بسم الله المتفضل على عباده بصنوف النعم
والصلاة والسلام على من أرسل هاديا ومصححا للقيم
***
أصدقكم القول أني حقيقة لا أدري
هل سبقني أحد من الأحبة إلى طرح ما سأطرحه الان
أم أني أول من سيشعل فتيل هذا النقاش الجاد والهادف بإذن الله
لنصل معا إلى تحقيق الغاية والمراد من
طرح هكذا مواضيع وحوارات ...
***
لا أحد ممن حاز عقلا فطنا ولبا مدركا وقلبا واعيا
لا أحد ممن حاز عقلا فطنا ولبا مدركا وقلبا واعيا
ينكر أو يجهل
ما للكلمة من أثر عميق وعميق جدا
في تغيير مجرى كثير من الأمور والأخذ بنواصي الاحداث
من منحى إلى آخر وطبع النفوس على أفكار ومعتقدات
ممن ملكوا زمام الفكر
وكانوا أرباب الريادة في توجيه دفة الأمور فساقوا العقول والنفوس
متمثلة في الشعوب والحضارات
ساقوها إما لموارد النجاة وإما لمهالك الردى
فأخلفوا أقوامهم وشعوبهم إما ترحا وهناءا وإما بؤسا وشقاءا ...
الكلمة تلكم الوسيلة التي تخلق أثير التواصل
مع من حولنا فنننقل أفكارنا.. أحاسيسنا .. خواطرنا ..
وآرائنا .. نعبر عن آلامنا وآمالنا .. نتشاطر أفراحنا وأتراحنا ..
وننتشل قلوبنا من وحدتها بمجرد أن
نتلفظ ولو بكلمة : (( آه ))...
لن أسترسل في وصف ما للكلمة من عظيم الشأن وجليل القدر
في كينونة الانسان واستمرارية الوجود المشبع
بألوان الحياة الكثيرة والمتضاربة ...
لطالما زرت المكتبات التي تبيع الأشرطة الإسلامية
بمختلف صنوفها وتباين مجالاتها ...
غير أنني أحصر كلامي هنا في:
(( الأناشيد الإسلامية ))
التي انفتق فجرها وبزغت شمسها منذ أمد ليس بالبعيد
فصار لها دورا كثيرة: إنتاجا ونشرا وتوزيع ...
وفي خضم ذلك كله إذا ما وقفنا وقفة صادقة وصريحة
وتساءلنا :
(( أين نحن والنشيد الاسلامي ؟ كيف كنا وإلام صرنا ؟
هل ما زال النشيد يؤدي هدفه النبيل ورسالته السامية
في نشر القيم والمثل الإسلامية العليا؟
هل ما زال النشيد محافظا على
رونقه الجميل في ظل الكلمة الهادفة والأداء الجميل
والرسالة الموجهة؟
أم أن النشيد بات حاله حال أي تجارة أخرى يسعى من وراءه
للكسب السريع وتحقيق الربح الكبير خلف ستار أنه:
(( اإسلامي وشرعي)) ؟؟
وكيف هم منشدينا ؟؟
وأين موقع:
(( الموهبة في الأداء )) من الاعراب؟؟
هل ما نشاهده هي مواهب حقا أم أنها
(( عمليات جراحية تجميلية مكثفة ))
من خلال زخم:
المؤثرات الصوتية (( البشرية ))
حتى صرنا لا نكاد نميز صوت المنشد
من هذه الضوضاء الصاخبة والغير لائقة ؟؟
هل هنالك معايير و ضوابط من خلالها قيمنا مستوى
هؤلاء المنشدين ومن قام على
تلحين أناشيدهم و كتابة كلماتها ؟؟
أم أننا صرنا نتلقف أي شريط وأي مادة صوتية
من هذا المنشد أو ذاك؟
لم صارت أسعار الأشرطة تصل إلى
أكثر من ريال أو ريالين إذا كان القصد
منها الرقي بمستوى المجتمع أفرادا وجماعات
والوقوف على مواضع الخلل ومحاولة تطبيبها
بالشكل والطريقة المثلى وليس الغرض المادي البحت؟
***
والسؤال الذي شغل بالي كثيرا جدا
وحرت في تفسيره وإيجاد المخرج المناسب له
غير
أني عجزت تماما ولم أستطع تفسير هذه الظاهرة ..
السؤال بكل بساطة هو :
(( لماذا أخذ المشدون في أيامنا هذه بوضع صورهم
البراقة على أغلفة الالبومات الإنشادية منتقين أجمل الصور
في تنمق ملحوظ وإبراز لأشكالهم في أجمل حلة
و
أبهى هيئة ؟؟كيف يرضى الواحد منا أن تقتني
زوجته أو أخته أو أبنته أو أحدا من أهل بيته هكذا
أشرطة وكيف رضي المنشد على نفسه هكذا صنيع ؟؟
هل هذا يصب في الحفاظ على
أعراض المسلمين وعدم خدش الحياء
والتلاعب بمشاعر وأحاسيس نسائنا وفتياتنا المسلمات ؟! ))
كثيرا ما نوقشت قضايا عديدة في الخلافات الاسرية
مبعثها أن أحد الزوجين أو كلاهما يقارن الآخر
بما يشاهده على التلفاز من الممثلين والممثلات
ومن سار على شاكلتهم حيث يجدا الفرق الشاسع
بين ما يراه و بين شريك حياته فيعيش حياة متناقضة
وهما لا أساس له من الواقع
فيرى في نفسه البؤس و عدم العيش كما ينبغي له أن يعيش ؟؟
وليس ببعيد عنا
ما أحدثته _ وما زالت تحدثه _
المسلسلات التركية
من مشاكل جمة في مجتمعاتنا الإسلامية من
تفككات أسرية ونشوب مشاكل لا حصر لها وسببها الرئيس:
الفسق والمجون الذي نراه عيانا ورغم إدراكنا التام
لفساد وخبث نوايا وطويا من أخرج وأوصل هكذا أعمال
فإننا نصر
أن نتابع مجريات المسلسل أو الفلم ... متى نستفيق ؟ متى نصحو ؟
ولكننا بلينا وابتلينا في إنشادنا الاسلامي
بوجود شرذمة من المنشدين ممن لم يفقهوا
ولم يعوا ويدركوا هدف النشيد و عظم رسالته السامية ؟؟
أصبح همهم الشاغل إصدار الالبومات الراقصة في إطار:
(( الغناء وليس الانشاد الاسلامي )) ...
أصبح الواحد منهم يتهافت على
لصق أجمل صوره على وجه ألبومه
ولا أدري حقيقة ما الهدف من ذلك ؟؟
وهذا
(( الغبش ))
فيما يسمى ب
(( المؤثرات الصوتية ))
المبالغ فيها إلى حد لا تقبله الفطرة السوية ولا المنطق السليم
مما أخرج لنا عملا متدنيا في سلم
الكلمة الهادفة
و
المعنى السامي
غير أنه بات ينافس الأغاني الماجنة والصاخبة في مؤثراتها وأدواتها
الموسيقية حتى بات الواحد
لا يميز بين صوت الموسقى وما سماه الكثيرون ب
(( المؤثرات البشرية )) ...
حينما نعود إلى أشرطة الانشاد القديمة
ونقارنها بما آل إليه النشيد اليوم لأدركنا
حجم الفارق و عظيم الاختلاف بين
ما كان وبين ما هو عليه الآن ...
ألخص ما سبق في النقاط اثلاث الاتية :
1. ابتعاد النشيد اليوم عن مقصده الذي
من أجله وجد و هدفه الذي بسببه أوجد.
2. المؤثرات البشرية المبالغ فيها والتي جعلت
النشيد أقرب ما يكون للاغاني الموسقية .
3. إتجاه الكثير من المنشدين في وقتنا الحالي إلى
وضع أجمل الصور الشخصية على أغلفة الاشرطة
من غير هدف واضح ولا سبب يبرر ذلك ولا تفسير إلأ ما سبق.
هذا وأعتذر على الإطالة وما بقي في القلب أكثر وأكثر .
دمتم برعاية اللله تعالى وكل عام والجميع بخير