فتى على الطريق كتب:
أختلفت نظرة الشعوب إلى المرأة عبر التاريخ , وبالتالي اختلف ما كان تتمتع به من حقوق باختلاف تلك الشعوب والحضارات المختلفة .
ففي المجتمعات البدائية الأولى كانت غالبيتها أمومية , وللمرأة السلطة العليا.
ومع تقدم المجتمعات وخصوصا الحضارت القديمة لحوض الرافدين , اصبحت الحرب وظيفة الرجل الرئيسية مما أعطاه أفضلية أجتماعية .
لذلك ليس من الغريب ان الشريع الاولى ظهرت في حوض الرافدين , مثل شريعة (اورنامو) التي شرعت ضد الاغتصاب وحق الزوجة بالوراثة من زوجها .
شريعة (اشنونا) اضافت إلى حقوق المرأة حق الحماية ضد الزوجة الثانية .
وشريعة (بيت عشتار )حافظت على حقوق المرأة المريضة والعاجزة وحقوق البنات الغير متزوجات .
شريعة (حمورابي ) التي احتوت على 92 نصا من أصل 282 تتعلق بالمرأة , وقد أعطت شريعة حمورابي للمرأة حقوقا كثيرا من أهما :
1- حق البيع والتجارة
2- والتملك والوراثة
3- ولها الأولوية على الزوجة الثانية في السكن والملكية وحفظ حقوق الوراثة والحضانة والعناية عند المرض.
في العهد الأغريقي :
لم يكن للعهد الأغريقي للمرأة الحرة الكثير من الحقوق , فقد عاشت مسلوبة الأرادة ولا مكانة اجتماعية لها وظلمها القانون اليوناني فحرمت من الأرث وحق الطلاق ومنع عنها التعلم , في حين كانت للجواري حقوقا أكثر من حيث ممارسة الفن والغناء والفلسفة والنقاش مع الرجال .
وفي مدينة إسبارطة اليونانية ..كان وضع المرأة أفضل , فقد منحت المرأة هناك حقوق حيث حصلت على بعض المكاسب التي ميزتها على أخواتها في بقية المدن اليونانية وذلك بسبب انشغال الرجال بالحروب والقتال.
ومع تقدم الحضارة الأغريقية وبروز بعض النساء في نهاية العهد الأغريقي إزدادت حقوق المرأة الأغريقية ومشاركتها في الاحتفالات والبيع والشراء .
لم يكن ينظر للمرأة كشخص منفرد وانما جزء من العائلة وبالتالي فأن الحقوق كانت مبنية على قيم مختلفة على خلاف ما هو معروف في وقتنا الحالي , ولكون المرأة جزء من العائلة فان الأساس الذي بني عليه حقها يتعلق بالحقوق التي تتضمن الانسجام والبقاء ,لذلك كانت العائلة تخضع للرجل الذي يتولى حماية العائلة .
العصر الروماني :
حصلت المرأة على حقوق أكثر مع بقائها تحت السلطة التامة للأب أو لحكم سيدها أن كانت جارية , أما المتزوجة فقد كان يطبق عليها نظام غريب أما أن تكون تحت سلطة وسيادة الزوج أو أن تعاشر زوجها وتبقى مع أهلها وسلطته!!. وقد تركت لنا الأثار الكثيره من المعلومات التي تشير إلى ان المرأة كانت قاضي وكاهن وبائع ولها حقوق البيع والشراء والوراثة كما كان لديها ثرواتها الخاصة .
العهد الفرعوني :
في مصر كانت للمرأة حقوق لم تحصل عليها أخواتها في الحضارات السابقة ,فقد وصلت للحكم وأحاطتها الأساطير , كانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج , كما انها شاركت في العمل من أجل إعالة البيت المشترك .
كان الفراعنة يضحون بالمرأة لنهر النيل تعبيرا عن مكانتتها بينهم , إذ يضحى بالأفضل والأجمل في سبيل الحصول على رضى الآلهة !.
أما في الصين :
فقد ظلمت هناك المرأة ظلما كبيرا فقد سلب الزوج ممتلكاتها ومنع زواجها بعد وفاته , وكانت نظرة الصينين لها كحيوان معتوه حقير ومهان .
وفي الهند :
لم تكن المرأة بحال أحسن فقد كانت تحرق أو تدفن مع زوجها بعد وفاته مباشرة أكانت حية أو ميته .
وفي فارس :
منحها زرادشت حقوق أختيار الزوج وتملك العقارت وادارة شؤونها المالية , ولا زالت المراة الفارسية تتمتع حتى الآن بوضع اجتماعي أفضل .
وعند العرب :
أما العرب فكانت عند بعض القبائل والعشائر عادة كانت مهانة للمرأة وحق البشرية وهيه وئد البنت فإذا بشر أحدهم بالبنت سرعان ما يسود وجه ويذهب ويدفنها بلا حق ولا خطيئة فقط لأنها جائت بنت وكان يريدها ولد وقد قال الله في كتابه الكريم في ذلك (واذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) " صدق الله العظيم . وقوله تعالى (( واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم , يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون )) .صدق الله العظيم .
وكانت المرأة مسلوبة التعليم والرعاية والظهور بين الرجال في ساحات القتال والتجارة وكانت منبوذة الأحترام والتقدير وقد كان البعض يتزوج أمة بعد موت أبية خوفا من ذهاب الميراث لشخص غريب ...
هذا ما كان من المرأة قبل الأسلام ومما كانت عليه من معاملة حسنة والأخرى سيئة ..
الخلاصة يتبين لنا في بعض العصور أخذت حقها ولكن كان به قصور أو زيادة والبعض كان سلبها أتفه الحقوق والواجبات ولو نلاحظ أن المرأة في معظم العصور كانت لها حقوق مادية من المال والتجارة والعمل ... ولكن هناك حقوق أساسية غفلت عنها قوانين تلك الشعوب وجاء الأسلام مكمل وشامل لحق المرأة وسنتكلم عنه أن شاء الله في النقطة الثانية في المرأة منذ الفجر الأسلامي وما بعده ..
والآن أترككم مع التعليقات والردود الأيجابية والنقاش الجاد بين بعضنا البعض ولو أختلفنا قليلا سنتفق كثيرا بأذن الله ولكن بدون مشاركات مثل ( ورى كل رجل عظيم إمرأة والسلام , أو عاشت المرأة , أو أعطونا حقنا , ...الخ فنحن ليس في مظاهرة بل في نقاش أدبي وتاريخي وعذرا للمشاركين فقط للبيان الصحيح وليس للإهانه والتجريح )...
أخوكم : فتى على الطريق
معلومات جميلة أخي الكريم...
أعطتنا فكرة شاملة عن حال المرأة عبر مختلف العصور السابقة
بقي عن العهد الإسلامي.. والعصر الحالي .... بانتظار التكملة أخي ...:)
سبحان الله وبحمد