمرات الدولية على غرار ما تم إنجازه في كل من تركيا وزنجبار وبوروندي وفرنسا وجزر القمر والكويت ومسقط.
      وعلى هامش ختام المؤتمر اعتمد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وعبدالله بن سيف الصباحي، رئيس مجلس إدارة كلية الشرق الأوسط، نظام تصنيف الوثائق الخصوصية لكلية الشرق الأوسط وجداول مدد استبقاء تلك الوثائق ونظام تصنيفها. ويأتي إعداد نظام تصنيف الوثائق الخصوصية لكلية الشرق الأوسط وفقا للمبادئ والإجراءات الواردة بقانون الوثائق والمحفوظات ولائحته التنفيذية، واعتمادا على الكشف الذي أجراه فريق العمل بالكلية بالتنسيق مع أخصائي هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية حول أنواع الملفات والوثائق المتداولة بالكلية.
      التوصيات
      وخلال يومين من البحث والحوار البناء صدر عن المؤتمر عدد من التوصيات ابرزها، دعم دولة فلسطين في حماية وثائقها من الاعتداءات الاسرائيلية استنادا إلى بنود الاستراتيجية العربية لاستعادة الارشيفات المنقولة والمسلوبة والمنهوبة والمهربة، الصادرة عن الفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للارشيف والمؤكد عليها بقرار من مجلس وزراء الخارجية العرب بجامعة الدول العربية، إضافة الى تحويل المؤتمر العلمي الدولي “الأرشيف دعامة للذاكرة الوطنية” في مجال الوثائق والمحفوظات العلمية الى مؤتمر سنوي الانعقاد لاتاحة فرص المشاركة العربية والدولية بغرض النهوض بالوثائق والمحفوظات في الوطن العربي، إلى جانب الدعوة إلى مشروع عربي لتوحيد المصطلح الارشيفي يوفر إطارا مؤسسيا حاضنا للجهود والمبادرات الفردية في هذا المجال. وإعطاء مزيد من الاعتبار للارشيف عبر تعزيز حضوره، والتعريف بأهميته في وسائل الإعلام والاتصال وكذا البرامج الدراسية لغرس الوعي الارشيفي لدى الجيل الجديد. وتناغما مع مبادئ حق النفاذ والحوكمة الرشيدة يوصي المؤتمر بدعم التشريعات التي تساعد الارشيف على ان يلعب دوره كأداة أساسية في البحث العلمي والتنمية المستدامة. ولأن الأرشيف العام ليس وحده ما يدعم الذاكرة الوطنية، وإنما للأرشيف الخاص والارشيفات الفردية مكانة مهمة في هذا السياق، وعليه يوصي المؤتمر بدعم الجهود من أجل جمع وتوثيق وتثمين هذه الأرشيفات. ودعم الاهتمام بتوثيق التاريخ الشفوي لما يمثله من رصيد معرفي وفكري لحماية الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية. كما شجع لحماية الارشيفات الرقمية هي اتاحتها بدلا من حجبه، وعليه يشجع المؤتمر على دعم مبادرات الارشيفات التشاركية والديناميكية مع تطبيق المنهج الدبلوماتي على الوثائق الالكترونية. ونظرا لما تحتويه مؤسسات الوثائق والمحفوظات الوطنية من ذخائر توثق لذاكرة الوطن وهويته، يوصي المؤتمر بتصنيف هذه المؤسسات ضمن الأماكن التي يحميها القانون. وتوجه المشاركون بالشكر والتقدير والعرفان للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على عنايته ورعايته بالتاريخ والحضارة ودعمه المتواصل للنهوض بهما والمحافظة عليهما.
      جلسات اليوم الختامي للمؤتمر
      شهد المؤتمر العلمي الدولي في يومه الختامي عقد جلستين، ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة المصري السابق، وكانت الأستاذة سلوى علي ميلاد المتحدث الرئيسي بالجلسة تطرقت إلى الأرشيف والذاكرة والهوية وكذلك البحث العلمي وارتباطه بالأرشيف، فيما قدم الدكتور عبدالرزاق مقدمي، أستاذ مساعد بجامعة منوبة في تونس، الورقة الأولى بالجلسة ” تقيم أرصدة المحفوظات زمن الانسانيات الرقمية” حيث شهد مجال الأرشيف تطورا ملحوظا على مستوى المفاهيم والمبادئ والأدوات، وقد تدعم هذا التطور خاصة في الآونة الأخيرة مع ظهور ما يسمّى ب” الانسانيات الرقمية ” هذه “الظاهرة” التي شملت استخدام التقنيات الحديثة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية وطرحت تساؤلات عدة حول الممارسات الجديدة للبحث العلمي وقدمت افاقا جديدة للتحاليل المتجددة والأساليب الكمية المعقدة للبيانات. حيث تندرج دراسة الدكتور الباحث لمسألة الإنسانيات الرقمية وأثرها على الأرشيف والأرشيفيين وعلى دور الارشيف في الحفاظ على السيادة الوطنية بمفهومها التقليدي مع التركيز على دراسة منتجاتها: مجموعة أرصدة الأرشيف الرقمية. ومن هذا المنطلق حاول الدكتور تقديم الإجابة على بعض الأسئلة منها: إلى أي مدى أثرت ما يسمى بالإنسانيات الرقمية على تطور الأرشيف، ومفاهيمه ومبادئه وأدواته وأدائه، وخاصة أساليب حفظه على المدى الطويل؟ هل نتحدث عن ثورة أو تطور في وضع الأرشيف؟ ما هي الآثار المهمة للإنسانيات الرقمية على حفظ الأرشيف على المدى الطويل وعلى ممارسات المهنيين المسؤولين عن إدارة الوثائق والبيانات؟ ما الدور الجديد الذي يلعبه الأرشيفون عصر الإنسانيات الرقمية؟.
      الخدمات التعليمية
      وقدم الدكتور سيد الصاوي أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس، الورقة الثانية في الجلسة بعنوان ” المحتوى التعليمي للأرشيفات العربية على الإنترنت وأهميته في التعليم وترسيخ قيم الهوية” تناول فيها الأرشيفات الوطنية وما تقدمه من خدمات معلومات متنوعة لجمهور المستفيدين. ومن أبرز هذه الخدمات التي شرعت الأرشيفات الوطنية في الاهتمام بها مؤخرا الخدمات التربوية لدعم التربية الوطنية والخدمات التعليمية لدعم المناهج الدراسية لتدريس التاريخ والدراسات الاجتماعية وغيرها من التخصصات العلمية والإنسانية من خلال التدريس المستند إلى الوثائق. يرصد الدكتور الصاوي في دراسته أشكال الخدمات التعليمية التي تقدمها الأرشيفات الوطنية ومقومات تقديم كل منها.
      أمن الوثائق
      واختتمت الجلسة الأولى من اليوم الثاني بورقة الدكتور محمد مصطفى محمد علي، جامعة الإمام المهدي في السودان، حيث يعد امن الوثائق من اهم الركائز التي يستند عليها الأرشيف الإلكتروني في الحفاظ على المحتويات الرقمية، وهنالك العديد من الجرائم الإلكترونية التي تزامنت مع مطلع الألفية الثالثة، فكان لابد من اتباع سياسة أمنية قوية من اجل حماية الوثائق والمعلومات بالأرشيف الإلكتروني. يهدف الباحث إلى بيان واقع الأرشيفات الإلكترونية في تأمينها للوثائق بولاية الخرطوم، ومعرفة النظم والسياسات الأمنية المتبعة في ذلك، كما يهدف إلى التعريف بأمن الوثائق وبيان أهميته في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة، وأيضا إلى التعريف بالجرائم التي تتعرض لها الأرشيفات الإلكترونية وكيفية حمايتها.
      الجلسة الثانية

      واستهلت الجلسة الثانية من اليوم الختامي التي ترأسها الدكتور جمعة بن خليفة البوسعيدي، مدير عام البحث وتداول الوثائق، بورقة الدكتور خلفان بن زهران الحجي وحمد بن علي السعدي، بعنوان “دور مؤسسات الأرشيف الوطنية في دعم التنمية الوطنية من خلال البحوث العلمية” حيث تلعب مؤسسات الأرشيف دورًا بارزًا لرفد وتعزيز البحوث العلمية بما تحويه من الوثائق والمواد الأرشيفية المرتبطة بالجوانب التاريخية والقانونية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، مما يساهم بشكل مباشر في المساعدة على وضع الاستراتيجيات والخطط والمساهمة في صنع القرارات بناءً على إحصاءات واقعية وبيانات دقيقة استقيت من مصادرها الأساسية. ومن جهة أخرى فإن الأرشيفات الوطنية تعتبر الذاكرة الحية للأمة ومرآة تعكس أسس تفكير وتخطيط وأنشطة مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية، ومن هنا فإنها تشكل مصادر بالغة الأهمية للبحوث والدراسات التنموية والعلمية والتاريخية. تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على دور مؤسسات الأرشيف الوطنية في تعزيز جوانب البحث العلمي من خلال إتاحة ما لديها من وثائق ومواد أرشيفية مختلفة لخدمة الباحثين والدارسين.
      الحرف العمانية
      وقدمت وضحة بنت محمد الشكيلية، الورقة الثانية بعنوان دور الوثائق والمخطوطات في الحفاظ على الحرف العمانية “حرفة التبسيل” وفيها تبين الباحثة دورالوثائق والمحفوظات والمخطوطات في الحفاظ على الكثير من الحرف العمانية التقليدية القديمة التي لم تنل نصيبا كبيرا من البحث والدراسة والتوثيق, ومنها حرفة التبسيل “صناعة البسور” أحد الحرف العمانية القديمة التي لم تحظى بالكثير من الدراسات والبحوث التي عملت على توثيقها علماً أن هذه الحرفة تعاني في الوقت الحالي من اندثار شبه كلي في عدد كبير من الولايات التي تمارسها إضافة إلى اندثارها بشكل كلي في الكثير منها, هذا وقد ساعدت الوثائق والمخطوطات في الكشف على مدى أهمية هذه الحرفة على حياة المجتمع العماني.
      البحث العلمي
      وجاءت الورقة الثالثة بعنوان “المؤسسات الأرشيفية ودورها في خدمة البحث العلمي” لنجوى محمود الحاج موسى، دائرة الوثائق القومية في السودان، تتناول الدراسة المؤسسات الأرشيفية من حيث أنواع هذه المؤسسات والتي تختلف من قطر لآخر في مسمياتها مع تشابه المهام والوظائف. وتبين الدراسة أهمية هذه المؤسسات خاصة الأرشيفات الوطنية او القومية أو المركزية، كما تذكر الدراسة انواع الأرشيفات الأخرى لتوضح فيما بعد في المحاور الأخرى أهداف ووظائف هذه المؤسسات وكيفية اسهامها في البحث العلمي وبالتالي التنمية الوطنية. كما تتحدث الدراسة عن نوعية واشكال المقتنيات الوثائقية التي تضمها مستودعات الوثائق، وتنوع هذه المقتنيات واختلاف درجة تصنيف مصدرها. وتناقش الدراسة العلاقة بين المؤسسات الأرشيفية والبحث العلمي والمتمثلة في الخدمات التي تقدمها المؤسسات الأرشيفية للبحث العلمي ومستوى هذه الخدمات ،كما تحاول الدراسة توضيح المعايير المناسبة لمستوي تقديم الخدمة.
      المعاهدات والاتفاقيات
      وعنونت الورقة الرابعة “المعاهدات والاتفاقيات بين سلطنة ودول شرق أفريقيا دراسة تحليلية للمخطوطات والوثائق” للدكتور أبوياسر مبورالي كامي، كينيا، وفيها يوضح علاقة عمان ودول شرق أفريقيا علاقة متينة وقوية منذ تاريخ طويل، حيث كانت القيادة العمانية قيادة رشيدة في شرق أفريقيا وعلى حسب مصادر تاريخية كان لحكام سلطنة عمان في شرق أفريقيا دور ملموس وحي في تنشيط التجارة بداية بالبحر وانتهاء بالبر خاصة بعد نقل مركز قيادة الحكم والدولة من عمان إلى المنطقة في عهد السلطان برغش بن سعيد إلى زنجبار. وتعد مدن شرق أفريقيا مهمة لدى حكومة السلطنة ولذلك قام حكام عمانيون باتخاذ هذه المدن مراكز تكون مصدر الحياة والعيش لهم. حيث حصلت كثير من المواقف من حكام عمانيين على أهالي شرق أفريقيا مما أدت إلى عقد اتفاقيات والمعاهدات لحماية المدن ومنها الاتفاقيات التجارية. اسند الباحث بدراسة بعض من هذه الاتفاقيات والمعاهدات من خلال المخطوطات.
      فيما اختتمت الجلسة بالورقة الخامسة “الدراسات والأبحاث الجامعية ودورها في جمع وتوثيق وأرشفة المخطوطات التاريخية”(دراسة حالة مشروع قسم الآثار جامعة النيلين بشرق سنار- في السودان) للأستاذ مزمل سعد إبراهيم المكي، تطرقت الورقة إلى تجربة قسم الآثار بجامعة النيلين، في جمع التراث الثقافي والمخطوطات أثناء المسح الآثاري والاثنوغرافي لمنطقة شرق سنار، للمساهمة في مشروع سنار عاصمة الثقافة الاسلامية للعام 2017م، حيث كشفت الدراسة عن العديد من المواقع الأثرية والتاريخية وجمع المخطوطات القرآنية. وخلصت الدراسة إلى وجود تراث وعادات وتقاليد مختلفة لها ارتباط وثيق بالحضارات السودانية القديمة مما يدل إلى وجود استمرارية ثقافية.

      Source: alwatan.com/details/257388